حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الموجة الجديدة... حكاية ثورة سينمائيّة

وقت للحياة في «متروبوليس» بيروت

عثمان تزغارت

الحركة التي أبصرت النور في باريس الخمسينيات، تحتل موقعاً مفصلياً في تاريخ الفن السابع. الجمهور اللبناني على موعد ابتداءً من الخميس مع غودار وتروفو وشابرول والآخرين

باريس | مثّلت «الموجة الجديدة» منعطفاً في تاريخ السينما. نقلت الفن السابع من البنى التقليدية التي كانت مهيمنة لغاية أواخر الخمسينيات، إلى آفاق رحبة من الحرية والتنوع والتجريب. نشأت هذه الموجة في خضم التوجه التحرّري العام الذي ساد العالم في هذه المرحلة، مع بروز حركات التحرر في العالم الثالث، وحركات النسوية ومناهضة الدور الاستعماري لفرنسا من قبل نخبها ومثقفيها من الجزائر إلى فيتنام.

اليوم، تستعيد بيروت تلك الصفحات التأسيسيّة المضيئة من تاريخ أوروبا الثقافي والسياسي والإبداعي، من خلال تظاهرة بعنوان «وقت للحياة: ثمانية من طليعيّي الموجة الجديدة» التي تقدّمها جمعية «متروبوليس» بالتعاون مع «المركز الفرنسي في لبنان» في «متروبوليس أمبير صوفيل»، ابتداءً من 19 يناير الجاري (راجع المقال المقابل).

صبّت جهود رواد الموجة الجديدة، من فرنسوا تروفو وجان لوك غودار إلى جاك ريفيت وكلود شابرول، مروراً بإيريك رومير وأنياس فاردا في السعي إلى «تثوير السينما». تُرجم ذلك بكسر الأشكال الفنية والرؤى الإخراجية الكلاسيكية عبر إسقاط السيناريو التقليدي، وتغييب الحبكة الحكائية ذات المحنى الخطي، لحساب الارتجال والتجريب. وبذلك، أرادوا الاستعاضة عن اللغة السردية بلغة بصرية أكثر قدرة على الإمساك باللحظة الراهنة في عفويتها وصدقيتها وتوترها.

ولم تقتصر تأثيرات الموجة الجديدة على تثوير البنى الإخراجية والتقنيات والرموز السينمائية فحسب، بل أحدثت أيضاً تحولات جذرية في اختيار المضامين وأساليب المقاربة التي اتّسمت بالشخصنة والفردانية وتغليب الانشغالات الحميمية على الهمّ العام. غابت مع هؤلاء السينمائيين الجدد صورة «البطل» «صانع الخوارق»، لحساب شخوص إشكالية قلقة وتائهة، ما أدى إلى كسر هالة «البطل» الرومانسي، بعيداً عن النمط الهوليوودي والاتجاهات السياسيّة المختلفة، ليحتل الشاشة صنف جديد من «الأبطال العاديين» ـــ وفق تعبير غودار ـــ الباحثين عن «مكان تحت الشمس».

لكن الميلاد الحقيقي لـ«الموجة الجديدة» بوصفها توجهاً سينمائياً مؤهلاً لأن تكون له امتدادات وتأثيرات عالمية، بدأ فعلياً مع دورة «مهرجان كان» 1959. في تلك السنة، تمكن ثلاثة مخرجين قادمين من عالم النقد (مجلة «دفاتر السينما» Cahiers du Cinema) من مزاحمة عمالقة الفن السابع. هكذا، حاز تروفو جائزة أفضل إخراج عن رائعته Les 400 coups (طيش الشباب)، أما غودار فأبهر الكروازيت بفيلمه ذي المنحى الراديكالي A bout de souffle الذي يصنّف اليوم بالعمل المرجعي المؤسس للموجة الجديدة. واكتمل المشهد بفيلم «أولاد العم» لشابرول الذي ظل محافظاً على بصمة ميّزته عن رفاقه وحملت تأثيرات من الفن السريالي ومسرح العبث.

ولعلّ تولّي المثقف البارز أندريه مالرو منصب وزارة الثقافة في الحكومة الديغولية، بدءاً من صيف 1958، أدى دوراً في دعم السينمائيين الجدد. تفطن صاحب «الشرط الإنساني» باكراً إلى حجم «الانقلاب الفني» الذي قد يمثّله اقتحام شلة «دفاتر السينما» مجال الإخراج، وتنبّأ بأنّ إقدام هؤلاء النقاد الطليعيين على الوقوف وراء الكاميرا، سيكون له وقع القنبلة في زعزعة الاستبلشمنت السينمائي وخلخلة اليقينيات التقليدية، بما يؤسس لـ«سينما مُفكِّرة». وقد استعاد غودار مصطلح «السينما المُفكِّرة» بعد ربع قرن، معتبراً أنّه الأدق في توصيف سينماه. وبذلك، عبّر الأب الروحي لـ«الموجة الجديدة» عن أنّ «الثورة» التي أحدثتها الموجة الجديدة يجب أن تتّسم دوماً بـ«روح سيزيفية» قادرة على قلب الطاولة وإعادة البناء من الصفر مع كل فيلم!

بذلك رفض «العرّاب» غودار أن تكرّس «الموجة الجديدة» أنماطاً جاهزة تتحول إلى يقينيات دوغمائية تحل مكان اليقينيات الكلاسيكية التي أطاحتها. وقد برهن صاحب «بيارو المجنون» عن قدرة فائقة على التجديد والتطور. من أعماله الملتزمة الراديكالية في الخمسينيات والستينيات، انتقل إلى التجريب والفيديو في السبعينيات، ثم الكولاج الشعري في التسعينيات، وأعلن أخيراً أنه يفكّر في أسلوب مغاير لتوظيف تقنيات الأبعاد الثلاثة. لعل هذه الرؤية الطليعية والقدرة على التطور الدائم لمسايرة روح العصر، هي التي تفسر استمرار حضور الموجة الجديدة رغم مرور أكثر من نصف قرن على ميلادها.

نزعة وجودية

ارتبطت نشأة الموجة الجديدة بالنزعة الوجودية التي برزت بقوة في أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ولم يكن من قبيل المصادفة أنّ أول مَن استعمل مصطلح «الموجة الجديدة» في توصيف أعمال السينمائيين الجدد في فرنسا الخمسينيات كانت الكاتبة والمناضلة النسائية فرنسواز جيرو.

واندرج ذلك ضمن سلسلة من التحقيقات السوسيولوجية التي نشرتها في «الإكسبرس»، في تشرين الأول (أكتوبر) 1957، وخصّصتها لرصد مختلف الظواهر الاجتماعية والفنية الجديدة في موطن كامو وسارتر.

الأخبار اللبنانية في

16/01/2012

 

‏الأنكل جان (لوك غودار) حاول أن يفعل شيئاً

روي ديب  

كانت السينما الفرنسيّة غارقة في سباتها بعد الحرب، حين قرّرت حفنة من السينمائيين المشاكسين، معظمهم آتٍ من النقد، صناعة أفلام أكثر شخصية. خرج هؤلاء من الاستوديوات وصوّروا في الشوارع والمقاهي. كتبوا وأخرجوا وعملوا مباشرة مع ممثليهم، ونزعوا الصفة المحايدة عن الكاميرا، واخترعوا أفقاً خاصاً لما عرف بـ«سينما المؤلف». إنّهم مخرجو «الموجة الجديدة»: تروفو، وريفيت، ورينيه، وشابرول، ورومير، وفاردا، وديمي... وطبعاً غودار. غودار (1930) من السينمائيين القلة الذين يجمع المؤرخون على دورهم الحاسم في تغيير مجرى الفنّ السابع. أفلامه كانت مصدر إلهام عدد من المخرجين طوال السنوات الستين الماضية. لقد غيّر صاحب «بيارو المجنون» طريقة الصناعة والتفكير في السينما. من بين جميع الذين عرفناهم عبر «الموجة الجديدة»، لعلّه المخرج الذي قدم أوسع تجربة وأغناها. أعماله التي أنجزها على مرّ الزمن والتحولات الأيديولوجية والسياسية والاجتماعية، والتطورات التكنولوجية، استطاعت تقديم فكر سينمائي لا مثيل له. لقد خلق لغة مزج فيها أسلوبه الخاص في الصورة والحوارات والمونتاج، ليخلق سينما خاصة جماليّاً وفلسفيّاً، تعيد تشكيل العالم.

ولد غودار في عائلة بورجوازية وبروتستانتية سويسرية. سافر إلى فرنسا لدراسة علم الأعراق البشرية (الإثنولوجيا). ارتياد صالات الحي اللاتيني أخذه إلى الكتابة، وإذا به ناقد فنيّ في «دفاتر السينما» إلى جانب «رفاق» سيصنعون «الموجة الجديدة». في تلك الفترة، انكبّ غودار الشاب على الروايات والفلسفة والموسيقى والأفلام، مكتفياً حسب اعترافاته بمقتطفات من الأعمال في أغلب الأحيان. وفي أفلامه سيستعيد على طريقته الخاصة تلك المراجع المتناثرة، ليخلق معها مشادات حادة ومواجهات. في أفلامه، لا يستعير غودار فقط من الأدب، بل يخلقه، يكتب نصه كما يفعل الكاتب. هكذا بدأ عام 1954 تصوير الأفلام القصيرة، قبل أن يقدّم أول شريط طويل بعنوان «على آخر نفس» (1959) الذي عُدّ ثورة سينمائية. ثم توالت الأفلام وصولاً إلى «ألفافيل» (1965) الذي سيُعرض ضمن تظاهرة «متروبوليس». إنه فيلم مثاليّ لإظهار قدرة غودار على إعادة خلط المفاهيم واستكشاف أساليب جديدة لصناعة الأفلام. هنا يحوّل باريس إلى مدينة مستقبلية وقلقة، ملأى بالعلامات من خلال طريقته في اختيار التفاصيل: كل شيء مألوف، ويصعب التعرف إليه في آن.

بعد ستين عاماً من التأليف السينمائي، يقول غودار في إحدى المقابلات: «ماتت السينما. السينما بالكاد وجدت. حاولت أن أفعل شيئاً، لكنني الآن...»

«ألفافيل»، جان لوك غودار: الأربعاء 25 ك2 (يناير)

الأخبار اللبنانية في

16/01/2012

 

ثمانية مخرجين غيّروا وجه الفن السابع

يزن الأشقر  

تحتل مدرسة «الموجة الجديدة» مكانة فريدة في تاريخ الفن السابع الذي أعادت النظر بقوالبه، ومفرداته، عبر طريقة السرد والتصوير والكتابة وإدارة الممثّل. إضاءة على أبرز روّادها

رغم انتمائهم إلى الحركة ذاتها، تختلف أساليب المخرجين الذين تحتفي بهم جمعية «متروبوليس» تحت عنوان «وقت للحياة: ثمانية من طليعيّي الموجة الجديدة». ما زالت تجمعهم اليوم، ربّما، دمغة «سينما المؤلف»، كما جمعتهم منذ البدايات النزعة إلى القطيعة والتجديد، وتلك الرغبة في تجاوز السينما السائدة بقوالبها ومفرداتها الجماليّة. عدا ذلك، يمكن القول إننا أمام تجارب وعوالم فنيّة مختلفة تماماً ـــ بل ومتناقضة أحياناً ـــ في ما بينها.

إريك رومير (1920 ـــ 2010)، شاعر الصورة، بدأ ناقداً في مجلة «دفاتر السينما». وبعد عمله في التدريس والصحافة، تولّى مسؤولية المحرر الرئيسي في مجلة «دفاتر السينما» إلى جانب زملائه. في شريطه القصير الأول «تقديم أو شارلوت وقطعة اللحم» (1951) الذي يظهر فيه غودار ممثلاً، نرى شارلوت التي تستعد لمغادرة البلدة. قبل ذلك، تذهب إلى شقتها لتناول وجبة طعام. أثناء إعدادها قطعة اللحم، يحاول والتر (غودار) أن يرطب الأجواء بينهما كما يبدو، ويحسّن العلاقة قبل أن تغادر. يمثّل هذا الفيلم مدخلاً إلى لغة رومير السينمائية الصعبة التي تحتاج إلى الصبر. الشخصيات في أعماله مثقفة ومن الطبقة الوسطى. أفلامه في معظمها حكايات درامية وكوميدية مليئة بالحوارات التي لا تنتهي، تستكشف الحالة الإنسانية في العلاقات والحب والجنس.

كلود شابرول (1930 ـــ 2010) الأب المؤسس للموجة الجديدة، وأول من أخرج فيلماً طويلاً في إطارها، يهتم أيضاً بالعلاقات بين شخصياته. أفلامه ملأى بالإثارة والقلق، ينظر إلى شخصياته بعين المراقب العارف اللامبالي. تأثره بهيتشكوك واضح في أفلامه (أنجز مع رومير كتاباً عنه بعنوان «هيتشكوك»)،لكنّه ليس الوحيد بين رفاق «الموجة الجديدة»، فكتاب تروفو عن معلّم التشويق والرعب البريطاني يُعَدّ مرجعاً أيضاً في هذا المجال. شريط شابرول الأول «سيرج الجميل» (1958) مبني على فيلم هيتشكوك «ظل الشك» (1943)، وفيه يعود شاب ناجح من حياة المدينة إلى قريته، حيث يلتقي بصديق الطفولة الذي وجده سكيراً مدمراً. في هذه الدراما السيكولوجية، يفحص شابرول بعينه الباردة هذا اللقاء وما يترتب عليه من توبة وانعتاق متبادل.

فرنسوا تروفو (1932 ـــ 1984) الذي بدأ بدوره في مجلّة «دفاتر السينما» العريقة عام 1953 بدعوة من الناقد أندريه بازان. عانى صاحب «جول وجيم» من طفولة قضاها في كنف بيت غير سعيد. وتبقى تحفته الروائية الأولى Les 400 coups («طيش الصبا» إذا شئنا اقتباساً أميناً) المستوحاة من طفولته الشقيّة، علامة في تاريخ الفنّ السابع. تأثره بجان رينوار (1894 ـــ 1979) جعل أسلوبه يحتفي بواقع الحياة. في فيلمه الروائي الثاني «أطلقوا النار على عازف البيانو» (1960) يقفز بين الإثارة والغموض والكوميديا، مثل موسيقى البيانو التي يعزفها شارل أزنافور في الفيلم. المغني الفرنسي يؤدّي هنا الدور الرئيسي كعازف بيانو يعمل في حانة ثم يتورّط مع إخوته في جريمة، وقد أراد تروفو عمله احتفاءً بأفلام العصابات في السينما الكلاسيكية الأميركية.

عند جاك ريفيت (1928)، يتخذ التجريب السينمائي منحى أكبر. في أفلامه الطويلة، يمزج بين الأنماط السينمائية بطريقة مبهمة. يتداخل الروائي مع الوثائقي أحياناً. شريطه الأول «باريس لنا» (1961) يبحث في العلاقات الإنسانية، وتمثّل باريس في صيف 1957 مسرحاً لعدد من الشخصيات المثيرة للاهتمام.

أنياس فاردا (1928) أو «جدّة الموجة الجديدة» كما تكنَّى، بدأت حياتها كطالبة للأدب وعلم النفس قبل أن تعمل في التصوير المسرحي والصحافي. فيلمها الثاني «كليو من الخامسة إلى السابعة» (1962) الذي صنعته بتشجيع من ألان رينيه، أطلق شهرتها عالمياً. توثق فاردا في الشريط ما بقي من حياة الممثلة والمغنية الشعبية الفرنسية كورين مارشان المصابة بالسرطان التي تنتظر نتائج فحوصها. تمزج هنا فاردا بين التوثيق الحقيقي والدراما. فاردا يسارية التوجّه، عكست ذلك في العديد من أفلامها التوثيقية؛ إذ تهتم بتسجيل الأحداث، سواء من خلال السينما الوثائقية أو الـ«دوكو دراما».

يختلف أسلوب ألان رينيه (1922) عن زملائه بنحو أوضح. لم يكن رينيه ضمن طاقم «دفاتر السينما» الأصلي. السياسة لها حيز مهم وواضح، والقضايا التي يختارها تتعلّق دوماً بالمجالات الاجتماعية والسياسية. إضافة إلى ذلك، تمثّل الذاكرة والزمن عنصرين أساسيين في سينماه التي يبنيها وفق صور جمالية شعرية تعكس اهتمامه الرفيع بالأدب وبنيته الحوارية. من أشهر أفلامه «العام الماضي في مارينباد» و«الحرب انتهت» و«عمّي الأميركي». فيلمه الثالث «موريال» (1963)، يأخذ منحى أكثر عاطفية. إيلين الأرملة المهووسة بقصة حب عاشتها قبل عقدين، وبرنار الذي يعذبه ضميره نتيجة مشاركته في قتل امرأة أثناء خدمته في الجزائر. بروائية الشريط التي تعتمد على الوقت والذاكرة أيضاً، نتابع كيف تلتقي إيلين مجدداً بحبيبها السابق لتجده مختلفاً، وبرنار الذي يشاهد ماضيه على فيلم 8 ملم. كل واحد مشغول بذاكرته والوقت الذي يمضي.

جاك دومي (1931 ـــ 1990) زوج أنياس فاردا، مختلف أيضاً، يخوض عالم الأفلام الموسيقية. عالمه مليء بالخيال والقصص الغريبة، ومتأثر بهوليوود أيضاً. في أحد أفضل أفلامه «مظلات شيربور» (1964)، نتابع في الشريط الغنائي جينيفيف اليافعة التي تخوض قصة حب سرية مع الميكانيكي غي الذي ترفضه أمها الأرملة.

أما جان لوك غودار الذي بهر العالم منذ فيلمه الطويل الأول «على آخر نفس» A bout de Souffle، فقد خرج من النقد ليعود لاحقاً إلى النقد، لكن بالكاميرا. دائم التجريب والتغيير، يبحث في واقع الصورة ومحيطها الاجتماعي (راجع مقالة أخرى عنه في هذا الملفّ). كسر اللغة السردية التقليدية وأعاد تشكيلها بأسلوبه الخاص. أحب هوليوود القديمة وكره الحديثة، وهو منتقد دائم لصناعة السينما التقليدية. في «ألفافيل»، أكثر أفلامه شاعرية وغرابة، يمزج بين الخيال العلمي والأفلام البوليسيّة، حيث نتابع قصة العميل السري ليمي ورحلته في القضاء على الكمبيوتر الفاشي «ألفا 60» ومخترعه البروفيسور فون براون.

«وقت للحياة: ثمانية من طليعيي الموجة الجديدة»: من 19 حتى 25 ك2 (يناير) ـــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الاشرفية ـ بيروت) ـــ للاستعلام: 01/332661

ضدّ الحرب والغياب

عن شريط «مظلات شيربور» (1964 ــــ فرنسا/ ألمانيا) الذي أدت بطولته كاترين دونوف ونينو كاستلنوفو ونال السعفة الذهبية في «مهرجان كان السينمائي الدولي».

يقول جاك دومي: «إنّه فيلم ضد الحرب، والغياب، ضد كل ما نكرهه وما يكسر السعادة».

من البرنامج

تقديم (1951) 19/ 1 < 8:00

صوّر إيريك رومير شريطه القصير هذا عام 1951، لكنّه لم يضع عليه اللمسات الأخيرة إلا بعد مرور عقد. البطل والتر يرافق كلارا إلى المحطّة، حين يغيّر وجهته صوب شقّة شارلوت لتقبيلها. يفتتح العمل التظاهرة، يليه باكورة كلود شابرول «سيرج الجميل» (1958).

أطلقوا النار على عازف البيانو (1960) 20/1 < 8:00

العمل الثاني في مسيرة فرنسوا تروفو، قدّم شارل أزنافور في أحد أدواره السينمائية الأيقونيّة. إدوار سارويان، عازف بيانو شهير، يعتزل المهنة بعد انتحار زوجته، ويدفن موهبته في بار باريسي معتم تحت اسم تشارلي... قبل أن تدخل نادلةٌ ورجال مافيا إلى حياته.

باريس لنا (1961) 21/ 1 < 8:00

منذ باكورته، يدخلنا جاك ريفيت في متاهته الأثيرة. صاحب «آوت 1» الفيلم الذي يمتدّ لـ12 ساعة تقريباً، يصوّر هنا مجموعة طلّاب في غرفة، يتمرنون على مسرحيّة لشكسبير حين تدخل آن، وتغيّر قواعد اللعبة. في العمل لغز انتحار، وخلفيّات سياسية ناقدة ميّزت سينما «الموجة الجديدة».

كليو من الخامسة إلى السابعة (1962) 22/1 < 8:00

في العمل الذي أطلق شهرتها تصوّر أنياس فاردا بطلتها في الوقت الحيّ، بينما تنتظر نتيجة فحص دم. كليو مغنيّة شابّة، سنعيش معها من خلف الشاشة خوفها من الإصابة بورم سرطاني، وبحثها عن دعم من عائلتها غير المبالية... سنتسكّع معها قليلاً في شوارع باريس أيضاً.

موريال (1963) 23/ 1 < 8:00

يفشل الأبطال في شريط ألان رينيه المؤثّر. تتشابك المصائر والأمزجة في بيت ساحلي، تلتقي فيه إيلين، الأرملة الشابة، وابن زوجها الآتي من حرب الجزائر، وعشيقها السابق، وفرانسواز. يتحوّل التعايش اليومي بينهم إلى جحيم، حين تنفذ ذكريات الماضي إلى قلب الحاضر.

مظلّات شيربور (1964) 24/ 1 < 8:00

ألوان الستينيات تجتمع كلّها في شريط جاك دومي الذي تتصدّر بطولته ممثلة الموجة الجديدة الأسطوريّة كاترين دونوف. تؤدي دونوف دور جينيفيف، ابنة بائعة المظلات في شيربور. الشابة واقعة في حبّ ميكانيكي يُستدعى إلى الجيش للمشاركة في حرب الجزائر.

الأخبار اللبنانية في

16/01/2012

 

 

فنانو مصر... «إيد واحدة» ضدّ التكفير

محمد عبد الرحمن / القاهرة 

الزحمة أمام نقابة الصحافيين أول من أمس السبت فاجأت كثيرين. لم يتوقّع أحد أن يشهد المؤتمر الصحافي الذي أقيم لإطلاق «جبهة الإبداع المصري» هذا الحضور الكبير. لكنّ الواقع جاء ليخالف التوقعات، فحضر حشد كبير من المثقفين والفنانين والصحافيين إلى مقرّ النقابة للمشاركة في هذا الحدث، في خطوة تعكس القلق الذي يعيشه الشارع المصري من فرض قيود جديدة على حرية التعبير عن الرأي.

وقد ألقى الفنان محمود ياسين البيان الصادر عن الجبهة الذي تضمن تشديداً على أن «أهل الفن والإبداع من نسيج المجتمع المصري، هم أكثر الناس حرصاً على ثوابت المجتمع، والشعب المصري يرفض استخدامها ذريعةً للحد من الإبداع والفن والعلوم». وأضاف: «جئنا لنقف صفاً واحداً في وجه من يريدون إطفاء العقول، ولن نقبل بإرهاب العقول وتكفير التفكير واعتبار أن من يعارض المجلس العسكري خائناً، أو من يهاجم التيارات التي تصف نفسها بالدينية كافراً، لأننا جميعاً من أبناء هذا الوطن ونسيجه، ولن نسمح بأن تتهمنا الأجيال المقبلة بأننا فرطنا في حريتها».

لكن قبل هذا البيان، طلب المنتج محمد العدل من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت، حداداً على أرواح شهداء الثورة، وروح الأديب الراحل إبراهيم أصلان. ثمّ وُجِّهت تحية إلى الناشط أحمد حرارة الذي فقد بصره في ميدان التحرير، والناشطة سميرة إبراهيم صاحبة قضية كشف العذرية، وخديجة الحناوي المعروفة باسم «أم المعتصمين». ولعلّ كل ما سبق أسهم في إعطاء اللقاء زخماً ثورياً. كذلك، أكّد الحاضرون دعمهم لاستمرار الثورة المصرية.

لكن رغم ذلك، ظهرت بعض الانتقادات الموجّهة إلى الجبهة بسبب مشاركة بعض الوجوه المحسوبة على النظام السابق فيها. ورداً على هذه الانتقادات، قال الفنان صبري فواز لـ«الأخبار» إن الحدث موجّه بالأساس إلى كلّ المبدعين من دون التمييز بين المؤيدين للثورة والمعادين لها؛ لأنّ «الهجمات التي ستنال من حرية الفن لن تفرق بين المبدعين على أساس آرائهم السياسية. والأهم هو تأثير الجبهة ونجاح مهمتها في المرحلة الحالية». وقد كشف الحاضرون عن أن أبرز النشاطات التي سيقوم بها هذا التجمّع الجديد هو تنظيم مسيرة ضخمة تتوجه إلى مجلس الشعب مروراً بميدان التحرير لمخاطبة نواب أول برلمان بعد الثورة. أما المطلب الرئيسي فسيكون حصول المبدعين والمثقفين على ممثل في لجنة صياغة الدستور المصري الجديد لضمان عدم وضع أي مواد تمثّل رقابة على حرية الإبداع. أما أبرز الحاضرين فكانوا: المخرج داوود عبد السيد، وإيمان البحر درويش، ومسعد فودة، سامي مغاوري، وصبري فواز، ومحمود ياسين، وخالد يوسف، وإسعاد يونس، وليلى علوي، ويسرا، وفاروق الفيشاوي، وحسين فهمي، ومحمود حميدة، وحسن نافعة، وعلاء الأسواني، وأحمد حرارة، وصلاح السعدني، وجمال سليمان...

ويذكر أن إطلاق هذه الجبهة جاء في الأسبوع نفسه الذي صدرت فيه «وثيقة الحريات» عن مشيخة الأزهر. وتضمنت هذه الوثيقة المبدأ نفسه في محاولة لحماية حرية التعبير والفن في المرحلة المقبلة. ولعل السبب الرئيسي لكل هذا الحراك هو اكتساح الأحزاب الاسلامية والسلفية لمقاعد البرلمان وسط حالة من الفوضى السياسية التي تعيشها مصر من دون أن يكون هناك طمأنات حقيقية من القيادة الحالية في ما يخص الحفاظ على حرية التعبير عن الرأي.

الأخبار اللبنانية في

16/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)