حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الثورة مستمرة إلى أن يخرج المجلس العسكري من السلطة السياسية

عمرو واكد: الفنانون الذين حققوا النجومية بسبب تقربهم من السلطة لا بد أن يرحلوا معها

القاهرة: «الشرق الأوسط»

يعتبر الفنان عمرو واكد من بين أهم النجوم الذين برزت أسماؤهم بقوة في الثورة المصرية، فهو قاد المظاهرات، واعتصم في ميدان التحرير، كما كان في مقدمة الفنانين الذين حركوا الشعب المصري للمطالبة بحقوقه وفي طليعتها إسقاط النظام.

وعن السبب الذي يدفع بفنان دون سواه للتحرك والمشاركة في الثورات قال: «أعتقد أن وجود الفرد بين الناس يفرض نفسه، لأن من يجلس في بيته لن يهتم بأي شيء، بدليل أن هناك فنانين انضموا إلى الثوار بعدما نزلوا إلى الميدان. صحيح أن البعض منهم اتخذ قراره بعدما وجد أن الدفة مالت إلى مصلحة الثوار، ولكنني لا أستطيع الحكم على النيات لأنني من ناحيةٍ فنان مثلهم، ومن ناحية أخرى لأن القناعات يمكن أن تتغير، فأنا مثلا يمكن للخبرة والمعرفة والعلم أن يغيروا قناعاتي، ولا يوجد إنسان (صح على طول)، وفي المقابل هناك فنانون مشهورون جدا مواقفهم (مع الموجة)، ولكن سقفهم عند الناس يكون متدنيا جدا، ولا أعتقد أنه كان عاليا في يوم من الأيام، فنحن مثلا لو تناولنا حقبة حسني مبارك، من الناحية السينمائية، فسنجد أنها كانت (أكثر سينما مريضة) في تاريخ السينما المصرية، لأن السلطة لم تسعَ إلى إجراء إي تطوير فيها، كما أن أصحاب الأفكار الأدبية الراقية كان يتم القبض عليهم، أو يهربون خارج مصر أو ينصرفون عن العمل الأدبي للعمل (سوّاقي أجرة). السينما المصرية في الفترة السابقة لم تنَل ما تستحقه على مستوى ونوعية الأفلام، وكصناعة لأنها ظلت محصورة في السوق المحلية».

وعن رأيه في مستوى الأفلام التي شارك بها، بخاصة وأن واكد كان من بين الفنانين الذين حوربوا بشدة في زمن مبارك وطالتهم الكثير من الإشاعات المغرضة، قال: «طبعا أنا تعرضت لمحاربات كثيرة، ولكنني في الوقت نفسه تعلمت الكثير من تجاربي. في الفترة السابقة كانت المقاومات ضدي شديدة، ولكني لا أعرف ما إذا كانت مقاومات طبيعية أم مدبرة. المشوار كان صعبا جدا، ولكني لا أرى أن السينما القديمة سوف تختفي، بل هي ستشكل في الفترة المقبلة 5% من السوق»، وعما إذا كان يقصد بالسينما القديمة «سينما زمن مبارك»، يجيب واكد: «طبعا، لأن المعادلة الخاصة بها قديمة جدا. كيان السينما العربية يرتكز على السينما المصرية، ولكن للأسف أفلامها ليست جيدة من حيث النوعية ولم تشارك في المهرجانات، على الرغم من أن السينما المصرية هي التي كسبت».

واكد الذي لم ينَل فرصته في «السينما القديمة» يفسر نجومية بعض فناني تلك السينما بقوله: «إنه النصيب والرزق، ولكنني بشكل عام لست اجتماعيا ولا أشارك في الحفلات وأعياد ميلاد (الزميلات والأخوات)، أما بالنسبة للفنانين الذين حققوا النجومية بسبب تقربهم من السلطة فكل المجتمعات يوجد فيها هذا النوع من الفنانين، وهؤلاء لا بد وأن يرحلوا مع رحيل السلطة التي دعمتهم. في المقابل هناك فنانون، سنراهم كثيرا على الشاشة خلال الفترة المقبلة، لأنهم «سلطة بحد ذاتهم». ولأن الثورة فرزت الفنانين بين نجوم ثورة، من بينهم واكد نفسه، وفناني سلطة يتوقع أن يأفل نجمهم مع رحيلها، يوضح واكد: «لا يمكنني أن أعتبر نفسي نجم ثورة، كما أنه لا يحق لأي فنان أن يقول عن نفسه بأنه نجم ثورة. أنا واحد من الناس الذين شاركوا في الثورة، أما نجوم الثورة فهم الشهداء الذين سقطوا وكذلك الناس الذين دفعوا أثمانا باهظة جدا. بالنسبة للنجوم الذين كانوا محسوبين على السلطة فيجب أن نكون واضحين جدا عند التحدث عنهم، لأن عمل الفنان هو الذي يقيمه، وليس موقفه السياسي، وربما يكون من بين هؤلاء من يملك موهبة حقيقية ويحبه الجمهور، ولذلك فهو لا يمكن أن يختفي أبدا، أما الفنان غير الموهوب والذي كان موجودا فنيا لأن له مكانة في السوق، بفضل علاقاته أو مصالحه أو سواها من الأمور، وتبنى موقفا خاطئا واعتقد أنه يمكن أن يصححه، فلا أعتقد أن الموقف الجديد يمكن أن يفيده، لأن الأساس، أي الموهبة، غير متوفرة فيه، وهو بمجرد أن يسقط لن يتمكن من النهوض مجددا مهما فعل».

وعند سؤاله هل تعيش مصر تعيش حاليا ثورة جديدة أم أن ما يحصل فيها هو من تداعيات ثورة 25 يناير، أجاب واكد: «الثورة لا تزال مستمرة والناس في الشارع. مبارك لم يرحل وهو يحاكم حاليا. صحيح أنه تنحى ولكن النظام نفسه لا يزال موجودا و(البلد لسه ماشية) على نظامه ولا شيء اختلف، أما القطاع الأمني فلا تزال تشوبه شوائب كثيرة جدا، ولا يزال هناك مواطنون يتعرضون للخطف، ولا يزال هناك (آلاف مؤلفة) في السجون وفقا لمحاكمات عسكرية، ولا يزال هناك قوانين تشرع ولا أحد يعرف عنها شيئا، ولا يزال هناك (ناس لابسة ميري تمسك بناس لابسة مدني تقلعها هدومها وتضربها)».

ولا يعرف واكد ما إذا كان مبارك يحكم مصر من داخل سجنه أو ما إذا كان المجلس العسكري يعتمد أسلوب مبارك في الحكم، قائلا: «الله أعلم! سواء كان هذا أو ذاك الاحتمال، فذلك ليس مهما، بل المهم أن تصبح العلاقة جديدة بين الدولة والمواطن. الثورة سوف تستمر إلى أن يخرج المجلس العسكري من السلطة السياسية، وهذا المطلب لا يختلف عليه أحد من الثوار، وإن اختلفوا على آلياته، لأن كل الحركات الثورية التي لا تزال تناضل تجد أن المجلس العسكري عقبة في طريق تحقيق أهداف الثورة. صحيح أن هناك فئة من الناس مع المجلس العسكري وفئة ضده، ولكنها (مش مستعدة تقول) لأنها تخاف على مصالحها، وفئة ثالثة (مش فاهمة) ماذا يحصل، ولكن الحركات الثورية كلها ضده، ومثلها فئة كبيرة من الشعب. المجلس العسكري لا يزال موجودا في السلطة منذ فبراير (شباط) وحتى اليوم، وهو عاجز عن محاكمة (واحد قتل)، ويبدو أن موضوع قتل المواطنين لن يحاكم عليه القانون أبدا، وهذا يعني أمرا من اثنين: إما أن المجلس العسكري لا يريد أن يحاسب أحدا، وإما أنه غير كفء بل عديم الكفاءة. أعتقد أن المجلس العسكري (مش فاهم الناس خالص) و(يمكن يكون فاهم»، ولكنه (يلاعب الإخوان)، ولكن كل الأحداث التي حصلت خلال الفترة الماضية جعلتهم يخسرون سياسيا كما أنهم خسروا أيضا الشارع المصري، والأمر ينطبق على الطرفين، الإخوان والمجلس العسكري، ولكن الأخير يملك الكيان المؤسسي الخاص بالقوات المسلحة ويمكنه أن يستند عليه، أما الأخوان المسلمون فيستندون على نضال عمره 80 سنة، ولكن يبدو اليوم أنهم تخلوا عن نضالهم بعدما تصدروا الحكم. وهناك سؤال يطرح نفسه، فهل يجوز لكيان معارض أصلا، لأن الإخوان من الكيانات المعارضة وهيكليتهم مبنية على أساس المعارضة، أن يقف ضد المجلس العسكري، بعد أن أعطاه 70% من البرلمان! أنا أرى أن كل القوانين والتشريعات التي صدرت كانت بهدف تحقيق هذه النتيجة، لأنها لم تسمح للأشخاص المستقلين أن ينافسوا على قوائم الأحزاب، وفي مثل هذه الحالة كان أمام الناس خياران لا ثالث لهما، إما الفلول وإما التيارات الدينية، وجاءت النتيجة مزدهرة لمصلحة التيار الديني لمعاقبة الناس (اللي عاملين فيها لبراليين) ولكي يوصلوا رسالة لمن قال (فليسقط حسني مبارك): سنحضر له البعبع أو الفزاعة التي يخاف منها، هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فلأن التيارات الدينية ليست متوافقة في ما بينها، فلا بد وأن يقع الخلاف بينها، وعندها يتدخل المجلس العسكري، بشرعية تامة و(ابقى طمني على الديمقراطية)». وعند سؤاله: «هل يخاف واكد على مستقبل مصر؟»، أجاب: «المسألة ليست سهلة على الإطلاق، والأزمة لن تنتهي خلال الفترة القريبة المقبلة. مصر تعيش الآن مرحلة (اللعب بين الكبار)، وفي آخر المشوار الشعب هو الذي سوف يفوز، ومن يلعبون سياسة وصل إليهم الجواب، لأن جوّ المزج بين الدين والسياسة بدأ يتحول إلى موضة قديمة، وهم سوف يصبحون كسائر السياسيين، وسوف يحاسبون على الوعود التي قطعوها للناس، والناس ينفد صبرهم بسرعة. حسني مبارك حكم 30 عاما و(الناس كبروه وألّهوه)، والأمر نفسه ينطبق على المجلس العسكري، عندما تسلم الحكم في مصر، وأعتقد أن من استطاع أن يتخلص من شخص حكم 30 عاما لن يصعب عليه التخلص ممن لا تتجاوز فترة حكمه الـ10 أشهر، والمسألة تتطلب وقتا ضئيلا للتخلص من بعض الرواسب، لأن (الجسر انكسر)، والطوفان آتٍ لا محالة، ولن يستطيع أحد أن يقف في وجهه، وإن كان يستطيع أن يعرقله قليلا أو أن يؤخر وصوله».

وعما إذا كان وصول الإسلاميين إلى الحكم يمكن أن يؤثر على الحياة والفن في مصر، يجيب واكد: « وهل الناس دي رشحت نفسها علشان تبوظ الفن؟ فليطعموا الناس أولا، وليجدوا حلا لمشكلة البطالة، وليعاينوا الأمراض وليعالجوا أوضاع المؤسسات التي تضررت. الفن له أصحاب ولا يحق لأحد أن يحدد المسار الفني والصورة التي يمكن أن يكون عليها الفن، لأن هذا الأمر من مسؤولية أهل الفن وحدهم».

أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية والشخص الذي يعتقد أنه يمكن أن ينقذ مصر فيقول واكد: «الشعب وحده هو الذي سوف ينقذ مصر، ولا يمكن لرجل وحده أن يتحكم بمصيرها، لأن هذا العصر انتهى ومات، (ولو هيرجع تاني مش عاوزينه). أما بالنسبة لموقع الرئيس فإن الدستور هو الذي يحدد الشخص الذي يمكن أن يشغل منصبه، وشخصيا لا يوجد شخص معين ولا أفكر في الموضوع، بل ما يشغلني هم الناس. كل ما يهمني أن يعرف الناس، أن يقولوا وأن يجاهروا، وفي النهاية بدل المرشح يمكن أن نجد 10 رجال مناسبين».

الشرق الأوسط في

27/01/2012

 

الوراثة الفنية لا تصنع النجومية ولا يتقبلها الجمهور

فنانون دخلوا الساحة بشهرة «مكتسبة مسبقا»

بيروت: هيام بنوت

تضم الساحات على أنواعها آباء وأبناء يعملون في «كار» واحد.. فكما في الفن، كذلك في الإعلام والسياسة، يرث الأبناء عن آبائهم مهنهم، متسلحين في معظم الأحيان بشهرة «مكتسبة مسبقا» تسهل عليهم المشوار، وتمنحهم جواز مرور إلى قلوب الناس؛ إذ يكفي أن يكون الشخص صاحب كنية معروفة ليختصر على نفسه سنوات طويلة من الجهد والتعب.

هناك مثل رائج يقول «فرخ البط عوام»، وهو يطلق عادة على الفنانين الذين يسيرون على دروب الأهل، سواء في التمثيل أو الغناء أو التلحين أو التمثيل أو الإخراج، ولكن الشهرة التي تورث إلى هؤلاء، سلاح ذو حدين، لأنها يمكن أن «تخدمهم» لمجرد كونهن أولاد مشاهير، وفي الوقت نفسه، يمكن تلحق بهم الأذى، خصوصا إذا لم تتوفر عندهم الموهبة، كما أنها يمكن أن تتحول إلى عقدة في حياتهم، بسبب المحاربة التي يمكن أن يتعرضوا لها، لأنهم يكونون ضحايا أحكام مسبقة.

إلى ذلك، ثمة تساؤلات تطرح دائما حول مسألة اختيار أولاد الفنانين الفن مهنة لهم، بينها: هل يمكن أن يرث الأبناء الموهبة عن أهلهم، أم إنهم يتأثرون بالأجواء الفنية التي ترافقهم منذ الصغر، وتجعلهم في مرحلة لاحقة داخل مهنة الشهرة والأضواء والنجومية؟

يعتبر آل الرحباني خير مثال على دور الوراثة الفنية، فمن المعروف أن أولاد الأخوين منصور وعاصي وشقيقهما الأصغر إلياس، كلهم خاضوا غمار الفن، وفي هذا الإطار يقول أسامة، ابن الراحل منصور الرحباني إنه ورثه بالجينة عن والده، إذ حاول العمل في مهنة أخرى إلا أنه في النهاية وقع في فخه ولم يستطع الإفلات منه لأنه عاش وتربى في أجوائه، والأمر نفسه ينطبق على جاد ومروان وغدي وغسان، إلا أن تجربة زياد الرحباني ابن فيروز وعاصي الرحباني، هي الأبرز، مقارنة مع تجارب أولاد أعمامه، لأنه مؤلف ومغن وموسيقي بارز، كما أنه صاحب مدرسة فنية عرفت باسمه، إضافة إلى أنه يشكل ظاهرة بشخصيته المميزة التي تحظى بشعبية كبيرة بين الناس.

ماجدة الرومي هي ابنة الفنان الراحل حليم الرومي، وعنه ورثت حب الفن وجمال الصوت، لكن الأب رفض أن تصبح ابنته فنانة، وعمد إلى مقاطعتها عندما شاركت في عام 1974 في برنامج الهواة الغنائي «استوديو الفن» لكنها أصرت على إكمال ما بدأت فيه غير آبهة لموقفه ونجحت عن فئة الغناء الكلاسيكي عندما تميزت بأداء أغنيات المطربة الراحلة أسمهان، وأثبتت أنها ابنة أبيها. ماجدة الرومي أكدت أكثر من مرة أن الفن كان يسري في دمها منذ الصغر، لأنها كبرت في منزل فنان عظيم بحجم حليم الرومي، حتى إنها أعادت غناء بعض أعماله من بينها «عطر»، ثم ما لبثت أن طلبت منه السماح عندما قررت احتراف الغناء وفضلت أن تكمل مشوارها الفني وهو راض عنها. وتبدو تجربة الفنانة المعتزلة نهاد فتوح ابنة الفنانة الراحلة سعاد محمد متشابهة في بعض تفاصيلها مع تجربة الرومي، فهي تخرجت من البرنامج نفسه وغنت أعمال كبار الفنانين وحظيت بإعجاب لجنة التحكيم، لكن الأم اعترضت بشدة على عمل ابنتها في الفن، لأنها كانت تعرف كواليسه، لكن موقف الأم فسر بطريقة خاطئة من قبل الابنة، التي اتهمت والدتها بأنها تغار منها، ليتبين لها في مرحلة لاحقة أن والدتها كانت محقة في كل ما قالته لها خاصة أنها تعرضت للكثير من الإزعاجات والمحاربات التي دفعتها إلى الانسحاب وارتداء الحجاب واعتزال الفن. في المقابل، فإن وضع هويدا ابنة الفنانة صباح يبدو مغايرا تماما لوضعي نهاد فتوح وماجدة الرومي، فهي وعلى الرغم من الفرص الفنية الكثيرة التي أتيحت لها للعمل في الفن، كونها ابنة فنانة معروفة جدا، فإنه لم تحبه، بل عملت فيه لمجرد فكرة راودتها، ولأنها كانت منبهرة بشهرة والدتها. ومن المعروف أن هويدا شاركت في أكثر من فيلم سينمائي، لكنها ما لبثت أن هاجرت إلى الولايات المتحدة وابتعدت عن الفن نهائيا منذ سنوات طويلة، وهي تردد أمام الأصدقاء أنها نادمة على تلك التجربة الفنية التي خاضتها عن غير قناعة لأنها جعلتها ترزح تحت عبء ثقيل لم تستطع تحمله.

الممثلة جومانا شرف الدين ابنة الممثل والمخرج فؤاد شرف الدين، تعتقد أن من يتربى في أجواء الفن لا بد أن يتأثر بها، والهالة الفنية التي تحيط بالأهل غالبا ما تنعكس على الأولاد، فيتمسكون بها، خاصة إذا كانوا من أصحاب الشهرة العريضة، ويرفضون الابتعاد عنها مهما كلف الأمر.

بالنسبة لفنانات الجيل الجديد، برزت على الساحة الفنية في السنوات الأخيرة ومن خلال برنامج الهواة «سوبر ستار 3» فنانات اقترنت أسماؤهن بصورة بديهية بآبائهن، ومنهن بريجيت ياغي ابنة المطرب عبدو ياغي، ورنين الشعار ابنة المطرب عبد الكريم الشعار، وهبة منذر ابنة المايسترو عبدو منذر، اللاتي يعملن من أجل تثبيت أقدامهن على الساحة الفنية. وبرز أيضا اسم الفنانة ألين لحود التي تنتمي إلى عائلة فنية عريقة؛ فوالدتها هي الفنانة الراحلة سلوى القطريب وعمها هو الكاتب والمخرج المسرحي روميو لحود، ولكن ألين لا تسمح لأحد أن يتهمها بأن نجاحها يعود إلى كونها ابنة سلوى القطريب: «لم أعمل يوما مع العائلة، والاسم ساعدني في بداية الطريق فقط، ومن بعدها أكملت المسيرة بمفردي. عندما ربحت الجوائز خارج لبنان، لم يكن أحد يعرفني، ويومها كتبت الصحافة أن فتاة لبنانية فازت في المسابقة من بين 30 دولة، وفي مرحلة لاحقة ذكر الإعلام اسمي، وعرف الناس أنني ابنة سلوى القطريب، ولكني لا أجد ضررا في ذلك لأن (زيادة الخير خير)، واسم والدتي أضاف إلى رصيدي وزاد من إعجاب واهتمام الناس بي. لكنني في الأساس أملك الموهبة، بينما غيري من أولاد فنانين، دخلوا المجال وحصدوا إعجاب الناس في البداية، ومع الوقت لم يحقق أي منهم نتيجة، بل وكان الفشل حليف البعض منهم. كلنا نعرف أن هناك فنانين حاولوا التمثل بأهلهم لكنهم فشلوا أو (حرقوا أنفسهم) لأنه اختاروا خطا لا يناسبهم، ولا يليق بهم، فليس كل ما يناسب الأهل يمكن أن يناسب الأبناء، وهذا يؤكد أن الاسم يساعد، ولكنه ليس كل شيء، إذا لم تتوفر الموهبة».

ويبدو أن لحود لم تعش يوما عقدة كونها ابنة فنانة؛ «بل أنا أرى في ذلك فخرا لي، ولكنني في مرحلة لاحقة فرضت نفسي معتمدة على شخصيتي الخاصة، حتى أن والدتي كانت تقول دائما إن شخصيتي مختلفة تماما عن شخصيتها. في بداية المشوار حاول البعض أن يقارن بيننا، ولم يكن يحق لي أن أمنعهم، لأننا كلنا وبدافع الحشرية يمكن أن نجري مقارنة بين أب وابنه يعملان في مجال واحد، وهذه المقارنة لم يكن لها أي تأثير سلبي علي في يوم من الأيام».

وترصد لحود نقاط الاختلاف والتشابه بينها وبين والدتها، خاصة أن «الاختلاف يكمن في الشخصية وكيفية التعامل مع الأمور كما بنوعية الأعمال، أما أوجه الشبه، فتكمن في أننا عملنا في المسرح والتلفزيون، فهي شاركت دراميا في مسلسلين، وإلى جانبهما خاضت تجربة المسرح الغنائي. أما أنا، فتنوعت تجربتي بين المسرح الغنائي، والمسرح العادي، والدراما التلفزيونية. أنا أؤمن بأن الله خص الإنسان بميزات يجب أن ينتبه إليها وأن ينميها بدل أن يلجأ إلى التقليد، لأن المقلد شخص ضعيف وينقصه الخلق والإبداع. ولكنني لم أتعمد الغناء باللغة الأجنبية، كي لا يقال إنني ابنة سلوى القطريب، بل إن الأمر حدث عن طريق الصدفة عندما كان غسان الرحباني يبحث عن صوت يمثل لبنان في تركيا ووجدني أفضل من يمثل لبنان في هذه المسابقة، لأن ميولي الفنية كانت غربية وأتابع كل ما له علاقة بالموسيقى الغربية، على الرغم من أن أهلي حرصوا على تثقيفي على الطرب والفلكلور اللبناني والدبكة. في البداية، أنا لم أكن أخطط لمشواري الفني لأنني كنت أبحث عن هوية فنية خاصة بي، ولكن قبل أربع سنوات، بدأت أحسب خطواتي جيدا، لأنني أصبحت أكثر نضجا وتجربة وخبرة لاختيار ما يناسبني ورفض ما لا أجده مناسبا. اليوم أعرف أنني ممثلة ومغنية تؤدي ألوانا مختلفة، وقريبا يشاهدني الناس في المسرح الرحباني بدور جديد وجريء، يختلف عما قدمته سابقا، تلفزيونيا ومسرحيا».

لكن هل تؤمن لحود بالوراثة الفنية؟ تجيب: «إذا توفرت الموهبة لا بد أن يفرض الفنان نفسه، سواء كان ينتمي أم لا إلى عائلة فنية. هناك أشخاص عاشوا في أجواء الموسيقى، والمسرح، والإعلام والصحافة، لكنهم لم يكملوا في المجال، وظلت تلك الأجواء مجرد خلفية ثقافية عندهم. ربما يرث الفرد جينات الفن عن أهله، ولكنه لا يمكن أن يفرض نفسه إذا لم يعمل على تطويرها. ولكن هذه ليست قاعدة عامة، لأنه لو كان لدي إخوة، فهذا لا يعني أنه يجب أن نكون جميعا أصحاب موهبة».

على عكس ألين لحود، يبدو أن المخرج بشير أسمر عانى كثيرا من عقدة كونه ابن مخرج معروف: «المحاربة ترافقني منذ أن كنت في الجامعة لأن أيا من الطلاب، خلال ثلاث سنوات جامعية، لم يصوت على تنفيذ أي مشروع من مشاريعي الإخراجية. في البداية، كنت أعتقد أن عملي ليس جيدا، ولكن تبين لي أن أحكام الطلاب المسبقة هي السبب، فهم كانوا يعتقدون أنه لا يحق لي أن أحصل على فرصة لمجرد كوني ابن سيمون أسمر. ولكن وعن طريق الخطأ تم اختيار أحد مشاريعي للمشاركة في أحد المهرجانات وفاز بالجائزة، ومن يومها تغيرت النظرة إلي، وتبين للجميع أن لا علاقة لوالدي بعملي، وأنني كنت مصيبا عندما اخترت اختصاص الـ(audio- visual)، وفي مرحلة لاحقة عندما دخلت الوسط، استمرت المحاربة، وهذه مسألة عادية، ففي لبنان (إن لم تكن ذئبا تأكلك الذئاب)، ولذلك أعلن أنني كنت (أسن أسناني)، وفي المرحلة اللاحقة سوف أباشر (العض) ولن أسكت أبدا بعد اليوم».

كما يشير أسمر إلى الظلم الذي يتعرض له أولاد المشاهير: «منذ طفولتي وهم يشيرون إلي بالأصبع، وحتى اليوم أقرأ على الشفاه: (هذا ابن سيمون أسمر)، وسواء كانت المسألة إيجابية أم سلبية، فإنها ليست سهلة، فنحن لم نختر أهلنا ونجد أنفسنا مضطرين للتكيف مع هذا الوضع. أنا اخترت الإخراج لأنني لا أحقق نفسي في أي مجال آخر، ومنذ الصغر كنت أطلب من والدي أن يصطحبني إلى الاستوديو لكي أعرف ماذا يجري في الكواليس، وعندما كبرت اخترته كاختصاص، لأنني كنت أعرف ماذا أريد. لكن أسلوبي يختلف تماما عن أسلوب والدي، وفي الأساس، أنا لم أكن أستشيره ولا آخذ برأيه؛ بل هو، كغيره من الناس، يتابع أعمالي عندما تعرض على التلفزيون، وإن كنا أحيانا نعمل معا ونتبادل وجهات النظر، فأستفيد من خبرته الطويلة في الإخراج، وهو يتعلم مني التقنيات الحديثة. بصراحة لا عرف ما إذا كانت الوراثة الفنية موجودة أم لا، ولكن فيها شيء من الحقيقة».

أما الممثل يورغو شلهوب، ابن الفنانين السي فرنيني وجورج شلهوب، فعندما يسأل: هل تجاوز عقدة أنه ابن والديه؟ يقول: «في الأساس، لم أعان هذه العقدة لكي أتجاوزها، فأنا فرضت نفسي على الساحة منذ أول عمل قدمته، وتبين للجميع أنني لم أتعد على مهنة التمثيل. لست بحاجة لأن أبرر لأحد لماذا أنا موجود على الساحة من منطلق أن والدي يعملان من قبلي في المجال؛ بل إن هذا الأمر هو إضافة وفخر، وهناك مثل يقول: (الشمس طالعة والناس قاشعة).

الشرق الأوسط في

27/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)