حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السيناريست محسن الجلاد:

أيادي الرقباء لا تزال مرتعشة !

حـــوار :  إنتصار دردير

> > من قمة السلطة والثروة والنفوذ إلي ظلمة الزنازين والأسر والذل.. هذه المفارقة الدرامية بكل تناقضاتها استهوت الكاتب والسيناريست محسن الجلاد فاتخذها محوراً لأول مسلسل تليفزيوني يتناول رموز النظام السابق بعنوان »المزرعة« الذي تدور أحداثه بالكامل داخل سجن »طرة« منذ اللحظة التي دخل فيها وزراء حكومات مبارك لي الزنازين ليعيشوا واقعاً جديداً لم يراودهم حتي في أسوأ أحلامهم.

المسلسل يبدأ تصويره الشهر المقبل بعد أن حصل مؤلفه علي موافقة الرقابة النهائية علي السيناريو.. ويجري حالياً اختيار أبطاله الذين سيظهرون بملامح قريبة من الشخصيات الحقيقية لكن بأسماء مختلفة.. هذا ما كشف عنه المؤلف في حواره معنا > >

·         < قلت له: أليس الوقت مبكراً لتناول أحداث ثورة ٥٢ يناير درامياً.. ألا تتطلب الدراما بعض الوقت لاستيعاب ما حدث؟

قال: نعم.. مازال الوقت مبكراً لأن الثورة لم تنته بعد ومازلنا نعيش الحدث ذاته لكن مسلسل »المزرعة« بعيد تماماً عن أحداث الثورة انه يتناول الأحداث داخل سجن طرة من خلال هذا الانتقال المفاجيء لعلية القوم الذين صاروا خلف القضبان.. فالأحداث تبدأ وتنتهي داخل المزرعة منذ بداية دخولهم السجن.

·         < ما الذي استهواك في هذا الموضوع وما هو القالب الدرامي الذي وضعت فيه رؤيتك؟

ـ الأحداث تدور في قالب كوميدي سياسي لأنها دراما سوداء لابد من تخفيفها فأقدم فسادهم باسلوب كوميدي وما استهواني وشدني في المزرعة ان مجموعة الكبار كلهم تجمعوا في مكان واحد.. ومنذ دخولهم والصحف لا تخلو من أخبار يومية عما يجري في طرة وقد بدأت الكتابة منذ أربعة شهور وقبلها قمت بزيارة المزرعة مرتين وجلست مع بعض الضباط وأنا أقدم نجوم طرة كعبرة وجرس إنذار لكل مسئول قادم فمن كان يصدق أن هؤلاء الكبار سيكونون داخل الزنازين.

·         < وهل ستعتمد بشكل أساسي علي ما تناولته الصحافة عن سجن طرة؟

ـ في جزء محدود منها لكنني أعتمد بالدرجة الأولي علي خيالي كمؤلف وما يمكن أن تجري من حوارات وأحداث ومواقف كوميدية صارخة ومأساوية أيضاً بين هؤلاء الكبار داخل الزنازين المغلقة.

·         < ولماذا قررت انتاج المسلسل بنفسك؟ ومتي يبدأ التصوير؟

ـ لدي شركة انتاج منذ عام ٢٩ انتجت من خلالها مسلسلات ومسرحيات لكن انشغالي بالكتابة جعلني أجمد نشاطها منذ فترة.. وظروف هذا المسلسل تحتم عليَّ انتاجه وتشارك معي قناة فضائية كبيرة.. ونحن الآن في مرحلة تفاوض مع الممثلين واختيار المخرج وبقية فريق العمل لنبدأ التصوير الشهر المقبل.

·         < هل سيتم »اختيار ممثلين قريبي الشبه من الأبطال الحقيقيين؟ وهل سيظهرون بأسمائهم الحقيقية؟

ـ الأسماء بالطبع ستكون مختلفة لكن المناصب موجودة مثلاً وزير الداخلية يظهر باسم جديد لكن بشكل قريب، ومبارك سيظهر باسم »الريس« وسوزان مبارك باسم »سهام هانم«.. أما الشكل فلن نسعي للتطابق ولن نعمل »لوك« لكل ممثل ليظهر قريباً من الشخصية الحقيقية فالمهم أن يكون الممثل قادرا علي احتواء الشخصية التي سيؤديها.

·         < ما حقيقة الاعتراضات الرقابية علي المسلسل؟

ـ الرقباء اعترضوا علي أشياء كثيرة ودخلنا في مناقشات عديدة فقد اخترت أسماء الشخصيات الدرامية علي وزن الأسماء الحقيقية فاعترضوا وطالبوا بأسماء بعيدة عنها وقد استجبت لذلك.

·         < وهل لمست تغييراً في عقلية الرقباء بعد ثورة ٥٢ يناير؟

ـ اصطدمت بالرقباء قبل وبعد الثورة وفي كل اعمالي من »دواعي أمنية« وقضية رأي عام وللثروة حسابات أخري وأري أن أيدي الرقباء لاتزال مرتعشة خاصة في الصف الثاني والثالث لكن الكبار منهم متفهمون تماماً لاختلاف المرحلة وعلي رأسهم د.سيد خطاب رئيس الرقابة.. وأنا أري أن جهاز الرقابة لابد ان يختص رقابياً بما يمس الدين والأخلاق ويرفع يده عن السياسة.

·         < وما الشخصيات التي استوقفتك درامياً من رموز النظام السابق؟

ـ أراهم جميعاً شخصيات واضحة لكن شخصية جمال مبارك أكثرهم ثراء درامياً فقد كان بينه وبين مقعد الرئاسة خطوة واحدة.. كانت طموحاته بين يديه ثم تبخر ذلك كله في لحظة وانتهي به الحال إلي السجن.

·         < وهل يتطرق المسلسل إلي شخصية الرئيس السابق أيضاً؟

ـ في أحداث المسلسل ديكوران رئيسيان الأول سجن المزرعة والثاني جناح الرئيس السابق في المستشفي.. وهناك مشاهد يظهر فيها أثناء التحقيقات.

·         < هل ستلجأ إلي اسلوب »الفلاش باك« لكشف الفساد الذي أودي بهم إلي المزرعة؟

ـ أري أن صورة الفساد الكاملة للنظام لم تتكشف أبعادها حتي الآن، نعم كلنا نشعر بالفساد ولكننا كنا نلمح به ربما بدافع الخوف والقهر وأنا شخصياً تطرقت لهذا الفساد في مسلسل »قضية رأي عام« و»للثروة حسابات أخري« لكنني اخترت ان تكون الأحداث فقط داخل المزرعة.

·         < هل تري أن الثورة حررت الناس؟

ـ بالتأكيد طبعاً لكننا نحتاج الآن لثورة أخري علي أنفسنا.. لأننا عشنا في حضن هذا النظام ونشأنا علي فساده فأصبحنا فاسدين بدرجة أو أخري ولابد أن نتطهر من فسادنا الذي غرقنا فيه وصرنا جزءا منه.. لقد قضينا علي رأس الفساد لكن الجسد مازال موجوداً فينا ونحتاج لثورة فعلية عليه نحتاج تعليم بجد وثقافة بجد لمجتمع يريد أن ينهض نريد أن نعمل جميعاً لصالح مصر وليس لمصالحنا الشخصية.

·         < تعني بذلك المظاهرات والمطالب الفئوية؟

ـ المظاهرات والمطالب لعبة يشارك فيها أطراف عديدة وقوي داخلية وخارجية ومصر الآن جريحة ومريضة وهناك من يريد أن يستغل ضعفها والكل يلعب لمصلحته الشخصية دون اعتبار لمصلحة مصر وهذا أمر يثير الرعب في نفوس كثير من الناس.

·         < في مسرحيتك »بلاد في المزاد« تطرقت الي سلبية الشعب المصري في مواجهة الكبار.. فهل تغير رأيك بعد ثورة ٥٢ يناير؟

ـ كنت دائماً من الذين آمنوا أن الشعب المصري سلبي وخاضع لحكامه.. لكن ثورة ٥٢ يناير جاءت بمثابة مفاجأة لي وشعرت أننا مازلنا قادرين علي الفعل فلم يتخيل أحد أن ينتهي الحال بهؤلاء الكبار الفاسدين الي الزنازين.. من يصدق أن صفوت الشريف وزكريا عزمي وجمال مبارك في السجن الآن.. وعلينا أن نستكمل الثورة ونتكاتف جميعاً »ايد واحدة« لبناء المجتمع.

·         < في مسلسلك »قضية معالي الوزيرة« الذي يستأنف تصويره الآن رفضت إضافة مشاهد خاصة بحدث ثورة يناير فما وجهة نظرك؟

- المسلسل انتهيت من كتابته قبل الثورة وتوقف التصوير وكانت هناك اقتراحات بإضافة أحداث الثورة إليه لكنني رفضت من منطلق قناعتي أنني يجب ألا ألوي عنق الأحداث ولديَّ أفكار عديدة لموضوعات درامية شبه مستقرة في رأسي لكن كتابتها تحتاج لبعض الوقت فالأحداث لم تستقر بعد ولابد أن أكون مستوعبها تماماً.

أخبار اليوم المصرية في

21/10/2011

 

حكايات أبوسمرة!

شــــحات الغــــرام والوفــــــاء!

سمير صبري 

رحل عنا وتركنا منذ أيام الفنان الراقي.. الأخلاق.. الهادي.. الوقور.. المحترم.. المبتسم دائما »عمر الحريري«.. وقد رحل عنا في شهر أكتوبر الكثير من رموز الفن والفكر والأدب العظماء.. عميد المسرح والفن العربي يوسف بك وهبي.. عميد الأدب العربي د.طه حسين.. عميد الموسيقي السينمائية الخفيفة  علي القلب والسمع.. محمد فوزي!!

وعندما قمت بتمثيل دور الموسيقار العظيم محمد فوزي في المسلسل الإذاعي الرمضاني »عوام علي بر الهوي« أو »شحات الغرام« الذي أذيع علي شبكة الشباب والرياضة منذ سنوات حرصت قبل أن أمثل دوري أن ألتقي بكل الشخصيات القريبة من الفنان العبقري في النغم وفي فلسفة أمور الحياة بطريقته.. فعشقي لفوزي كان منذ طفولتي ولكي أفهم شخصية فوزي التي سأقوم بها في الإذاعة حرصت علي أن أجري عدة حوارات مع عدد كبير من الشخصيات التي كانت ملتصقة بالفنان الكبير حتي أستطيع الاقتراب أكثر وأعمق من شخصيته.

وكانت زيارتي الأولي لأم الأولاد (هداية) بنت الجيران التي أحبها فوزي وأطلق عليها لقب »وش السعد« وظل يناديها بهذا اللقب حتي وفاته! والتي قدرت جدا اهتمامي وحبي لفوزي وحرصي علي إحياء كنوز ألحانه لكي تتعرف عليها الأجيال الجديدة وذلك من خلال عروض فرقتي الموسيقية والاستعراضية والتي حرصت فيها علي تقديم روائع فوزي المختلفة في كل عروضها سواء في مصر أو في العالم العربي أو في المهرجانات الدولية التي شاركنا فيها في جميع أنحاء العالم!

والمستمع بدقة لألحان محمد فوزي يشعر أنها مصنوعة اليوم وليس من خمسين سنة فقد برع فوزي في تقديم كافة الألوان الموسيقية سواء التواشيح والألحان الصوفية والتي عاشها في طفولته في طنطا خاصة أيام مولد السيد البدوي أو في الدويتوهات الرائعة المبتكرة التي قدمها مع ليلي مراد وصباح ونور الهدي وشادية وفايزة أحمد ونــازك إلي جانب الحانه الوطنية العديدة (بلدي أحببتك يا بلدي) وطبعا لا نستطيع أن ننسي أن فوزي هو أول من تذكر الطفل في العالم العربي وقدم له أغانيه الرائعة (طلع الفجر ـ ماما زمانها جاية) وأول من خرج بالأغنية العربية إلي الأفاق العالمية من خلال أغانيه الفرانكواراب (يا مصطفي - فطومة - علي بابا) وأول من أنشأ مصنعا للأسطوانات في افريقيا وأسيا وأول من غامر بانتاج فيلمين بالألوان الطبيعية سنة 1950 (الحب في خطر ـ نهاية قصة).

ثم كان لي لقاء مع شقيقته من أمه وأبيه (بهيجة) أو هدي سلطان كما سماها أستاذي الكبير مخرج الروائع حسن الإمام وروت لي الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا كيف تم التحاق فوزي بفرقة بديعة مصابني وكيف أعجبت به وفي زيارة خاطفة لأستديو مصر يتعرف فوزي علي عميد الفن العربي يوسف بــك وهبي الذي يعطيه فرصته السينمائية الأولي في فيلم »سيف الجلاد« لينطلق بعدها  سينمائيا عندما اختاره أحمد بدرخان ليقوم بدور البطولة في فيلم »قبلة في لبنان« أمام سمراء النيل مديحة يسري التي أعجب بها فوزي وظلت نظراتها تداعب خياله وفكره سنوات إلي أن تزوجها عام 1949 وشاركته في بطولة عدد كبير من الأفلام السينمائية المرحة وكون معها ثنائيا سينمائيا ناجحا (فاطمة وماريكا وراشيل ـ بنات حواء ـ نهاية قصة ـ من أين لك هذا ـ معجزة السماء) واستمر زواجهما سبع سنوات أنجب خلالها ابنته الوحيدة وفاء التي توفيت بعد شهور من ولادتها ثم ابنهما عمرو الذي مات في حادث سيارة.. ويوم أن تم الطلاق بين فوزي ومديحة قالت له: »كنا زملاء وأصدقاء قبل الزواج وهنفضل كده برضه يا فوزي بعد الطلاق« وفعلا ظلت مديحة يسري تساند فوزي بكل قوتها في عذابه سواء أيام التأميم أو سنوات مرضه الغامض والذي حير اطباء العالم!

واستمرت تسجيلاتي النادرة الخاصة مع كل من كانت لهم صلة بعبقري النغم محمد فوزي وفلسفته الرائعة في تقبل النجاح والفشل والأعاصير والعواصف التي مر بها في حياته بنفس الابتسامة الهادئة التي كانت تميزه دائما حتي في أشد حالات مرضه بل حتي قبل وفاته بلحظات كما روت لي (كريمة) أو (فاتنة المعادي) زوجته الأخيرة والتي تزوجت من فوزي وهي أم لثلاثة أولاد وكان فوزي قد افتتح استديو »صوت القاهرة للصوتيات« في العتبة وذهب فوزي إلي استديو (العتبة) للتسجيلات الصوتية التابع لشركته وفوجئ بضابط جيش يجلس علي مكتبه ويخبره أن الشركة قد تم تأميمها مع قرارات التأميم الشهيرة عام 1961 وأن علي فوزي أن يذهب إلي مكتب آخر صغير في نفس الاستديو بمرتب شهري مائة جنيه وذهب فوزي ليجد أن المكتب المخصص له هو غرفة البوفيه في الشركة واجتمع كل موظفي الاستديو وكل موظفي شركة صوت القاهرة من فنيين وإدارييـن وقالوا لفوزي: لن نعمل سنرحل معك ورد فوزي والدموع في عينيه: بل سنعمل وأنا معكم لأن المسئول أو الوزير أو المدير حايمشي في يوم من الأيام لكن الشركة أي صوت القاهرة ستبقي وستستمر وستنجح..! ده كان فكر محمد فوزي في إبقاء شركته صوت القاهرة علي قيد الحياة رغم كل العواصف التي تعرض لها وللأسف لم تكن الشركة حريصة عليه كما كان هو حريصا عليها ولم تهتم الشركة بتخليد ذكري مؤسسها وصانعها فبعد أربع سنوات من الاتفاق معه علي تقديم قصة حياته في مسلسل كبير يروي كفاحه وأنغامه بالمشاركة معي وبعد أن حصلت أنا علي حق استغلال جميع أغاني فوزي بصوته وصوت كل من لحن لهم وبعد موافقة كل أطراف أسرته علي السيناريو الرائع الذي كتبه الأستاذ مصطفي جمعة عن حياة عبقري النغم »محمد فوزي« المليئة بالأحداث الدرامية ةقررت شركة صوت القاهرة وأكرر التي أسسها محمد فوزي ألا تعمل مسلسلا غنائيا يخلد اسم مؤسس الشركة وأرسلت لي خطابا من كلمتين تقول فيه انها لن تستمر في المشروع بعد كل سنوات المماطلة والمراوغة معي بحجة عدم وجود سيولة للمشاركة في المسلسل رغم أنها تدرك جيدا أنني قد بدأت التصوير فعلا وأنني حصلت علي حق استغلال أغاني فوزي بصوته وصوت كل من لحن لهم وكانت تستطيع الشركة استغلال هذه الثروة الغنائية لفوزي علي شركة الصوتيات التي تملكها وتستغلها كما تستغل أغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي أعطت لفوزي حق استغلال كل أغانيها مدي الحياة من شدة إعجابها وحبها لفوزي وهي الثروة التي تعيش عليها شركة صوت القاهرة الآن!

وتوفي فوزي في ٠٢ أكتوبر 1966 وعمره 48 سنة تقريبا نفس السن التي رحل فيها العندليب عبدالحليم حافظ ولهذا السبب استبعدت روحي من القيام بدور فوزي رغم عشقي وتعلقي بهذا الفنان النادر منذ طفولتي ورغم أنني قدمت معظم روائعه الموسيقية في فرقتي الاستعراضية وقد قررت استئناف تصــوير المسلسل بالمشاركة مع احدي القنوات علي أن يقوم بدور فوزي وجه جديد لم يسبق له الظهور علي الشاشة حتي علي الجماهير خاصة أنني طبعا سأستغل تسجيلات محمد فوزي بصوته المميز في المسلسل وقد اتخذت هذا القرار وأنا كلي حسرة أن الزمن سرق مني أمنيتي في أن أكون محمد فوزي علي الشاشة ومع ذلك سأتولي تكملة تصوير المسلسل حتي أعطي فوزي عبقري النغم جزءا من حقه الذي لم ينله في حياته ولا بعد رحيله.. محمد فوزي شحات الغرام لن يكون أبداً شحات »الوفاء« الذي حرمته منه الشركة التي أسسها!

S.SABRY@SAMIR-SABRY.COM

أخبار اليوم المصرية في

21/10/2011

 

صباح  الفن

شدي حيلك يا بلد

بقلم: انتصار دردير


غيابه بدا أقرب للاختفاء مثيرا لعديد من علامات الاستفهام
.. فلماذا يغيب فنان كبير بحجم موهبة محمد نوح، لماذا آثر الانزواء وهل كان ذلك باختياره أم دفع إليه دفعا وكيف يغيب من صرخ فينا وأشعل حماسنا بأغنياته وألحانه التي تفيض بمشاعر الوطنية »مدد مدد شدي حيلك يا بلد، الله حي بكره جاي، شيلي طرحة الحزن السودا« التي وقف يغنيها فوق الدبابات ووسط الجنود علي الجبهة فلم يترك وحدة  عسكرية إلا وذهب يغني لمصر فيها حتي صار شريكا وشاهدا علي النصر العظيم وقد طلب منه الرئيس الراحل أنور السادات عقب استرداد سيناء أن يذهب إلي أهلها ويغني لمصر قائلا له: »عايزك تخلي كلمة مصر تتردد علي لسان كل أبنائها بعد أن عزلتهم إسرائيل طويلا« وبالفعل ذهب نوح كما لو كان يؤدي مهمة وطنية فألتف حوله أهلها بكل حماس وحب وانتماء ليؤكد أن الفنان الحقيقي يستطيع أن يكون جنديا في خدمة وطنه.

وقد جاء حوار الموسيقار الكبير مع الاعلامي خيري رمضان علي قناة  cbc ليزيح الستار عن كثير من الأسرار والمواقف التي عاشها الرجل والتي دفعته إلي الغياب وقد أفسح له الاعلامي البارز المجال للحديث واتاح له الفرصة ليعلن الكثير من الآراء الجريئة في الفن والسياسة التي اكتوي بنارها فوقع ضحية لمؤامرة رجال النظام السابق الذين اغتالوا حلمه وأغلقوا مسرحه.

حقا ان الزمن لا يعود لكننا نستطيع ان نرد بعض الاعتبار لهذا الفنان الكبير بأن يسارع  التليفزيون بتسجيل مشواره الفني ويفرج عن أعماله الفنية من مسرحيات وأغان لتدرك الأجيال الجديدة معني الانتماء فما أحوجنا الان  لنردد معه »مدد مدد شدي حيلك يا بلد«.

entsar13@hotmail.com

أخبار اليوم المصرية في

21/10/2011

 

صباح السبت

أحــــزان القـــلب

مجـدي عبدالعزيز 

قبل أن يتعافي القلب من أحزانه علي أحداث ماسبيرو المؤلمة وما تشهده الأمة من أوجاع تكاد تقضي علي الأخضر واليابس أتلقي خبر رحيل صديقين عزيزين ارتبطت بهما علي مدي ٥٣ عاماً منذ بداية عملي الصحفي وحتي الآن حيث فقدنا الإعلامي الكبير أحمد الحملي والفنان القدير عمر الحريري.

وأحمد الحملي لمن لا يعرفه هو خبير الشئون الإسرائيلية ورئيس الإذاعة العبرية براديو القاهرة ثم وكيل وزارة الإعلام رئيس شبكة الإذاعات الموجهة الذي لعب دوراً كبيراً خلال أحداث حرب أكتوبر ٣٧ وكان لفترة طويلة من الوقت المترجم الخاص للرئيس الراحل أنور السادات في مؤتمراته الصحفية مع القادة الإسرائيليين وهو إلي جانب ذلك صاحب العديد من الدراسات والمؤلفات عن القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وقد تم تكريمه بحصوله علي وسام الجمهورية من الطبقة الأولي.

وقد أسعدني حظي أن أكون بالقرب من أحمد الحملي طوال فترة عمله وأشهد أنه كان واحداً من فرسان الإعلام المصري وأشهد أنه أسهم ببرامجه في الراديو ومن خلال شاشة التليفزيون في مواجهة قضايا كثيرة ساخنة صبت كلها في صالح الأمن القومي المصري.

وعلي الرغم من قسوة المرض الذي تعرض له أحمد الحملي خلال السنوات الماضية الا انه لم يستسلم له وظل مقاتلاً بصوته وقلمه حتي رحل عنا مساء الجمعة ٤١ أكتوبر الحالي ليموت مثل الأشجار واقفاً يذوب عشقاً في تراب مصر.

ويشاء قدري ان يكون يوم الجمعة أيضاً ٤١ أكتوبر الحالي هو يوم وداعي لآخر مرة بالفنان الكبير عمر الحريري حيث اتصلت به في المساء ليكون ضيفي في باب »علقة تفوت« الذي أقدمه اسبوعياً في ملحق »النهارده أجازة« بأخبار اليوم فإذا به يخبرني بمرضه وبأنه غادر المستشفي منذ عدة ساعات وقال لي انه لو أمد الله في عمره سوف يتحدث معي في الاسبوع المقبل.

وفي الساعات الأولي من صباح الاثنين الماضي يرحل صديق عمري القدير عمر الحريري قبل ان يفي بوعده معي ويقدم ذكرياته لباب »علقة تفوت« بملحق »أخبار اليوم« حيث حرمني القدر من فرصة وداعه والاستماع إلي جزء مهم من تاريخه علي المستوي الشخصي خلال سنوات طفولته وشبابه فقد كان إنساناً رقيقاً وفناناً رائعاً صاحب مدرسة خاصة في الأداء لم يصل إليها أحد حتي الآن.

رحم الله العملاق عمر الحريري الذي عاش ومات وهو ملء السمع والبصر وترك من وراءه رصيداً من الأعمال الفنية تؤكد علو قدره وقامته الشامخة التي لا تنحني أبداً إلا لله سبحانه وتعالي.

أخبار اليوم المصرية في

21/10/2011

 

مدحت السباعي :

أي عمل سينمائي عن الثورة المصرية حاليا مجرد نصب

القاهرة - أ ش أ  

أكد المؤلف والمخرج مدحت السباعي، أن أي عمل سينمائي عن الثورة المصرية في الوقت الحالي يعتبر مجرد "نصب" .

وقال السباعي " لو شرعت في عمل سينمائي عن الثورة في الوقت الراهن سأكون نصابا لأن الثورة لم تنته والأحداث مازالت جارية وغير معروف إلى أين ستتجه ، فكل فترة تخرج مليونيات ومظاهرات فئوية".

وأشار إلي أن ما يجري في مصر من أحداث سياسية حاليا يمكن أن يكون بعد ثلاث سنوات "نكبة" على مصر فكيف أخرج عملا حاليا والأحداث مازالت جارية .

وأكد أن الثورة المصرية حدث مهم يجب تحليله بإمعان وإجلال، مطالبا بعض المخرجين والفنانين والمؤلفين المصريين بعدم ركوب الموجة ومحاولة "الاسترزاق" من كل شىء حتى مصر نفسها ، وقال "من كثرة ما يتحدث الكل عن نزوله لميدان التحرير ومشاركته في الثورة أصبحت فخورا بأنني لم أنزل إلى التحرير خلال الثورة ".

وأستغرب السباعي الحديث عن أن صناعة أفلام عن الفقر والعشوائيات في مصر مؤخرا كانت مصدر الهام للثورة ، قائلا إنه أخرج فيلما عن الفقر من 25 عاما "فقراء لا يدخلون الجنة" ، إذن فهو من صانعي الثورة.

وردا على سؤال بشأن منع أعمال له من النظام السابق، أجاب بأن منع فيلم امرأة آيلة للسقوط لمدة عام بحجة أن فيه سياسة، أجاب " الله يسامحهم ".

فيلم امرأة آيلة للسقوط فيلم روائي أنتج عام 1992 بطولة الفنان فريد شوقي ويسرا وهدى سلطان وعبد العزيز مخيون ، ومحمود حميده، وصلاح قابيل ، وإخراج مدحت السباعي .

وجسدت يسرا في الفيلم دور امرأة تعاني من أهوال زوجها المدمن علي المخدرات لتبدأ مسلسل السقوط .

وأكد السباعي أن العملية الفنية في مصر تمر بأزمة حقيقية لأنها تأثرت بالثورة المصرية العظيمة وتداعياتها في المجتمع خصوصا علي المستوي الاقتصادي إذ توقفت العملية الإنتاجية وتوقفت معها عمليات التسويق والتوزيع أيضا.

الشروق المصرية في

20/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)