حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«نادين لبكي» في مصر رابع مرة

«هلأ لوين» من بيروت إلى القاهرة

القاهرة: طارق الشناوي

من المنتظر أن تفسح السينما المصرية في منتصف هذا الشهر للفيلم اللبناني «هلأ لوين» 7 شاشات لعرضه تجاريا، بعد النجاح الجماهيري والنقدي للفيلم الذي حققه؛ سواء داخل أو خارج لبنان، وذلك منذ أن انطلق في مهرجان «كان» في قسم «نظرة ما» في شهر مايو (أيار) الماضي.

شركة التوزيع المصرية تستعد هذه الأيام لعرضه على الرقابة للحصول على الموافقة، وعلى الرغم من أنه من الممكن أن يصطدم بالقواعد الرقابية الصارمة في مصر، مع تصاعد مؤشر المحاذير الدينية وتنامي قوة التيار الديني، خاصة بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، فإن العقبة الأشد صعوبة هي أن ينجح في الوصول إلى مشاعر الجمهور المصري، الذي لم يألف حتى الآن الإقبال على الأفلام العربية غير الناطقة باللهجة المصرية، وهو مأزق كانت ولا تزال الأفلام العربية على اختلاف بلدانها تواجهه.

فيلم «هلأ لوين» حقق نجاحا ضخما مع الجمهور اللبناني، وتنقل في دور العرض بنجاح كبير في سوريا والإمارات والأردن والكويت والبحرين وسلطنة عمان والمغرب وتونس والجزائر.. منذ ذلك الحين وهو يلقى إقبالا جماهيريا في العالم العربي.

مصر تظل محطة تشكل تحديا هاما للفيلم، ربما يعتقد البعض أن اللهجة اللبنانية قد تصبح هي المأزق، إلا أن السؤال لماذا حققت أغنيات الفيديو كليب التي أخرجت بعضها مثلا «نادين لبكي» للمطربة «نانسي عجرم» وغيرها نجاحا جماهيريا ضخما مع الجمهور المصري، حتى تلك التي غنتها «نانسي» باللهجة اللبنانية؟.. لم تمثل أبدا اللهجة عائقا في تقبل الأغنيات، والتاريخ المصري حافل بأغنيات لبنانية رددها المصريون لمطربين مثل «فيروز»، «صباح»، «وديع الصافي»، «نجاح سلام» وغيرهم، بل إن الممثل القديم الراحل «بشارة واكيم» اشتهر بتقديم الشخصية اللبنانية في الأفلام المصرية وتقبل الجمهور المصري تلك اللهجة المحببة لديهم، على الرغم من أن «بشارة» مصري الجنسية بل ومن أقاصي الصعيد، ولكن الناس كانت تتعلق بلهجته اللبنانية، وكثير من الأفلام، خاصة في الستينات والسبعينات، كان يجري جزء من أحداثها في بيروت، إلا أن التجارب الأخيرة لعرض الأفلام اللبنانية في مصر لم تحظ بنجاح يذكر!! إلا أننا هذه المرة بصدد فيلم لديه قوة دفع من النجاح مشاركا في مهرجانات كبرى، ودائما المخرجة «نادين لبكي» وجه عربي متألق، وحصد فيلمها الكثير من الجوائز، وسوف تشارك بالفيلم في مسابقة الأوسكار لاختيار أفضل فيلم أجنبي، التي تعلن نتائجها في نهاية شهر فبراير (تشرين الثاني).

ويبقى الحديث عن الفيلم الذي تجري أحداثه على خلفية تاريخية لأحداث الفتنة الطائفية التي عاشها لبنان.. بين الدموع والابتسامات تجري أحداث فيلم نادين لبكي «هلأ لوين» التي تعني «الآن إلى أين».. تبدو «نادين» في «هلأ لوين» وهي تتصدى لأكبر مأزق يعاني منه عدد من البلاد العربية، على الرغم من أن الأحداث تجري في قرية صغيرة في لبنان، حيث إن الخطر الذي يدمر أي وطن من الداخل هو الطائفية، وبالتأكيد عانى لبنان واحدة من أكثر الحروب الطائفية شراسة، وإذا كانت حدة الحرب قد هدأت، فإن الجراح لم تندمل، والطائفية أيضا مع الأسف كامنة تحت الرماد، لا يزال في لبنان وعدد من الدول العربية مع الأسف عدد من تلك النعرات.. قررت «نادين» أن تخوض المعركة السينمائية بسلاح السخرية، وأيضا بالدموع، حيث تنتقل في لحظة من مشهد ضاحك إلى مشهد يحيل مشاعرنا إلى فيض من الدموع لا تتوقف!! في هذه البلدة، مثل الكثير من بلادنا العربية، نرى الجامع يقابل الكنيسة، أهالي القرية بينهم حياة مشتركة، بل إن هناك أيضا قصة حب تجمع بين بطلة الفيلم المسيحية التي أدت دورها «نادين لبكى» وجارها المسلم، وفي لمحة تقطر إبداعا تقدم «نادين» مشاعر الحب المتبادل بينهما، وكأنه وهم مستحيل أن يتجسد على أرض الواقع؛ هي تحلم به يراقصها وهو يشاركها في نفس اللحظة الحلم.. المجتمع لا يرحب بالزواج بين مختلفي الديانات.. تحل على القرية بالصدفة فرقة روسية نسائية راقصة، وذلك عندما يتعطل «الأتوبيس»، الذي يحمل أفراد هذه الفرقة إلى إحدى المدن.. القرية كلها تتعاون من أجل استضافتهم، وهو ملمح درامي قدمته «نادين» للتأكيد على كرم أهالي هذه القرية مع الغرباء، فكيف يصبحون بهذه القسوة مع جيرانهم لمجرد الاختلاف في الديانة، ويتناسون كل ما هو مشترك بينهم من صداقة ومشاعر.

الطائفية تعني حالة من الانفلات تبدأ كشرارة صغيرة، حتى ولو كانت مجرد سوء فهم أو حتى شائعة، مثلما حدث في بداية الفيلم عندما دخلت إلى الجامع مجموعة من الحيوانات الأليفة، لأن باب الجامع مفتوح، واعتقد المسلمون في القرية أن هذا الأمر مدبر من قبل المسيحيين، فاعتدوا على الكنيسة ورشقوا تمثال العذراء بالحجارة، ويحاول رجلا الدين الإسلامي والمسيحي التهدئة ولا تمضي سوى أيام حتى تشتعل مرة أخرى بذور التناحر بحكاية مختلفة ومختلقة، وتتأجج نيران حدة الطائفية.

كعادة «نادين لبكى»، تمنح المرأة دور البطولة.. فلم يفلح رجال الدين في التهدئة، ولم ينجح أيضا رجال القرية في إغلاق هذا الملف الطائفي المقيت، ولكن نجحت النساء فيما فشل فيه الرجال.. قررت النساء أن تنزع من كل رجال القرية الأسلحة، كانت أم مسيحية في مشهد سابق قد أطلقت الرصاص على قدم ابنها لتمنعه من إطلاق الرصاص على المسلمين، بعد أن مات ابنها الأول، فخافت على الثاني من أن يلقى نفس المصير.. تتوصل النساء إلى حل خيالي لتلك الطائفية.. وهو أن كل امرأة تتحول للدين الآخر، المسلمة ترتدي الصليب والمسيحية ترتدي الحجاب، وداخل المنزل كل منهما تمارس طقوس الديانة الجديدة أمام زوجها وأبنائها.

ما تسعى المخرجة بالطبع إلى توصيله للجمهور، ليس هو أن يغير الإنسان دينه الذي ولد مؤمنا به، ولكن إلى تقبل مبدأ أن الأديان واحدة عند الله، وأن الفارق في الطقوس وممارسة الشعائر الدينية لا يعني التناحر والاقتتال.. الكل يتوحد، لا تعرف من المسلم ومن المسيحي، حتى المقابر تبدو فيها ملامح هذا الاختلاط، وتنتهي الأحداث بأغنية مليئة بالبهجة وحب الحياة.. نعم الحل عبثي، وهو ما لجأت إليه «نادين» التي شاركت كعادتها في كتابة الفيلم، مثلما كتبت فيلمها الروائي الأول «كرامل»، الذي يحمل أيضا عنوان «سكر بنات»، ولكن القضية الطائفية أيضا عبثية، ولهذا نشاهد رجلي الدين المسلم والمسيحي في نهاية الأحداث وهما يركبان عربة الفرقة التي تحمل الراقصات في طريقهما للاستمتاع بالعروض التي تقدمها الفرقة!! استعانت «نادين» بعدد من أهل القرية اللبنانية، وهم يقفون لأول مرة أمام الكاميرا، فكانت الطبيعة والتلقائية هي المسيطرة على أسلوب أداء الممثلين الهواة، وحتى تضبط المخرجة الإيقاع كان أيضا الممثلون المحترفون على نفس الدرجة من العفوية.. تميزت موسيقى وألحان «خالد موزنار»، فكانت قادرة على أن تمنحنا في لحظات الحزن مساحة من الشجن، وفي لحظات المرح فيض من البهجة.

ما أشد حاجتنا كعرب إلى أن نرى هذا الفيلم الذي يتصدى للطائفية من خلال حيلة نسائية.. استطاعت «نادين» أن تحقق بفيلمها نجاحا جماهيريا عند عرضه تجاريا في بيروت، وتكرر الأمر عند عرضه في باريس، وفي الكثير من الدول العربية، وأترقب أن يعرض جماهيريا أيضا في مصر.

«نادين لبكي» هي أكثر فنانة لبنانية في السنوات الأخيرة عرضت أفلامها في مصر عرضا تجاريا، قبل 6 سنوات عرض فيلم «بوسطة»، وتعني باللهجة اللبنانية «الحافلة»، الذي شاركت في بطولته، وبعد ذلك عرضت أول أفلامها الروائية كمخرجة وهو «كرامل»، وفي العام الماضي، عرض الفيلم الإيطالي «الأب والغريب»، الذي شاركت نادين في بطولته أمام «عمرو واكد»، و«هلأ لوين» هو اللقاء الرابع مع الجمهور المصري.

وعلى الرغم من الهبوط الشديد في الإيرادات، الذي عانت منه دور العرض في مصر، بعد أحداث 19 نوفمبر في ميدان التحرير، فإن موزعي السينما يؤكدون أن الأيام المقبلة سوف تشهد عودة مرة أخرى للجمهور، ومن الممكن أن يحظى الفيلم بقدر من النجاح ويألف الجمهور اللهجة اللبنانية، خاصة أن القضية الدرامية التي يتناولها الفيلم هي الطائفية البغيضة، وهي مع الأسف تعيشها مصر في بعض جوانبها، ولكن يظل الأمر الأكثر حساسية هو تعامل الرقابة المصرية مع الفيلم، الذي أتمنى أن تتحلى بمرونة في السماح به حتى لا يقال إن ثورة 25 يناير ارتبطت بانغلاق رقابي خاصة، فالفيلم عرضته قرابة عشر دول عربية ولم يستخدم مقص الرقيب، ولهذا فإنه من غير المنطقي أن تعامله الرقابة المصرية بأي قدر من الحساسية، ولا ننسى أن المطالبة بالحرية كانت واحدة من أهم الشعارات التي طالبت بها ثورات الربيع العربي، وحرية التعبير الفني هي ولا شك واحدة من تلك الحريات!!

الشرق الأوسط في

02/12/2011

 

بعد الانتخابات البرلمانية: مخاوف من إخضاع الفن لإجراءات رقابية صارمة

«سينما الحجاب» تثير جدلا بين السينمائيين في مصر مع صعود التيارات الدينية

القاهرة: حنان عقيل 

أدت مؤشرات نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية وتصدر التيارات الإسلامية لها، إلى ترقب البعض في قطاعات كثيرة من هذا الصعود، وكان قطاع السينما من أكثر القطاعات إبداء للقلق على مستقبله، حيث أبدى الكثير من السينمائيين تخوفهم من أن يتم إخضاع الفن لمبادئ أخلاقية ودينية متشددة، وإخضاع الأعمال الفنية لقواعد رقابية صارمة، كما أعلنت عدد من الفنانات من قبل خوفهن من أن يتم إجبارهن على ارتداء الحجاب مع تنامي قوة التيار الديني.

وسبق الانتخابات البرلمانية أن أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن خطة متكاملة لإنتاج أعمال فنية درامية وغنائية تتماشى مع الشريعة الإسلامية، تراعى فيها المعايير الدينية، ولن يسمح بالاشتراك في التمثيل أو الغناء فيها سوى الفنانات المحجبات، مما أثار الكثير من التساؤلات في الوسط الفني حول موقف الفنانين من هذه الأعمال ومدى استجابتهم لها، في الوقت الذي يحاول فيه البعض الترويج لفكرة حجاب الفنانات من منطلق وجوده في السينما الإيرانية التي نجحت في الوصول إلى العالمية.

ولم تطرح فكرة ظهور الفنانات بالحجاب لأول مرة مع هذا الإعلان الإخواني، ففي السنوات الماضية تسلل الحجاب إلى شاشة السينما المصرية، وظهرت فنانات وهن يرتدين الحجاب، كما حدث في أفلام على شاكلة «أوقات فراغ» و«على جنب يا أسطى» و«سهر الليالي» و«كباريه»، كما جسدت الفنانة نيللي كريم دور فتاة ترتدي «خمارا» في فيلم «واحد صفر»، في حين لم تظهر شخصية الفتاة المحجبة طوال أحداث الفيلم سوى في فيلم واحد حتى الآن وهو «كامل الأوصاف» الذي قامت ببطولته الفنانة حلا شيحة.

فهل سيسيطر الحجاب على السينما في الفترة المقبلة كانعكاس لواقع المجتمع الذي صعدت فيه التيارات الإسلامية، وما هي المخاوف التي تشغل بال أهل الفن؟

الناقدة ماجدة موريس، تقول لـ«الشرق الأوسط» إنه من الصعب أن يتم فرض الحجاب على السينما، فالجماعات الدينية تتفهم الآن العملية السياسية، بأن هناك أشياء لا يمكن فرضها بقوانين، ولكن يمكن أن يتم وضع قواعد أخلاقية للسينما يتم فيها منع مشاهد أو أفكار معينة، وهذا برأيها هو الخطر الحقيقي، لأن ذلك سيقضي على الفن وسيجعل الأعمال المقدمة كلها أعمالا موجهة، وهو ما سيتم رفضه بالطبع من الكثيرين وستحدث معارك بين الفريقين.

وتؤكد موريس أن السينما المصرية لا يمكن أن يتم فرض الحجاب عليها كالسينما الإيرانية، مشيرة إلى أن نجاح الأخيرة يعود إلى تطورها وكونها أكثر تعبيرا عن واقع المجتمع الإيراني الذي تعاني فئات مختلفة فيه من الظلم، وهو ما أدى إلى نجاحها.

بدوره يرى الناقد الفني طارق الشناوي أن أي تيار ديني سيحكم مصر لن يستطيع أن يعادي السينما أو يفرض عليها قواعد أخلاقية، ولن ينجح في جعل السينما المصرية كسينما إيران، وذلك لأن طبيعة المجتمع المصري تختلف، حيث تتعدد الأطياف والديانات داخل المجتمع.

ويؤكد أنه لكي تحكم السينما بقواعد أخلاقية أو يفرض الحجاب عليها فلا بد أن يحدث ذلك أولا في المجتمع، وهو برأيه ما لا يستطيع أي تيار ديني فعله، مشيرا إلى أن محاولة فعل ذلك سيجعل هذه التيارات الدينية تتفسخ من داخلها لأنها تحمل أفكارا مختلفة.

ويضيف الشناوي: «المشكلة لا تكمن في تقديم شخصيات محجبة في السينما كما حدث في أفلام كثيرة، لأنه في هذه الحالة ستكون السينما معبرة عن الواقع وعن تلك الشريحة الكبيرة من المحجبات، وستقوم البطلة بارتداء الحجاب أو خلعه وفقا للضرورة الدرامية وهذا لا يمثل مشكلة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في فرض قانون الحجاب على السينما، وتقديم سينما محجبة ومنع أي مشاهد تظهر فيها البطلة من دون حجاب».

وتابع الشناوي: «الإبداع الفني ليس له علاقة بارتداء البطلة الحجاب أو خلعه، فالسينما المصرية قدمت من قبل فيلم (كامل الأوصاف) الذي قدم طبقا لمواصفات الحجاب، أي أنه مصنوع لكي ينحاز المشاهد للفتاة المحجبة، ويرفض في نفس الوقت شقيقتها الفتاة السافرة، حيث ارتدت البطلة الحجاب طوال أحداث الفيلم سواء كانت هناك ضرورة درامية أم لا، ورغم ذلك لم يحقق الفيلم أي إيرادات في دار العرض لأن الناس لم تصدقه، ولا أعتقد أن تجربة هذا الفيلم ستتكرر مرة ثانية».

أما الناقدة الفنية ماجدة خير الله، فلا تتوقع أن تزيد نسبة ظهور المحجبات في السينما في الفترة المقبلة عما هي عليه حاليا، وأن القصة والسيناريو هما فقط اللذان سيحددان الضرورة الدرامية لظهور الحجاب في السينما، مؤكدة أنه في حالة سيطرة التيارات الدينية على الحكم فإنها لن تستطيع أن تفرض ارتداء الحجاب في الأفلام السينمائية، لأن ذلك صعب جدا تطبيقه، ولن يرضى أحد بذلك لأن طبيعة المجتمع المصري المتعدد الأطياف لن تقبل ذلك.

أما عن إعلان «الإخوان المسلمين» إنتاج أعمال فنية وفقا للشريعة الإسلامية، أشارت خير الله إلى أن ذلك لن يلقى استجابة سوى من الفنانات المحجبات بالفعل، أما الجمهور فلن يقبل عليها. يتفق المخرج محمد خان مع ما قالته خير الله، مؤكدا أن نسبة الحجاب في السينما لن تزداد، وأن موضوع الفيلم هو فقط الذي سيحدد الضرورة الدرامية لظهور الحجاب في السينما كما حدث مثلا في فيلم «واحد صفر» قبل 3 أعوام. وقال خان إنه لا يعتقد أن التيارات الإسلامية من الممكن أن يكون لها دور كبير في الفترة المقبلة وليس لديه أي تخوفات بخصوص هذا الشأن، ولا يخشى على السينما في الفترة المقبلة.

ويؤكد الناقد الفني علي أبو شادي أن السينما دخلت مرحلة الحجاب رغم خوف السينمائيين طوال السنوات الماضية من هذا الموضوع، وذلك بعد أن فرضه المجتمع، متوقعا أن يشهد التعامل مع الحجاب حساسية كبيرة خلال الفترة الحالية من معظم السينمائيين، لأنه في مرحلة اختبار، مشيرا إلى أن سينما الحجاب قادمة سواء شئنا أم أبينا.

الشرق الأوسط في

02/12/2011

 

الرهان على السينما الخليجية له حسنات وعواقب

* لوس انجليس: محمد رُضا  

أول لقطة

* فن السينما الروائية هو تقديم الحدث الذي لم يحدث. هذه السينما تقوم على إما إعادة رصف أحداث وسير بيوغرافية، أو تخيل أحداث وسير شخصية وفي الحالتين هي تقول لنا إن ما ترونه وقع على هذا النحو.

حتى ولو كان الفيلم المعروض يتناول قصّة حقيقية لنقل عن شخصية الموسيقار مولر أو الكاتب نجيب محفوظ أو القائد العسكري نابليون بونابرت أو الممثلة مارلين مونرو، فإن مجرّد إعادة رصف القصّة هو ليس كالقصّة ذاتها وهذا يطبق على التفاصيل.

والتفاصيل مهمّة: هل تبرّم الرئيس إبراهام لينكولن حينما وقّع على قرار إرسال الجيوش الشمالية لمحاربة الجنوبية أول ما وقعت الحرب الأهلية الأميركية؟ هل قطع فان غوخ أذنه من فوق إلى تحت أو العكس؟ هل قال الملك فاروق ما وُضع على لسان يحيى الفخراني في المسلسل المعروف أم قال سواه؟ طبعا لا يمكن أن نتوقّع أن يقوم المخرج بإتقان كل حركة والعودة إلى كل كلمة، لكن يمكن لنا، لهذا السبب أو لسواه، أن نتوقّع أن الأمانة في نقل أحداث هذا الفيلم عن مصادر تاريخية أو في سرد حياة شخصية ما، هي أمانة روحية وعامّة وهذا يصب في حقيقة أن السينما فن تقديم الحدث الذي لم يحدث.

طبعا إذا ما كان الفيلم متخيّلا بالكامل فحدّث ولا حرج. أحداث «سولاريس» (نسختي الفيلم الأميركية والروسية) تدور في الفضاء حيث روح زوجة العالم الذي تم إرساله للتحقيق عن سبب انتحار بعض الملاحين تعود إلى الظهور إليه. الرجل يتحوّل إلى ذبابة كبيرة في النسختين القديمة والحديثة من «الذبابة». وطيور ألفرد هتشكوك هاجمت الناس من دون تفريق في «الطيور» واللائحة تطول وتطول لتشمل معظم ما أنتج من أفلام خيالية.

هذا يجب أن لا يكون مدعاة لازدراء البعض أو للنظر إلى السينما كما لو كانت مصنع أكاذيب. الحقيقة هي أن هذه التجاوزات هي التي تصنع الأفلام التي نحب، وبالإضافة إلى ذلك، فإنه إذا ما كانت الأفلام القائمة على السير الذاتية تضطر للاختلاق قصدا أو من دون قصد، فكيف يمكن أن نلوم الأفلام الأخرى؟

على ذلك، يفهم بعض النقد الواقعية على أساس أنها «تسجيل للواقع» وأنها أقل تأليفا أو زيفا. أنها جيّدة لمجرّد أنها واقعية بمعنى أنها مشغولة خارج مصانع الإنتاج الكبرى. والبعض يعتبر السينما التسجيلية هي الأصدق لأنها تخلو من التمثيل والتأليف.

لكن إذا ما كان «سارق الدرّاجة» للإيطالي لفيتورو دي سيكا أو «الفتوّة» للمصري صلاح أبو سيف، فيلمين واقعيين (وهما كذلك فعلا) فإن هذا الواقع مقول عبر أداة عليها أن تمتثل لخطّة غير واقعية. لذلك فكّر بعض المخرجين الإسكندنافيين في نشر ما سمّوه سينما «الدوغما» على أساس نقل الواقع بالواقع (من دون موسيقا مسجّلة في الاستوديو، من دون عدسات إضافية أو مؤثرات ومن دون ماكياج الخ..) لكن حتى هؤلاء فشلوا إذ بدت أفلامهم مفتعلة.. واقعية (أو ربما الأفضل القول إنها «توقيعية» لكنها مفتعلة). وحتى الفيلم التسجيلي ليس في الحقيقة واقعيا طالما أن التاريخ يُكتب من وجهات نظر أو شهادات مختلفة، مما يجعل معرفة الحقيقة أمرا مستحيلا. لذلك من الأفضل أن نكون سينمائيين أولا سواء أكنا واقعيي المنهج أو لا.

الرهان على السينما الخليجية له حسنات وعواقب

قبل نحو ستة أشهر من إقالته من منصبه كمدير عام شركة «إيماج ناشن» قبل أكثر من عام، أدلى إدوارد بورجردينغ بتصريح مفاده أن السينما الإماراتية مقبلة، قريبا، على نهضة واسعة في المجال السينمائي، وأن خطط المستقبل القريب تتضمن عرض الأفلام الإماراتية في السوق الأميركية. كذلك ذكر أن هناك ستة أفلام يجري العمل عليها «ستقدّم الصورة الإماراتية للعالم»، وذكر قصص تلك الأفلام ومن بينها قصّة شابّين ينتقلان إلى مصر بحثا عن زوجة لأحدهما، وقصّة أخرى هي اقتباس لفيلم رعب أميركي، وثالثة تتحدّث عن رحلة إماراتي إلى الإسكيمو.

طبعا لا يحتاج المرء أن يكون ملمّا بالسينما أو بالأدب ليدرك أن لا شيء من هذه المواضيع له علاقة بالهوية الإماراتية أو الخليجية عموما. أما عرض هذه الأفلام في الصالات الأميركية فمستحيل، ليس لأنها إماراتية، وليس بسبب مواضيعها، بل لسبب أن عروض الأفلام في الولايات المتحدة، وفي العالم بأسره، هي رهينة الطلب، فإذا كان الجمهور الأميركي لا يشاهد الأفلام الصينية أو الفرنسية أو الإيطالية أو البرازيلية، فلماذا سيقوم بمشاهدة فيلم عربي؟

حسنا فعلت الشركة بإجراء عمليات تغيير جذرية حيث وضعت نفسها على بداية طريق جديدة تعد باستكمال الخطّة التي من أجلها تم تأسيسها وهي وضع الإمارات العربية المتحدة على الخارطة السينمائية العالمية على نحو مدروس وفاعل. وهي واحدة من المؤسسات السينمائية والإعلامية الخليجية القليلة القادرة على إنجاز ما تهدف إليه ورفع سقف التوقّعات إلى مدى يوازي الطموحات الكبيرة المرهونة على العمل السينمائي في هذه المنطقة من العالم ومن العالم العربي بالتحديد.

وإذ تنطلق الدورة الجديدة من مهرجان دبي السينمائي الدولي فإن العودة إلى موضوع السينما في الخليج متاحة ومطلوبة خصوصا أنها باتت مدموجة بالهجوم التقني والتوزيعي على هذه المنطقة من العالم بعدما أدرك الجميع، عربا وغير عرب، كم هي مثمرة ونشطة تجاريا.

ففي معرض «ماي كونتاكت» المُقام حاليا في دبي أيضا (بفارق خمسة أيام عن بداية الدورة الثامنة من مهرجان دبي السينمائي) يمكن ملاحظة الحضور القوي لمحطّات تلفزيونية ولشركات توزيع برامج ولشركات تتعامل وألعاب الإنترنت والفيديو والوسائل المستحدثة بأسرها، لجانب مؤسسات إنتاج وتوزيع أفلام أنيماشن وإنتاجات الأبعاد الثلاثة تلفزيون و«غايمز» ووسائل إعلام مختلفة. هذا الحضور الكثيف يؤكد ما باتت المنطقة تحتلّه من أهمية قصوى تصاحبها نسبة إقبال مرتفعة على صالات السينما في كل من دولة الإمارات والكويت والبحرين على وجه التحديد.

إلى ذلك، وفي خضمه بات ملاحظا أن الرغبة في العمل في السينما التي كانت تبدّت مع مطلع العقد الأول من القرن الحالي ما زالت متأججة وأن قيام شركات خليجية مختلفة بتحقيق خطوات معيّنة كل سنة أخذ يتحوّل إلى تقليد راسخ. وعلى سبيل المثال، فإن هناك فيلما سعوديا جديدا بعنوان «رحلة عمر» حققه السعودي الشاب فهمي فاروق فرحات الذي كان أنجز في العام الماضي فيلمه الروائي الطويل الأول «المؤسسة» حول ما الذي يحدث حين يتم قيام المرأة باستلام وظائف في مكتب لمؤسسة كانت تعتمد سابقا على الذكور وحدهم. فيلمه الجديد قد يختلف، لكنه لا يزال دراما اجتماعية تحمل الهوية السعودية ويأتي في أعقاب إنتاجات سعودية متعاقبة من عام 2006 حينما أنجز المخرج عبد الله المحيسن فيلمه «ظل الصمت» وهو العام نفسه الذي قامت فيه شركة «روتانا» بتحقيق فيلم سعودي آخر هو «كيف الحال» ناقش وضعا اجتماعيا ناتجا عن حب تقف ضد إمكانية تحقيقه مسائل تقليدية، قبل أن تتعدد الأفلام من ذلك الحين بين روائية قصيرة وروائية طويلة إلى جانب بضعة أفلام تسجيلية أيضا.

يقول د. فاروق فرحات في لقاء عاجل إن «رحلة عمر» ليس الفيلم الوحيد الذي تقدم عليه شركته حاليا بل «هناك فيلم آخر يتحدّث عن موضوع قيادة المرأة للسيارة في المملكة وهو موضوع طُرح على أكثر من صعيد في الآونة الأخيرة». وبسؤاله عما إذا كان هذا الفيلم سيكون أيضا من إخراج ابنه فهمي أجاب: «لا، أحاول تشجيع الجيل الجديد من المواهب ولدينا في المملكة عدد كبير يستحق كل عناية. لذلك فإنه بالإمكان اختيار فرق عمل مختلفة قدر الإمكان». أما «رحلة عمر» فهو آيل إلى مهرجان برلين وإن لا يزال من المبكر معرفة القسم الذي سيعرض الفيلم فيه.

ليس التمويل وحده ما هو مؤكد أن هناك ما لا يقل عن سبعة أفلام إماراتية تسجيلية طويلة، لكن ليس هناك من فيلم روائي من دولة الإمارات. لكن وبانتظار مشاهدة ما سيدلي به مهرجان دبي السينمائي تفصيليا من أفلام المنطقة، ومعظمها سيكون، بطبيعة الحال تسجيليا أو روائيا قصيرا نظرا للسهولة النسبية في إنتاجهما، لا بد من الإشارة إلى أن مهرجان أبوظبي السينمائي الذي انتهى قبل أكثر من شهر، كان قدّم الفيلم المنتظر «ظل البحر» لنواف الجناحي علما بأن إنجاز أفلام إماراتية، على الرغم من وجود مهرجانين سينمائيين داعمين وكبيرين في الإمارات، لا يزال ضعيفا.

السؤال الجوهري هو إذا ما كان ضعفه مرحلة تسبق انطلاقته أو تسبق توقّفه. وإذ يُطرح هذا السؤال على جانبيه، فإن المؤكد أن المسألة ليست حصرا بالسينما الإماراتية، بل تشمل كل ما تحققه السينمات الخليجية منذ سنوات.

في هذا الصدد هناك مشكلات حقّة تواجه السينمائيين الخليجيين ليس التمويل سوى واحد منها. المخرج ومدير التصوير والمونتير اللبناني حسين يونس، الذي يعمل ما بين الإمارات ودول أفريقية، أمضى سنوات طويلة هنا ويستطيع إلقاء ضوء على هذه المسألة: «في اعتقادي أن التمويل صعب لكنه ليس صعبا إلى درجة الاستحالة. لقد لاحظت أن الاندفاع لتحقيق الأفلام السينمائية يأخذ شكل الهواية وككل هواية يبدأ هذا الشكل ثم ينتهي بانتقال الاهتمام إلى هواية جديدة». ويضيف: «هناك مواهب بالتأكيد لكن السؤال هو مدى جدّيتها وإلى أي حد تريد أن تبذل من الجهد والوقت لتحقيق طموحاتها؟».

إذا لم يكن التمويل إذن كل شيء، فإن البحث عن أسباب تجعل الرهان على ولادة سينما خليجية عملية صعبة، يكمن في مسائل مهمّة أخرى بينها، عدا وليس حصرا، حقيقة أن إنتاجا خليجيا جامعا ومشتركا لم يتم حتى اليوم، وأن الأفلام لا تتمتّع بجمهور خارج نطاق المحليّة (وحتى هذا قد لا يكون كافيا لمنح الفيلم ما يحتاجه من عائدات).

كل هذه الأسباب تتعامل - وبالضرورة - مع السوق ومدى استيعابها وكيفية توحيد الجهود أو القدرة على المثابرة بصرف النظر عن النتائج الأولى. لكن هناك سبب سيحد كثيرا من قدرة هذه السينما على إقناع الشباب الخليجي (الذي يشكل نحو 80 في المائة من روّاد الصالات) بالإقبال عليها أنها فقيرة، وفقرها ليس ماديّا فقط (والفقر المادي ليس عيبا بل سبق له أن صنع أعمالا رائعة) بل فنيّا وقصصيا وأسلوبيا. فالخامة الكاملة لصياغة الفيلم الصحيح ليست متوفّرة وإذا ما توفّرت، كما الحال في «ظل الصمت» والفيلم الإماراتي «دار الحي» لم تكن سببا فاعلا في جذب المشاهدين. كذلك شاهدنا في السنوات القليلة السابقة أفلاما إماراتية وسعودية وكويتية تحاول تقليد أفلام هوليوودية في نطاق أنواع سينمائية خاصّة مثل أفلام الرعب.

لكن الحال هو أنه إذا ما كان المشاهد الخليجي يستطيع أن يُشاهد أفلام رعب هوليوودية في كل أسبوع من السنة، لماذا سيقبل على مشاهدة فيلم رعب غير أميركي؟

هذه المشكلات لها حلول غير مكلفة فأساسها قائم على الاعتقاد بأن النجاح هو في تقليد الناجح في حين أن النجاح هو الإبداع ولا يستطيع المرء أن يبدع إذا ما قلّد.

بين الأفلام

* الفيلم: ظل البحر إخراج: نوّاف الجناحي أدوار أولى: عمر الملا، نيفين ماضي، عائشة عبد الرحمن، أبرار الحمد، بلال عبد الله دراما اجتماعية | الإمارات العربية المتحدة - 2011 تقييم الناقد: (من خمسة)

* «لا.... أنت وايد متغيّر من إمبارحة»، يقول سلطان (أبرار الحمد) لصديقه منصور (عمر الملا) في نصف الساعة الأخير من الفيلم أو نحوه. إلى ذلك يقول منصور «لا.. عادي». إنها من المرّات المتكررة أن يكون للبطل (منصور في هذا الفيلم) صديق يلاحظ عليه ويسأله، فذلك يسهّل على صانعي الفيلم (كاتبه ومخرجه أساسا) إفهام المشاهد ما يدور. البطل لا يستطيع أن يكون كتوما، بل لا بد له من صديق أو رفيق أو شريك من الجنس نفسه يتبادل وإياه الطرح وذلك لإفهام المشاهد ما يدور مما قد لا تستطيع الكاميرا إيصاله. لكن المسألة هي أنه لا شيء لا تستطيع الكاميرا إيصاله، بالتالي اللجوء إلى تفعيلات تقليدية يعكس قلّة دراية بالمخارج الممكنة للحالة المعروضة على الفيلم.

«ظل البحر» يحمل مثل هذه القصور بوضوح وهو يسرد حكاية كان يمكن لها أن تتحوّل إلى مادّة رومانسية رائعة لو أحسن التعامل معها، أو إلى دراما اجتماعية أكثر عمقا وسمكا على الرغم من أن المخرج الشاب ينجز الكثير في هذا النطاق ولو أنّه لا يدفع القصّة باتجاهات أكثر حدّة وقوّة.

إنه عن منصور الفتى الذي تسحره، وهو بعد في سنة أولى مراهقة، بنت الجيران، التي تبادله سريعا ذلك الاهتمام. كلاهما، إلى حين، يصبح محط ملاحظات البعض، والفيلم يبني قدرا جيّدا من تمهيده في هذا الاتجاه قبل أن تجذب منصور فتاة أكبر من الأولى سنّا وتجربة فيعتقد أنها تحبّه ليكتشف في النهاية أنه كان ترفيها عاطفيا محدودا. لكن إلى أن يحدث ذلك الاكتشاف، هناك الكثير مما يجري في هذا الفيلم وأهمّه معاناة الفتاة من تصرّفات أبيها الذي منذ أن توفّيت زوجته (والدتها) وهو منقبض النفس ونافد الصبر. هذا يقود إلى حادثة تتم بمعرفته من دون تدخّله ومفادها قيام حلاق باكستاني (علي الجابري) بالتعدّي على كلثم.

حجم هذا التعدّي ليس معروفا (يغلّفه المخرج ويبقيه مجهولا) لكنه حرّك شقيق الفتاة الذي عاد بعد سنوات غياب، لكي ينطلق كالمجنون بسيّارته إلى دكّان الحلاق، يهجم عليه ويوسعه ضربا. أما منصور فهو غائب تماما عن المشكلة متيّم بحب الفتاة الأخرى التي يفاجأ بأنها تزوّجت بمن يناسبها سنّا ووضعا اجتماعيا. ينتهي الفيلم وقد خسر منصور حبّ كلثم له أيضا بعدما اكتشفت أن قلبه تعلّق بسواها.

يحتاج الفيلم إلى مساحة أكبر من هذه للحديث الكافي عن متاعبه، لكن رؤوس الأقلام هنا قد تفي ببعض الغاية. كما أن هناك ميلا صوب حلول تقليدية (البطل وصديقه والفتاة وشقيقتها الصغيرة) لتوجيه التعبير من الاتكال كاملا على الصورة إلى إحداث حوارات توضّح ما يُعتقد أنه بحاجة إلى توضيح، هناك أيضا ميل صوب التنميط مع ما يؤدي به إلى التكرار، فوالدة منصور (عائشة عبد الرحمن) لا تظهر إلا في حالة واحدة (غاضبة وشاخطة). ووالده كذلك (يعلم ويبتسم أو يعلم ويمتعض). الشقيقة الصغرى لكلثم تكح مرّتين أو ثلاث مرّات... ترتفع النبرة الموسيقية. هناك خطر ما. لكن.... لحظة، المسألة عادية لا تستوجب التوقّف عندها... لماذا إذن وردت في الأصل؟ ووالد كلثم على حالة من الهزيمة والحزن بعد وفاة زوجته، لكن إلى أي حد من الواقعية في شيء أن يؤدي ذلك الحزن إلى العجز حيال الثورة على غريب دخل الدار وتعرّض لابنته؟

هذه المسائل، وهناك أكثر منها (الحوار واحد منها) كان يمكن تلافيها في السيناريو، على أن هناك مشكلات في التنفيذ أيضا. المخرج مطالب مثلا بمراقبة العديد من كلاسيكيّات السينما لمعرفة كيف يمكن له أن ينهي مشهدا بتأثير. هنا كثيرا ما لا تلي العبارة الأخيرة حركة تصلح لأن يقطع المخرج من هذا المشهد (أو اللقطة) لآخر. الإضاءة العامّة التي لا تتغيّر مسألة أخرى. في مجمله هو فيلم مشحون بالرغبات وبعضها الأهم غير مُحقق.

شباك التذاكر

1 (1) The Twilight Saga: $41,866,201 ثابت | مصاص الدماء روبرت باتنسون يتزوّج حبيبته كرستن ستيوارت ويدافع عنها 2 (-) The Muppets: $28,800,530 جديد | رسوم متحركّة تعيد البوبيتس إلى الشاشة الكبيرة 3 (2) Happy Feet Two: $14,254,000 تراجع | الجزء الثاني من الأنيماشن الناجح للمخرج جورج ميلر 4 (-) Arthur Christmas: $12,677,925 جديد | أنيماشن آخر تقع أحداثه في الكريسماس فوق القطب الشمالي 5 (-) Hugo: $12,406,227 جديد | المخرج مارتن سكورسيزي عن مرحلة من تاريخ السينما 6 (4) Jack and Jill: $10,599, 882 تراجع | كوميديا حول رجل يستقبل شقيقته كلاهما من تمثيل أدام ساندلر. آل باتشينو يلعب نفسه 7 (3) Immortals: $8,804,243 تراجع: مغامرات تاريخية مستوحاة من الميثالوجيا اليونانية هنري كافيل، ميكي رورك، ستيفن دورف 8 (3) Puss in Boots: $7,460,307 تراجع | أنيماشن أيضا حول هر طيّب يتصدى لهر شرير. أصوات أنطونيو بانديراس وسلمى حايك 9 (6) Tower Heist: $7,323,040 تراجع | أكشن كوميدي مع إيدي مورفي وبن ستيلر وكايسي أفلك 10 (10) The Descendants: $6,880,226 ثابت | دراما من بطولة جورج كلوني تنطلق في صالات محدودة كبداية موسم الجوائز

نقاد نيويورك اختاروا

* «ذا نيويورك كريتيكس سيركل» أعلن يوم الأربعاء الماضي عن جوائزه للأفلام والشخصيات السينمائية بعدما قام بتأخير إعلانه هذا بسبب عدم توفّر قدر كبير من الأفلام الجديدة للمشاهدة.

الفيلم الفرنسي «الفنان» نال جائزة النقاد الأولى بين الأفلام ومخرجه ميشال هازانافيتشوس نال بدوره جائزة أفضل ممثل. براد بت نالها كأفضل ممثل وذلك عن فيلمه «مونيبول» علما بأن ليوناردو ديكابريو عن «ج. إدغار» وجورج كلوني عن «الأحفاد» كانا من المنافسين الشرسين.

الممثلة الجديدة (نسبيا) جسيكا شاستَين نالت الجائزة النسائية في مضمار التمثيل وذلك عن ثلاثة من أدوارها في «شجرة الحياة» و«المساعدة» و«اختبئ».

إلى ذلك، «نداء هامشي» (الذي تناولناه هنا قبل أسابيع) حاز جائزة أفضل عمل أوّل، وفيلم فرنر هرتزوغ التسجيلي «كهف الأحلام المنسية» خطف الجائزة التسجيلية.

الشرق الأوسط في

02/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)