حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"إكس لارج"..عندما يترهّل الجسد والسيناريو أيضاً

محمود عبد الشكور

لعل إحدى مفارقات الكتابة النقدية أن تجد فيلماً يعانى على مستوى الصنعة الفنية من نفس المشكلة التى يناقشها، وتكون المفارقة أكبر إذا كان الفيلم كوميديّاً ساخراً، وإن كان ذلك يحدث عموماً فى "أحسن الأفلام".

أتحدث بالتحديد عن فيلم الكوميديان الموهوب والمجتهد أحمد حلمى، والذى عُرض فى موسم عيد الأضحى للسينما المصرية تحت عنوان "إكس لارج"، فالفيلم الذى يناقش مشكلة السمْنة وترهّل الجسد من خلال بطله الطيب المحبوب الذي سرعان ما يصاب بالعدوى، فتنتقل إليه فى الثلث الأخير حالة غريبة من الترهّل الذى يشوّه البناء والمظهر العام، بعد أن كدنا نقترب من كوميديا رومانسية نادرة ومبتكرة.

الفيلم الذى توفّر على تنفيذه حفنة من المحترفين على رأسهم المخرج شريف عرفة، يفشل فى النهاية فى السيطرة على إيقاعه وطابعه العام، وتتكدّس خيوطه على النحو الذى سنشرحه، ولولا الإجتهاد الكبير فى التنفيذ، ولولا ذلك الطموح الواضح، والذى يمتلكه أيضاً بطله البدين، لكنّا أمام حالة أكثر سوءاً وإحباطاً.

السيناريو أولا

لنتفق أولاً على أن أىّ إبهار بصرى لا يُمكن أن يغنى عن السيناريو المتماسك، ولقد كانت إحدى نقاط قوة سينما أحمد حلمى أن هناك فى العادة ملامح سيناريو لفيلم كوميدى، قد يكون البناء بسيطاً كما فى زكى شان، وقد يصبح معقّداً وقائماً على التلاعب بوجهات النظر كما فى آسف على الإزعاج، ولكن هناك دوماً بناء وفهم للنوع بل وتطوير لهذا الفهم من عمل الى آخر.

صحيح أن التجارب لم تخل من مشكلات واضحة فى السيناريو كما فى فيلم عسل إسود مثلا، ولكنك تستطيع بصفة عامة أن تتحدث عن اجتهاد واضح سواء فى البحث عن الفكرة أو فى كتابتها أو حتى فى تقديم مواقف كوميدية مبتكرة.

لايخلو "إكس لارج" من هذا الطموح بل والمغامرة، فالممثل الكوميدى النحيف المعروف برشاقته يؤدى هنا دور شاب بدين اسمه مجدى لا علاقة فى شكله أو حجمه بأحمد حلمى الذى نعرفه،ويرجع ذلك الى الماكياج المتكامل، ولن يظهر حلمى بشكله المألوف إلا فى المشهد الأخير بعد أن تخلّص نهائياً من البدانة.

هى مغامرة بالتأكيد لأن الممثل سيكون مضطراً الى فقدان أهم أداتين تعود عليهما الجمهور وهما الوجه المألوف والجسد المعروف بالحيوية، قد يكون ذلك مألوفاً فى أفلام كوميدية أمريكية، ولكنها تجربة جديدة نسبياً بمعاييرالسينما المصرية، وربما لم تسبق إليها إلا مى عز الدين فى فيلمى أيظنُ و حبيبى نائماً.

مشكلة مجدى البدين أنه أقرب الى مستشار لصديقاته الثلاث فى شؤون الغرام، إلا أنه هو شخصياً يفتقد الحبيبة المناسبة، كل ما يفعله هو أن يأكل وينام، وقد يغازل إحدى الجميلات فى المصعد، وربما رشّحت له صديقته إحدى الفتيات ولكن سرعان ما سنكتشف أنها مريضة نفسياً.

ينجح كاتب السيناريو والحوار، أيمن بهجت قمر، الى حد كبير فى رسم العالم المحيط بمجدى، مات والده ووالدته فى حادث سيارة، تركاه لخاله البدين (ابراهيم نصر)، ومن خلاله ورث حب الطعام، وورث عن والده هواية الرسم، فأصبح مجدى أحد الرسامين فى الطبعة المصرية من مجلة ميكى ذائعة الصيت.

مشاهد جيدة

تقديم مثالى للشخصية الطيبة الطفولية، ومشاهد جيدة سواء فى العمل أو مع الصديقات، ولمحات مبتكرة مثل أن يتحوّل أحد أحلام مجدى الى فيلم كرتون ملوّن، لابأس أيضاً من أن يصل مجدى عبر الإنترنت الى صديقة الطفولة ومحبوبة الصبا (دنيا سمير غانم) التى سرعان ما تعود الى مصر من الإمارات، وفى ذاكرتها صورة افتراضية لشاب وسيم ورشيق.

يتحدّد فى هذا الجزء موضوع الفيلم فى محاولة مجدى إخفاء شخصيته مدعياً أنه قريب الشخصية التى تحلم بها حبيبة الطفولة، تتدفق المواقف المرحة الجيدة، وتتكرر نصائح الصديقات بما يتيح لشاب بدين أن يلفت نظر فتاة جميلة.

يدهشنا فى النهاية أنه رغم تكرار النصائح وصعوبتها،إلا أن مجدى(الذى زعم ان اسمه عادل) ينجح فى التخلص من غريمه الإفتراضى (مجدى الرشيق الذى تتخيله الفتاة) بمجرد الإدعاء البسيط  بأن قريبه يدمن الكوكايين.

يتضح أكثر أن الفتاة تتجاوب تماماً مع مجدى البدين الذى يحمل أمامها اسم عادل، نقترب بالفعل من كوميديا رومانسية بسيطة وجيدة خاصة عندما يحاول مجدى تقليل وزنه من أجل عيون الفتاة الوحيدة التى أحبها.

ولكن المشهد الذى سيضطرب بعده الفيلم اضطراباً كبيراً هو مشهد رفض الفتاة لعرض مجدى بالزواج، بل إنها تعلن له (ولنا أيضاً) أنها كانت تعرف أنه استعار شخصية أخرى، وأن الخال البدين هو الذى قال لها هذا السر، وأنه طلب منها أن تجعل من مجدى إحدى حالات دراستها للماجستير!

لم نشاهد بالطبع حواراً بين الفتاة والخال بهذا المعنى رغم أهميته، وحتى لو شاهدناه فلن نصدقه لأن شخصية الخال كما عرفناه لايمكن أن تلجأ الى هذه اللعبة لإقناع ابن اخته بالرشاقة بينما سمعناه وهو يفتخر أمامه بأن العظماء بدناء مثل صلاح جاهين وكامل الشناوى، كما لم نعرف شيئأ ولو تلميحاً عن دارسة الفتاة وعلاقتها بالبدانة.

افلات الخيوط

منذ هذا المشهد افلتت الخيوط، الخال سيموت نتيجة مضاعفات البدانة، مجدى سيقلّل من وزنه رغم الصدمتين اللتين حدثتا له (فقدان الحبيبة ثم الخال)، تصوروا مثلا أنه سيأخذ هذا القرار بعد أن شاهد شحاذاً بديناً!

حتى طريقته فى استعادة رشاقته ستتم بالإعتماد على آخر شخص يمكن أن يساعده فى ذلك، وهو رجل أعمال كان يكرهه منذ الطفولة وسنوات الدراسة، بل إن هذا الرجل الذى يلعبه خالد سرحان سيحقق لزميله حلم حياته بإنشاء مجلة للكاريكاتير بينما يقصد الفيلم مجلة لقصص الأطفال المصورة (الكوميكس)، دون أن يعرف الفيلم الفارق بين الإثنين.

فى حفل تدشين المجلة، يظهر مجدى لأول مرة وقد تخلّص من وزنه الزائد، يدعو جميع الأصدقاء، وبالطبع يحصل أخيراً على حب فتاته ولكن على طريقة "ودنك منين يا جحا" بمعنى أنه كان يمكن أن يقلّل وزنه بناء على طلبها الأول بدلا من هذا اللف والدوران.

على شريط الصوت، نسمع صوت مجدى وهو يتحدث عن أهمية الحب الذى يجعلنا نتغير، ونأخذ بالنا من أشياء كثيرة كنا نمر بها دون اهتمام.

اسباب الترهل

هناك أسباب لهذا الترهل والفوضى أبرزها فى رأيي أن أيمن بهجت قمر لم يعرف طبيعة نوع فيلمه الذى لا يحتمل أكثر من كوميديا رومانسية، ويعنى ذلك أنه لم يكن فى حاجة لا الى تعقيد الحبكة باشتراك الفتاة فى مؤامرة لتخسيس شخص لا يعنيها، ولا الى التضحية بالخال المرح تحذيراً للبدناء من مضاعفات الوزن الزائد.

السبب الثانى أن السيناريست لم يستطع أن يدمج الخط الذى يتحدث عن أهمية الحب (حكايات الصديقات، افتقاد الخال للزوجة، حكاية مجدى وحبيبته)، بالخط الأساسى وهو خطورة البدانة والسمنة مع أن دمج الخطين سهل جدا وهو اعتبار الحب الحافز على تقليل الوزن.

ولكن الفتاة ترفض أصلا حب مجدى البدين، وتقول له إنه يجب أن يقلّل وزنه من أجل نفسه وكأنه من العار أن يفعله لأنه يحب، ومع أنه عندما يقلل من وزنه بناء على طلب محبوبته فإنه سيفعل ذلك أيضاً من أجل نفسه، والأغرب أنها ستعود إليه عندما يقلل وزنه لابدافع الحب ولكن بدافع الخوف من مصير الخال الميت.

لا يحتاج فيلم إكس لارج الى موعظة تقول :لاتزيدوا أوزانكم حتى لا تموتوا مثل خال مجدى، هذه مشاهد تليق بإعلانات للتوعية الصحية التليفزونية، وليس  لها علاقة بكوميديا رومانسية يمكن أن يكون فيها مواقف إنسانية مؤثرة، ولكنها لاتتورط أبداً فى مشاهد عقابية قاسية.

قد يقال إن وفاة الخال يعطى العبرة بأن الرجل البدين الذى تقدم فى السن يصبح فى موقف مستحيل فى حين تبدو الفرصة فقط أمام الشاب، وهو معنى يقوله الخال صراحة لابن شقيقته.

الواقع أن هذا الكلام ليس صحيحاً على الإطلاق من الناحية الصحية، فالبدين العجوز يمكنه أن يقلل وزنه ببرامج خاصة مثل البدين الشاب، ثم أليس من الأفضل أن ينجح الإثنان (مجدى وخاله) فى قهر السمنة فتصل رسالة وزارة الصحة بشكل أفضل، ونعطى أملاً لكل الأعمار يليق بفيلم كوميدى رومانسى؟

لايوجد أقوى من الدراما المتقنة لخدمة فكرتك، وما نراه من فوضى فى أفلام طموحة لايعنى إلا أن الكاتب لم يستكمل أدواته بعد، أو أنه لا يثق فى قدرة الدراما، لذلك يصرخ بفكرته، أو يحمّل فيلمه أكثر مما يحتمل.

أقول ذلك وأنا أعرف أننى امام فيلم مختلف، وفيه مجهود كبير وعناصر كثيرة مميزة جدا مثل ديكورات فوزى العوامرى وموسيقى هشام نزيه وملابس مى جلال، أما ماكياج أحمد حلمى فقد كان يبدو لامعاً بصورة تتناقض مع مظهر الجلد البشرى، ربما كانت المشكلة فى الخامات المستخدمة أو فى إضاءة أيمن أبو المكارم، لكن هذا العيب واضح جداً خصوصاً فى اللقطات القريبة.

عن التمثيل

من العناصر المميزة أيضاَ نجاح أحمد حلمى فى التعبير بالصوت فقط خلف وجه غريب عنه، ثم قدرته على تحقيق الألفة للمتفرج مع شخصية تختلف عما تعوده الجمهور منه شكلاَ وحركةً، مع أن هذا الأمر شديد الصعوبة. دنيا سمير غانم هنا أقل تألقاً لأسباب لا علاقة لها بموهبتها أو بأدائها، ولكن بالطريقة المشوشة التى رسمت بها الشخصية، فى مشاهد أحسسنا أنها تحب مجدى، وفى مشاهد أخرى بدت وكأنها لاتريده.

أما إيمى سمير غانم التى قدمت مشاهد معدودة فقد انتزعت الضحكات بحضورها وقفشاتها بالإضافة الى طرافة رسم شخصيتها كفتاة تريد عريساً والسلام عن طريق الفيسبوك أو تويتر، لايهم. إيمى ستكون كوميديانة خطيرة بشرط وجود نصوص سينمائية أو مسرحية جيدة.

لاشك أن دور الخال من أفضل أدوار ابراهيم نصر السينمائية، لقد منح الشخصية حيوية واضحة، وكانت بينه وبين حلمى كيمياء رائعة، نصر متعدد المواهب ويحتاج الى أدوار أهم بكثير من زكية زكريا لأنه مشخصاتى بارع تراجيديّاً وكوميدياً.

المخرج شريف عرفة حرفى بارع، وأظن أنه يتدخل أيضاً بقدر ما يستطيع لخروج السيناريوهات بأفضل صورة مقبولة، ربما كانت تجربتا مافيا والجزيرة هما الأفضل من حيث تقديم أفلام متقنة الصنع، ولكننا افتقدنا تجارب شريف عرفة الأكثر جرأة من حيث المضمون والشكل معاً، أقصد بذلك أفلام الفانتازيا الغنائية مع ماهر عواد، والأفلام الإجتماعية على أرضية سياسية مع وحيد حامد.

"إكس لارج" فيلم طموح من حيث الشكل،فيه جهد كبير، ولكن مشكلته أنه نسى أن الأفلام كالأشخاص، كلاهما لا يستطيعان أن يحملا ما فوق طاقتهما وإلا وقعا فى منتصف الطريق مهما كانت النوايا طيبة. 

عين على السينما في

11/11/2011

 

ثلاثة نقاد يكتبون عن "سيما علي بابا"- ملف خاص

"سيما على بابا".. حلقتان تلفزيونيتان بعد إفطار رمضان!

محمود عبد الشكور 

أكثر ما يُحزن أى عاشق لمشاهدة الأفلام أن يضيع جهد حفنة من الموهوبين لأنهم أساءوا التقدير، فى هذه الحالة يشعر من يمارس مهنة مراجعة الأفلام بالذات بحيرة كبيرة: لاتستطيع حتماً أن تتجاهل المشاكل الفنية والأخطاء الساذجة، ولا تستطيع فى نفس الوقت أن تتجاهل الأسى والحزن لأنك كنت تنتظر ما هو أفضل.

هذا هومأزق عمل مثل "سيما على بابا"، أحد أفلام عيد الأضحى، الذى لعب بطولته الموهوب أحمد مكى وكتبه شريف نجيب وأخرجه أحمد الجندى، والثلاثة الذين اشتركواأيضاً فى الفكرة، حققوا نجاحا فنياً لافتاً فى فيلمهما المشترك السابق "لا تراجع ولا استسلام"، الذى اعتبرته وقتها من أظرف أفلام المحاكاة الساخرة (البارودى) المصرية القليلة، وكان الفيلم عموماً من أظرف الأفلام الكوميدية فى الموسم السينمائى الماضى.

بدا الأمر وكأننا أمام ثلاثى من الموهوبين يمكنهما تقديم الكثير بالذات فى مجال أفلام المحاكاة الساخرة التى قدّمت منها السينما الأمريكية سلاسل ناجحة كثيرة مثل المسدس العارى، كما أن تلك النوعية صنعت شهرة ممثلين مثل ميل بروكس.

فى مقابل ذلك كان حصاد السينما المصرية من تلك الأفلام محدوداً ومعدوداً فى نماذج قليلة أبرزها فيلمى أخطر رجل فى العالم، وعودة أخطر رجل فى العالم، وفيلم عفريت مراتى، وفيلم فيفا زاباتا الذى قدّم محاكاة ساخرة لأفلام رعاة البقر.

ولكن سيما على بابا يمثل بوضوح خطوة للخلف للثلاثى الموهوب، فلا أنت أمام محاكاة ساخرة، ولا أنت تشاهد فيلماً متماسكاً أو متجانساً، بل نحن أقرب الى حلقتين تلفزيونيتين يمكن إذاعتهما بعد الإفطار لمتفرج متخم بالطعام فى شهر رمضان.

هناك جهد ولمحات من أفكار لامعة وبعض التعليقات اللفظية (الإفيهات) الظريفة، وهناك عناصر مميزة قليلة كالديكور والملابس والماكياج والمؤثرات البصرية، ولكن كل ذلك لايكفى لصناعة ما يستحق أن نسميه فيلماً.

فيلمان في برنامج

على الأفيش، كتب صناع "سيما على بابا"  عبارة كنت أظنها دعابة هى "فيلمان فى بروجرام واحد"، ولكن الشريط المعروض هو بالفعل وحرفياً عبارة عن عملين منفصلين تماماً شكلاً ومضموناً وأفكاراً، وحتى لا يتطرق إليك الشك يسبق كل عمل اسم الفيلم، وورقة الرقابة المعروفة، وينتهى كل عمل منهما بكلمة (النهاية) المكتوبة على طريقة أفلام الأبيض والأسود القديمة.

ولكن قبل أن نشاهد العملين المنفصلين، سنشاهد مع العناوين واجهة سيما على بابا (إحدى أشهر سينمات الدرجة الثالثة فى القاهرة)، ثم عمليات قطع التذاكر لجمهور يدخل ويجلس فى الصالة، ويعتقد صنأع "فيلمنا" أن هذه المشاهد يمكن أن تربط ما سنراه من عملين متنافرين الى درجة التناقض.

"سينما على بابا" الأصلية كانت إحدى دور العرض التى شاهدتُ فيها مجموعة نادرة من أفلام الخمسينات والستينات والسبعينات من "الوحش" و"سلطان عدو البوليس" الى "المذنبون" و"أبى فوق الشجرة"، وهى تقدّم أربعة أفلام فى بروجرام واحد، نعم هناك خليط غير متجانس فى نوعيات ومستويات الأفلام المعروضة، ولكن هناك فارق شاسع غاب عن صناع العمل هو أن هذا الخليط ضمن "برنامج" واحد وليس على "شريط سينمائى" واحد.

الفارق الخطير هو أن البرنامج يتيح لك أن تدخل قاعة العرض لتشاهد الفيلم الثانى فقط ثم تخرج، وقد تدخل لتشاهد نصف ساعة من الفيلم الأول وكل الفيلم الثانى والجزء الأول من الثالث وهكذا، أما أن تجد فيلمين  منفصلين تماماً  وبدون أى رابط فكرى أو عضوى أو موضوعى أو اسلوبى على نفس الشريط فأنت فى الحقيقة لا تسخر فى هذه الحالة إلا من فيلمك أنت، ودون أن تدرى.

 الفيلم الأول فى "سيما على بابا" يصعد بالبطل الظريف حزلقوم الذى ولد فى فيلم "لا تراجع ولا استسلام" الى كوكب خيالى فى محاولة ساخرة لمحاكاة فيلم "حرب النجوم"، والفيلم الثانى مزيج غريب من عالم حكايات كليلة ودمنة وأفلام الكارتون التى تصنعها ديزنى مع ظلال بعيدة وشكلية من مزرعة الحيوانات لأورويل، وتستطيع أن تشاهد كل فيلم بمفرده، ويمكن أن تكتفى بالفيلم الأول أو الثانى حسب الظروف والأحوال.

خلل فني

مشكلة "سيما على بابا" إذن أنه يفتقد الشرط الأساسى الذى يعطى العمل الفنى التماسك وهو الوحدة التى تعنى أولاً وحدة الموضوع أو الفكرة، وليس لدينا شئ من ذلك وإنما لدينا وحدتان منفصلتان يراد لهما أن يكونا وحدة واحدة لمجرد أنهما مطبوعان على شريط سينمائى واحد، ولمجرد أنهما ضمن بروجرام سينما على بابا الشعبية!

ولكن هذا الخلل الفنى "الكارثى" ليس هو الوحيد، فالحيوية والمشاهد القصيرة المكثّفة التى تميّز بها لاتراجع ولا استسلام تتحوّل فى العملين المنفصلين الى مشاهد طويلة محدودة الأماكن، بل تأخذ طابعاً مسرحياً واضحاً فى الفيلم الثانى الذى يحمل اسم "الديك فى العشّة".

صحيح أن شريف نجيب لم يفقد القدرة على تقديم إفيهات ظريفة، وصحيح أن أحمد مكى ما زال لديه الحضور والقدرة على الأداء الكوميدى، ولكن العملين أقرب فعلا الى ثرثرة الدراما التليفزيونية ذات الأماكن المغلقة المحدودة، كما أن بناء العملين أقرب الى الحلقات المنفصلة البسيطة.

قد يعتقد البعض أن وجود مكى فى الفيلمين مع بعض الممثلين المكرّرين يعطى سيما على بابا بعض الوحدة، ولكن ذلك غير صحيح لأن الأساس كما ذكرنا هو وحدة الموضوع وليس وحدة الممثل بدليل أنك قد تصنع شريطاً فيه عدة أفلام روائية قصيرة لا يتكرّر فيها ممثل واحد ولكن يجمعها نفس الموضوع (كالثورة المصرية أو مدينة باريس من عدة وجهات نظر إلخ ..).

يضاف الى ذلك أن كل فريق الممثلين بمن فيهم أحمد مكى يرتدون فى الفيلم الثانى أقنعة حيوانات مما يجعل التعرف على كثير منهم أمرا صعباً، فإذا أخذت فى اعتبارك أن العمل الأول يصعد بك الى الفضاء ويقدم الخدع الجرافيكية التى تنتمى الى القرن الحادى والعشرين، وأن العمل الثانى يهبط بك الى عالم حكايات الحيوانات التقليدية التى تشبه حواديت جدتى، فإنك بالفعل أمام عملين متنافرين تماماً ومتناقضين وليسا فقط مختلفين.

ربما كان الفيلم الثانى الأطول والأكثر إحكاماً (نسبياً) هو الأوضح فى مغزاه السياسى برفض فكرة المخلّص الذى ينتظره الناس لإنقاذها فيما يتناسون أنهم يستطيعون تخليص أنفسهم بأنفسهم، فالضباع التى تسلب الحيوانات طعامها تمارس ما يقترب من البلطجة، ولا يجد الكلب ركس (لطفى لبيب) إلا أن يخترع لرفاقه من الحيوانات المختلفة أسطورة وجود ديك مصارع شجاع اسمه حبشْ قادر على إنقاذهم، ومع ظهور الديك النصّاب برابر يصدّق الجميع أنه المخلّص القادم فيما يبحث هو عن مكان وطعام وربما فرخة جميلة تحبه (إيمى سمير غانم). ولكن الشعب الحيوانى يكتشف فى النهاية أن حبش أكذوبة، وأنه لاحلّ إلا بالوحدة والتكاتف ضد الضباع.

هذا الفيلم هو الأفضل رغم أنه يخلو من الألعاب الجرافيكية للفيلم الأول الذى يدور فى كوكب افتراضى اسمه كوكب ريفو، يتم تدبير مؤامرة يُقتل بسببها زعيم الكوكب، ولكن القائد العام للبلاط يخطف حزلقوم من كوكب الأرض ليقوم بدور الزعيم المقتول لشدة الشبه بينهما، يظهر زعيم المعارضة (لطفى لبيب) كاشفاً عن مؤامرة خطيرة لاستخدام خزلقوم لتعيين نائب للزعيم، ثم إعلان الحرب على الأرض لاستثمار التجارة فى الأسلحة الفضائية.

ينتهى "الديك فى العش" بفشل الحل الفردى، أما الفيلم الأول الفضائى فهو يتناقض معه على طول الخط إذ ينجح حزلقوم فى هزيمة الكائنات الفضائية والهرب من كوكب ريفو عائداً الى الأرض ولا يعطّل رحلته إلا اضطراره لقضاء حاجته مما يدمّر أجهزة التشغيل والحركة.

العمل الأول أقرب الى النكتة مع اسقاطات سياسية ساذجة، والعمل الثانى يشبه حواديت كليلة ودمنة فى ضرورة الاعتبار وفهم الحكمة. فى الفيلم الأول استدعاء باهت جداً لشخصية ثرية وظريفة هى حزلقوم مع إفيهات لطيفة تجعل للكائنات أسماء الأدوية من أوجمنتين وريفو الى أنتوسيد (اسم زعيم المعارضة).

وفى العمل الثانى خليط جيد بين عالم الإنسان وعالم الحيوان والطيور ولكن فى مكان واحد ومن خلال حوارات طويلة، وبأداء أقل كثيراً من أحمد مكى.

لاشك عندى فى أن صنّاع فيلم "سيما على بابا" من الموهوبين، بل وهناك كما ذكرت عناصر مميزة جداً وستنافس على ألقاب الأفضل فى حصاد موسم 2011 وخصوصاً موسيقى مصطفى الحلوانى التى استدعت ببراعة وذكاء أجواء أفلام معروفة مثل حرب النجوم والطيب والشرس والقبيح والفيلم المصرى تيتو، ومثل دور على حسام على الرائع فى الإشراف الفنى والديكور، والملابس التى قامت بتصميمها بسمة الغامرى بالإضافة الى مكساج محمد عبد الحسيب وبراعة فريق المؤثرات البصرية والماكياج.

ولكن كل هذا الجهد لم يستطع أن يصنع تجانساً لا وجود له على الورق، ولعله مما يثير الأسف والحزن أن سوء التقدير لا يقتصر على فقراء الموهبة والقدرات ولكنه امتد هنا الى الموهوبين أيضاً.

وأظن أنها فكرة تستحق فيلما ثالثاً منفصلاً ضمن صندوق الدنيا الذى يحمل اسم سيما على بابا.

====

 

سيما علي بابا: صورة جديدة  للسينما المصرية

يسرا علي

بعد نجاح فيلم "لاتراجع ولا استسلام" تأتي هذه التجربة  في شكلها الجديد المنقسم إلي إطار خارجي وهو سينما علي بابا التي تعرض فيلمين في فيلم واحد أي في بروجرام واحد، كما كانت دور العرض الشعبية تعلن في الماضي، والفيلمان بعنوان "حرب الكواكب" و"الديك في العشة"، فدور العرض هنا هي الغلاف الذي يحتوي الفيلم، في شكل جديد أعطى احساسا عاليا لدي المتلقي وكأنه أمام مرآة تصور ما حدث قبل دخوله صالة العرض.

الفيلم الأول "حرب الكواكب"

حيث كوكب "ريفو" الفضائي الذي يموت ملكه إثر محاولة اغتيال، فيضطر كبير رجال البلاط "أوجمنتين" (هشام اسماعيل) لإخفاء الخبر حتي لا تأخذ المعارضة السلطة، فيلجأ للبحث عن شبيه الملك.

وبدون سابق تمهيد منطقي يفتح أوجمنتين شبكته الإلكترونية لتنتقل بنا الكاميرا إلي لقطة الإعلامي معتز الدمرداش وحزلقوم حيث الرجوع إلي  فيلم" لا تراجع ولا استسلام" في مشهد طويل يعرض فيه حزلقوم  شكوته في إطار ساخر، وكأن المخرج يحاول أن يسترجع هذه الشخصية من جديد في ذهن المشاهد.

وهنا يأمر "أوجمنتين"  جنوده بالإتيان به، لتبدأ رحلة حزلقوم في الفضاء في إطار كوميدي ساخر تجري فيه الأحداث وتبدأ الأزمة والصراع عندما يقابل زعيم المعارضة "أنتوسيد" (لطفي لبيب) الذي يحاول قتله، فيخبره حزلقوم بحقيقته، فيقتنع أنتوسيد ويشرح له حقيقة موقفه علي هذا الكوكب.

يقتبس السيناريو فكرة حرب الكواكب، فحاشية الرئيس: "أوجمنتين، ونوفالجين، وفولتارين "يريدون أخذ السلطة ثم قتل حزلقوم وبعد ذلك تدمير كوكب الأرض تماما.

يستوعب حزلقوم هذا بعد الشحنة التي أخذها من "أنتوسيد" كي يفعل الصواب، وهنا تنفجر صفة القوة والبطولة من هذه الشخصية الساذجة ليعلن علي الشعب حقيقته في برنامج هوائي ويأتي دور الأكشن الكوميدي في الصراع بين فئة الخير والشر فينجح حزلقوم في الفرار.

تأتي النهاية مفاجئة، ففي مشهد السيارة  التي ستنقله للأرض يحاول قضاء حاجته التي لم يستطع قضاءها طوال العرض فيضطر إلي قضائها في مخزن البنزين فترفض السيارة نوعية هذا "الوقود" للتوقف  في الفضاء فيقول "أنا خايف".

الفيلم الثاني "الديك في العشة"

ومعه نذهب إلي مزرعة حيوانات منقسمة إلى حيوانات (ضعيفة) تعمل وتنتج، وأخري (قوية) تأخذ ما تنتجه،ومن كثرة الظلم يضطر الكلب ركس (لطفي لبيب) إلي ابتداع شخصية وهمية "حبش" وهي قوية ومصارعة يجمعهم حولها ليبث فيهم القوة للبقاء داخل المزرعه، وهنا  يظهر ديك البرابر (أحمد مكي) فيعتقدون أنه حبش ولكنه يضعف  في مواجهة الضبع ويسقط في نظر أهله ويحاول الهرب، يشاهده الكلب "ركس" ليعلب نفس دور "أنتوسيد" في العرض الأول فيصرح له بأنه يعرف حقيقته وأن هذه الشخصية وهمية ويشحن طاقتة وقوته كي يصلح الحال في المزرعة وبالفعل، وفي أثناء هذا ينبض الحب في قلب   بدارة (إيمي غانم)  الفرخه وديك البرابر، وتظهر الأزمة حينما تكتشف حقيقته.

يتعرض للخطر أثناء مواجهته للضبح فتتعاون جميع حيوانات المزرعة وتسيطر علي العدو وتعود الزرعة لهم مع زواج بدارة وديك البرابر في نهاية سعيدة.

شكل جديد

يطل علينا هذا الفيلم بشكل جديد علي السينما المصرية من حيث الصناعة، حيث الإنطلاق إلي الفضاء والكائنات الفضائية وبالمثل  تجسيد  الحيوانات ، فقد حاول العمل  إخرج  الممثلين في صورة جديدة وأداء مختلف غير معتاد حيث نري أن كلا من محمد شاهين وهشام اسماعيل استطاع تأدية دوره في الفيلمين بأداء قوي ومعبر.

أيضا  جاء أداء  لطفي لبيب متميزا طوال الفيلم، فقد جاءت من خلاله "الحكمة الأخلاقية" التي يعتمد عليها الفيلم في حل الأزمة وكذلك دور إيمي غانم علي الرغم من صغره إلا إنه خرج في صورة مميزه.

إلا إنني أتساءل لماذا استمرت شخصية حزلقوم معنا في الفيلم الأول، هل لنجاحها في فيلم "لاتراجع ولا استسلام" أم لماذا؟ فهذه الإستمرارية أفقدت العرض الأول استقلاليته الفنية، كذلك لم تضع أحمد مكي في قالب متطور بل تشعر إنه الوحيد عن بقية الشخصيات الذي لا نمو في أدائه في الفيلم الأول والثاني.

تصميم الملابس من قبل بسمة العامري متقن وموح  في كلا العرضين، وجاء ديكورعلي حسام الدين بصورة رائعة في العرض الأول، كل هذا أضفي سمة الإقناع علي المشاهده البصريه وتقبل المتلقي بالرغم من خيالية القصة وتجسيدها، لكن في العرض الثاني كان ديكور الريف خارج نطاق واقعنا المصري.

اعتمد الفيلمان علي قصة سطحية ساذجة لكن تحول هذه القصة إلي تجسيد سنيمائي يعكس صناعة قوية نستطيع القول أمامها أننا نشاهد شئا جديدا.

وبالرغم من تقليدية القصة واستهلاكها (احلال شخص حاضر شبيه بآخر مفقود)، إلا أنها استطاعت أن تحمل محاكاه ساخرة  تحاكي الواقع المعاصر بطريقة خفية، ففي الفيلم  الأول نحن أمام السلطة الفاسدة التي تتحكم في البلاد ولا بد من إسقاطها وهو ما حدث بالفعل، وفي العرض الثاني يعرض لنا حال الشعب من التفكك وكثرة الأرآء المتعارضة وكأننا أمام صورة حية من واقعنا الأن (حالة سقوط النظام- وحالة اختلاف آراء النخبة في الوقت الراهن ) وهذا الإسقاط الرمزي ربط جوهر العرضين ببعضهما وجعلنا نقول أن هناك مضمونا سياسيا   في تشكيل متجه إلي سينما الأطفال في الفيلم الثاني "الديك في العشة" مما  يعطي تأثيرا شعوريا مختلفا.

كذلك امتزاج الخيال بالواقع، فالفكرة تعتمد علي الفانتازيا الكوميدية، لكن الحوار مأخوذ من حياتنا المعاصرة باللغة العامية تتخلله بعض تاـلفاظ الجديدة السائدة بين الشباب، وهو ما أضفي حيوية عالية على الفيلم وايضاً استخدام أسماء الأدوية علي الكوكب والشخصيات أعطي شعورا طريفت لدي المتلقي.

ولكنني أرى أن فيلم "حرب الكواكب" جاء أقوي وأكثر نضوجا من فيلم"الديك في العشة " فقد نجح في توصيل ما يريد للمتلقي وأيضا في درجة الكوميديا فقد تخلل العرض الثاني نوع من الملل مع إختفاء الإيفهات المضحكة التي يبحث عنها المتفرج، وضعف التشويق فيه، حيث أن اعتمدت هذه التجربة أساسا علي الشكل الجديد وليس على الحوار.

الجمهور ودور العرض

شاهدت الفيلم في "سينما جودنيوز" وهي أرقي دور عرض في مدينة المنصورة، حيث تهافت وتكدس عدد كبير من الجمهور، لا لغرض مشاهدة  الفيلم بالتحديد بل الدخول فقط لغرض المشاهدة أيا كان نوع الفيلم وهذا ما لاحظته طوال مراقبتي لشباك التذاكر وأيضا سيطرة الأعمار الشبابية علي جميع العروض.

داخل صالة العرض تجد الجمهور يضحك علي أي تعليق لفظي أو "افيه"" يخرج من قبل أحمد مكي، وهو ما أكد لي أن له رصيدا كبيرا عند الجمهور.

======

 

تجربة ساخرة أضحكت البعض وأنصرف عنها الباقون!

د.  مريم الصايغ

بعد مشاهدة عائلتي و أصدقائي لبرومو وأفيشات ودعايات فيلم " سيما على بابا "، أصبح لا مفر لي من الموافقة على الذهاب لمشاهدة الفيلم، و بما أن تجربتي مع فيلم " لا تراجع ولا استسلام كانت جيدة "فقد ذهبت وأنا أتوقع فيلما جيدا، وفي الحقيقة لم يخب أملي في أحمد مكي وشركاه، ولكن!

وقبل أن أخوض في و"لكن" هذه، فلنبدأ معا عرض وتحليل الفيلم حتى نصل لتلك "الـ .. لكن".

في البداية: أعتقد أن الفيلم تمت كتابته بعد الثورة بعدة شهور وبعد انكشاف بعض الأخطاء في طريقة إدارة الناس لمرحلة ما بعد الثورة،وعدم تعاونهم واختلافهم على أبسط الأشياء بل وعدم اتفاقهم على الإطلاق.

وقد تم تنفيذ الفيلم وإعداده في فترة وجيزة ليلحق بعرض أفلام العيد. وأعتقد أنه تم اختيار اسم "سيما علي بابا لهذا الفيلم"ليعبر عن تعدد الأفلام في العرض الواحد حيث أن سينما علي بابا .. سينما لأفلام الترسو مشهورة بعرض أكثر من فيلم في العرض الواحد، فأنت تشتري تذكرة و عليها فيلمان و هذا ما حدث حيث أننا أخذنا تذكرة و عليها كليب و فيلمان.

الكليب كان انترو مختلفا تضمن تترات لأفلام شهيرة تحوى عدد نسخ العرض، وتصريح الرقابة، تجهيز الفيلم، قطع التذاكر والاستعدادات التي يستعدها العاملون بالسينما،

وبالرغم من أن فكرة الكليب ليست جديدة لكن المميز فيها أنه تم تمصيرها وتنفيذها بشكل جيد.
الجزء الأول من الفيلم أو الفيلم الأول: حزلئوم في الفضاء، تمصير ساخر لفيلم "حرب الكواكب" وتم تمصيره من خلال خط درامي يتضمن بناء أحداث على خلفية الأحداث السياسية.

وقد تم استدعاء واستخدام شخصية حزلئوم من فيلم" لا تراجع ولا استسلام" الذي استغلت شرطة مكافحة المخدرات التشابه بينه و بين ادهم فنفذتعملية ناجحة تم خلالها، القضاء على رجل من أكبر مروجي المخدرات وأعطت حزلئوم مكافأة وتخلت عنه، فشاهدته كائنات فضائية في برنامج مع معتز الدمرداش وخطفته إلى "كوكب ريفو" حيث الوزير أوجمنتين والتوأمان فولتارين وروبلجين وقائد المقاومة الشعبية أنتوسيد، وذلك للشبه بينه و بين ملكهم الفضائي الذي تم اغتياله، حتى يقوم حزلئوم بدور الملك، ويعين نائبا له ليستمر الحكم الفاسد للحاشية.

والفيلم بالرغم من أنه يحاكي أفلامالخيال العلمي مثل حرب الكواكب وعالم الفضاء، لكنه يفتقر للخيال والإبهار والحبكة الدرامية ويكتفي بالبناء الساخر.

وللأسف بالرغم من أنه استخدم المؤثرات لكنها كانت فقيرة للغاية في عصر النيو تكنولوجي.

ويعتمد الفيلمعلى أساليب قديمة بينما هناك فتيان لم يتجاوزوا الخامسة عشرة أصبحوا على دراية كاملة بها، بل وتخطوها ويستخدمون برامج أحدث منها والسبب في هذا لا يرجع لفقر الإنتاج فقط، ولكن للشللية وعدم إتاحة الفرصة للعقول الشابة المبدعة للاشتراك في الأعمال الفنية لكي تخرج لنا أعمالا جديدة مبدعة تعبر عن وتواكب العصر الذي نعيشه بل وتسبقه.

الجزء الثاني أو الفيلم الثاني: "الديك في العشة"، تمصير ساخر لأفلام والت ديزني، وعرضها بأسلوب عصر النهضة حيث يرتدي الممثل ملابس وأقنعة الشخصية التي يمثلها ويستعين بالماكياج والإكسسوارات لتنفيذ فكرته.

وكان من أفضل ايفيهات الفيلم...

"بناديك .. أنا ديك .. هناديك.. طيب دا أنا ديك"..

والفيلم يدورفي العشة التي يسطو عليها الضباع ويأخذون قوت الكلب والدجاجة والجدي والأرانب، كإتاوة ليتركوهم بلا أذى!

ويرتكز الفيلم على فكرة المخلص المنتظر حيث يوهم الكلب ركس أعضاء العشة أن هناك ديكا يسمى حبش، وهو بطل عظيم في الملاكمة وسوف يعود ليخلصهم من الضباع المتوحشة.. حتى لا يغادرون العشة مثل غيرهم.

وكان من الممكن أن يكون الفيلم موفقا جدا كفيلم للصغار وخاصة أنه أختتم بأغنية جدو علي لمحمد ثروت، وقدم للأطفال حكاية تعليمية جذابة تحثهم على الاتحاد لمقاومة المعتدون، وحاول ترسيخ فكرة الوطن الواحد الذي يجمعهم فيه وحدة الهدف والحيز المكاني والثقافي، والتعاون والاتحاد بالآخر وقبوله بالرغم من الاختلاف.

لكنه للأسف استخدم بعض الإيحاءات و الألفاظ غير الموفقة في التناول، فكيف للفرخة "بدارة" الصغيرة التي لم تتزوج بعد، أن تكون بهذه الجرأة الفجة في التعامل مع ديك البرابر صاحب السوابق الذي حتى هو تضايق من لهفتها الفجة عليه!

فيلم "سيما علي بابا" فيلم جديد كان من الممكن أن يكون فيلما مميزا ومختلفا وموفقا جدا، يحمل رؤية جيدة بتنفيذ مبدع.. لوكان قد حدد هدفه:

هل هو فيلم كوميدي للصغار يرغب في إبهارهم وتعليمهم ؟ أم فيلم ساخر يعتمد الغمز واللمز، ويرغب في منافسة أفلام العيد ودغدغة المشاعر الرخيصة ببعض الإيحاءات.

عين على السينما في

11/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)