حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوليا روبرتس تتحدي الفشل بشخصية الملكة الشريرة في فيلم »سنووايت والأقزام السبعة«

ماجـدة خـيرالله

في نقاش سقيم مع ممثلة مصرية نصف مشهورة،  دار الجدل حول تخوفها من أداء دور فتاة متمردة،  غيورة تتسبب في مشاكل لاحصر لها لكل من يقترب منها،  سواء من أسرتها أو أصدقائها،  ثم تتعرض تلك الفتاة لأزمات متتالية وضربات موجعة تجعلها تعيد حساباتها،  وتغير من أسلوبها في معاملة الآخرين،  كان رأي الممثلة أن الشخصية شريرة،  وهي تخشي منها علي شعبيتها،  وسألتني عن رأيي في قرارها،  ولم أجد بداً من أن أسألها هل أثر في شعبية فاتن حمامة أن تلعب دور فتاة شريرة،  تخطط لإفساد حياة والدها وزوجته الشابة في فيلم"لا أنام" أو أن تلعب دور عاهرة في فيلم الخيط الرفيع! وهل تأثرت شعبية نادية لطفي عندما لعبت دور فتاة منحلة في فيلم النظارة السوداء؟؟ أو جاسوسة في فيلم جريمة في الحي الهادئ؟ وهل تغيرت نظرتنا للبني عبد العزيز وهي تؤدي شخصية فتاة تتحدي تقاليد المجتمع في فيلم أنا حرة؟ ولكن يبدو أن الممثلة إياها كانت من ضيق الأفق،  بحيث لم تستوعب ما أقوله وردت علي كلامي بأن الكلام ده كان زمان،  وأن جمهور اليومين دول له معايير مختلفة تماما،  فقررت أن أتركها لجهلها تفعل ماتريد،  وتقدم أدوارا لاتقدم ولاتؤخر بزعم أنها أدوار ترضي الجمهور! ولكن حال هذه الممثلة جعلني أفكر في ثقافة نجومنا وعلاقتهم بالأدوار أو الأعمال الفنية التي يقدمونها،  وكنت قد قرأت خبرا أن الفنانة الأمريكية جوليا روبرتس التي يلقبونها بحبة قلب أمريكا،  sweet heart of America    تقوم هذه الأيام بدور الملكة الشريرة في فيلم الأميرة سنو وايت والأقزام السبعة! وسبق لنفس النجمة أن لعبت شخصية فتاة غيورة تسعي لإفساد حفل زواج حبيبها القديم،  كي تفوز به وتبعده عن الفتاة التي اختارها شريكة لحياته،  وكان فيلم زواج أعز أصدقائي من أهم الأفلام التي قدمتها جولياروبرتس في حياتها! وعندما قامت المخرجة ساندرا نشأت بتحويل هذا الفيلم الأمريكي لآخر مصري من بطولة كريم عبد العزيز ومني زكي اضطرت أن تجعل الفتاة الغيورة أقل غيرة وأقل شرا وتآمراً بحيث تصدر عنها تصرفات مرتبكة لاتقصدها! حتي توافق مني زكي علي الدور بزعم أن الجمهور المصري لايطيق أن يشاهد فيلما بطلته فتاة شريرة! رغم أن الغيرة شعور طبيعي لايدخل في نطاق الشر،  وأدي هذا التغيير في سلوك البطلة إلي فشل الفيلم !وحتي الآن لم تظهر ممثلة مصرية وخاصة من جيل الشباب يمكن أن تلعب دورا معقدا أو شريرا أو مرتبكا نفسيا،  ولايتخلف النجوم الشباب في نظرتهم للأدوار التي يقدمونها عن النجمات فكلهم يؤمنون بنفس النظرية،  ويفضلون الأدوار المسطحة التي تتحدث عن أناس ليس لهم وجود علي كوكب الأرض،  لأنه بطبيعه الحال لايوجد إنسان لايحمل بعض الصفات الشريرة أو التآمرية أو حتي الدفاعية عندما تضطره الحاجة إلي استخدامها فالإنسان كما خلقه الله تعالي يحمل في مكوناته الفجور والتقوي في آن واحد!

ونعود إلي جوليا روبرتس ــ 44 سنة ــ التي تحاول أن تعوض حالة الفشل التي لازمتها طوال السنوات العشر الأخيرة،   تزوجت فيها وتفرغت في إنجاب الأطفال بعمل تغيير  كامل وشامل في نوعية الأدوار التي قدمتها في العامين الأخيرين ،  حيث قررت النجمة الحاصلة علي الأوسكار،  أداء دور الملكة الشريرة في حكاية الاطفال الشهيرة "سنو وايت"،  بينما تلعب دور الاميرة الصغيرة التي تتمتع بجمال أخاذ المطربة الشابة "ليلي كولينز" ويقوم بدور الأمير الممثل آرمي هامر،  وحكاية الفيلم الذي يخرجه تارزيم سينج،  تدور حول أميرة جميلة ،  تحاول زوجة أبيها الملكة الشريرة أن تتخلص منها،  لأنها تريد أن تصبح أجمل امرأه في العالم،  ولكنها كلما نظرت إلي مرآتها السحرية،  وسألتها يامرايتي.. يامرايتي مين أجمل مني؟ إجاتها المرآة إنها الأميرة سنووايت أو الجليد الأبيض،  ويشتد الغيظ بالملكة وتقرر أن تتخلص من الاميرة الصغيرة،  فتوصي أحد الحراس باصطحابها إلي الغابة ثم قتلها هناك،  ولكن الحارس،  يشفق علي الفتاة ويتركها في الغابة،  ويعود إلي الملكة ليخبرها أنه قضي علي الفتاة،  بينما "سنووايت" تلتقي بسبعة من الأقزام،  تعيش بينهم في سعادة،  وأمان وعندما تعرف الملكة الشريرة أن غريمتها لاتزال علي قيد الحياة،  تذهب اليها متنكرة في ملابس امرأة عجوز تبيع التفاح،  وتمنحها واحدة مسمومة،  تؤدي إلي دخول الفتاة في غيبوبة،  لاتفيق منها إلا إذا التقت بأمير أحلامها الذي يمنحها قبلة الحياة!

الغريب أن نفس قصة سنووايت يتم تقديمها برؤية فنية مختلفة،  وفي فيلم آخر يحمل اسم،  سنووايت والحارس تلعب دور الملكة الشريرة النجمة الجميلة تشارليز ثيرون بينما تؤدي دور الأميرة، كريستين ستيوارت ويقدم دور الحارس كريس هيمسوورث،  ومعالجة هذا الفيلم تميل إلي تصعيد دور الحارس ليصبح أكثر أهمية من دور الأمير،  الذي ينقذ الفتاة من غيبوبتها ويعيدها للحياة،  الحارس هنا يرفض أن يقتل الأميرة وبدلاً من أن يتركها في الغابة، يقرر أن يلازمها ليحميها من الأخطار ويدافع عنها من محاولات الملكة الشريرة في التخلص منها،  دور الحارس الأمين كان معروضا في البداية علي النجم جوني ديب ولكنه رفض الدور لانشغاله ببطولة ثلاثة أفلام يقدمها في أعوام ٢١٠٢ و٣١٠٢، أما الفيلمان المأخوذان عن قصة الأطفال سنووايت والأقزام السبعة فسوف يعرضان مع بدايات العام القادم،  وسوف تشتد المنافسة بين النجمتين جوليا روبرتس وتشارلز ثيرون علي أداء دور الملكة الشريرة!

آخر ساعة المصرية في

25/10/2011

 

فان دام .. سفير الجيش الأمريكي يحتفل بعيد ميلاده في مصر

أسـامة صـفار 

قد يكون جان كلود فان دام الإنسان بلجيكي الجنسية لكن الذي لا شك فيه أنه أمريكي التمثيل بامتياز فرغم ولادته لأم بلجيكية وأب فرنسي في بروكسل الا أن تحققه كإنسان وولادته كمثل وتأثيره وجمهوره انطلق من هوليوود إلي العالم كله بدءا من ثمانينات القرن الماضي برفقة كل من سلفستر ستالوني وأرنولد شوارزينجز ليشكلوا ملامح مرحلة شديدة الأهمية ليس في تاريخ السينما الهوليوودية وبالتحديد سينما الأكشن وحدها ولكن في التاريخ العالمي إذ لم يقتصر تأثير سينما الممثلين الثلاثة الكبار علي محبي السينما ولكنه تجاوزها إلي خلق تصورات جديدة في العالم كله عن الإنسان الأمريكي وعن الجندي والجيش والقوة الأمريكية بشكل خاص.

ويمكن بضمير مستريح تماما اعتبار الثلاثة السابق الإشارة إليهم ضمن طابور طويل جدا من الممثلين سفراء للثقافة الأمريكية بدءا من الأطعمة الأمريكية السريعة وليس انتهاء بالمياه الغازية لكن أساطير هوليوود التي لا تنتهي وقفت عند هؤلاء الممثلين مفتولي العضلات ونجوم الأكشن في تشكيل الأسطورة الأهم أي قوة السوبر مان الأمريكي وتصدير هذه الصورة في العالم لصنع فكرة بسيطة مؤداها أن جنديا أمريكيا واحدا كفيل بجيش كامل وحده.

ولعل زيارة فان دام للقاهرة الأسبوع الماضي واحتفاله بعيد ميلاده الحادي والخمسين تحمل دلالة أهم من كونها زيارة شخصية للاحتفال بعيد ميلاده (خاصة أنه صرح أنه لا يحتفل به) وتوازي مع تلك الإشارة زيارة العديد من كبار السياسيين لميدان التحرير والذي شهد ثورة يناير .. الجندي الأمريكي السوبر جاء إذن ليرفع القبعة احتراما وتقديرا للشعب المصري كما فعلت وزيرة الخارجية الأمريكية عقب سقوط الرئيس المخلوع بفعل الثورة الأكثر تحضرا في التاريخ .

فان قال في تصريح صحفي إنه لا يتابع السياسة بشكل جيد، ولكنه مع ذلك رأي الثورة المصرية علي شاشات التلفزيون مثل الملايين غيره علي مستوي العالم، وأنه يعتقد في كون السبب الذي أدي إلي نجاحها هو إيمان الشباب المصري بالهدف الذي خرجوا من أجله إلي الشوارع، ولذلك تحقق لهم ما أرادوا.

جان كلود فان دام الذي قدم حتي الآن تسعة وأربعين فيلما ويستعد لفيلمه الخمسين قال في تصريح له إنه يجب علي الرجل أن يتزوّج أكثر من مرة؛ لأن عدد الرجال أقل من عدد النساء، مؤكّدا في الوقت نفسه أنه لا يهتمّ بمتابعة الأخبار.

وقد جاء التصريح محاولة ساذجة لمداعبة المشاعر الدينية الإسلامية خاصة فيما يتعلق بتعدد الزوجات وهي النقطة الجوهرية التي يتابعها الغرب بشغف عن الإسلام بصورته الغربية وأشار فاندام إلي أنه تزوّج خمس مرات، ولكن زواجه الأول كان حب حياته، فهو قد وقع في الحب مرة واحدة (زواجه الأول)، ولكن بعد ذلك الحب يبدأ وينتهي (زيجاته الأربعة)، وأنجب ابنين وبنتا، وتساءل فاندام عن العدد الشرعي لزيجات الرجل المسلم، وقال: "إحنا لو أخذناها بالميزان الطبيعي هنلاقي إن الستات أكثر من الرجال؛ علشان كده الراجل بيتجوّز أكتر من واحدة".

وقال نجم السينما الأمريكية خلال لقائه مع برنامج "الحياة اليوم" الذي عرض علي قناة الحياة الفضائية "الناس تنظر إليّ نظرة خاطئة عندما يعلمون أنني لا أُتابع الأخبار".

وأضاف فاندام أنه يُحافظ علي لياقته وشبابه من خلال المواظبة علي الذهاب للنادي الصحي (الجيم)، كما أن الحياة بالنسبة له ممتعة وكل يوم في حياته يعتبره عيد ميلاد؛ خاصة أنه لا يُقابل في حياته مشكلات كثيرة؛ لذلك فهو لا يحتفل بعيد ميلاده، فهو كل عام يقضي ليلة ميلاده في بيته وسط أسرته، ولكن الكلام له بقية أين هي هذا العام قرّر أن يقضيها في مصر.

وفيما يخصّ علاقته بأبنائه؛ نفي أن تكون هناك أي مشكلات أو حواجز بينهم، كما أن علاقتهم ببعضهم البعض جيّدة جدا، وعلّل ذلك بأنه جلس مع أبنائه فترة طويلة، وهذا لأنه أنجبهم وهو في سن صغيرة.

وقال فان دام إن والده دائماً ما شجعه علي أن يمثل، ولذلك فقد سافر إلي أمريكا بحثاً عن فرصة، ولم يكن الأمر سهلاً، فقد عمل في البداية كبائع صحف، ثم بعد ذلك كبودي جارد لعدد من الشخصيات، قبل أن يحصل في النهاية علي الفرصة للشيء الذي أراده .

ويحضر فان دام حالياً لبطولة الجزء الثاني من فيلم The Expendables" أمام سيلفستر ستالوني وأرنولد شوازينجر، وهما نجما الحركة اللذان نافساه طويلاً خلال عقدي الثمانينات والتسعينات، قبل أن يقفوا أمام بعضهم للمرة الأولي .

كما أعرب فان دام عن سعادته البالغة بقيامه بأداء الرقص الصعيدي بالعصا، وإتقانه له، كما أبدي إعجابه بالأكل المصري، مشيرا إلي أنه سيزور الأهرامات، ومعظم الأماكن السياحية في مصر، وأنه سعيد باحتفال المصريين بعيد ميلاده رغم أنه دائما لا يحتفل به، ويفضل أن يقضيه مع عائلته في المنزل.

واعترف فاندام أنه سيُؤدّي في فيلمه الجديد دور الرجل الشرير، وسيكون مليئا بالحركة والمطاردات، وسيُشاركه البطولة كل من أرنولد شوارزينجر وسلفيستر ستالوتي؛ حيث أكّد أن علاقته طيبة معهما، ولكن سيكون علي مخرج الفيلم مهمة شاقة؛ لأنه سيتعامل مع كل هذا القدر من النجوم في فيلم واحد، كما أن الفيلم سيتمّ تصويره في العديد من المواقع؛ أي أن الأمر سيحتاج قدرا كبيرا من التنظيم وحُسن الإدارة.

وبسؤاله عن أكثر الأفلام المحببة إليه، أجاب فاندام أنه يحبّ الأفلام الدرامية مثل فيلم Scent of a Woman   وأيضا من أكثر الأفلام التي يُحبّها وتركت ذكريات لديه هو فيلم Lawrence of Arabia الذي شاهده مع والده عندما كان صغيرا، وأشار أيضا إلي أنه يحبّ الأفلام من نوعية Transporter وThe Expendablesكما يحبّ الجانب الصادق من الأفلام الحالية.

وكشف الممثل العالمي أنه كثيرا ما كان يراوده حلم احتراف التمثيل، كما أكد أن سبب اتجاهه للعب الرياضة في البداية هو تحسين شكله وهيئته، خاصة أنه كان نحيفا للغاية ووزنه خفيف، وعلي الرغم من أنه بدأ ببيع الزهور ثم الجرائد؛ فإنه تمكّن من تحقيق حلمه، وتمكّن من الوصول إلي هدفه، ونصح فاندام الشباب المصري بأن يؤمنوا بحلمهم حتي ينجحوا في تحقيقه.. وكشف فاندام عن مباراته القادمة، والتي سيُلاعب فيها بطلا حقيقيا حاصلا علي جوائز في الملاكمة، وفسّر خوضه لهذه المباراة في هذه السن الكبيرة بقوله: "سوف أخوض هذه المباراة في هذه السن لأمحو إحساس العجز وكبر السن من رأسي، وإذا فزت في هذه المباراة ستكون معجزة".

آخر ساعة المصرية في

25/10/2011

 

في مهرجان بيروت السينمائي الدولي الـ ١١:

فـي »الفــزاعـات« العــراقـي .. الأطـفـال دروع بشـرية ..!

رسالة بيروت:نعمة الله حسين 

تفوق .. وتتفوق شهوة السلطة والرئاسة.. شهوتا الجنس والمال .. ويشحذ صاحب السلطة كل غرائزه للبقاء والتمسك بالكرسي الذي يجلس عليه، غير واضع في اعتباره علي الإطلاق النهايات المأسوية التي ينتهي به الحال إليها.. خاصة لو كان ظالما لايعرف العدل.. اعتاد علي البطش والطغيان.. وصدق المثل الذي يحمل حكمة الحياة (لو كانت دامت لغيرك.. ما وصلت إليك).. لكن لا أحد يتعظ .. وإن اتعظ فهي للحظات وقتية بعدها تعود »ريما لعادتها القديمة« والغريب أن الموت بكل جلاله.. ورغم أنه يخيف الناس مع أنه نهاية محتومة.. إلا أنه بانقضاء الحال يبقي عبثا.. وحكايات عن شخص ما كان موجودا .. لأكثر الناس أخلاقا وقيما.. دعوات بالصالحات لمن كان يوما علي ظهر الحياة. هذه الحياة التي لاتدوم لأحد وتعني بالنسبة لكثيرين امتحانا عسيرا لايستطيع المرء النجاح فيه إلا بتمسكه بإيمانه والصبر علي الابتلاء  بالمحن.. وما أكثر المحن التي يتعرض لها الناس في الحياة.

ومايحدث في عالمنا العربي امتدت شرارته للعالم كله .. وهي جذوة وشرارة لن تنطفيء أبدا حتي لو اعتقد البعض أنها خامدة في الإمكان السيطرة عليها.. وإذا كان هناك طغاة في العالم.. فإن المنطقة بدولها العربية اختصت بنصيب الأسد.. هذا الأسد لم يعد يخيف أحدا اليوم بعد أن أصبح جريحا محاصرا بالجموع التي تحررت من الخوف.

والمعاناة اليومية  في الحياة هي أيضا أحد الشواغل الرئيسية لرجل الشارع البسيط من المحيط للخليج باستثناء بالطبع دول من الخليج .. لكن رغم ذلك لا أحد أمن أو يأمن مما قد يحدث غدا.

وهذه المعاناة .. والحلم بالتغيير.. والثورة علي الأوضاع.. والصرخة ضد الطائفية والحق في حياة كريمة.. واحترام المشاعر والعواصف الإنسانية وعلي رأسها »الحب« الذي لعله هو الدافع الوحيد لبقائنا علي قيد الحياة.. هو ما حرصت كوليت نوفل مديرة المهرجان علي أن يكون السمة المشتركة لمعظم الأفلام التي شاركت في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة.. وهي (حاوي) مصر لإبراهيم البطوطي و(الخروج) لهشام عيساوي .. »مدن الترانزيت« الأردن لمحمد الحوشقي .. »فينوس السوداء« تونس، لعبداللطيف كشيش، »أحب طهران« إيران للمخرج ساهند صامديان و»الفزاعات« العراقي، (لحسن علي محمود).

وهذا الفيلم الأخير هو انعكاس خطير عندما يطغي الطغيان.. ويتلاشي العدل.. ويخبو الأمل.. وتضيع فرص الحياة.

المخرج العراقي (حسن  علي محمود) قدم للسينما أول أفلامه عام ٧٩٩١ »رقصة الموت« وهذا هو فيلمه الخامس.. حكايته من قلب الواقع.. وصورة لما حدث في العراق للحرب  التي دامت ثماني سنوات مع إيران.. وقضي فيها ملايين من الأبرياء حتفهم.. وما أصعب وأقسي ما لاقاه هذا الشعب سواء في حريه مع إيران.. أو أمريكا.. وما أبشع ما تعرض له أطفاله.. وفي »فزاعات« حسن محمود.. يتم استخدام الأطفال بدلا من »خيالات المآتة الخشبية« في الحقول لكي تخيف الغربان.. التي باتت لاتخشي أحدا.. ولذلك كان لابد لمن يقوم بهشها وضربها.. وما أرخص الحل الذي جاء في استخدام هؤلاء الأطفال.. قدمهم لدي الطاغي الرأسمالي صاحب الأرض أرخص بكثير.. بل إن الحقيقة لا ثمن لها بالمقارنة بالأعمدة الخشبية والعرائس التي يطلقون عليها اسم »الفزاعات« أو خيال المآتة كما نقول عليها نحن.

إن الظلم والطغيان لايعرفان حدودا.. فهما يستبيحان الأعراض والحرمات .. ناسين تماما أن من يعتقدون أنهم ضعفاء حتي لو كانوا أطفالا سيأتي يوم يحطمون القيود والسلاسل الحديدية ليثوروا ويرفعوا رايات النصر والتحرر.. والحمد لله أننا عشنا هذا العصر وكنا شهودا عليه.. وهو ما كان حلما يراودنا.. نجح »الشباب« في تخطيه.. فاللهم احمهم جميعا.. وابعد عنهم شر الفتن التي يشتعل فتيلها الآن.. والخوف كل الخوف  أن تمتد وتغرق الجميع.

❊❊❊

ننسي كلنا .. لكن بنسب متفاوتة.. أن الحياة فانية.. وأن الكفن لا جيوب له .. لكن مع ذلك هناك ذلك الإصرار الرهيب الذي يمتزج (بالتوحش) لدي البعض لتحقيق  المزيد.. المزيد من الثراء والنفوذ .. والسلطة.. والشهرة.. وفي سبيل ذلك يدوسون علي رؤوس وأجساد الجميع، وللأسف الشديد أن البعض يفعل ذلك وهو يقتني لنفسه مسميات تحت بند المبادئ وأهداف أخري بعيدة تمام البعد عن القيم .. والأخلاق.

وفي المقابل هناك ناس باتوا غرباء في هذه الحياة.. هم ضحايا لغطرسة البعض.. والظروف السيئة التي كانت سائدة.. بعضهم أيضا شرفاء لكن ضعفاء لم يكونوا يملكون القدرة ولا القوة علي مواجهة الظروف العصيبة التي يعيشون فيها.

هؤلاء الغرباء ما أكثرهم حتي في أوطانهم.. وهي أقسي أنواع الغربة.. حيث لاتملك في وطنك أقل الحقوق.. وتفقد قيمتك.. ويصبح الإنسان بلا سعر.. فالحقوق كلها  ضائعة.. وإن وجد البعض منها سواء في مجال التعليم والصحة بالتحديد فهي لاتصلح لأن تعلم طفلا.. مراهقا.. أو شابا .. كما أنها لاتداوي لا النفوس أو الجروح.. ليتمني المرء ساعتها الموت بدلا من المرور بدخول أحد المستشفيات العامة.

وفي الفيلم الأردني (مدن ترانزيت) للمخرج محمد الحوشقي.. تعود البطلة (ليلي) إلي عمان وطنها بعد غربة  مريرة غير ناجحة.. تعود باحثة عن الأحضان الدافئة في وطنها.. بحثا  عن الأمان والاطمئنان.. لكن الحصاد مر.. فقد تغير الوطن وتحجرت قلوب أبنائه.. وبدأت تظهر بذور التطرف.. والأصولية.. وضحيتها الأولي والأخيرة (المرأة).

ويبدو أن معاناة المرأة هي »التيمة« الرائجة لمعظم الأفلام.. وهي في دول العالم الثالث صرختها مدوية لأن »النساء« مظلومات.. وهناك فروق كبيرة بينها وبين الرجال.. سواء  أكانت هذه الفروق تستخدم تحت مسمي الدين أو الأعراف أو التقاليد.. وهي كلها كاذبة.. فالدين رفع من شأن المرأة.. أما الأعراف والتقاليد فهي موروثات من صنع الرجال.

ولعل من أكثر الأشياء التي أزعجتني وضايقتني كثيرا.. أنه خلال متابعتي لأكثر من مهرجان .. لم تتح لي الظروف أن آشاهد فيلما مصريا هو »الخروج« وذلك بسبب تداخل المواعيد الخاصة بالسفر.. وفي بيروت يوم كان سيعرض الفيلم كان من المفترض أن أغادر عائدة إلي القاهرة.. إن هذا الفيلم الذي قدم بشكر لمنتجه.. ومخرجه وأبطاله العملي علي إنجازه لهو شيء يستحق التقدير .. فهو عن حق الإنسان في الحب وما يعترض ذلك من اختلاف أديان.. إن حكاية هذا الفيلم تقع مثلا ليس المئات بل الآلاف كل يوم.. وبسببها تنشأ لدي العديد من الأسر الكثير من المشاكل التي قد تتحول إلي قتال. إنه الموضوع المحرم الحديث عنه بين فتاة مسيحية وشاب مسلم ومن خلال حكايتها يتعرض المخرج لحياة أختها وصديقتها المفضلة.. إن هشام عيساوي لم يختر أن يضع رأسه في الرمال  هو ومنتج الفيلم شريف مندور.. بل خاضا تجربة صعبة بسببها تعرض »مندور« للاستجواب.. لكن الرجل يملك شجاعة الرأي والمواجهة ويؤمن بأهمية وقيمة الفن ولم لا وتجاربه السابقة خير شاهد علي ذلك.. فتحية له ومرة أخري لهشام عيساوي المخرج.

ولعل مصير ليلي الأردنية.. وآمال المصرية.. هو نفس  مصير (سعاد) التونسية حقيقة تختلف تجارب الحياة.. لكنها في النهاية تتشابه وتقترب إحداها من الأخري.. ففي فيلم »فينوس السوداء« للمخرج المتميز عبداللطيف كشيش الذي قدم ثلاثة أفلام حصلت كلها علي جوائز.. لأنه تعمق من خلالها في مشاكل المهاجرين بالذات إلي فرنسا وحياتهم بكل مافيها من معاناة.. خاصة النساء والفتيات.. فالمدن الأوروبية تفتح ذراعيها في الظاهر  مرحبة بالمهاجرين فتبدو وكأنها تعانقهم.. لكنه عناق مليء بالأشواك الدامية.

آخر ساعة المصرية في

25/10/2011

 

نادين لبكي ترسم عالماً افتراضياً في قرية حقيقية

دمشق - من نضال قوشحة  

'هلأ لوين' فيلم شفاف في تطلعاته نحو مجتمع خال من فوضى الإختلاف الديني والمذهبي، يقدم نموذجاً سينمائياً ساحرا، وفناً نبيلاً.

بعد فيلمها الأول سكر بنات، الذي دخلت فيه عوالم المرأة بحساسية كبيرة، تقدم نادين لبكي فيلمها الثاني "وهلاْلوين" الذي تدخل فيه منطقة أكثر خطورة وهي الطائفية، بل والصراع الديني .

الفيلم يرسم عالما إفتراضيا في قرية حقيقية، إنقسمت إلى قسمين مسيحي ومسلم، وقد تعايشا معا على الحلوة والمرة كما يقال، فالجامع قرب الكنيسة، والجميع يجتمعون في مقهى واحد يتسامرون ويتحدثون، ولكن لم يكن بد من بعض المنغصات، لكن الأمور كانت تنتهي دوما تحت حدود السيطرة .

هذا العالم الإفتراضي، من حيث سيرورة الحدث، الذي أوجده بذكاء السيناريو المكتوب من عدة مبدعين، إستطاع لم حكاية متشعبة وصولا إلى مقولة سامية يريد الفيلم الوصول إليها .

في القرية كما في كل قرية، عاشقون وأرامل ومتطرفون من كلا الجانبين، وهؤلاء هم الذين كادوا يقلبون الأمور رأسا على عقب، فحادثة تمر، تعكر صفو العيش المشترك، فيقوم أحدهم بالتعدي على المسجد وإطلاق بعض الحيوانات عليه ليلا، بغية إشعال الفتنة، التي تكاد تحدث بسبب أحد المتشددين من الطرف المسلم، ولم يمر الأمر بسلام، ففي إحتفال ديني في الكنسية، يقوم أحدهم بسكب دم دجاج مذبوح على المذبح ليلوث جباه المصلين.

وتغدو المشكلة أكبر، لكن الحدث الأهم في الفيلم، أن نسوة هذه القرية، مسلمات ومسيحيات، رفضن العنف والفوضى وكذلك الإقتتال بين رجالهن، فقررن أن يقمن بكل شيء لكي يحموا العيش المشترك فيها.

فعندما دخل التلفزيون القرية، وتجمهر الناس ليشاهدوا برامجه، وكانوا يشاهدون نشرة الأخبار التي كانت تنقل أخبار الشحن الطائفي في العاصمة، إفتعلت النسوة مشادة كلامية بينهن، حتى يلفتن إنتباه الجميع من الرجال عن الإستماع لنشرة الأخبار .

عندما، يصير الشحن الديني في أوجه، تقرر النسوة الدخول في مغامرة غريبة، تتمثل في إحضار مجموعة من الصبايا الأوروبيات للإقامة عندهن مدة إسبوع، ويكون ذلك، ويكون الهدف إلهاء الرجال عن الإقتتال تتحق النتيجة المطلوبة ولكن بصعوبة .

يتابع الفيلم، وتتابع النسوة المغامرة، فيقمن بالتحضير لمأدبة كبرى في المقهى المشترك، بوجود الفاتنات الأوكرانيات، وتضع النسوة المخدر في الطعام، وما إن يبدأ طقس الإحتفال ويأكل الرجال، حتى يبدأ تأثير المخدر، وكأن القوم مخمورين، فيكون الجو لطيفا، ويتآخى الجميع وتزول الشحناء تماما .

هذه اللقطة التي قدمها الفيلم في هذا التفصيل، غاية في البراعة، وكإنما يريد أن يقول ساخرا، أن التعايش السلمي بين أهل القرية، يستلزم بالضروة غياب العقل، وكأن العقل بالمخالفة هو المحفز على الشحن الديني والطائفي في القرية وفي المدلول الأعم لبنان .

ينام الجميع، ليصحوا مع إختلافات جوهرية حدثت للعديد من النساء، وهنا، تكمن قمة الحدث الإفتراضي، كون الفيلم يظهر لنا العديد من النساء وقد بدلن دينهن، فالمسيحيات أصبحن مسلمات، والعكس، وهن يرغبن جميعا بالمشاركة في تشيع شاب مسيحي قتل بسبب أحداث عنف طائفي .

المشهد الأخير، كان كرنفالا جميلا من السينما، نعش في المقدمة، يحمله شباب مسيحي ومسلم، ومشيعون وراءه نساءا ورجالا مسيحين ومسلمين، يقومون بشكل موحد بأداء طقوس تشييع محددة، في جو من التوحد الديني.

ولا تلبث الجنازة أن تدخل المقبرة المخصصة للقرية والتي تنقسم لقسمين، مسيحي ومسلم، في هذا الجو، يحتار الشباب الذين يحمل النعش أين يتجهون بالميت، المسيحي، الذي باتت أمه مسلمة. يقفون مترددين ثم يدورون حول أنفسهم ويسأل الجميع، "وهلأ لوين" .

ربما كان القصد، ها قد وصلنا إلى النهاية، إلى المقبرة، فإلى أين، هل سيرافقنا هذا السؤال، مسيحي مسلم، إلى ما بعد الحياة، هل من الضروري أن نختلف حتى نصل لهذه المرحلة .

"هلأ لوين"، فيلم رغم قسوة حكايته الخارجية، لكنه شفاف في تطلعاته نحو مجتمع خال من فوضى الإختلاف الديني والمذهبي وهو يقدم نموذجاً سينمائياً ساحراً، عن سينما حارة، تقدم فنا نبيلا في إسلوب قريب ومحبب.

السيناريو الذي كتبه رودني حداد كان بطلا حقيقيا، رسم خطه البياني التصاعدي في الأحداث بشكل منظم وقدم جملا حوارية كانت في منتهى الرشاقة واللطف. ورسم شخصياته بدقة، خاصة شخصيتا آمال نادين لبكي وتقلا أم الشاب المتوفى .

في الفيلم مشاهد قوية في الأداء التمثيلي، تجلى هذا واضحا في مشهد، مواجهة أم تقلا مع تمثال السيدة مريم في الكنسية، كذلك مشهد آمال في المقهى وطردها لحبيبها إثر عراك بينه وبين شاب .

"وهلأ لوين"، فيلم يقدم مجددا، جرعة سينمائية من لبنان، كان في مستوى الحدث، وقدم رؤية فنية عالية المستوى بإسلوب جديد قريب ومحبب .

بطاقة الفيلم

إنتاج لبناني فرنسي مصري ايطالي مشترك.

تمثيل كلود باز مصوبغ، ليلى حكيم، نادين لبكي، أيفون معلوف، انطوانيت نفيلي، جوليان فرح، علي حيدر، كيفن عبود، بيترا صغبيني، مصطفى السقا، ساسين كوزلي، كارولينلبكي، انجو ريحان، محمد عقيل، جيزيل سمندن، خليل بوخليل، سمير عوض، زياد أبو عبسي، عادل كرم، أوكساناشيحان، آنيتا بوصالح، أولغا يروفيايافا، يوليا مارون، أوكسانا بيلوغلازوفا، فؤاد يمين، سندريلا يمين، سامي خرجية، جورج خوري، منذر بعلبكي.

كتابة السيناريو لنادين لبكي وجهاد حجيلي ورودني حداد.

المنتج آندومينيك توسان، وإخراج نادين لبكي.

ميدل إيست أنلاين في

25/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)