حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

شريف رمزي: المسافر أنجح تجاربي الفنيَّة

كتب: القاهرة – هند موسى

نشأ في عائلة فنية علّمته حب السينما الى درجة أنه بات يعتبرها بيته، يعشق الفن بكل فروعه منذ نعومة أظفاره، ويرى أن التمثيل يعتمد على الموهبة. إنه النجم الشاب شريف رمزي الذي تحدّث في هذا اللقاء عن مشاركته في فيلم «المسافر» وتجربة العمل مع الممثل العالمي عمر الشريف وتفضيله البطولة الجماعية على المطلقة وفيلمه الجديد «ستة لواحد».

·         حدِّثنا عن مشاركتك في «المسافر»؟

الفيلم إحدى أنجح تجاربي الفنية وأكثرها قرباً الى قلبي لأنني وقفت فيه أمام الأستاذ عمر الشريف وتعرّفت إلى المؤلف والمخرج أحمد ماهر الذي رشّحني لهذا العمل الذي يمثّل عودة وزارة الثقافة الى الإنتاج السينمائي وهو من توزيع «الشركة العربية» وشارك في مهرجانات عدة في إيطاليا وفي مهرجان دمشق السينمائي.

·         وماذا عن دورك فيه؟

أجسّد شخصية علي، حفيد عمر الشريف الذي يظهر معه طوال مشاهد الفيلم الذي تدور أحداثه خلال ثلاث مراحل تاريخية منذ عام 1948 وحتى العام 2001.

·         صرَّح المخرج أحمد ماهر بأن «المسافر» حالة فنية يصعب على المشاهد العادي فهمها، هل توافقه الرأي؟

أرى أن قصة الفيلم ليست كالتي اعتاد عليها الجمهور بمعنى أنه فيلم فني وليس تجارياً، لكن في الوقت نفسه لا يمكنني القول إن الجمهور لن يستطيع فهمه فقد شاهده أصدقائي ولم أتلقَّ هذه الملاحظة منهم. عموماً، وارد جداً حدوث اختلافات في أراء المشاهدين.

·         كيف تقيِّم الانتقادات التي تعرَّض لها «المسافر»؟

استمتعت كثيراً بالانتقادات التي وُجّهت الى الفيلم عموماً والى دوري خصوصاً، فقد كانت أكثر من رائعة حتى وإن كان بعضها سلبياً، إذ إن الجدل في حدّ ذاته دليل نجاح.

·         كيف وجدت العمل مع الممثل العالمي عمر الشريف؟

عندما علمت أن كل مشاهدي ستكون معه اعتبرت ذلك حملاً كبيراً عليّ، لكني في الوقت نفسه فرحت لأن العمل مع الشريف يشرّفني، فمجرد وجودي إلى جانبه نقطة تُحسب لصالحي في سيرتي الذاتية.

·         وماذا تعلّمت منه؟

عملي مع الشريف كان أشبه بمتابعة دروس مكثّفة لتعلّم التمثيل، تكنيك التصوير، كيفية الوقوف أمام الكاميرا، استخدام أدواتي كممثّل وغيرها من المهارات الفنية التي تعطي الفنان المرونة اللازمة. كذلك جمعتني به صداقة قوية بدأت منذ تناولنا العشاء في كل يوم تصوير حيث كنّا نتجاذب أطراف الحديث حول تاريخه وأعماله الفنية.

·         هل تحلم بالشهرة العالمية التي وصل إليها؟

طبعاً. كاذب من يقول إنه لا يتمنى لنفسه شهرة عالمية كالتي يتمتّع بها عمر الشريف.

·         كيف تسعى الى تحقيق هذا الحلم؟

لا أسعى إليه لأنني أرى أن العالمية هي أن أصل بأعمالي الى الخارج وليس الذهاب للاحتراف هناك مثلما حدث وطُلبت للمشاركة في فيلم «الإسكندر الأكبر»، ثم إن كل الأعمال السينمائية الأميركية والهندية وغيرها هي أعمال عالمية لأنها أجبرت العالم على متابعتها وأتمنى أن نرقى بالسينما المصرية لتصبح عالمية مثل غيرها.

·         ماذا عن فيلم «هزّ وسط البلد»؟

اسألي المؤلّف والمخرج محمد أبو سيف فبعدما أعطيت موافقتي المبدئية على المشاركة فيه لم نبدأ التصوير وأعتقد أننا لن نتمكّن من ذلك خلال هذا العام لأن قصته كانت مناسبة لعصر ما قبل الثورة، إذ يعرض البلد وهو على وشك الانفجار من كثرة القضايا السياسية والاقتصادية التي تواجهه، وسُمّي بهذا الإسم لأن أحداثه تدور في منطقة وسط البلد وبالتالي هو بحاجة الى إعادة صياغة ليتلاءم مع الفترة الراهنة.

·         ماذا عن دورك فيه؟

أؤدي دور قهوجي يكون حلقة الوصل مع كل الأبطال لأنه بحكم عمله يتحاور معهم ويتعرّف إلى مشكلاتهم إلى جانب همومه الخاصة.

·         وماذا عن فيلم «ستة لواحد»؟

هو مفاجأة حياتي التي من خلالها أعد الجمهور بعمل مختلف وجديد؛ إذ يصوَّر في مواقع لم يشاهدها المتفرِّج سابقاً ولم تُصوَّر فيها أي أعمال فنية إطلاقاً. «ستة لواحد» فيلم كوميديا خفيفة ورومنسي، تأليف أحمد وكريم فهمي وإخراج معتزّ التوني.

·         من يشاركك البطولة فيه؟

لا أريد التصريح بأسماء زملائي في «ستة لواحد» لأننا ما زلنا في مرحلة اختيار الممثلين المناسبين للأدوار، لكن يمكنني القول إن المشاهد سيرى مجموعة فنانين سيندهش لتجمُّعهم في عمل واحد وهذا ما يجعلني أتوقّع أن يحقّق الفيلم نجاحاً جماهيرياً باعتباره أحد الأعمال التي تعتمد على البطولة الجماعية والتي تعدّ المشاركة فيها أشبه بمباراة فنية.

·     شاركت في أفلام مثل «حالة حب» و{عجميستا» و{سمير وشهير وبهير» وكلّها أعمال تتّسم بالبطولة الجماعية، فما سرّ عشقك لهذه النوعية؟

لا أعشقها وفي الوقت نفسه لا أشترط أن أكون البطل المطلق في العمل ولا أحسبها بعدد المشاهد، فإذا كان الدور محورياً أوافق عليه فوراً مثلما حدث في «سمير وشهير وبهير» حيث جسّدت دور الأب لثلاثة أبطال على رغم أنهم جميعاً كانوا وجوهاً جديدة لكنني اقتنعت بموهبتهم. قد يحدث أن أرفض بطولة مطلقة إذا وجدت دوري في بطولة جماعية أفضل.

·         أين أنت من التلفزيون؟

قدَّمت أربعة أعمال درامية هي: «الجانب الآخر من الشاطئ»، «أحزان مريم»، «الجماعة» الذي ظهرت فيه كضيف شرف، وست كوم «شريف ونص». وعلى رغم ذلك أشعر بأنني لست ممثلاً تلفزيونياً فبدايتي كانت في السينما التي تربّيت عليها مع عائلتي الفنية ولهذا أعشقها وأسعى الى وجودي فيها باستمرار.

·         ماذا عن أعمالك المقبلة؟

أنشغل راهناً بالإعداد لفيلم «ستة لواحد» الذي سنبدأ تصويره الشهر المقبل.

الجريدة الكويتية في

31/10/2011

 

 

الإنتاج السينمائي العربي المشترك حلم السينمائيين

كتب: القاهرة – فايزة هنداوي  

أطلق الفنان عمرو واكد أخيراً مبادرة دعا فيها المنتجين السينمائيين العرب الى إنتاج سينمائي عربي مشترك، ذلك الإنتاج الذي كان ولا يزال إحدى القضايا الشائكة، بتعبير أدق محلّ خلاف دائم بين عدد كبير من السينمائيين. في المقال التالي، نحاول الوقوف على نقاط قوة الإنتاج العربي المشترك وضعفه، ومدى إمكان تحقّقه في هذه الفترة وهل سيُقبل عليه المنتجون المصريون والعرب؟

يقول عمرو واكد إن سبب دعوته هذه ما وصلت إليه السينما العربية التي باتت في أضعف حالاتها في السنوات الأخيرة، ذلك أن السينما برأيه دائماً ما تمثّل مرآة تعكس أحوال المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ساءت كثيراً في الوطن العربي.

يشير واكد إلى أن التغييرات التي حدثت أخيراً من ثورات اجتاحت الدول العربية، لا بد من أن تُستثمر سينمائياً من خلال المنتجين العرب، ومن ثم عليهم برأيه محاولة تقديم إنتاج مشترك يتعاونون فيه مع فنانين موهوبين من مختلف الوطن العربي لتقديم أعمال متميّزة تليق بالنهضة التي تمرّ بها هذه الأمة.

يضيف واكد أن على هؤلاء أيضاً أن يقدّموا أفلاماً تقترب من هموم الناس ومشاكلهم بعيداً عن الإسفاف والسطحية التي انتشرت في السنوات الأخيرة، وأن المنتج المغامر غاب عن الساحة تماماً وكذك المنتج الذي يتحمّس لقضايا متفردة.

في هذا السياق، يؤكّد المنتج محمد العدل أن الإنتاج العربي المشترك يساهم في حلّ مشاكل السينما العربية، إذ يعطي فرصة لإنتاج أفلام ضخمة التكلفة، مشيراً إلى أن الوقت الراهن مناسب تماماً لمثل هذه المشاريع.

يشير العدل الى أنه كمنتج بإمكانه المشاركة في إنتاج عربي مشترك، على أن يكون المشروع المطروح متميزاً يساهم في نهضة السينما المصرية خصوصاً والعربية عموماً.

بدوره، يرحّب المنتج هاني جرجس فوزي بمثل هذه المبادرات، ويتمنى تحقيق مشروعات للإنتاج العربي المشترك تنتج برأيه أعمالاً متميّزة، تجمع الخبرات العربية المختلفة.

أما الناقد يعقوب وهبي فيرى أن المنتجين المصريين لن يتحمسوا لمثل هذه المبادرات، لأنهم برأيه يبحثون عن الربح السريع بعيداً عن المصلحة العامة، ولا يهتمون بنهوض صناعة السينما، لذا وصلت هذه الأخيرة على أيديهم إلى ما وصلت إليه من تردًّ، بعكس الأجيال السابقة، من أمثال رمسيس نجيب وأنور وجدي، التي كانت تهتم بالسينما بحق، لذا أُنتجت في عهدها أعمال مهمة في السينما المصرية.

يوافق الناقد صبحي شفيق وهبي الرأي لافتاً إلى أن الربح هو المحرّك الوحيد لمنتجي السينما الحاليين، لذا فإنهم لن يقبلوا على إنتاج سينمائي عربي مشترك، وحتى إذا جرّبوا فإنهم لن ينجحوا في ذلك لأنهم سيبحثون عن مصلحتهم الخاصة فحسب.

تجارب لافتة

يعتبر الناقد فوزي سليمان «أن الأفلام المشتركة ليست جديدة على الساحة العربية، فقد كانت ثمة تجارب عدة للإنتاج العربي المشترك معظمها في سبعينيات القرن الماضي، وشهدت السنوات الأخيرة أيضاً عدداً من التجارب من بينها: فيلم «دخان بلا نار» (إنتاج مصري – لبناني مشترك) للمخرج اللبناني سمير حبشي، وفيلم «عندليب الدقي» الذي أنتجته شركة «روتانا» وشارك في بطولته الفنان الكويتي داود حسين والسورية هبة نور. المهم برأيي أن تكون الأعمال متميّزة».

الفنان خالد النبوي الذي شارك في «دخان بلا نار» يقول إن أي تكامل في الخبرات يؤدي بالتأكيد إلى تقديم أعمال متميّزة، مؤكداً أن الإنتاج المشترك هو الاتجاه السائد في العالم كلّه راهناً.

مواجهة الغزو

يرى الناقد ياقوت الديب أن الوقت مناسب تماماً لتقديم تجارب سينمائية عربية مشتركة، إذ إن الأحداث التي تمرّ بالوطن العربي في هذه الفترة تحتاج الى مئات الأفلام التي تعبِّر عنها، مشيراً إلى «ضرورة أن يكون الإنتاج بعيداً عن الحكومات كي لا تفرض أجنداتها السياسية، ولا بد من أن يكون من خلال جهات مستقلّة.

الناقد السينمائي رفيق الصبان يشدّد على «ضرورة الإنتاج العربي المشترك، خصوصاً في ظلّ الظروف الراهنة، لأنه يساعد في مواجهة الغزو السينمائي الأميركي لشاشاتنا العربية، ومن خلاله ستُنتج أعمال كبرى تنهض بالصناعة». إلا أن الصبان يرى أن ثمة عدداً من العقبات أمام الإنتاج العربي المشترك، منها: اللهجات المختلفة، صعوبة اختيار مواضيع مناسبة، وتوزيع الأدوار خصوصاً البطولة.

من جهته، يرى ممدوح الليثي، رئيس اتحاد النقابات الفنية المصرية، أن مصر هي الأكثر خبرة في صناعة السينما عربياً، وتملك مقوّمات الإنتاج كلّها، ولا ينقصها إلا التمويل، وهي عقبة يمكن التغلّب عليها برأي الليثي من خلال الإنتاج السينمائي المشترك الذي يتطلّب إبداء رغبة الأشقاء العرب في التعاون مع مصر في هذا الإطار.

حول تعدّد اللهجات العربية يؤكد الليثي أن ذلك لا يمثّل عائقاً، لأن الممثلين بإمكانهم التغلّب عليه بالتدريب.

يتّفق السيناريست وحيد حامد مع الليثي في أن تحقيق إنتاج سينمائي عربي مشترك لا يواجه أي عقبات، لأن الأمة العربية، كما يقول، يجمعها تاريخ واحد ولغة واحدة. إلا أن الإنتاج المشترك ليس سهلاً برأي حامد بسبب الخلافات العربية الدائمة، وغياب الوعي القومي في المجالات كافة وليس في السينما فحسب.

الجريدة الكويتية في

31/10/2011

 

بين أحمد الحضري وعطيات الأبنودي

محمد بدر الدين 

شكَّل عيد ميلاد الناقد والمؤرّخ السينمائي الكبير أحمد الحضري الخامس والثمانين، فرصة لأجيال عدة في الحياة السينمائية والثقافية عموماً للتعبير عن تقدير وامتنان بالغين لرجل من البناة الكبار الرواد في بلادنا، الذين أعطوا بلا حدود بتجرّد ورقيّ، في مختلف المجالات ومن بينها السينما. بلغت ذروة هذا التعبير خلال احتفالية نظّمتها «جمعية نقاد السينما المصريين» (23/10/2011)، وعبر الأحاديث المتعمّقة عن قيمة الرجل، لكوكبة من بينها: المصوّر السينمائي سعيد شيمي، المخرجة نبيهة لطفي، المؤرّخ السينمائي محمود علي، الناقدان يعقوب وهبي ومحمد عبد الفتاح وغيرهم، فضلاً عن الحديث الدقيق النفاذ للحضري نفسه عن رؤيته لتجربته الغنية، وللحياة السينمائية في بلادنا بين الأمس واليوم كما تابعها ناقداً ومؤرخاً، واستشرافه لها وسط ملابسات الحاضر.

بدأ الحضري الذي وُلد في القاهرة في أكتوبر عام 1926، مهندساً تخرَّج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، قسم العمارة عام 1948، ثم حصل على شهادة فن السينما من جامعة لندن عام 1954، ودبلوم دراسات عليا في الهندسة من الجامعة نفسها عام 1956.

مع تنوُّع اهتماماته وبداياته مهندساً وكضابط في القوات المسلّحة ودراسته خلال البعثة في العاصمة البريطانية السينما وتصوير الأفلام وإخراجها، إلا أنه عاد إلى القاهرة مستقراً على منح قصارى جهده لنشر ثقافة سينمائية واسعة ودقيقة، وفق أحدث المفاهيم والأدوات التي عرفها العالم.

أسَّس الحضري «جمعية الفيلم» بالقاهرة وأصبح أول رئيس لها عام 1960. ظهر أول كتاب له في الثقافة السينمائية عام 1959، وبدأ بإلقاء محاضرات عن فنون السينما منذ عام 1963، إلى جانب أحاديث وبرامج في الإذاعة المصرية. صار عميد المعهد العالي للسينما بالقاهرة عام 1967، ومدير نادي السينما بالقاهرة عام 1968.

كذلك أسّس الحضري «المهرجان القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة» (1970)، وتقلّد منصب مدير المركز الفني للصور المرئية (1972)، ورئيس المركز القومي للسينما (1980)، ورئيس صندوق دعم السينما (1984)، ورئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي (1988). كُرِّم في المهرجان القومي للسينما رائداً للثقافة السينمائية، وهو راهناً رئيس تحرير سلسلة كتب «آفاق السينما» منذ عام 2001.

صدر للحضري حتى الآن 21 كتاباً في السينما بين التأليف والترجمة.

من بين كتبه المترجمة: «صناعة الأفلام من السينما إلى الشاشة، رجال السينما، فن المونتاج السينمائي، صناعة الأفلام الروائية، الإخراج السينمائي، تصميم المناظر السينمائية، كتابة السيناريو للسينما، قراءة الشاشة، نظرية السينما، التمثيل للسينما والتلفزيون، كيف تتم كتابة السيناريو؟، قواعد اللغة السينمائية».

من بين الكتب التي ألّفها الحضري نذكر: «فن التصوير السينمائي، يوسف جوهر أديب السينما المصرية، سعيد شيمي شاعر الصورة السينمائية».

شارك الحضري مع آخرين في تأليف كتاب «مائة عام من الإنتاج السينمائي»، ومع الناقدين الكبيرين سمير فريد وكمال رمزي في تأليف كتاب «أهم مائة فيلم في السينما المصرية».

يظلّ كتاب الحضري «تاريخ السينما في مصر» في أكثر من جزء، المرجع الأول، الذي يجد فيه الباحث والقارئ العام كتابةً مدقّقة موضوعية وموثّقة، عن تاريخ السينما المصرية، السينما الأم في الوطن العربي وإحدى أهم عشر سينمات في العالم. (وقد أخبرنا أنه أوشك على الانتهاء من كتابة جزء عن تاريخ السينما في مصر خلال عقدي أربعينيات القرن العشرين وخمسينياته).

عُرض في الاحتفالية الفيلم التسجيلي ذائع الصيت «حصان الطين» للمخرجة الكبيرة عطيات الأبنودي ـ منّ الله تعالى عليها بالشفاء ـ والذي صوَّره الحضري. الطريف أنه قام بتصويره عام 1969 حين كان عميداً للمعهد العالي للسينما، وكانت عطيات الموهوبة تلميذته وفي مستهلّ مشوارها، فقالت آنذاك كما يروي هو باسماً: «كيف لي أن أطلب أو أقول ملحوظة للعميد خلال تصويره الفيلم؟».

أصبح «حصان الطين» بعد ذلك من كلاسيكيات السينما التسجيلية المصرية، وهو يؤكد حتى بعد أكثر من 40 سنة على عرضه أنه فيلم إنساني حار أخاذ، يقدّم ببلاغة سينمائية أنشودة حب وتحية للإنسان من خلال عمله (في بلدة دسوق)، وللبنات المصريات الكادحات اللواتي يحملن الطوب للبناء، ومعاونة الأحصنة للبشر في صنع الطوب من الطين والإنهاك الذي يطاول الجميع في النهاية، الإنسان والحصان، من خلال لقطات قريبة تقدّم الوجوه والأجساد أثناء العمل بحميمية وحب حقيقي، وببراعة وبراءة… فيلم تناغم فيه إخراج عطيات الأبنودي وتصوير أحمد الحضري!

هكذا تحوّلت الاحتفالية إلى احتفاء جميل أيضاً بموهبة عطيات الأبنودي الكبيرة والاستثنائية.

الجريدة الكويتية في

31/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)