حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جمال سليمان:

فيلمى الإيرانى «يوم الحرية»يتناول الصراع على السلطة فى الإسلام

أحمد الجزار

أكد جمال سليمان أن السرية التى فرضها على الفيلم الإيرانى «يوم الحرية» الذى يشارك فى بطولته وأخرجه أحمد رضا درويش ليست لها علاقة بمضمون العمل، وإنما احتراما لاتفاق أبرمه مع الشركة المنتجة، موضحا أن «يوم الحرية » يعد ثانى تجاربه فى السينما الإيرانية بعد فيلم «المتبقى» عام ١٩٩٥ إخراج سيف الله زاد.

وقال سليمان لـ«المصرى اليوم»: لا أستطيع حاليا الكشف عن الشخصية التى أقدمها فى الفيلم، وكل ما أستطيع قوله إننى كنت مرشحاً لأحد الأدوار الرئيسية، ولكن بعد تأجيل تصوير الفيلم بسبب ظروف خاصة بالشركة المنتجة اعتذرت عن الدور وارتبطت بمسلسل «الشوارع الخلفية». ثم عادت الشركة وتحدثت معى مرة أخرى وتم ترشيحى لدور آخر استغرق تصويره حوالى ١٠ أيام فى إيران.

أكد أن الفيلم يعد من أهم ما أنتجته السينما الإيرانية فى الوقت الحالى، ووصلت ميزانيته إلى ٢٣ مليون يورو، ويشارك فى بطولته ممثلون من سوريا والكويت وإيران. كما استعانت الشركة بخبرات عالمية فى المونتاج والموسيقى.

وأضاف سليمان إن الفيلم تبدأ أحداثه بموت معاوية بن أبى سفيان وينتهى بموت الحسين، ويناقش شرعية السلطة فى الإسلام، وعدم مبايعة الحسين ليزيد وعملية التوريث، كما يتعرض لبعض تفاصيل هذه الحقبة والتى لم تتعرض لها الدراما من قبل، موضحا أن ذلك من أسباب حماسه الشديد للمشاركة فى الفيلم. وقال: الفيلم يتحدث عن نظام الحكم فى الإسلام وشرعية الحاكم وهى الشرعية التى كلفتنا كثيرا من الدماء من وجهة نظرى، وكنت أرى أن صبغ هذا الخلاف بالشرعية الدينية وخروجه من الإطار السياسى كان سببا رئيسيا فى العديد من الانقسامات التى أدت إلى تعدد المذاهب، لدرجة أن بعض هذه المذاهب بدأت تطعن فى شرعية المذاهب الأخرى، ولو كنا نظرنا للخلافات التى نشبت حول السلطة بأنها شأن سياسى لما حدث هذا التحزب الدينى.

وحول طبيعة تناول الإيرانيين لهذا الخلاف رغم أن معظمهم من الشيعة وهو ما قد يثير القلق لدى السنة قال: الحسن والحسين من أحفاد رسول الله ولها مكانة كبيرة لدى أهل السنة توازى مكانتها عند الشيعة، وأعرف جيدا مكانة الحسن والحسين فى قلوب المصريين وبالنسبة لى كفنان لا أقبل أن أكون طرفا فى هذا الصراع، وأعتبر نفسى طرفا معاديا لكل المذاهب، وعندما أقبل على عمل يحمل حالة من الجدل أفضل أن أعزل نفسى وأقرأ العمل وكأنه مجرد رواية، وإذا وجدت أنها تقول الحقيقة وقريبة مما هو متداول وتهتم بالمشاعر الإنسانية، أحترمها لأنه من الخطأ أن نقيم مسبقا صناع هذه الموضوعات وهويتهم إذا كانوا شيعة أو سنة أو سلفيين أو مسيحيين، ولكنى أقيم الفيلم كعمل فنى، وإذا أسقطت ذلك على المادة الفنية سأكون طرفا فى النزاع.

وعن رأيه فى ظهور الصحابة والأنبياء فى الفيلم رغم اعتراض الأزهر على ذلك قال: لا أعترض على ظهور الصحابة والأنبياء شرط أن يكون هذا الظهور بشكل جاد لأنه لا يجوز التعرض لمثل هذه الشخصيات التى تعيش فى ضمير أمة بنوع من الاستخفاف أو بشكل تجارى قد يستفز مشاعر الجماهير، وأعتقد أن ذلك يتوقف على العمل نفسه لأننى عندما شاهدت مسلسلاً مثل «يوسف الصديق» وبعده «مريم» لم أشعر بأى نوع من الحرج أو الاستهجان، بالعكس خلقت لدى مثل هذه الأعمال مشاعر من الاحترام والتقدير لهذه الشخصيات لأنها ظهرت بمستوى فنى عال، لذلك لم أنزعج شخصيا من ذلك ولكنى لست فى موضع الإفتاء، وقد أكون متحفظاً على ظهور النبى على الصلاة والسلام، وفى سوريا حاليا يتم التجهيز لمسلسل «الفاروق» تأليف وليد سيف، وإخراج حاتم على، ويظهر خلاله عدد كبير من الصحابة ومنهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم، وأثق بأن فريق العمل سيقدم عملاً ينال كل الاحترام والتقدير.

وحول رأيه فى السينما الإيرانية قال: معظم الأفلام الإيرانية ذات مستوى عال، لذلك تتواجد بقوة فى المهرجانات الدولية ونجحت خلال السنوات الأخيرة فى تحقيق طفرة كبيرة، وقدمت للعالم مخرجين كباراً مثل عباس كيار وستامى وجعفر بناهى.

وأوضح جمال سليمان أن فيلم «يوم الحرية» من المقرر عرضه فى أوروبا ودول شرق آسيا مع بداية موسم الصيف وسيترجم إلى الفرنسية، مشيراً إلى أن الشركة المنتجة لديها رغبة شديدة لعرض نسخ من الفيلم فى الدول العربية ولكن لم يحسم هذا الأمر حتى الآن.

وعن مسلسله الجديد «سيدنا السيد» المقرر عرضه فى رمضان المقبل قال: قمنا مؤخرا بإجراء معاينة فى الصعيد مع المخرج إسلام خيرى شلبى والمنتج جمال العدل والمؤلف ياسر عبدالرحمن لتحديد بعض الأماكن والتعرف على بعض التفاصيل، ويجرى حاليا استكمال كتابة السيناريو، ومن المقرر أن نبدأ جلسات العمل نهاية الأسبوع الأول من يناير الجارى لتحديد موعد نهائى للتصوير والاتفاق على الممثلين المشاركين فى البطولة خاصة أن المسلسل من جزئين ويتناول مرحلة تاريخية كبيرة.

المصري اليوم في

02/01/2012

 

جزء ثان من «شيرلوك هولمز»:

هوليوود تواصل «اللعب فى المضمون»

كتب   ريهام جودة 

فيلم «شيرلوك هولمز- لعبة الظلال» هو الجزء الثانى من فيلم «شيرلوك هولمز» الذى عرض عام ٢٠٠٩، وقدم خلالها الممثل الأمريكى «روبرت داونى جونيور» شخصية المحقق الشهير «شيرلوك هولمز» التى كتبها الكاتب البريطانى «سير آرثر كونان دويل»، وقدمت عنها عشرات الأعمال السينمائية والتليفزيونية، وقد استوحى الفيلم من رواية لـ«كونان» حملت اسم «المشكلة الأخيرة» لكن سيناريو الفيلم لم يلتزم تماما بالرواية بل انطلق منها إلى آفاق أخرى.

الفيلم يعرض حاليا فى مصر، وقد بدأ عرضه فى الولايات المتحدة ١٦ ديسمبر الجارى وحقق ٤٠ مليون دولار فى أول عطلة لعرضه، وهى إيرادات أقل مما حققه الجزء الأول فى أول عطلة أسبوعية لعرضه عام ٢٠٠٩، حيث حقق ٦٢.٣ مليون دولار، وقد تجاوزت إيرادات الجزء الثانى ٩١ مليون دولار فى أمريكا حتى الآن

وقد تكلف ١٢٥ مليون دولار، وكان نجاح الجزء الأول من الفيلم عاملا فاعلا فى تقديم الشركة المنتجة «وارنر برازرز» لجزء ثان منه، حيث بدأ بعد عرض الفيلم بأسابيع قليلة التجهيز لجزء ثان، والذى بدأ تصويره بعد عرض الجزء الأول بعام، وهى طريقة أساسية فى صناعة السينما الهوليوودية التى تقوم على الاستثمار التقليدى لنجاح الأفلام وتقديم أجزاء منها كنوع من تحقيق الربح المضمون وجذب الجمهور، مثلما حدث فى عشرات الأفلام على مدى تاريخ السينما الأمريكية خاصة التى تتناول شخصية أساسية ومغامراتها المليئة بالأكشن والرومانسية ومنها «الرجل العنكبوت» و«الرجل الحديدى» و«سوبر مان» و«الرجل الوطواط» و«شريك» و«هارى بوتر» و«جيمس بوند» و«ماتريكس».

صور الفيلم فى بريطانيا وأمريكا وفرنسا، ويلعب بطولته «جود لو» و«ريتشيل مكادامز» و«ناوومى راباس» إلى جانب بطل الفيلم «روبرت داونى جونيور» الذى يجسد شخصية «شيرلوك هولمز»، وقد حظى بتقديرات معقولة من النقاد على كثير من المواقع الإلكترونية السينمائية.

المصري اليوم في

02/01/2012

 

الفيلم توليفة ناجحة من الأكشن والكوميديا والمؤثرات الخاصة

كتب   رامى عبد الرازق 

فى الوقت الذى تعانى فيه أوروبا من شبح التفكك والانهيار الاقتصادى يستعيد فيلم «شيرلوك هولمز»، فيما يقترب من الفانتازيا التاريخية تلك الحقبة التى سبقت الحرب العالمية الأولى، وبالتحديد فى العقد الأخير من القرن التاسع عشر، حيث كانت أوروبا تشهد احتقاناً سياسياً بين فرنسا وألمانيا يمثل جانباً من الجذور التى أدت للحرب عام ١٩١٤.

يعتمد الفيلم فى حبكته الأساسية على تيمة معروفة ومستهلكة، هى وجود عالم عبقرى خارق الذكاء يريد أن يدفع العالم إلى الدخول فى حرب طاحنة كى يستفيد هو من بيع كميات من السلاح التى قام بشرائها أو الحصول على أسهم من المصانع المصنعة لها، وهو نفس المنطق الذى أدى بالفعل إلى اشتعال حروب كثيرة على مستوى العالم أشهرها حرب أمريكا فى فيتنام، التى أدخلت العشرات من الملايين إلى جيوب شركات السلاح الأمريكية.

وبالطبع طالما هناك هذا العالم الشرير يجب أن يظهر البطل الذى يكشف خططه ويقاوم مشاريعه الشريرة، وهو هنا الشخصية الكلاسيكية المعروفة شيرلوك هولمز،

وهو «هولمز» فى نسخة المخرج «جاى ريتشى» خليط من محارب الساموراى، الذى يتقن فنون القتال، والمحقق حاد الذكاء صاحب قوة الملاحظة الخارقة والصعلوك الفوضوى الذى لا يكترث لشىء ولا يعنيه سوى التنفيس المستمر عن قدراته النفسية والعقلية عبر الخوض فى حل القضايا المعقدة.

فى الجزء السابق اعتمد السيناريو والإخراج على صياغة أسلوب بصرى يعتمد أولاً على «السلو موشن»، أى الحركة البطيئة، فى مشاهد الاشتباكات العنيفة أو إطلاق النار مما يعيد إلينا استخدام الأخوين «ويشويسكى» لتقنية الصورة البطيئة واللقطة البانورامية والكبيرة فى ثلاثية «ماتريكس»، ثانياً تقديم مشاهد الأكشن من خلال أسلوب «الفلاش فورورد»، أى تخيل اللحظة القادمة، أو تصور شكل وآليات الاشتباك، أو المواجهة قبل حدوثها، لكن هذا الأسلوب يتم تطويره فى الجزء الجديد من خلال حيلة مثيرة وهى إخلاف ظن أو توقع المتفرج فيما يخص مشهد المعركة أو الاشتباك، حيث يقدم لنا مشهد متخيل «فلاش فورورد» فى ذهن «هولمز» عن طبيعة الاشتباك بينه وبين أحد الأشخاص، ثم فى الزمن العادى يقوم بتنفيذ مشهد وأحداث مخالفة تماماً، وبالتالى يصبح لدينا كثافة فى مشاهد الحركة عبر زمنين الأول متخيل وبطىء والثانى واقعى وخاطف.

وتبدو براعة السيناريو فى هذا الجزء متمثلة فى نسج مقاطع حركية طويلة تحبس الأنفاس بالفعل، حيث يتجاوز زمن كل مقطع العشر دقائق متواصلة من الاشتباك وإطلاق النار وقذائف المدفعية والمطاردات المنفذة جسديا أو عبر الجرافيك، وهو ما يمنح المتفرج جرعات متتالية من الأكشن المثير والمبهر، ثم يتبع السيناريو كل مقطع بمساحة من «الريليف»، أو المواقف القصيرة ذات الطابع الكوميدى الساخر، التى يجسدها دون ابتذال كل من جود لو وروبرت داونى فى شخصيتى «هولمز» وتابعه دكتور «واطسن».

ويعطى المتفرج فرصة لالتقاط أنفاسه والاستعداد لجولة جديدة، كما أنه يربط المتلقى إنسانيا ودرامياً بالشخصيات. ويتألق روبرت داونى جونيور فى دور «هولمز» الصعلوك العبقرى بشكل مؤثر للدرجة التى نشعر معها أن ثمة شخصتين لـ«هولمز» فى السينما العالمية، الأولى هى التقليدية للمحقق الأرستقراطى صاحب البايب الشهير والحركة المتكلفة المدروسة ونظرة العين الثاقبة، أى باختصار الصورة الإنجليزية للشخصية، والثانية تلك التى صنعها المخرج بمساعدة البطل، حيث الصعلوك الفوضوى، ورغم أن «جاى ريتشى» مخرج بريطانى، ولكننا نتحدث هنا عن وجهة النظر السينمائية فى الشخصية، والتى تعكس الشكل والروح الأمريكية أكثر من النمط والأسلوب البريطانى الرزين، الذى طالما تعاملت معه السينما فى العديد من الأفلام التى قدمت بوحى من الشخصية الشهيرة.

ريفيو

سيناريو: ميشيل وكارين مولرونى ـ إخراج: جاى رتشى ـ بطولة: روبرت داونى جونيور - جود لو ـ مدة الفيلم: ١٢٠ ق

المصري اليوم في

02/01/2012

 

 

Polisse الفرنسي يعالج قضايا المراهقين في بيروت

هناء حاج – بيروت 

مع بداية العام الجديد، تشهد بيروت حركة جديدة في العروض السينمائية، فبعد مشاركة عدد كبير من الأعمال السينمائية التي عرضت خلال مهرجان السينما الأوروبية، تستقبل صالة سينما امبير- صوفيل الفيلم الفرنسي "Polisse" في في الثاني عشر من يناير الجاري، وهو التاريخ الذي حددتهTeleview وShooting Stars بالتعاون مع أم سي للتوزيع.

بعد فيلميها "عفواً" الذي ترشح لجائزة سيزار أفضل فيلم وأفضل ممثلة واعدة عام 2006 ، و"الحفلة الراقصة للممثلات" الذي ترشح لسيزار أفضل ممثل ثانوي عام 2009. تعود Maiwenn بفيلمها الجديد "Polisse" الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي الأخير. وفي هذا الفيلم تقود Maiwwenn المشاهد في رحلة شبه واقعية لاكتشاف دائرة حماية القاصرين في فرنسا.

Polisse فيلم من نسج الخيال لكنه أنتج على سبيل الأفلام الوثائقية وهو يتتبع مجموعة من شرطة حماية القاصرين في حياتهم اليومية المهنية والخاصة، هناك مثلاً إيريس (مارينا فوا) التي تحاول أن تنجب طفلاً، ونادين (كارين فيلار) التي تتساءل ما إذا كانت قد أخطأت في قرارها بالطلاق من زوجها، وفريد (جوي ستار) رب العائلة والأب الحنون الذي سينتهي بالتقرب من ميليسا "Maiwenn" والانجذاب الى هذه المصورة التي تتابع عمل الشرطة عن كثب لتصدر كتاباً حولهم.

ويفصّل فيلم "Polisse" عامة يوميات أفراد مفرزة حماية الأحداث، وهي عبارة عن استجواب الشاذين مشتهين الأطفال، وتوقيف النشالين من الأحداث واستراحة الغداء التي يتحدث الزملاء فيها عن مشاكلهم الزوجية، فضلاً عن استجواب الأهل الذين يسيئون معاملة أولادهم والتجاوزات الجنسية لدى المراهقين. وأيضاً التضامن بين الزملاء ونوبات الضحك المتواصل في الأوقات الحرجة. يجد فريد صاحب المشاعر الحساسة صعوبة في نظرات ميليسا التي انتدبتها وزارة الداخلية لتأليف كتاب مصوّر عن مفرزة الأحداث.

يذكر أن فيلم Polisse عرض في مهرجان الفيلم الأوروبي السنوي، كما فاز بالجائزة الكبرى الأولى للسينما من مجلة أيل وجائزة الجمهور ميل هوبينهايم 2011 لفئة سينما الهوس مونتريال.

فارييتي العربية في

02/01/2012

 

 

أحمد شهاب الدين يكتب:

بعد “أكس لارج” .. “ميدان التحرير” ينتظر أحمد حلمي 

أحمد حلمي هو المتربع على عرش الكوميديا بلا منازع ، قبل أن يتفوق على غيره فهو متفوق على نفسه ، إنه يفرحها ويدهشها قبل أن يفرحنا ويدهشنا ، لا تستطيع أن تتنبأ بالفيلم القادم ولكن يمكنك أن تتنبأ بالدهشة والحميمية في فنه ، كل فناني الكوميديا – إلا قليلا – غرقوا في أداء معين ، تحول إلى اكليشيه ، أما هو فيسبح في شواطيء مختلفة الأداء ومتنوعة المشاعر والأفكار ، يقدم لنا في فيلمه الأخير ” اكس لارج ” زيا كوميديا يلائم كل الأذواق ، ويناسب كل المشارب ، إذا كنت تفتش عن الإيفيهات فلا أكثر ، وإن كنت تريد الكوميديا الراقية والفكاهة المهذبة فلا أكثر ، وإن كنت تريد الكوميديا السوداء التي تبكيك بالقدر الذي تضحكك بها فلا أكثر

فيلم يحترم جسد المرأة فلاعري ولا إسفاف ولاقبل أو أحضان حمراء يقحمها المنتجون إقحاما فلا تضيف للفيلم ولا تضفي عليه إلا مسخا وتشويها ، تشعر بحميمية مع بطلات فيلمنا ويشدك برقة إلى كياناتهم النفسية والذهنية لا إلى أجسادهم الغضة والفتية ، وهو شيء يحسب للمخرج شريف عرفة الذي قاد هذه السيمفونية الإنسانية ، بكاميرا حساسة جدا وذكية جدا ، تترجم  المشاعر والتحولات الرقيقة والعنيفة بنفس النغمة والدرجة .

والكاتب أيمن بهجت قمر يرسم لنا لوحة على تباين ألوانها وخطوطها إلا أنها ” تحفة ” في النهاية ، ولعل الثنائي قمر وحلمي من أنجح الثنائيات التي جمعتهم السينما المصرية ، فنادرا ما تجد توافقا ذهنيا ووجدانيا مثل هذا التوافق ، فكلاهما لا يبحثون عن الشخصية البطولية والمواقف العظيمة أو السخيفة ، إنهم يعرضون لنا العادي ، والعادي جدا ولكن بعيون غير عادية ، سواءا في الشخصيات أو المواقف يجعلانك تضحك منها كثيرا وتتعاطف معها وهي معادلة صعبة في الكوميديا للكاتب والفنان ، فلاينبغي – كما يقول نقاد الكوميديا – أن يتعاطف المشاهد مع الشخصية الكوميدية لأن مجرد تعاطفك معها وانفعالك بها يقلل من احتمال ضحكك منها وسخريتك من مواقفها ، ولكنهما ينقلانك بسلاسة من الأولى إلى الثانية ، وهما أيضا يعرضان لك اللحظات العادية ، بشكل غير عادي ، لحظة الإفطار في رمضان كيف لفتت انتباه كاتبنا وهو يفطر في البلكونة والجميع يفطرون في ذات اللحظة ويبتسم مجدي ويأكل وكأن الإشراق الصوفي هو الذي ينير وجهه .

كم ضحكنا عندما ” دارى ” فطوره في رمضان ممثلا على البقال أنه مسيحي ، وكانت القاعة بجواري تضج بالضحك والتصفيق على مشاهد كهذه ، إنها حياتنا العادية ومشاكلنا العادية وتفاصيلها الرائعة تماما والعادية تماما ، حتى مشكلة البطل الخاصة وهي مرض السمنة كأنها تجعلنا نلتفت إلى مشاكلنا الأم الخاصة بنا ، عقدة حياتنا التي توقف تقدمنا وتعطل طموحنا .

الشيء الثاني الذي يجمع بين حلمي وقمر هو التقاط حس الناس ، وإشباعها بما يضيف للفن ويضفي عليه ، إن طريقة بناء السيناريو والحيل الذكية في التقديم والتأخير ، تجعلنا موقنين أن الكاتب يضع مشاعرالمشاهد في الدرجة الأولى فيفكر في إمتاعه أو إضحاكه أو إبكائه ، يجعلنا نرى الأمور بعين البطل أحيانا ، وبعيوننا أحيانا أخرى ، إنهما فنانان يتقنان العزف على مشاعرنا

ثالثا كلاهما يؤمنان بالبطولة الجماعية  ، ففي السيناريو نجد لكل شخصية روحها وريحها ، الزوج المتضايق من امرأته التي لا تتزين له ، والزوج التي تتحكم به زوجته في ” الراحة ” و ” الجية ” ، فتاة الفيس بوك التي تعيش أكثر من شخصية على حسب مزاج صديقها ” الفيسبوكي ” ، وأحمد حلمي ليس من النوعية الذي لا يرضى لغيره إلا دور ” الخادم ” لأدائه و ” نجوميته ” ، وهي شجاعة تحسب له ، فأنت كثيرا ما تجد لبقية الممثلين مواقف كوميدية ، وأداء ” يعلم ” في وجدانك ويلتصق بذاكرتك ، كل ذلك لا يخيف حلمي فهو موقن بالمرتبة التي يحتلها في قلبك .

الشيء الرابع هو هذا المستوى الراقي من الكوميديا التي تقدم شخصياتها بأبعادها المختلفة والمتناقضة ، ففي السيناريو يتوحد الحس الكوميدي بالدرامي ، والشخصيات الكوميدية نجدها مركبة يتقمصها الممثل ، ويضحكك في ذات الوقت ، على عكس كثير من المسرحيات والأفلام الكوميدية التي نجد شخصية رئيسة سطحية وكاريكاتورية ، وكما نقول بالعامية ” أوفر ” في صفاتها وأفعالها ، ونجد هنا حلمي فنان الكاريكاتير ذو النظرة الساخرة للحياة ، ولمرضه أيضا سخرية فيها فهم واستيعاب يحولها إلى حزن عميق ، نجد مجدي / حلمي وهو يتقدم لخطبة حبيبة قلبه ، بلوحاته ورسومه باللغة التي يتقنها ويبدعها ، في تقمص عال للشخصية من قبل حلمي ، وعمق عميق في سبر أغوار البطل لقمر .

شيء أخير يجمع بين الثنائي الرائع حلمي وقمر ، هو هذا الأسلوب الذي يمكن أن نصفه بـ ” السهل الممتنع ” فالفكرة بسيطة ، والتفاصيل عادية ، والشخصيات قابلناها ونقابلها ، مع ذلك فالفكرة رائعة ،والتفاصيل استثائية ، والشخصيات لم نرها بتلك البساطة والروعة ، إنهما يقدمان فنا يشبع مرتادو السينما التجارية ، وعشاق الأفلام الرفيعة ، ويرضي ذوق الفنان و ” جيب ” المنتج .

بعد أن خرجت من السينما ذلك العالم الساحر والخلاب والممتع ، إلى واقعنا المرير قفزت إلى ذاكرتي صوة حلمي وهو يحاول الدخول إلى التحرير وسط تنديد ومعارضة من الشباب الثائر ، الذي كسر أكبر حواجز وموانع النفس البشرية من تحقيق حلمها ومثلها ، هو حاجز الموت المنيع ، في الوقت الذي كان فنانون كبار يبكون ويتباكون على مبارك ، الذي يعتبرونه ليس مجرد رئيس لمصر ولكن ” أب ” و ” رمز ” لمصر ! ، لم يكسر حلمي أقل حواجز التردد والحسابات ويتكلم في التليفون لأي قناة مؤيدا للتحرير ، للتجمع البشري الهائل الذي يحتشد خلف مباديء  ومثل ” الحرية والكرامة والعدالة ” ، وكما يقول جمال البنا للوس أنجولس متجاوزا تجاوزا يغتفر ويبرر ، أن الأنبياء أنفسهم لم يستطيعوا حشد هذا الكم خلف المباديء التي جاءوا من أجلها

لقد أصاب بشر كثير في العالم ذلك المس ، مس التحرير فأصبحوا يتابعون أخباره بلهفة ، والصحف التي تطبع صورته على غلافها تضمن أعلى توزيع ، حتى الإسرائيلين في مظاهراتهم نسوا أحقادهم التاريخية ورفعوا علم مصر ، والبريطانيون يعتصمون ويكتبون على لافتاتهم ” هنا ميدان التحرير ” ألم يصب فناننا الكبير هذا ” المس ” ألم يكن من حق مصر والثورة أن ترى نفسها فيه ، أن يقدمها باللغة التي يفهمها ويتقنها ، لايمكن أن أفصل حلمي الفنان عن الإنسان ، ألم تلتقط عينه صورة البطولة الشعبية من أجل مثل عليا ، ألم تلهمه وتشعله ، لقد فعل مجدي في ” إكس لارج ” المستحيل من أجل أن يكون ذاته التي خلقها الله بعد أن شوهها بشراهته للطعام ، وكسله وتراخيه قي التغيير ،ونجح في النهاية ، فهل ينجح حلمي أن يكون ذاته التي برأها الله بشوقها إلى المباديء والنبل والمثل العليا ، إن ميدان التحرير يا فناننا الكبير يحترق ويئن ، فهل تنتظر حتى يهلك فترثيه ، أم حتى ينتصر فتمتدحه ، إنها المعركة التاريخية بين المصالح الأنانية والمباديء الإنسانية ، فإلى أيهما تنتمي ؟

إن لمصر عليك حق ، وللثورة حق ، ولذاتك حق فأعط لكل ذي حق حقه .

البديل المصرية في

02/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)