حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نال إعجاب مشاهديه في دبي.. ومخرجته تؤكد « لا جنسية للظلم »

« ثقافات المقاومة ».. رحلة وثائــقية من أجل العدالة

علا الشيخ - دبي

المخرجة البرازيلية من أصل كوري، إيارا لي، في فيلمها الوثائقي «ثقافات المقاومة» الذي عرض، الأربعاء الماضي، في غاليري ترافيك بدبي، للمرة الأولى، تؤكد ان السلام قرين العدالة، ولا سلام من دون تحقيق العدالة لشعوب العالم المقهورة. وقد تنقل الفيلم عبر مشاهده في مناطق عدة في العالم، مبيناً مسارات حركة الاحتجاج المرافقة لمسارات الظلم والاحتلال والفساد والقهر. وشملت تسجيلات المخرجة مختلف انحاء العالم من اميركا اللاتينية الى آسيا وافريقيا إلى الوطن العربي، ومناطق اخرى في الشرق الأوسط، اذ تناولت مشاهد من نضال الشعوب حول العالم، لنيل حريتها مروراً بالمناضلين للحفاظ على البيئة، وصولاً إلى نضال الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، اضافة الى حركة التحرر في ايران، تحت رسالة اقرب الى شعار توجهه الى العالم وهو «الانتصار للنضال من أجل السلام»، وان نتيجة النضالات تتمثل في تحقيق العدالة ثم السلام لشعوب الأرض.

فيلم «ثقافات المقاومة» الذي كان فيلم الافتتاح في مهرجان «قاوم» السينمائي الفلسطيني، في مدينة رام الله، أكتوبر الماضي، يؤكد أن الظلم ليس إثنياً أو عرقياً بل هو عالمي، في رسالة مفادها «لست وحدك المظلوم في هذه الأرض».

الفيلم الذي ينتهي بعبارة غاندي «كن أنت التغيير الذي ترغب في أن تراه في العالم»، حضره حشد من الجمهور والنقاد السينمائيين والصحافيين في دبي، نال اعجاب الحضور المتعدد الجنسيات، وقال معظمهم ان الفيلم وسع من آفاقهم تجاه قضايا انسانية وسياسية واقتصادية، خصوصاً ان الفيلم رصد جوانب للظلم في مناطق عدة في قارات العالم. وكانت المخرجة والناشطة إيار لي التي شاركت في اسطول الحرية لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، قالت ان الفيلم يؤكد عبر رسالته على النضال السلمي وحركة الشعوب وقوتها في التغيير، وتحقيق العدالة، والتخلص من الاحتلال والقهر، اذ اعتمدت المخرجة في كثير من مشاهد الفيلم على ما يقوله الناس العاديون الذين عبروا عن حلمهم بحياة كريمة وحرية وديمقراطية وعدالة.

ويشير عنوان الفيلم الى تعدد ثقافات المقاومة، ومن بينها المقاومة الثقافية التي تؤكد أن الإبداع احد اشكالها، وان السينما والفن التشكيلي والشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرح والغناء والرقص التعبيري، يمكن أن تكون ذخيرة اساسية في المعركة من أجل تحقيق العدالة، وهزيمة الظلم والظالمين.

وقال الناقد السينمائي الفلسطيني بشار ابراهيم لـ«الإمارات اليوم» بعد مشاهدته الفيلم، ان «الفيلم يؤكد تعددية اشكال المقاومة للاحتلال والظلم والقهر والتهجير القسري، الا انه استبعد المقاومة المسلحة، الا من إشارة على لسان احدى شخصيات الفيلم»، واضاف ان سؤال الطفل الفلسطيني «هل سنبقى لاجئين؟» جوهري ويلخص معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال الاسرائيلي الذي لايزال يواصل القتل والتهجير القسري والمطاردة وهدم البيوت وقطع اشجار الزيتون والحمضيات وتدمير مقومات الحياة للشعب الفلسطيني.

قيثارة بندقية

من إيران حيث أصبحت الكتابة على الجدران وموسيقى الراب أدوات لمحاربة القمع الحكومي للحريات، الى بورما حيث ثورة الرهبان الذين يعملون وفق رؤية غاندي في التغيير، والانتقال الى البرازيل حيث الموسيقيون وتحويل البنادق إلى قيثارات، الى سورية ليتحدث فنانون عن حلمهم بالحرية والديمقراطية والحياة الكريمة. وتنتهي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث التصوير والموسيقى والسينما، ثم الى فلسطين وجدار الفصل العنصري الاسرائيلي الذي يقطع المدن والقرى ويقتطع الأراضي الزراعية ويمزق البنية السكانية والاجتماعية والاقتصادية، ويفرق بين افراد العائلة الواحدة. لكن هذا الجدار العنصري اصبح للفلسطينيين والناشطين لوحاً كبيراً للرسم الغرافيتي والكتابة تنديداً بالظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، واصبح للجدار حكايات تروى وشهادات تدين القهر، وتؤكد ان الزوال مصير كل احتلال، وان الحياة اقوى من الظالمين.

قال مدير غاليري «ترافيك»، رامي فاروق «عندما سمعت عن الفيلم قررت ان آتي به ليعرض للمرة الأولى في دبي، رغبة مني في أن يشاهده اكبر عدد ممكن من الجمهور المتعدد الجنسيات». واكد نجاح العرض، خصوصاً ان القاعة اكتظت بجمهور متنوع. واضاف ان «الحضور كان متنوعاً والرسالة وصلت، فالفن هو السلاح النقي الذي يجمع قلوب الناس، وهذا ما اراده الفيلم في دعوته للعدالة بوصفها مقدمة للسلام»، مؤكدا «أنا شاهدت الفيلم مع الحضور، لأنني أردت أن أشعر بما يشعرون، فهناك اكثير من القضايا الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم، مع القضية المحورية، فلسطين، التي تعاني الاحتلال الغاشم».

اما اياد علي فقال بعد مشاهدته الفيلم ان «قضية المقاومة ليست مطلقة بل نسبية، وهي تخص كل الشعوب المقهورة»، مشيرا الى انه كان يفضل التركيز على قضية شعب واحد، من دون تفريعات متعددة، بما يشبه جولة حول العالم، اذ ان «الفيلم تناول قضايا لشعوب متعددة في سياق فيلم وثائقي واحد، سلط الضوء على لمحة او صورةمن كل قضية، لذلك جاء اقرب الى اجتزاء وثائقي لفيلم وثائقي»، مستدركاً «لكن الفيلم كان شاملاً عبر تسليط الضوء على القضايا العالمية».

المخرجة إيارا في فيلمها «ثقافات المقاومة» ارادت ان تعري الظلم عبر فصول او مسارات متعددة في الفيلم، مبينة ان الظلم واحد، وإن تعددت مناطقه او ضحاياه، اذ تعاني شعوب عدة غياب العدالة وطغيان «الظلم العالمي» الذي لا يقع على شعب او فئة او شريحة محددة. وتؤكد إيارا عبر مقولة الفيلم «لا جنسية للظلم، ولا جغرافيا محددة للقهر»، إذ إنها ترى «الألم الإنساني يوحد الشعوب، ويجعلها عائلة واحدة». كما ان الحلم بالحرية والعدالة والحياة الكريمة يجمع الشعوب في بيت واحد هو الأرض.

وقالت آنّا عبد «لم اتخيل أن اشاهد كل هذه الكمية من الظلم الذي تعيشه مدن في العالم بهذه الصورة»، مشيرة الى ان القضية التي تربت عليها هي «القضية الفلسطينية وهي الأساس والرمز في كل معاناة الظلم والحرمان، ولأن الصمت عليها عالمياً، فالصمت سيكون على القضايا الأخرى أكبر بكثير».

وأضافت بعد مشاهدة الفيلم «لم اتخيل أن أرى طقس الكتابة الفنية على الجدران في ايران، الذين يسمون انفسهم بـ(فئران طهران) وهم مجموعة من الفنانين ينتظرون الليل لطلاء الجدران في المدينة بعبارات ورسومات تعبر عن آرائهم التي لا يستطيعون البوح بها نهاراً».

ومن القصص التي رصدها الفيلم لشعراء من أجل السلام، وهم مجموعة يعيشون في ميدلين في كولومبيا، وهي مدينة شهيرة بالعنف وتجارة المخدرات، وقصة هذه المجموعة تعود الى عام 1991 عندما كانت شوارع ميدلين في أسوأ حالاتها، قرروا ان ينتجوا مهرجاناً باعتباره شكلاً من أشكال المقاومة ضد الظلم والإرهاب على أيدي عصابات المخدرات والشرطة المساندة لهم. وعلى مدى سنوات استقطب المهرجان أكثر من 1000 شاعر من 140 بلداً إلى كولومبيا. وفي عام 2006 حصل على جائزة المعيشة الحق، والمعروف على نطاق واسع باسم «جائزة نوبل للسلام البديلة».

فيلم للإنسانية

إيارا لي، التي منعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي من دخول فلسطين للمشاركة في افتتاح المهرجان السينمائي في رام الله، لمشاركتها على متن «اسطول الحرية» لفك الحصار على غزة، وتصويرها فيلماً عن المجزرة الإسرائيلية التي راح ضحيتها متضامنون عدة، تنقل المشاهد في رحلة لرصد أسباب الحرب والصراع. وتؤكد على دور الفن كونه سلاحاً، في خيط سردي يوفر لـ«ثقافات المقاومة» البوح وسرد حكايات شخصية، في محاولة للكشف عن التصدعات الكامنة وراء الصراعات الحديثة، والعمل على ترميمها من خلال مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات المختلفة والفاعلة من أجل تحقيق تغيير إيجابي ودائم.

ويصور الفيلم قصص التغيير وتجارب اناس عاديين ونشطاء دوليين، سواء كان ذلك من خلال العمل على نزع السلاح، ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل، ومنها السلاح النووي، من خلال المحاكم الدولية أو الجهود الدبلوماسية، والأهم عبر الثقافة والفنون، بهدف تحقيق العدالة والحرية والسلام.

سلوى قدومي، التي تأثرت كثيراً بالفيلم، قالت «بما انني انتمي الى فلسطين التي تعاني قديماً الاحتلال والظلم والقهر والحرمان، فمن الطبيعي ان أنحاز الى جميع الشعوب التي تطالب بالتحرر من الظلم»، واضافت «صدمت من المشاهد والقصص التي كشفها الفيلم الوثائقي للمخرجة إيارا، وعرفت اننا لسنا الوحيدين في هذا العالم الذي يمارس علينا الظلم».

في المقابل، قال حسن الذي لم يرغب في ذكر اسمه كاملاً «اعجبت بالفيلم كثيرا، ففيه الأمل في غد افضل من خلال موسيقى توحد قلوب البشر وتنمي السلام في داخلهم».

وشاركهم المشاعر منذر أحمد الذي أكد انه مع نظرية الفن من أجل التغيير، اذ ان «الفن غذاء الروح وموحد البشر»، مستذكراً ان في الحرب العالمية الثانية صادف عيد الميلاد، فاتفقت الكتائب المتنازعة على هدنة ليوم واحد، واكتشف الجنود المتحاربون في ذلك اليوم انهم يحبون نوع الموسيقى نفسها، حتى عندما انتهت المهلة ترددوا كثيرا في قتل بعضهم البعض».

ترحال

هل يمكن أن تكون الموسيقى والرقص سلاحين لتحقيق العدالة وتعزيز الوعي بقضايا الانسان؟ يجيب فيلم «ثقافات المقاومة» عن هذا السؤال، فبعد قرار الولايات المتحدة الأميركية احتلال العراق عام ،2003 بعد غزوه عسكرياً، بدأت إيارا لي ترصد عبر الكاميرا حكايات مؤلمة عبر ترحالها في القارات الخمس، اذ قابلت في أسفارها أناساً يريدون الحرية ويسعون لأجلها، منهم شعراء من أجل السلام، وكابويرا من البرازيل، ومتشددون في دلتا النيجر وفنانون ايرانيون يعبرون عن آرائهم واحلامهم بشعارات ورسوم على الجدران، وقادة للحركة النسائية في رواندا، ومخرجون لاجئون في لبنان، وفنانون في سورية يؤكدون دور الفن والأدب في التغيير، ومخادعو سياسة في الولايات المتحدة، وناشطون من السكان الأصليين في منطقة نهر شنجو، واسرائيليون ضد الاحتلال يناصرون القضية الفلسطينية، وفرق الـ«هيب هوب» من فلسطين، وغيرهم كثيرون ممن يروون حكاياتهم في مقاومة الظلم.

فيلم المخرجة إيارا لي «ثقافات المقاومة» الذي حاز جوائز عدة، يعتبر صرخة وثائقية في وجه الظلم في كل بقاع الأرض، وهو دعوة الى تعزيز اشكال متعددة من اجل تحقيق العدالة لشعوب عطشى اليها.

حول الفيلم

عرض غاليري «ترافيك» في دبي، فيلم المخرجة البرازيلية الكورية إيارا لي «ثقافات المقاومة» في 30 نوفمبر الماضي. وحسب مخرجته يأتي الفيلم «تكريما لجميع الشجعان في أنحاء العالم الذين كرسوا حياتهم، او فقدوها، من اجل تحقيق عالم من العدل والسلم والإنسانية».

افتتح الفيلم فعاليات مهرجان «قاوم» السينمائي، الذي نظمته الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية، في اكتوبر الماضي، في مدينة رام الله.

لم تتمكن المخرجة من حضور عرض فيلمها في فلسطين، اذ منعتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي من دخولها، بسبب وقوفها مع الشعب الفلسطيني ومناصرتها لحقوقه، ومشاركتها في «أسطول الحرية» من اجل كسر الحصار الاسرائيلي على غزة.

وجّهت المخرجة رسالة الى جمهورها الفلسطيني، ذكرت فيها «كلما سئلت من أين أنتِ؟ كنت أجيب دائماً أنني ولدت في البرازيل، لأبوين كوريين، لكن بقلب فلسطيني».

إيارا لي

إيارا لي مخرجة سينمائية وناشطة برازيلية من اصل كوري، تعمل على مجموعة متنوعة من المبادرات، وتجميعها تحت مظلة المقاومة الثقافية، وهي شبكة تجمع الفنانين والمنادين بالتغيير من مختلف أنحاء العالم.

بصفتها ناشطة، تعاونت مع حملات عدة من اجل العدالة والحياة، من بينها الحملة الدولية لحظر الذخائر العنقودية، ونيويورك الفيلهارمونية الرائدة في الموسيقى مقابل الدبلوماسية، اضافة الى مشروعات خلاقة لدعم المقاومة في فلسطين وايران ولبنان.

في مايو ،2010 شاركت إيارا على متن سفينة «مرمرة» في أسطول الحرية لكسر حصار غزة، وقد جرى هجوم على السفينة في المياه الدولية من قبل البحرية الإسرائيلية، واستطاعت إيارا ان تخفي أشرطة التصوير التي كانت شاهدة على المجزرة الاسرائيلية على متن السفينة.

تكرس ايارا جهودها لدعم المدنيين في غزة الذين كانوا ضحايا لجرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال محرقة «الرصاص المصبوب».

وتعد ايارا عضواً رئيساً في مجلس المستشارين في الجمعية الجغرافية الوطنية ومجموعة الأزمات الدولية، ومنظمة السلام الأخضر الدولية.

قالوا عن الفيلم

«الفرق بين وظيفة الفيلم من حيث تسليط الضوء على حركة السلام والدور الثقافي، هو انه ذهب الى جولة بانورامية حول العالم ليظهر مدى المعاناة التي تعيشها شعوب من حول العالم، ففلسطين، وهي العنوان الابرز كونها تعرضت لاحتلال وتهجير وسلب هوية وأرض، انتهت بسؤال الطفل (هل سنظل لاجئين؟). وهذا يؤكد أن الفيلم اراد اظهار أن كل شعب يبتدع طريقته في المقاومة، وقد حاول الفيلم جاهدا اقصاء المقاومة المسلحة». الناقد السينمائي الفلسطيني بشار ابراهيم

«في زمن الثورات يجب التمسك بالمقاومة روحاً، فللمقاومة أشكال كثيرة، ويكفي أن تقاوم ظروفك الصعبة، لتوصف بالمقاوم». مدير مهرجان «قاوم» السينمائي، الناقد يوسف الشايب

«المقاومة ليست بالضرورة أن تكون ضد شيء، بل يمكن أن تكون نهج حياة». رئيس الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية المخرج يوسف الديك

كليك

قالت المخرجة إيارا لي في حوار نشرته «الإمارات اليوم» ان فيلمها يحكي عن تعددية أشكال المقاومة، «نحتاج إلى شعراء من أجل السلام، وفنانين من أجل العدالة، وموسيقيين من أجل المساواة، ويجب استخدام الإبداع لدعم الحركات السلمية من أجل التضامن، والتحرك من أجل التغيير»، مؤكدة ان «المعاناة توحدنا، وتجعلنا نشعر بأننا شعب واحد في عالم واحد».

وأشارت إلى انها أنهت الفيلم بعبارة غاندي «كن أنت التغيير الذي ترغب في أن تراه في العالم»، لتبين أن الناس العاديين أساس في حركة التغيير، مضيفة ان «الربيع العربي للثورات، وما يحدث من احتجاجات في العالم على الظلم والقهر وغياب العدالة، مؤشران إلى أن الناس بدأوا يعون قدرتها على الإسهام في التغيير الفعلي».

الإمارات اليوم في

05/12/2011

 

 

تعليقاً على أخبار بمغادرة فنانين البلاد

نقيب الممثلين المصريين: «باقون حتى لو حكم «المتشدّدون»!

محمد حسن 

«الفن سيظل مهنة الفنانين المصريين .. منارة في الشرق .. أياً كان نظام الحكم وأياً كانت التغييرات السياسية». هذا ما يقوله نقيب المهن التمثيلية أشرف عبد الغفور رداً على ما يثار مؤخراً حول نية عدد من الفنانين المصريين الهجرة خارج البلاد، إما هرباً من حالة اللاستقرار، أو من صعود التيارات الإسلامية لحكم البلاد.

وكانت قد انتشرت مؤخراً بعض الأخبار في عدد من وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية، حول بدء هروب الفنانين المصريين الى خارج البلاد، بعد ظهور مؤشرات حول صعود التيارات الإسلامية لحكم البلاد. وقيل إن الفنانة سماح أنور هاجرت الى الكويت، وهي البلد التي قصدها أيضاً الفنان طلعت زكريا «هرباً»، بحسب البعض، ممن يعتبره من فلول النظام السابق، بسبب دفاعه عن الرئيس السابق حسني مبارك.

كما تردّدت أنباء عن نية فنانين آخرين لمغادرة البلاد، هرباً من تدهور أوضاع الفن بعد الثورة، وما تلاها من ظهور تيارات متشدّدة على الساحة.

«السفير» تحدّثت مع نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف عبد الغفور باعتباره مسؤولاً عن حماية الفن والفنانين في مصر، فأكد «أن حماية الفن والفنانين هي من أهم أولويات العمل النقابي. وقال: «لا أعرف لماذا سارت الأمور في هذا الاتجاه؟! لا ينبغي أبداً استباق الأحداث لعدد من الأسباب: أولها أن المرحلة الأولى لا تلخص كل الانتخابات، وبالتالي فصعود الإخوان المسلمين» في تلك المرحلة لا يعني أنهم أو السلفيين مثلاً سيشكلون أغلبية في البرلمان المقبل. ثانياً لم يصدر تصريح واحد عن تلك التيارات يوحي بتقليم أظافر الفن، بالعكس فالإخوان صرحوا بأنهم سيؤسسون شركة إنتاجية فنية لإنــتاج مسلسل وفيلم عن حياة حسن البنا من وجهة نظرهم، رداً على ما ذكره وحيد حامد في مسلسل «الجماعة».

أضاف: «لا أتصوّر أبداً أن الإخوان الذين انخرطوا في الحياة السياسية منذ عشرات السنين، ولهم باع طويل في الاستثمار والتجارة والصناعة، يتعاملون مع الفن بشكل رجعي. وبالتالي فكل ما يُقال حالياً من تلويح «بتحجيب الفن وتقليم أظافره»، هو عبارة عن افتراضات واستباق للأحداث. وقد يكون هؤلاء الناس براء من كل ما يُقال».

وعن موقف الفنانين من تطورات الحياة السياسية في مصر يقول عبد الغفور: «محدش هيسيب مصر من الفنانين، سماح أنور سافرت من أجل مهمة فنية وستعود، وكذلك طلعت زكريا. والفنان لديه أفق أوسع بكثير من أن يترك وطنه ويهاجر. وأياً كانت الحالة السياسية ونظام الحكم، فإن الفن المصري الحديث له ذاكرة عمرها أكثر من مئة عام. وإذا كان قد مرّ بفترة من التراجع فهذا مرتبط بتردّي حال المجتمع ككل. وحين يستردّ المجتمع عافيته سينعكس ذلك على الفن، لتعود لمصر الرائدة فنياً، وتصبح بحق «هوليوود الشرق».

ويستدرك بقوله: «وحتى لو وصلت تيارات متشددة إلى الحكم، وضيّقت الخناق على الفن، فلن يهرب الفنانون، بل سينتزعون بكل السبل حريتهم في التعبير، وحرية فنهم ما يعكس حال مجتمعهم».

السفير اللبنانية في

05/12/2011

 

عمّان على موعد مع الـ «كرامة» ـ 2

يزن الأشقر / عمّان 

جمهور عمّان على موعد مهم مع السينما، إذ تنطلق الليلة النسخة الثانية من «مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان» التي تستمر حتى 10 الجاري. يعدُّ المهرجان الأول من نوعه في العاصمة الأردنيّة، وتتولى تنظيمه مؤسسة «معمل 612»، بالتعاون مع «المركز الثقافي الملكي» حيث تعرض الأعمال المشاركة. بعد تجربته الأولى التي انطلقت العام الماضي، تَعِدُ النسخة الثانية من المهرجان بتشكيلة واسعة من العروض، إضافةً إلى أنشطة جانبية عديدة تأخذ من موضوع حقوق الإنسان منطلقاً أساسياً.

على قائمة العروض السينمائية 45 فيلماً. حفلة الافتتاح الرسمية عند السابعة مساء اليوم، ستكون مخصصة لافتتاح معرض «ضمير الفن»، إضافةً إلى عرض خاص لشريط اللبنانية نادين لبكي «وهلأ لوين؟». تبدأ العروض الجماهيرية غداً، إذ يعاد عرض الفيلم اللبناني، إلى جانب المصري «ميكروفون» لمخرجه أحمد عبد الله (2010). كما أنّ فرقة «مسار إجباري» المصرية التي يحكي عنها الشريط، ستحيي حفلةً موسيقية عند التاسعة مساءً.

على برنامج غد أيضاً، شريط المخرجة السويسرية آن ماري هالر الوثائقي «رنات العيدان» (2007) الذي يتناول قصة صانع العود الفلسطيني الياس جبران، وعائلته الموسيقية. الشريط الذي كتبته هالر مع ابنة إلياس الفنانة كاميليا جبران، يحكي قصة الموسيقى، وآلة العود، والتراث الموسيقي الفلسطيني، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ويعرض أيضاً فيلم المخرج التونسي رفيق عمراني «فلاقة» (2011) الذي يتناول الاعتصام الذي نظّم بعد سقوط نظام بن علي، للمطالبة بحلّ الحكومة وانتخاب مجلس شرعي.

كذلك يعرض الفيلم المغربي «ماجد» (2010؛7و8 /12) لنسيم عباسي الذي يحكي قصة اليتيم ماجد ابن العشرة أعوام، حين يستيقظ ذات يوم، غير قادر على تذكر وجوه والديه، فينطلق في رحلة إلى الدار البيضاء بحثاً عن ذكرياتهم. كما يعرض شريط اللبناني خليل زعرور «ملاكي» (2011؛7/12) الذي يتناول معاناة من خطف أبناؤهم خلال الحرب اللبنانية. وحول الموضوع نفسه، يعرض الفيلم الروائي الطويل «شتي يا دني» (2010؛ ٨/ ١٢) لبهيج حجيج.

من بين الأفلام المهمة الأخرى، يعرض الوثائقي الإيطالي Standing Army، لتوماس فازي، وإنريكو بارينتي (2010؛8/12)، ويتقصّى موضوع القواعد العسكرية الأميركية في مختلف العالم، ويشارك فيه المفكر الأميركي نوام تشومسكي. تزخر الدورة الثانية من «مهرجان كرامة» بأعمال ذات طابع سياسي، منها «ثقافات المقاومة» للأميركية لارا لي (2010؛9/12)، وKapitalism للروماني اليكساندرو سولومون (2010؛ 9/12)، وفيلم «الموجة الخضراء» (2010؛9/12) للألماني علي صمادي أحادي عن الثورة الخضراء في إيران. إضافةً إلى ذلك، يعرض من مصر الشريط الوثائقي «تحرير 2011»، من إخراج كل من إيتن أمين، وتامر عزت، وعمرو سلامة (2011؛10/12)... على أن يكون الختام بعرض شريط «أسماء» لعمرو سلامة الذي يتناول قصة مريضة إيدز.

يحمل برنامج «مهرجان كرامة» زخماً قوياً، واضعاً نفسه كحدث سينمائيّ مهم على الساحة الأردنية والعربية. لكن نلاحظ غياب الأفلام الأردنية التي تتناول مسائل حقوق الإنسان في الأردن. على أي حال، يبقى الموعد مميزاً لمحبي السينما، وفرصة لتبادل الآراء عن هذه القضايا المهمّة.

www.karamafestival.org

«مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان»: 7:00 مساء اليوم وحتى 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري ــــ «المركز الثقافي الملكي» (عمان/ الأردن).

الأخبار اللبنانية في

05/12/2011

 

بالأبعاد الثلاثة | حمى «تايتانيك»

يزن الأشقر  

لم ننتهِ بعد على ما يبدو من عقدة «تايتانيك». الفيلم الذي شغل العالم قبل أربعة عشر عاماً، سيعود إلى الصالات السينمائية بتقنية الأبعاد الثلاثة! كان مخرج الفيلم الأميركي جايمس كاميرون قد أعلن ذلك في مؤتمر صحافي عقده خلال معرض «سان دييغو كوميك ــ كون» عام 2009، ليجدد ذلك أخيراً في فيديو مصوّر جرى تناقله على يوتيوب. ووعد كاميرون بإطلاق العمل في نيسان (أبريل) 2012، ليترافق مع الذكرى المئوية لغرق الباخرة الشهيرة. كاميرون أعلن أنّه ستتاح للجمهور أيضاً مشاهدة الشريط بنسخة رقمية محسّنة، وأخرى على شاشات الـIMAX.

قصة الفيلم شهيرة بالطبع. حكى كاميرون الرحلة المشؤومة لباخرة «تايتانيك» وغرقها، مضيفاً إليها قصّة حب عابرة للطبقات بين روز (كيت وينسليت) الثرية، وجاك دوسون (ليوناردو دي كابريو) الرسام الفقير، الذي لحق برحلة على الدرجة الأخيرة، بحثاً عن حياة أفضل. تكاليف الفيلم الباهظة، أُنفِقَت على مؤثرات بصرية ضخمة، وظّفها كاميرون في شريط من 3 ساعات، ضامناً له نجاحاً جماهيرياً هائلاً. حقق الفيلم في يوم عرضه الأميركي الأول عام 1997، ما يقارب 9 ملايين دولار، وبقي في الصالات عشرة أشهر، محققاً رقم أرباح عالمياً ناهز الملياري دولار. انتشرت حمى «تايتانيك» عالمياً، حتى إنّ بعضهم شاهده عشرات المرات. كان الشريط الضخم أشبه بحلم هوليوودي يتحقق. توّج الفيلم بإحدى عشرة جائزة أوسكار وبقي يحمل لقب أكثر الأفلام التي حقّقت أرباحاً في تاريخ السينما، إلى أن أنجز كاميرون فيلمه Avatar عام 2009.

أطلقت «فوكس» الشركة المنتجة للفيلم، المقدمة الإعلانية للشريط المُحسَّن على صفحة الفيلم الرسمية على فايسبوك، بعدما بلغ عدد معجبي الفيلم على الصفحة عشرة ملايين شخص. يبدو أنّ النجاح الهائل الذي حقَّقه شريط كاميرون الأخير Avatar، بتوظيفه تقنية الـ 3D قد فتح المجال لاستثمار إضافي. عمل كاميرون على تحويل «تايتانيك» بنفسه إلى فيلم ثلاثي الأبعاد، واشتغل على ذلك مدة سنة تقريباً، وبكلفة تجاوزت 18 مليون دولار.

توظيف الأبعاد الثلاثة سيخدم الفيلم جمالياً من ناحية المشاهد البصرية البحرية، وهو ما يأمله محبو العمل، لكنّه لن يغيّر على الأرجح رأي من انتقدوا ضعف السيناريو والحوار عند الإصدار الأول، باعتباره محاولة غير ناجحة لتوظيف المؤثرات الهائلة التي اعتمدها كاميرون. يبقى السؤال الآن ما إذا كان الفيلم سيحقِّق الضجة ذاتها التي حقَّقها قبل عقد ونصف عقد، وسط أزمة اقتصادية عنيفة ترزح تحتها أميركا، وشركات الإنتاج.

الأخبار اللبنانية في

05/12/2011

 

«هوغو» مارتن سكورسيزي... ميلييس بالأبعاد الثلاثة

يزن الأشقر  

ها هو سينمائي آخر ينضم إلى قائمة مستخدمي تقنية الأبعاد الثلاثة. إنّه سينمائي نيويورك المخضرم، مارتن سكورسيزي، في آخر أعماله Hugo، يحاول اقتراح توظيف جديد لتقنية صارت تحظى بشعبيّة كبيرة. هل يتمكّن صاحب «سائق التاكسي» من استخدام التقنية بنحو مغاير للآخرين؟ الرهان هنا بالتأكيد على أسلوب سكورسيزي الإخراجي، وعلى التفاصيل التي يعرف تماماً كيف يعتني بها. لا يخلو الأمر من توظيف ثنائي للترفيه المضاعف، مرفقاً بسيناريو يُفترض أن يكون مقتبساً بعناية عن رواية الأميركي برايان سيلزنيك «اختراع هوغو كابريه».

صدر الكتاب عام 2007، وحظي بضجّة واسعة، ونال جوائز عديدة، وهو عبارة عن مزيج بين رواية وكتاب مصوّر. تدور الأحداث مطلع القرن العشرين، وبطلها هوغو (آسا بترفيلد)، وهو يتيم في الثانية عشرة، يعيش بين جدران محطة قطار باريسية. ورث هوغو مهنة تصليح الساعات عن أبيه (جود لو) الذي توفي قبل فترة قصيرة. يعيش الطفل على ما يستطيع سرقته من طعام، كما أنّه مهووس بآلة ذاتية التشغيل ــــ على شكل رجل يجلس على مكتب ويحمل قلماً مستعداً للكتابة ـــ اكتشفها والده أثناء عمله في المتحف. يحاول هوغو إعادة الحياة للآلة بمساعدة دفتر ملاحظات تركه له والده، وبضعة لعب يسرقها من بائع المحطة جورج (بن كينغسلي). تتطور الحكاية بعد أن يلقي جورج القبض على الطفل، وسط حبكة مثيرة مليئة بالألغاز.

اشترى سكورسيزي حقوق نقل الكتاب إلى الشاشة في العام نفسه الذي صدر فيه. واستغرق تصوير العمل في لندن سنة تقريباً. المثير في العمل أيضاً، اعتماده على سيرة أحد آباء الفن السابع، السينمائي جورج ميلييس (1861 ـــ 1938)، مصدر إلهام رئيسياً. عمل ميلييس فترة من حياته في متجر لعب، وفي محطة قطار باريسية، بعدما أفلست شركته، وأذاب الجيش الفرنسي معظم أشرطته. يوظف سكورسيزي هذا الأمر في شريطه كتيمة أساسية، للتعبير عن حب السينما أيضاً. وهذا ما أشاد به النقاد، مشيرين إلى أنّ السينمائي الأميركي، بحماسته للتقنية التي درسها جيداً قبل قراره استخدامها، نجح في تقديم اقتباس مميز للكتاب ضمن إخراج فيلم مشوّق وترفيهي، يصلح لمختلف الأعمار من دون الوقوع في فخ التسطيح.

مع اجتماع هذه العناصر المتعددة، من إخراج جيد، وسيناريو قادر على حمل الفيلم، وإبقائه على بعد مسافة مقبولة من خط السطحية، سيكون باستطاعة الجمهور الاستمتاع بشريط يحتفي بفن الحكاية والسينما معاً... وسيكون بمقدوره أيضاً اكتشاف سكورسيزي جديد، يبتعد قليلاً عن عوالمه المعتادة.

Hugo: ابتداءً من الخميس 8 الجاري. «غراند كونكورد» (01/343143)؛ «سينما سيتي»؛ «أمبير سوديكو» (1269)

الأخبار اللبنانية في

05/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)