حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أكد لـ «الشرق الأوسط» عودته للتلفزيون بمسلسل عن قصة أشرف مروان

الفنان أحمد عز: فيلم «المصلحة» حالة مزاجية خاصة بيني وبين أحمد السقا

القاهرة: مروة عبد الفضيل

استطاع الفنان أحمد عز على مدار مشواره الفني أن يحقق قاعدة جماهيرية كبيرة، وذلك لتنوع أدواره وحرصه في اختياراته على أن يرضي الأسرة العربية بشكل عام، متجنبا خدش الحياء، أو إثارة التحفظات حول الأعراف والقيم والتقاليد الموروثة في المجتمع.

في حوار مع «الشرق الأوسط» تحدث أحمد عز عن فيلم «المصلحة»، أحدث مشروعاته الفنية، واستعداده لتصوير فيلم «حلم عزيز» الذي يشاركه بطولته شريف منير، كما تحدث كذلك عن ملابسات تأجيل مشروع فيلمه «الظواهري» وعودته قريبا للتلفزيون.. وفي ما يلي الحوار:

·         ما آخر أخبار فيلمك «المصلحة»، ومتى ينتهي تصويره؟

- الفيلم يجري تصويره هذه الأيام على قدم وساق، لكننا لم نتعجل في معدل التصوير نفسه، لأننا نريد أن يخرج الفيلم في أحسن صورة، وبحد أدنى سوف تطلق صافرة انتهائه بعد ثلاثة أسابيع من الآن.

·         وهل التصوير سيكون في القاهرة أم خارجها؟

- كل المشاهد المتبقية ستكون خارج القاهرة، خصوصا أن كل المشاهد الأولى التي كان أحمد السقا هو القائم بها كانت في القاهرة.

·         بمناسبة الحديث عن الفنان أحمد السقا.. هل وقعت خلافات بينكما بشأن ترتيب الأسماء على تتر (مقدمة) الفيلم؟

- هذا الأمر لم ولن يحدث، فأنا والسقا من المستحيل أن يقع بيننا أي خلاف سواء على المستوى الفني أو الشخصي، فهناك روابط عائلية كثيرة بيننا وأعتبره مثل شقيقي، وأتعامل مع والدته باعتبارها والدتي، خصوصا أن أمي توفيت، وحينما مررت بأزمة مرضية من قبل كانت والدة السقا السيدة نادية هي أول من سارع باصطحابي إلى المستشفى، كما أنني حينما أذهب لزيارة السقا في منزله لا أهاتفه لأبلغه بزيارتي، بل أذهب دون استئذان، وكانت علاقتي جيدة كذلك بوالده المخرج الكبير صلاح السقا، رحمه الله، وكما أثرت وفاته في السقا أثرت كذلك فيّ، لأني كنت قريبا منه بشكل كبير وأستشيره في بعض الأشياء التي تخصني.

·         لكن بالتأكيد هناك عقد رسمي في الفيلم خاص بهذا الشأن.

- لم نذكر حتى الآن تلك التفصيلة في العقد لأن الأمر لا يعنينا ولا يهمنا على الإطلاق، وأحب أن أقول إن فيلم «المصلحة» سواء بالنسبة لي أو للسقا نحن نقدمه لمزاجنا الشخصي، واستمتعنا بكل مشهد وبكل جملة حواريه فيه، فأنا أرى أن الفيلم يمثل لنا حالة خاصة، وأتمنى أن ينعكس ذلك على الجمهور حينما يشاهد الفيلم، لأني على يقين أن الروح الجيدة لفريق عمل أي فيلم يشعر بها الجمهور، وسأذكركم بهذا الكلام حينما يعرض الفيلم.

·         نريد معرفة نبذة عن الشخصية التي تقدمها من خلال أحداث الفيلم.

- كل ما أستطيع قوله هو أنني أجسد من خلال العمل شخصية تاجر مخدرات محترف يتزوج أثناء وجوده في لبنان بفتاة لبنانية اسمها «رزان»، تقوم بدورها الفنانة السورية كنده علوش، وهذا الشخص يعيش في صراع طيلة أحداث الفيلم مع ضابط المخدرات، الذي يقوم بدوره الفنان أحمد السقا. والفيلم بشكل عام يرصد دهاليز وخفايا وأسرار عالم المخدرات، بالإضافة إلى التطرق إلى عدد من القضايا الاجتماعية الأخرى.

·         لكننا نستشعر أن هناك تشابها بين فيلمك «المصلحة» وفيلم «بدل فاقد» الذي سبق وقدمته قبل عامين من الآن.. فما ردك؟

- لا.. على الإطلاق فأنا أدرك إن كلا من فيلمي «المصلحة» و«بدل فاقد» يدور حول عالم المخدرات، لكن كم مرة قدمت السينما المصرية هذا العالم، فالكل يقدمه بوجهة نظره وبشكل مختلف، والمذاق متغير بالطبع، والدليل أن كل فيلم كنا نستمتع به، حيث يرصد زوايا ومناطق مختلفة. لكن أحب أن أشير إلى أن فيلم «بدل فاقد» كنت قد جسدت من خلاله شخصية مدمن مخدرات أتعاطاها فقط دون المتاجرة، ولكن من خلال فيلم «المصلحة» سأظهر بشخصية تاجر مخدرات محترف لا يتعاطاها.

·         وكيف كان اقتحامك لعالم تجارة المخدرات؟ هل جلست أو استعنت بأشخاص على علاقة بهذا العالم؟

- لا أريد الحديث في مثل هذه التفاصيل في الوقت الراهن، بل سأتحدث عنها بعد أن يتم عرض الفيلم ويشاهده الجمهور.

·         يبدو أن هذا العمل أرهقك على نحو خاص.

- بكل تأكيد، فالعمل به الكثير من المراحل والشخصيات، والجانب الجسدي أيضا سبب لي إرهاقا كبيرا، لأن هناك الكثير من المشاهد تتطلب جريا وقفزا، وذلك في اللقطات التي تمثل الصراع بين ضابط المخدرات وتاجر المخدرات.

·         وماذا عن مشروع فيلمك الجديد «حلم عزيز»؟ متى ستبدأ تصويره؟ وهل ستنتظر انتهاء تصوير «المصلحة» أولا؟

- أعتقد أنني من الممكن أن أبدأ تصوير فيلم «حلم عزيز» أثناء تصوير فيلم «المصلحة» لأنه في فيلم «المصلحة» لا نقوم بالتصوير بشكل يومي، حيث من الممكن أن نصور يومين ثم نتوقف لثلاثة أيام، لذا من الممكن أن نقوم باستغلال التوقف في تصوير فيلم جديد، لكن هناك فقط بعض الإجراءات الأمنية وننتظر انتهاءها.

·         وماذا عن قصة الفيلم؟

- فيلم «حلم عزيز» يدور في إطار كوميدي، لكن كوميديا الموقف النابعة من الأحداث نفسها لأنني لست فنانا كوميديا حتى أقدم عملا كوميديا بحتا.

·         ومن يشاركك البطولة؟

- حتى هذه اللحظات لم نستقر سوى على اسم فنان واحد فقط هو الفنان شريف منير، وسيكون الإخراج للمخرج العبقري عمرو عرفة، بينما كان التأليف لخالد دياب.

·         ولماذا شريف منير بشكل خاص؟

- شريف فنان لا يختلف عليه أثناء، فهو فنان موهوب بدرجة كبيرة جدا، وأدواره غير مستهلكة، ومتجدد، ويعجبني جدا. إنه يحرص على اختيار الأدوار الصعبة المركبة التي بها تركيبه نفسية، وهذا ما يجعله مميزا ومختلفا، لذا كان ترشيحه بالفعل ترشيحا صائبا.

·         ومن قام بترشيحه؟

- كان ترشيحا مشتركا بيني والمخرج عمرو عرفة والمؤلف خالد دياب.

·         وبالنسبة للبطولة النسائية، ألا تفكرون في فنانة ما؟

- حتى الآن ليس هناك اسم لفنانة ما في تفكيرنا، لكن إن شاء الله سيكون الاستقرار على الاسم قريبا.

·         تردد كثيرا في الآونة الأخيرة أن مشروع فيلمك «الظواهري» تم إلغاؤه بشكل نهائي، فهل هذا صحيح؟

- إلغاؤه أو عدم إلغائه شيء يعود إلى المنتج وإليّ، لكننا نرى أن الوقت حاليا غير مناسب لتقديم الفيلم في الفترة الراهنة.

·         هل هناك مشروعات تلفزيونيه قريبا؟

- هناك سيناريو مسلسل تلفزيوني يرصد قصة حياة رجل الأعمال المصري أشرف مروان، لكننا في انتظار التصريح من الجهات الأمنية للبدء في التصوير، خصوصا أني متشوق كثيرا لأن أقدم مثل هذه القصة على الشاشة الصغيرة وتكون عودتي للدراما التلفزيونية من خلالها.

الشرق الأوسط في

28/10/2011

 

قالت لـ «الشرق الأوسط»: أنتظر بشغف عرض ثلاثة أعمال سينمائية جديدة لي

الفنانة السورية كندة علوش: محظوظة بالوقوف أمام السقا وعز.. وأتمنى وقف نزيف الدم في بلادي

مروة عبد الفضيل 

استطاعت الفنانة السورية كندة علوش أن تحجز لنفسها مكانة خاصة عند الجماهير المصرية والعربية خلال الفترة الماضية، وذلك بعد مجموعة من أدوارها التلفزيونية؛ سواء في الدراما السورية أو المصرية.

في السينما، لفتت الأنظار إليها في فيلم «أولاد العم»، مع المخرج شريف عرفة، لتفتح السينما لها ذراعيها، حيث تنتظر أن يعرض لها قريبا فيلمان هما «واحد صحيح»، مع المخرج هادي الباجوري، و«برتيتا»، مع المخرج شريف مندور، وحاليا تقوم بتصوير مشاهدها في فيلم «المصلحة»، الذي تتقاسم بطولته مع الفنانين أحمد عز وأحمد السقا.

في حوارها مع «الشرق الأوسط» تتحدث كندة عن هذه الأدوار، كما تتطرق للحديث عن الأحداث الراهنة التي تشهدها الأراضي السورية. وهذا نص الحوار.

·         في البداية، ماذا يمثل فيلم «المصلحة» في مشوارك السينمائي؟

- أعتبر هذا العمل خطوة سينمائية مهمة في مشواري الفني، وأنا سعيدة الحظ بأني أقف بجوار نجمين مثل أحمد عز وأحمد السقا، اللذين يلتقيان للمرة الأولى سينمائيا، والفيلم يتعرض لقضايا المخدرات والصراع بين مافيا المخدرات والشرطة، وهو ما عرّض الفيلم لأكثر من مشكلة في البداية، كان أبرزها اعتراض وزارة الداخلية المصرية على كشف تفاصيل قضايا المخدرات، وأتمنى أن يحقق الفيلم نجاحا جماهيريا بقدر الجهد الذي بذلناه فيه.

·         وكم يتبقى من تصويره؟

- انتهينا مؤخرا من تصوير المشاهد الخاصة بالقاهرة، بعد أن توقف التصوير لنحو ثمانية أشهر، بسبب اندلاع ثورة 25 يناير، وحاليا يستعد فريق الفيلم، الذي يضم حنان ترك وزينة والفنان السوري عابد فهد وصلاح عبد الله ونهال عنبر وعمرو يوسف وأحمد السعدني والمخرجة ساندرا نشأت، خلال الفترة المقبلة للسفر إلى لبنان، الذي تدور فيه معظم الأحداث.

·         وما تفاصيل دورك بشكل عام؟

- لا أستطيع الحديث عن تفاصيل الشخصية حتى لا أتسبب في حرق الأحداث، ولكن كل ما أستطيع أن أقوله هو أنني أجسد شخصية «رزان» الفتاة اللبنانية التي تتزوج من تاجر مخدرات، الذي يقوم بدوره الفنان أحمد عز، كما أن شقيقها أيضا يعمل في نفس نوع التجارة.

·         كيف تصفين العمل مع ساندرا نشأت مخرجة فيلم «المصلحة»؟

- مهما تحدثت عنها فلن أستطيع أن أوفيها حقها، خاصة أنها مخرجة تهتم بكل التفاصيل؛ الصغيرة قبل الكبيرة في عملها، ويهمها بشكل خاص أداء الممثل، فلا تتعامل معه على كونه أداة تحركها، لذا أتمنى العمل معها في أفلام مقبلة لأني تمتعت من دون أي مبالغة بالوقوف أمام كاميراتها.

·         انتهيتِ مؤخرا من تصوير فيلم «واحد صحيح»، ماذا تقدمين من خلاله؟

- أجسد شخصية الفتاة المسيحية «مريم» إحدى الفتيات اللائي يعشن قصة حب مع بطل الفيلم الفنان هاني سلامة، الذي يجسد شخصية مهندس الديكور «عبد الله»، حيث يتناول الفيلم العلاقة العاطفية بين شاب مسلم وفتاة مسيحية بطريقة مختلفة. ومعي في الفيلم كل من الفنانات رانيا يوسف وبسمة وياسمين رئيس، والقصة من تأليف تامر حبيب وإخراج هادي الباجوري في أولى تجاربه السينمائية.

·         هل سيعرض الفيلم بشكل نهائي في موسم عيد الأضحى المقبل؟

- لا أعرف حتى هذه اللحظة، فالأمر يرجع للمنتج والموزع، وهذا ينطبق على كل الأفلام التي أشارك فيها حاليا، مثل فيلمي «المصلحة» و«برتيتا».

·         على ذكر فيلم «برتيتا»؛ ماذا يعني هذا الاسم؟

- الاسم سوف يعرف الجمهور معناه حينما يعرض الفيلم في دور العرض، وللعلم كان عنوانه في البداية «حكاية بنت»، حيث تدور أحداث الفيلم في إطار رومانسي اجتماعي حول فتاة تعيش بعض الاضطرابات النفسية، لكن تم الاستقرار في النهاية على اسم «برتيتا». ويشاركني في بطولته كل من النجوم مادلين طبر ودينا فؤاد وأحمد زاهر وأحمد السعدني وأحمد صفوت وعمرو يوسف، عن قصة من تأليف خالد جلال ووائل عبد الله وإخراج شريف مندور.

·         هل شاهدتِ أفلاما سينمائية مؤخرا؟

- كان لي شرف حضور العرض الخاص لفيلم «المسافر»، وقد سعدت جدا برؤية ذلك العمل الحاصل على الكثير من الجوائز بعد أن شارك في مهرجانات كثيرة، والعمل مليء بعدد كبير من النجوم والنجمات، على رأسهم الأسطورة عمر الشريف، كما أبهرني بالطبع أداء خالد النبوي وبسمة وكل من شارك في هذا العمل الضخم تحت قيادة وإشراف المخرج أحمد ماهر.

·         في الدراما التلفزيونية سبق أن قدمتِ تجربة مصرية ناجحة، وهي «أهل كايرو»، فهل هناك تجارب تلفزيونية جديدة؟

- كانت تجربة مسلسل «أهل كايرو» من أمتع التجارب التي خضتها في حياتي الفنية بشكل عام، فكل العناصر كانت متكاملة من أجل إنجاحه وخروجه بالشكل المبهر الذي كان عليه، بفضل كل القائمين عليه من فنانين وفنيين ومن أكبر لأصغر عامل في «اللوكيشن»، وقد صعّب علي ذلك المسلسل الاختيار فيما بعد، وقد عرضت علي الكثير من الأعمال التلفزيونية لكني لم أجد منها ما يناسبني. وحاليا هناك عمل أقوم بقراءته، وهو مسلسل «شربات لوز»، الذي كتبه المؤلف تامر حبيب ويخرجه خالد مرعي، والقصة اجتماعية تناقش الكثير من القضايا الموجودة في المجتمع المصري.

·         أخيرا ماذا تقولين عن الأحداث الراهنة في سوريا؟

- أنا بالطبع حزينة لسقوط الضحايا والأبرياء من أهل بلدي، وكل ما أتمناه أن يتم وقف نزيف الدماء السائلة على الأراضي السورية، وبشكل عام أتمنى هدوء الأوضاع في كل الأقطار العربية.

الشرق الأوسط في

28/10/2011

 

عرضا على هامش مهرجان لندن السينمائي

«هذا ليس فيلما» و«وداعا» يجسدان محنة شخصية وتأملا في الأوضاع الإيرانية

لندن: شيماء بوعلي 

تضمن مهرجان لندن السينمائي الذي ينظمه معهد الفيلم البريطاني، والذي اختتم أمس، فيلمين سينمائيين لصانعي السينما الإيرانيين جعفر بناهي وراسلوف محمد، وهما رهن الاعتقال حاليا. والفيلم الأول هو «ذيس إذ نوت فيلم» «هذا ليس فيلما» الذي اشترك في إخراجه كل من بناهي والمخرج الإيراني مجتبى مرتاهامسب، والذي عرض مرتين خلال هذا الأسبوع. والفيلم الثاني هو «غودباي» «وداعا»، وهو من إخراج راسلوف، وعرض أمس.

وبعيدا عن كونهما معتقلين في الوقت الحالي، فكلاهما قد أصبح ممنوعا من عمل الأفلام لمدة 20 عاما مقبلة، حيث أدين كلاهما بالقيام بـ«نشاطات مناهضة للحكومة».

ويمتلئ فيلم «هذا ليس فيلما» بالسياسة التي كان نتاجا له. ونظرا لكونه مخرجا، فإن رواية القصص هي بطبيعة الحال جزء لا يتجزأ من شخصية بناهي، وبالتالي فإن فرض حظر على عمله سيؤدي إلى إصابته بنوع من أزمة الهوية، والإحباط والتأمل الذاتي لخياراته، والرقابة المفروضة عليه والحالة الراهنة لدولة إيران اليوم.

ولم يكن توقيت العرض الأول لهذا الفيلم في المهرجان ليكون أكثر غرابة من هذا، حيث كانت وسائل الإعلام قد أعلنت في نفس يوم عرض الفيلم أن طلب الاستئناف المقدم من بناهي في الحكم الصادر ضده بالسجن 6 سنوات والحظر لمدة 20 عاما قد رفض، وفي اليوم نفسه أيضا، تلقت ساندرا الخليل، المديرة الفنية للمهرجان، رسالة قرأتها أمام الجمهور كنوع من التقديم للفيلم. وشاركت في كتابة هذه الرسالة مجموعة من السينمائيين الإيرانيين في المنفى وكأنهم يتحدثون نيابة عن بناهي، حيث كتبوا يقولون: «لقد مضى شهر واحد منذ أن تم القبض على عدد من صناع السينما الإيرانيين، والمعلومات التي لدينا من داخل إيران تقول: إنهم قد أجبروا على الاعتراف بأنهم عملاء لقوى أجنبية، وتحديدا المملكة المتحدة والولايات المتحدة، كما تم استجواب عشرات من صناع السينما الآخرين وترهيبهم لعدة أشهر». وتستمر الرسالة داعية الناس لمقاطعة التلفزيون ووسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، احتجاجا على الاعتقال التعسفي لهؤلاء السينمائيين.

وقد أوضحت ساندرا، التي تحدثت نيابة عن معهد الفيلم البريطاني، أنهم قد احتجوا على اعتقال بناهي، وشجعت الآخرين على أن يحذوا حذوهم، وقالت إنها تأمل في أن يتم الإفراج عن صناع السينما هؤلاء ليقدموا المزيد من الأفلام، وأن يكون لديهم القدرة على تقديمها بأنفسهم.

ولم يكن الفيلم نفسه، الذي حمل بجدارة اسم «هذا ليس فيلما»، فيلما بالمعنى المفهوم، أو هو على الأقل لم يكن فيلما تقليديا ذا سرد تقليدي يتضمن بداية ووسط ونهاية، بل كان بالأحرى نتاجا للتأمل الذاتي لمخرج تم إسكاته، وللسأم الذي كان يشعر به، حيث قام المخرج بتصوير نفسه خلال نشاطاته اليومية الدنيوية مثل إطعام سحليته الأليفة من نوع الإغوانا، وشربه للكثير من الشاي، ومشاهدته لأخبار الزلزال الذي وقع في اليابان، كما يظهر أيضا طوال الفيلم هو يتحدث على الهاتف مع محاميه محاولا معرفة النتيجة المتوقعة للاستئناف الذي تقدم به، وهو ما حمل شيئا من السخرية بالنسبة للجمهور الذي كان يشاهد الفيلم، خاصة بعد أن كان قد قرأ للتو نبأ رفض الاستئناف الذي تقدم به.

وبينما هو يصور نفسه، يقرر أن يتصل بزميله مخرج الأفلام الوثائقية، مجتبى مرتاهامسب، ليدعوه للعمل معه في هذا المشروع، ليبدأ بناهي من هذه النقطة في الفيلم في التأمل في نفسه كمخرج، حيث يصور نفسه وهو يقرأ أجزاء من سيناريو يعمل على تنفيذه، وكيف يقوم كمخرج بتنظيم مشاهد الحركة، والإعداد للمشاهد وحركة الشخصيات بالتفصيل، فقط ليصاب بالإحباط في النهاية، حيث يتساءل قائلا: «إذا كان بإمكاننا أن نروي فيلما، فلماذا نصنعه إذا؟».

ليبدأ من هذه النقطة في البحث بشكل أعمق في دوره كمخرج، حيث يتساءل عن معنى كون المرء مخرجا، مسترجعا أفلامه السابقة وناظرا إليها من منظور مختلف، فهو يعيد النظر في فيلمه «كريمزون غولد» «الذهب القرمزي»، الذي تم إنتاجه في عام 2003. ويتذكر كيف قام بتوجيه الممثلين الهواة، قائلا لهم إنهم سوف يفعلون أشياء لن يتوقعها منهم، فهو يرى أن الممثل الهاوي مخرج قادر على الإتيان بتعبيرات بوجهه، لا يستطيع بناهي كمخرج توقعها، ثم ينتقل إلى المشهد التالي، والذي تجري فيه فتاة عبر قاعة كبيرة من الزجاج والصلب، حيث أخذ يفكر في مكان التصوير من منظوره كمخرج، وكيف أن الهندسة المعمارية للمكان قد أضافت إلى جو القلق الذي يملأ المشهد، حيث يصل إلى الجمهور، من دون أن يرى وجه الفتاة، الإحساس بالخوف والقلق بمجرد رؤيتها تجري في هذه القاعة العظيمة البدائية.

ويعد فيلم «هذا ليس فيلما»، مقارنة بوضع بناهي في الوقت الحالي، فيلما خفيف الظل، فهو في حقيقة الأمر فيلم وثائقي قصير (مدة عرضه أقل من 75 دقيقة) عن التأمل في الذات. وربما كان وجود الفيلم في حد ذاته يمثل تحديا للحكم الذي صدر بحق بناهي، والذي أصبح الآن، بعد رفض طلب الاستئناف، أكثر صرامة. وقد تطلب الأمر تهريب الفيلم إلى خارج إيران عن طريق بطاقة ذاكرة، وبالتالي فهو دليل على شدة الرقابة التي تفرضها الدولة وإرادة التحدي الموجودة لدى رواة القصص وصناع السينما والفنانين.

الشرق الأوسط في

29/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)