حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عمرو واكد: الآن يطلبوننى فى أوروبا كممثل وليس مجرد عربى فى شخصيات عربية

إياد إبراهيم

حالة من النشاط الفنى يعيشها حاليا الفنان عمرو واكد، حيث يتقمص أكثر من شخصية على الشاشة، فمن مهندس كمبيوتر فى فيلم روائى أحداثه من ميدان التحرير إلى مناضل شيوعى يونانى فى «انجرو ناج» المسلسل الفرنسى الشهير..

من استعداد لدور «شيبوب» فى عنترة ابن شداد الذى يعد تجربة إخراجية أولى، وأيضا أحد أحلام عمره فى السينما إلى إبراهيم عبدالتواب أحد أعظم رجال الصاعقة المصرية فى فيلم عن معركة كبريت الشهيرة والعظيمة، وأخيرا دور مواطن غجرى أوروبى فى أحد أفلام المخرج الفرنسى يان كونان.. ويسير بالتوازى مع هذا نشاط سياسى ليس بضعيف.

يقول عمرو واكد: نقوم حاليا بالعمل على فيلم لم نتفق بعد انا والمخرج إبراهيم البطوط على أن يكون اسما لفيلمنا الجديد، ويجرى العمل حاليا لإنهائه استعدادا لإرساله لبعض المهرجانات العالمية، والفيلم هو أول تجربة من نوعها فى الشرق الأوسط. فهو فيلم مرتجل تماما من بدايته لنهايته من أحداث التحرير سواء على مستوى التمثيل والحوار وحتى الإنتاج فقد تقرر التصوير بشكل مفاجئ يوم التاسع من فبراير فى الميدان واستمر 6 أسابيع.. والفيلم يشارك فى بطولته فرح يوسف وصلاح الحنفى.. وتدور القصة حول مهندس كمبيوتر ومذيعة وضابط امن دولة بين زمنين 2009 و2011.. والتكلفة الإجمالية للفيلم من بدايته حتى طبع النسخ لن تتجاوز 6 ملايين جنيه.

وعن مشروع الفيلم الذى يدور عن معركة كبريت أحد أهم المعارك الحربية فى تاريخ العسكرية المصرية فى حرب أكتوبر، فيقول واكد: حدثنى شاب موهوب يدعى خضر محمد خضر وعرض علىّ سيناريو قرأته مصحوبا بتريلر لعرض أفكاره فى تصوير الفيلم فدهشت من جودة السيناريو ومن التريلر مقارنة بإمكانات تصويره البسيطة.

ومن إعجابى بالفيلم عرضت على خضر المشاركة فى إنتاجه لأنه عمل اكتشف من خلاله قدرة المخلوع مبارك الكبير فى إخفاء الأبطال الحقيقيين للحرب، وسأجسد أنا بشخصية إبراهيم عبدالتواب أحد أبطال الصاعقة المصرية.. والفيلم مأخوذ عن حكايات حقيقية لأبطال المعركة الذى ما زال بعضهم حيا يرزق، وتعجبت فعلا من تجاهل هؤلاء الأبطال وعدم وضعهم فى مكانتهم التى يستحقونها.. واستأنف واكد بمرارة: وأكبر دليل على ما أقول جنازة جمعة الشوان ذلك البطل العظيم الذى بدت خاوية رغم ما قدمه هذا الرجل لمصر.

وعن إنتاج معركة كبريت يقول واكد إنه لن يكون إنتاجا بسيطا بل على العكس يحتاج مجهودا ضخما وإنتاجا عالى التكلفة، أما عن مشروع «عنترة» الذى سيكون أولى خطوات واكد فى عالم الإخراج فيقول: هذا أحد أحلامى منذ 10 سنوات تقريبا وعملت عليه كثيرا وتطور عدة مرات وانتهى إلى التصور النهائى يكون 3 أجزاء فى 3 فترات زمنية مختلفة، وهو ليس عنترة، كما يتخيله البعض وكما هو موجود فى السيرة، ولكنها معالجة أخرى نابعة من كون عنترة شخصية مهمة خاصة فى حياتى، وقد ألعب أنا دور شيبوب إذا وجدت من أريد لشخصية عنترة.. والفيلم سيكون من نوعية أفلام المغامرة.

وعن اشتراكه فى أحد أشهر الأعمال الدرامية الفرنسية بعنوان «انجرو ناج» أو دهاليز، يقول واكد: قابلت المخرج واتفقنا على الدور، وأرسل لى السيناريو، وهو دور لمناضل شيوعى جريجى، وهو جديد على واستعددت له جيدا بقراءة بعض الكتب عن اليونان ومشاكلها واتفقت مع المخرج على أبعاد الشخصية ومستمر فى التصوير معهم من خلال جدول حتى شهر مايو.

كما كشف واكد عن استعداده للاشتراك فى فيلم فرنسى مع المخرج يان كونان، وسيلعب فيه دور شخص غجرى يعيش فى أوروبا وسيصوره قريبا.. ويرى واكد أن هذا الدور بالإضافة لما لعبه فى انجروناج يمثلان له نقلة جديدة فى حياته نتيجة أن المخرجين باتوا يطلبونه فعليا لأدوار غير عربية، وأخرجوه من الإطار النمطى وصار مطلوبا أكثر لكونه ممثلا جيدا فى المقام الأول وليس لمجرد كونه عربيا فى شخصيات عربية.

وعن الأوضاع التى تشهدها مصر الآن يقول واكد: متفائل نتيجة الغباء المفرط الذى تتمتع به قوى الثورة المضادة، وهناك نوع من الاستهتار القوى بالناس، وكأن الثورة كانت مباراة كرة قدم.. وتفاؤلى راجع أيضا إلى أننا خرجنا لتونا من 30 سنة ذلا وخنوعا وتجريفا فكريا، فطبيعى أن يحتاج المجتمع بعض الوقت ليعيد آلياته من جديد للعمل. 

الشروق المصرية في

30/11/2011

 

يسرى نصر الله: أحداث شارع الموت حسمت مشهد النهاية

فيلم (ريم ومحمود وفاطمة) يقاطع الانتخابات البرلمانية

أحمد فاروق  

كشف المخرج يسرى نصر الله أن أحداث ميدان التحرير الأخيرة حسمت مشهد النهاية لفيلمه الجديد «ريم ومحمود وفاطمة» الذى يؤرخ للمواطن المصرى بعد الثورة، رغم أنه كان مقررا مواصلة تصويره حتى انتخابات رئاسة الجمهورية.

وأكد نصر الله أنه بالفعل اتخذ قرارا بمقاطعة فيلمه للانتخابات البرلمانية التى بدأت مرحلتها، كاشفا أنها ستكون تحصيل حاصل ليس أكثر، ولذلك قرر ألا يكون لها مكان فى الفيلم، ويكون مشهد النهاية فى «مليونية الفرصة الأخيرة» التى حدثت وقائعها فى ميدان التحرير، وبعض المحافظات، على أن يتبقى بعض المشاهد الصغيرة التى تم تأجيل تصويرها لما بعد الانتخابات حتى تهدأ الأوضاع.

وتمنى نصر الله لو أن الثورة سارت فى نصابها الصحيح كما كان يرسمها فى مخيلته حتى يكمل فكرة الفيلم التى كان يقصدها من البداية، والذى يرصد فيها تطورات الإنسان المصرى بعد ثورة 25 يناير وكيف أنه تغلب على خوفه وتخلص من كل القيود. ولكن الأحداث الأخيرة حسب نصر الله كشفت النوايا وحددت من يقف إلى جانب الثورة ويضحى بحياته وأغلى ما يملك ــ عينه ــ فى شارع الموت من أجل تحقيق مطالبها، ومن يسعى إلى وأد الثورة فى مهدها بطريقة مكشوفة.

وشدد على أنه قام بتغيير نهاية الفيلم لتتوافق مع وجهة نظره الشخصية ومواقفه الثورية التى تنادى برحيل المجلس العسكرى وعودته إلى ثكناته، على أن تتولى السلطة السياسية مجلس رئاسى مدنى يتولى المرحلة الانتقالية.

وتكمن صعوبة «ريم ومحمود وفاطمة» حسب نصر الله فى عدم وجود سيناريو وحوار مسبق للفيلم، ويقتصر الأمر على مجرد قصة كتبها هو فى 40 صفحة أشار فيها إلى التطورات الإنسانية للشخصيات الخمسة التى تدور حولها الأحداث، وكيف يتعاملون مع الحدث العام دون توقع للتطورات السياسية للشخصيات التى تتكون مع تحركات الشارع يوما بيوم.

وكشف فى الوقت نفسه أن موضوع الفيلم لا يتناول السلطة بقدر ما يبحث عن علاقة الناس مع بعضهم البعض وكيف يتعاملون مع السلطة فى فترة تغيرت وانقلبت فيها كل المعايير. 

كما أكد أنه سيتعامل مع حالة الجدل الحاصلة بين المواطنين كما هى لا أن يرصد وجهة نظر واحده يتبناها، وانه بلا خطوط حمراء، وان كل شىء قابل للنقاش والتغيير.

«ريم ومحمود وفاطمة» يشارك فى بطولته منة شلبى، وباسم السمرة، وفيدرا، وناهد السباعى، وسلوى محمد على، بالإضافة إلى شخصيات من الواقع بينهم كتاب وشباب وموظفون.

من ناحية أخرى قال نصر الله إنه استقال من مجلس إدارة المركز القومى للسينما احتجاجا على بطش الشرطة المتواصل ضد المتظاهرين فى ميدان التحرير، وأكد أن كل ما يثار حول عودته مره أخرى مجرد شائعة.

الشروق المصرية في

30/11/2011

 

المنتجون خائفون والموزعون يطمئنونهم بحفنة أفلام

مليونيات الميادين تحرق الموسم السينمائى الجديد

أحمد فاروق  

مع غروب شمس موسم عيد الأضحى السينمائى، واقتراب فجر موسم نصف العام الدراسى، زادت تخوفات السينمائيين من الاضطرابات التى تهدأ يوما وتغلى أياما، وهو ما قضى على أحلام أفلام الموسم الحالى مبكرا.

ترصد «الشروق» فى التقرير التالى حال السوق السينمائية فى مصر، بداية من تخوفات شركات الإنتاج والتوزيع وحتى الأفلام التى تقرر طرحها خلال موسم نصف العام.

يقول المنتج هشام عبدالخالق انه سينافس فى موسم نصف العام بثلاثة أفلام هى «بنات العم» تأليف وبطولة الثلاثى الكوميدى هشام ماجد، وأحمد فهمى، وشيكو، وإخراج أحمد سمير فرج، وتدور أحداثه حول اللعنات التى تصيب الإنسان، من خلال ثلاثة فتيات تصيبهن لعنة فيتحولن إلى رجال، الفيلم الثانى هو «بارتيتا» تأليف وائل عبدالله، وإخراج شريف مندور، وبطولة كندة علوش، وعمرو يوسف، وأحمد صلاح السعدنى، ودينا فؤاد، وأحمد صفوت.. وتدور أحداثه حول فتاة مريضة نفسيا بسبب المشاكل التى تشهدها أسرتها، إلى أن تتعرف على عدد من الشخصيات التى تؤثر فيها وتغير مجرى حياتها.

و«عمر وسلمى 3» سيكون الفيلم الثالث المتوقع طرحه فى موسم نصف العام حسب عبدالخالق، حيث تم الانتهاء من التصوير وجار عمليات المونتاج حاليا وسيكون جاهزا للعرض فى يناير المقبل، إلا أن منتجه محمد السبكى لم يأخذ قرارا نهائيا بطرحة حتى الآن، ويعلق المشاركة على هدوء الأوضاع، الفيلم تأليف أحمد عبدالفتاح، وإخراج محمد سامى. وتدور الأحداث حول العلاقة بين زوجين يجسدهما، تامر حسنى ومى عز الدين، وابنتيهما، ليلى وملك أحمد زاهر، وكذلك والد الزوج، عزت أبوعوف.  

وحول الموسم توقع هشام عبدالخالق أن يكون طبيعيا حتى إذا استمر الاعتصام فى ميدان التحرير، وأوضح أن الشعب لا يفعل شيئا واحدا طول الوقت، فتجد أن هناك مليونا يتظاهر، ومليونا آخر يجلس على المقاهى، وستجد أيضا ملايين أخرى فى دور العرض، هذا هو حال المصريين طوال الوقت، لذلك ليس هناك ما يدعو للتخوف المبكر من موسم نصف العام الذى يتوقع أن يكون من أفضل المواسم وسيتنافس عليه أفلام كثيرة.

حال المنتج احمد السبكى لا يختلف كثيرا عن شقيقه فقد حدد موسم نصف العام موعدا مبدئيا لفيلم «واحد صحيح» تأليف تامر حبيب وإخراج هادى الباجورى فى أولى تجاربه السينمائية. وهو الفيلم المصرى الوحيد الذى سوف يتم عرضه فى المسابقة الرسمية لمهرجان دبى السينمائى.. وتدور الأحداث حول شاب يبحث عن عروس، ويتم ترشيح ثلاث فتيات له ليختار واحدة، ولكل منهن مميزات يتمناها فى شريكة حياته ولا تتوافر فى الأخرى، فيقع فى حيرة الاختيار ليقرر فى النهاية الزواج من الثلاثة.

الفيلم بطولة هانى سلامة، وبسمة، ورانيا يوسف، وكندة علوش، وياسمين رئيس.

وكشف السبكى أنه لن يطرح دعاية الفيلم فى الفضائيات إلا إذا هدأت الأوضاع، مؤكدا أن المظاهرات والمليونيات إذا استمرت فى ميدان التحرير والمحافظات ستكون الدعاية بلا فائدة تذكر، وحينها من الممكن تأجيل الفيلم لموسم الصيف إلى جانب فيلم «ساعة ونصف» الذى يتبقى فى تصويره يومان فقط، ورغم ذلك تم تأجيله حتى لا يدخل فى منافسة مع «واحد صحيح». 

أما الشركة العربية للإنتاج السينمائى فأكد عبدالجليل حسن المسئول الإعلامى أن المخرج عمرو عرفة يسابق الزمن فى تصوير فيلم «حلم عزيز» للمنافسة به فى موسم نصف العام، وأشار إلى أنه تم الانتهاء من تصوير 10 أيام حتى الآن وجار تصوير ما تبقى من مشاهد.

الفيلم من تأليف نادر صلاح الدين،، وبطولة أحمد عز وشريف منير، إلى جانب الوجه الجديد «ميريت» ابنة الممثلة شيرين، وتدور الأحداث حول «عزيز» مواطن وموظف بسيط يمارس الفساد فى إطار عمله وحياته، حتى يستطيع تحقيق أحلامه، ويعكس الفيلم من خلال رصد مجموعه من المواقف سلبيات المجتمع.

وعلى صعيد السينما المستقلة فهناك ثلاثة أفلام مرشحة للعرض خلال الفترة ما بين عيد الأضحى وإجازة نصف العام لكن لم يتم الاستقرار على يوم محدد لعرضها، حيث يسعى صناعها للبعد بها عن المواسم التجارية نظرا لطبيعتها الفنية والموضوعات الجادة التى تناقشها.

ويأتى فى المقدمة فيلم «أسماء» تأليف وإخراج عمرو سلامه وبطولة هند صبرى حيث تم تحديد 7 ديسمبر المقبل موعدا لعرضه حسب منتجه محمد حفظى الذى يرى أن هذا التوقيت هو الأنسب للفيلم، وأكد أنه لن يسعى لتغيير خريطة عرضه نتيجة حالة عدم الاستقرار الذى يشهدها الشارع، كما أكد حفظى على أن فيلم «تحرير 2011.. الطيب ــ الشرس ــ السياسى» سيطرح فى نفس الفترة، وهو من اخراج عمرو سلامة، وأيتن أمين وتامر عزت.

أما «18 يوم» فهو الفيلم الثالث المتوقع طرحه خلال هذه الفترة، وهو العمل الذى يؤرخ لثورة 25 يناير من خلال 10 أفلام قصيرة يخرجها 10 مخرجين مستعينين بمجموعة من نجوم السينما.

الفيلم يشارك فى بطولته يسرا ومنى زكى واحمد حلمى وهند صبرى وعمرو واكد وآسر ياسين، ويشارك فى إخراجه شريف عرفة، ويسرى نصر الله، ومروان حامد.  وهناك مجموعه أخرى من الأفلام التى انتهى تصويرها وبعضها سيؤجل إلى موسم الصيف مثل «مؤنث سالم» تأليف لؤى السيد وإخراج احمد البدرى، وبطولة رامز جلال وإيمى سمير غانم، وكذلك فيلم «جدو حبيبى» تأليف زينب عزيز، وإخراج على إدريس، وبطولة بشرى ومحمود ياسين الذى يتوقف مشاركته فى موسم نصف العام على طرح فيلم «أسماء» فى موعده 7 ديسمبر، أما فى حال تأجل «أسماء» إلى نصف العام، فسيتم تلقائيا تأجيل «جدو حبيبي» إلى موسم صيف 2012.

ونفس المصير بالنسبة لفيلم «رد فعل» الذى انتهى تصويره قبل فترة طويلة، ولم يحدد حتى الآن موعدا لعرضه، الفيلم تأليف إيهاب فتحى، ووائل أبوالسعود، وإخراج حسام الجوهرى، ويشارك فى بطولته محمود عبدالمغنى وحوريه فرغلى.   

ويبقى هناك ثلاثة أفلام موقفها يسوده الغموض حيث يتم تصويرها على فترات متقطعة، مما يعطى انطباعا أنها لن تكون جاهزة للعرض فى موسم نصف العام وسيتم تأجيلها إلى صيف 2012، الأفلام هى «جيم أوفر» تأليف محمد القوشطى وإخراج احمد البدرى، وبطولة يسرا ومى عز الدين، و«المصلحة» تأليف وائل عبدالله، وإخراج ساندرا نشأت، وبطولة أحمد السقا وأحمد عز، وحنان ترك، وزينة، وفيلم «خط أحمر» تأليف أحمد البيه، وإخراج محمد حمدى، وبطولة مصطفى قمر وريهام عبدالغفور.

الشروق المصرية في

30/11/2011

 

يؤسس لمرحلة جديدة من القسوة في المشهد السينمائي العالمي

فيلم «غضب» العنف على طريقة الياباني كيتانو

عبدالستار ناجي  

تحتل السينما اليابانية موقعها البارز على خارطة الحرفة السينمائية. ليس من خلال الاستديوهات التي راحت تمتلكها اليابان بل الامر يسبق ذلك بكثير. وعبر كم من الاسماء التي راحت عاما بعد اخر وتجربة بعد ثانية من ترسيخ حضور السينما في ذاكرة المشاهد في انحاء العالم. وحينما تذكر السينما اليابانية لابد من التوقف امام تلك الاسماء الكبيرة الشامخة وفي مقدمتهم الراحل الكبير «اكيرا كيروساوا» وايضا «شوهي ايمامورا» و «ناجيزا اوشيما» وغيرها حيث تظل السينما اليابانية تتفرد بتميزها وتنوع نتاجاتها وخصوصية كل حرفي من صناعها الكبار.

ومن تلك الاسماء يأتي المخرج والممثل الكبير «تاكيشي كيتانو» الذي يمتاز بشهرته في بلاده كممثل اكثر من شهرته العالمية كمخرج. لان افلامه كمخرج هي التي تزور مهرجانات العالم بينما قلة من اعماله التي تعرض خارج الحدود اليابانية. وقد عمل كيتانو كممثل مع جملة الكبار من المخرجين في بلاده. وهو يظل يتميز بملامحه القاسية ونظرته الباردة التي توقف القلب.

ودعونا نتعرف عليه اكثر: كيتانو من مواليد 1947 في اليابان. بدأ مشواره كممثل كوميدي ويميل الى الاعمال الساخرة. ولكنه حينما وقف امام الكاميرا وجد صناع السينما في بلاده في ملامحه ما جعلهم يسندون اليه تقديم الشخصيات المركبة. والعنيفة في احيان عدة. حتى اصبح لاحقا احد رموز الادوار الشريرة في السينما اليابانية. في عام 1989 قدّم فيلمه الروائي الاول كمخرج «شرطي العنف» ثم كرت المسبحة من فيلم عنف الى فيلم يحمل عنفا اكبر. ولكنه في احيان كثيرة يعود الى الكوميديا الساخرة وهذا ما نلمسه بالذات في فيلم «كوكجيرو» والذي عرض في المسابقة لمهرجان كان السينمائي الدولي 1999. ونتوقف الآن مع عمله السينمائي الجديد غضب- والذى كان قد عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي وعدد اخر من المهرجانات ويتم برمجته للعرض في الاسواق الاميركية والعالمية مع نهاية العام الحالي ليجد طريقة للترشيح للاوسطار في اطار افضل فيلم اجنبي.

في غضبه يضرب بقوة وبانماط من العنف قد لا تخطر على بال مشاهد. بل انه يؤسس لنمطية جديدة من العنف لم نشهدها من ذي قبل في افلام مثل «ريزرفوار دوكز» و«بالب فاكشن» وكم اخر من الاعمال التي عزفت على منهج العنف الضارب.

يأخذنا كيتانو الى العالم السفلي من العصابات التي تسيطر على اليابان حيث كبريات العائلات التي تدير عوالم المافيا والجريمة والمحرمات من جنس ومخدرات وقمار وغيرها. وقد كان تلك العائلات تتحرك بقيادة احد رؤسائنا الذي ينظم العملية بعنف اكبر من العنف التقليدي وفي لحظة خارجة عن الزمن وعن سيطرة الزعيم «ياكوزا» يبدأ صراع بين الزعماء والعوائل للسيطرة على هذة الجهة او تلك وهو ما يفسره البعض بانه تجاوز على حدوده وتبدا المواجهات من اغتيالات وتصفيات وعنف ارعن وحينما يتدخل الزعيم من اجل فض النزاعات يكتشف ان معادلة الدم قد تفاعلت وان نار الجريمة لم يعد السيطرة عليها. عالم من التصفيات يذهب ضحيتها الجميع.

فيلم يعري الشرطة وتدهورها. ويكشف تورط عدة جهات سياسية. وتطاحن الرؤوس الكبرى في تلك العصابات.

وفي تلك اللحظات تبدأ بعض الرؤوس الجديدة بالنهوض ومن بينها «اوتوما» يجسده كيتاني نفسه الذي يحاول ان يأخذ موقعة بعد سنوات من العمل في خدمة الزعماء الكبار ولكن امام الانفلات راح كل منهم يحاول ان يفرض سيطرته وهو من اجل تلك المكانة عليه ان يقتل ويدمر ويمارس العنف. وفي جملة المشهديات التي يظهر بها اوتوما «نشاهد حالات من العنف» اعترف شخصيا بأنني اغمضت عيني في اكثر من مشهد فمن تكسير الاسنان الى قطع الاصابع الى القنابل المدمرة الى الشنق بواسطة السيارة وغيرها من المشهديات التي يتنوع بها العنف ويأتي متجددا وكان كيتانو يريد ان يظل كمبدع للعنف.. وايضا كحرفي يشتغل على عمله وشخصياته باحتراف عال.

وحينما يصل «اوتوما» الى القمة يكون زعيما اخر قد اعتلى القمة وتبدا المواجهة وحينما يكتشف «اوتوما» ان الطريق بات امامه مسدودا بعد تصفية جميع افراد عائلته يقرر الاستسلام للشرطة وفي الفترة ذاتها يقوم احد المساعدين بتصفية الزعم الكبير والذي تصله الاخبار من السجن بتصفية «اوتوما» إنها نهاية العنف وهي حد العنف وهي حد الابتكار في آليات العنف. وهي ايضا حالة من الدهشة يحاصرنا بها كيتانو الذي لا يريد اي شيء من هذه التجربة الا التأسيس للعنف بأطر سينمائية جديدة. انه يؤسس لمرحلة جديدة من القسوة فى المشهد السينمائي العالمي. ونستطيع ان نقول ان عددا من تلك المشاهد ستجد طريقها الى اكبر كم من الاعمال السينمائية حول العالم. واطر منسوخة قادمة من عوالم العنف الذي قدمه كيتانو الرائع. فيلم كبير عن المافيا اليابانية... واحتراف رفيع يجمع اكبر عدد من نجوم واجيال السينما اليابانية يقودهم تاكيشي كيتانو الذي يبرع كممثل وايضا كمخرج ممسك بأدواته وحرفياته السينمائية التي ترسخ صورة في ذاكرة الفن كمخرج يجيد حرفته ويستحق ان يحمل اسم بلاده اليابان، وهكذا هو نهج الكبار.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

30/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)