حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ما تبقى لنا منها: بورتيريت لـ"غريتا كاربو"

أحمد محمّد أمين

رأيتها في بواكير طفولتي، برفقة أخي الأكبر. رأيتُ فيلمين أو ثلاثة ً لها، آخرها : غادة الكاميليا، مع روبرت تايلر، الذي نافسني في محبتها. هو، كان، يُحدثها ويقبلها ويضمها اليه. إبانئذ خلبتْ لبّي. ولأنّها تُشبهُ إمرأة ً أعرفها أو تقمّصتها فعشقتُها. اليس جنوناً مَنْ يُحبُّ صورة ً؟ وعلى الرغم من أني لم أكُ اُتقنُ لغتها، والترجمةُ ما كانت شائعة ً أيامئذ ٍ، الا أني بدأتُ أفهمها وتفهمني. ومُذْ أخطو خارج صالة السينما، وأصابعُ أخي تقبضُ على يدي، أراها ترافقنا حيثما نذهبُ، أغلبُ الظن أنها تتوارى عن أخي، لكنّها تظلُّ معي، في الصحو وفي الحلم. ثمّ لحقت بها اخرياتٌ في امتداد العمر. جاءت برجمان، جين راسل، جين سيمونز، آفا كاردنر، كريس كيلي، ومارلين مونرو. فبرجيدا، وصوفيا لورين و... و.... وفي عالم الفنّ يتمُّ اختيار الممثل عن جدارة وفقَ معايير فنيّة صارمة. حتى لو اُنتشل من زقاق منسيّ. بخلاف الفنّ العربي/ ما عدا استثناءات قليلة / الذي يضمّ الممثلُ المعروفُ الى خانته إخوتَه وابناءَ عمومته وخؤولته. لذلك تأتي موجاتٌ وتختفي موجاتٌ مثلَ وغف البحر. أعودُ الى ملاكي، هذا الكائنِ المعجونِ من نسغ الجمال والإبداع والدهشة. فقبل أعوام احتفت بذكراها دولةُ السويد، فأصدرتْ عدداً من طوابع البريد تتصدرها صورتُها. تذكيراً بشموخها الإبداعي في عالم التمثيل، وربّتما وضعت صورتها على عُملة ذهبية عُرضت في أسواقها التجارية. هنا يحتلُ الإبداعُ أياً كان نوعُه ومصدره وجه العملة الوطنية والطابع البريدي. وفي عالمنا العربي تواجهنا صورُ القامع المتسلط على العملات الوطنية والطوابع البريدية، وفي الشارع وفي الأحلام والهلوسات. وتطاردُ لهاثنا أينما كنا. ونسيتُ جريتا، لكنّ أيامَ الطفولة تأبى نسيانها. على الرغم من موتها الفاجع المدّثر بالوحدة والهرم والعُزلة. بعد أن خلّفتْ وراءها عُشّاقاً لا يُعدَونَ ولا يُحصونَ، وأنا واحدٌ من اُولاء.. ذي معشوقتي تجيءُ اليّ، عبر فرشاة رسّام وهي مستغرقة ٌ في حلم سديم. تنظرُ فيّ وتتذكرني وتُذكّرُني بأيامي الغاربة. ولعلها تهمسُ لي وحدي : ها.. ألمٍ أقلْ لكَ إنّنا سنلتقي كرةً اُخرى.. أنتَ غشيكَ الكبرُ، وأثقلَ كينونتكَ عبءُ السنوات الثقيل. بينا أنا هنا في ذاكرة الرسّام فتيّة ً أمرعُ في سني شبابي. صحيحٌ، أنا لستُ إيايَ، لكنْ أناملُ هذا المبدع المجنون بي صاغني من جديد، وأعطاني نبرةَ الخلود. سأظلُّ هنا، ناظرةً فيكم، وخلفي هذه الباخرةُ العملاقة، بعد ساعة ستُقلعُ وتُقلني عبرَالأطلسي الى المكان الذي أحبّني ومنحني الشهرة وأحببتُه. وتحتَ اصرار هذا المبدع توقفتُ هُنيهة ً لتلتقطَ واعيتُه اليقظةُ صورتي. وحينَ يحملني هذا المركبُ الى مُبتغاي أتركُكَ لتكتبَ عني. أعرفُ أنّك تعرف سيرتي مرحلة ً فمرحلة ً، وكيفَ جئتُ من ذاكرة منسية، ثمّ دفعني جَلَدي وعنادي ومثابرتي الى اعتلاء القمة. وصرتُ نجمة ً يعرفني كلُّ أحد، من أدني بقاع الكوكب الى أقصاه. لكنّ المجدَ له تبعاتٌ أشدُّها العزلةُ والنهايةُ. حينَ خبا بريقي، وانطفأتُ انسحبتْ عنّي الأضواءُ والعُشّاقُ والأصدقاءُ.. فصرتُ وحيدةً، آواني وجارٌ منسيّ تصدّعَ فيه مجدي وذبُلَ وذبلتُ.. بربّكَ لا تذهبْ، تحدّثْ اليّ واكتبْ عني، عن هذه اللحظة التي خلّدَني فيها هذا الرسّامُ الألمعي، والآنَ أودّ لو أسمعُ ما تقولُ عني. أأنساني النسيانُ ؟ / اُوه ؛؛ أراكِ بهيّة ً، عدتِ بي الى أكثر من ستة عقود مضتْ، الى ماضي الطفولة واليُتم والجوع والخوف من ظلمة الليل. كنتُ أتدثّرُ بكِ وقتَ أنامُ ليلاً، ويلتمُّ حولي كائناتُ الظلام، فتشعين الى جواري نجمة ً ألّاقة ً تُضيئينَ غرفتي الفقيرة الرطبة الباردة التي أنامُ فيها بعيداً عن دفء الاُمومة والاُبوة. وحين كنتُ أراكِ في أحد الأفلام أحملكِ معي بعد انتهاء الفيلم الى البيت والمحلة والمدرسة والفراش القارّ. كان الليلُ ألدَّ أعدائي، أخافه واتحاشاه. فجأة ً تندسّين في فراشي وتضمّينَ رأسي الى صدرك وأنامُ في حضن الأمان. ذي أنتِ تأتين من غبشِ الماضي، من عبق الطفولة، من سرّة النسيان. قبعة ٌ رمادية على رأسكِ، فما أجملَها، كما لو كانت تاجاً. ووجهُكِ القمرُ، ما أبهاه وأسطعَهُ؛؛ يتوسطُه أنفٌ دقيقٌ ناعمٌ، ينتهي بحاجبينِ رهيفينٍ ناحلين، وتحتهما عينانِ فيهما البحرُ، والمُحيطُ، والموجُ، والقاع.. ثّمّ ما هذا الفمُ الزهريّ الناريّ؟ والشفتان المنطبقتان على بعضهما ؛؛ وشعرُك ؛؛.. الذي خطف لونَ السنبلة يتدفقُ حول وجهكِ، وأبتْ ريشةُ الرسّام الّا انْ ترسمَ خصلاته أشرطة ً ذهبية متشابكة مُشاكسة ً تبحرُفي دهشتي وتُسحر أمثالي من محبيكِ... وتحتَ ذقنك الرخام يدُكِ اليمنى تبدو حتى الرسغ لدنة ً ليّنة ً كما لو قُدّتْ من الجبن الطري، أو الزَّبَد الناعم، تنتهي بأصابع طويلة تُشبهُ قصبات بضّة، ونهاياتها أظافر موردة طويلة.. هذه اليد وحدَها عالمٌ يعجزُ كلُّ وصفٍ استنطاقَ مكنونه. لكنّ الرسمَ شيطانٌ ساحرٌ منحها سخونتكِ وإحساسكِ. وتحت يدك التي يتكيء عليها الذقنُ ستُ زنبقات بيض معوجة نافرة جامحة كما لو كانت تهمّ باحتضان وجهكِ، تتوسطها عيدانٌ بلون صفار البيض. بيدَ أنها مضمخة ٌ برائحة الحبّ. تختفي نهاياتُها أسفل اللوحة. ويبدو معطفُكِ خلل هذا الكدس من الحيوات بلون الغيمة الماطرة. سيحميكِ من البرد وآفاته. وخلفك تشرئبُ عشراتٌ من نوافذ المركب البحري طبقاتٍ طبقاتٍ. حتماً ستكونينَ وراء ثقب من هذه الثقوب التي تتنفسً أجواءُ المركب من خلالها لونَ البحر والسماء والشمس والنهار والليل والنجوم والظلام وموسيقى المديات الزرق. ويعلو المركبَ أربعةُ مداخن شاهقة بلون الصدأ والنحاس، وأعاليها سودٌ كما لو كانت قبعاتٍ فوق رؤوسها.. بعد قليل، بعد أن يخزنَكِ الرسامُ في ذاكرته ستصعدين اليه. وسطَ طوفان من التصفيق. هكذا المجدُ والتألقُ قبل أن يتوارى. تتبعُك الأكفُ في الغدوّ والآصال. معذرة ً أيتها المسكونة ُ فيّ، لن أستطيعَ رسمكِ بواقعيتي الفقيرة أكثرَ ممّا قلتُ فيكِ. أنتِ عصيّة ٌ على الوصف، كان الرسّامُ ابرعَ مني. فقد جسّدكِ نبضاً وسخونة ً وشعوراً. كما لو كنتِ موجودة ً فيه. تتمرأين وتتمثلين لحاسته الشعرية والحُلمية والموسيقية بجلاء، أمّا أنا فقد اراكِ في ضاحية من ضواحي طفولتي على شاشة سينما الملك غازي أو العلمين يومَ كنتُ أرتدي دشداشة ً متّسخة ً، أشدّ حزاماً في وسطي. أنتعلُ حذاءً تهرأ قاعه وسطحه. وأضعُ في جيبي بضعَ حبات من تفاح "قرة حسن" التي لا تُضارعها تفاحُ الجنة. وبرغم فقري كنتُ أجمعُ من يومياتي قروشاً تُمكنني من دخول صالة السينما وأراك حياةً موّارةً بالصفات البشرية، تُحبين وتعشقين وتحزنين وتُصيبينني بألف ألف صاعقة. في تلك الصالة المظلمة ألجُ عوالمكن أنتِ وكلُّ حبيباتي.. وتجتابُ بي تلك الشاشةُ السحريةُ، خلال سبعين دقيقة كلّ المدائن ببذخها وصخبها وجنونها وخيالها.. أعرفُ ايتها الحبيبةُ الأثيرةُ البعيدةُ الجاثيةُ الآنَ في سجى صمتك الأبدي. أنا لستُ بحالم، بل أكادُ المسُ رائحة وجهكِ وبسمتكِ وهمسِك وسكونكِ. وداعاً، كوني حريصة. فالبحرُ لا يُؤتمنُ، وهذا المركبُ البحري الشاهقُ يُذكّرني ب/ تيتانيك / وسيدعو كلّ شلو فيّ لكِ بسلامة الوصول من دون غصّة أو ضرر. أنتِ ما خُلقتِ الّا للفرح، تفرحينَ انتِ لتُفرِحي الآخرين. لكنْ، قبلَ أن تتركيني تعالي معي نرَ تلك الغرفة المنسية في زمهرير طفولتي المليئة بالرعب والكوابيس والخطر والبراغيث والفئران، ولعلكِ تسمحين ليَ أن أعانقَ عبق جسدك، تُدَفِّئينَ فراشي البالي، وتملئينني بالشجاعة حين يُحاصرني الخوفُ والليلُ الأغطشُ. دعيني أكنْ زنبقة ً اُخرى أنضمّ الى الزنابق الست التي تحملينها لتكون سبعاً بعدد أيام الاُسبوع. فعالمُنا المرئي خلق في سبعة أيام كما تقول الكتب القديمة.

لن يغيبَ عني وجهُك المُعلقُ في واجهة أيامي ما حييتُ. فالحبُّ مهما كان شأنه وطبقتُه خلودٌ لا يطوله النسيانُ الا بزوال الكائن الحيّ.....

إيلاف في

05/10/2011

 

بعد الذهب الاسود مؤسسة الدوحة للأفلام تمول الأصولي المتردد

إيلاف – الدوحة:  

تستعد المخرجة العالمية ميرا ناير لإقتباس رواية "الأصولي المتردد" وهي الرواية الأكثر مبيعا للمؤلف الباكستانى محسن حميد، حيث سيتم نقلها إلى الشاشة الفضية من خلال فيلم تقوم بإخراجه المخرجة الحائزة على العديد من الجوائز العالمية، والتي سبق وقدمت مجموعة من الأفلام المتميزة مثل "سلام بومباي"، و"مونسون ويدينغ"، و"ذا نيمسيك" يعد فيلم "الأصولي المتردد"، الذي يقوم بمعالجته سينمائيا بيل ويلر، ومحسن حميد، وإيمي بوجانى، وتنتجه ليديا دين بيلتشر هو ثاني إنتاج عالمي ضخم تموله مؤسسة الدوحة للأفلام. سيبدأ تصوير الفيلم خلال هذا الأسبوع، وسيتنقل بين عدة مواقع ومدن تتضمن أتلانتا ونيويورك ولاهور ودلهي واسطنبول.

يروي فيلم "الأصولي المتردد" قصة "جينكيز" الشاب الباكستاني الساعي لتحقيق النجاح في وول ستريت في عصر العولمة. ولكن بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر، يمر "جينكيز" بتحول جذري في سلوكه وموقفه، بالإضافة إلى الكشف عن ولاءات جوهرية تتخطى حدود المال، والسلطة وربما حتى الحب.

ويقوم بأداء الشخصية الرئيسة "جينكيز"،الممثل ريز أحمد الذي سبق وقام بأدوار في أفلام "فور ليونز" و"الذهب الأسود" إلى جانب الممثلة كيت هدسون والتي قامت ببطولة "برايد وارز" و"ناين" و"سومثينج بورود" والممثل ليف شريبر الذي ظهر في عدة أفلام مثل "سولت" و"إكس مِن: أوريجينز" و"ذا مانشوريان كانديديت"، والممثل كيفر ساذرلاند الذي يمثل في المسلسل التلفزيوني الشهير "24"، بالإضافة إلى كل من نيلسان إيليس، ومارتين دونوفان، وأوم بوري، وشبانة عزمي، وهالوك بيلجينر وميشا شافي.

يشكل فيلم "الأصولي المتردد" إنتاجاً مشتركاً بين ميراباي فيلم وسيني موزاييك، كما أنه أول تمويل لفيلم مستقل تقوم به مؤسسة الدوحة للأفلام، ليشكل بذلك استمرارا للمؤسسة في مسعاها نحو تبني الإبداع ونشر القصص من خلال الدعم الذي توليه للإنتاجات المستقلة لصانعي الأفلام العالميين من جميع أنحاء العالم

وفي تعليق حول فيلم "الأصولي المتردد" صرحت ناير: "لقد ولد والدي ونشأ بمدينة لاهور قبل التقسيم ما بين الهند وباكستان. وقد راودتني فكرة صناعة فيلم معاصر عن باكستان، خاصة في هذا الوقت الذي يشهد شقاقاً يزداد يوماً بعد يوم ما بين الإسلاميين والغرب. بالنسبة لي كان أمراً في غاية الأهمية الحصول على شريك يشاطرني الأفكار نفسها ويؤمن بأهمية هذه القصة وقدرتها على إحداث التغيير. ولقد قدمت المؤسسة كل الدعم المطلوب منذ البداية وإنها لهبة حقيقية أن أحظى بالحرية الإبداعية للقيام بفيلم سياسي ذي أبعاد متعددة في مثل هذا الوقت".

كما أكد الكاتب الباكستاني محسن حميد على أهمية نقل هذه الرواية إلى عالم السينما: "تعاني باكستان في الوقت الراهن من إحساس بالعزلة الشديدة. لذلك فإن هذا الفيلم يعني لي الكثير، خاصة وأنه يمثل حالة فنية نادرة يتعاون فيها الباكستانيون والأمريكيون والهنود. إنه يسعى إلى إضفاء طابع إنساني على الصورة النمطية للعلاقة ما بين الثقافات المختلفة، كما أنه يحاول تحطيم الجدران التي تفصل بيننا ويعمل على زيادة  مشاعر التعاطف وذلك من أجل إعادة التواصل بيننا كفنانين، وبشر، ومواطنين نعيش سوياً على كوكب واحد."

بدورها صرحت أماندا بالمر، المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام "تعد ميرا ناير واحدة من أهم المخرجين على مستوى العالم في الوقت الراهن، ونحن في قطر نكن لها كل الإعجاب لما تبرزه من موهبة والتزام بتقديم أفلام تعالج قضايا هامة ومؤثرة ذات مضمون إنساني. ومع حلول الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر، فلا يمكننا على الإطلاق غض النظر عن أهمية هذا المشروع. ومن اللحظة التي إطلعت فيها مؤسسة الدوحة للأفلام على النص، شعرنا بقوة هذه القصة ومدى عمق وأهمية الرسالة التى تنقلها. ونحن في غاية السعادة لمشاركة مجموعة من أبرز الممثلين العالميين في هذا المشروع مثل كيت هدسون، وكيفر ساذرلاند، وليف شريبر، وريز أحمد، الأمر الذي سيمنحه فرصة عرض أمام قاعدة أوسع من الجمهور".

وأضافت بقولها: " من أساسيات تمويل الأفلام لدى مؤسستنا هو المساهمة بتقديم أعمال عالمية وضمان إستمرار سرد القصص. ومن هذا المنطلق، فنحن نأمل في منح جميع الموهوبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فرصاً للمساهمة في تقديم أفلام عالمية، سواء أكانوا من المتدربين، أو العاملين في الإنتاج، أو في التمثيل. وقد بدأنا العمل من أجل تحقيق هذا المسعى بإرسال طاقم عمل للمشاركة في مواقع تصوير فيلم "الذهب الأسود" في كل من تونس وقطر. وقد كانت فرصة مميزة بالنسبة لهم ولنا أيضاً في مؤسسة الدوحة للأفلام، بالإضافة إلى كونها جزءاً من السياسة المتبعة والهادفة لبناء صناعة سينمائية مبدعة وقوية على مستوى المنطقة، وكذلك بناء علاقات وطيدة من خلال إنتاج الأفلام العالمية. وفي فيلم "الأصولي المتردد" سنقوم مرة أخرى بإرسال فريق عمل إلى مواقع التصوير لإكتساب خبرة العمل مع طاقم المخرجة ميرا."

تتميز المخرجة ميرا ناير بغزارة إنتاجها وانتقالها ما بين هوليوود والأفلام المستقلة، وسبق لها أن أخرجت 10 أفلام روائية طويلة تتضمن فيلم "سلام بومباي!" الذي رُشح لنيل جائزة الأوسكار وفاز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وفيلم "مونسون ويدينغ" الذي حاز على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وفيلم "هيستريكال بلايندنس" الذي شاركت فيه الممثلة الشهيرة أوما ثيرمان وحازت عن دورها على جائزة غولدن غلوب.

ويجمع الفيلم كل من المصور السينمائي ديكلان كوين الذي شارك في أعمال "مونسون ويدينغ" و"إن أميريكا" و"راتشيل غيتينغ ماريد"، ومصمم الأزياء آرجون باسين الذي شارك في أفلام "مونسون ويدينغ"، و"ذا نيمسيك"، و"لايف أوف باي"، ومصمم الإنتاج مايكل كارلين الذي شارك في أفلام "ذا لاست كينغ أوف سكوتلاند"، و"ذا دوتشيس" و" إن بروج"، وفني المونتاج شيميت أمين الذي شارك في"روكيت ساين: سيلزمان اوف ذا يير" و"شاك دو إنديا!".

وكانت مؤسسة الدوحة للأفلام قد استهلت باكورة إنتاجاتها السينمائية العالمية في وقت سابق من هذا العام، من خلال الملحمة العربية "الذهب الأسود" وهو إنتاج مشترك مع شركة كوينتا للإعلام لصاحبها المنتج التونسي طارق بن عمار ومن إخراج الفرنسي جان جاك آنو وسيعرض الفيلم، الذي تم تصويره في كلٍ من تونس وقطر خلال فترة أحداث الثورة التونسية، في الليلة الإفتتاحية لمهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي لهذا العام.

إيلاف في

05/10/2011

 

قرّاء إيلاف منقسمون حول القوائم السوداء

مي ألياس  

"هل أنت مع مقاطعة الفنانين الموجودين على القوائم السوداء للثورات العربية؟" سؤال طرحه قسم فنون على قراء إيلاف ضمن إستفتاء القسم الأسبوعي وجاءت النتيجة مفاجئة حيث إن الغلبة كانت لـ "ضد المقاطعة" ولو بفارق بسيط لا يتعدى 1% وتعبر النتيجة في الوقت نفسه عن انقسام الشارع تجاه المقاطعة.

بيروت: نحن في زمن لابد من أن نشفق فيه على المشاهير من فنانين وإعلاميين، فهذه فئة وجودها يعتمد على مقدار نجوميتها، والنجومية تعتمد على رصيدهم لدى الجمهور، فهو الوحيد القادر على رفع الفنان الى قمة النجومية أو الهبوط به الى غياهب النسيان.

طبعاً الشهرة تجعلك مرغوباً من الجميع، وبالتالي غالباً ما تتزاوج الشهرة والنجومية مع السلطة والرأسمال، ويصبح النجم أو النجمة محل اهتمام رجال المال والسياسة لأسباب مختلفة ومتعددة، بعضها واضح ومعلن مثل توظيف نجومية الفنان لمصلحة النظام، والبعض الآخر يبقى حبيس الغرف المغلقة كـاستمتاع السياسي أو الثري بالشخصية المشهورة أو بفنها، والمحصلة النهائية واحدة: النجوم تحت سطوة السلطة والمال يرتبطون بها، وينافقونها، والشعب بالنسبة لهم "مستهلك" يبيعونه فنهم ويتربحون منه.

هي علاقة أشبه ما تكون بعلاقة الدول الإمبريالية بالمنطقة العربية التي تحوّلت إلى سوق إستهلاكية تستوعب كل ما يضخ فيها من بضائع الجيد منها والفاسد.

إذن النجومية كالبورصة في صعود ونزول مستمرين، تتأثر في الأحوال العادية بعوامل من نوعية: جودة الأداء، تقديم عمل فني ناجح أو فاشل، الفضائح الشخصية الخ.

ولكن الوضع الإستثنائي الذي تمر به المنطقة العربية منذ اندلاع ثورات الربيع العربي خلط الأوراق، وفضح العلاقة الحقيقية بين الفنان والجمهور، ووضع المشاهير في مأزق حقيقي بعد أن فشل أغلبهم في اختبار الولاء.

القائمة السوداء في مصر فرضت تحوّلات على المشهد الفني

وظهرت المواقف المتزلفة للفنانين تجاه السلطة بوضوح كبير في الأيام الأولى للثورة المصرية، وهنا قام الثوار بنشر ما يعرف بقوائم العار رصدوا فيها الأسماء المنافقة، ورفضوا من تحول بعد انجلاء الموقف وحاول تزلفهم، وذهبوا الى أبعد من ذلك حيث طالبوا الجماهير العريضة لهؤلاء الفنانين بمقاطعة أعمالهم الفنية.

والمقاطعة لم تقتصر على الجماهير بل إمتدت لتشمل الوسط الفني نفسه، فبعض الفنانين - عندما حسم الموقف لصالح الثورة- أعلن أنه لن يعمل مع فناني القائمة السوداء، كما أعلن بعض المنتجين السينمائيين بأنهم لن يعاودوا التعاون مع فناني القائمة السوداء لأن المقاطعة أثبتت أنها مؤثرة وكبدتهم خسائر فادحة.

وفي المقابل، من راهن على الجمهور وعبر عنه كسب الرهان وهو اليوم الأكثر طلباً من قبل المنتجين، ويعمل أكثر من غيره، وهذه المقاطعة فتحت كذلك المجال أمام الإستعانة بوجوه جديدة غير مصبوغة سياسياً وظهر ذلك جلياً في مسلسلات رمضان الماضي.

قوائم الشرف والعار السورية تأثيرها محدود

في الثورة السورية كان الوضع أكثر تعقيداً حيث انقسم فيها الشارع بين مؤيد ومعارض للنظام، وإنعكس هذا الإنقسام على الساحة الفنية والمقاطعة هنا من الطرفين، بمعنى: أن الفنانين والمنتجين الموالين للنظام (وهم أكثرية) قرروا مقاطعة الفنانين الموالين للثورة.

والفئة الثائرة من الشعب السوري أعدت قوائم عار وشرف رصدت فيها المواقف، واستطاعت الى حد ما التأثير على سوق الدراما الموالية للنظام من خلال الضغط على الفضائيات العربية بعدم شراء هذه الأعمال لأنها مضمّخة بالدم السوري، وهو ما استجابت له الفضائيات بنسب متفاوتة.

وحتى الفنانون الموالون للثورة يرون أن بعض الفنانين الذين أعلنوا موالاتهم للنظام ربما يخالفون حقيقة ما بداخلهم بتأثير الخوف من التنكيل الأمني، بينما يرى آخرون أن هذا ليس بمبرر مقبول، لماذا يجب أن نساوي بين من قبل بدفع ثمن باهظ لمواقفه وبين من جبن وصمت أو أيّد على مضض؟

الشارع لايزال منقسماً ولم يحسم أمره

ومن هنا، وبسبب استمرار الجدل الشعبي، وبعد مرور أشهر على اندلاع ثورات الربيع العربي، طرحنا السؤال على قراء إيلاف "هل أنت مع مقاطعة الفنانين الموجودين على القوائم السوداء للثورات العربية؟" وذلك لقياس درجة التغير في موقف الجمهور، إن وجد، والمفاجأة لم تكن في أن النتيجة كانت تعبر عن استمرار الإنقسام بين الجمهور، ولكن كانت في أن الغلبة جاءت لمن رفض المقاطعة وبفارق بسيط، حيث أجاب 41.29% بأنهم ضد قرار المقاطعة، بينما أيّد 40% من قراء إيلاف مقاطعة فناني القوائم السوداء، أما النسبة المتبقية من المشاركين في الإستفتاء وهي 18.71% لا تهتم لقرار المقاطعة.

وهو ما يثير تساؤلات عدة: هل تتغلب شعبية الفنان ومحبته الموجودة في قلب الجمهور فيغفر له تدريجياً نفاقه؟ أم أن هذه النسبة تعكس فعلياً موقف الأغلبية الصامتة من التحولات التي تحصل في الدول العربية من حولنا وبالتالي لا ترى في مواقف هؤلاء الفنانين ما يستحق العقاب؟!!

إيلاف في

05/10/2011

 

وزير ثقافة غزة لفاريتي: أبوابنا مشرعة للسينما والمسرح الهادف

رزق الغرابلي – غزة 

قال وزير الشباب والثقافة في غزة محمد المدهون إنَّ حكومته تفتح الأبواب مشرعة للسينما والمسرح والفن الهادف، مشيدا بالحراك الفني الموجود في القطاع خلال الفترة الراهنة.

وقال المدهون في تصريحات خاصة لموقع "فاريتي أرابيا"، عشية انطلاق معرض الكتاب الدولي الأول في غزة، والذي ينظم من 5-15 أكتوبر الجاري: إن الحراك الفني الموجود بغزة الآن لم يمر مثله طيلة الفترة الماضية، عندنا الآن عشرات الحفلات، المهرجانات، المؤتمرات، واللقاءات الفنية".

ورفض الوزير الاتهامات الموجهة للحكومة الفلسطينية في غزة بالتضييق على الفن والفنانين، قائلا: "أعجب من هذا الحديث، لا أذكر أن أحدا طلب منا أن ينظم فعالية فنية ومنعناه، المسألة بالنسبة لنا بشكل رئيسي أننا نفتح كل الأبواب بلا استثناء، هذا كلام ليس للتسويق، إنما نجسده على أرض الواقع".

وأوضح أن هناك الكثير من الجوانب الفنية دعمتها الحكومة معنويا، وماديا حسب استطاعتها، لافتا إلى رعاية ومشاركة الوزارة في عدد من معارض التراث، والمهرجانات، والمطبوعات، وقال: "أنا متأكد أن هناك أفق كبير جدا لعمل فني هادف في غزة".

وعلى صعيد السينما والمسرح بشكل خاص قال: "نحن معنيون بالسينما والمسرح، ونهتم بهما بشكل كبير، وأنا في زيارتي الأخيرة لمصر قبل شهر طالبت بعقد دورات تدريبية في السينما والمسرح ونسقت لهذا الأمر، لأنا نشعر بنقص في الكادر الموجود بغزة، وطلبنا باستقطاب كادر من مصر".

وتابع "كذلك أعلنا عن جائزة الإبداع المسرحي والسينمائي، وسنعقد مهرجان السينما والمسرح للمسرحيات والأفلام المشاركة في هذه الجائزة في نوفمبر، نرمي لخدمة هذا القطاع بشكل كبير، ونتواصل مع جهات لتمويل أفلام سينمائية متنوعة، هناك توجه للسينما، نحب أن نفتح فيها أفق جيد في المستقبل".

لكن المدهون شدد على ضرورة انحياز الأفكار المقدمة من خلال السينما والمسرح إلى قيم وعادات الناس هنا، "فقد بات واضحا أن شبابنا يتعرضون لهجمة تستهدف بنيتهم على أكثر من مستوى، على المستوى الأخلاقي والقيمي والثقافي".

فارييتي العربية في

06/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)