حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يجمعها سقف واحد من البيت إلى الاستوديو

عائلات فنية جداً

القاهرة - حسام عباس:

بعيداً عن ظاهرة الفن بالوراثة التي سيطرت على الساحة الفنية في العقدين الأخيرين بكثافة، فوجدنا أبناء النجوم وبناتهم يمتهنون عمل آبائهم وأمهاتهم، برزت على الساحة ظاهرة جديدة هي “العائلة الفنية” التي يجتمع فيها أكثر من عنصر ليس فقط بالوراثة ولكن بالعدوى أو الموهبة أو التخصص، ولا نتحدث عن أحمد الفيشاوي ابن الفنان فاروق الفيشاوي أو مي نور الشريف ابنة بوسي ونور الشريف، بل نرصد في هذا التحقيق عائلات فنية متنوعة التخصص يجمعها بيت واحد هو الفن .

أحدث عائلة فنية تشكلت مؤخراً على الساحة الفنية في مصر هي عائلة حمدان، التي تجتمع فيها الفنانة ميس حمدان، التي انطلقت من مشاركتها في برنامج المنوعات الشهير “سي بي إم” على قناة “إم بي سي” الشهيرة، وتنوعت أعمالها بعد ذلك في مجالات السينما والتلفزيون، وتقديم البرامج، واقتربت من البطولة المطلقة في التلفزيون مؤخراً، ومعها شقيقتها الفنانة المطربة مي سليم، التي حققت نجاحها أولاً في مجال الغناء ثم خاضت تجربة التمثيل، وبدأت بالسينما في فيلم “الديلر” مع أحمد السقا وخالد النبوي ثم قدمت للتلفزيون مسلسل “مكتوب على الجبين” مع النجم حسين فهمي . وانضمت إليهما مؤخراً شقيقتهما دانا حمدان، التي درست تصميم الأزياء في إيطاليا وبدأت حديثاً مسيرتها الفنية من خلال مسلسل تلفزيوني إماراتي بعنوان “ديمة”، وهي تطمح لنجومية في مجال السينما أيضاً .

ومن العائلات الفنية التي اكتملت أيضاً عائلة الفنان سمير غانم بانضمام الابنة الصغرى إيمي إلى شقيقتها دنيا لتصبح فنانة مهمة وحاضرة على الساحة الفنية، بعدما قامت ببطولة مسلسل “عريس ديليفري” مع النجم هاني رمزي وشاركت أحمد حلمي بطولة فيلم “بلبل حيران”، وكانت شريكة له ولشقيقتها دنيا في بطولة فيلم “إكس لارج”، ودنيا صارت من نجمات الصف الأول في السينما والتلفزيون أيضاً وهما ابنتا النجمين سمير غانم ودلال عبد العزيز .

وفي الساحة الفنية أكثر من عائلة متجذرة بتعدد تخصصات أفرادها وفي مقدمة هذه العائلات “عائلة العدل” أو “امبراطورية العدل” التي منها المنتج والممثل سامي العدل وشقيقه المؤلف والشاعر الغنائي مدحت العدل والمنتج جمال العدل والشقيق الأكبر المنتج والموزع السينمائي محمد العدل، غير أن العائلة العدلية تتسع بانضمام ابنها المخرج الشاب محمد العدل إلى شجرتها الفنية، وكذلك الممثلة الشابة ريم ابنة الفنان سامي العدل، ويبدو أن العائلة لن تكتفي بهذه القائمة .

كذلك عائلة النجم الكبير عادل إمام التي ضمت نجله المخرج المتميز رامي إمام، والذي تعددت أعماله الناجحة بين السينما والتلفزيون وكان آخرها مسلسله الكوميدي “عايزة أتجوز” للنجمة هند صبري، ويقدم لوالده عادل إمام مسلسله الجديد “فرقة ناجي عطا الله” وله أكثر من عمل سينمائي متميز مثل “عوكل” لمحمد سعد و”كلاشينكوف” لمحمد رجب و”حسن ومرقص” لعادل إمام، ومع رامي شقيقه الفنان الشاب محمد عادل إمام الذي خاض تجارب فنية مميزة بين السينما والتلفزيون، ومن العائلة أيضاً المنتج عصام إمام الذي انطلق من المسرح وقدم أكثر من عرض متميز لشقيقه عادل وغيره مثل “باللو” و”رد قرضي” وغيرهما، وأنتج أكثر من عمل سينمائي للنجم عادل إمام .

عائلة رمزي أيضاً المتأصلة من المخرج والمنتج حسن رمزي والممتدة إلى المنتج والموزع السينمائي محمد حسن رمزي وشقيقته الفنانة المعتزلة هدى رمزي والفنان الشاب شريف رمزي حفيد الفنان الكبير صلاح ذو الفقار .

وفي الصورة أيضا عائلة الفنان الكبير الراحل فريد شوقي، التي لا تقتصر على حضور ابنته الفنانة رانيا بل تضم الابنة المنتجة ناهد فريد شوقي وحفيدته الفنانة الشابة ناهد السباعي ابنة ناهد والمخرج المعروف مدحت السباعي .

الخليج الإماراتية في

21/12/2011

 

يعترفون برداءتها ويرفضون مشاهدتها

أسوأ أفلام نجوم هوليوود

إعداد: عبير حسين  

جرت العادة أن تحتفي السينما بأفضل إنجازات النجوم، وتكريمهم بمنحهم جوائز بالمهرجانات الدولية المرموقة التي تتنافس على استضافتهم على سجادتها الحمراء، سعياً وراء جماهيريتهم الواسعة .

وبمناسبة اقتراب موسم توزيع جوائز الأوسكار السنوية الذي يصادف شهر فبراير/ شباط المقبل، تتنافس الإصدارات الفنية المختلفة على استضافة أشهر نجوم هوليوود والثناء على أدائهم، وبالتالي تقديمهم مرشحين لحصد الجوائز، مع التركيز على طرق التمثيل “المتجددة” و”العبقرية” التي أتقن بها النجم أو النجمة دورهما .

يتزامن مع هذه الموجه، ترشيحات من نوع آخر تمنح لأسوأ الأعمال السينمائية التي عرضت على الشاشة الفضية، وتضم  تقريباً  نفس فئات الأوسكار، ويحضرها النجوم الحائزون عليها بكل احترام وتقدير للنقاد والجماهير الذين اعتبروهم الأسوأ على مدار العام، وإن كان التقليد بدأ ساخراً هزلياً قبل عقد، إلا انه اكتسب اهتماماً كبيراً بالأعوام الأخيرة، ويأخذه الفنانون والمخرجون وصناع السينما الآن على محمل الجد لتفادي أخطائهم مستقبلاً .

في المقابل قدمت مجلة “انترتانمينت” الأمريكية في عددها الأخير أسوأ أفلام نجوم الصف الأول التي قدموها على مدار مشوارهم السينمائي، مع مقدمة مهمة تفيد بأن فشل أي عمل مسؤولية لا يتحملها النجم بمفرده، بل فريق العمل بالكامل، إذ ربما يكون سبب الإخفاق ضعفاً في ميزانية الإنتاج، أو سوءاً لحركة الكاميرا، أو مخرجاً ضعيفاً، أو قصة تفتقر للحبكة الدرامية، وغيرها .

ويضاف إلى المبررات، صدور بعض الأعمال على شرائط “دي في دي”  مباشرة من دون العرض السينمائي وهو ما يعتبر أهم أسباب فشلها جماهيرياً، كما تتحمل وكالات النجوم ومديرو أعمالهم نصيباً كبيراً في سوء اختيارات الفنانين، علماً أن الدعاية الجيدة تلعب دورها المهم في التمهيد لنجاح أو فشل أي فيلم .

اختار النقاد فيلم برايفت ريزورت PRIVATE RESORT  للنجم جوني ديب إنتاج عام 1985 باعتباره أسوأ أعماله على الإطلاق التي لا يتمنى مشاهدتها أي من جمهوره حالياً، خاصة بعد النجاح الكبير لأحدث أجزاء فيلمه “قراصنة الكاريبي”، ويعزو النقاد الفشل الذريع لهذا الفيلم لضعف القصة والمعالجة الدرامية، عبر سيناريو رديء لقصه مستهلكة عن مطاردات لا تنتهى بين لصوص الأحجار الكريمة، حتى يتمكن العضو الجديد “ديب” من الانتصار عليهم، مع إقحام قصة حب مفتعلة ليس لها مبرر درامي، يضاف إلى كل ذلك الأداء المتواضع لديب الذي لم يتوقعه أحد لمشروع نجم، أصبح الأعلى أجراً بعدها بعقدين من الزمان، والتمس النقاد العذر له في هذا الفيلم، بتواضع خبرته وقتها حيث كان حديث العهد في هوليوود .

أما أسوأ أفلام النجمة ايفا لونغوريا فكان “أسرار كارليتا”  CARLITA'S  SECRET   وأنتج عام ،2004 وقدمت فيه دور راقصه سالسا تته بارتكاب جريمة قتل بناد ليلي، وتعمل على إثبات براءئها، والفيلم حصل على تقدير متوسط من النقاد، وسبب فشله يعزو إلى إطلاقه مباشرة على شرائط “دي في دي” من دون العرض السينمائي، ولم يعرف حتى الآن السر وراء قرار شركة الإنتاج عدم عرضه سينمائياً، ويعتقد أنه ربما جاء نتيجة بدء عرض مسلسل “زوجات يائسات” الذي شاركت فيه لونغوريا، لذا اعتبرت “وجهاً مستهلكاً” تلفزيونياً، لن يحقق جماهيرية سينمائية .

جاء فيلم “ذي ثيرد ويل”  THE THIRD WHEEL  للنجم بن أفليك في عام ،2004 كأسوأ أعماله السينمائية، ويرجع سبب الفشل إلى “مجاملة” أفليك لصديقه الكاتب جاي لاكوبو وتحمسه لبطولة أول أعماله الدرامية بالسينما، التي خالفت كل التوقعات، فكانت القصة ضعيفة، والمعالجة الدرامية بطيئة، والسيناريو “ممل” .

وبلغ دعم أفليك لصديقه مداه ليس فقط بتوليه بطولة العمل، بل بإنتاجه عبر شركته الخاصة مع النجم مات ديمون GOOD WILL HUNTING MEDIA COMPANY  ولم يصمد الفيلم في دور العرض أكثر من أربعة أسابيع، لم يحقق خلالها أرباحاً، واقتصر عرضه أوروبياً على إيطاليا فقط .

تبقى الميزة الوحيدة لهذا الفيلم، أنها لقنت النجم درساً مهماً مغزاه أن السينما “صناعة”، وليست مجالاً “لمجاملة” الأصدقاء على حساب العناصر الفنية الجادة .

أما النجم أليك بالدوين فلم يكن في أفضل حالاته التمثيلية عندما قدم فيلم “سوبوربون غيرل”SUBURBAN GIRL  عام ،2008 وجاء أداؤه باهتاً، ولم يكن المخرج موفقاً في توجيه حركته، أو في اختيار أماكن التصوير، وتوجيه حركة الكاميرا، ولم تنجح البطلة أمامه سارا ميتشيل في إنقاذ الفيلم الذي يعتبر “نقطه سوداء” في مشوار بالدوين .

وبنفس المعيار تتحمل جيسكا بيل مسؤولية فشل فيلمها “باودر بلو”  POWDER BLUE  عام ،2009 حيث قدمت أداء متواضعاً للغاية، وكان أفضل ما أقدمت عليه جهة الإنتاج (سونى بيكتشرز) بعد الانتهاء من المونتاج هو طرحه مباشرة على شرائط “دي في دي”، ولم يعرض سينمائياً إلا في روسيا وكازاخستان .

أما النجمة انجلينا جولي فاختارت بنفسها أسوأ أفلامها التي ندمت على أدائها وهو “سابيرج 2” CYBORG2  عام ،1993 مع النجم جان كلود فان دام، وقالت عنه إنها عادت مسرعة بعد مشاهدته إلى منزلها لتسقط طريحة الفراش مريضة لأكثر من أسبوع، لأنها اعتقدت أن مستقبلها السينمائي انتهى بعد هذا الأداء الباهت، إذ ظهرت على الشاشة مثل “الآلة” من دون تعبير أو عاطفة .

أفضل ما حققه الفيلم  هو كونه درساً مهماً لجولى في بداية مشوارها، إذ كانت صغيرة لم تتجاوز 17 عاماً، واستطاعت بذكائها بعد ذلك تطوير أدائها، واختيار أدوار تناسبها، ونجحت في التحول من مجرد وجه جميل وممثلة إلى “ظاهرة” في عالم السينما، ولم تقف أدوارها عند حدود الشاشة الكبيرة بل تجاوزتها لتجارب الإخراج، يضاف إليها مهامها الإنسانية حول العالم، التي تجعلها دوماً في دائرة الضوء .

واختار براد بيت أسوأ أفلامه التي اعتبرها “بشعة” ولم يشاهده مطلقاً فيلم “كاستنج كلاس” CUTTING CLASS  أنتج عام 1989 وهو فيلم رعب، وأرجع بيت سبب فشله إلى عدم مناسبته للدور من الناحية العمرية، إذ قدم شخصية مراهق بمدرسة ثانوية، بينما كان في ال 25 من عمره، وكان هذا الخلل واضحاً تماماً على الشاشة، إضافة إلى الاختلافات الصارخة بينه وبين بقية فريق العمل الذين كانوا صغاراً يجيدون لعب السلة وأجادوا أدوارهم على العكس منه .

ذهبت ميجان فوكس إلى أبعد من ذلك عندما قالت في إحدى مقابلاتها الصحفية عن فيلمها “هوليداي إن ذي صن”: HOLIDAY IN THE SUN    لا أعرف تحديداً ماذا كنت أفعل عندما أشاهد الفيلم، أتمنى “قتل نفسي” .

ويقف وراء فشل فوكس بهذا الفيلم، عدة أسباب أهمها أنه أول تجاربها السينمائية، قدمت الدور من دون تلقي دروس أكاديمية في التمثيل، يضاف إلى ذلك طبيعة الدور لمراهقة لعوب تحاول سرقة صديق أحد صديقاتها، وهي فكرة “غير لائقة” لفتاة في الخامسة عشرة، يضاف إلى ذلك الإخراج الذي اعتمد على المناظر الطبيعية الخلابة حيث تم التصوير في جزر البهاماس، أكثر من اهتمامه بتطوير أداء فريق العمل . والفيلم تم إنتاجه عام ،2001 ونجحت فوكس بعد أقل من عشر سنوات في أن تقدم نفسها كنجمة على الشاشة الكبيرة ببطولتها لفيلم “المتحولون” .

لا يجد النجم جورج كلوني حرجاً في الاعتراف بفشل عدة أفلام منها FACTS OF LIFES ،  THE BABY TALKS  “ذي بيبي توكس”، THE RED SURF  “ذي رد سيرف” وغيرها، ويحتفظ لنفسه بفلسفة خاصة، وهى أن الفشل ضروري للنجاح، وأن الممثل لا يمكنه تطوير أدائه من دون عثرات يقع بها، لينهض مجدداً وهكذا . . لكن الأهم هو كيفية التعلم من الأخطاء وعدم تكرارها .

أما سر فشل فيلم  caffeine  “كافيين” للنجمة كاثرين هيجيل عام 2007 فهو عدم إجادتها التحدث بلكنة إنجليزية، وبدت “أمريكيتها” طاغية على الحوار، وهو خطأ كبير لم يتداركه فريق العمل، إضافة إلى ضعف ميزانية إنتاجه .

ويعيد النجم كريستيان بيل مسؤولية إخفاق فيلمه  Equilibrium إنتاج عام ،2002 إلى الفكرة الرئيسة للفيلم التي لم تقنع الجماهير، وصورت أشخاصاً خارجين على القانون وكأنهم أبطال، وهى أفكار من غير اللائق الترويج لها سينمائياً .

النجم دانييل كريغ يعتبر فيلم A kid in king arthur's court   “عن الملك آثر” المنتج عام 1995 أسوأ أداء له، ويقدم فيه دور فتى أمريكي يعود به الزمن إلى عصور روما القديمة، ويعتقد كريغ أنه لم يكن جيداً في الأداء، بسبب الشخصية غير المناسبة له، وأنه أصبح أفضل كثيراً بعد أدائه شخصية العميل السري جيمس بوند التي تخلى عنها النجم بيرس بروسنان .

ويعد فيلم   DON'S PLUM “دونز بلام” للنجم ليوناردو دي كابريو من إنتاج ،2001 أسوأ أعماله على الإطلاق، قدمه وهو في بدايات مشواره السينمائي قبل عدة سنوات من نجومية “تايتنك”، وشارك في بطولته إلى جانب توبي ماغواير، وكيفين كونللي، مجاملة لصديقهم المخرج أر دي روب، ولعب فيه دوراً كوميدياً بشكل رديء لا يرقى لقدراته التي فجرها المخرج جيمس كاميرون بعد ذلك .

لكن المثير في تجربة دى كابريو هو الدور الكبير والمهم الذي تلعبه “وكالات النجوم” في اختيارات الفنانين وخاصة حديثي العهد منهم، التي تتمكن من فرض رؤيتها عليهم بعد تعاقدهم معها، وتدفعهم لتعاقدات قد تكون ضارة بمستقبلهم المهني .

قبل سنة واحدة من الكشف عن نجوميتها، وحضورها المميز على الشاشة فى فيلم SPEED، “سبيد” قدمت ساندرا بولوك فيلم  FIRE ON THE AMAZON  “نار في الأمازون” عام ،1993 ولعبت فيه شخصية ناشطة بيئية تدافع عن قبيلة بدائية بغابات الأمازون ضد محاولات استقطاع أجزاء من أراضيهم، والسبب الأول وراء فشل الفيلم هو فقره إنتاجياً، ولم يغادر مناظر الغابة، إضافة إلى ضعف حواره .

أما الممثلة ميج رايان فتعزي فشل عدة أعمال سينمائية لها إلى “سوء الحظ”، وخاصة أفلام مثل MOM'S NEW BOYFRIEND  عام ،2008 و THE WOMEN SERIOUS MOONLIGHT ، وتعتقد أن توقيت عرضهما سينمائياً لم يكن موفقاً، وهو أحد العوامل التي ربما تصادف الحقيقة .

أما أغرب الأسباب التي يعتقد رايان رينولدز أنها وراء فشل فيلمه COMING SOON  “كامينج سون” عام 2000 فهو “سوء الطلة” والاختيار السيئ لماكياج العمل، الذي تسبب بظهور وجهه لامعاً على الشاشة طوال الفيلم، وهو ما برره المخرج بأنه كان مناسباً لشخصيته حيث يحاول لفت انتباه إحدى زميلات العمل التي يحبها إليه، ويلجأ البطل إلى تغيير مظهره كل يوم علها تراه .

رغم فوز جوانيث بالترو بأوسكار أفضل ممثلة عن أدائها الرائع في فيلم SHAKESPEARE IN LOVE   “شكسبير إن لوف” إلا أنها خالفت كل التوقعات بانطلاق نجوميتها في فيلمها التالي  HUSH ، وهو من نوعية أفلام الرعب، وحسب النقاد لم تقدم جديداً، وبدت شاحبة خائفة بنفس الانفعالات وتعبيرات الوجه طوال الفيلم من دون تفرقة بين أحداث مشهد وآخر .

ويعزو بعض النقاد فشل بالترو إلى ما يعرف ب”لعنة النجاح” أو “مأزق الأوسكار” وهى حالة فنية يمر بها معظم الفائزين بالجوائز، الذين غالباً ما يخفقون في اختياراتهم التالية، ويعود ذلك ربما إلى “التسرع” في اختيار أعمال جديدة لتأكيد نجوميتهم، أو لتوقيعهم عقوداً سابقة وارتباطهم بأعمال ليست على مستوى الفيلم الحائز الجائزة .

فى صناعة السينما قد تبدو هناك أشياء صغيرة، لكنها تحدث فروقاً كبيرة وتؤثر في نجاح الفيلم من عدمه، منها مثلاً “التريللر” بلغة السينما، وهو عرض دعائي لأهم مشاهد الفيلم بطريقة لابد وأن تتوافر فيها عناصر الإبهار والتشويق والإثارة لتحفيز الجمهور على مشاهدة الفيلم، وهو أحد أهم فنون الجذب والتسويق والدعاية الحديثة، لها مخرجوها المتخصصون، وقد لا يتوفر بالضرورة في مخرج الفيلم، وهذا هو المأزق الذي تعرض له فيلم  Tiptoes  للنجم “تيبتوز” جاري أولدمان عام ،2004 الذي توافرت له عناصر العمل السينمائي الناجح، لكن قضى عليه “تريللر” فاشل، لم يظهر أفضل ما في الفيلم خاصة وأنه استعرض قصة إنسانية عن أخوين أحدهما بحجمه الطبيعي، والآخر قزم، وتناول المشكلات والمفارقات التي تعترض كل منهما في حياته.

الخليج الإماراتية في

21/12/2011

 

عين على الفضائيات

المهرجانات تحاكي الجمهور أحياناً

مارلين سلوم  

من عرس إلى آخر، تنتقل الأفلام العربية لتعرض نفسها أمام الجمهور المتنوع الأذواق، وأمام لجان تتشكل من فنانين ونقاد وسينمائيين وإعلاميين . بعضها يخرج من العرس مكللاً بالذهب والفضة والبرونز ومحملاً بالكريستال والشهادات والأموال، وبعضها يعود خالي الوفاض على أمل أن يجد الحب والدعم في مكان آخر، وتحديداً في صالات بلده وأمام جمهوره الذي اعتاد عليه . لكن هل يختلف كثيراً ذوق الجمهور عن ذوق لجان تحكيم المهرجانات السينمائية؟ وما الأهم بالنسبة للفنان، أن ينجح في عين جمهوره، ويحقق أرقاماً عالية في شباك التذاكر، أم أن ينال رضا النقاد والإعلاميين والفنانين الذين يتولون مهمة التحكيم والحكم على الأفلام المشاركة في المهرجانات؟

مع انتقال الأفلام العربية من مهرجان سينمائي إلى آخر وكان أحدثها مهرجان دبي السينمائي، ومع النتائج التي أدت إلى فوز فريق بأكثر من جائزة وخيبة أمل فريق آخر، استوقفتنا نوعية الأفلام التي شاركت في المهرجانات، والسمة العامة التي طغت هذا العام على ما يقدمه أهل الفن السابع لنا، سواء كانوا مخضرمين أم هواة ومبتدئين . ففي حين مثلاً حصدت مصر ثلاث جوائز فى ختام مهرجان بيروت السينمائي الدولي في دورته الحادية عشرة الأخيرة، خرجت من دبي بلا أي شيء، وهي التي قدمت في مهرجان أبوظبي مجموعة من “أفلام الثورة” ونجحت في لفت الأنظار إليها بعمق أفكارها وصدق صورتها . لذا، من الطبيعي أن نسأل أنفسنا عن سبب النجاح البارز هنا والإخفاق الكامل هناك، وعن أيهما أهم، الفوز في المهرجان أم في “الشباك”، وهل هذا ينفي ذاك باعتبار أن ما يرضي النقاد لا يعجب الجمهور والعكس صحيح كما يقول كثير من أهل الفن السابع؟

المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين والذي يستحق أن نلقبه ب “المخرج العالمي” كلما أتينا على ذكره، لم يكن يكترث كثيراً لما تحققه أفلامه من إيرادات، ولما يعرف بنجومية شباك التذاكر التي تشغل بال كثير من مخرجي وممثلي اليوم، وكان يعتز بأفلامه كاعتزاز الأب بأبنائه، لأنها تولد من أفكاره ومن روحه، حتى بات المشاهد يرى فيها صورة من صانعها وشبهاً كبيراً بينهما، سواء في شكل الأبطال وحركتهم وتصرفاتهم ومزاجيتهم، أو في كلامهم وصمتهم وعصبيتهم ونظراتهم . . وبداية من “باب الحديد” إلى “إسكندرية نيويورك”، كانت روح يوسف شاهين حاضرة بقوة، وطاغية على كل أبطال أفلامه مهما كبرت نجوميتهم واتسعت جماهيريتهم . ونستثني فيلم “هي فوضى” آخر ما قدمه شاهين للسينما قبل رحيله، لأن فيه خليطاً ملحوظاً من “اليوسفين” شاهين وتلميذه خالد . وكان المخرج يعرف أنه عاجلاً أم آجلاً، سيقبل الجمهور على مشاهدة أفلامه، وأن التاريخ لن يمحوها من ذاكرة السينما، حتى استخدمها وسيلة لتأريخ مسيرته هو وحكايته مع الفن والإخراج وفلسفته في الحياة، وكان محقاً .

من ينظر إلى الأفلام العربية التي باتت تحصد الجوائز في المهرجانات خصوصاً في السنتين الأخيرتين، ينتبه إلى أن اللجان والجمهور يقبلان على تلك التي تحمل رسائل إنسانية واقعية، والتي تقترب من نوعية الأفلام الوثائقية وحكايات أشخاص يشبهون في قصصهم ومسار حياتهم المشاهد العادي، يحكون لغته ويعبرون عن معاناته وفرحه، وبيوتهم وأحياؤهم تشبه بيته والحي الذي يعيش فيه . لم تعد السينما ذلك المكان الذي يقصده المشاهد ليحلق معه إلى عالم الحب والرومانسية، بقدر ما هي نافذة يطل من خلالها على حياته بكل ما فيها من مشكلات سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية، محاولاً أن يفهم المشهد من خلال عيون الكتّاب والمخرجين والكاميرا التي تلتقط تفاصيل صغيرة وتبرز خبايا مخفية، ولا يمنع أن تغلف مرارة الواقع بشيء من الحب أو الضحك، وببعض الأمل . لكن في كل الأحوال، أصبحت السينما شاشة للواقع وللحقيقة .

ما يمكننا اعتباره خير دليل على سير المهرجانات على خطى شعوبها والأجواء العامة التي تسود العالم العربي، هو خروج فيلم “واحد صحيح” المصري من مهرجان دبي السينمائي بلا أي جائزة . وهي محطة مهمة يجب أن نتوقف عندها لنفهم ان أفلام “الرجل الواحد” والعشق والهوى لم تعد تكفي إذا لم تكن جسر عبور لرسائل اجتماعية مهمة وعميقة .

صحيح أن الكاتب تامر حبيب، حاول أن يكون شديد الواقعية في قصة الشاب الباحث عن الفتاة “الصحيحة” أي الكاملة الأوصاف شكلاً ومضموناً ليعيش معها حياة زوجية صحيحة بكل ما فيها، من وجهة نظره، ورغم حرصه والمخرج هادي الباجوري على الألفاظ الشبابية العصرية في الحوار وعلى شكل ولبس الأبطال وديكور المنازل وحتى مهنة البطل كمهندس ديكور “مودرن”، إلا أنه أخفق في محاكاة شباب اليوم، خصوصاً الشباب المصري الذي يعاني ما يعانيه في سبيل تحقيق أحلامه، ومشغول بالثورة ونتائجها ويتوق إلى تحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية . كذلك حاول تامر حبيب محاكاة مجتمعه من خلال تعدد أنماط الفتيات اللاتي عرفهن البطل، والأبرز تلك الفتاة المسيحية (كندة علوش) التي يحبها البطل المسلم (هاني سلامة) وهروبها من هذا الحب المستحيل إلى الكنيسة لتترهبن، لكنه قدمها جميعاً بشكل سطحي وكأنه يلتقط من كل بستان وردة ويضعها في إناء واحد بتأن كي لا تجرحه بأشواكها . ولعل بهذا “الهروب” من التعمق في أي من الحكايات وإضافة بعض لمسات الحياة الآنية إليها، بدا البطل شاباً مصرياً مرفهاً وآتياً من زمن سابق، بينما معظم الأفلام المصرية الأخرى حاكت الثورة والهموم الآنية، وأحدها “أسماء” ذهب إلى تناول معاناة مصابي “الإيدز” ونظرة المجتمع لهم . وحتى الأفلام العربية الأخرى مثل اللبنانية، حاكت واقعها بعمق فاستحقت الفوز .

يبدو أن الجمهور الذي قد يقبل على الأفلام “الهابطة” في الصالات، يبحث أيضاً عن كاتب ومخرج وبطل يحكون قصته الواقعية على الشاشة الكبيرة وينقلونها إلى المهرجانات . وكأنه يطلب هو أيضاً من السينما أن تحتفي بجمهورها مثلما تحتفي المهرجانات بها .

smarlyn111@hotmail.com

الخليج الإماراتية في

21/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)