حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم

<غراند كلاس>: الصالة تحوّلت إلى <مشاهدة منزلية>··

محمد حجازي

مع حلول الربيع المقبل يُفتتح Circuit صالات جديدة في ضبيه، 8 صالات لشبكة Grand Cinema تحت إسم Grand Dbayeh لتنضم إلى أربع شبكات موزّعة بين ABC، كونكورد، لاس ساليناس، وصيدا في عملية تمدُّد مدروسة لحضور الصالات بقوة في معظم الأراضي اللبنانية، حيث تأكد أنّ الجمهور اللبناني معني جدّاً بهذا الفن، ويجد في الشركات الحاضرة التي تُعنى بالصالات متنفّساً عربياً وعالمياً لاستقطاب أهم الأفلام، ومن خلالها أفضل رقم للروّاد من اهتمامات عادية إلى متوسطة فنخبوية، لكن علينا التأكد من أنّ نسبة عالية من الروّاد لا تدخل مغمضة العينين إلى الصالات، لأنهم يقرأون، يتابعون، يدقّقون ويعرفون ما هو موقع هذا الفيلم أو ذاك على خريطة العروض·

ودافعنا إلى هذا التناول اليوم هو استحداث صالة تضم أربعين مقعداً في مجمّع ضبيه هذا·· Grand Class، كل مقعدين في إطار محدّد بشكل جيد أو بعيد عن المعقدين الآخرين، بما يعني تجميع عشرين ثنائي في العرض الواحد وبسعر مختلف عن سعر البطاقة العادية، الأرجح أنّ الزيادة ستكون 50 بالمئة، ويستطيع مَنْ يدخل إلى هذه الصالة أنْ يفوز بخدمات خاصة، فيطلب ما يريده ويصله بواسطة نادل يحمل طلبه إليه في الصالة، حيث كل الأجواء ممهّدة لراحة <الزبون>، وحين سألنا عمّا إذا كان الرواد من الجنسين يأخذون راحتهم الكاملة في هذه الجلسة، جاء الرد بأنّ هذا المناخ لا يعني أنّ الصالة تؤمن خلوات للجنسين، فكل الصالات موجودة تحت رقابة كاملة، وهناك حالات حسم في هذا الموضوع، لكن يستطيع مَنْ يصطحب زوجته أو خطيبته أو شقيقته أنْ يحظى براحة كاملة في المشاهدة، بعيداً ربما عن إزعاجات الجار في الصالة، مع أنّ العروض العادية تشهد انتظار الشباّن أو الشابات لحظّهم في مَنْ سيكون جارهم طوال فترة العرض، لكن هذا شيء وذاك شيء آخر·

ونتذكّر أنّ أحد أصحاب الدور كرّم عدداً من النقّاد واستقبلهم في صالة عرض خاصة جداً وموجودة لاستقبال حوالى 20 مشاهداً، لكن كل مقعد توجد أمامه طاولة رحبة غطتها أنواع مختلفة من الأواني الصغيرة وفيها المكسّرات على اختلافها، وبعض أنواع البسكويت، إضافة إلى مشروبات مختلفة، ورغم أنّ الشريط كان راقصاً إلا أنّ جميع الحاضرين كانوا نياماً عندما أُضيئت أنوار الصالة عليهم، فالمقعد الوثير المريح، والمآكل الشهية، والمقبّلات جعلت الأمور تذهب بالحضور إلى الراحة في القيلولة أكثر من المشاهدة، وهذا ربما كان حال الإكثار من وسائل الراحة للمشاهد، الذي تسعى كل الصالات إلى إقناعه بأنّ الجلوس في الصالة لن يختلف عن المنزل، حيث يكون مرتاحاً وحرّاً في فعل ما يريد، مع فارق أنّ ما يفوته خلال المشاهدة المنزلية يستطيع تعويضه باستعادة المشاهد السابقة أما في الصالة فلا مجال·

هذا النوع من الصالات الاستثنائية موجود في الإمارات، وهو يحظى بإقبال مَنْ يفضّلون المشاهدة بأقل قدر من فوضى الجمهور خصوصاً من الصغار، وهو ما يعني بصورة من الصور تحويل الصالات تباعاً إلى أماكن راحة مؤجرة لأجل مسمّى مع كافة الوسائل الكفيلة بتمضية وقت مع أعصاب هادئة لا يُعكِّر صفوها أحد·

ويظل الأمر هنا مرهون بأنّ مشروع الذهاب إلى السينما بكل تفاصيله من الملابس في المنزل، إلى السيارةو إلى المجمّع إلى شباك التذاكر، فالبوشار، والجلوس في الصالة ومتابعة الفيلم، كلها مراحل مهمة في مشروع المشاهدة، لذا لا بأس بأنْ يحظى الروّاد مقابل زيادة بسيطة على سعر التذكرة بحميمية أكثر في المشاهدة، فكلّنا ندرك أنّ هناك دائماً نماذج غير مقبولة من الشباب تقصد دور العرض فقط لتوزيع دمها الثقيل على أعصاب الآخرين، لكن السؤال إلى أين تذهب صناعة الصالات مع مضاعفة وسائل الراحة التي ستصل إلى حد الدلع وكأنّ الجميع في منازلهم·

نقد

Rue Huvelin لـ منير معاصري في 90 دقيقة بعد 3 مهرجانات

الحركة الطالبية تواجه النظام الأمني من الحرم الجامعي

محمد حجازي

السينما اللبنانية تضرب من جديد· بعد النجاحات العديدة مؤخراً لـ <وهلأ لوين؟!> لـ نادين لبكي، <رصاصة طايشة> لـ جورج هاشم، <شتي يا دني> لـ بهيج حجيج، <تحت القصف> لـ فيليب عرقتنجي، وغيرها من الأشرطة المميّزة نجد أنّ هناك تيّاراً سينمائياً بدأ يحضر على الساحة ويقوّي الرهان على سينما مختلفة، استناداً إلى صناعة حضارية قادرة على تقديم نفسها إلى العالم بثقة·

آخر العنقود (Rue Huvelin) جديد الممثل والمخرج والأستاذ الجامعي المخضرم منير معاصري عن نص وإنتاج مارون نصار، حيث نواكب عملية رصد لـ 15 عاماً (بين 1990 و2005) في لبنان، وهي حقبة كان النظام الأمني اللبناني - السوري حاضراً في مواجهة تظاهرات طلابية صاخبة جمعت لفترة القطبين الحزبيين: القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، انطلاقاً من جامعة القديس يوسف والشارع المحاذي لها <هوفلين>·

الشريط الذي بوشر تصويره في نيسان 2009، وصوّر آخر المشاهد في باريس بعد 45 يوماً كان جاهزاً للعرض مطلع العام 2011، وشارك في ثلاثة مهرجانات: مونتريال ساو بولو، وموسكو قبل أن يحط الرحال في بيروت، وينطلق جماهيرياً في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري على شاشات أمبير، بعد حذف مشاهد قليلة في قِبل الرقابة·

العمل منفّذ سينمائياً بشكل جيد، ونتابعه على مدى 90 دقيقة من دون ملل، لكن السؤال الذي يطرحه متابعوه: أين هي الحركة الطلابية التي قدّم الفيلم نفسه على أساسها، فكل ما نراه في نسبة كبيرة من وقت الفيلم ينصب على تفاصيل صغيرة في الحياة الجامعية اليومية، ما بين رغبات وآمال التلاميذ في حياة عاطفية مريحة، حبّاً بالحياة، وانتظاراً لمستقبل أفضل، لكن فجأة نجد أنّ هناك تظاهرة تواجهها القوى الأمنية مانعة التلاميذ من تخطّي الباب الرئيسي للجامعة والخروج إلى الشارع، وسط صدّ رجال الأمن، واحتكاكهم بطريقة أو بأخرى بالطلاب، ثم اعتقال العديدين منهم وسوقهم للمحاكمة·

لكنّنا لا نقف على مناخات داعمة في النص لتوجّه المطالب والمواجهات، فسرعان ما تعود إلى الحياة العادية للتلاميذ، الذين يريدون الحرية والعدالة والمساواة والاستقلال، وفي الوقت نفسه، عندهم حياتهم الشبابية التي يريدونها منفتحة على كل الخيارات، وهم لم يفطنوا في هذا المجال، وقام بعضهم بتهريب صديقاتهم داخل حقائب سفر إلى غرفهم كي يختلوا بهن·

لعب الأدوار الرئيسية في الشريط مجموعة أسماء بدت عفوية في حركتها أمام الكاميرا، مع وجود أسماء لمحترفين أمثال: عادل كرم، بيتي توتل، بياريت قطريب، إلى جانب شربل كامل، روبرت كريمونا، كارمن بصيبص، جيمي كيروز، أنطوني عزيز، ستيفاني حداد، وائل مرقص، سارة هندي وجان عبود·

عروض

<الفجر المشرق 4> يدخل في دراما زواج الحبيبين والمولودة مثل القمر

المؤثّرات المشهدية محدودة حلَّ محلّها التفاعل الآدمي مع المصاصين···

محمد حجازي

يوم واحد بين عرضَيْ القاهرة وبيروت لرابع أجزاء السلسلة الناجحة The Twilight Saga Breaking Down Part1 الأربعاء·· هو يوم تغيير البرمجة في مصر، بينما عندنا هو يوم الخميس، ففي 17 الجاري وبعد ثلاثة أيام من العرض الخاص في صالات غراند ABC الأشرفية بوشرت حفلات الشريط الميلودرامي الذي يحاول تأمين إطار محمي لحياة يريدها الحبيبان إدوارد كولن (روبرت باتسون) وبيلا سوان (كريستن ستيورات) يعني عيش مصاص دماء مع فتاة عادية تحت سقف واحد حياة عادية جداً، مع أحلام بعائلة وسعادة مشتركة·

الشريط الذي صُوّر في Baton Rouge - لويزيانا بميزانية 127 مليون دولار، جاء في 117 دقيقة على الشاشة بعدما تعب بطله باتسون طوال ستة أشهر من الريجيم لإنزال وزنه تحضيراً لتصوير مشاهد متواصلة لما كان أصلاً انقطع عنده الجزء الثالث من الفيلم·

بيل كوندون تولّى الإخراج ولم يكن محتاجاً إلى مؤثرات خاصة ومشهدية كثيرة (تولاها الخبيران أليكس بورديت وصموئيل إكاردو) لأن المناخ الدرامي طغى على الشريط وجعله أكثر ميلاً إلى حماية العروسين من أي مؤثرات خارجية، مع قلق لم يتوقّف لحظة عن إقلاق راحتهما بشأن مستقبلهما خصوصاً في ما خص الإنجاب·

الفيلم أقرب إلى ما جرى في فيلم (أبي فوق الشجرة) لـ حسين كمال مع عبد الحليم حافظ ونادية لطفي، في ما يتعلق بعدد القبلات التي يتبادلها البطلان، كان العدد من الفجر المشرق مضاعفاً وفاقعاً جداً ولا مبرّر له في مجال الحب الذي يجمع الطرفين على حياة مشتركة مع رصد لحالة عدم الطمأنينة عند كليهما، وإذا بـ بيلا تحمل، وتبدأ عوارض الحمل بالظهور بسرعة، ويروح الجنين ينمو بشكل غير مسبوق، ولا تعود مثلاً قادرة على الحركة إلى أنْ تقع وتضطر لأن تلد حيث هي، ويكون من حولها زوجها إدوارد، وصديقهما المشترك وهو من جنس المصاصين المستدئبين جايكوب بلاك (تايلور لوتنر) الذي يحاول حمايتها من بني فصيلته لأنهم يعتبرون مولودتها ستكون مشكلة كبيرة حين ولادتها·

يتم شق بطنها وإخراج الطفلة سليمة، وهي تجمع في إسمها بين إسمَيْ والدتي العروسين، لكنها تبدو جميلة جداً، وهو ما يستدعي هياج المستدئبين بشكل جنوني واندفاعهم إلى مكان ولادة الطفلة للتخلّص منها لكن وجود جايكوب المستذئب الذي يحب <بيلا> بكل جوارحه أوقف هجوم رفاقه، وتم إنقاذ الفتاة، لكن هذا لم يمنع من ذهاب الأم الشابة في شبه غيبوبة، سرعان ما اعتبرها الجميع موتاً، لكن وبعد وقت غير قصير وفي لقطة هي آخر ما عرفه الفيلم تفتح عينيها بما يعني أنّ (Part2) من الشريط قيد الإعداد ليكون الجزء الخامس من السلسلة الفيلمية التي عرفت نجاحاً واسعاً وإقبالاً شبابباً لافتاً، والمفارقة أنّه منذ أفلام كريستوفر لي، دراكولا، لم تعرف هذه النوعية من الأفلام إقبالاً على هذا القدر من الكثافة·

صاحبة رواية Breaking Down ستيفاني ماير، وضعت سيناريو الفيلم بالتعاون مع ميليسا روزنبرغ، وأسهمت أيضاً في ميزانية الإنتاج (127 مليون دولار)، وأدار التصوير غيليرمو نافارو، مع موسيقى صاغها: كارتر بورويل وادارة كاستنغ تدلتها ديبرا زان·

جيل بيرمنغهام، بيلي بيرك، سارة كلارك، تي اولسن، آشلي غرين، جاكسون راتبون، بيتر فاسينيللي، كيلا لوتز، من خريف التمثيل·

حضور

نادين لبكي بين فرنسا وأميركا مع فيلمين

محمد حجازي

في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري تنطلق عروض الفيلم اللبناني <رصاصة طايشة> لـ جورج هاشم على الشاشات الفرنسية من بطولة نادين لبكي التي تكون في هذا الوقت في أميركا تواكب عروض فيلمها <وهلأ لوين؟!> في عدد من الولايات الاميركية·

4 صالات في باريس تعرض <رصاصة طايشة> بحضور المخرج هاشم الذي أنجز وعرض الشريط العام المنصرم 2010، لكن عرضه العالمي تأخّر إلى الآن في وقت بات عمله الثاني جاهزاً كنص، لكن لم يقم بعد بعملية الكاستنغ، كي يباشر البحث عن مصادر التمويل·

دورٌ قويٌ جداً لـ نادين في مناخ درامي جداً، عميق جداً وله علاقة بمناخ الحرب اللبنانية السالفة، وكيف أنّها تخسر حبيبها على يد مسلحين وتكون في حال مواجهة مع عائلتها، لكنها تتحدّى في خضم أجواء تدل بقوة على نواحي التحدّي في حياة اللبناني خلال الحرب الماضية·

الشريط شارك فيه عدد كبير من الممثلين اللبنانيين أمثال: بديع أبو شقرا، تقلا شمعون، هند طاهر، رودريغ سليمان، باتريسيا نمور، نزيه يوسف، بولين حداد، نصري صايغ وجويل حنا·

اللواء اللبنانية في

21/11/2011

 

فيلم نادين لبكي حصل على العلامة الكاملة

« وهلأ لوين ».. ضحك وحب ضد الطائفية

علا الشيخ - دبي 

للمرأة دور البطولة في الفيلم اللبناني «وهلأ لوين»، للمخرجة نادين لبكي، إذ تحاول النساء مقاومة النعرات الطائفية، وإبعاد شبح الحرب الأهلية عن ضيعة بعيدة عن العاصمة بيروت، وتتحمل نساء لبكي، المسلمات والمسيحيات، من أجل ذلك الكثير، فبطلات الفيلم، حسب مشاهدين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، وحدّت بينهن مشاعر الجيرة والعشرة والأمومة والحزن والاكتواء بنار الطائفية والحرب الأهلية، ولذا يفكرن بقلوبهن ليحفزن عقولهن نحو الحفاظ على الأمن والسلام.

مشاهدون للفيلم الذي عرض أخيراً، في دور العرض، وكان معظمهم من الجالية اللبنانية، أكدوا ان «وهلأ لوين» هو الاستفادة التي تكاد تكون الوحيدة من مآسي الحرب الأهلية اللبنانية، وآخرون اثنوا على جرأة الطرح وذكاء الفكرة في الفيلم الذي يشمل السخرية، فيما ذهب البعض إلى أنه فيلم لا أكثر، ولن يغير شيئاً من الحقيقة «الحقيقة التي حكتها لبكي من خلال قصص وتفاصيل تعيشها عائلات مسلمة ومسيحية توجد بينها علاقات انسانية وعشرة طويلة، لكنها تنسى جميعها اذا ما شبت الفتنة بين أفرادها، حتى لو كان سبب ذلك حمامة حطت على صليب الكنيسة فوقعت في اناء الماء الطاهر فلوثته بدمائها، او خراف دخلت مسجداً مفتوحاً ببساطة.

حصل الفيلم على العلامة الكاملة من مشاهديه الذين تنوعت ردات أفعالهم داخل صالة العرض بين البكاء حيناً، والتصفيق والانفعال حيناً آخر. وشارك لبكي البطولة ايفون معلوف، انطوانيت نفيلي، جوليان فرح، علي حيدر، كيفن عبود، بيترا صغبيني، ومصطفى السقا.

رقصة

يبدأ الفيلم برقصة نساء فقدن أزواجهن أو أولادهن أو أحداً من العائلة، يمكن اعتبارها رقصة حزينة، أو طقساً من طقوس «عيد الموتى»، تمشي النساء الى جانب بعضهن بعضا في مشهد فانتازي يريد ان يحكي للعالم كله ان الموت واحد، والقبور واحدة لا تفرق بين طائفة وأخرى.

قالت الين مناهض (33 عاماً) لقد «بكيت طويلاً خلال مشاهدتي الفيلم، وشعرت كم نحن تعساء مع ان قلوبنا مملوءة بالحب، دور النساء الذي اطلعتنا عليه لبكي هو الدور الطبيعي لكل أم تريد من ابنها الحياة».

في المقابل، لم تخفِ جين عنبة (40 عاماً) دموعها وهي تروي رأيها عن الفيلم، مضيفة «لم أتخيل انني سأشاهد فيلماً يهزني من الداخل بكل هذه القوة كما هذا الفيلم، لهذه الدرجة تعمى قلوبنا، الفكرة ذكية وتناولتها لبكي بطريقة واقعية جداً، معتبرة أن الطائفية سببها ما يتمناه البشر من حب للسيطرة».

وأكد كلامها زوجها يوسف عنبة (52 عاماً) «الفيلم جميل لكنه لن يضيء الظلام في داخل قلوب الطائفيين بشيء».

من جانبها، قالت منى علي (37 عاماً) «الحياة تظهرها لبكي من خلال نساء يعشن في قرية معزولة عن العالم الخارجي بسبب ألغام تحيطها من كلّ حدب وصوب، ويتبرع شابان يافعان بنقل البضائع من وإلى القرية عبر طريق ضيق من خلال دراجة نارية بدائية، وآمال المسيحية تقع في غرام ربيع المسلم، تحديات وحب وأشياء باطنية لا يتغلب عليها الا النساء». وأكدت أن «وهلأ لوين» فيلم يستحق أن يعرض في المدارس اللبنانية.

قيادة نسائية

نساء «وهلأ لوين» بسيطات فاقدات لأغلى الحبايب على قلوبهن نتيجة الحرب، ومع ذلك يرقصن ويضحكن ويتشاجرن حباً، وأهم من ذلك انهن يتفقن بالتخطيط للحيلولة من أي احتمال في وقوع حرب طائفية بين عائلات الضيعة، خصوصاً بعد ان استيقظ المسيحيون، وشاهدوا صليب الكنيسة محطماً مع انه سقط نتيجة فعل شاب مسيحي اراد ان يستعير سماعة الكنيسة، لكنهم لم يقتنعوا على الرغم من محاولات الخوري.

وعلى الجانب الآخر، دخلت مجموعة من الخراف الى المسجد فدنسته، فاتهم الشباب المسلم جارهم المسيحي بذلك، رغم محاولة إمام المسجد اثبات الحقيقة، وأن الموضوع ببساطة يتلخص في انه نسي باب المسجد مفتوحاً، وهكذا تبدأ المشاحنات فيقرر نساء الضيعة أن يجلبن فتيات أوكرانيات لالهائهم قليلاً عن القتال.

بشير اسماعيل (22 عاماً) قال «نعم هكذا يجب ان يكون دور النساء، يبنين على عواطفهن التي تحفز عقولهن لتجنب الخطر، بعد هذا الفيلم أنا شخصياً سأهذب نفسي واستفيد منه كثيراً».

وباللهجة اللبنانية قال طارق عازار (40 عاماً) «يا هيك النسوان يا بلا»، مضيفاً «الفيلم رائع لكنه خيالي وليته حقيقة، هكذا نتمنى ونتساءل معها (وهلأ لوين؟)».

مشاهد

على الرغم من المبالغة في كبت مشاعر الألم والحرمان، إلا ان الفيلم استطاع ببساطة ان يوصل رسالته عبر نساء يحاولن وأد الفتنة والطائفية حتى ولو ضحين بالكثير، فأم أحمد إحدى شخصيات الفيلم ترى جارها يضرب ابنها المعاق الذي ظن ان الطفل وضع الدماء على اناء البركة في الكنيسة، فتنتشل ابنها، وتهرب به بعيداً عن الكنيسة، وتهدده بأنها ستعاقبه اذا قال لوالده القصة، كي تصون الدم.

في المقابل، تتعرض تقلا لموقف اشد، إذ تفقد ابنها الصغير نتيجة طلقة اخترقت رأسه من مدينة بعيدة عن ضيعتها، فتغسله وتضعه في البئر، وتنشر الخبر انه مريض، فيكتشف ابنها عصام المتعصب لطائفته المسيحية ذلك فتطلق النار على قدميه كي تمنعه من الخروج من المنزل، وكل ذلك أيضاً للابتعاد عن الدم.

ايميل موسى (29 عاماً) «هما جاران يقطنان العمارة نفسها وابناهما يخرجان للعب سوياً ويلتقيان في القهوة ليلعبا الطاولة، ويستعينان ببعضهما مادياً احياناً اذا نقص على احدهما شيء، لكن في غياب العقل اقل من لحظة يعلنان الحرب على بعضهما، هذه هي الحقيقة في لبنان»، مضيفاً «أشكر نادين لبكي لأنها وضعت يدها على الجرح».

في المقابل، قال محمد قاسم (38 عاماً) «لأول مرة أشعر أن لبنان استفاد من الحرب الأهلية».

وبدوره، أكد نادر أحمد (25 عاماً) «عبثية التفكير في شخصيات الرجال في الفيلم، تشبه عبثية تفكير رجال السياسة في لبنان، الذين لا يفكرون في البلد بقدر تفكيرهم بالطائفة.. الفيلم جعلني استبشر خيراً في جيل لبنان القادم».

من المشاهد التي اثرت من جهتها، انتقدت مريم بركة (45 عاماً) مشهد كسر تمثال مريم العذراء «فلا ينبغي للبكي ان توظف هذا المشهد المؤذي للمشاعر»، مضيفة «الفيلم جميل لو ان مشاهد تمس المقدسات لم تكن موجودة».

تسير أحداث الفيلم في قالب كوميدي أحياناً، وغنائي ومؤلم أحياناً أخرى، وتظل النعرات في قلوب رجال الضيعة موجودة، مع ان الخوري والشيخ يقفان الى جانب بعضهما بعضا، ويحاولان قدر استطاعتهما الا تتأثر ضيعتهما بما يحدث في المدن، فيقرران الخضوع الى حيلة قبل نهاية الفيلم الجدير بالمشاهدة.

أبطال العمل

نادين لبكي

اشتهرت المخرجة اللبنانية وبطلة الفيلم في مجال الفيديو كليب (خصوصاً فيديو كليب الفنانة نانسي عجرم) قبل أن تحقق شهرة كبيرة بفيلمها السينمائي الأول «سكر بنات»، الذي عرض عالمياً للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي عام 2007 ضمن قسم نصف شهر المخرجين. وقد حقق الفيلم نجاحاً نقدياً وجماهيرياً كبيراً. كما شاركت لبكي في أفلام عدة مثل الفيلم اللبناني الاستعراضي «بوسطة».

مصطفى السقا

هو بطل غرب آسيا للمصارعة الرومانية، إذ حصد على المركز الثالث في البطولة التي اقيمت في بغداد هذا العام، وهو من مدينة صيدا وكانت تجربة الوقوف أمام كاميرا نادين لبكي فوق تصوره، حيث أدى دور المراهق «حمّودي» كأول دور له على الإطلاق.

عادل كرم

ممثل لبناني، اشتهر في اللوحات الكوميدية «لا يمل» مع المخرج ناصر فقيه لمدة طويلة، وانفرد بعد ذلك في مسلسل مغامرات أبورياض على قناة المستقبل لفترة طويلة أيضاً، وكذلك شخصية تحسين. شارك في المسلسل الكوميدي السوري «بقعة ضوء» مع المخرج الليث حجو. كما شارك في بطولة فيلم سكر بنات الذي عرض خلال مهرجان كان السينمائي الدولي 2007 للمخرجة نادين لبكي.

قالوا عن الفيلم

- الكاتبة والناقدة دلع المفتي: بكيت، ضحكت، غنيت، وتراقصت فيما أنا أشاهد الفيلم، وفي نهاية الفيلم انتابتني نوبة تصفيق كالمراهقين، وكأني أشاهد عرضاً مسرحياً، لشدة فرحي بفكرته، لكن من المؤكد أن فيلماً كهذا يجب أن يقرر على كل عربي (مع حصة التموين).

- ايفون معلوف التي تلعب دور زوجة المختار: التقت نادين بي في السوق وعرضت علي الدور وخلقت منّي ممثلة لأنها وثقت بنا.. وأنا سعيدة انني قدمت اول دور لي في فيلم ضد الطائفية.

- انجو ريحان التي تؤدي دور فاطمة: من أهم أهداف الممثل اللبناني هو التعاون مع مخرج من أهم مخرجي لبنان، والفرصة التي أتيحت لي للتعامل مع نادين هي من أهم الفرص، وفي النهاية هذا العمل اضاف الى رصيدي الفني.

- الممثل خليل بوخليل الذي لعب دور مختار القرية: الفيلم سيُشكل علامة فارقة في تاريخ السينما اللبنانية والعربية.

حول الفيلم

- فاز الفيلم بجائزة تصويت الجمهور في مهرجان الدوحة، ترايبكا السينمائي، وصوت الجمهور في الدوحة منذ الدورة الأولى من المهرجان على جائزة الجمهور عقب عرض كل فيلم، وهذه هي جائزة الجمهور الثانية للفيلم بعد حصوله على جائزة مماثلة في مهرجان تورنتو في سبتمبر الماضي.

- حقق الفيلم إيرادات كبيرة في شباك التذاكر في لبنان مع نسبة إقبال غير مسبوقة، إذ وصلت إلى 180 ألف مشاهد بعد شهر من بداية عرضه.

- شاركت المخرجة نادين لبكي ضمن فعاليات مهرجان الدوحة في ندوة «هي الفيلم» بين مخرجات وصانعات أفلام من العالم، ناقشن موضوعات السياسة والدين والرقابة وكيفية معاملة النساء في صناعة السينما.

- فازت الممثلة اللبنانية نادين لبكي بجائزة «فرنسوا شاليه» عن فيلمها «وهلأ لوين؟» الذي تم عرضه في إطار قسم «نظرة ما» بمهرجان «كان» السينمائي الدولي.

تسمية الفيلم

اسم الفيلم هو من اختيار نادين لبكي، واختارته من آخر جملة ترد في الفيلم حين يشعر المشاهد بأنهن حققن شيئاً وعالجن المشكلة ووجدن الحلّ.. ولكن فجأة، يبدو كأن كل شيء في طريقه الى الانهيار من جديد.

فنساء القرية ابتدعن الاستراتيجية المثلى لدفع رجالهن الى ادراك مدى سخافة الحرب، وينجحن في ذلك، لكن بعد ماذا؟ «وهلأ لوين؟».

الإمارات اليوم في

21/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)