حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

وجهة نظر : هل هي دورة لبنانية أصلاً؟

بشار إبراهيم

ينتمي الناقد السينمائي رامي عبدالرازق إلى الجيل الشاب من نقاد السينما العرب، عموماً، وفي مصر، على وجه التحديد. إنه أحد أكثر النقاد السينمائيين الشباب نباهة وفطنة، وقدرة على الدخول في أعماق الأفلام التي يشاهدها، ويتناولها بالنقد والتحليل. بل ليس من المغالاة في شيء القول إنه أحد الحالات الشبابية النادرة القادرة على الإبداع في مجال النقد السينمائي، تماماً إلى درجة أن جعلته ينتسب إلى نسق النقاد السينمائيين المبدعين، قادراً على تجاوز مسألة التحقيب الجيلي، في إطار النقاد العرب، ويلفت النظر إليه، وإلى كتاباته، التي تأتي على قدر من الرصانة.

هنا؛ في موقع الجزيرة الوثائقية، وبعد أيام من انتهاء أعمال الدورة الثامنة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، كتب رامي الناقد عبدالرازق (بتاريخ 26/12/2011) ما أسماه وجهة نظر، انتهى بمجملها إلى وصف الدورة الثامنة من دبي السينمائي بأنها «دورة لبنانية بامتياز»، منطلقاً من إحصائه مشاركة «أحد عشر فيلماً لبنانياً روائياً ووثائقياً وقصيراً»، في فعاليات المهرجان، داخل المسابقة، وخارجها. ومن ثم قام باستعراض شبه شامل للمشاركة اللبنانية في دبي السينمائي.

لن نختلف مع ما أدلى به الناقد رامي عبدالرازق من آراء نقدية ذات علاقة بالأفلام التي تناولها. ربما ثمة نقطة خلافية واحدة، هي التي تحدَّث بها بيقين عالٍ، يتنافى مع ما شاهدناه في المهرجان. يقول: «فأغلب الأفلام تتخذ من العامية اللبنانية بشتائمها المعروفة، وإشاراتها الإباحية، وتعليقاتها الساخرة، مادة لها، وهو ما لا يمكن أن يحدث مثلاً في الأفلام المصرية، فلا يمكن أن نسمع كلمة عاهرة في لفظها العامي، أو يمكن ذكر عورة المرأة في لفظها الدارج». هنا نلفت عناية الناقد رامي عبدالرازق إلى حقيقة أنه لو شاهد الفيلم المصري الروائي القصير «حكاية من صاج»، للمخرجة عائدة الكاشف، ولو شاهد نساء فيلم «في الليل يرقصن»، للمخرجة ستيفان ثيبولو، لما قال هذا الكلام أبداً.

نعم.. يا صديقي رامي.. سوف يكون صادماً لكَ لو شاهدتَ هذين الفيلمين، واستمعت إلى ما ورد على لسان ممثلة مصرية شابة، في الأول، وشخصيات نسائية مصرية واقعية، في الثاني. ونزيد في القول إن ما ورد في هذين الفيلمين، من ألفاظ وعبارات مغرقة جداً في بذاءتها وإباحيتها، لم يكن إلا من قلب الحكاية، وواقعيتها، إذ أن الفيلم الأول؛ الروائي القصير المصري «حكاية من صاج»، يتناول بشكل «دوكيودرامي» حكاية فتاة ليل، تتعرض للانتهاك والاغتصاب، بينما يغوص الفيلم الثاني؛ الوثائقي الكندي «في الليل يرقصن»، في عالم الراقصات، متكئاً على شخصية «رضا»، وأخواتها وبناتها، ممن امتهنَّ الرقص الشرقي، في الأفراح الشعبية!..

ننتقل إلى النقطة الأساسية التي نريد مناقشتها، وربما تفنيدها، وهي ما ذهب إليه رامي عبدالرزاق في وجهة نظره، عندما اعتبر هذه الدورة «لبنانية بامتياز»، لنتساءل: هل كانت هذه الدورة لبنانية أصلاً؟.. وفي محاولة الإجابة، لا شك في أن الأرقام، والأعداد، والعناوين، والموضوعات، ستكون هي الحكم النهائي، في هذا النقاش، الذي نجد أنفسنا دون حاجة للتأكيد أنه ينطلق من محبة واحترام وتقدير لوجهة نظر الناقد، والذي من المؤكد أنه لولا تقديرنا له، لما حاورناه ولا ناقشناه، أبداً.

قبل أن نقول إنها «دورة لبنانية بامتياز»!.. نجد أن من الواجب علينا سؤال: هل كانت هذه الدورة لبنانية أصلاً؟.. وكي نبحث عن الإجابة، سنذهب بداية إلى مسابقة «المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة»، حيث سنجد مشاركة 3 أفلام من لبنان (بيروت بالليل، تاكسي البلد، تنورة ماكسي)، و3 أفلام من المغرب (جناح الهوى، شي غادي وشي جاي، عاشقة من الريف)، و2 فيلم من الأردن (الجمعة الأخيرة، فرق سبع ساعات)، وفيلم من فلسطين (حبيبي راسك خربان)، وفيلم من مصر (واحد صحيح)، وفيلم من العراق (إن مت سأقتلك).. نعم.. لتتساوى هنا المشاركة اللبنانية مع المشاركة المغربية!..

أما في مسابقة «المهر العربي للأفلام الوثائقية»، فسوف نجد مشاركة 4 لبنان (القطاع صفر، يامو، الحوض الخامس، مرسيدس)، و3 أفلام من مصر (مولود في 25 يناير، ستو زاد، نصف ثورة)، و2 فيلم من الجزائر (قم نغتنم ساعة هنية، هنا نغرق الجزائريين)، و2 فيلم فلسطين (شرطي على الهاش، نصف ثورة)، إضافة إلى فيلم من تونس (لا خوف بعد اليوم)، والعراق (حلبجة الأطفال المفقودون)، وسوريا (أسبرين ورصاصة)، والسودان (سوداننا الحبيب)، الأردن (عمو نشأت). هنا تتقدم المشاركة اللبنانية على المشاركة المصرية بفارق فيلم واحد، فقط.

وفي مسابقة «المهر العربي للأفلام الروائية القصيرة»، فسوف نجد مشاركة 4 أفلام من مصر (زفير، أحد سكان المدينة، حكاية من صاج، بحري)، و2 فيلم من لبنان (بعدنا، مكان يُعاد)، و2 فيلم من فلسطين (صياد الملح، غرفة سمير)، و2 فيلم من العراق  (أرض الأبطال، نخبك)، وفيلم واحد من الجزائر (حراقة)، وتونس (الطيّاب)، والمغرب (الطريق إلى الجنة)، والأردن (عبور)، وسوريا (حاضنة الشمس). إذاً تتخلف المشاركة اللبنانية عن المشاركة المصرية بفارق فيلمين.

هكذا.. على مستوى عدد الأفلام، سنجد أن المشاركة اللبنانية تتساوى مع المشاركة المغربية في «الروائي الطويل»، وتتقدّم بفارق فيلم واحد عن المشاركة المصرية في «الوثائقي»، وتقلّ بفيلمين عن المشاركة المصرية في «الروائي القصير». وبشكل إجمالي، يمكن القول إن من بين 41 فيلماً شارك في مسابقات «المهر العربي»، وفضلاً عن 13 فيلماً في «المهر الإماراتي»، وجدنا أن المشاركة اللبنانية تمثّلت بمشاركة 9 أفلام من لبنان، و8 أفلام من مصر (فيلم «نصف ثورة» مشترك لمخرج فلسطيني، ومخرج مصري)، و5 من فلسطين، و4 من المغرب، و4 من الأردن، و4 من العراق، و3 من الجزائر، و2 من تونس، و2 من سوريا، و1 من السودان.

أما على صعيد الموضوعات التي تناولتها الأفلام، فسوف نجد أنها توزَّعت على 9 للبنان، و9 لمصر، و5 لفلسطين، و4 عن كُرد العراق، فيما تناول 4 أفلام منها موضوع الثورات العربية (1 تونس، 3 مصر، 1 سوريا). فهل يمكن بعد هذا القول إنها «دورة لبنانية بامتياز»؟!..

بقراءة خارطة توزّع الأفلام المشاركة في مسابقات «المهر العربي»، وموضوعاتها، على النحو الذي بيّناه أعلاه، نميل إلى الاعتقاد بأن ثمة توازناً نسبياً أمكن توفيره، على الأقل أخذاً بعين الاعتبار طبيعة الظروف الخاصة التي مرّ بها هذا البلد العربي، أو ذاك، وكذلك بالانتباه إلى حجم الإنتاج السينمائي العربي المُتحقِّق خلال العام 2011، والذي يمكن أن يتوافق مع شروط المهرجان للمشاركة (عرض أول في الدولة، على الأقل).

غيفارا مات في لبنان

وبالانتقال إلى خارطة توزّع جوائز مسابقة «المهر العربي»، سوف يتأكّد لنا بوضوح أن الخاسر الأكبر، هو لبنان ذاته، إذا لم يتمكّن من الحصول بأفلامه التسعة إلا على جائزتين، بينما فاز فيلم واحد من فلسطين (حبيبي راسك خربان) بأربع جوائز، وفاز فيلم واحد من الأردن (الجمعة الأخيرة)، بثلاث جوائز. مع ضرورة الانتباه أن السينمائيين الفلسطينيين، فازوا بالحصة الأكبر من الجوائز (أفضل فيلم روائي طويل، جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الروائي الطويل، جائزة أفضل ممثل، جائزة أفضل ممثلة، جائزة أفضل موسيقى)، دون أن نذهب للقول إن هذه الدورة دورتهم بامتياز!..

من جهة أخرى، وفي صدد تظاهرة «ليال عربية»، سوف نجد مشاركة 6 أفلام ذات علاقة بفلسطين (لا تنسيني يا اسطنبول، ثمن الملوك، بعد الصمت، السمكة الذهبية، الأرخبيل، سينما جنين)، و4 أفلام ذات علاقة بلبنان (غيفارا مات في لبنان، روميو 11، كل هذا وأكثر، شكراً على اللقاء)، و2 فيلم ذات علاقة بمصر (في الليل يرقصن، ميدان التحرير)، و2 فيلم ذات علاقة بالجزائر (الخطّ البني، أوكتوبر 1961)، وفيلم واحد ذات علاقة بسوريا (البريق في عينيها)، وبالعراق (صمتاً: كلّ الطرق تؤدي إلى الموسيقى)، وبالكويت (الـ99 بلا حدود)، وبالجزائر (الرجل الأول)، وبالمغرب (السلاحف لا تموت بسبب الشيخوخة).

يبقى في الختام، من الجدير القول، إننا نحترم وجهة نظر الناقد السينمائي رامي عبدالرازق، تماماً في وقت نرى أنها ذهبت إلى حدّ غير صحيح في استخلاصاتها. لقد كانت المشاركة اللبنانية في المقدمة، من الناحية العددية، ومن ناحية تنوّع الموضوعات، ولكنها أبداً لم يكن لها أن تأخذ الدورة لنفسها، ولا أن تكون قادرة على أن تجعل الدور الثامنة من مهرجان دبي السينمائي «دورة لبنانية بامتياز».. فأين نذهب بالمشاركات العربية المتميزة؟.. وماذا عن الأفلام الإماراتية (13 فيلماً في «المهر الإماراتي»)، والأفلام الخليجية (5 أفلام في «أصوات خليجية»)؟.. لا يا صديقي رامي.. لم تكن «دورة لبنانية أصلاً».

الجزيرة الوثائقية في

09/01/2012

 

"أفلام رصاص" مشروع سينمائي لبناني واعد

نقولا طعمة - بيروت 

احتفلت جمعية "نوادي رسالات" في بيروت بإطلاق مجموعة من أفلامها تحت عنوان "أفلام رصاص"، وهي أفلام مستقاة من أدب الأطفال المقاوم المعروفة بـ"أقلام رصاص"، وقد وضعها وأخرجها المخرج اللبناني عادل سرحان.

وتتجه الجمعية إلى تعزيز عملها السينمائي بأفلام قصيرة بغية التعريف بحياة المجتمع المقاوم، وتختار الفيلم القصير لأكثر من سبب بحسب ما صرح به مديرها وئام أحمد لـ"الجزيرة دوك"، ذاكرا أن الفيلم القصير (1-25 دقيقة) هو لغة بالغة التأثير، تتخطى في تأثيرها بعض الأحيان الفيلم الطويل، ذلك أن جمهور الإعلام الاجتماعي على اختلافه آخذ بالازدياد، وبالتالي الحاجة إلى مادة سمعية بصرية سريعة التحميل والتداول في ازدياد، بل ومواكبة ما يحصل في العالم اليوم بات من السرعة ما يجعل الفيلم القصير أكثر خفة في التعبير عن القضايا، بالإضافة إلى الأسباب المتعلقة بموازنات الإنتاج والتي لا تتاح للكثير من الفنانين المبدعين".

وقال أحمد أن "الجمعية تتجه للتركيز على السينما، والتعاون مع بقية الهيئات العاملة في هذا النطاق، لتوسيع فهم السينما ودورها في الحياة الثقافية، ولكي يتم التواصل مع الخبرات الأخرى في مجال السينما".

افتتحت العروض مساء الخميس المنصرم، وتواصلت طوال عطلة نهاية الأسبوع، وجرت في مقر "رسالات" في المركز الثقافي البلدي التابع لبلدية الغبيري ببيروت، برعاية وزير الثقافة اللبناني غابي ليون.

وفي حفل الافتتاح، ركز رئيس الجمعية محمد كوثراني على دور الثقافة في العصر الحالي، فقال: "انتهت الحرب الباردة، انتهت الحرب على الإرهاب، وبدأت الحرب العالمية الثقافية. الكلام لوالتر إيزاكسون، رئيس معهد آسبن للدراسات، وأحد كبار المنظرين المعاصرين في السياسة الخارجية الأميركية".

وأضاف: " الحرب اليوم هي الأخفى، والأدهى، والأكثر مكرا لأنها، وللمرة الأولى في التاريخ، حرب باستخدام قوى الجاذبيات، يهون فيها تحويل الأنبياء إلى مشعوذين، وتحويل مصاصي الدماء إلى رسوم متحركة لدون سن الخامسة”.

ورأى أن "لبنان عتيق في حروب الثقافات والحضارات، عنده تصل الأمور دائما إلى ذروتها، لكنه يفضل التركيز دائما، وبحكم عناده التاريخي، على تواضعه الذي في غير محله، وعلى كبريائه الذي في غير محله أيضا. لبنان مدعو وبعد انقلاب الطقس فجأة بين المحيط والخليج من خريفي صقيعي إلى ممطر ينذر بالسيول، بمؤسساته الثقافية الرسمية والخاصة، بمثقفيه ودور نشره وصحافييه وإعلامييه وفنانيه ووسائل إعلامه وجامعاته ومراكزه الثقافية لاستلال تراثه الثقافي الهائل والمظلوم في آن".

الأفلام

جميلة : ومدته 15 دقيقة، وقائعه تجري بين العديسة ورب الثلاثين، وفي طريق عودة جميلة ابنة الاثنتي عشرة سنة، من المدرسة تلتقي بشاب جميل الوجه، استوقفها لتدله على طريق العديسة، فدلته. وما هي إلا لحظات حتى يتوجه نحو قوة إسرائيلية، ويفجر جسده فيها محدثا صدمة أمنية وبشرية في كيان العدو، ومحدثا في قلب تلك الفتاة عشق وحب للقاء.

كثيرون تقدموا لأهل جميلة يريدون الزواج منها، لكنها كانت ترفض، طالبة أن تدفن عند وفاتها إلى جانب الشاب الذي فجر نفسه أمام العدو. وعند وفاتها لأسباب طبيعية، نفذ أهلها وصيتها.

 أبيض وأسود : مدته 12 دقيقة، يروي حكاية جهاد الذي أصابته شظية قذيفة برأسه في حرب 1996، فانقلبت حياته رأسا على عقب بسبب اضطرابات عقلية، فيمشي في الصقيع متحدثا مع نفسه، أو يلعب بلعبة طفولية بالمياه مبللا ثيابه. استخف به العدو، لكنه ظل يراوغ العدو حتى ألحق به أذى بليغا في النهاية.

الفيلم الثالث، عنوانه صخرة مدته 15 دقيقة، يروي قصة المزارع أبو محمد ومجموعة الشهيد "ملاك”.

الصخرة ضخمة، مزروعة بعمق في الأرض، كتبت عليها عبارات بالعبرية، يعاند أبو محمد محاولا اقتلاعها، وعندما تفجر مجموعة الشهيد "ملاك" قافلة للعدو تقتلع الصخرة في اللحظة التي وجه لها أبو محمد الضربة الأخيرة. إنه فيلم يعبر عن تكامل عمل المقاومة والشعب.  

الجزيرة الوثائقية في

10/01/2012

 

الرقابة تغازل التيارات الإسلامية  

من  سيكون بيده مقصّ الرقيب في الفترة المقبلة؟ جهاز الرقابة الذي أعلن رئيسه سيّد خطاب أنه، بعد ثورة 25 يناير 2011،  لن يقف أمام أي إبداع  ولن يرفض عملا يطرح وجهة نظر أو نقد بناء، أو الحركات الإسلامية التي قد يكون لها الأغلبية في مجلس الشعب وقد تسنّ قوانين تكبّل الفن؟

ثمة أفلام كثيرة رفضتها الرقابة في الفترة الأخيرة، على الرغم من تأكيد سيد خطاب أن الوضع بعد الثورة يختلف كلياً عما قبلها من ناحية معايير قبول الأعمال الفنية أو رفضها،  في مقدمها: سيناريو فيلم «بازل» كتابة محمد أمين، بحجة أنه يتناول قضايا الدعارة وبيع الأطفال للأثرياء العرب من خلال تجنيد شباب عرب يقصدون  مصر سواء للدراسة أو السياحة، مع العلم أن هذه القضايا بالذات ناقشتها مراراً  الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية.

فيلم «ريكلام البار» تأليف مازن الجبلي، يصوّر المجتمع السفلي من عاهرات وقوادين وبلطجية في أحد الملاهي الليلية. رشحت لبطولته علا غانم (معروف عنها حماستها لأدوار مختلفة وخارجة عن المألوف).

ترى علا غانم، أن الرقابة تكون مفيدة أحياناً لأنها تنوب عنها في رفض بعض المشاهد، لكنها لا تقبل أن تعود الرقابة كسابق عهدها وتكبّل  الإبداع، بل عليها أن تدعم فكرة تناول المواضيع بحرية بخاصة القضايا الشائكة لأن هذا هو دور الفن الأساسي.

سياسة ومجتمع

يندرج فيلم «الأفعى والشيطان»، تأليف جمال الدين حسين،  ضمن لائحة الأعمال الفنية المتعثّرة رقابياً، يتمحور حول امرأة عاهرة يسهل لها رجل أمن ممارسة الدعارة ويستغلّ منصبه في هذه المهمة. وقد رشحت  لبطولته غادة عبد الرازق.

بالطبع لا يقتصر الرفض على هذه النوعية من الأعمال التي تعتبر غير ملائمة للمجتمع المصري، بل طاول فيلم «كريسماس عيد الأضحى» تأليف حسام حلمي، ويعالج قضية الاحتقان الطائفي في مصر.

كذلك رفض فيلما: «الحزب» تأليف أحمد محمد القصاص ويتناول، بشكل ساخر، أشخاصاً ورموزاً في الدولة من خلال قصة خيالية يمكن إسقاطها بسهولة على الوضع الحالي، «مسألة حياة أو موت» تأليف محمد عباس عثمان وهو فيلم سياسي رفض لضعف مستواه الفني.

آلية الرقابة

يشير سيد خطاب إلى أن الأعمال المرفوضة ضئيلة إذا ما قورنت بتلك المقبولة، موضحاً أن الرقابة مؤسسة لها مهمة محددة، وليس من المنطقي أن تكون قيداً أو عبئاً على الفن.

وحول ما يتناقله  البعض من زيادة المدّ الإسلامي وفرضه قيوداً على الإبداع يؤكد خطاب أن الرقابة لا تتعامل مع أي شخص خارج المؤسسة، ومن ثم لن يتدخل أحد في آلية عملها، «لكن  قد يسن مجلس الشعب المقبل، الذي يسيطر إسلاميون على غالبية مقاعده، قوانين ستلتزم بها الرقابة».

يضيف خطاب: «سواء ظل الحال على ما هو عليه أو خيّم على الرقابة انفراج فني في الفترة المقبلة، يظل صعود التيار الإسلامي الشاغل الأكبر لأنه سيلقي بظلاله على الرقابة وعلى فئات المجتمع، فارضاً شروطه على الفن، ليبدأ صراع من نوع آخر، أطرافه من المبدعين والإسلاميين».

الجريدة الكويتية في

09/01/2012

 

بالم سبرينغ السينمائي يعرض أسماء و678 المصريين… ويكرم ثيرون

(القاهرة – د ب أ) 

قال المخرج المصري عمرو سلامة إن فيلمه الروائي الطويل «أسماء» سيشارك في برنامج «الليالي العربية»، الذي ينظمه مهرجان «بالم سبرينغ» السينمائي الدولي في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

وأضاف سلامة أن فيلمه، الذي يعرض حاليا في دور العرض المصرية، تم اختياره للمشاركة في البرنامج الجديد الذي أعلنه المهرجان عقب تفجر الثورات العربية التي أطاحت بعدد من الأنظمة الدكتاتورية القديمة.

واختار المهرجان عددا من الأفلام العربية للمشاركة في البرنامج الذي تضمه الدورة الـ32، التي افتتحت الخميس الماضي، وتستمر حتى 16 الجاري، بمشاركة أفلام من أنحاء العالم ومكرمين، بينهم النجمة العالمية تشارليز ثيرون التي يتم منحها جائزة عن مجمل أعمالها في حفل خاص أقيم أمس.

وأوضح سلامة أن فيلمه «أسماء» يعرض في المهرجان غدا، حسبما أبلغته إدارة المهرجان. وتحكي أحداث العمل، الذي قام سلامة بكتابة قصته وإخراجه، وتلعب دوري البطولة فيه النجمة التونسية هند صبري وماجد الكدواني، جانبا من قصة حقيقية لسيدة مصرية مصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ونظرة المجتمع لها.

وحاز الفيلم جوائز في عدد من المهرجانات العربية والدولية التي شارك فيها، ويشارك في البرنامج أيضا الفيلم المصري «678»، للمخرج والمؤلف نفسه، وبطولة هند صبري وماجد الكدواني أيضا، وتدور أحداثه حول النساء ضحايا التحرش في الشارع المصري.

ويضم برنامج «الليالي العربية» الفيلم الفلسطيني «حبيبي راسك خربان» للمخرجة سوزان يوسف، ويعد أول فيلم روائي طويل يتم تصويره في قطاع غزة منذ 15 عاما، ويقوم ببطولته قيس ناشف وميساء عبدالهادي ويوسف أبووردة، ويتناول قصة حب بين شاب وفتاة على غرار القصة التراثية العربية الشهيرة «قيس وليلى».

كما يعرض الفيلم الجزائري المغربي «الحب الكبير»، للمخرجة فاطمة الزهراء زموم، وبطولة راسم زينادي وعبدالقادر طاجير ولويزا حباني، ويحكي عن طفل جزائري (8 سنوات) يغادر منزل أبويه ليقضي فترة لدى جده وجدته، فيقرر بعدها عدم العودة لمنزل الوالدين.

الجريدة الكويتية في

09/01/2012

 

أفلام مصرية ثلاثية الأبعاد!  

يبدو أن انبهار المشاهدين العرب بالأفلام الثلاثية الأبعاد التي قدمتها هوليوود كان له أثر كبير على صناع السينما في مصر، فقد وضعت مجموعة منهم فكرة لاستخدامها كقصة لفيلم يشاهده الجمهور بالتقنية نفسها.

شاهد كثر مقطعاً صغيراً على «اليوتيوب» مدته 11 دقيقة من فيلم «ألف ليلة وليلة» الثلاثي الأبعاد، فأبدوا على مواقع التواصل الاجتماعي إعجابهم بالتصميم والمجهود الكبير الذي بذله القيمون على العمل، بل وبقدرة مخرجه على جمع عدد هائل من الفنانين في عمل واحد.

الفيلم تأليف محمد أمين راضي ويخرجه تامر مرتضى، فيما يشارك في البطولة: عمرو واكد، غادة عادل، غادة عبد الرازق، سوسن بدر، عمرو سعد، آسر ياسين، فتحي عبد الوهاب، عزت أبو عوف، وأحمد بدير. أمّا الصناعة فمصرية مئة في المئة، إذ تنفَّذ الخدع والمؤثرات البصرية في شركة مصرية، باستثناء خبير الرؤية البصرية الثلاثية الأبعاد من خلال النظارات فهو كندي الجنسية.

حول سبب رغبة الصناع في تقديم هذا العمل، أوضح مخرجه مرتضى أن مثل هذه المشاريع قد تساهم في تعزيز مكانة السينما المصرية على الخارطة العالمية والمنافسة في السوق العالمي.

يؤمن مرتضى بأن الصناعة في مصر قادرة على إنتاج أفلام ثلاثية الأبعاد، ذلك لامتلاك الفنانين المصريين الموهبة والتي تحتاج إلى تعزيزها بالإمكانات المادية، وهو ما سيعمل مع زملائه على تحقيقه، وقد تحمست للمشروع شركات إنتاج عدة.

يشير مرتضى إلى أن صناع السينما المصريين لا يستهدفون السوق المحلي فحسب، بل إنهم كمنتجين للعمل يعملون على ضمان مشاهدة العمل عالمياً على المستوى التجاري، وليس على مستوى المهرجانات فحسب، يتابع: «بذلك ننقل ثقافتنا ورؤيتنا إلى العالم أجمع، وقد وضعت ميزانية مفتوحة للفيلم لأنني أتوقع أن تكون تكلفته عالية».

عن التجهيزات التي حضَّرها قبل البدء في التصوير، يقول مرتضى: «قمنا بدراسات وأبحاث حول تقنية الـ 3D واخترنا الأستوديوهات وتعاقدنا مع فنانين انتقيناهم بعناية بعدما طلبنا منهم أداء معيناً لا يتعلق فحسب بطبيعة التصوير والإخراج المختلفة عن الأفلام العادية، بل أيضاً بموضوع الفيلم الخيالي.

ذكر مرتضى أنه اختار مشروع «ألف ليلة وليلة» لأنه العمل الأكثر ثراء في التراث الإنساني، ويتضمن قصصاً وأساطير مصرية قديمة يتم الربط بينها عن طريق شخصية «شهرزاد» التي تجسدها غادة عادل. بالتالي، فإن الرواية تستحق أن تصور بطريقة ثلاثية الأبعاد.

كذلك أكد المخرج أن هذا المشروع سيُطلق في أفلام عدة ومسلسلات تُعرض باستخدام تقنية الـ 3D، «لكن نجاح التجربة الأولى هو الذي سيحدد ما إذا كنا سنستمر في بقية التجارب أم لا، وهذا النجاح يتوقف على رأي الجمهور الذي سيدخل لمشاهدة الفيلم في دور العرض حيث يجد الخيال كما لو كان واقعاًَ ملموساً أمامه}.

فكرة وجيهة

ترى الناقدة ماجدة موريس أن إعلان فيلم «ألف ليلة وليلة» حقق دعاية جيدة للعمل الذي ما زال في مرحلة الإعداد والتجهيز، ما سيفتح المجال أمام هذه التقنية للانتشار في مصر بشكل ينافس الأفلام الأجنبية، خصوصاً بعدما نال الإعلان إعجاب كثيرين حرصوا على متابعته ومشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي.

كذلك تشير موريس إلى أن جودة المقتطفات عن الفيلم ليست دليلاً على روعة مستواه، خصوصاً أننا نملك عقولاً متميزة قادرة على ابتكار إعلانات تجذب المشاهد، وتضيف: «لكن عموماً خوض هذا المجال فكرة وجيهة وتستحق الاحترام والانتباه بل والمساعدة، لكنها ستواجه مشاكل تكنولوجية على رغم قدرة الكثيرين على استخدام الكمبيوتر وبرامج الغرافيك، وستعيقها أيضاً النواحي المادية لأن التكاليف الإنتاجية مرتفعة ودور السينما التي تعرض أفلاماً بهذه التقنية محدودة للغاية، إلى جانب ثمن النظارة، ما سيؤدى بالتالي إلى ارتفاع ثمن التذكرة».

تبدي موريس سعادتها الشديدة بفكرة تقديم «ألف ليلة وليلة» في شكل فيلم ومسلسل بالتقنية نفسها، وتعتبر هذه المبادرة بمثابة إنجاز جديد من إنجازات ثورة 25 يناير الثقافية، وتوضح أن نجاح أول فيلم مصري ثلاثي الأبعاد سيفتح قناة وسيطة بين السينما المصرية والسينما العالمية.

توضح موريس أن هذه التقنية يناسب استخدامها أفلام الأطفال والرعب والأعمال التي تعرض الطبيعة والقصص الأسطورية، لأنها تعطي مصداقية كبيرة للأحداث ويشعر المشاهد من خلالها أنه داخل الحدث. كذلك تقترح إنتاج نسختين من كل فيلم، نسخة مشاهدة عادية ونسخة ثلاثية الأبعاد، كي لا تخسر شركات الإنتاج مشاهدي الكمبيوتر، علماً أن هؤلاء سيفتقدون متعة الإحساس بالتقنية الجديدة.

الجريدة الكويتية في

09/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)