حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينما الوثائقية غيرت الصورة النمطية عن الشعب الفلسطيني

ليـث الجنيـدي: الكـاميـرا هـي سـلاحـي

ديمة ونوس

في مدينة «الخليل»، ثمة شرطي على الهامش. هامش الحياة في المدن المحتلة، لا يشبه هامش أي حياة أخرى. ذلك الشرطي المهيب ببدلته السوداء العسكرية، ورتبتين معلقتين على كتفيه، يضطر إلى نزعهما في أحيان كثيرة. ليس نزعهما، نوع من أنواع المجاز أو الرمزية. إنه واقع سلطة منزوعة الرتب، عاجزة، تعيش على هامش الحياة والقانون. «أبو سعيد» لا يملك سلطة على بيته حتى. يحمي الناس كما تقول ابنته الوسطى، لكنه عاجز عن حماية بيته وعائلته الكبيرة (زوجة مكافحة وتسعة أولاد). سلطة المحتل فوق كل شيء. عندما دخل جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى بيته وأحرقوا جزءاً منه واقتادوا ابنته الكبرى إلى التحقيق، لم يستطع حمايتها. وإبنه الكبير عندما سجن، لم يستطع «أبو سعيد» فعل شيء. فقط دفع غرامة مالية وذهب لاستقباله بعد الإفراج عنه. هناك، في الخليل، وفي مدن فلسطينية أخرى، ثمة حياة تولد بشق النفس، لا تكاد تعيش، لا تكاد تأكل، لا تكاد تتنفس. ثمة أشخاص شرفاء يعيشون على الهامش. المخرج الفلسطيني الشاب ليث الجنيدي، أنجز فيلمه الوثائقي الطويل الأول «شرطي على الهامش» في مدينة الخليل. رشح الفيلم لجائزة المهر العربي في دبي وعرض في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية ومؤخراً في بيروت في مسرح المدينة ضمن «مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية Docudays حيث نال جائزة أفضل فيلم متوسط.

·     طوال الفيلم، كنت أتساءل عن سبب اختيارك للشرطي «أبو سعيد» ليكون بطل فيلمك الوثائقي. مع أنني أحببته وتعاطفت معه ومع قضيته، إلا أن السؤال ظل يلحّ علي ولم أجد له إجابة واضحة!

ـ أبو سعيد بالنسبة لي هو اختزال أو تمثيل للسلطة الفلسطينية والنظام الفلسطيني. ذلك الرجل مثله مثل النظام، سلطاته محدودة وغير قادر على حماية الشعب الفلسطيني.

·     فكرت بهذه الرمزية، لكنني لم أقتنع تماماً. ببساطة، لأنني تعاطفت معه وأحببته. ولا أعتقد أن هدف فيلمك كان دفع المتفرج للتعاطف مع السلطة الفلسطينية!

ـ «شرطي على الهامش» هو فيلم إنساني أكثر منه سياسياً. جماليته تأتي من صراحته وعدم المبالغة بأفكاره السياسية بمعناها الإيديولوجي. ولأول مرة، نشاهد فيلماً فلسطينياً لا يستخدم عنصر «البكاء» على الشعب الفلسطيني. بالعكس تماماً، في بعض المشاهد، ضحك الجمهور بفم ملآن. فيلمي لا يتحدث عن الموت اليومي الذي يتعرض له الفلسطينيون. بل يحكي قصة حياة جديدة تولد وإصرار على تلك الحياة. الإصرار هذا، يولد القوة والصمود وليس الموت. أبطال فيلمي يحاولون العيش بشكل طبيعي قدر المستطاع.

·     لكنني مصرّة على أن التعاطف مع بطلك، لم يكلّفك جهداً كبيراً. أي إنك لم تلعب على فكرة التناقضات المتعارف عليها في الأعمال الإبداعية. مثل أن تعرّي رجل الأمن من القمع الذي يمارسه في النهار، لنراه يلعب مع أطفاله في الليل وعيناه تفيضان حناناًَ وحباً يتناقضان مع شخصيته الصباحية.

ـ أخالفك الرأي. التعاطف مع الشخصية كان بمثابة تحدٍ بالنسبة إلي. خاصة عندما نتحدث عن جمهور عربي. وهذا التحدي جعلني أدخل إلى حياته وأعيش بصحبته وبصحبة عائلته لأظهر الجانب الطبيعي والعفوي لتلك الحياة. أي فيلم يجب أن يخلق حالة من التقارب مع البطل. وقد يكون ذلك التقارب مع رجل قوي أو ضعيف أو رومانسي أو حتى جزّار. ويجب البحث في شخصية الشرطي على الإنسان البسيط والعفوي.

·     ألم تلاحظ أن الفيلم يقع في كثير من المشاهد في فخ المباشرة؟ مثل القضبان التي تفصل الطابق العلوي عن الطابق السفلي أو مثل ولادة طفل جديد وحياة جديدة في ذلك البيت الموحش والمتآكل؟

ـ نعم. الفيلم مليء بالإيحاءات. وهي كنبضات موجودة في الفيلم لأنها تعني شيئاً ما. الطقوس المحيطة بولادة طفلهم الجديد كتوزيع الحلوى والحمّام، يعني أشياء كثيرة. عندما تشرف الجدّة على غسل الطفل في البيت، فإن ذلك يعني بشكل أو بآخر، اتصال الأجيال بعضها من بعض. هي كانت وكأنها تعمّده. كأنها تزرعه في البيت الذي يحاول الاحتلال نزعهم منه.

·         ماذا عن الحمامتين الواقفتين على سلك كهرباء؟ ألا ترى في ذلك تعبيراً مباشراً عن عملية سلام مستعصية؟

ـ أبداً. الحمامتان تقفان على سلك عالٍ. تنظران من فوق. تتفرجان على ما يحصل. وفي لحظة معينة، تنظر إحدى الحمامتين إلى عين الكاميرا، عين المتفرّج. وكأنها تقول: أيها الإسرائيلي، هنالك من يراك ويرى ممارساتك الفظيعة.

·     في الشريط الذي استعرضته أثناء الفيلم وأشرت إلى أنه من الأرشيف، تظهر العائلة ملتاشة بعد الحريق الذي التهم القسم العلوي من البيت. ويظهر «ابو سعيد» حاملاً المصحف، وهو الشيء الوحيد الذي نجا من النيران. هل ثمة رمزية دينية تقصّدتها في تلك اللقطة؟

ـ طبعاً الأرشيف قمت بشرائه من إحدى وكالات الأنباء. وما حدث كان مدهشاً بالنسبة إلي. لا أعرف إن تمعّنت في ذلك المشهد. أبو سعيد يمسك بالقرآن ويعرضه إلى الكاميرا ليقول إنه الشيء الوحيد الذي لم يصب بأذى. وأثناء عرضه للقرآن أمام الكاميرا، يفتحه بشكل عفوي وغير مقصود على صفحة لا على التعيين. ليقرأ المتفرّج الآية التي ظهرت صدفة والتي برأيي تتحدث عن أبي سعيد تحديداً. قلت له ذلك. حتى هو تفاجأ بالأمر لأنه لم يكن مدركاً أنه قد لاحظه. الآية هي: وأيّوب إذا نادى ربه أنّي مسّني الضّر وأنت أرحم الراحمين.

·     في بداية الفيلم، نلتقي بشاب مقيّد، تقتاده دورية شرطة إلى إحدى السجون، يجرون له فحصاً طبياً سريعاً ليتأكدوا من سلامته، ثم يذهبون به إلى السجن، يسلّم أغراضه القليلة التي كانت في حوزته، ويسجن. انتظرت ظهوره بين اللحظة والأخرى، وتوقعت أن يكون أحد الأبطال. ما أهمية أن تبدأ الفيلم بشخص يختفي بعد المشاهد الأولى؟

ـ عندما يتيه المتفرّج، يصبح الفيلم أقوى سينمائياً. إضافة إلى أن الفيلم ليس تقريراً تلفزيونياً طويلاً. أنا أبني قصة في العمل السينمائي هذا. وعمل «أبو سعيد» كمدخل للفيلم، يكون أقوى من «أبو سعيد» نفسه. وبذلك أتفادى المباشرة أيضاً.

·     ثمة من يقول إن السينما الروائية هي أكثر أمانة من الوثائقية. لأن الجميع يعرف منذ البداية بأن الأمر ليس سوى كذبة. هل ترى بهذا المعنى أن السينما الوثائقية هي عملية تلصص على حيوات الآخرين، وربما تكون سرقة لتفاصيلهم؟

ـ للسينما الوثائقية مبادئ محددة والتزامات أخلاقية صارمة. مثلها مثل مهنة الطب، هنالك شرف المهنة. الفيلم الوثائقي يعني التوثيق. والكوميديا التي ترافق ظهور بعض الشخصيات، لا تتعلق بالسخرية منهم أو التلصص عليهم. وأنا حريص على توخي الدقة في عرضي للشخصيات. والمصداقية هذ للصورة الواقعية الحياتية أولاً.

·         سؤال تقليدي وساذج ربما، يتبادر إلى ذهني عن الفيلم الوثائقي. من هو بطل الفيلم الوثائقي؟ المخرج أم الواقع الذي يصوره؟

ـ بالنسبة لي، المخرج هو الأساس. أنا مثلاً، عندما أحكي قصة شخص ما خلال فترة زمنية لا تتعدى ستين دقيقة، يجب أن ألتقط زاوية محددة من حياته. المخرج هو الذي يصنع أهمية الأفلام الوثائقية. لأن الواقع الذي يصوره مملوء بالزوايا، وهو من يختار زاوية من دون الأخرى.

·         كيف تصف ولعك بالفيلم الوثائقي؟ لماذا تفضله على الفيلم الروائي مثلاً؟

ـ الفيلم الروائي أسهل بكثير طبعاً من الفيلم الوثائقي.

·     كيف؟ مؤلف ومخرج الفيلم الروائي يخلق شخصياته، يبنيها نفسياً وجسدياً، يجعلها من لحم ودم. بينما تكون تلك الشخصيات جاهزة في الأفلام الوثائقية!

ـ حدثتك قبل قليل عن كيفية خلق الفيلم الوثائقي وأنا مصر أنه أصعب بكثير من الروائي. أما عن ولعي بالفيلم الوثائقي فهو نابع من واجب علي إنجازه. كالحديث عن المسكوت عنه. وهذا لا يمكن تحقيقه في الفيلم الروائي بشكل مباشر. صانع الفيلم الوثائقي، يجب أن يرتب أولوياته. ثمة أولويات تثقيفية وأخرى إبداعية. بالنسبة لي كفلسطيني، لا أعرف استخدام السلاح. الكاميرا هي سلاحي. والسينما الوثائقية استطاعت تغيير الصورة النمطية عن الفلسطينيين. إذ يعتقد الكثيرون أنهم شعب جاهل وغير مثقف ولا يعرف إلا استخدام السلاح والقيام بعمليات استشهادية.

·     هل تقصد أن وجود مخرجين من الجيل الشاب مثلك، غيّر تلك الصورة؟ أم إن المواضيع التي تطرحونها في أفلامكم عن البيـــئة الفلســـطينية وعن قصص عائلات تعيش تحت الاحتلال والاستيطان، هي التي غيرتها؟

ـ نعم، أقصد أن الأفلام وما تعرضه من حالات، هي التي غيّرت تلك الصورة.

السفير اللبنانية في

28/12/2011

 

 

فيلم دائماً براندو جمعٌ مفكك بين الرواية والتوثيق

كبوة رضا الباهي حين أمسك خيطاً مقطوعاً من حياة مارلون براندو

عبدالرحمن الماجدي  

تسببت وفاة أسطورة السينما مارلون براندو عام 2004 بتعثر إنجاز فيلم المخرج التونسي رضا الباهي، الذي اقترح له اسم "براندو براندو" قبيل اتفاقه مع بطل روائع "عربة اسمها الرغبة" و "التانغو الأخير في باريس" و "العرّاب"، إضافة إلى أفلام خلدت في الذاكرة ومواقفه السياسية والاجتماعية ضد إبادة الهنود الحمر ومناهضة التمييز العنصري ومناصرة الفلسطينيين.

مواقف براندو المعارضة للهيمنة الأميركية العالمية وانحيازها لإسرائيل وأداؤه العالي في التمثيل دفعت بالمخرج التونسي رضا الباهي للتمسك بالمصادفة التي عثر فيها على الممثل التونسي أنيس الرعاش ذي الوجه الشديد الشبه بوجه براندو خلال شبابه الذي سحر به وبحضوره الآخاذ عشاق السينما.

فأرسل فكرة فيلمه المقترح إلى براندو، الذي أبدى اهتمامه وحماسته للفكرة، التي لم تنجز، بالرغم من عدد الساعات التي سجل خلالها الباهي أحاديث براندو ومقترحاته للفيلم في فيلته المحاطة بحراسة في الولايات المتحدة الأميركية.

لكن بموت براندو ظل رضا الباهي متوقفًا عن إنجاز عمل جديد متأملاً في العثور طريقة حاذقة يظهر فيها لقاءاته مع الممثل الأسطوري مارلون براندو للعلن ضمن فيلم يكمل خلاله ما كان اتفق وبراندو عليه.

لكنه كان وحتى الآن، كما يقول، مقيّدًا باتفاق جنتلمان وكلمة شرف أعطاها إلى براندو  قبيل وفاته بعدم نشر أي شيء مما دار بينهما.

فلم يظهر الباهي أو أي من كادر فريقه في أي صورة مشتركة مع براندو موضوع الفيلم، سوى صور ولقطات أرشيفية، معظمها من أفلامه.

ويظهر أيضا المخرج رضا الباهي، مع سرير لم يظهر الشخص الذي يستلقي عليه، وهو يتأمل (براندو) كما فهم من شاهد الفيلم، الذي يسير في جانب كبير منه بنسق وثائقي يتحدث فيه المخرج عن براندو ومواقفه ومقترحاته للفيلم. لعل أبرزها نصحه للباهي بضرروة توظيف حرب بوش على العراق فيه ومعتقل غوانتنامو. وكل ذلك على لسان المخرج.

من حانب آخر يمرر المخرج أحداث فيلم مواز للوثائقي يحاول ربطها به عنوة. تدور حول شاب شبيه لمارلون براندو، يحلم بأن يصل إلى هوليوود ليوظّف شبهه ببراندو الشاب، لكنه لم يستطع بسبب ضيق ذات اليد، وسعي حبيبته إلى ثنيه عن السفر. ليبقى معها في القرية، التي تعتبر مقصدًا لفرق التصوير الغربية، نظرًا إلى وجود معالم لافتة فيها تاريخيًا وجغرافيًا، فيصل إلى القرية سيّاح أميركيون يقولون إنهم في صدد إنجاز فيلم ضد استغلال أبناء القرية ومعالمها في تصوير أفلام أميركية وأوروبية.

لكن يتضح بعد ذلك أن هؤلاء ليسوا سوى سيّاح ينجذب أحدهم إلى شبيه براندو، الذي يغريه بالسفر معه، وفتح عوالم جديدة له. لينجح في إغواء أنيس بعد محالاوت فاشلة، فينام معه ويمارس الجنس، تاركاً له مبلغاً من المال، ويغادر مع مجموعته. فيفتضح في القرية أمر أنيس، الذي لم يكن أمامه سوى ترك القرية والسفر بأي وسيلة إلى أميركا.

الغريب أن حبيبته، التي كانت تريده أن يبقى معها، تبيع نفسها لجارها كبير السنّ، لتدبّر مبلغ سفر أنيس، الذي ينصحه أحد المهرّبين بالسفر مع المهاجرين غير الشرعيين في قارب متهاو إلى أوروبا نحو إيطاليا القريبة. ليموت الجميع في عرض البحر، ويتحطم القارب.

يتضح ذلك في نهاية الفيلم من خلال ملابس أنيس الممزقة على الشاطئ وبقايا من خشب القارب.

لينتهي الفيلم بنتيجة بدائية، ضيّع خلالها المخرج، وخلال الفيلم، جهد ووقت كادره والمشاهدين، فلا براندو ظهر في صورة، ولو واحدة، مع المخرج رضا الباهي، ولا هو أنجز فيلمًا منفصلاً عن اتفاقه المنقطع مع براندو، ولو وثائقياً. فعمد إلى الإغراق والتيه في التوثيق حينًا والروائي حينًا آخر، مركزًا على لقطاته التي كانت ترافقها تعليقاته المطعمة بأحاديث براندو ومشاهد أرشيفية له.

قد يستطيع الآن أي شخص (خبيث) اتهام الباهي بأنه يدّعي علاقة، وعمل مع براندو لم يظهره قبل وفاته. هذا مع ثقتنا بالمخرج رضا الباهي، لكنه لم يفلح في تقديم عمل أو رواية موثقة.

ليت المخرج المتيمز رضا الباهي عمد إلى توظيف وقته وتفكيره في إنجاز فيلمين، الأول عن الشاب شديد الشبه بمارلين براندو، بمعزل عن أي زجّ لتوثيق غير موثق أصلاً في الفيلم. والآخر تسجيلي عن قصته مع براندو. لكنه بإهماله للروائي منه باتجاه الوثائقي، الذي لم نمسك منه سوى رواية المخرج فقط بصوته، خسر الروائي، ولم يربح التسجيلي.

فليس كل ما يعلم يقال، وليس كل لقاء مع عظيم لساعات معدودات يمكن من إنجاز فيلم مهما كانت الأدوات الإبداعية بارعة. حتى لو احتفظ المخرج الباهي بعدد الساعات الـ 15 التي سجل خلالها أحاديث براندو صوتيًا ضمن مقتنيات العائلة، كما قال خلال الفيلم.

ما دام براندو رفض إدخال مصوره المخرج إلى غرفة اللقاء، كما قال الباهي، إلا بإبرام عقد جديد يتضمن مالاً أكثر، يمكنه من الظهور معه في صور فيديوية أو فوتوغرافية. ترى هل سيتردد أي مخرج في الموافقة على طلب براندو هذا؟.

ربما حصلنا، وقتها، على فيلم جديد ومتميز للباهي، الذي قدم إلى عشاق السينما أفلاماً رسخ بعضها في الذاكرة، مثل "شمس الضباع" عام 1975 و"صندوق عجب" عام 2003. إضافة إلى أفلام "العتبتات الممنوعة" 1972 و"الملائكة" 1983 و"شمبانيا مرة" 1986 و"السنونو لا

يموت في القدس" 1994.

لقد كان فيلم "دائماً براندو" كبوة في حياة المخرج التونسي رضا الباهي. لعله يجتازها بفيلم يغفر هذه الكبوة في مسيرته الفنية الإبداعية.

إيلاف في

27/12/2011

 

إقليم كردستان العراق يشهد أربع مهرجانات سينمائية الشهر الجاري

بسار فائق من أربيل:  

شهد شهر كانون الأول الجاري أربع مهرجانات سينمائية في مدن إقليم كردستان العراق. منها مهرجانان في مدينة السليمانية وهما مهرجان الفيلم الكردي- السليمانية وملتقى "جرا" للأفلام الوثائقية، وفي أربيل العاصمة اقيمت الدورة الثانية لمهرجان (لا للعنف) للأفلام القصيرة وفي مدينة دهوك اقيمت الدورة السادسة لمهرجان الفيلم الكردي برلين-دهوك.

وأقيمت مديرية الثقافة والفنون في دهوك الدورة السادسة لمهرجان الفيلم الكردي برلين-دهوك، بمشاركة 52 فيلم روائي، وثائقي وأفلام قصيرة في مدينة دهوك، للفترة 12-17 كانون الاول/ ديسمبر 2011، وهذا بعدما اقيم المهرجان للفترة 11-18 تشرني الثاني/ نوفمبر 2011، في مدينة برلين الألمانية.

وعرض في المهرجان 19 فيلما روائيا طويلا، وتسعة أفلام وثائقية و24 فيلما من الأفلام القصيرة لسينمائين الكرد والأجانب، ونالت الافلام المستحقة الجوائز بعد تصويت اللجنة التحكيمية للمهرجان.

وكان الفيلم السينمائي "يول- الطريق" للمخرج االكردي التركي يلماز غوناي، بداية لبدء المهرجان، وعرض الفيلم بحضور فاتو غوناي زوجة المخرج الراحل ، حيث تم تكريمها مع سينمائيين أخرين في المهرجان.

بعد عرض فيلم "العبور من الغبار" للمخرج الكردي شوكت أمين كوركي، كرم كوركي من قبل زوجة يلمازغوناي بالجائزة "غوناي" الفخرية وعبر عن أعجابها بالفيلم.

أما في مدينة السليمانية، فقد اقامت المديرة العامة للاعلام التابعة لوزارة الثقافة والشباب في حكومة الإقليم، ملتقى (جرا) للأفلام الوثائقية، حيث شارك فيها 25 فيلما وثائقيا قصير ، وشارك في لجنة التحكيم خبراء في الاعمال الوثائقية من الكرد والفرنسيين.

وفاز فيلم "أريد أن أكون فتاة" للمخرجة هيشو أحمد، بجائزة أحسن مخرجة، فيما فاز كل من كامران جمال لفيلم "في الظلام" والمخرج هكار عبدالقادر لفيلم "غجر أذار" بجائزة أحسن مخرج.

وكان جائزة أحسن فيلم تحقيقي من نصيب طاهر عبدالواحد لفيلم "التقطير" والذي يتحدث عن معمل لصناعة السكاير في السليمانية، فيما نال فيلم "عين اليتيم" جائزة أحسن صوت وجائزة أحسن مونتاج كان من نصيب فيلم "البيوت الغيمية" وأحسن تصوير لفيلم "في الظلام".

فيما يشهد مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، للفترة 25-28 كانون الأول/ ديسمبر، الدورة الثانية لمهرجان (لا للعنف) للأفلام القصيرة الخاصة بموضوعة العنف ضد المرأة، وينظمه المديرية العامة للسينما التابعة لوزارة الثقافة والشباب، حيث يشارك فيه 15 فيلم قصير ووثائقي من بينها أربعة أفلام لمخرجات من إناث.

وقال مدير الدائرة العامة للسينما ناصر حسن لايلاف "في الدورة الثانية من المهرجان، تشارك اربع مخرجات وهذا محاولة جيدة للمرأة الكردية وأن تأتي بفيلم كي يتحدث عن قضايا المرأة في مجتمعها"، مضيفا "ستمنح في المهرجان ثمانية جوائز للأفلام التي ستختار من قبل لجنة التحكيم".

وقررت وزارة الثقافة والشباب في حكومة الإقليم في الأونة الأخيرة غلق المديرية العامة للسينما في بداية العام الجديد، على أن تبقى دوائر السينما في المحافات الثلاثة في الإقليم.

وأنتجت المديرية العامة للسينما التي عملت لمدة عامين، 14 فيلما سينمائيا مع 54 فيلما قصيرا ووثائقيا، هذا عدا إقامتها أربع مهرجانات للأفلام في محافظات الإقليم وعرض الأفلام الكردية في أكثر من 50 مدينة وبلدة في إقليم كردستان والعراق بشكل عام.

وفي مدينة السليمانية، تقيم دائرة السينما في السليمانية للفترة 24-31 كانون الاول/ ديسمبر، الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم الكردي- السليمانية، حيث يشارك فيه ثمانية أفلام سينمائية طويلة، و30 فيلما قصيرا وستة أفلام وثائقية، لمخرجين كرد داخل وخارج البلاد، حيث أن جائزة أحسن فيلم للمهرجان سيصوت عليه 30 سينمائيّا من المشاركين في المهرجان.

وعرض في بداية المهرجان الفيلم الكردي "ماندوو- التعبان" للمخرج الكردي الايراني ابراهيم سعيديان، والذي يحكي قصة لجوء عائلة كردية من كردستان ايران الى العراق، وبعد ثلاثة عقود من وجودها في العراق، تحاول العودة الى موطنها الأصلي.

إيلاف في

27/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)