حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كوميديا اجتماعية ممتعة يقدمها آدم ساندلر

«جاك وجيل» بين رأي النقاد وإقبال الجمهور

عبدالستار ناجي

الكوميديا التي يقدمها النجم الاميركي ادم ساندلر، تختلف شكلا ومضمونا، عن تلك التي يقدم النسبة الاكبر من نجوم الكوميديا، اعتبارا من جيم كاري مرورا بأيدي ميرفى الى غيرهم من الاسماء.

نجم يمزج المشهديات الكوميدية، بطروحات اجتماعية وفي احيان كثيرة، جوانب فلسفية، وهنا في تجربته في فيلم، جام وجيل يذهب الى الابعاد الاجتماعية والعلاقات الانسانية التي تجمع بين افراد الاسرة الواحدة، حتى وان كان بينهما من الاختلاف، خصوصا، حينما يكونان توأمين الشيء الكثير.

حينما شاهدت الفيلم للمرة الأولى، ذهبت الى ذات المعطيات التي خلص اليها النسبة الاكبر من النقاد، وهي ان الفيلم يمكن ان يندرج بالمرتبة تحت المتوسطة، بل ان موقع (اي. ام . دي. بي) المتخصصة، منحة بعد استطلاع ودراسة اراء عدد كبير من النقاط، ما نسبته (2.8) من عشرة، وهذا ما يعني ما دون المتوسط، هذا بالنسبة لرأي النقاط. ولكن ماذا عن رأي الجمهور، وهذا ما جعلني اذهب الى الفيلم مجددا، وهذه المرة بصحبة الاسرة، ورغم مرور عدة اسابيع على عرضه، الا ان الصالة كانت مزدحمة، وضمن تفاعل جماهيري، حيث لم يتوقف الضحك طيلة فترة عرض الفيلم، فماذا يريد الجمهور غير المتعة.

وهذا ما يوفره فيلم «جاك وجيل» كوميدية اجتماعية ممتعة يقدمها النجم ادم ساندلر وبلياقة فنية عالية المستوى، ومن خلال شخصيتين، شخصيته وهو يقدم «جاك» وايضا وهو يتقمص الشقيقة التؤام جيل.

فكرة الفيلم انطلقت من ادم ساندلر نفسه، وشارك في كتابة السيناريو مع ستيفن كورين.. اما الاخراج فهو لدينس دوغان. الذي اخرج النسبة الاكبر من اعمال ساندلر، ومنها «هابي جيلمر» و«بيج دادي» و«كراون ابس» وكم اخر من الاعمال التي راحت تقرب المسافة بين هذا المخرج وذلك النجم- وفي كل مرة يكون اللقاء، تكون هناك (شحنة) عالية الجودة من الكوميديا الاجتماعية الراقية.. والهادفة.. والتي تخلص الى كم من المقولات الانسانية، التي تذهب الى عقولنا قبل قلوبنا.

ونذهب الى حكاية الفيلم:

تدور احداث فيلم «جاك وجيل» حول جاك ويقدمه «ادم ساندلر» الذي يعمل مديرا لمكتب احدى شركات الاعلانات، يمتلك كل مقومات النجاح، عمل متميز وحياة زوجية مستقرة مع زوجة جميلة - ارين - «تقدمها كيتي هولمز» واطفالهما.. ولكن هنالك ثمة ما ينغص عليها بعض ايام العام، حينما تأتي لزيارته في كل عام احسته التوأم- جيل «يجسد ادم نفس الشخصية وبأداء مذهل».

لقد تعود جيل ان تأتي من كل عام، لمدة يومين، وبمناسبة عيد الشكر لزيارة اخوها التؤام، ولكن تلك الزيارة ما ان تبدأ، حتى نتحول الى شجار ومشاكل بطبيعة الاختلاف بين التؤام. وفي كل مرة، يكون عليه ان يتحمل اخته ومشاكلها التي لا تكاد تنتهي. الا ان هذه الزيارة الأخيرة، والتي كانت مقررة لمدة يومين، تتحول الى شهر كامل، فاذا كان لا يكاد يتحملها لمدة يومين، فكيف عليه ان يتحمل مرور الشهر العاصف وبشكل يومي بكل من الاحداث والمشاكل والمفارقات.

فمع كل مشهد، هنالك مشاجرات ومشاحنات واشكاليات حيث يبادر كل منهما، الى مضايقه اخيه، ويتحول لقائهما اليومي، الى قتال، كما يحدث في الغالب بين كل تؤام. وفي لحظة، يكتشف جاك ان اخته التؤام، لا تريد العودة، تبدأ مهمته من اجل مساعدتها على العودة من حيث اتت، ولكن، عبر ايام حبلى بالمشاكل والمفارقات، تكاد تحول حياته الى جحيم، ولكنها تحول الشاشة، الى ساحة من النكات.. والمفارقات والمشاهد الضاحكة التي ما ان تبدأ، حتى لا تنتهي الا مع المشهد الاخير من الفيلم... ويبدو ان هذا النجاح، سيكون مؤشرا لاجزاء جديدة من هذه السلسلة التي ستعيد تقديم الشقيقين وبأشكال وانماط ولحظات مجلجلة بالضحك. فيلم يستثمر عيد الشكر من اجل التأكيد على اهمية التلاقي الاسري وايضا اهمية ان نكون الى جوار اهلنا.. واسرنا.. ونتعاون في مساعدتهم على تجاوز مشاكلهم ومعاناتهم والمهم.

بلغت كلفة انتاج الفيلم «79» مليون دولار نصفها ذهبت الى ادم ساندلر، لكتابة السيناريو ومشاركته في الانتاج وايضا اشرافه على العمل، وقيامه بالدورين الاساسيين. وقد حصد الفيلم في الاسبوع الاول لعرضه في الاسواق الاميركية «25» مليون دولار. كما استطاع ان يعادل ميزانيته بعد ثلاثة اسابيع من عرضه وهو لايزال يحصد الملايين نتيجة الاقبال الجماهيري حول العالم، حتى وان اختلف معه نقاد العالم واعطوه اقل الدرجات. في الفيلم عدد بارز من النجوم ومنهم بالاضافة الى ادم ساندر، كل من النجم القدير آل باتشينو مجسدا نفس شخصيته، وهناك كيتي هولمز بدور زوجة جاك وكم اخر من النجوم. ويبقى ان نقول... بان ادم سندلر، في «جاك وجيل» شأنه شأن عدد من اعماله السابقة، ومنها كراون ابس، يجسد دور رب اسرة ناجح، وعليه ان يواجه عدداً من المشاكل التي تعترض طريقه وطريق اسرته ونجاحه وهو يحافظ عليها عبر المواجهة ضمن اجواء كوميدية سخية بالطروحات الاجتماعية والانسانية... وهي دعوة للمشاهدة والضحك.. وايضا الاستفادة.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

07/12/2011

 

في أولى الليالي السينمائية الإماراتية

«ثوب الشمس».. تقنية عالمية وطرح سوداوي

صفا صالح 

ثمة نشاطات عدة يشهدها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حاليا، فمنذ أيام قليلة اسدل الستار على المهرجان الموسيقي الأول لدول مجلس التعاون الخليجي، وها هو الآن يرعى احتفالية «أفلام الإمارات»، بالتعاون مع نادي الكويت للسينما، في مباردة منه لمشاركة الإماراتيين أعيادهم الوطنية. حيث افتتحت أولى الأمسيات الاحتفالية المستمرة فعالياتها لمدة يومين ليلة أمس الأول، في صالة عبد الرزاق البصير، بالمبنى الرئيسي للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

كانت البداية مع عرض فيلم تسجيلي قصير عنوانه «العلم يجمعنا»، سيناريو وتقديم أحمد الزين، وفكرة أحمد معوض، يدور حول دولة الامارات، التي تعتبر فيها الثقافة المرآة التي تعكس مظاهر التقدم في المجتمع لديها، فهي حرصت منذ نشأتها على أن تكون نهضتها متوازنة في جانبيها المادي والمعنوي، مؤكدة أن لا خير في نهضة مادية تقفز بالإنسان إلى حياة عصرية مادية وتغفل العقل والروح.

عقب الانتهاء من عرض الفيلم، ألقت الدكتورة ليلى السبعان كلمة نيابة عن رئيس مجلس ادارة نادي الكويت للسينما، حسين علي الخوالد، الذي حالت ظروفه الشخصية دون حضور هذه الأمسية الإماراتية الجميلة، رحبت فيها بالحضور، ثم ركزت على أهمية التواصل الفكري والثقافي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأبدت عتبها على الإعلام الذي يخفي دوما صور الإنجازات الخليجية مقارنة بالدول العربية الأخرى.

ثم رحّب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة بالحضور، مؤكدا هو الآخر أهمية هذه الفعالية التي ستعطي من خلال الأفلام المعروضة صورة واضحة عن إنجازات دولة الأمارات. ليعقب ذلك تكريم نادي السينما لكل من القائم بأعمال السفارة الإماراتية حسن الظاهري بالإنابة عن سفير الامارات والأمين العام اليوحة.

ثوب الشمس

بعدها كان الحضور على موعد مع الفيلم الإماراتي الطويل «ثوب الشمس»، الذي يتناول قصة امرأة ولدت صماء وبكماء، وعاشت في بيئة وصفها مخرجها بالعالمية، لكن ضمن غطاء إنساني بمناخ عربي (إماراتي - سوري)، سعى من خلاله إلى معالجة فكرة إمكانية تحقيق الإنسان المعاق لأحلامه ومعالجة صراعه مع الواقع الاجتماعي المحيط به.

وأصر كاتب الفيلم ومخرجه سعيد سالمين على الخروج به من الإطار النمطي لصورة المعاق في الدراما والسينما العربية، وتناول الموضوع بشكل فنتازي رومانسي وميلودرامي، حيث انه أزال من خلال هذا الفيلم الصورة المشوهة التي رسمتها السينما العالمية والعربية للمعاقين منذ عروض السينما الصامتة، على أنهم إما موضوع للسخرية، أو محور للشر، أو مثار للشفقة. فالفيلم يحمل رسالة سامية خالية من التجريح، قد تبدو سوداوية ومحبطة في الكثير من الأحيان، لكنه رمى بها إلى ضرورة الاهتمام بالمرأة المعاقة وإدماجها في محيطها العائلي والاجتماعي، مستخدما لغة الصمت بطريقة بارعة ومن دون مبالغة، فالصمت احيانا يعبّر اكثر من الكلام اذا وظفه المخرج بطريقة ذكية.

عمل متكامل

فيلم «ثوب الشمس» من الناحية الإخراجية عمل تكاملت فيه كل عناصر الفيلم الجيد، على مستوى الاداء وحركة الكاميرا واختيار الكادرات الجميلة والتوظيف المميز للمثلين داخلها.

فعلى الرغم من أن الفيلم يدور بين واقعين مختلفين، هما البيئة السورية المعاصرة والإمارات في السابق، فإن نقلات المخرج بين الزمنين لم تكن مزعجة للمتفرج، وجاءت بطريقة حرفية تنم عن موهبته. إنما لا يمنع هذا من وجود بعض الهفوات التي تستوجب التوقف عندها، بما أننا نتحدث عن مخرج فاقت قدراته الطرق العربية، ومالت كثيرا إلى العالمية، وهي عدم توافق شكل بطلات العمل مع بيئتهن التراثية، لا سيما قصات شعرهن الحديثة وطريقة مكياجهن.

مواهب مميزة

في النهاية «ثوب الشمس» عمل جميل أوصل فكرة انسانية يعاني منها الكثير من البشر على مر العصور في كل انحاء العالم بأداء تمثيلي رائع يبشر بولادة مجموعة من الممثلين المحترفين في الامارات.

يذكر أن الفيلم تأليف وإخراج سعيد سالمين، وبطولة الفنان الاماراتي حبيب غليوم ومرعي الحليان، والممثلة الصاعدة نيفين ماضي والمذيع الامارتي احمد عبد الله وحمد الحمادي وحسين محمود، والوجه الجديد صوفيا جواد، والممثلة البحرينية بروين، والطفل نبيه عربي كاتبي من سوريا، ورغداء هاشم امام.

النهار الكويتية في

07/12/2011

 

ثوب الشمس يقدم قضية إنسانية لذوي الإعاقة... يدعو إلى الاهتمام بهذه الفئة ودمجها في المجتمع

كتب: فاد ي عبدالله  

عرض المخرج الإماراتي سعيد سالمين المري أول فيلم روائي طويل، بعنوان «ثوب الشمس»، ويتناول قضية إنسانية عن فتاة من ذوات الإعاقة، في اليوم الأول من احتفالية السينما الإماراتية.  

أقيمت في قاعة عبدالرزاق البصير، بمقر الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، احتفالية «أفلام من الإمارات»، بحضور الأمين العام المهندس علي اليوحة، والقائم بالأعمال في السفارة الإماراتية لدى الكويت راشد الظاهري، ونائب رئيس مجلس إدارة نادي الكويت للسينما د. ليلى السبعان.

بدأت الاحتفالية بعرض فيلم تسجيلي بعنوان «العلم الذي يجمعنا»، فكرة سعيد عوض وإخراج أحمد زين، إذ يتناول اتفاق حكام الإمارات على الوحدة، ومصمم علم الإمارات عبدالله محمد المعينة، الوزير المفوض بوزارة الخارجية، الذي قال إن التاريخ سجل بأحرف من نور يوم الثاني من ديسمبر، عندما رفع سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، رحمه الله، أول علم لدولة الإمارات العربية المتحدة وهو علم الاتحاد.

قصة علم الإمارات

وأضاف المعينة ان قصة تصميمه لعلم اتحاد الإمارات بدأت عندما قرأ إعلانا في جريدة الاتحاد قبل نحو شهرين من إعلان قيام دولة الإمارات، وكان الإعلان من الديوان الأميري بالتعاون مع دائرة الإعلام في حكومة أبوظبي، عن طرح مسابقة لتصميم علم الاتحاد، وفي آخر لحظة قرر المشاركة في المسابقة وتوج لأقرب مكتبة واشترى أوراقاً وأقلام ألوان، وقام بعمل ستة نماذج لعلم الإمارات ووضعها في البوم وأرسلها بالبريد، وأبدى سعادته باختيار تصميمه، مشيراً إلى أنه تلقى جائزة عينية قدرها أربعة آلاف ريال.

وبانتهاء الفيلم ألقت د. ليلى السبعان كلمة بالإنابة عن أعضاء نادي الكويت للسينما، مباركة لدولة الإمارات الشقيقة بعيدها الوطني، آملة أن تتاح الفرصة للنادي كنوع من التواصل في الاحتفالات الوطنية الخليجية والعربية.

وقدم الأمين العام للمجلس الوطني التهاني باسم الأمانة العامة للإخوة في دولة الإمارات، مشيداً بقفزاتها المتميزة في كل المجلات من بينها السينما.

وقامت د. السبعان بتسليم درعي التكريم إلى السفير الإماراتي، وتسلمه الظاهري، وإلى علي اليوحة.

ثوب الشمس

وبدأ عرض أول فيلم إماراتي طويل للمؤلف والمخرج سعيد سالمين المري بعنوان «ثوب الشمس»، الذي يتناول قضية إنسانية عن فتاة من ذوي الإعاقة، وقدم المخرج في البداية تمهيداً كان طويلاً جدا أوقعه في الإيقاع البطيء عن الشخصية المحورية في الفيلم «حليمة» عبر رسم «بورتريه» لوجهها أمام امرأة سورية تضع أمامها فنجان من القهوة، ما أثار التساؤل لدى ابنها الذي يصبح في ما بعد هو الراصد لحكاية تلك الفتاة من بدايتها إلى نهايتها.

ثم ينتقل بنا إلى عالم آخر في فترة خمسينيات القرن الماضي في الإمارات، حيث تعيش «حليمة» الصماء والبكماء ويتيمة الأم، التي تقضي أوقاتاً طويلة في قفص (محكر) الحمام، دلالة على نظرة المجتمع السلبية لذوي الإعاقة، ويرفض خالها تزويج ابنه أحمد منها لأنها معاقة، أما الشاب «صالح» فهو يريد الزواج منها، ويحبها وهي لا تبادله نفس الشعور، لكن والده يرفض هذه الزيجة خوفاً من أن يصاب أحفاده بنفس الإعاقة.

كما يقدم القفص دلالة أخرى وهي لحظات العشق عندما ترى الشاب الزائر «علي» لتقع في حبه، وهو كذلك، لكنه يرفض استمرار هذه العلاقة بعد معرفته بحقيقتها، أما أختها الصغرى فهي تحب صالح من طرف واحد، لكنه في النهاية يتزوجها، فتثور «حليمة» حول الواقع المرير ونظرة المجتمع، فتفتح باب القفص وتطلق الحمام نحو الحرية.

الفيلم ألقى الضوء على ذوي الإعاقة، مقدماً رسالة تدعو إلى الاهتمام بهذه الفئة ودمجها في المجتمع، وقد لعب أدوار البطولة حبيب غلوم، ومرعي الحليان، ونيفين ماضي، وأحمد عبدالله، وصوفيا جواد، ومحمد الحمادي.

الجريدة الكويتية في

07/11/2011

 

متى تتحرر السينما التونسية من الإباحية؟

بقلم: يمينة حمدي  

الأفلام التونسية تحيد عن القضايا الهامة وتسوق لحالات شاذة لا تمت إلى الواقع بصلة، وتسيء لصورة المرأة والمجتمع.

أين السينما التونسية من الثورة ؟ سؤال ما زال يحيرنا حتى هذه الساعة ولا بد من طرحه للوقوف على أهم الإضافات التي تحققت لهذا المشهد الإبداعي الذي ظل لسنوات طويلة جدبا لم يشهد أي تطور أو إضافة، بل أوغل في استدعاء أفكار الآخر من خلال التركيز على مواضيع غربية لا تمت للواقع التونسي بصله وهدفها فقط الانخراط في المنظومة التجارية للسوق السينمائية العالمية حتى على حساب الذوق العام. لسنوات طويلة لم تشهد السينما التونسية أي التصاق لها بالواقع التونسي وبمشاغل الناس. وكانت جل الامتيازات المادية تغدقها وزارة الثقافة التونسية وبسخاء على أفلام العري والجنس والكبت حتى لكأن التونسيين لم يكن يشغلهم غير "نصفهم السفلي"، لكن الحقيقة أكبر من لحظات متعة أو جسد أنثوي عار، ان المجتمع كان يتخبط في مشاكل عصيبة لا حصر لها وأغلب فئاته تعاني في صمت، لكن إنارة الواقع وكشف المستور لم يكن يأخذ بزمامه رجالات السينما وتقريبا جل النخبة المثقفة.

والغريب أن جل المخرجين أصبح لا هم لهم إلا الجسد العاري وقضايا الجنس والخيانة الزوجية والعذرية التي يقحمونها في محل أو في غير محل وبمناسبة ودون مناسبة، وبرعت الفنانات التونسيات في مثل هذه الأدوار التي لا يمكن ان تمثل إلا شريحة شاذة من النساء التونسيات، والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه.

العديد من الفنانات التونسيات أعجبتهن لعبة العري والتعري لأنها الطريق الأقصر لتحقيق الشهرة، ولأن تحقيق النجومية يحتمل في غالب الأحيان تقديم الكثير من التنازلات، لذلك فالعديد من الأسماء استطاعت إلى حد الآن تحقيق نجاح لافت، لكن على حساب ماذا!.

ولاحقت الانتقادات الفنانات التونسيات ونعتهن بأبشع النعوت حتى ان الكثيرين تجرؤِوا على طرح سؤال قد يكون منطقيا، وهو لماذا لا يعول المخرجون المصريون على فتيات بلدهم لأداء تلك الأدوار، على الرغم من وجود الكثير من المصريات البارعات في تجسيدها؟ لكن أبدا السؤال غير منصف للمرأة التونسية التي لا تنحصر قيمتها في مجال الجنس أو العري، بل قيمتها تتجاوز ما نقلته السينما التونسية وانطبع في عقليات المجتمعات العربية والأجنبية بسبب الصورة المغلوطة الي مثلها فيها المخرجون التونسيون الذين انخرطوا في لعبة قد تكون مربحة مادية لكنها لعبة خاسرة لأنها ضربت علاقة السينما بالقيم الحضارية والدينية للمجتمع التونسي في العمق.

ربما بالأمس كان رواد الفن السابع في تونس يتحججون بتعلات الرقابة التي تجعل آفاق طرحهم للقضايا محدودة ومواضيعها مقيدة، وتوجيهات البوليس السياسي تمنعهم من اختراق المناطق المحظورة وتسطر لهم حدودا حمراء لا يمكن اختراقها، لكن اليوم بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني وبزوغ شمس الحرية على أرض تونس الخضراء آن الأوان للمبدعين الأكفاء بأن يصححوا تشويههم للتاريخ وأخطاءهم في حق المرأة وفي حق الأمة وفي حق أنفسهم أيضا، وينقلوا واقع المجتمع التونسي دون "رتوش". ويعيدوا رسم خريطة السينما الرواية النابعة من عمق الواقع التونسي ومن صلب قضاياه الاجتماعية، بعد أن انساقوا لعقود طويلة وراء أوهام بلاط النظام البائد وهلوستهم النرجسيّة وإغراءات الجسد المادية واشباع مكبوتاتهم الشبقية. حان الوقت للتصالح بين المبدع والمتفرج وقول الحقيقة بعيون ناقبة وفاحصة ونقل معالمها كما هي دون تجميل قد يشوه الواقع ويتنافى مع ما نريد .

ميدل إيست أنلاين في

07/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)