حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تنتظر عرض فيلمها الجديد جدو حبيبي

بشرى: شباب التَّحرير أنقذوني من هجوم البلطجيَّة

أحمد عدلي من القاهرة

في حوارٍ مع "إيلاف"، تحدَّثت الممثِّلة المصريَّة الشَّابَّة، بشرى، عن فيلمها الجديد "جدو حبيبي"، وعملها كمنتج منفذ، ومشاركتها في الجزء الثالث من مسلسل "لحظات حرجة".

القاهرة: روت الممثلة المصرية الشابة، بشرى، حقيقة ما حدث معها خلال تصوير إحدى مشاهد فيلم "جدو حبيبي" في منطقة ميدان التحرير، والذي انتهت منه أخيرًا، كما تحدثت أيضًا عن عملها كمنتج منفذ للأفلام السينمائية في شركة "نيو سينتشري".

وقالت بشرى انها اعتذرت عن استكمال دورها في مسلسل "لحظات حرجة" بسبب انشغالها بالمهرجانات التي شارك فيها فيلمها الأخير "678"، لافتة الى انها وافقت على الظهور كضيفة شرف في الجزء الثالث لاستكمال دورها.

·     بداية ما سبب عودتك للمشاركة في الجزء الثالث من مسلسل "لحظات حرجة" على الرغم من اعتذارك المسبق عن استكمال العمل؟

انشغلت خلال الفترة الماضية بمرافقة فيلمي الأخير "678"، الذي عرض نهاية العام الماضي في المهرجانات السينمائية المتعددة التي شارك فيها، وكان يتعذر علي ان اقوم باستكمال التصوير في الجزء الثالث بسبب هذه الجولات، لذا اعتذرت عن المسلسل على الرغم من إعجابي بالتركيبة المختلفة التي يضمها، لذا عندما عدت للاستقرار في القاهرة وتناقش معي القائمون على المسلسل على الظهور كضيف شرف في الجزء الثالث وافقت لاستكمال الشخصية دراميًا.

·     صنف فيلم 678 على انه فيلم مهرجانات وذلك على الرغم من الإيرادات المرضية التي حققها في فترة عرضه، هل توافقين على هذا التصنيف؟

كل شخص يمكنه ان يشاهد الفيلم من وجهة نظر مختلفة عن الشخص الآخر، فهناك من يرى ان الفيلم تجاري بحت، وهناك من يري انه فيلم مهرجانات، وهناك من يرى ان يمزج بين الافلام التجارية وافلام المهرجانات، وبالنسبة لي لا استطيع تصنيفه على وجه التحديد.

اعتز بهذا الفيلم كثيرًا على الرغم من انه لم يعرض سوى اقل من 40 يومًا في دور العرض السينمائية بسبب اندلاع ثورة 25 يناير، إلا أنه كان يشير ويتنبأ بالثورة، إضافة الى ان الفيلم كان بيني وبين السيناريست محمد دياب، منذ ان تمت كتابته كفيلم روائي قصير قبل ان يتم تحويله الي فيلم سينمائي.

·         ماذا عن فيلمك الجديد "جدو حبيبي"؟

انتهيت من تصوير الفيلم أخيرًا مع المخرج على إدريس، ومن المتوقع ان يتم طرحه في دور العرض السينمائية خلال موسم عيد الاضحى، واشارك فيه مع الفنان محمود ياسين والفنانة لبنى عبد العزيز، حيث اجسد دور فتاة تعيش في اوروبا، وتلتقي بجدها لنشاهد العلاقة بين الفتاة وجدها، ونشاهد خلال الفيلم العديد من المواقف الكوميدية.

·         تردد انكم تعرضتوا لهجوم من البلطجية خلال تصوير إحدى المشاهد في منطقة ميدان التحرير؟

لم ارغب في الحديث عن هذا الموضوع عندما تم حتى لا يقال اننا نتاجر بالأحداث من اجل الدعاية للفيلم، لكن حقيقة ما حدث اننا كنا نقوم بالتصوير داخل قاعة المناسبات الخاصة بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، مشهد عزاء ضمن أحداث الفيلم، وكنت موجودة داخل الكرفان المخصص لي بعد ان انتهيت من تصوير المشهد الخاص بي، وسمعت اصوات مرتفعة في الخارج وعندما نظرت الي الخارج فوجئت بهجوم من مجموعة من البلطجية، ما دفعني الى الخروج من الكرفان واستقلال سيارة اجرة بسرعة للهروب من المكان، لكني شاهدت مجموعة من الشباب المعتصمين في ميدان التحرير جاؤوا عندما سمعوا بالأمر وانقذوا فريق العمل.

·         هل واجهت صعوبات اخرى خلال تصوير الفيلم؟

بالطبع واجهنا العديد من الصعوبات فالفيلم تم تصويره خلال مدة طويله للغاية بسبب التوقفات خلال احداث الثورة، ايضًا كنا ننزل الى التصوير بعد الثورة مباشرة في وقت لم يكن هناك في اي من رجال الأمن، وهو ما جعلنا نشعر باللخبطة والخوف في نفس الوقت من تعرض اي شخص لنا.

·     بالنسبة لعملك كمنتج منفذ في شركة نيو سينشري، طرحت الشركة العديد من الافلام بعد الثورة على الرغم من المشاكل المتعددة التي تحيط بصناعة السينما؟

وجود عدد كبير من العمال والفنيين خلف الكاميرا، كان سببًا رئيسيًا في استمرار دوران عجلة الإنتاج واستمرار التصوير على الرغم من كافة الصعوبات وطرح الافلام، فمثلاً الشركة طرحت فيلم euc بعد الثورة بعدة أسابيع، وكان اول فيلم سينمائي في دور العرض، ايضًا تم طرح فيلم "سامي أوكسيد الكربون" وحقق ايرادات مرتفعة في موسم الصيف، واخيرًا طرحنا "بيبو وبشير" في عيد الفطر، وهناك مجموعة من الأفلام ننتظر عرضها هي "اسماء" مع المخرج عمرو سلامة، ويشارك في بطولته هند صبري وماجد الكدواني، وفيلم "جدو حبيبي"، وحاليًا يتم تصوير فيلم "ريم ومحمود وفاطمة" ويقوم باخراجه المخرج يسري نصر الله، ويقوم ببطولته منه شلبي وباسم سمرة.

بالطبع كان هناك حالة من القلق لانك لا تعرف ماذا يريد الجمهور في هذه المرحلة، وما مصير الفيلم حال طرحه، وهل سيعود الجمهور الى دور العرض، ام أن الاحداث السياسية ستحول دون ذلك، ومن ثم كان هناك نسبة كبيرة من المغامرة، لكن الموافقة عليها كانت من أجل العاملين في صناعة السينما التي لا يجب ان تتوقف.

·         هل ترى ان صناعة السينما بحاجة الى التغيير في مرحلة ما بعد الثورة؟

بعد الثورة كل الحقائق اختلفت واصبحت الحقيقة غائبة تقريبًا عن الصناعة، لكن السينما بحاجة الى العمل الجماعي، فالجمهور يريد مشاهدة عدد كبير من الفنانين في فيلم واحد، والتخلص من مركزية النجم الاوحد خصوصًا ان المدة بين ظهور الاجيال المختلفة اصبحت قليلة وهو ما يجدد دماء السينما.

·         كيف يتم اختيار السيناريوهات التي يقع الاختيار عليها لتنفيذها في الشركة؟

هناك لجنة يتم عرض السيناريوهات عليها بسرية تامة، بحيث يحصل اعضائها على السيناريو منزوع الغلاف دون اسم كاتبه، حتى يتم تحديد ما إذ كان يمكن تنفيذه ام لا، وهل تنفيذه سيكون كما هو ام أنه بحاجة الى مجموعة من التعديلات التي يتم الحديث فيها مع كاتبه، ليس لي اي دخل في اختيار السيناريوهات لاننا نعمل في كيان مؤسسي.

إيلاف في

05/10/2011

 

إختتام فعاليات مهرجان نورنبرج لأفلام حقوق الإنسان

صلاح سليمان من نورنبرج:  

حقق مهرجان "نورنبرج" لأفلام حقوق الإنسان في دورته السابعة التى عقدت في الفترة من 28 سبتمبر الي 5 أكتوبر نجاحاً كبيراً بإضافة فيلم وثائقي سجل أحداث الثورة المصرية.

المهرجان الذي تجري فعالياته كل سنتين ليس بالضرورة هو المهرجان الذي يبحث عن أفلام الإثارة والتشويق، إنما رسالته تقوم علي تسليط الضوء علي الأفلام التي تبحث في حقوق الإنسان والظلم الذي يتعرض له البشر، كما يهتم ايضاً بالتقريب بين الثقافات والحضارات ومحاولة إيجاد فهم أكثر إعتدالاً بين الأديان ـ ووفق ما تقوله "مارتينا هوبر" مديرة مركز حقوق الإنسان في نورنبرج والتي تشارك بفاعلية في المهرجان " اننا نمنح الجوائز باسم مدينة نورنبرج لحقوق الإنسان منذ أن عقدت محكمة نورنبرج الشهيرة جلساتها لمحاكمة النازيين بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية " ومنذ ذلك التاريخ والمدينة تأخذ مكانتها العالمية كإحدي أهم المدن التي تهتم بحقوق الإنسان في العالم.

الفيلم المصري أنا والأجندة

أكثر من 63 فيلماً من 39 بلدا تم عرضهم في المهرجان ـ ومثلت فيه مصر الثورات العربية بعرض فيلم " أنا والأجندة " للمخرجة نيفين الشربيني..والفيلم يعتبر واحد من أهم الأفلام التي عرضت في المهرجان ـ إذ أنه يسجل واقع إحدى أهم الثورات العالمية فى مجال حقوق الإنسان والبحث عن العدالة الإجتماعية للشعب المصري..التي غابت طويلاً عنه في ظل حكم الرئيس المصري السابق الذي انتشر الفساد وسرقة أموال الشعب في عهده انتشاراً كبيراً ـ لهذا تجئ أهمية الفيلم الذى استطاعت فيه المخرجة باقتدار من تسجيل تلك الفترة التي اندلعت فيها الثورة ابتداء من 25 يناير وحتي اا فبراير تاريخ تنحي الرئيس السابق.

فلسفة الفيلم قامت علي تصوير ذلك التلاحم الجماهيرى الكبير في ميدان التحرير والذي شهد اكبر ملحمة في التعاون الإجتماعي في العصر الحديث من أجل ازاحة هذا النظام الفاسد، فالمخرجة قامت بإبراز هذا الجانب الهام من خلال تسليط الكاميرا علي مشاهد بعينها تمثل هذا التلاحم الجماهيري الإجتماعي النادر في عمر الشعوب ـ فمثلاً كان هناك عرض لمشاركة هذين الطبيبين الشابين المتزوجين حديثاً في ميدان التحرير وطلبة من خريجى كلية الإعلام والكليات الأخري وهم يتظاهرون، بل لم تنسي الكاميرا تسجيل تلك الوجوه المحتشدة في ميدان التحرير والتي تمثل كل اطياف المجتمع المصري الذي خرج لينشد العدالة، فجاءت الصورة مكتملة والكاميرا تستعرض وجوه الأغنياء والفقراء، المسيحيين والمسلمين، الشيوخ والصبية والرجال والنساء كما كانت الكاميرا حريصة علي رصد لحظات التوتر والإثارة التي تخللت خطابات مبارك وفيها كانت فرحة الناس تتأرجح بين الفرحة في رحيل الطاغية والخوف من بقائه ممسكاً بحكم البلاد خاصة بعد موقعة الجمل الشهيرة التي استبسل فيها الثوار بضراوة خوفا من فشل ثورتهم. في الفيلم نري تلك المشاهد المؤثرة لموقعة الجمل، التي بلغت فيها مخاوف المصريين القمة خوفا من عودة مبارك.

اسم الفيلم "انا والأجندة" ارتبط ارتباطاً وثيقاً بقصة الثورة المصرية ـ فبعد ان اسقط في ايدى القائمين علي الحكم في تلك الحقبة من زخم الثورة المتزايد راحوا يبحثون عن مخرج باتهام المتظاهرين بأنهم ينفذون أجندات خارجية ترتبط بمخطاطات دول أجنبية للتدخل في شؤون مصر الداخلية وبعدها اصبحت كلمة الأجندة أداة للسخرية من نظام حكم الرئيس المخلوع وزادت من السخط الشعبي عليه وأصبحت عنواناً معبراً للفيلم.

فيلم أرجنتيني يفوز بالجائزة

قبل نهاية المهرجان بيوم واحد أعلن عن فوز الفيلم الأرجنتيني "الجائزة" بجائزة المهرجان الأولي والفيلم من اخراج المخرجة "باولا ماركونيتش" ويدور عن حقبة الحكم الديكتاتوري في الأرجنتين حيث يركز الفيلم علي قصة " سيسيليا" ذات السبعة اعوام أبنة منشق ارجنتيني تعيش مع عائلتها في الخفاء علي الساحل الأرجنتيني بانتظار الهجرة الي المكسيك هربا من مطاردة الأمن الأرجنتيني.

من أشهر الأفلام التي عرضت في المهرجان ايضاً الفيلم الألماني" أطفال المعجزة " الذي تعرض لمعاناة الأطفال اثناء فترة الحرب العالمية الثانية..وجاء الفيلم الياباني علي نفس المنوال اذ ياخذنا الي اجواء الحرب اليابانية وكيف تاثر الجنود نفسياً بمناخ الحرب حيث تدور قصة الفيلم حول محارب يعاني من اضطراب نفسي وزوجته تحاول مساعدته، أما فيلم "خطاب من الظلام" فهو يصور محنة المهاجرين الأفارقة المتجهين صوب أوروبا وتدور قصة الفيلم حول مهاجر إفريقي لا يحمل اي اوراق يعمل في اسبانيا وكل هدفه في الحياة هو محاولة الإرتقاء بنفسه غير أن ما يقابله من اضطهاد ومطاردة تجعله يصر علي هدفه رغم خيبة أمله الكبيرة في إنسانية الدول الأوروبية التي تأخذ مواقف متشددة حيال هجرة الأفارقة الي القارة الأوروبية. أما فيلم "اربعة أيام في جونتانامو" فهو يحكي قصة عمر قادر الكندي الذي قبع أربعة أيام في معسكر جونتانامو الشهير في عام 2003 فقط في الإشتباه في قتله جندى امريكي. عرض أيضاً الفيلم الأندونسي "الخادمة" الذي يتحدث عن مآساة 35 الف خادمة أندونسية تعمل في الشرق الأوسط وأوروبا.

جدير بالذكر ايضا أن جائزة المهرجان لحقوق الأنسان للأفراد منحت هذا العام للصحفي "هولامان موريس" الذي خاطر بحياته أكثر من مرة من اجل ايصال صوت الذين تنتهك حقوقهم في كولومبيا الي الإعلام عبر سلسلة من التحقيقات المتميزة.

salah.soliman@gmx.de

إيلاف في

05/10/2011

 

نساء مدن "خوانا ماسياس " هاجرن من قري "لوركا"

" خطط للغد " فيلم نسائي بامتياز لولا وجود مراهق طيب !

أسامة صفار 

هو الفيلم الروائي الأول لمخرجته "خوانا ماسياس " تدور أحداثه خلال أربعة وعشرين ساعة وتتخذ أربع نساء خلالها قرارات مصيرية بعد أن وضع المجتمع كل منهن في حالة اختيار صفري بين مستقبل لا يردنه وماض يريدهن بشروطه .. إنها المعادلات الأربعة الحب مقابل الأمومة .. الزوج والأسرة مقابل الحب .. الغفران مقابل الحياة ذاتها ..

وفي اسبانيا يحفل التاريخ الاجتماعي بقهر المرأة كما في العالم كله لكن أسبانيا وحدها تنفرد بنضالات فنية وأدبية كانت كفيلة بتغيير وجه المجتمع وإذا كان بيدرو ألمود وفار هو الأشهر من سينمائيي أسبانيا حاليا فان خوانا ماسياس التي استطاعت في عام 2010 أن تقدم فيلما بهذا الصدق وكل تلك الحساسية تبشر بمخرجة أسبانية لن تتوقف عند حد ما حققه ألمودوفار خاصة وقد حصلت علي أكثر من خمسين جائزة عن أفلام تسجيلية قدمتها قبل "خطط للغد" .

في هذا الفيلم" خطط للغد" انقسم العالم إلي نوعين من الكائنات أحدهما رقيق وراقي وينتمي للخير والآخر علي العكس تماما فظ ويمارس أسوأ أنواع الاستغلال للنوع الآخر كما أنه شرير والرجل في عالم "خطط للغد " عاشق نذل لا يفي بوعوده ولا يلتزم بحقوق الآخرين ويتخلى عن شريكة حياته حين ترفض التخلي عن آخر فرصها في الأمومة وهو مديرها الذي يضعها بين اختيارين إما العمل أو استكمال رحلة الأمومة وهو الزوج العصبي الذي لم ينجح علي مدي عشرين عاما في إدراك حجم الملل الذي يسببه لزوجته فتلتقط فرصة الحياة مع حبيبها حين تتاح لها علي غير انتظار وتشفي من ممرض مميت علي نحو فجائي وكأن حياتها الزوجية هي مرضها الحقيقي  وهو الزوج الذي تعامل مع زوجته لسنوات باعتبارها كيس التدريب علي الملاكمة الخاص به وحين تنجح في الخلاص منه ومعها ابنتها المراهقة "مونيكا " يبحث عن فرصة للغفران والعودة فتكون نهاية حياة الزوجة السابقة وهي تصرخ فيه أنها تكرهه ولا تستطيع أن تغفر له .

"خوانا ماسياس " المخرجة وكاتبة السيناريو بالمشاركة لم تنعزل بذلك عن تراث الأعمال المسرحية أوالسينمائية النسائية في أسبانيا حيث سبقها شاعر أسبانيا العظيم لوركا في مسرحياته الثلاثة عن قهر المرأة وهي 'يرما ' و'بيت برناردا ألبا 'و" دونيا روسيتا لسولتيرا" وكان التعاطف مع المرأة هو السمة العامة لأعمال لوركا وان كان مسرح الأحداث لديه غالبا في القري الأسبانية علي عكس "خوانا ماسياس " التي التقطت يوما واحدا في مدينة أسبانية تحاول عبر الرجل افتراس ثلاث نساء وفي اللحظة الحاسمة تنجح كل منهن في القبض علي مصيرها بيدها إذ تتحرر من حاجتها للرجل والمجتمع معا لتشكل لوحة المستقبل طبقا لإرادتها الحرة

الأولي "اناس" التي تعيش مع صديقها "ألبرتو" وتبدو العلاقة من اللقطات الأولي شديدة الدفء وبينما تحاول "اناس" صنع التوازن بين العاطفة المتأججة لدي صديقها وبين ضرورات العمل فان العاشق لا يعطيها فرصة – حتي – للعمل ورغم ذلك فان خبر حملها يصيبه بصدمة حتي أنه لا ينشغل سوي بالسؤال عن مبرر إجرائها لاختبار الحمل !!

وبينما تحاول تجاهل رد فعل والد طفلها القادم فان مديرها في العمل يؤكد عدم استعداده لتحمل وجودها بمشكلات الحمل التي قد تنجم عن كونها تبلغ التاسعة والثلاثين عاما ويضعها بين خيارين إما العمل أو الأمومة ثم تفاجأ برد فعل والدتها المندهش من كونها تريد طفلا في هذه السن بل وتتهمها بالجنون .. وتخرج "اناس " الي الشارع وسط أناس لا تلمح منهم الا أشباحا أو ظلالا دون تفاصيل وتتحرك الكاميرا في اهتزازات عشوائية للحظات في لفته تؤكد علي حالة انعدام التوازن التي تعيشها البطلة ثم تجلس علي أحد الأرصفة في خلفية الكاميرا بينما يتحرك البشر في الشارع دون تفاصيل .. فقط يحجبون وجهها ثم تعود للظهور فيم تستولي علي ملامحها طاقة جبارة من حزن يبدو مؤقتا ومطرودا لا محاولة دون انفعال أو غضب وتتعرض "اناس " لحادث فور أثناء عودتها للمنزل وبينما يقوم المسعفون بنقلها علي حمالة الإسعاف تخبرهم بحملها رغم كونها شبه فاقدة للوعي وهو ما يشير إلي تمسكها بذلك الحمل حتي في ظل أسوأ الظروف ويظهر العاشق "ألبرتو" مرة أخري في المستشفي ليناقشها وهي علي سرير المرض في ضرورة التخلص من حملها فتسأله عن أجندة مواعيده وتدعوه للالتزام بها لأنها تعرف كيف تعتني بنفسها .. هو القرار إذن

المرأة الثانية في الميلودراما النسائية بامتياز هي "انتونيا " الزوجة والأم لمراهق والتي ينتقل الإحساس الي مشاهد الفيلم منذ لقطتها الأولي علي سرير الزوجية بنفورها منه ورغم ذلك تمارس حياتها كزوجة وأم وتفاجأ باتصال تليفوني من الواضح أنه تأخر لسنوات طويلة اذ يعود الحب القديم "بريان" مصمما علي اللقاء بها ودون مقدمات يقدم إليها تذكرة طائرة لترافقه الي لندن حيث هاجر من سنوات طويلة ورفضت يومها أن تهاجر معه .. يعود وقد أنهكته الذكري ولم يفلح في نسيانها فتتركه هاربة لتزور صديقتها "اناس" بعد إصابتها في حادث السيارة وتحكي الصديقة قصة الحمل والرفض والقرار فكأنما انتقلت الإرادة الي انتونيا فتتركها عائدة الي الفندق الذي يقيم فيه العاشق "بريان " وفي غرفته نري قصيدة جسدية تؤكد علي تناغم شديد بين عاشقين .. ومع تسارع الأحداث والتكثيف الشديد والتداخل الزمني بين القصتين لا يوجد لهاث فالعمل هادئ الإيقاع وان لم يصل لدرجة الملل .. وتعود الزوجة والأم من غرفة عشيقها بالفندق الي الابن المراهق الذي يعيش بدوره قصة حب وأثناء اصطحابها له من المدرسة تصارحه بوجود عشيق لها واعتزامها ترك الأسرة والسفر معه الي لندن بل وتطلب من الابن مرافقتها فلا يوجد رد فعل متاح أمامه سوي العدو خروجا من السيارة ومن حياتها .. تحاول قليلا اللحاق به ثم تعود لتنتظر الزوج بعد أن تكمل استعدادها للسفر ويطلب الزوج أسبابا يستطيع فهمها ويخر راكعا أمام الزوجة لكنها تؤكد له أن الأمر مختلف لا يتعلق باحتياجات ينبغي توفيرها فيفقد أعصابه متهما اياها بالتخلي عن الأسرة من أجل الجنس وتواجهه بجملة شديدة العمق وهو ما يميز حوار الفيلم بشكل عام حيث تقول " أنا سوف أعيش مرة واحدة وأنت أيضا" .. كانت "أنتونيا" مصابة بمرض مميت كشفت لها الطبيبة قبل اتصال حبيبها مباشرة أنها شفيت منه تماما "

أما " ماريان " وابنتها المراهقة مونيكا التي تعيش قصة حب أغلبها يتم عبر الشات مع "راؤؤل " فقد شاءت المخرجة وكاتبة السيناريو أن تقترب أكثر من الميلودراما عبر قصة الأم التي تخلصت من كابوس في صورة زوج كان زميلا في الجامعة وعاش معها قصة حب وتزوجها لكنه تحول الي حيوان يتعامل معها باللكمات طوال الوقت وشاهدت ابنته جزءا من فصول ما تعرضت له والدتها واستقرت في وجانها كراهية ذلك الأب الذي يحاول الآن وبإلحاح أن يلتقي بزوجته السابقة ولو لخمسة دقائق وبينما تنتاب الأم التي تحاول النوم رغبة في الرد علي اتصالاته التليفونية فان الابنة تلحظ الأمر وتفصل الهاتف لكن ذلك لا يمنع الأم من الرد عليه لتستمع اليه يرجوها أن تساعده بمنحه فرصة واحدة أخيرة خاصة أن لديه مقابلة قد يحصل من خلالها علي عمل ويبلغ موقف الابنة درجة من الحدة لا تستطيع معها الأم الا أن تصفعها ومن ثم تتصالحان صباحا وتصل الابنة الي المدرسة والأم الي عملها حيث يداهمها الزوج السابق ويسبب مشكلة في العمل وتحذرها مديرتها من تكرار الأمر وتطلب من الزوج أن ينتظرها بالخارج وتفاجأ به عند سيارتها بالجراج أسفل بناية البنك الذي تعمل به وتلحظ وجود زميلة لها فتسارع بالتحرك وهو معها في السيارة ويطلب منها الغفران والعودة وبكل مرارة أيامها السوداء معه تنفعلا رافضة ما يقول وتؤكد كراهيتها له لتصطدم بسيارة تصادف مرورها في الاشارة

تنتظر مونيكا والدتها لتعيدها الي المنزل لكنها لا تأتي وتسال عنها كل صديقاتها وأخيرا بعد يأس كبير تتصل علي هاتفها لتشاء الصدفة أن يكون بيد "اناس" ودون أن نعرف كيف وصل الي يدها ترد وتخبر الابنة أن والتها أصيبت في حادث وهي تعالج في المستشفي وتسرع الابنة الي هناك لتفاجأ بخبر وفاة والدتها وتنهار تماما وتعرف أن الأب علي قيد الحياة فتذهب اليه وتحاول فصل الأجهزة عنه انتقاما لموت والدتها التي تتجلي لها وتمنعها مؤكدة لها أنها أقوي من الانتقام وأنها بحاجة لأن تؤمن قليلا
تخرج الابنة مونيكا لتلتقي بحبيبها المحطم بعد هجر والدته للأسرة ويسافران الي حيث مستقبل مختلف .. وهنا ينتهي الفيلم لكن يبدأ السؤال عن راؤؤل ومونيكا وما اذا كانت احدي القصص الثلاثة السابقة ستتكرر معهما أم لا ....

الجزيرة الوثائقية في

05/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)