حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"الفجر المكسور":

عندما تحتاج براءة الحب إلى لهيب الجنس

رامي عبد الرازق

المتابع لسلسة الشفق سوف يكتشف ان احداث السلسلة تدور من خلال دورة زمنية تبدأ من "الشفق" أو لحظات ما قبل الغروب يليه الجزء الثاني "القمر الكامل" ثم "الخسوف" وأخيرا الجزء الجديد "الفجر المكسور" أو حسب الترجمة الحرفية "الفجر البازغ" وإذا كانت السلسلة تدور في عوالم مصاصي الدماء والمستذئبين وهي كائنات ليلية بطبعها حيث من المعروف ان ضوء الشمس يؤذي مصاصي الدماء وان المستذئبين يظهرون عند اكتمال القمر فنحن إذن امام دلالة ادبية جيدة وعميقة تستحق التوقف امامها كلما اقتربنا من نهاية السلسلة.

وقد مزجت مؤلفة الرواية ستيفاني ماير ما بين تلك العناوين التي تدل على دورة زمنية معينة مع طبيعة الاحداث حيث ان كل جزء يتخذ من عنوانه مغزى واطار وفي الجزء الاخير تعتبر المؤلفة أن الفجر الذي من المفترض ان يولد بعد ليال طويلة قضتها الشخصيات في ازمات كثيرة يولد مكسورا وهو تعبير شعري لأن "بيلا" بطلة السلسلة تفقد في هذا الجزء انسانيتها وتتحول إلى مصاصة دماء هي الاخرى.

مط وتطويل

تبدأ احداث الجزء الجديد ببطاقة الدعوة لحضور زفاف "بيلا وإدوارد" مما يصيب"جيكوب" صديقها المستذئب بغضب شديد ويحاول السيناريو أن يستغله في صناعة نقطة هجوم على المشاهد لكنه لا يفلح في الحفاظ على هذا التوتر طويلا حيث يظهر "جيكوب" في الزفاف ويبارك العروسين قبل ان يكتشف ان "بيلا" لن تتحول بعد الزفاف إلى مصاصة دماء ولكنها ستبقى على انسانيتها لحين انتهاء شهر العسل وهو ما يصيبه بالغضب.

هذا الغضب تحديدا يصبح احد الأسئلة التي لا يجيب عليها السيناريو بوضوح وهي نقطة ضعف الفيلم الأساسية إلى جانب عيب ايقاعي خطير وهو المط والتطويل في الاحداث من اجل ملئ الفراغ الزمني للفيلم، وهي مشكلة تعاني منها اغلب افلام الفصول حيث يمثل هذا الفيلم الفصل الاول من الجزء الرابع والأخير من سلسلة الروايات وهي مغامرة سينمائية يبدو الغرض منها تجاري بحت وهو استغلال نجاح الأجزاء السابقة في صناعة جزئين يضمنان الأقبال الجماهيري. وقد نجح هذا الفصل في تحقيق ايرادات قدرها  72 مليون دولار في يوم عرض واحد وهو ما جعله يقترب من فيلم "هاري بوتر ومقدسات الموت" الذي حقق 91 مليون دولار في يوم عرضه الاول.

حاولت كاتبة السيناريوميليسا روزنبرج ان تتخذ من المساحة الزمنية المتاحة لها في هذا الجزء فرصة للاستغراق في بعض التفاصيل الأنسانية والشعورية فيما يخص علاقات الشخصيات ببعضها ولكنها استنفذت وقت طويل في حفل زفاف "بيلا وإدوارد" كذلك في مشاهد شهر العسل الخاصة بهم والتي افتقدت كثيرا حرارة العلاقة الحميمية بين شابين انتظارا طويل كي يجتمعا عقب قصة حب ملتهبة.

لهيب الجنس المفتقد

الغضب الذي صاحب رد فعل "جيكوب" من اصرار "بيلا" على ان تبقى بشرية بعد الزواج كان يجب تفسيره من قبل السيناريو بشكل واضح خلال مشاهد شهر العسل حيث بدت المشاهد غامضة بل اوصلت المشاهد في بعض الأحيان إلى الشعور ان "إدوارد" رغم أن شاب رائع، يجيد التقبيل والمداعبة إلا أنه لا يتمكن من ممارسة الجنس، أي بدا كأنه عاجز جنسيا، في حين ان الحقيقة انه لا يرغب فقط في ذلك لأنه يخشى أن يؤذي "بيلا" نتيجة كونها بشرية لن تحتمل قوته وعنفوانه في الجنس كمصاص دماء ولكن السيناريو لا يفصح عن هذا للأسف سواء بصريا أو حواريا ولكنه يظل يدور ويناور بشكل عقيم يشوش المتلقي وربما ارادت كاتبة السيناريو أن تحافظ على تلك الحالة الرومانسية الحالمة التي اطلقتها السلسلة سينمائيا من البداية، ولكن من المعروف في أدبيات مصاصي الدماء أن هناك ثلاثة عناصر اساسية يجب أن تتوفر أو توجد دائما في كل روايات وأفلام هذا العالم الغرائبي وهي (الدم والجنس والموت).

وفي هذا الجزء نتفقد بشدة حضور الجنس ولا نقصد بالجنس هنا المشاهد الجنسية الصريحة، ولكن تلك الحالة الحميمية والتي تشعرنا بقوة ما حدث خاصة أن ممارسة "ادوارد"الجنس مع"بيلا" يصبح القرار الدرامي الذي تترتب عليه الذروة الدرامية لهذا الفصل وهي حمل "بيلا" من "ادوارد".

عينا بيلا

مع اكتشاف بيلا لحملها الغريب من ادوارد يشعر المتلقي أن ثمة شئ ما غامض في الامر لاننا لا ندرك إلا متأخر جدا سر عدم رغبة أدوارد في مضاجعتها وهو ما كان يحتاج إلى مشاهد وتفاصيل اكثر وضوحا وقوة دون الأخلال بالطبيعة الحالمة للعلاقةوالتي وصلت ذروتها في مشهد استحمامهم عراة في ضوء القمر فوق الجزيرة النائية بمفردهم وكأنهم ادم وحواء في اول ساعات الخليقة.

وبداية من اكتشاف الحمل يبدأ ايقاع الفيلم في اتخاذ التواتر الجاد والجيد وتبدو معه كل التفاصيل الاولى عن الزفاف وشهر العسل مجرد ثرثرة فارغة فالصراع الدرامي يبدأ مع اكتشاف جماعة المستذئبين حمل بيلا ورغبتهم في قتلها وقتل الطفل الذي تحمله لأنه سيصبح مصاص دماء وليد وخطير ووجوده يخرق معاهدة السلام بين مصاصي الدماء والمستذئبين حماة البشر منهم.

ورغم القراءة السياسية التي شابت الجزء السابق"الخسوف" إلا ن هذا الجزء يخلو من ذلك العمق السياسي الذي رصدناه في الجزء السابق, حول تاريخ علاقة الرجل الأبيض بسكان أمريكا الاصليين ولكن يحتوي هذا الجزء على رسالة ما تخص التصالح والسلام العالمي بين النفوس خاصة بعد أن تضحي بيلا بنفسها من أجل الحفاظ على حياة طفلتها والتي تتحول لرمز غريب عن ثمرة العلاقة العجيبة ما بين بشرية ومصاص دماء.

واروع مشاهد هذا الجزء الذي يجسد هذه اللحظة هو المشهد الذي يدخل فيه جيكوب على الطفلة الوليدة كي يقتلها بعد أن ماتت بيلا وهي تنجبها، فإذ بعينا بيلا تطلان عليه من وجه الطفلة ومعها ومنها تنطلق كل المشاعر التي طالما احس بها جيكوب تجاه ايزبيل مذ كانا طفلين صغيرين يلهوان في الغابات وفي تداخل مونتاجي ودرامي رائع يرى جيكوب مستقبله مع الطفلة(ابنة بيلا) في شكل"فلاش فورورد"أو لمحات مستقبيله سوف يصبح فيها صديق وحامي ومعين لها.

ومفاجأة هذا الجزء هو تحول بيلا نفسها في اللقطة الاخيرة إلى مصاصة دماء وهو ما يمثل تحول درامي مهم جدا ومنحنى جديد تتخذه الاحداث قبل النهاية، خاصة أن المعاهدة ما بين البشر والمستذئبين تحرم تحويل اي بشري إلى مصاص دماء ومعنى هذا ان الصراع الدرامي سوف يتخذ شكل مختلف في الفصل الأخير من الجزء الرابع من تلك السلسلة التي تحولت مثلها مثل هاري بوتر ومملكة الخواتم إلى ظاهرة سينمائية عالمية.

عين على السينما في

10/01/2012

 

لـعبـة الحـب والمـشـاعر فـي «واحــد صحيــح»

كتب جيهان الجوهري 

حلم الحصول علي كل شيء هو حلم يراود الأغلبية وهذا يحمل في طياته قدرا كبيرا من حب الذات والأنانية، ففكرة الحصول علي «الواحد الصحيح» في حد ذاتها أمر مُستحيل. وليس غريبا علي السيناريست تامر حبيب اختياره للعبة الحب وما تحتويه من مشاعر عاطفية مُختلفة لتحويل فكرة فيلمه لشريط سينمائي يجذب المتفرج وهذه النوعية سبق أن قدمها في أفلام ناجحة منها «سهر الليالي» الذي ضم 8 أبطال من العيار الثقيل ووقتها حقق الفيلم نجاحاً غير متوقع بخلاف الجوائز التي حصل عليها الفيلم، والفيلم الثاني «عن العشق والهوي» لمني زكي وأحمد السقا ومنة شلبي وحقق الفيلم نجاحاً أيضاً لكنه لم يصل لنفس درجة نجاح فيلم «سهر الليالي».

أول ما يلفت انتباهك في فيلم «واحد صحيح» هو الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها أبطال الفيلم وهي نفس الطبقة التي اعتمد عليها بطل الفيلم هاني سلامة في أفلامه الرومانسية السابقة مثل «السلم والثعبان» و«أنت عمري» وغيرها وقد لايضع المتفرج ذلك في حساباته اعتمادا علي أن مشاعر الحب المتباينة لا تفرق بين غني وفقير، فأحاسيس المرأة واحدة في جميع الطبقات لكن ذلك لا يعفي هاني سلامة من حصر نفسه فنياً في طبقة اجتماعية معينة لأكثر من عشر سنوات. نعود لفيلم «واحد صحيح» نحن هنا أمام شخصيات مُتباينة منها الأناني والمهزوم في حبه والذي ضحي بحبه لاختلاف الديانة ويبقي هدف محاولة الحصول علي كل شيء هو الشيء المشترك في شخصيات مؤلف الفيلم لكنهم فشلوا في الوصول لاكتمال رغباتهم، دائما هناك شيء ينقصهم.

«بااحب نفسي قوي وبااحب الستات لأن اللي مش ها يعرف يحب نفسه مش ها يعرف يحب اللي حواليه» هذه هي قناعة الشخصية الرئيسية بالفيلم التي جسدها مهندس الديكور عبدالله «هاني سلامة» التي قالها علي لسانه بأول مشاهده بالفيلم فهو يبحث عن كل نساء العالم في امرأة واحدة والوحيدة التي تستطيع إعطاءه هذا الإحساس لايستطيع الزواج منها، يدور في فلك «عبدالله» 4 شخصيات نسائية وكل واحدة منهن تبحث عن الكمال في حياتها. أبرزهن هي بسمة «نادين» الصديقة الأنتيم لهاني سلامة «عبدالله» التي تتولي مهمة البحث له عن عروسة مناسبة فهي تعتبره بمثابة ابنها وليس بمثابة شقيقها، وفي ذات الوقت هي مطلقة من شريكه في العمل «عمرو يوسف» ولديها منه طفلة لكن مع نهاية الأحداث يكشف المؤلف حقيقة مشاعرها تجاه بطل الفيلم وفشلها في الحصول علي كل شيء، أما أجرأ الشخصيات النسائية وأجملها بالفيلم كانت لرانيا يوسف التي لعبت دور الدكتورة فريدة. وهذا الدور كان معروضا علي غادة عادل لكنها اعتذرت عنه ووقتها تردد أن وجود مشهد بالمايوه المفروض أنها ستظهر به في حمام السباحة بفيللتها هو وراء اعتذارها عن الدور لكن من يشاهد الفيلم سيجد المخرج هادي الباجوري كان حريصا علي تصويره بطريقة لا تؤخذ عليه ولا علي البطلة لكن يبدو أن فكرة البطولة الجماعية لا تروق لغادة عادل أو أن أجرها في الفيلم لم يكن يرضيها لكن في النهاية كل فنان من حقه أن يبحث عما يراه في مصلحته من وجهة نظره حتي إذا كانت النتيجة خسارة دور سيضيف لتاريخه الفني.. فريدة تنتمي لأسرة فقيرة وتسعي للزواج من رجل أعمال ثري زكي فطين عبدالوهاب «أياد» رغم علمها أنه شاذ جنسياً لكنها اعتبرت زواجها منه بمثابة عقد اتفاق مثل أي عقد آخر فهي تمنحه الشكل الاجتماعي مقابل انتشالها من عالم الفقر هي وأسرتها. وعندما تحاول الحصول علي الكمال أو الواحد الصحيح من خلال علاقتها بمهندس الديكور «عبدالله» هاني سلامة تفشل فهي أحبته بصدق لكنها بالنسبة له لم تكن سوي امرأة للمتعة فقط لذلك يلفظها بمجرد إحساسة بمحاولتها إفساد حياته، ويتم طلاقها بعد اكتشاف زوجها أمر علاقتهما المُحرمة. تفاصيل شخصية دكتورة فريدة «رانيا يوسف» تغري أي ممثلة ومثل هذا الدور يحتاج ممثلة تتوافر فيها مقومات هذه الشخصية الطاغية الأنوثة، أما كندة علوش «أميرة» الفتاة المسيحية وأهم امرأة في حياة بطل الفيلم لأنهه حبه الأول الحقيقي والتي تختار الاختفاء من حياتة رغم حبها له لتعيش «راهبة» في الكنيسة حتي لاتكرر تجربة والدها الذي تزوج مسلمة . أيضا ياسمين رئيس «مريم» المذيعة التي لم تستطع الفوز بعبدالله «هاني سلامة» كعريس لها رغم محاولات نادين «بسمة» للتوفيق بينهما.

أجمل ما في الفيلم هو نهايته وكذلك التقاء هاني سلامة بالسيناريست تامر حبيب، كلاهما له رصيد في تقديم الأفلام الرومانسية الناجحة ـ وبمناسبة هاني سلامةـ نحن حتي هذه اللحظة لم نر ممثلا ينافسه في هذه المنطقة منذ قيامة ببطولة فيلم «السلم والثعبان» أي منذ 11 عام تقريباً ـ أما كندة علوش وبسمة فقد لعبا ادوارهما كما هي مطلوبة منهما ، وأريد توجيه تحية للنجم محمود حميدة الذي أدي بصوته دور والد كندة علوش بالفيلم. أما السيناريست تامر حبيب فلا أدري لماذا يهدر موهبته في تقديم برامج خفيفة فهو كمؤلف له بريق في الأعمال السينمائية أكثر من الدراما التليفزيونية أما عمرو يوسف فقد لعب دور طليق بسمة «نادين» الذي يعلم حقيقة مشاعرها تجاه شريكه في العمل عبدالله «هاني سلامة» بتلقائية وقد اختار عمرو يوسف طريقة الأداء الهادي الذي يعتمد علي الانفعالات الداخلية أكثر من الأداء الصاخب وهذ أصعب بالنسبة للفنان ومن أقوي مشاهده هي التي جمعته بـ «هاني سلامة» بعد رفض طليقته «بسمة» حضور زفاف عبدالله «هاني سلامة» علي ياسمين رئيس «مريم» بحجة مرض ابنتها فهو الوحيد الذي يعلم سبب رفضها حضور زفاف «عبدالله» لذلك أخبره بحتمية انفصالهما كشركاء في العمل. أما هادي الباجوري فهو كمخرج يعرفه الجمهور جيدا من خلال تميزه كمخرج للكليبات الغنائية لكنه في «واحد صحيح» يقدم أوراق اعتماده كمخرج له رؤية سينمائية تضعه في منطقة جيدة وسط مخرجي السينما ويُحسب له رؤيته الفنية لتفاصيل كل شخصية علي حدة وحفاظه علي إيقاع فيلمه وتوجيهه الجيد لأبطاله خاصة أداء هاني سلامة فهو مع هادي الباجوري مُختلف تماما ويحسب للمخرج أنه لم يستخدم «كلوز» العين لبطل الفيلم الذي كان يعتمد عليه أغلب المخرجين الذين عمل معهم هاني سلامة. أيضا لا نستطيع إغفال دور زكي فطين عبدالوهاب فهو ممثل جيد أعطي ثقلا لدوره رغم صغر مساحته وكذلك زيزي البدراوي التي لعبت دور أم «هاني سلامة». شهد الفيلم ميلاد ياسمين رئيس ورغم أنها ظهرت في أعمال فنية من قبل إلا أن فيلم «واحد صحيح» هو الميلاد الحقيقي لها فنيا، ونفس الشيء بالنسبة لعمرو صالح الذي لعب دور مُخرج برنامج المذيعة مريم «ياسمين رئيس».

وأخيرا..

عندما علمت أن هاني سلامة سيقدم فيلم «واحد صحيح» مع أحمد السبكي توقعت أن التجربة ستُخفض من أسهمه وستسحب من رصيده الفني وعندما علمت أن المؤلف هو تامر حبيب تساءلت ما الذي جمع أسماء لها رصيد فني يُحترم مع الجمهور مع مُنتج لا هم له سوي توفير التوليفة التجارية الشهيرة «راقصة» ومطرب شعبي «وكوميديان». في معظم أفلامه طبعاً تيترات الفيلم تحمل اسم كريم ابن أحمد السبكي لكن المؤكد أنه يعمل تحت جناح والده ذي الخبرة الكبيرة بعالم الإنتاج والمؤكد أيضا أن أحمد السبكي علي مدار تاريخه في عالم الإنتاج صنع أفلاما لها قيمة لا نستطيع إنكارها لكنها لا تتعدي أصابع اليد ومثل هذه النوعية من الأفلام هي التي تفرض قانونها عليه بعيدا عن قناعاته وتكون عناصر كل فيلم علي حدة من أبطال ومخرجين ومؤلفين بمثابة قوة ضغط عليه لا يستطيع فرض قانونه عليهم. ويعتبر «واحد صحيح» من الأفلام التي فرضت قانونها عليه مع الوضع في الاعتبار أنه لم ينتج من قبل علي مدار تاريخه في عالم الإنتاج هذه النوعية علي الإطلاق والمُثير أن الفيلم وجد إقبالا جماهيريا لمسته بنفسي عندما حضرت الفيلم بإحدي الحفلات الصباحية وهذا يعني أن «واحد صحيح» حقق معادلة «الفيلم الجماهيري بالإضافة للمستوي الفني الجيد» لذلك عليه إعادة حساباته وينتج أفلاما بعيدة عن توليفة عائلة السبكي الشهيرة.

صباح الخير المصرية في

10/01/2012

 

افتتحا موسماً سينمائياً جديداً

بدء العرض الأول لفيلمي «أسماء» و«تحرير 2011» بالقاهرة

القاهرة - أحمد الجندي  

«مجدي» هذا الشاب البدين الذي يعاني من بدانته ويخوض محاولات متكررة من أجل انقاص وزنه حتى يتواءم مع المجتمع من حوله، ومغامرات كوكب «ريفو» وهذا الضابط في أمن الدولة الذي يؤدي عمله ومهمته بطريقة كوميدية ساذجة، والعائلة الكبيرة التي فرقتها الأحوال والظروف وتحاول أن تتجمع من شتاتها، هذه كانت حكايات وحواديت أفلام موسم عيد الأضحى الماضي والتي مازالت تناضل من أجل الفوز بحصص أخرى من إيرادات شباك التذاكر رغم أن النتيجة النهائية لهذه الأفلام الأربعة والصراع بينها قد وضحت معالمها والمنافسة بينها تماماً، ورغم أن موسماً جديداً قد بدأ بالفعل منذ أيام قليلة بعرض فيلمين جديدين هما «أسماء» و«تحرير 2011».

وقد عادت بالفعل الجماهير إلى السينما بعد أن تراجع عددها وإقبالها خلال الجولة الأولى من الانتخابات النيابية، ومن المتوقع أن يستمر الإقبال رغم استمرار الجولتين الثانية والثالثة من هذه الانتخابات التي بدأ الجمهور يتعود عليها دون أن تحرمه من متعته في الخروج والذهاب إلى السينما، خصوصاً مع الأجواء الأمنية الهادئة التي تجري فيها وعدم وقوع أحداث أمنية تؤثر على الأحوال المزاجية للجمهور والمجتمع.

أما النتائج النهائية للمنافسة الشرسة لأفلام العيد فتشير إلى أن أحمد حلمي حسم الصراع لصالحه من خلال فيلمه «إكس لارج» الذي بلغت جملة إيراداته حتى 10 ديسمبر ما يقرب من 23.5 مليون جنيه، وجاء في المركز الثاني أحمد مكي وفيلمه الغريب «سينما علي بابا» محققاً إيرادات بلغت 12 مليون جنيه حتى نفس التاريخ، واحتل فيلم المطرب حمادة هلال «أمن دولت» المركز الثالث بإجمالي إيرادات 6 ملايين جنيه، وفي المركز الرابع والأخير فيلم «كف القمر» للمخرج خالد يوسف والأبطال وفاء عامر وخالد صالح ولم تزيد إيراداته عن 4 ملايين جنيه، وهو رقم يبدو قليلاً للغاية بالنسبة لأفلام خالد يوسف مقارنة بأفلامه السابقة، وقد سبق وتناولنا بالتحليل على صفحات «النهار» هذه الأفلام وأسباب تفوق بعضها وهبوط البعض الآخر، لكن ما نريد أن نشير إليه سريعاً هنا هو استمرار تربع أحمد حلمي على المقدمة كواحد من أهم نجوم السينما المصرية ومتوقع أن يستمر فيلمه لأسابيع أخرى وحتى إجازة منتصف العام، أما أحمد مكي فهو صعد بسرعة الصاروخ نحو المقدمة في السنوات الثلاث الأخيرة، لكن إيرادات ومستوى فيلمه الأخير تشير إلى أنه بدأ يكرر نفسه رغم الشكل الجديد لفيلمه لكن عليه أن يجتهد أكثر ويجدد أكثر في المضمون في أفلامه المقبلة، وأيضاً المخرج خالد يوسف وهذا التراجع لفيلمه وخروجه مبكراً من المنافسة بالطبع هي دلائل تؤكد على أن خالد مطالب في أفلامه المقبلة أن يجد بديلاً لأفلام الميلودرامات السينمائية القاسية والمغرقة في القتامة والغارقة في المشكلات الاجتماعية القاسية، فالناس أو جمهور السينما يريد أن يضحك ويبتسم من خلال أفلام تقدم مشاكله- نعم- لكن بطريقة ساخرة ناقدة تثير التفكير وتثير أيضاً الكوميديا والابتسامة، بدلاً من القتامة والميلودراما، ولا يستحق فيلم «أمن دولت» الحديث عنه أكثر مما سبق وقلناه عنه من أنه فيلم كوميدي ساذج وأقل من أفلام حمادة هلال نفسه التي قدمها في فترات سابقة.

أما الفيلمان الجديدان «أسماء» و«تحرير 2011» اللذان بدأ عرضهما منذ أيام قليلة وشكلا موسماً سينمائياً جديداً سيمتد حتى موسم إجازة منتصف العام الدراسي وسيلتحم الموسمان ليشكلا موسماً سينمائياً واحداً سوف تتوالي فيه عروض الأفلام، نجد أن «أسماء» وهو من بطولة هند صبري وماجد كدواني وتأليف وإخراج عمرو سلامة، هو من الأفلام المتميزة المستوى وقد عرض في أكثر من مهرجان سينمائي دولي مؤخراً وحاز على بعض الجوائز وعلى الكثير من إشادة النقاد، وهو من الأفلام الجادة التي تطرح قضية اجتماعية بالغة الجرأة عن معاناة فتاة تصاب بمرض «الإيدز» وتخوض ظروفاً بالغة الصعوبة مع مرضها ونظرات المجتمع لها، وأعتقد أن بطولة الفيلم هنا ستكون لجمهور السينما الذي يجب عليه أن يلعب دوراً حاسماً في تشجيع هذه النوعية من الأفلام الجادة والمتميزة ولا يتعامل مع الفيلم على أنه من نوعية «أفلام المهرجانات» حسب وصف جمهور السينما نفسه ويكون هذا دعاية غير جيدة للفيلم بدلاً من أن يكون العكس ونحن في وقت نريد أن نعرف فعلاً هل تغير ذوق جمهور السينما للأفضل بالفعل بعد ثورة يناير أم أن العكس هو الذي حدث؟، لننتظر إجابة السؤال من خلال الأيام القليلة المقبلة وليكن هذا الفيلم هو الاختبار.

أما الفيلم الثاني «تحرير 2011» فمن خلال اسمه نفهم أنه يتناول أحداث الثورة لكنه يمثل تجربة تبدو جديدة، حيث إنه بالإضافة لاسمه السابق على الأفيش هناك اسم آخر للفيلم على الأفيش أيضاً وهو «الطيب والشرس والسياسي» والفيلم عبارة عن ثلاثة أجزاء مختلفة من خلال ثلاثة مخرجين شارك كل منهم في إخراج جزء من هذه الأجزاء الثلاثة، لكن ما نشير إليه سريعاً هنا أن «الطيب» والمقصود به الشعب المصري من إخراج «تامر عزت» و«الشرس» المقصود به وزارة الداخلية ومن إخراج «آيتن عامر» و«السياسي» أو «القبيح» والمقصود به الرئيس السابق حسني مبارك والإخراج في هذا الجزء لعمرو سلامة، والأحداث تتناول الصراع بين هذا الثلاثي إبان ثورة يناير، وبالطبع سنؤجل الحديث بتفاصيل أكثر عن الفيلمين لموضوع مقبل، لكن ما يجب الإشارة إليه سريعاً هو أن هذا الفيلم مستوحى اسمه من الفيلم الإيطالي الشهير «الطيب والشرس والقبيح» الذي أخرجه الإيطالي «سيرجي لوني» وقدم من خلاله رؤية ساخرة لأفلام الغرب الأميركي «الويسترن» وهي نوعية أفلام شهيرة يعرفها معظم جمهور السينما.

النهار الكويتية في

10/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)