حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

صورة النواب على الشاشة سوداء غالباً.. بيضاء أحياناً

إذا كانت مصر تعيش حالياً امتحاناً بالغ الأهمية فى الديمقراطية بعد أن عرف الشعب بكل طوائفه معنى الحرية عقب ثورة ٢٥ يناير، فإن الدراما سواء فى السينما أو التليفزيون اعتادت على تناول صورة المرشحين ونواب البرلمان بشكل فيه كثير من النقد وأظهرتهم فى أغلب الأعمال بشكل سلبى.

وكما كانت السينما المصرية منذ نشأتها ذاكرة للأمة، فإن الشاشة الفضية قدمت عبر سنوات طويلة أفلاماً تكشف عن نماذج مختلفة من المرشحين والنواب، ففى رائعة وحيد حامد وشريف عرفة «طيور الظلام» يقف عادل إمام المحامى الوصولى إلى جانب الوزير الفاسد فى انتخابات مجلس الشعب ويساعده على النجاح عن طريق صفقات لا تخلو من الشبهات، وفى «عمارة يعقوبيان» تقدم السينما المصرية نموذجاً أكثر إثارة للجدل من خلال شخصية كمال الفولى الوزير فى النظام السابق، والذى يتقاضى ملايين من الراغبين فى الترشح على قائمة الحزب الحاكم لكى يرشحهم على قائمته، وبعد عرض الفيلم أشارت أصابع الاتهام إلى أحد رموز النظام السابق بأنه هو المقصود، خاصة أنه كان مسؤولا عن اختيار المرشحين فى الحزب الوطنى المنحل.

وظلت السينما المصرية تلجأ إلى السخرية فى تعاملها مع المرشحين والنواب، فقدم عادل إمام فيلمه الشهير «الجردل والكنكة» إخراج نادر جلال، وكشف من خلاله عن مهازل عديدة تحدث قبل عملية الاقتراع، وكشف عادل إمام أيضاً عن نوعية أخرى من النواب الذين لا يعرفون شيئاً عن هموم الشعب فى فيلمه «مرجان أحمد مرجان»، وعلى نفس النهج من السخرية جاء فيلم «زواج بقرار جمهورى» للمؤلف محسن الجلاد والمخرج خالد يوسف، حيث قدم عضو مجلس الشعب فى صورة كاريكاتورية، فهذا الرجل لم يكن يظهر إلا فى وقت الانتخابات ولا يهمه سوى مصلحته الشخصية وبشكل ساخر أيضاً قدمت السينما نماذج مختلفة للنواب فى فيلم «النوم فى العسل» فهم لا يريدون الاعتراف بالمشاكل الموجودة فى الواقع لأنهم غير قادرين على مواجهتها، وبعيداً عن الكوميديا تناولت السينما كذلك النواب الفاسدين فى فيلم «الجزيرة»، حيث ظهر عضو مجلس الشعب فى شكل أشبه بالموظف لدى تجار المخدرات.

لكن على العكس من هذه الأفلام تناول المخرج محمد راضى عضو مجلس الشعب فى فيلمه «موعد مع الرئيس» بطولة إلهام شاهين والتى قدمت نموذجاً للنائب المحترم الذى يقف بجوار أهل دائرته فى مشاكلهم حتى لو تطلب الأمر مقابلة رئيس الجمهورية.

وفى الدراما التليفزيونية لم يكن المرشحون والنواب أسعد حظاً من السينما، فكثيرا ما قدمتهم فى صورة الفاسدين والوصوليين المتطلعين إلى السلطة مهما كلفهم ذلك، ففى مسلسل «حدائق الشيطان» للمؤلف محمد صفاء عامر والمخرج إسماعيل عبدالحافظ كان عضو مجلس الشعب الذى قام بدوره محمود الحدينى تاجر مخدرات ويستخدم الحصانة فى حماية تجارته غير المشروعة، وفى مسلسل «أفراح إبليس» قدم صفاء عامر أيضا نموذجاً سلبياً لعضو مجلس الشعب، كما ظهر صلاح عبدالله فى شخصية النائب الفاسد الذى يسعى للاحتفاظ بكرسى البرلمان فى مسلسل «سكة الهلالى» مع يحيى الفخرانى والمخرج محمد فاضل وحتى النموذج الذى كان يبدو صالحا وجسده الفخرانى، عندما أراد الوصول إلى الكرسى تبين أنه مزور.

وكما أنصفت إلهام شاهين نواب الشعب فى السينما أنصفتهم أيضا فى الدراما التليفزيونية، حيث قدمت شخصية النائبة الشريفة مرتين الأولى فى مسلسل «البرارى والحامول» وجسدت شخصية زاهية المرأة البسيطة التى تسعى لخدمة أهالى دائرتها من البسطاء والثانية فى مسلسل «مسألة مبدأ» وقدمت شخصية أستاذة الجامعة التى تدخل البرلمان بحثا عن تحقيق العدالة.

«المصرى اليوم» تسعى للكشف عن أسباب تناول الدراما سواء فى السينما أو التليفزيون صورة النائب بشكل سلبى فى أغلب الأحيان حتى فى ظل سطوة النظام السابق الذى كان يسيطر على أغلب مقاعد البرلمان.

خالد يوسف : السينمائيون كانوا يمارسون نوعاً من «الفضفضة»

المخرج خالد يوسف قال: الدراما اعتادت على تقديم هذه النماذج لأنها تمثل الواقع، خاصة أن ٩٠% من النواب كانوا بالفعل بهذا الشكل، والسينما رغما عنها تجد نفسها أمام نواب تم انتخابهم على أساس أنهم نواب خدمات، وبالطبع لا يظهرون إلا بعد خمس سنوات لأنهم لم يفعلوا شيئا ليس بسبب انشغالهم عن دوائرهم ولكن بسبب عجزهم، والدراما فى النهاية تعبر عن الواقع، والنواب الحقيقيون مثل محمد البدرشينى وممتاز نصار وكمال أحمد وكمال أبوعيطة كانوا مجرد استثناءات.

وأضاف خالد: أعتقد أن الدراما لم تظلم النواب، لأن شخصياتهم كانت تظهر فى أغلب الأعمال بشكل ثانوى، ولو كانت من صلب العمل كان من الممكن أن تتحدث عن عجزهم الناتج عن الفساد المسيطر على كل مؤسسات الدولة.

وأشار خالد يوسف إلى أن السينمائيين كانوا يمارسون «الفضفضة» من خلال تقديمهم هذه الشخصيات لأنه لم يكن ممكنا انتقاد رئيس الدولة، موضحا أن صورة النواب على الشاشة ستتغير بعد الثورة، لأن الواقع كله تغير، ومصر على أعتاب مناخ جديد بصرف النظر عن الانتخابات الحالية التى تأتى فى فترة ارتباك شديدة لكن الانتخابات المقبلة ربما تكون أفضل.

حمدى أحمد: لا أستطيع تقديم المزور على أنه شريف

الفنان حمدى أحمد قال: عندما كنت عضوا فى مجلس الشعب قلت للنواب «لو نشرت إعلاناً فى الصحف لكى أجمع ٤٤٤ شخصاً قذراً مثلكم فلن أجد، والفن غير الإعلام لأنه يُبنى على موقف نقدى ولا يهلل مثل بعض وسائل الإعلام التى قد تجامل الحكومة».

وأضاف «أنحاز دائما لموقف الأغلبية غير الراضية عن المجالس النيابية لأنها جاءت بالتزوير ولا أستطيع أن أقدم شخصاً مزوراً على أنه شخص شريف، فالأغلبية فى مجلس الشعب كانت سيئة واستمرأت هذا السوء فى كل تصرفاتها، وأنا شخصيا عندما كنت نائبا ساهمت فى فصل ٦ أعضاء من الحزب الوطنى لأنهم تجار مخدرات، وهم نجحوا فى الأساس بالتزوير وكانوا يدفعون الملايين فى عز (الرخص)، فتلك كانت الحقيقة والفن لم يسئ للنواب ولم يقدم صورتهم بشكل خاطئ، ولكن للأسف هذا هو الواقع الذى عشناه».

جورجيت قللينى: أغلب الأعمال ظلمت النواب

الدكتورة جورجيت قللينى، عضوة مجلس الشعب السابقة، قالت: أغلب الأعمال الدرامية قدمت صورة سيئة لأعضاء مجلس الشعب باستثناء نماذج قليلة قدمت المرأة النائبة بشكل جيد، وأذكر أننى كنت أشاهد فيلم «جاءنا البيان التالى» لمحمد هنيدى وحتى منتصف الفيلم كان دور عضو مجلس الشعب رائعا فاستبشرت خيراً، لكن أولادى طلبوا منى الانتظار، وقالوا لى «إنتى لسه ماشفتيش حاجة» حيث سيظهر فساده فيما بعد.

وأضافت جورجيت: أعتقد أنه كان هناك نوع من التنفيس من خلال انتقاد بعض السلطات عبر وسائل الإعلام والأعمال الدرامية، للتعبير عن الغضب من الدولة، وأعترف بأنه كانت هناك نسبة كبيرة من النواب تنطبق عليهم تلك الصورة، ولكن ليست بنسبة ١٠٠%، وأكثر السلطات التى كان ينطبق عليها مبدأ «التنفيس» مجلس الشعب، فضلا عن بعض الأفلام، التى تعرضت لفساد الوزراء مثل فيلم «معالى الوزير» لأحمد زكى.

وأشارت إلى أنها كانت تشعر فى بعض الأحيان بنوع من الضيق من تلك الصورة المشوهة، لأن من يرتكب خطأ يسلط عليه الضوء، ويعتبر سلعة رائجة للإعلام، بينما كانت هناك نماذج جيدة لا يعرفها أحد تتفانى فى خدمة دوائرها، موضحة أن المؤلفين كانوا سيعتبرون أكثر موضوعية لو قدموا النماذج الجيدة، لأن كل مكان فيه الجيد والردىء. وشددت جورجيت على أن النواب تعرضوا لظلم شديد على الشاشة، وكان هذا يؤثر سلباً على من يحترم نفسه منهم وعلى أسرهما مؤكدة أن الصورة ستختلف من حيث الشكل بعد الثورة، وإن كانت النماذج الجيدة لن تعرف طريقها إلى الأفلام والمسلسلات لأنها غير مطلوبة تجاريا.

طارق الشناوى: العناصر الإيجابية قليلة الجاذبية

الناقد طارق الشناوى قال: فى كل دول العالم دائما الجانب السلبى فى المجتمع هو الذى يستوقف المبدع التليفزيونى أو السينمائى، وفى الفترة الماضية كان البلد كله غارقا فى الفساد الذى كان ممثلا فى الحزب الوطنى، فكل أعضائه اختبأوا فى الحصانة وهذه الحقائق من الواجب تقديمها.

وأضاف الشناوى: فى فيلم «عمارة يعقوبيان» شاهدنا صورة النائب الفاسد «كمال الفولى» الذى اعتبره البعض رمزا لوزير راحل، وفى الفيلم قال جملة مهمة وهى أنه يقتسم المبالغ التى يدفعها المرشحون للحزب مع آخرين والمقصود بهم بالطبع رئيس الدولة وبقية رموز النظام السابق، وإذا راجعنا تاريخ الدراما فسنكتشف أن الكلام عن العناصر الفاسدة أكثر من الكلام عن العناصر الإيجابية لأن الجاذبية فى العنصر الإيجابى أقل، والمتلقى دائما يريد رؤية شخصيات مسكوت عنها فى الحقيقة.

واستبعد طارق الشناوى حدوث تغيير فى تناول النواب على الشاشة موضحا أن نسبة الفساد ستقل لكن الصورة الإيجابية لن ترى النور إلا إذا كانت من خلال بطولة مطلقة.

نادر جلال: «الجردل والكنكة» مجرد سخرية من مهازل الانتخابات

المخرج نادر جلال قال: عندما تناولت أعضاء مجلس الشعب فى فيلم «الجردل والكنكة» كانت السخرية من عملية الترشيح والانتخابات والمهازل التى تحدث فيها بشكل عام، وليس من النواب فقط، لأن الانتخابات كانت مزورة والمرشحين كانوا ينجحون بالرشاوى، وفى الفيلم كانت هناك شخصيات شريرة هى التى فازت فى الانتخابات، وهذا ليس نوعا من النقد ولكننا أردنا أن نقول إنه حتى لو كان هناك بعض الأشخاص الصالحين فإن الأغلبية الموجودة فاسدة.

وأضاف: أغلبية النواب كانوا يستغلون مناصبهم من خلال الحصانة التى يسعون إليها باستماتة، وأكبر دليل على ذلك أن ما تناولناه فى الدراما هو ما حدث فى الواقع من قيام ثورة ٢٥ يناير التى قامت فى الأساس لمحاربة الفساد الذى استفحل فى كل رموز الحكم، سواء كانوا نواباً أو غيرهم كما أنه كان من المستحيل الدفاع عن النواب فى الدراما ومعظمهم فاسدون، ونحن حاولنا إظهار هذا الفساد من خلال حدوتة بسيطة بشكل كوميدى لنهرب من تدخلات الرقابة ولكن المعنى كان واضحا. وأشار نادر جلال إلى أن صورة النواب فى الدراما لن تتغير بعد ثورة ٢٥ يناير، لأن الفن لا يتغير بتغير السياسة ولكن بتغير الواقع، موضحا أنه لو جاء نواب صالحون فبالتأكيد ستتحدث عنهم الدراما بشكل جيد، سواء فى الأفلام أو المسلسلات.

محمد صفاء عامر: قدمت نموذجاً مشرفاً فى «جسر الخطر»

المؤلف محمد صفاء عامر قال: قدمت نموذجاً مشرفاً للنواب فى مسلسل «جسر الخطر»، ولكننى تناولته بشكل آخر فى مسلسلى «مسألة مبدأ» و«حدائق الشيطان»، ففى «مسألة مبدأ» كان النائب تاجر سلاح، وفى «حدائق الشيطان» كان تاجر مخدرات لأن الواقع كان سلبياً، ومجلس الشعب اشتهر بنواب الكيف وتجار المخدرات والدم الفاسد ونواب سميحة. وأضاف عامر: أغلب النواب كانوا يحتمون بالحصانة ويستغلونها بشكل سيئ، وإن كانت هناك قلة قليلة جداً تمثل الجزء الجيد والجانب الإيجابى، وقدمتهم فى مسلسل «جسر الخطر»، وهذا المسلسل تمت مناقشته فى مجلس الشعب الذى وجه أعضاؤه الشكر لوزير الإعلام وقتها، ولكن لكى نصدق الدراما لابد أن تنقل الواقع وللأسف فى الواقع كان العنصر السلبى فوق العنصر الإيجابى بمراحل.

ماجدة موريس: القاعدة الدرامية تقول «اكتب عما تعرف»

الناقدة ماجدة موريس قالت: هناك قاعدة فى الدراما تقال لمن يتعلم الكتابة وهى «اكتب عما تعرف»، ونحن منذ ٦٠ عاما بدون حياة ديمقراطية منها ٣٠ عاما عشناها فى ظل الفساد والتزوير، إذن هذا هو النموذج السائد فى المجتمع، ولو كتب مؤلفو الدراما غير ذلك فسيواجهون اتهامات بالنفاق من جانب الجمهور والنقاد، ففى بحر الفساد الذى كنا نعيش فيه كان النواب هم الأسماك وممارساتهم دائما سلبية، وما يعطى للدراما شرفها هو أن تتكلم كما هو الواقع.

وأضافت ماجدة: بعض الصحفيين بالصحف القومية كانوا يكتبون عن الشكاوى التى تصلهم من النواب من كثرة انتقادهم فى الأفلام والمسلسلات ولكن تظل الكتابة إبداعا فرديا ولن نستطيع أن نحدده لأى شخص أو نبنى له ملامح الشخصية والحدث الذى يتناوله.

محسن الجلاد: تغيير الصورة مرتبط بتغيير الشعب

المؤلف محسن الجلاد قال: منذ ثورة يوليو عام ١٩٥٢ وحتى الآن ونحن نعيش فى فساد سياسى، فقبل ثورة يوليو كان لدينا نواب بمعنى الكلمة ولكن للآسف طوال حياتى لم أسمع عن نائب يأخذ درجة متوسط، فكلهم سيئيون ولا أستثنى منهم أحدا سواء كان من المعارضة أو الحكومة، فكلهم كانوا يلعبون سياسة وقذارة لمصلحتهم الشخصية، والذى لم يلجأ لمثل هذه الأساليب كان يسعى لمجد شخصى.

وأضاف: عضو مجلس الشعب عندنا يختلف مثلا عن عضو الكونجرس الأمريكى، وبعض المرشحين كانوا ينفقون الملايين لكى يحصلوا على كرسى البرلمان، وأغلبهم «أرزقية» وكلنا نعرف تاريخهم.

وأوضح الجلاد أن الصورة التى قدمتها الدراما للنواب هى التى كانت موجودة بالواقع، ولكى تتغير هذه الصورة لابد أن نتغير كشعب لأن الفساد كان منتشرا فى الحكومة والشعب، مشيرا إلى أنه تم استئصال رأس النظام ولكن الجسد مازال موجودا لأن المناخ كله كان غارقا فى الفساد.

إسماعيل عبدالحافظ: الواقع كان أسوأ

المخرج إسماعيل عبدالحافظ قال: الواقع كان كذلك وأسوأ، فهؤلاء النواب كانوا يستغلون نفوذهم فى أشياء سلبية جدا وأنفقوا الملايين للفوز بتلك المناصب تحت شعار خدمة الشعب، وفى الحقيقة كان يحدث عكس ذلك، فكل منهم كان ينفق مليون جنيه لكى يربح ملايين الجنيهات، وهدفهم الحقيقى واضح ومفهوم، وفى ظل هذه الأوضاع كان من الصعب أن نجد وسط هؤلاء النواب من هو مهموما بأهل دائرته أو يقدم إنجازات للشباب، لذلك كانت تظهر صورتهم فى الدراما سواء فى السينما أو التليفزيون بشكل يحاكى الواقع.

وقال عبدالحافظ: أنا مؤمن بأن الثورة ستؤتى ثمارها خلال خمس سنوات، وبناء مجتمع ديمقراطى مسألة ليست سهلة ولو وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح سنرى صورا إيجابية فى مختلف المجالات وليس للنواب فقط وبالتأكيد التطور الديمقراطى سينعكس على الدراما التى تعكس إيجابيات وسلبيات المجتمع.

محمد فاضل: لو كانت الدراما كاذبة ما سقط النظام

المخرج محمد فاضل قال: الفن سيظل صورة للواقع، وصورة النواب التى ظهرت على الشاشة حقيقية، ولا يوجد شك فيها، وما حدث من ثورة على الفساد دليل ذلك، ولو كانت صورة النواب فى البرلمانات السابقة خلاف ما تقدمه الدراما ما كان النظام قد سقط، وإذا كانت هناك قلة تحاول تمثيل الشعب، فإن الأغلبية كانت تدخل المجلس من باب الوجاهة والحصول على الحصانة، وتحقيق المكاسب الشخصية، لذلك كان منطقياً أن تطغى الصورة السلبية على عضو البرلمان سواء فى الأفلام أو المسلسلات. وأضاف فاضل: أعتقد أن الصورة ستتغير إلى حد ما بعد الثورة، وهذه النقلة ستستغرق حوالى ٤ سنوات، وإن كان هذا التغيير سيظل محدوداً، لأنه تم السماح للكثير من النواب السابقين بترشيح أنفسهم بحجة العائلات والأسماء الكبيرة.

المصري اليوم في

03/12/2011

 

 

أفلام الكرتون تزرع الخوف في نفوس الجيل الجديد

بقلم: رضاب فيصل 

الوحوش والكائنات الغريبة التي يشاهدها طفل اليوم في البرامج التلفزيونية والألعاب الإلكترونية قادرة على إفزاعه وعلى جعله طفلاً يهاب الآخر.

يحتاج الطفل إلى التسلية حتى يستطيع النمو ومتابعة حياته بشكل أفضل، وللتسلية أنواع كثيرة يختار منها ما يناسبه أو ما هو متوفر لديه منها. ومع التطور الحياتي تطورت أنواع التسلية من سنة إلى سنة ومن جيل إلى آخر، حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من هذا التطور التكنولوجي الهائل.

لذا من النادر أن تدخل اليوم إلى منزل لعائلة دون أن ترى جهاز الكمبيوتر في إحدى الغرف، بينما ومنذ عشر سنوات تقريباً كانت التسلية تقتصر على اللعب مع الأولاد والأقارب في الحارة ومشاهدة أفلام كرتون لمدة ساعة واحدة تقريباً، باعتبار أن القنوات المتخصصة في أفلام كرتون لم تكن قد وجدت بعد.

وإذا ما عدنا إلى الوراء قليلاً لنبحث في نوع أفلام الكرتون التي كانت تُقدم للأطفال، سنجدها تحكي عن قصص واقعية في غالبيتها، وشخصياتها بشرٌ بكل ما تعنيه الكلمة من مشاعر ورغبات وأخطاء وأفعال، حيث تقوم هذه الشخصيات بحلّ مأزق إنساني اجتماعي وأحياناً سياسي كما في مسلسل الكرتون "الليدي أوسكار". وتعيش شخصيات ذلك الزمن صراعاً بين الواجب والعاطفة في ظل حبكةٍ قويّة تشد الكبير قبل الصغير. فقصة "ريمي" و"صاحب الظل الطويل" وغيرها الكثير التي لطالما جلس جميع أفراد العائلة لمشاهدتها تحلل أحداثها وتستمتع بما يجري.

أما اليوم فأفلام الكرتون قد تحولت جذرياً من الشكل البشري إلى الشكل الآلي أو الشكل الغريب غير المعروف ما هو تماماً. وأحداثها تفتقد نوعاً ما إلى العلاقات الإنسانية وتركز على المغامرات والملاحقات فقط، ضمن محيط فضائي أشبه بالعالم المخيف.

وعند المقارنة بين الجيل القديم والجيل الجديد، نرى الفرق الكبير في النمط المعيشي والحياتي. فالجيل القديم أكثر حميميةً بعلاقاته الاجتماعية والحياتية، أما أطفال اليوم فتغلب عليهم العزلة على جهاز الكمبيوتر أو أمام إحدى القنوات الخاصة بأفلام الكرتون والتي تبث 24 ساعة.

فالوحوش والكائنات الغريبة التي يشاهدها طفل اليوم في البرامج التلفزيونية والألعاب الإلكترونية قادرة على إفزاعه وعلى جعله طفلاً يهاب الآخر. ويخشى أن يخوض حديث سليم مع أيٍ كان. لتبعده عن عالمه الحقيقي بشخصياتها المفزعة وتضعه في عالمٍ لا ينتمي إلى الحقيقة أبداً.

ولأن الطفل أكثر تفاعلاً واندماجاً بالحياة، فعلينا أولاً أن ندفعه إلى النزول إلى الحي أو أي مكان يؤمن له الاختلاط الاجتماعي، وأن نحدد له أيام وساعات جلوسه على الكمبيوتر، وتعليمه أن لهذا الجهاز فوائد كثيرة يستطيع الاستفادة منها غير اللعب والتسلية.

ميدل إيست أنلاين في

03/12/2011

 

 

حكايات تونسية يختبر سقف الحرية في تونس الجديدة

ميدل ايست أونلاين/ تونس 

الفيلم السينمائي الطويل للمخرجة التونسية ندى المازني حفيظ يكسر حاجز الرقابة ويرى النور بعد جدل أثارته مشاهده الإباحية.

حصل "حكايات تونسية" أول فيلم سينمائي طويل للمخرجة التونسية ندى المازني حفيظ أخيراً على تأشيرة العرض الأول للصحافيين، بعد الجدل الذي أثاره مقطع فيديو يلخص محتواه ويحتوي على مشاهد ساخنة، عرض على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، واعتبرها الكثيرون خارجة عن العادات والتقاليد التونسية.

وراجت عديد الإشاعات حول الفيلم مفادها أنه لن يرى النور بسبب تلك المقاطع الإباحية وأن وزارة الثقافة التونسية لن تمنحه تأشيرة العرض التجاري.

لكن وزارة الثقافة أكدت تعقيبا على ما راج في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام حول رفضها منح تأشيرة العرض التجاري لفيلم المخرجة ندى حفيظ، أنها لم تتلق أي طلب من أي موزع للحصول على تأشيرة استغلال تجاري لهذا الفيلم.

ونفت المخرجة ندى حفيظ ما قالته وزير الثقافة، مؤكدة لإذاعة "شمس أف أم" أنها "تقدمت بطلب في الغرض، لكنها لم تتحصل لا على التأشيرة ولا على الدعم المادي، للمساعدة في تغطية مصاريف الإنتاج".

ومن جانبها أوضحت وزارة في بلاغ لها أن تأشيرة الاستغلال التجاري تمنح لموزع مرخص له بناء على طلبه منه بعد الاستظهار بعقد التوزيع وبعد تعمير ملف يستخرج من إدارة السينما حسب ما هو معمول به طبقا للنصوص المنظمة للقطاع.

وأضاف البلاغ أن الإدارة لم تتصل بطلب التأشيرة لعرض الفيلم في القاعات التجارية ولا يمكن بالتالي ان تمنح تأشيرة لفيلم لم يقم موزعه بإيداع مطلب في الغرض.

وأردفت الوزارة أنها مكنت منظمي أيام السينما الأوروبية من رخصة عرض خاصة لهذا الفيلم بناء على طلبهم وهي رخصة محددة في الزمان والمكان ولا تخول عرض الفيلم في المسلك التجاري حسب النصوص الجاري بها العمل.

وقالت مخرجة الفيلم ندى المازني حفيظ في الندوة الصحفية التي تلت العرض الأول للفيلم "اردت نقل صورة معينة عن الواقع التونسي برؤية سينمائية تستجيب للمتطلبات الجمالية من حيث النص والتصوير".

وافادت المخرجة للوكالة التونسية الرسمية "وات" ان الفيلم يمثل رؤية شخصية من خلال تركيز عدسة الكاميرا على تصوير نمط حياة فئة معينة من المجتمع التونسي وهي الفئة المرفهة، مع إقحام بعض المشاهد لصورة المواطن التونسي من فئة ضعاف الحال، مشيرة الى أنها حاولت إبراز الفوارق المجحفة بين "من يملكون" و"من لا يملكون".

وتقوم بنية الخطاب السينمائي في فيلم "حكايات تونسية" على المراوحة بين الطابع الروائي والنمط الوثائقي، حيث حضر صوت الراوي وجاءت مشاهده مصورة بطريقة الكاميرا المحمولة وهي على حد قول المخرجة "أسلوبها الخاص في العمل السينمائي".

وتدور أحداث الفيلم حول قصة ثلاث فتيات من وسط اجتماعي مرفه تجمعهن الصداقة، لكن لكل منهن طموحاتها ونظرتها الخاصة للحياة.

وتكتشف شخصية "شمش" التي تقمصتها عازفة الكمان ياسمين عزيز خيانة خطيبها وتدخل في حالة خيبة عاطفية، اما شخصية "صابرين" التي تجسدها الممثلة مرام بن عزيزة، فهي تعيش حالة تمزق بين رغبة عائلتها في تزويجها وصورة فارس أحلامها، في حين تمثل شخصية "ايناس" التي تؤديها الممثلة شاكرة الرماح أنموذج المرأة المطلقة التي تجدد عزوبيتها بالإقبال على الحياة بكل حرية ودون اية حواجز.

كل هذه الشخصيات وغيرها وظفتها المخرجة في هذا العمل السينمائي لتعكس حالة الضياع النفسي التي تعيشها في تفاعلها مع المجتمع وفي بحثها عن ذاتها و هويتها وتوازنها.

ويذكر ان المخرجة ندى المازني حفيظ أقامت في عدة بلدان عربية وأوروبية بحكم انتمائها إلى عائلة دبلوماسية ودرست فن السينما بكندا وقامت بإعداد أشرطة قصيرة روائية ووثائقية وعادت لتعيش في تونس منذ سنة 2009.

ميدل إيست أنلاين في

03/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)