حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يسري نصر الله

لا خوف علي السينما من التيار السلفي والتليفزيون المصري شوه أفلام الزمن الجميل

كتب نسرين الزيات

بعد بدء ثورة 25 يناير، بات هناك حماس سينمائي مختلف لدي المخرج يسري نصر الله، نابع من شغفه بتوثيق اللحظات الاستثنائية التي عاشتها مصر، فكانت الحصيلة فيلمًا روائيا قصيرًا يحمل اسم «داخلي خارجي» ضمن عشرة أفلام روائية قصيرة بعشرة مخرجين حملت اسم «18 يوم».

يسري نصر الله، مشغول بالبحث عن أجوبة للأسئلة المتعلقة بما حدث في موقعة الجمل، يوم الثاني من فبراير الماضي، وهو ما جعله يبدأ بالعمل علي سيناريو فيلم روائي طويل اسمه «ريم ومحمود وفاطمة»، والفيلم يجري تصويره حاليًا في عدة مناطق ما بين الزمالك ونزلة السمان بالهرم. والفيلم تدور أحداثه في إطار قصة حب تنشأ بين «ريم» التي تجسدها الفنانة منة شلبي و«محمود البيطار» الذي يجسده الفنان باسم سمرة الذي يعمل كخيال في نزلة السمان ويعيش تحت خط الفقر هو وزوجته؛ ويعرض عليهم أحد المسئولين أموالا مقابل الذهاب إلي ميدان التحرير وفض المظاهرات هناك ليذهب أهالي النزلة إلي الميدان.

·         كيف بدأت فكرة فيلم «18 يوم»؟

يوم 29 يناير وأثناء تواجدنا في ميدان التحرير، طرح المخرج مروان حامد فكرة انطلقت من رأسه بعمل عشرة أفلام روائية قصيرة علي طريقة تجربة الفيلم الفرنسي الشهير «أحبك باريس»، ويتم تجميعها وعرضها علي موقع اليوتيوب عبر الإنترنت.. وقد تحمست جدًا للفكرة، وبدأنا في عمل اتصالات مع بعض من أصدقائنا، إلي أن اتفقنا مع مجموعة من المخرجين ممن كانوا معنا في الميدان منهم كاملة أبو ذكري ومحمد علي وأحمد عبدالله، وكان المخرج شريف عرفة موجودًا في التحرير، وأخبرنا أنه يصور حلقات من مسلسل «لحظات حرجة»، حيث كان يصور رد فعل المجانين في المسلسل تجاه ما يحدث، كل يوم من أيام الثورة منذ أن بدأت، واقترح علينا عمل Down Edit للفيلم بعد الانتهاء من التصوير.

ومع الوقت بدأ كل مخرج منا تصوير فيلمه بطريقته الخاصة وبشكل مختلف، بكاميرا صغيرة D5، وكان كل مخرج حر تمامًا في اختيار الموضوع الذي يناسبه، والالتزام الوحيد هو ألا تزيد مدة الفيلم علي 13 دقيقة، وفي النهاية تصل مدة الفيلم إلي ساعتين. أثناء التصوير كان معنا ممثلين ومصورون معروفون، بينما مخرج مثل شريف عرفة اعتمد علي هواة في فيلمه.

·         وكيف تم الربط بين هذه الأفلام العشرة في فيلم واحد؟

عندما شاهدت الأفلام كاملة شعرت بشيء غريب، وهي أن جميع الأفلام وبدون قصد، تتحدث عن الإحساس بالخنقة والضيق، عندما نزلوا التحرير. التيمة المشتركة والرابط الوحيد بينها، هي أن القصص متشابهة ومترابطة بدون قصد، خاصة أننا نتحدث عن أشياء حدثت حول الثورة، مثل الكثير من الناس الذين كانوا يخافون النزول للشارع، وكانوا يفضلون المكوث في منازلهم.. والرجل الذي كان يرفض نزول زوجته وأبنائه إلي الميدان، ورجل آخر يعمل في محل ترزي، كان يفضل الاختباء، وكان لديه اعتقاد أن إسرائيل هي التي قامت بالهجوم علي مصر، إلي أن يكتشف أن مبارك هو الذي رحل.. باختصار شديد العشرة أفلام تلخص حالة النشوه والرغبة في الأسئلة التي كانت تشغل أذهاننا طوال الوقت، لكن في نفس الوقت الأفلام مختلفة تمامًا، فمثلاً تجدين فيلمًا يتحدث عن ترك بلطجي زوجته الحامل، لينزل إلي الشارع لتأييد مبارك.

·         وماذا عن فيلمك «داخلي خارجي»؟

الفيلم يحكي عن علاقة زوجية مهددة بالتفكك.. لأن الرجل يخاف علي زوجته، التي لديها رغبة في النزول إلي ميدان التحرير، بينما هو يرفض.

·         كيف تم اختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان «كان» هذا العام؟

وأنا في ميدان التحرير، أجريت مقابلة مع الإذاعة الفرنسية، وتحدثت عن الفيلم، - وذلك نهاية فبراير - وقلت إننا عشرة مخرجين قمنا بعمل عشرة أفلام روائية في ميدان التحرير، وعندما سافرت إلي باريس تحدث معي مدير مهرجان «كان»، وطلب مني مشاهدة هذه الأفلام، لأن المهرجان هذا العام يفكر في عمل احتفالية خاصة بمصر، وبعد ذلك قامت ماجدة واصف بمشاهدة الفيلم، باعتبارها مندوب «كان» في مصر، وبناءً عليه تم اختيار الفيلم، مع فيلم «صرخة نملة» وفيلم «البوسطجي» و«أسماء» للعرض في احتفالية مصر.

·     بعد الإعلان عن مشاركة فيلم «18 يوم» في مهرجان «كان»، والاحتفاء بثورة مصر، تعرض الفيلم وبعض من مخرجيه وتحديدًا - شريف عرفة ومروان حامد - لحملة هجوم شرسة، خاصة أن الكثير رفض أن يغسل هؤلاء المخرجون سمعتهم من النظام السابق بمشاركتهم بفيلم عن الثورة في مهرجان كان.. ما تعليقك؟

بداية، مروان حامد كان معنا في ميدان التحرير منذ اليوم الأول.. وشريف عرفة كان يصور منذ اليوم الأول في الثورة، وأنا لن أتحدث عن عمارة يعقوبيان لمروان حامد، ولا أفلام شريف عرفة التي كانت معارضة للنظام السابق، لكني أريد التركيز علي شيء بسيط: أليس ما يتحدثون عنه الآن، تحدثوا عنه منذ ستة أعوام مضت وتحديدًا في عام 2005؟ وهو نفس العام الذي برزت فيه صحف معارضة وصحفيون مهاجمون ومعارضون لمبارك. هؤلاء الناس ظلوا نائمين ستة أعوام، وبعدها استيقظوا فجأة بسبب الفيلم..!! وأقول لهم، لماذا لم تهاجموا شريف عرفة ومروان حامد في وقتها..؟ كان من الممكن أن تقولوا هذا الكلام ويتم الهجوم وقتها.

ولدي سؤال: لماذا بدأ الهجوم علي المخرجين بعد معرفة مشاركة هذه الأفلام وعرضها في مهرجان «كان»؟ وأعتقد أن من صنع هذه الأفلام مخرجون لهم أسماء وتاريخ، ولم يتم انتخابهم من ميدان التحرير أو ميدان الرمل في الإسكندرية أو ميادين السويس وأسوان، لكي يكونوا ممثلي السينمائيين في مهرجان «كان»؟ المفترض أننا نتحدث عن سينمائيين كانوا يحلمون بعمل فيلم عن الثورة ونجحوا في عمله برغبة واندفاع.

وكون أن حظنا حسن أو عثر يتحول ذلك إلي يوم لتكريم مصر وثورتها، فهذا شيء يخص مهرجان كان، ولا يخص المخرجين.

·         هل هناك احتمال لتحويل فيلم «18 يوم» إلي 35 مللي ليتم عرضه في دور العرض التجارية في مصر، وأوروبا؟

هذا ما نحاول عمله خلال الفترة المقبلة، فالإعلان عن مشاركة الفيلم في مهرجان كان، أصبح هناك اهتمام تجاري كبير بالفيلم، داخل وخارج مصر، فقمنا بتشكيل جمعية من فريق العمل بالفيلم مصورين ومخرجين ومؤلفين مثل: بلال فضل، ناصر عبدالرحمن، تامر حبيب، عباس أبو الحسن، بهدف معرفة ماذا سنفعل بالأموال التي سنحصل عليها من الفيلم، وقررنا أن تذهب بأكملها إلي جمعيات أهلية ومشروعات تنمية وتعليمية.

وإحدي الأفكار المطروحة هي وضع الأموال تحت تصرف جمعية أهلية لتعليم الناس في الأقاليم كيفية استخدام الكاميرا وعمل مونتاج، هذا بالإضافة إلي أننا سوف نعطي دورات تدريبية في السينما، ونزودهم بكاميرات، وعمل قوافل لمحو الأمية، بناء علي تعاون وثيق مع جمعيات أهلية أخري.

لا توجد أية جهة حكومية ساعدتنا في إنتاج هذا الفيلم، لا في مصر ولا خارجها.. الفيلم تم إنجازه بجهود ذاتية تمامًا، والأغلبية قام بدفع أموال كثيرة من جيب المخرج مثلما فعلت مريم أبو عوف، بالإضافة إلي كافة شركات البوست برودكشن، واستديو مصر، أعطونا كل إمكانيات الصوت والمكساج والمونتاج بدون مقابل، وكلهم أعضاء في الجمعية.

·         «سبوبة أفلام الثورة» هو مصطلح خرج بعد الثورة ما رأيك فيه؟

لا أعرف لماذا الناس مشغولة بمسمي السبوبة في الوقت الذي يجب فيه علي كل مخرج أن يبدأ في البناء وعمل أفلام، وليس شرطًا أن يصنع فيلما عن ثورة، لكن من المفترض أن يقدم فيلما عن تجربته التي عايشها خلال الثورة.. والمدهش أن يقال إن الأفلام الكوميدية سوف تنتهي بعد الثورة.. هل هذا معقول؟ في حين أري أن الأفلام الكوميدية سوف نحتاجها في الفترة المقبلة.

·         هل مضمون الأفلام وخريطة الإنتاج السينمائي سوف تتغير بعد الثورة؟

بالتأكد لأني كصانع فيلم سوف أبدأ في عمل أفلام يكون مضمونها قويا، ولأن هناك أزمة سوف يكون هناك دور أكبر للسينما الخفيفة ذات الإنتاج قليل التكلفة.

·         هل تتوقع زيادة حجم الإنتاج؟

متوقع أن يكون هناك مساحة أكبر للسينما المستقلة مثل فيلم «ميكروفون» وغيرها، هذا النوع من الأفلام متوقع أن يزيد، وسوف تلقي إقبالاً جماهيريا كبيرًا.. لكن في الأساس السينما كانت في أزمة عظيمة قبل الثورة، لأنك تجدين الخليج دائمًا يفضل الفيلم الهندي علي الفيلم المصري.. والبلاد العربية التي تعيش في حرب أهلية ولا تأخذ أفلامك، فبالتالي السوق السينمائي الداخلي في مصر، يتم خنقه طوال الوقت أكثر من المرات السابقة، فمثلاً قبل الثورة كان لدي فيلمان تم تأجيلهما لأني أتمني عمل فيلم من نوع خاص، اليوم أمامنا مشاكل وأسئلة يطرحها علينا الواقع والمجتمع، أرغب في عمل أفلام عنها، كما أنه بات من السهل إيجاد صيغة مختلفة لطرح قضية معينة مثلما فعلت من قبلت في فيلم «المدينة» ومثلما فعل أيضًا أحمد عبدالله في فيلم «ميكروفون» و«صبيان وبنات».

وأعتقد أن حاجز الخوف انكسر، بعد الثورة.. فأصبحت هناك إمكانية في العمل بطريقة مستقلة، بعد أن نجحنا في احتضان العالم الذي كان يصيبنا بالرعب والخوف، وهو ما كان يظهر أثناء التصوير.

·         هل الفروق الطبقية ذابت بعد الثورة؟

لا.. بل إنها ذابت أثناء الثورة.. عندما تذوب تلك الفروق الطبقية والدينية والجنسية..؟ تتذوقين طعم الحرية واللذة في الحياة. فعندما تتحدثين عن شيء في إطار منظومة القيم ولذة التمرد، والمساواة، وتكون أفلامك خارجة من هذا المناخ يصبح هناك جمهور عريض جدًا يقبل عليها بالتأكيد وسوف يفهمك.

·         هل هناك تخوف من سيطرة التيار السلفي علي الفن والسينما والمجتمع المصري بأكمله؟

هل اكتشفنا الآن وجود التيار السلفي في مصر..؟ هل أصبح صوته الآن عاليًا؟ أنا واحد ممن عايشوا فترة الشيخ كشك، في الثمانينيات، التي كان يتم فيها حرق وجوه الفتيات غير المحجبات بمياه النار، وحرق نوادي الفيديو، ورمي قنابل مولوتوف في المقاهي بالإسكندرية، وفتاة العتبة.. كل هذه أحداث موثقة، فيلم مرسيدس 1993، يظهر فيه وجود السلفيين، والحقيقة أنهم موجودون طوال الوقت، لكن كان مقفولاً عليهم، وطبيعي جدًا بعد الثورة أن تجدي كل هذه الأشياء التي كنا نشعر بها من قبل وتجدينها تحدث بشكل دائم مثل الأحداث الطائفية وغيرها، ويتم حلها بأمن الدولة.

·     أثير منذ فترة نقاش من جانب المسئولين باتحاد الإذاعة والتليفزيون لحذف القبلات والحضان من الأفلام التي ستعرض علي شاشة التليفزيون المصري.. ما رأيك؟

لم تكن هناك قبلات ولا أحضان في الأفلام التي كان يعرضها التليفزيون المصري، لا قبل الثورة ولا بعدها، لأن أفلام زمان مقصوصة ومراقبة، وفي رأيي هذه أفلام تشوه ذاكرتنا عن الماضي، وهذا يعني أن أفلام زمان كانت أجرأ بكثير من أفلام اليوم.

فيلم «باب الشمس» علي سبيل المثال، يعرض حاليًا علي شاشة التليفزيون المصري مقصوص، وكذلك فيلم «المدينة».

وإذا أراد التليفزيون قص الفيلم لعرضه، فلديه عدة حلول، إما أن يعرض الفيلم كاملاً متكاملاً في وقت متأخر، ويكتب علي شاشة قبل عرض الفيلم: إنه تم حذف بعض المشاهد من الفيلم لكي يتناسب مع الأسر المصرية، ومعايير التليفزيون. لكن لا يأتي الرقيب ويطلب مني قص الفيلم لكي تكون معايير الفيلم فنية!!

·         وما رأيك في إلغاء الرقابة علي التليفزيون؟

أنا مع إلغاء الرقابة علي السيناريوهات فقط... بمعني أني كمخرج لست مضطر أن أقدم نص السيناريو للرقابة لكي آخذ موافقة للتصريح بالتصوير، لكن من حقي أن أصور فيلمي بالطريقة التي أريدها، وبعدها تضع الرقابة شروطها علي الفيلم من خلال تصنيفه، مثل: ممنوع لأقل من 18 سنة.

روز اليوسف اليومية في

12/10/2011

 

السينمائى رجل شارع بشروط

خالد محمود  

بقدر ما اتفقت مع المخرج خالد يوسف عندما قال «إن السينمائيين لديهم الكثير ليفعلوه» بقدر ما ملأنى إحساس بالدهشة والحيرة وربما خيبة الأمل؛ فبعض أصوات السينمائيين والفنانين عامة التى ظهرت تعقب على الأحداث وتدلى بشهادتها على وقائع تؤلم المجتمع المصرى فى قلبه وتحاول النيل من مكانته ووجوده، كانت لا تتعدى عن كونها مجرد صراخ لم يرتد نبل وحكمة ومشاعر وأحاسيس وعقل فنان، شأنها شأن المواطن العادى الذى اختلطت بداخله وتشابكت مواطن الفرحة والحزن، بينما توارت باقى أصوات الفن والفنانين تراقب وتتجرع أحداث المشهد بكل بشاعته صمتا وسخرية.. تلك الأصوات التى كان يجب أن يبح صوتها الآن أنينا ثم تتجاوز مرحلة البكاء على الهدم إلى مرحلة البناء بالمساهمة فى بث روح الإصرار والعزيمة والقدرة على تحقيق حلم الاستقرار وتخطى الصعاب، والقدرة على الوصول إلى الهدف الأسمى ــ برؤية ذى بصيرة ــ وهو أن مصر يجب أن تعيش، وأن تمضى فى حياة حرة.

إن خالد يوسف كان يقصد بكلماته فى حفل ختام مهرجان الإسكندرية وغلب عليه المشهد الثورى أن السينمائيين لم يصمتوا على حبس طالب معهد السينما فادى السعيد المحبوس على ضوء أحداث السفارة الإسرائيلية، وارتدى يوسف ورفاقه من السينمائيين بالمهرجان تى شيرتات طبع  عليها صورة فادى وسطور «الحرية للسعيد ولا للمحاكمات العسكرية».. وسرعان ما تحول مهرجان السينمائيين إلى مظاهرة سياسية دون وعى حقيقى للدور حيث صاحت هتافات «يسقط حكم العسكر» ،وصاح أحد المخرجين الشبان ــ فوزى صالح ــ  بـ«إن قوات الجيش تقتل المتظاهرين أمام ماسبيرو».. وأتساءل هل هذا هو ما أراده المخرج خالد يوسف بأن السينمائيين لديهم الكثير ليفعلوه وأن شوكتهم أقوى مما يتصورون.. وهل نسى الجميع أن مهرجان الإسكندرية أساسا مهرجان سينمائى دولى، وأن هناك سينمائيين أجانب جاءوا ليشاركوا فى الحدث السينمائى وما يطرحه من أفكار ورؤى وهموم لبشر فى كل مكان فى العالم.

واقع الأمر أن فعل السينمائيين وباقى جموع الفنانين يجب أن يكون مختلفا وألا يردد صرخة رجل الشارع ــ رغم أنه واحد منهم ــ بل يستوعبها ويتشبع بها ويشهد عليها، وهو يدرك أنه مؤثر أو أن هناك جماهير تثق به وتتأثر به، وربما تردد ما يقوله، فهو المبدع والمبدع نبيل شريف عفيف لا تعرف الأغراض الشخصية ولا الأمراض النفسية طريقها إلى عقله ووجدانه.. فتلك شروط، والواقع أن الشهادة الحقيقية لم تأت بعد.

الشروق المصرية في

12/10/2011

 

فيلم "إبن بابل"... رحلة مضنية لأم لم تفقد الأمل

يوسف يلدا – سيدني:  

نادراً ما تكون السينما هي التي تؤثر في الحياة، وليس، على العكس من ذلك، كما هو معتاد. ففي بداية الإسبوع الماضي، نظّم البرلمان العراقي، وبمبادرة من النائبة صفية السهيل، عرضاً خاصاً للفيلم العراقي "إبن بابل"، الذي يتناول قضية المفقودين ومآسي ذويهم في رحلة البحث المضنية في السجون والمقابر الجماعية، قبل وبعد عام 2003. وكان الفيلم قد مثّل العراق في مهرجان توزيع جوائز الأوسكار للعام الماضي. وفي نهاية العرض قرر أعضاء البرلمان  تشكيل لجنة مشتركة بين الوزارات للتحقيق في المقابر الجماعية، ومعرفة السبب في عدم الإستعانة بالحمض النووي لمعرفة هوية أصحاب الجثث. إذ أن هناك الآلاف من الجثث، المجهولة الهوية، من دون عوائل، والعكس صحيح.

يتحدث محمد الدراجي، من مواليد بغداد عام 1978،  مخرج فيلم "إبن بابل" عن هذا التحول السياسي، لأنه كان حاضراً هناك. وخلال عودته من بغداد الى لندن حيث يقيم، توقف السينمائي العراقي، يوم الجمعة الماضي،  لمدة 24 ساعة في مدريد، ما يكفي لتلبية دعوات بعض وسائل الإعلام، حيث صادف ذلك اليوم مناسبة العرض الأول لفيلمه في إسبانيا.

يتناول فيلم "إبن بابل" رحلة أم كردية لم تفقد الأمل، وحفيدها البالغ 12 عاماً والذي يساعدها في الترجمة، من شمال العراق الى جنوبه في العام 2003، بحثاً عن ولدها، والذي يكون أب الطفل. حيث يقومان بزيارة سجون النظام السابق، لينتهيان عند المقابر الجماعية، والتي دفن فيها، حسب بعض المحللين، حوالي 300.000 ألف جثة مجهولة الهوية.

يقول مخرج الفيلم: "أنه ليس رواية فيلم عن المعاناة، ولكنه رحلة إكتشاف للعراق. لا أعتقد أن الأمر يتعلق بالمعاناة فقط، إذ هناك أمل أيضاً، وتأمُّل في كيفية التعامل مع ماضينا من أجل مواجهة المستقبل".

منذ البداية، كان المخرج محمد الدراجي قد أدرك أن شريطه الفيلمي هذا كان سينتهي عند تلك المقابر الجماعية. فقد كان هناك عندما تمّ إكتشاف المقابر وسط أنقاض بابل الأثرية. كان الخبربمثابة صدمة قاسية بالنسبة له. أن يكون هناك أموات، بين أنقاض حضارة. يقول الدراجي: "إتصلت، حينها، بعمتي التي كانت قد فقدت، في تلك المقابر، إبن عمي علي، الذي لم نعثر عليه أبداً، وكانت تبكي، كما هو شأنها مذ إختفى علي. وهذا البكاء المتواصل للجدة في الفيلم، ليس سوى تجسيداً لبكاء عمتي. هذه الجدة المسكينة كانت قد أمضت خمس سنوات من عمرها في السجن، حيث فقدت طفلاً هناك، بينما لا يزال زوجها في عداد المفقودين منذ 22 عاماً، وكانت شاهدة، خلف الستار، في محاكمة صدام. وفي لحظات معينة من الفيلم، لم تكن تمثل، بل كانت تعيش الدور".

ولا يزال محمد الدراجي منهمكاً في سفراته ما بين لندن وبلده العراق. وقد جهد كثيراً من أجل تقصي الحقائق والأحداث لفيلمه، وإلتقى العديد من النساء. ولديه الإحساس بالإنتماء الى كلا العالمين، ورغم أنه أكمل دراسته في العراق، وهولندا، ولندن، إلاّ أن أفلامه تتميّز بإيقاعها الأوروبي، وتعد اللوحات الملونة القديمة للكنائس الكاثوليكية الأوروبية مصدر إلهام بالنسبة له.

ويضل التساؤل قائماً عن مدى قدرة العراقيين على تغيير وجهة بلدهم؟

يجيب المخرج محمد الدراجي على ذلك قائلاً: "قبل مشروعي الفيلمي هذا كنت أشك في ذلك. ولكن مع تشكيل لجنة تقصي الحقائق، الأمل يبدو كبيراً. وإذا سألتني متى؟ فأن جوابي سيكون مختلفاً. لن يكون على يد هؤلاء السياسيين طبعاً، الذين يخوضون صراعاً مميتاً داخل الحكومة، وإنما الأجيال الجديدة القادمة. وبالتعليم طبعاً. لأن التعليم الجيد هو الذي سينقذنا مما نحن فيه الآن".  

إيلاف في

12/10/2011

 

أحمد السقا يدخل «المصلحة» بعد أسبوع

نجلاء أبوالنجا 

لم يجد أحمد السقا مفراً من الرضوخ لأوامر الأطباء، والحصول على إجازة إجبارية لمدة ١٠ أيام من فيلم «المصلحة»، بعد أن أجرى عملية جراحية مفاجئة فى قدمه وخياطة الجرح ١٢ «غرزة» إثر تعرضه للسقوط فى إحدى الصالات الرياضية.

السقا قال لـ«المصرى اليوم» إن الإصابة كانت بسبب حادث عابر أثناء ممارسته بعض تمرينات العلاج الطبيعى بصالة «جيم»، حيث فوجئ بسقوط جسم معدنى على قدمه أصابها بتمزق شديد، مما استدعى نقله إلى المستشفى فى الحال، وإجراء جراحة عاجلة. وأكد «السقا» أنه يتحسن تدريجياً، وسيعود لممارسة حياته الطبيعية خلال أسبوع ليستأنف تصوير «المصلحة»، الذى توقف تصويره بسبب تلك الجراحة.

كان «السقا» وأحمد عز وزينة وحنان ترك، استأنفوا تصوير الفيلم مع المخرجة ساندرا نشأت يوم الجمعة قبل الماضى فى إحدى الفيلات بطريق المنصورية، بعد توقف دام حوالى ثمانية أشهر، بسبب اندلاع ثورة ٢٥ يناير، كما تعرض الفيلم لأكثر من مشكلة فى البداية، كان أبرزها اعتراض وزارة الداخلية على كشف تفاصيل وتحريات قضايا المخدرات، حيث يتناول الفيلم طريقة كشف إحدى قضايا المخدرات الكبرى وعناصر الشرطة السرية التى تقوم بمراقبة تجار المخدرات، فضلاً عن مواجهة أسرة الفيلم مشكلة أخرى، بسبب ضرورة تصوير جزء كبير من الأحداث فى طابا، وهو ما يحتاج تصاريح خاصة من وزارة الدفاع.

ومن المنتظر أن يستأنف التصوير مرة أخرى بعد أسبوع تقريباً داخل ديكور فيلا بمنطقة المنصورية، وسيتم البدء بالمشاهد التى لا تحتاج مجهوداً بدنيا من أحمد السقا، وبعد ذلك سيتم تصوير بعض المشاهد الخارجية بشوارع القاهرة، ثم تسافر أسرة الفيلم إلى لبنان لتصوير مشاهد أخرى هناك.

المصري اليوم في

12/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)