حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رعب انتاب "الوسط الفني" بسبب صعود الإسلاميين

فنانون يهددون بالاعتزال .. والهجرة !

ياسمين كفافي

الفنانون بين راحل ومعتزل ومتجه للاذاعة بدلاً من التمثيل.. كلها أقاويل انتشرت بمجرد الاحساس بنجاح التيار الإسلامي في المرحلة الأولي من الانتخابات.. وكأن البعض "يتلكك" ليرحل عن أم الدنيا.. فهل هانت مصر وفنها علي أهلها؟ وذلك رغم عدم وجود تهديد صريح لهم؟ كما حدث مثلاً في التسعينيات عندما انتشرت ظاهرة الارهاب. فتصدي لها نجوم مصر بقوة.. وقبلها أثناء الحروب الكثيرة التي خاضتها مصر. ظل الفن صوت الأمة ولم نسمع عن فن الطيور المهاجرة إلا من هذا الجيل من الفنانين! صحيح انهم يعتبرون ان الحروب والإرهاب أمر دخيل علي مصر وان ظلت حكوماتها المتعاقبة ليبرالية. أما اليوم فالحكومة ربما ستحمل طابعاً إسلامياً يعتقدون انه متشدداً وهو ما دعا د. عبدالرحمن البر. عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين. ومفتي الجماعة بالتصريح أن هذا الكلام مفتري وغير حقيقي. هدفه التخويف والإثارة وخلق فزاعة لدي المصريين ولدي الخارج من وصول الإسلاميين إلي الحكم.

أوضح ان هناك قواعد محددة تنظم كل شيء في الدولة. ولا يمكن لدولة ان تنهض من دون "فن وثقافة وأدب". ولثقتنا في فناني مصر حملنا لهم سؤالاً واحداً هل سترحل عن مصر وتتركها؟ هل ستهجر فنك؟

* الفنان خالد الصاوي عبر عن رأيه بصراحة "للجمهورية الأسبوعي" فقال: الإسلاميون مصريون مثلي تماماً وحصلوا علي تأييد قطاع كبير من الشعب عبر صناديق الاقتراع ومن حقهم يعبروا عنه مرحلياً.. ولكن يظل من حقي أن اعارضهم عندما يخرجون عن المسار الديمقراطي والشعب هو الحكم بينهم وبين أي تيار آخر. وأنا واثق أن الشعب سيرفض وبشدة أي اضطهاد أو استغلال جديد من أي نوع لأي مواطن علي أرض مصر.

أما بالنسبة لي كفنان فلن أترك بلدي أبداً.. أولاً لأنه صعب جداً ان أهجرها

أما عن مستقبل مصر بشكل عام والفن بشكل خاص في ظل حكم التيار الإسلامي فأنا لا أميل للتكهنات من يدري؟ فقط دعونا نعمل ما نؤمن به لصالح بلدنا مصر. ونري ما سيحدث.. أنا مؤمن برسالتي الفنية ولا أظن أن أعمالي تستحق المنع. والجمهور الذي شاهدها وأحبها هو الحكم

* نقيب الفنانين الفنان أشرف عبدالغفور قال: مازال الوقت مبكراً جداً لنناقش سلبيات التيار الإسلامي الذي لم يأت بعد أصلا. ولا نعرف نتيجة بقية المراحل. ولا شكل الحكم. وبشكل عام لا أعتقد ان الإسلاميين سيتعاملون مع الفن برجعية. ولم يصدر عنهم ما يشير إلي أنهم سيعادون الفن والفنانين.

وأكد عبدالغفور أيضاً أن علي الفنانين "الحفاظ علي مكاسبهم والتمسك بحرية الرأي والتعبير.. وحول بعض التصريحات المتشددة من بعض السلفيين أكد علي ان كل من يتبني ويدعو لهذه الأفكار المتشددة والمتطرفة يريد بكل تأكيد ان يقضي علي كل أوجه الحضارة المصرية القديمة والحديثة. واعتبر ان هذا التوجه مرفوض تماماً ويتعين علي كل من يحب مصر التصدي لهذه الدعوات والأفكار من خلال المناقشة والحوار

أضاف عبدالغفور انه رغم صعود التيارات الدينية في المرحلة الأولي من الانتخابات فإن مصر غير قابلة اطلاقاً لأن تتحول إلي دولة دينية وينبغي علي هذه التيارات الا تعتبر نفسها القوة الوحيدة. ويجب علي أصحاب هذه التيارات الدينية ألا يخونوا غيرهم ويكفروا كل من يخالفهم.

* أما الفنان الشاب خالد أبوالنجا فقال بصراحته المعتادة "للجمهورية الأسبوعي": هذا كلام فارغ.. اللي عايز يعيش في عالم لا يري فيه سيدات لانهن في رأيه عورة هو اللي يتفضل من غير مطرود.. اللي شايف ان الإسلام في رأيه اننا نلغي العقل والقلب والاحساس. ونسمع كلام الشيخ بتاعه من غير ما نناقش ونفكر هو اللي عنده مشكلة ما كبيرة ولازم يحل مشاكله مع نفسه الأول.. الحرية تؤخذ ولا تطلب أكيد وبالذات من متخلفين مثل من يحرمون الفنون.. الفنون تؤكد وجود مدارك إنسانية سامية ومن يخاف منها أو يحرمها بالتأكيد شيطان متخف في شكل شيخ. الحرية للعقل الحرية للحركة الحرية للقلب.. حرية الاعتقاد هي أساس الأديان كلها.. "أفلا تعقلون" اللي يخاف من المتخلفين دول هو غير مؤمن بالله تماماً مثل الخوف من عبدة الأصنام فيما قبل الإسلام. الفن يبدأ بكلمة يفنها إنسان في لحظة تجل. وهو اسمي حالات الوجود الانساني ومن يخشي الفنون ويحرمها أقول له أيضاً كلمة واحدة: اقرأ قوله تعالي "أفلا تعقلون".

لن استسلم

* الفنانة علا غانم قالت: أن صعود التيار الديني السياسي كان متوقعاً كرد فعل للتيار الديني المتوغل في المجتمع المصري انظروا إلي كم المحجبات والمنتقبات هذه هي مؤشرات التوغل الديني في أي مجتمع. وبشكل عام كل واحد حر. أما أنا فلن يفرض عليّ أي شخص الامتناع عن الفن أو ارتداء الحجاب أو النقاب.. وسوف أقدم فني بالطريقة التي أراها مهما حدث.. صحيح انني قلت في لحظة غضب انني ساعتزل لو وصل المتشددين للحكم..

* أما راندا البحيري: فقالت باختصار شديد: سأبحث عن وظيفة أخري.. حتي لو اضطررت لعمل كمربية أطفال. أو مدرسة في روضة الأطفال!

تهويل

* الفنان الشاب حسن الرداد والذي شارك في فيلم احكي يا شهر زاد "وهوجم لمشاهده مع مني زكي" وكذا فيلم "كف القمر" قال: هناك تهويل من الإعلام وكأن هناك غزواً قادماً أو كأن الإخوان والسلفيين القوة الوطنية الوحيدة في مصر. وبهذا نخلق حزباً وطنياً جديداً. أنا عاشق لبلدي وفني. والفن لا يمكن ان يلغي فهو رسولنا في العالم أجمع. الكل يحبنا من خلال الفن والفنان المصري ولا يجب ان ننسي أن السينما هي وسيلتنا الوحيدة الثقافية لاصلاح المجتمع.. ربما بسبب تراجع القراءة والأدب الذي جعل أي محاولة للاصلاح تأتي من السينما التي أظهرت نبضات الشعب. وتنبأت بالثورة ان البهجة التي تمنحنا اياها السينما لا تقدر بثمن ومن أين ستشتريها.

حول امكانية تقديم فيلم مثل "كف القمر" أو "احكي يا شهر زاد" في ظل حكم التيار الإسلامي بكل ما يحملانه من جرأة قال: لا أرغب في أن أقدم افتراضات ليست موجودة. فالشارع بين مؤيد ومعارض للتيار الديني خاصة السلفي وحتي لو حازوا علي أغلبية مقاعد مجلس الشعب يظل هناك معارضة حقيقية لهم.. والا لما قمنا بالثورة لنستبدل الحزب الوطني بالإخوان

* الفنان خالد سرحان بطل "فيلم الديكتاتور" والذي شارك مؤخراً في فيلم "اكس لارج" قال: عدم وقوف الفنانين جنباً إلي جانب الآن يعتبر تقاعساً في عدم الدفاع عن المهنة التي تطعمه هو وأبناءه وأنا أعتقد ان وزير الثقافة مثلا لن يأتي من الإخوان بل سيأتي من المهنة وسيدرك ويفهم طبيعتها ولا يمكن استبدال كتاب المصريين بكتاب من الإخوان لتكسر قلم الكاتب المصري المسرحي أو التليفزيوني حول مقارنة ماحدث في مصر مؤخراً بظاهرة الارهاب التي هددت بعض الفنانين بالقتل لو قدموا "فن" قال بسبب دخول المتأسلمين السياسة بشكل تدريجي وهم لا يفقهون شيئاً في الدين أو السياسة. مما سيفرض عليّ ان ادافع عن الفن ولا اتبني وجهة نظرهم التي قد يفرضوها عليّ. ويري خالد انه لو عرض عليه فيلم من إنتاج الإخوان سيوافق لو انه فيلم طبيعي بلا تدخل منهم في فرض سياستهم أو أفكارهم. فيلم عادي بمخرج عادي فأنا قدمت فيلم "الدكتاتور" في حكم مبارك ولم يمنع

* الفنانة الشابة رانيا محمود ياسين قالت:لن أهاجر مهما حدث تماماً ككل زملائي الفنانين. نحن شعب بطبيعته معتدل ومتدين ولن يفرض علينا أحد أي تقاليد فالدين الإسلامي في مصر من مئات السنين ولن يأتي دين جديد. نحن مسلمون ولنا أسلوب في الحياة ونمط مختلف عن باقي الشعوب العربية. ثم أننا كفنانين لنا دور كبير في الثقافة والحريات والسياحة خط أحمر لن نسمح لأي جهة أو شخص ان يأخذه منا أو يساومنا عليه. فلو هاجم أي شخص أي جانب ثقافي سواء مسرح أو سينما أو أدب هو حر "جابه لنفسه" وحول ما قيل عن قيام الإخوان بإنتاج فيلمها القادم "بلطجية يناير" قالت بالفعل قدموا عرضاً ولم يطلبوا أي تعديلات الا ان الأحداث الأخيرة والتخوف من عدم نجاح الفيلم أجل التصوير.

الجمهورية المصرية في

15/12/2011

 

ليل ونهار

أسماء!!

بقلم : محمد صلاح الدين 

زعلت أنني كنت وحدي ومعي شخص آخر نشاهد هذا الفيلم في قاعة طويلة عريضة. ولكنها خاوية علي عروشها.. أي ان الفيلم لم يغط حتي تكلفة تشغيله من كهرباء وماء وعمالة الخ... وهي مأساة أري ان السينمائيين أنفسهم هم السبب فيها. لتقاعسهم عن خدمة المهنة. وجريهم وراء السياسة "الخايبة اللي ما توكلش عيش".. باستثناء طبعاً الانتهازيين الذين يثرون من ورائها!!

وفيلم "أسماء" هو التجربة الثانية لمؤلفه ومخرجه عمرو سلامة وفيه يتعرض لإحدي القضايا المسكوت عنها. أو المخبوءة بداخل المجتمعات العربية من دون مبرر.. وهي إصابة كثير من المواطنين بمرض "الإيدز" أو نقص المناعة المكتسب. والذي للأسف تعددت الآن وسائل الإصابة به. حتي عن طريق نقل الدم.. في الوقت الذي مازال ينظر فيه الناس للمرضي نظرة سلبية. باعتبارهم مذنبين وأنهم ابتلوا به من جراء علاقات غير شرعية.. والكارثة ان بعض الأطباء أنفسهم ينظرون نفس النظرة ويبتعدون عن علاجهم أو حتي تقديم يد المساعدة إليهم!!

إن أسماء "هند صبري" قد انتقل المرض إليها عن طريق زوجها "هاني عادل" الذي انتقل إليه من فترة سجنه. والذي تجاهل الفيلم بغرابة شديدة كيف انتقل إليه المرض. هل بالشذوذ أم بالاغتصاب! مع ان الفيلم جريء في طرحه لمشكلة اسماء.. ولكن للأسف لم يعمق قضيته في طرح مأساة السجون أيضاً. والتي يمكن لها أن تفرز قنابل موقوتة تنفجر في وجه المجتمع!!

تقاوم أسماء كل الظروف من حولها في السكن والعمل والتعاملات مع الناس. وتشارك في برامج تأهيلية للدفاع عن حقوق هؤلاء. حتي تلتقي بمذيع برامج التوك شو "ماجد الكدواني" لتفجر معه القضية. بعد ان كانت رافضة الظهور من أجل ابنتها.. ولكنها ظهرت وتكلمت بلا خوف لتكشف عورات المجتمع. الذي يفضل ان يغلق علي الجرح من الخارج دون ان يصل إلي جذوره ليعالجه!!

نجح المخرج والمؤلف في توظيف كافة عناصره الفنية لخدمة الموضوع الشائك..

Salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

15/12/2011

 

مقعد بين الشاشتين

أفلام الثورة .. بالياباني

بقلم : ماجدة موريس 

* ليس المجرمون فقط هم مجرمو الحرب. ولكن هناك المجرمين في أوقات السلم. والذين لابد أن يحاكموا علي جرائمهم بعد الثورات أو الأحداث الكبري..وهو ما يقدمه لنا الفيلم الياباني "الوجيعة" للمخرج الكبير تاكاشي كويزومي والذي عرض مساء الأحد الماضي في افتتاح أسبوع الفيلم الياباني في مصر الذي يستمر حتي مساء اليوم "الخميس" بقاعة السينما بمركز الابداع بالأوبرا الفيلم الذي أنتج عام 2008 تدور أحداثه بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وكيف أجريت محاكمات عادلة وسريعة لمن اعتبروا مجرمي حرب في اليابان بعد إنتهاء المعركة مع أمريكا. أما في فيلم آخر بعنوان "تلاميذ الفصل" وهو تسجيلي طويل للمخرج سوسومو هاني. فإننا بأزاء بدايات تغيير نظام التعليم في اليابان بعد نهاية الحرب الثانية التي اعتبرت مرحلة "بائدة" لابد من الثورة عليها وعلي كل نظمها وحيث يقدم الفيلم القضية من خلال بطلته التي هي مدرسة حقيقية اهتمت بكل تلامذتها. بنات وبنين. برغم اختلاف امكانياتهم وقدراتهم حتي ساعدتهم في تطوير أنفسهم ليصبحوا الأفضل وليؤكد الفيلم لنا في نهايته بأن المعلم هو مفتاح العملية التعليمية ومحركها.. وتحسين أحواله يدفع التعليم كله إلي الأمام. أما في فيلم مدينة كيوبولا. للمخرجة كيريو أدراياما. فالبطلة فتاة في المرحلة الاعدادية ولدت في عائلة فقيرة تحاصرها ظروف الفقراء الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. لكنها تصمم علي تحدي هذه الظروف لتحقق أحلامها بعد أن تغير المجتمع وأصبحت الفرص متاحة لأمثالها.

مساعد سائق القطار

* مساعد سائق القطار.. هوأحد أهم أفلام هذا الأسبوع لأنه الفيلم المناسب لنا كمصريين في الوقت المناسب. الآن. بعد ثورة كبري وحصاد غير ملائم وحيرة في البحث عن البداية الجديدة الملائمة. الفيلم يقدم في 37 دقيقة السبب الذي يدفع اليابانيين كأفراد ومجموع للوصول إلي أقصي درجات الكفاءة في العمل. وهو ما يقدمه المخرج "نوري تسوتشيموتو" من خلال رحلة مدتها يوم كامل في حياة مساعد مهندس قطارات في السكك الحديدية اليابانية. وكيف ينفق هذا العامل وقته في العمل وفقا لقواعد محددة ودقيقة ترتبط بكل ما يخص تأمين القطارات والبحث عن كل الخطوات التي تكفل أفضل أداء وأفضل راحة للركاب. من الصعب تلخيص الفيلم. لكنه درس مهم في احترام النفس والعمل والوطن. وقد حصل علي جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان برلين السينمائي الدولي. والحقيقة أن هذا التفكير من قبل المسئولين عن مكتب مؤسسة اليابان بالقاهرة. المسئولة عن الثقافة اليابانية حول العالم. هو نموذج للتفكير المبدع الذي يتخطي الأسلوب التقليدي للتعامل مع دول العالم ثقافيا والذي تمارسه أغلب المراكز الثقافية الأجنبية في مصر. وبقدر ما احترم العالم ثورتنا المصرية الجديدة. فإن رد الفعل هنا هو الأمر الذي يميز بين بلد وآخر. وهو ما أدركته اليابان حين قررت أن تكون أفلام الأسبوع السينمائي السنوي المخصص لها في مصر نوعا من المساهمة في تقديم صور ونماذج سينمائية تدور حول إعادة البناء والأبواب الأكثر تعبيرا عن النهضة كما نري من موضوعات هذه الأفلام. وهو تفاعل محترم من دولة كبري مهمة أرسلت مبعوثيها ذات يوم إلي مصر "بعد عصر محمد علي" لتنقل عن أسرار النهضة المصرية في تلك الأيام. ثم تسبقنا. لكنها لاتنسي هذا.. ولو من خلال السينما.

ومهرجان الفيلم الأوروبي

* قبل الأفلام اليابانية. شهدت القاهرة "بانوراما الفيلم الأوروبي" للمرة الرابعة والذي تقيمه المخرجة مارينا خوري وبالاتفاق مع مفوضية الثقافة بالاتحاد الأوروبي. والحقيقة هنا أن هذا الأسبوع وغيره من الأحداث الثقافية العامة والمختلفة في مصر وجد جمهورا عريضا يبحث عن ثقافة مختلفة معبرة عن روح اللحظة وعمقها. وبرغم كل أحداث ميدان التحرير وكل ما يحدث في مصر. والقاهرة تحديدا من أحداث هامة وتداعيات تخص الأمن والتشكيل الوزاري الجديد والمطالب والاعتصامات إلا أن جمهور الفن المصري تفاعل مع الأفلام اليابانية وحيث استمرت المنافسة بعد عرض فيلم الافتتاح "الوصية" مع مخرجة تاكاشي كوزومي الذي حضر من اليابان خصيصا لهذا لمدة تزيد علي الساعة في قاعة ممتلئة بالحضور. كذلك تكرر هذا الاهتمام والمناقشة مع ضيوف البانوراما الأوروبية التي ضمت عددا من الأفلام المعبرة عن ثورات الشباب في أوروبا. وأيضا فيلم مصري انتج للتعبير عن الثورة المصرية خصيصا وهو "القاتل والسياسي والشرس" الذي يقدم ثلاثة مخرجين في ثلاثة قصص من وحي ما حدث أثناء أحداث ثورة 25 يناير.. والذي أعرضه "التجاري" بعد نهاية أسبوع البانورما ولكن في ثلاث دور للعرض فقط ولمدة محدودة وهو ما يثير العديد من الأسئلة حول علاقات الانتاج والتوزيع للأفلام السينمائية غير التقليدية وغير التجارية في مصر. ومتي يصبح لدينا سلسلة من دور العرض السينمائي الصغيرة المخصصة للأفلام المختلفة من الدول المختلفة لأننا بعد انتهاء هذه الأسابيع لا يمكننا رؤية أي فيلم ياباني أو صيني أو حتي فرنسي أو انجليزي في دور العرض المصرية بينما تتقدم السينما في كل دول العالم بشكل يستحق بذل جهد حقيقي لوصولها إلينا.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

15/12/2011

 

الفيلم الكوري (شعر).. الفجيعة فـي ظلال الشعر

نجاح الجبيلي 

على مدى 139 دقيقة يضعنا المخرج الكوري الجنوبي "لي تشانغ-دونغ" أمام تحفة  سينمائية عنوانها" شعر" مضمخة بأريج الشعر والطبيعة الكورية الجميلة موجهة  سهام النقد إلى البطرياركية  والعنف الذكوري والنفاق والرشوة التي بدأت  تعم في المجتمع الكوري. ويتوضح كل ذلك من خلال سيناريو محكم فاز بجائزة  أحسن سيناريو في مهرجان كان السينمائي عام 2010.

يدور الفيلم حول الجدة "ميجا" التي بلغت السادسة والستين من عمرها وتعيش على معونة الدولة وتعمل جزئياً بالعناية برجل كبير السن ومشلول. كما تعتني بحفيدها المراهق القلق الذي يعيش معها في البيت  بينما تعمل أمه في مدينة بوسان. كانت هذه المرأة جميلة في يوم من الأيام وما زالت تتلقى الإطراء من جمالها وذلك يربكها. لكنها لم تعد تتذكر الاسماء ويخبرها الطبيب بعد أن يفحصها بأن تلك هي بداية مرض الزهايمر فتبدأ هذه الجدة في الاهتمام بالشعر إذ أخبرها معلمها حين كانت شابة بأنها تملك روحاً شعرية فتدخل صفاً دراسياً في الشعر  وتبدأ بتدوين الملاحظات عن الأشياء التي تراها حسب اقتراح معلمها في الصف. وتطرح الجدة أسئلة عديدة عن الإلهام والخلق الشعري

في مفتتح الفيلم يجرف نهر "هان" جثة فتاة طافية على مياهه ويتبين أن هذه الفتاة قد اغتصبها ستة من الطلبة بضمنهم حفيد الجدة. هذا الحدث الهام يقلقها إذ تشعر بقرابة سرية مع البنت المنتحرة فتقلقها مشاعر الذنب والعار. يجتمع آباء الطلاب الستة بضمنهم الجدة ميجا كي يعوضوا عائلة الضحية مقابل صمتها ويدفعوا عن أبنائهم السمعة السيئة وعقاب العدالة. تستدين ميجا المبلغ من الرجل المشلول الذي تعتني به بعد أن تلبي رغبته بممارسة الحب قبل أن يموت. وعلى الرغم من أنها دفعت المبلغ إلا أن الشرطة تقبض على حفيدها بينما هي تلعب معه الريشة.

بعد ذلك تجلس الجدة   إلى المنضدة لتكتب قصيدتها الأولى والأخيرة كما يبدو ثم تذهب إلى الصف الدراسي وتضع القصيدة مع باقة من الزهور البيضاء على المنضدة ثم ما تلبث أن تخرج من الصف. يندهش المعلم حين يعلم بنظمها للقصيدة بينما يعجز الآخرون عن ذلك ويقوم بقراءتها أمامهم. يخلو البيت منها بعد عودة ابنتها إليه ولا رد يأتي من نقالها.

في المشهد الأخير يأتي صوت خارجي voice-over للجدة وهي تلقي قصيدتها "نشيد آغنس" بصوتها ثم ما يلبث أن يتلاشى ويحل محله صوت الفتاة الغريقة لتكمل بقية القصيدة أمام النهر الذي يعود ليجري مثل مشهد الافتتاح لكن دون جثة طافية. "لقد صنعت معنى لحياتها من خلال الشعر الذي كان يحلّ في كل دقيقة ومشهد" كما يقول الناقد برادشو.

أدت الممثلة الكورية الجنوبية المخضرمة " يون جيونغ هي " دورها ببراعة مانحة له طعماً رائقاً بعلاقتها بالشخصيات الأخرى مثل حفيدها والرجل المشلول والفتاة الضحية التي لا نرى سوى صورتها فقط وطلاب الصف وأم الضحية وغيرها.

وعلى الرغم من الإيقاع البطيء نوعاً ما للفيلم الذي ربما فرضته طبيعة القصة إلا أنه مصنوع بعناية ودقة فائقين وإضافة إلى ما يطرحه الفيلم من كون الشعر علاجاً للذاكرة المعطوبة إلا أنه يهتم أيضاً بثيمات الحياة والموت والذكرى والذنب والمسؤولية والخسارة والأمور الفظيعة التي يجترحها الإنسان ولحظات الصفاء والعون الروحي التي تقدمها الطبيعة.

المدى العراقية في

15/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)