حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينما والفتنة زواج على ورقة طلاق

أعد الملف   أحمد النجار وحسن أبو العلا

على مدار ١٠٠ عام وأكثر لم تتوقف السينما طويلاً أمام ملف العلاقات بين المسلمين والأقباط وما يتخللها من احتقان حتى قد يصل إلى حد الفتنة الطائفية، أفلام قليلة تناولت القضية بصورة سطحية ولم تطرحها بعمق يتناسب مع أهميتها، باعتبارها قضية وطن بأكمله بمسلميه ومسيحييه خاصة بعد الأحداث التى عاشها المصريون ليلة الأحد الدامى فى ماسبيرو، وسبقتها العام الحالى أحداث أخرى فى إمبابة وأطفيح، إضافة إلى أحداث عنف قديمة وهو ما يدق ناقوس خطر يجب على المبدعين الالتفات إليه.

«المصرى اليوم» تفتح هذا الملف الشائك الذى ابتعد عنه السينمائيون دون أسباب مقنعة وحتى بعض الأعمال التى تعرضت لهذه القضية المهمة كانت أشبه بزواج على ورقة طلاق فلم تتسم بالعمق والتحليل الذى يليق بها، وترصد فى الوقت نفسه أهم الأعمال التى حاولت السباحة ضد التيار والاقتراب من حقل الألغام.

العلاقة بين المسلمين والأقباط على الشاشة: الشعب يريد إسقاط «التابوهات»

تناول علاقة المسلم بالمسيحى على الشاشة الفضية أشبه بالمشى على الأشواك، لذلك يؤثر صناع السينما السلامة والابتعاد عن المشاكل، لكن فى ظل الأحداث الأخيرة تصبح السينما بقوة تأثيرها أداة مهمة فى إزالة أى احتقان أو رواسب بين الطرفين. ويحمل السينمائيون الرقابة مسؤولية غياب الأفلام التى تتناول مشاكل الاحتقان الطائفى وعلاقة المسلم بالمسيحى بعيداً عن الشعارات مؤكدين أن المرحلة المقبلة، وخاصة بعد ثورة ٢٥ يناير، يجب أن تشهد قدراً أكبر من الحريات والتحدث فى المسكوت عنه.

يقول السيناريست بشير الديك: ربما تكون هناك محاولات من جانب بعض صناع السينما لتقديم أفلام عن علاقة المسلمين بالمسيحيين لكن الرقابة ترفض مثل هذه الموضوعات، ففى عهد النظام السابق كان هناك الكثير من المسكوت عنه وقضايا عديدة ممنوع الكلام فيها خاصة التى تتعلق بالدين أو السياسة، لدرجة أن المؤلفين أنفسهم أصبحت بداخلهم رقابة أكثر قسوة من رقابة وزارة الثقافة لأنه ليس من المنطقى أن يكتب المؤلف فيلما وهو يعلم أنه لن يرى النور.

ويشير «الديك» إلى ضرورة التخلص من تلك الممنوعات لأنه من المفترض أننا نعيش فى عصر الحريات، موضحا أن نظام مبارك كان يشغل الناس عن قضاياهم الحقيقية باختراع موضوع الفتنة الطائفية.

ويضيف الديك: عندما تنتهى الفترة الانتقالية ويتم انتخاب رئيس جديد ومجلسى الشعب والشورى ويصبح لدينا ديمقراطية حقيقية بالتأكيد سنطالب بإلغاء كل «التابوهات» ووقتها لابد أن نناقش فكرة فهمنا للدين ونصحح بعض الأفكار المتخلفة لأننا نحتاج هذا لأن الدين من دعائم حياتنا، ولابد أن نناقش قضاياه بحرية.

ويقول المخرج منير راضى: العلاقة بين المسلمين والأقباط قضية شائكة سواء فى الواقع أو على شاشة السينما، وأصعب فيلم قدمته فى حياتى هو «فيلم هندى» فرغم أنه يبدو بسيطا إلا أنه كان صعباً فى التناول لأننى كنت أعمل على «شعرة» وأى خلل كان سيؤدى إلى مشكلة، حيث حاولت جاهدا أن يكون هناك توازن بين شخصيتى المسلم والمسيحى، وأذكر أن الدكتور مدكور ثابت، رئيس الرقابة وقتها، أرسل رقباء لدور العرض ليتعرفوا على ردود أفعال الجمهور وتأثير الفيلم عليهم.

ويؤكد «راضى» أنه من الصعب حاليا تقديم فيلم عن علاقة المسلم بالمسيحى لأنها منطقة خطر، وتلك النوعية من الأفلام ليست تجارية، مشيراً إلى أن المنتجين دائما يبحثون عن الأعمال التى تحقق لهم الربح السريع.

ويضيف راضى: للأسف المشكلة أصبحت مزمنة، وهذا عكس الواقع المصرى، فأنا تربيت مع الأقباط فى مدرسة الفرير بالمحلة، وكانت ملحقة بكنيسة، وكل أصحابى مسيحيون، والحل لهذه المشكلة هو أن يكون لدينا تعليم يغرس فى نفوس الطلاب قيم التسامح وقبول الآخر لأنه فى الماضى لم يكن أحد يفكر أن هذا مسلم وذاك مسيحى.

ويقول السيناريست فايز غالى: هذه الأفلام مرتبطة بوجود منتج يتحمس لها، ولى تجربة مريرة فى هذا الموضوع حيث كتبت منذ حوالى ٥ سنوات فيلماً بعنوان «الفاتورة»، وكنت أنوى إخراجه أيضا وهو يطرح فكرة أن كلنا نعيش فى هذا الوطن وندفع نفس الفاتورة، لذلك يجب ألا يكون هناك أى تمييز، فالمسلم يركب نفس الأتوبيس الذى يركبه المسيحى، فما الذى يعطى أى طرف الحق لكى يتفوق على الآخر، لكن فشلت كل محاولاتى فى تنفيذ الفيلم، فمرة يتحجج المنتجون بأن البطل والبطلة مسيحيان، ومرة لأننى سأقوم بالإخراج.

ويشير «غالى» إلى أن هناك حساسية مفرطة فى التعامل مع الموضوعات التى تطرح شخصيات مسيحية، مثلما حدث فى فيلم «بحب السيما»، الذى اعتبره البعض اتهاماً للمسيحيين بالتعصب رغم أن نموذج الأب المتزمت قد ينطبق على الجميع، موضحا أن المجتمع لم يعتد تقديم مشاكل الأقباط على الشاشة، لذلك ينادى بعض المسيحيين بعدم التعرض لمشاكلهم بحجة «سيبونا فى حالنا». ويضيف غالى: للآسف أى عمل يتعرض لموضوع له علاقة بالإسلام يطلبون عرضه على الأزهر، والموضوع الذى يعرض للمسيحية يعرض على الكنيسة.

وينفى المخرج محمد كامل القليوبى عن السينما تهمة تجاهل قضية العلاقة بين المسلمين والأقباط مؤكدا أن الرقابة تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية غياب هذه النوعية عن دور العرض لأنه سبق أن طرح مشكلة الفتنة الطائفية فى فيلم «ثلاثة على الطريق»، وصور بعض المشاهد الحقيقية بشكل سرى، لكن الرقابة حذفت كل هذه المشاهد وظل الفيلم يعرض مبتورا ومشوها لمدة ١٨ عاما، وكانت قناة الحياة أول من يعرضه كاملا بالصدفة فى الواحدة بعد منتصف ليلة ٢٥ يناير الماضى.

ويقول القليوبى: العلاقة بين المسلمين والمسيحيين تناولتها أفلام كثيرة مثل «حسن ومرقص»، لكن فى الفترة الماضية كان يتم إشعال الفتن والوقوف ضد أى معالجة سينمائية لها، خاصة أن هناك تمويلاً وهابياً فى السينما، ورأس المال له دور فى عدم التعرض لهذه الموضوعات.

ويتفق المنتج محمد العدل مع القليوبى فى عدم تجاهل السينما العلاقة بين المسلمين والأقباط، ويقول: بعض الأفلام التى قمنا بإنتاجها تعرضت لذلك بشكل غير مباشر مثل فيلم «أمريكا شيكابيكا»، فعماد رشاد كان مسيحيا ولم يكتشف من كانوا معه ديانته إلا عند وفاة أحمد عقل، وفى فيلم «همام فى أمستردام» كان مشهد صليب أحمد السقا رائعاً، وكذلك فى فيلم «مافيا» كان أحمد رزق يقدم شخصية الشاب المسيحى خفيف الظل لكننى أرفض مناقشة القضية بشكل مباشر مثلما حدث فى «فيلم هندى»، فهو لم يعجبنى لأن هذه النوعية تجعلنى أقارن طوال الوقت بين المسلم والمسيحى. ويضيف العدل: السينما لم تتغيب عن القضايا الموجودة فى الشارع لكننى أرفض المباشرة لأنها تضر أكثر ما تفيد، فأنا أرفض فكرة عنصرى الأمة، فالأقباط جزء من نسيج الوطن، ولا أستطيع أن أفصلهم عن الوطن، وأقول «تعالوا نشوف بيعملوا إيه».

السينما تختزل العلاقات بين المسلمين والأقباط فى قصص حب فاشلة

فى دراسة أعدها الدكتور ناجى فوزى، عميد المعهد العالى للنقد الفنى، حملت عنوان «المصريون الأقباط على شاشة السينما» تناول ناجى فيها قضية الزواج المختلط، بدءا من فيلم «ليلة القدر» ١٩٥٢ وصولا إلى فيلم «حسن ومرقص» ٢٠٠٨، يقول فوزى: يقدم «حسين صدقى» فى «ليلة القدر» قضية زواج مختلفى الديانتين من خلال مسألتين مرفوضتين من الناحية المبدئية، ومن شأنهما التأثير على «سلامة البيئة الوطنية» للمجتمع المصرى، أولاهما المقارنة بين الأديان بصفة عامة، لأن مثل هذه المقارنة مجالها البحث العلمى المعتمد على أصول المعرفة، والثانية أن المقارنة (المرفوضة من حيث المبدأ) تأتى مغلوطة عن عمد.

ويشير فوزى إلى أنه عندما عُرض هذا الفيلم، اعترض عليه عدد غير قليل من المسيحيين والمسلمين من ذوى الثقافات العالية، فضلاً عن الاعتراض الرسمى من المؤسسات الدينية المسيحية فى مصر.

ويضيف فوزى فى دراسته: بعد قيام ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ طالب «حسين صدقى» بإعادة عرض الفيلم، فتم له ما أراد، إلا أن نفس النخبة من المثقفين المصريين عارضوا هذا التصرف من جديد، بنفس وجهة النظر السابقة، فأمر اللواء «محمد نجيب»، رئيس الجمهورية وقتها، برفع الفيلم من جميع دور العرض، ومع ذلك وبعد تنحية «نجيب»، وبمناسبة عقد المؤتمر الإسلامى العالمى (١٩٥٤) قام «حسين صدقى» بتغيير اسم الفيلم من «ليلة القدر» إلى «الشيخ حسن»، وأضاف ٧ دقائق أخرى ثم طلب التصريح بعرضه، وكان أنور السادات الوسيط فى تحقيق هذا الطلب، فتم التصريح بعرض الفيلم باسمه الجديد فى الرابع من أكتوبر ١٩٥٤، لتعود نفس النخبة من المصريين المثقفين، ومعهم المركز الكاثوليكى المصرى للسينما، للاعتراض على عرض الفيلم للمرة الثالثة، ولأن جمال عبد الناصر خشى أن يؤثر استمرار عرض الفيلم على شعبيته بين المسيحيين، فأمر برفعه للمرة الثالثة.

بعد تجربة «ليلة القدر» توالت الأفلام التى تتناول الزواج المختلط ومنها كما يقول ناجى فوزى : «فاطمة وماريكا وراشيل» (إخراج: حلمى رفلة ١٩٤٩) وهو فيلم هزلى غنائى، ولم تتعرض السينما المصرية لاحقاً لمثل هذه العلاقة إلا فى فيلم «لقاء هناك» (إخراج: أحمد ضياء الدين ١٩٧٦) المأخوذ عن رواية لثروت أباظة، حيث يتضح لجميع شخصيات الفيلم أن اختلاف العقيدة بين الشاب المسلم «عباس» (نور الشريف) والفتاة المسيحية «إيفون» (سهير رمزى) يحول بين زواجهما، لينتهى الأمر بزواج «عباس» من ابنة عمه التى تحبه، ودخول «إيفون» الدير وانتظام حياتها بسلك الرهبنة.

ويرصد ناجى فوزى فيلما اخر هو «كلام فى الممنوع» (إخراج: عمر عبدالعزيز، عام ٢٠٠٠) وفيه تظهر امرأة مسلمة طيبة القلب (ماجدة زكى) تأمل فى الزواج من «الشيخ بخيت» (ماجد المصرى) الرجل الطيب المحبوب، الذى يتضح فى النهاية أنه طبيب مسيحى، هارب من تنفيذ حكم بالإعدام، فتقر المرأة باستحالة مثل هذا الزواج.

ويختتم ناجى فوزى رصده لهذه القضية بفيلم «حسن ومرقص» (إخراج: رامى إمام، عام ٢٠٠٨) موضحا أنه يقدم حالة مركبة للعلاقة المختلطة، فهناك شابان يتحابان، وكل منهما يظن أن الآخر على ديانته، الشاب المسيحى يظن أن الفتاة مسيحية، بينما يدعى هو أنه مسلم لأسباب أمنية، وفى المقابل تظن الفتاة المسلمة أن حبيبها الشاب مسلم، بينما تدعى هى أنها مسيحية لأسباب أمنية كذلك، وعندما تتضح حقيقة كل منهما فى مواجهة الآخر فإن الأمور تتبدل، لتتحول المحبة بينهما إلى عداء سافر، ثم إلى إقرار صامت باستحالة الجمع بينهما بالزواج.

وفى كتابه «صورة الأديان فى السينما المصرية» الصادر عن المركز القومى للسينما عام ١٩٩٧ يقول الناقد محمود قاسم: إن السينما أظهرت هذا الموضوع من عدة زوايا، الأولى تتحدث عن قصص حب يائسة بين المسلمين والمسيحيين، كأن تحب فتاة مسيحية شابا مسلما، وتصبح الديانة عائقاً ضد زواجهما، والثانية تتمثل فى تصوير قصص الحب التى نراها فى الأفلام بين المسيحيين أنفسهم، مثلما حدث فى أفلام مثل «البوسطجى» و«شفيقة القبطية» و«ضحك ولعب وجد وحب» و«الناصر صلاح الدين» و«الراهبة». وفى هذه الحالات، فإن الدين لا يبدو بارزاً قدر الطائفية، فلا يمثل الدين أى عائق فى اقتران الحبيبين.

٦ أفلام من «كادر» الوحدة الوطنية

١- لقاء هناك

القصة: «عباس» شاب مسلم، يرى أن الدين يقيد الحريات.

يحب جارته المسيحية «إيفون»، لكن اختلاف العقيدة يحول دون زواجهما، ويطرده الأب من المنزل، يعود ويتزوج من ابنة عمه، وعند ولادتها تعانى آلاماً شديدة، فيلجأ إلى الله.

الأبطال: سهير رمزى ونور الشريف.

إنتاج ١٩٧٦

٢ -  الإرهابى

القصة: «على» ينضم لإحدى الجماعات المتطرفة، وأثناء هروبه تصدمه فتاة بسيارتها وتستضيفه فى بيتها للعلاج. يتعرف على أسرتها المسلمة الطيبة والمنفتحة التى دفعته لأن يعيد تفكيره فيما يفعله.

الأبطال: عادل إمام وشيرين وصلاح ذو الفقار.

إنتاج ١٩٩٤

٣ - التحويلة

القصة: «عمر» ضابط شرطة يرتبط بالعامل الفقير «حلمى». أثناء ترحيل مجموعة من المعتقلين يهرب أحدهم، فيضع الضابط المكلف بالعملية «حلمى» بدلاً منه. وأثناء محاولة «عمر» إنقاذ حلمى المسيحى، يقتلان معًا.

الأبطال: فاروق الفيشاوى ونجاح الموجى وأحمد عبدالعزيز.

إنتاج ١٩٩٦

٤- كلام فى الممنوع

القصة: ينتقل الضابط «حسام» لوحدة تنفيذ الأحكام، يعلم بقضية هروب الدكتور رياض بعد الحكم عليه بالإعدام بتهمة قتل خفير مصنع الأدوية واغتصابه زوجته. يضع خطته للبحث والقبض على الطبيب الهارب، فيكتشف أن وراء الجريمة مافيا للاتجار فى المخدرات.

الأبطال: نور الشريف وماجد المصرى وماجدة زكى.

إنتاج ٢٠٠٠

٥- فيلم هندى

القصة: صديقان، أحدهما مسلم والآخر مسيحى تواجههما أزمة السكن والتى تدفعهما إلى الإقامة بمسكن أحدهما بحى شبرا. تقع مفارقات كوميدية كثيرة عندما تقوم خطيبة كل منهما بالبحث عن شقة للزواج‏، ويحدث صراع بين الفتاتين للحصول على شقة بعينها.

الأبطال: أحمد آدم وصلاح عبدالله ومنة شلبى ورشا مهدى.

إنتاج ٢٠٠٧

٦- حسن ومرقص

القصة: «بولس» رجل دين مسيحى يحارب المتطرفين المسيحيين فيتم تهديده بالقتل. يهربه الأمن تحت اسم «الشيخ حسن العطار». أما الشيخ محمود تبلغه الجماعة المتطرفة التى كان ينتمى لها شقيقه قبل وفاته بأنه وقع عليه الاختيار ليكون أميراً للجماعة، فيهربه الأمن تحت اسم «مرقص عبدالشهيد».

الأبطال: عادل إمام وعمر الشريف.

إنتاج ٢٠٠٨

المصري اليوم في

15/10/2011

 

انطلاق مهرجان لندن السينمائي

تقلص عدد الأفلام العربية المشاركة إلى ثلاثة فقط هذا العام

لندن: شيماء بوعلي 

بدأت فعاليات مهرجان «بي إف آي» السينمائي الخامس والخمسين في لندن يوم الأربعاء. وعلى مدار الخمسة عشر يوما القادمة، سيتم عرض 300 فيلم قصير وفيلم رئيسي من مختلف أنحاء العالم في أماكن مختلفة في العاصمة البريطانية.

ويمتاز برنامج المهرجان بالتنوع، تماما كالثقافات الوطنية التي يقدمها من خلال الأفلام المعروضة. ومثلما أشارت ساندرا هيبرون، المديرة الفنية للمهرجان في حفل الافتتاح «لا توجد دولة واحدة تهيمن على البرنامج». وسيتم عرض أفلام من النرويج وروسيا والنمسا وأستراليا والعديد من الدول الأخرى.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه مثلما أشارت هيبرون، سيتم تسليط الضوء على الفيلم الإيراني هذا العام. ويحمل فيلم «هذا ليس فيلما» للمخرج جعفر باناهي، الذي يحظى بالاحترام والحائز على جوائز، إجابة عن كثير من التوقعات التي جاءت كرد فعل لإلقاء القبض عليه نهاية العام الماضي. ففي ديسمبر (كانون الأول) 2010، اتهم بالشروع في ارتكاب جرائم تهدد الأمن القومي لبلده. كما منع من إنتاج أفلام لمدة 20 عاما. ونتيجة سأمه من وضعه قيد الإقامة الجبرية، بدأ يصنع فيلما عن نفسه، وأوكل إلى صديقه موجتابا مير تاهمسب (الذي اعتبر مخرجا مساعدا للفيلم) مهمة إدارة المشروع بشكل فعلي. وينتقد الفيلم، الذي أشارت إليه مجلة «فاريتي» بـ«المدمر»، الرقابة ويجسد إصرار باناهي على الإبداع.

وعلى الرغم من ذلك، لم يحظ فيلم افتتاح المهرجان بالقدر نفسه من التقدير. ففيلم «360»، الذي أخرجه فيرناندو ميرليس (مخرج فيلمي «البستاني الدائم» و«آخر ملوك اسكوتلندا») والذي يضم نخبة من ألمع النجوم، من بينهم جود لو وراشيل وايز وأنتوني هوبكينز اعتبر تشاؤميا ولا يمكن أن يخلد في ذاكرة السينما. ويأخذ الفيلم جمهوره عبر مجموعة متصلة من قصص الحب الباهتة. وتعود راشيل وايز في حفل ختام المهرجان من خلال عرض فيلم «البحر الأزرق العميق» لتيرينس ديفيز بوصفه فيلما يجسد فترة ما بعد الحرب في بريطانيا، تدور أحداثه حول التحولات الاقتصادية الصعبة التي شهدتها خمسينات القرن الماضي.

وكجزء من البرنامج السنوي، ستعرض هذا العام فئات من بينها «السينما البريطانية الجديدة» و«أوروبا» والسينمات العالمية، كما ستكون هناك أفلام قصيرة وأفلام رسوم متحركة وعروض تجريبية، وستعرض الفئة الخاصة هذا العام «الأفضل في السينما الفرنسية الحديثة»، وتحمل هذه الفئة عنوان «الثورات الفرنسية». ومن بين أكثر الفئات جذبا «كنوز من الأرشيف»، وهي فئة سنوية أخرى. وستضم فئة الكلاسيكيات التي تم إحياؤها وإعادة اكتشافها حديثا من الأرشيفات من مختلف أنحاء العالم أفلاما من الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا واليابان والاتحاد السوفياتي. ومن أبرز الأفلام «لندن الرائعة»، وهو أيضا أقدم الأفلام في برنامج المهرجان، حيث يعود إلى عام 1924. وهناك ستة أفلام قصيرة، تتناول الحياة المدينة اليومية في تلك الحقبة، وتركز على حياة المهاجرين وتطور الأحياء العرقية مثل تشاينا تاون، إلى جانب حياة الأثرياء والفقراء في المدينة المتغيرة.

ومن بين الـ300 فيلم التي شملها البرنامج، ثمة أفلام قليلة يمكن تسليط الضوء عليها. وتعود مارجان ساترابي، التي نال فيلمها السابق «بيرسيبوليس» استحسان النقاد، وربما يحيي الإعجاب بالرسوم المتحركة والمقاطع الكوميدية، بثاني أفلامها البارزة. وهذه المرة، سيكون فيلم حركة حيا مقتبسا من إحدى رواياتها وهي «الدجاج وأشجار البرقوق»، التي تم تجسيدها بشكل حي من قبل مجموعة ممثلين عالميين وفي مواقع مختلفة تنوعت ما بين منزل ساترابي الحالي وفرنسا وبلدها الأم إيران.

وعلى النقيض من العدد الكبير من الأفلام العربية التي عرضت في السنوات القليلة الماضية، تعرض هذا العام ثلاثة أفلام عربية فقط، من بينها الفيلم الذي حظي باستقبال شعبي كبير وهو «هلق لوين»، للمخرجة اللبنانية نادين لبكي (مخرجة فيلم «كراميل»). وقد حازت لبكي بالفعل عدة جوائز عن فيلمها الأخير. وقد عرض الفيلم لأول مرة في منافسة «نظرة خاصة» (Un certain regard) ضمن مهرجان «فينيسيا» السينمائي، حيث فاز بجائزة فرانسوا شاليه، ثم فاز بجائزة «بيبولز تشويس» في مهرجان «تورونتو» السينمائي الدولي، إلى جانب جوائز أخرى في مهرجان «سان سيباستيان» السينمائي الدولي ومهرجان «نامور» السينمائي في بلجيكا.

ويأتي الفيلمان العربيان الآخران من مصر. وفيما يوثق الفيلم الأول، وهو «التحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي» لثورة 25 يناير المصرية، يتناول الفيلم الثاني، «أسماء» مشكلة مختلفة في المجتمع المصري، وهي وصمة العار التي تلصق بالمصابين بمرض الإيدز. ويعرض الفيلم لقصة جريئة ومثيرة للمشاعر مأخوذة من أحداث واقعية.

وخلال الأسبوعين القادمين، سيفد النجوم على اختلاف مشاربهم إلى معهد الفيلم البريطاني في لندن، ومن بينهم النجمة اللامعة مادونا، التي ستعرض أولى تجاربها في مجال الإخراج، وهو فيلم «دبليو إي»، والمستوحى من حياة والاس سيمبسون المثيرة للجدل. وهناك تجربة إخراجية جديدة يقدمها راف فينيس، الذي سيعرض فيلمه «كوريولانوس»، في حفل خاص. وسيسير جورج كلوني على البساط الأحمر مرتين هذا العام، مرة في عرض فيلمه «الأحفاد»، والأخرى لفيلمه «ذي أيدز أوف مارش» وهو أيضا من إخراجه.

الشرق الأوسط في

15/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)