حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«شجرة الحياة» لماليك يفتتح «مهرجان بيروت الدولي للسينما» و«ملانخوليا» لفون ترير يختتمه

هل تكفي الأفلام الجيّدة لمهرجان أم أن هناك شروطاً أخرى

نديم جرجورة

في الخامس من تشرين الأول المقبل، تبدأ الدورة الحادية عشرة لـ«مهرجان بيروت الدولي للسينما»، بمشاركة سبعة وستين فيلماً موزّعاً على ثلاث مسابقات. واللافت للانتباه أن افتتاح الدورة هذه معقودٌ على «شجرة الحياة» للأميركي تيرينس ماليك، الحاصل على «السعفة الذهبية» من مهرجان «كانّ» 2011، بينما اختير الفيلم المثير للجدل «ملانخوليا» للدانماركي لارس فون ترير، الفائز بجائزة أفضل ممثلة (كريستن دانست) في «كانّ» 2011 أيضاً، لعرضه في حفلة الختام، مساء الثالث عشر من تشرين الأول المقبل (يُعرض الفيلمان هذان في «مسرح كركلا»، صالة «إيفوار» في سن الفيل، بينما تُعرض الأفلام الأخرى كلّها في صالات مجمّع «أمبير سوديكو»).

خطوة مهمّة

بهذا، يُمكن القول إن إدارة المهرجان اللبناني الدولي حقّقت خطوة مهمّة جداً، بحصولها على فيلمين عُرضا، للمرّة الأولى دولياً، في المهرجان الأول والأهمّ في العالم (كانّ). حقّقت خطوة سينمائية تستحق التقدير والاحترام، لأنها أدركت أن التواصل الحقيقي مع محبّي السينما مرتكز على تفعيل اللقاء عبر أفلام مثيرة للجدل والانتباه. فالنقاش النقدي الذي أطلقه الفيلمان، وردود الفعل المتنوّعة التي تلت العرض الأول هذا لكل واحد منهما، والضجّة المفتعلة التي واجهت تعليقاً ساخراً لفون تراير عن هتلر وإعجابه به، هذا كلّه، بالإضافة إلى التاريخ العريق والإنتاج السينمائي الجمالي والصادم والفلسفي للمخرِجَين الاثنين، يمنح «مهرجان بيروت الدولي للسينما» دفعاً خفراً إلى الأمام، يتمنّى مهتمّون بالسينما وحراكها اللبناني أن يُحرّض إدارة المهرجان على بلورة أكبر، وتطوّر أجمل، في المقبل من الدورات. مع هذا، لا يُمكن نسيان عناوين بارزة ومهمّة، استقطبتها إدارة المهرجان اللبناني في دورات سابقة، أثارت اهتمام مُشاهدين محليين عديدين. لكن المأزق كامنٌ في مكان آخر: آلية التنظيم والبرمجة. آلية التعاطي مع الرقابة المحلية. مضمون الخطّة الثقافية المتكاملة للمهرجان. هذه مسائل لا تزال معلّقة وغير محسومة، علماً أن براعة إدارة المهرجان في الحصول على أفلام مهمّة لا تؤدّي إلى جعله مهرجاناً. وهذا الأخير مطلوبٌ بشدّة، مع الإشارة إلى أن الإدارة الحالية قادرةٌ على تلبية شروطه، إذا قرأت الملاحظات النقدية الكثيرة بجدّية ووعي يؤدّيان بها إلى نقاش وتطوّر دائمين.

فيلما الافتتاح والختام غائصان في هموم الفرد وذاته المشرَّعة على احتمالات شتّى. هناك صعوبة كبيرة في اختزال مضمونهما الدرامي، بسبب مخزونهما العميق، فكراً وفلسفة وتفكيكاً للعالم والدنيا والحياة (أقلّه بحسب ما جاء في كتابات نقدية شتّى منشورة في مجلاّت وصحف فرنسية). هناك عجزٌ عن التعليق النقدي على آلية الاشتغال الفني، بسبب عدم مُشاهدتهما لغاية الآن. غير أن اختيارهما للعرض اللبناني، بعد أسابيع قليلة على إعلانهما في «كانّ» في أيار الفائت، دليل عافية، ودعوة إلى التمتّع بعبقرية سينمائيين اثنين، خرجا على الأنظمة والتقاليد، وانعزلا داخل أروقة المعبد المقدّس للسينما، بحسب نتاجاتهما السابقة على الأقلّ.

إذاً، هناك سبعة وستون فيلماً مشاركاً، تمّ توزيعها على ثلاث مسابقات أساسية: الأفلام الروائية الطويلة، الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة. وإذا رأى الزميل بيار أبي صعب أن خطورة ما كامنة في اختيار «مسابقة الأفلام الشرق أوسطية» تسمية عامّة للمسابقات الثلاث هذه، فإن التسمية بحدّ ذاتها دعوة إلى إعادة طرح سؤال العلاقة الجغرافية والتاريخية والثقافية والأخلاقية بالمنطقة، خصوصاً بعد تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس طلب قبول «دولة فلسطين» عضواً في منظّمة الأمم المتحدّة. أميل إلى تنبيه أبي صعب إلى خطورة التمسّك بالتسمية الجغرافية هذه. أميل إلى الانتباه الجلي إلى اختيار التعابير والمفردات. كوليت نوفل، مديرة «مهرجان بيروت الدولي للسينما» اعتادت الوقوع في أخطاء كهذه. مصرّة هي على تعبير «الشرق الأوسط»، من دون فهم سبب إصرارها هذا.

أياً يكن، وبعيداً عن السياسة ودهاليزها والجغرافيا ومخاطرها في منطقة تعاني غلياناً عنيفاً لا يهدأ، تتنافس على جوائز المسابقات الثلاث أفلامٌ عدّة: سبعة أفلام روائية طويلة وثمانية أفلام وثائقية وستة عشر فيلماً قصيراً. هناك أيضاً «بانوراما دولية» و«ركن الأفلام القصيرة» و«أفلام المطبخ» و«أفلام الأطفال». اعتبرت نوفل أن العام 2011 مهمّ «بالنسبة إلى السينما الشرق أوسطية». رأت أن هناك أفلاماً «جيّدة»، لكنها لن تُشارك في المسابقات الرسمية، لأن مهرجانات خليجية عدّة «تُقدّم جوائز قيّمة، وتساهم في إنتاجها، ولها الحقّ تالياً في أن تكون عروضها الشرق أوسطية الأولى لها». أضافت: «على كل حال، ليست العروض الأولى للأفلام هي التي تهمّنا. هدفنا تقديم الأفلام إلى الجمهور اللبناني، وإتاحة الفرصة لمشاهدتها. لذا، قرّرنا تأخير موعد إقامة دورة العام 2012 إلى يوم الأربعاء من الأسبوع الأخير من تشرين الأول، لإتاحة الفرصة أمام الأفلام الشرق أوسطية لإقامة عروضها الأولى في الخليج، ما يؤدّي لاحقاً إلى مشاركتها في مهرجاننا».

أفلام وأفلام

أفلام كثيرة. مسابقات ومنافسات. مواضيع مثيرة. أفلام عربية جديرة بالمُشاهدة والنقاش أيضاً. لجنة التحكيم مؤلّفة من المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو رئيساً، والناقدة السينمائية الإيطالية كريستينا بيتشينو (مانيفستو) والمخرجة الفرنسية كارين ألبو والمخرجة والمنتجة العراقية الأصل ميسون باجه جي والكاتبة السعودية رجاء الصانع، أعضاء. وبحسب البرنامج الرسمي، هناك سبعة أفلام روائية طويلة: «فينوس السوداء» للتونسي عبد اللطيف كشيش و«الخروج» للمصري «هشام عيساوي و«الحاوي» لمواطنه إبراهيم البطوط و«حيّ الفزّاعات» للكردي العراقي حسن علي محمود و«ماندو» للكردي العراقي أيضاً إبراهيم السعيدي و«أحبّ طهران» للإيراني ساهاند صمديان و«مدن ترانزيت» للأردني محمد الحشكي. هناك أيضاً ثمانية أفلام وثائقية: «بيروت عالموس» للّبنانية زينة صفير و«تاكسي بيروت» لمواطنها هادي زكّاك و«هذه صورتي وأنا ميت» للأردنيّ الفلسطينيّ الأصل محمود المساد و«الأنفال ـ شظايا من الحياة والموت» للسوري الكردي مانو خليل و«كولا» للعراقي يحيى حسن العلاق و«وداعاً بابل» للعراقي أيضاً عامر علوان و«الأحمر والأبيض والأخضر» للإيراني نادر داوودي و«تحت الجسر» للإيرانية الأوسترالية نورا نياساري.

أما مسابقة الأفلام القصيرة، فتضمّ ستة عشر فيلماً: «صابون نظيف» للتونسي مالك عمارة و«بهية ومحمود» للأردني زيد أبو حمدان و«سلاح الأجيال» للبحريني محمد جاسم و«نصف مضاء» للعراقي جاسم محمد جاسم و«حياة قصيرة» للمغربي عادل الفاضلي و«ليس الأمر خطراً» للأردنية روان بابية و«حواس» للمخرج المصري محمد رمضان و«رحلة اللاعودة ـ المحطة الأخيرة مطار فرانكفورت» للتركي غوتشلو يامان و«كنتُ أحبّ أن ينتظرني أحدٌ في مكان ما» للكردي الإيراني بابك أميني و«حياة كلب» للإيرانية هانا مخملباف. هناك أفلام لبنانية قصيرة أيضاً، شاركت في المسابقة الرسمية هذه: «الخط الأزرق» لألان صوما و«نحنا والقمر والجيران» لمحمد رفاعي و«جاكو» لجان حاتم و«مياه مضطربة» لكارين خلف و«حبّ وشوارب» لربيع إبراهيم و«حبيبتي» لنور وزي. 

كلاكيت

إنه الممثل

نديم جرجوره

أجمع كثيرون على أنه الممثل. شابٌ في مقتبل العمر، أجاد دوراً سينمائياً، إلى درجة الإبهار. أجاد وقوفاً أمام كاميرا تستعيد ملامح سينما قديمة، وتفكّك الشقاء الفردي داخل الذات المنشقّة على نفسها. أو المنشقّة مع نفسها على ما يُحيط بها. قيل إنه الممثل الجديد. أي ذاك القادر على احتلال مكانة رفيعة المستوى في المشهد السينمائي الدولي. قيل إنه نبوغ آخر، كامن في صورة شاب التقط اللحظة المناسبة، مُقدِّماً نفسه فيها ببراعة لاعب محترف. لاعب أتقن اللغة المطلوبة في التمثيل، وشارك فريق عمل عرف هو كيفية التغلّب عليه. لاعب جعل التمثيل كتاباً مفتوحاً على تفاصيل الحياة والموت، كي يستلّ منه حكايات منثورة على الطريق، وقصصاً محتاجة إلى من يبلور خطّها، فإذا به يُطيح بنسقها المعتاد، متميّزاً عن أترابه بكونه الأهدأ شكلاً في التعامل مع اللعبة، والأعنف مضموناً في بلوغ نشوة الانتصار على الجميع.

مبالغة أم اختزال؟ التناقض هنا ملتبس. لا مبالغة في الوصف السابق للممثل الشاب. لا اختزالاً له أيضاً. الممثل الشاب بدا وحيداً وسط ضجيج لا ينفع. وسط محيط لا ينضج. وسط أناس تناثروا في الهباء عندما أطلّ وجهه الغامض أمام الكاميرا في اللحظة الأولى. في اللحظات الأخرى أيضاً. الممثل الشاب بدا وحيداً، شخصاً وشخصية. لعلّ الأول مفصول عن بيئته برغبة منه في الانفصال. غير أن الثانية مُطالبة بمقارعة البيئة، انطلاقاً من انفصالها عنها أولاً وأساساً. أرى المسائل كلّها مجرّد لعبة. أكاد أقول تلاعباً. بين اللعبة والتلاعب قواسم مشتركة. أكاد أقول قاسماً مشتركاً واحداً: إنهما واحدٌ أصلاً. الممثل الشاب متمكّن من اللعبة. قادرٌ على التلاعب بالناظرين إليه ممثلاً شاباً خطى خطوات ثابتة وفاعلة عندما وافق على قيادة الفيلم. قادرٌ على الإمساك بكل شيء، كأنه سيّد اللعبة وشيطان التلاعب. كأنه صانع المتعة ومحطّم الوضوح. قادرٌ على فبركة أوهام التمثيل وعظمته، قبل أن ينظر نظرة مختلسة إلى عدسة الكاميرا، قائلاً بخبث: إنها مجرّد لعبة. قبل أن ينظر نظرة ملتبسة وجميلة، مانعاً نفسه من إعلان سخريته أمام الجميع: إنه فنّ التلاعب. قبل أن يُدير ظهره للجميع، حاملاً على كتفه كذبة الأسطورة، وحيلة الإبداع في تقويض الحياة إلى لحظات مقتنصة من سِيَر تاريخ وأشخاص أتقنوا، هم أولاً، كيفية دمج اللعبة بالتلاعب، فباتوا عباقرة السحر والالتباسات، لإيمانهم العميق بأن ما يفعلونه مجرّد «تمثيل».

إنه، باختصار شديد، «السائق». ذاك الشاب الصامت والمنعزل، العامل في مشغل لتصليح السيارات، وسائق السيارة المُكلَّف بنقل سارقين من مكان إلى آخر. وظيفتان وعزلة. أداء متقن في تحجيم الشخصية إلى أقصى اختفائها، وفي إفلاتها على السطح الأول للمُشاهدة، حيث العنف وسيلة ومتنفّساً، وحيث القسوة منعدمة في طيات الشفافية والإحساس.

إنه راين غوزلينغ. في «درايف» لنيكولا ويندينغ ريفن، أعلن عن حرفية خاصّة به. أهي بداية مشوار، أم لحظة عابرة؟

السفير اللبنانية في

29/09/2011

 

«ذهب أسود» لآنو في «مهرجان الدوحة السينمائي الثالث»

الصراع بين الهوية والثقافة والحداثة والتقليد

نديم جرجورة 

قبل أيام قليلة، أعلنت «مؤسّسة الدوحة للأفلام» لائحة الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة، المُشاركة في «مسابقة الأفلام العربية» في الدورة الثالثة لـ«مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي»، المُقامة في العاصمة القطرية بين الخامس والعشرين والتاسع والعشرين من تشرين الأول المقبل. وذكر بيانٌ صادر عن إدارة المهرجان أن المخرج السوري محمد ملص يترأّس لجنة التحكيم الخاصّة بالأفلام الروائية العربية، من دون أن يُذكَر اسم رئيس لجنة التحكيم الخاصّة بالأفلام الوثائقية، لغاية الآن. وأن هناك ثمانية أفلام تُقدَّم في «العرض الدولي الأول» لها، علماً أن هناك ثلاث جوائز خاصّة بالأفلام الروائية، في فئات أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل أداء، بالإضافة إلى جائزة أفضل مخرج وثائقي، وجائزتي الجمهور لأفضل فيلمين روائي ووثائقي، قال البيان إن القيمة المالية لكل واحدة منهما تبلغ مئة ألف دولار أميركي.

حبّ وثورات

الأفلام الروائية المذكورة في بيان إدارة المهرجان، هي: «إنسان شرف» لجان كلود قدسي و«قلب أحمر» لهلكوت مصطفى و«قديش تحبني» لفاطمة زهرة زموم و«الشوق» لخالد الحجر و«أغنية المهرّب» لرباح عمر زعيمش و«طبيعي» لمرزاق علواش و«عمر قتلني» لرشدي زم. في حين أن لائحة الأفلام الوثائقية ضمّت «الكلمة الحمراء» للياس بكار و«اختفاءات سعاد حسني الثلاثة» لرانيا إسطفان و«توق» للينا العابد و«أقلام من عسقلان» لليلى حطيط سلاس و«العذراء، الأقباط وأنا» لنمير عبد المسيح و«بنات البوكس» للطيفة ربانة دوغري وسالم الطرابلسي و«في الطريق لوسط البلد» لشريف البنداري.

يُذكر أن «مؤسّسة الدوحة للأفلام»، المُعتَبَرة بمثابة «منظّمة ثقافية مستقلّة»، تأسّست في العام 2010 «بهدف ضمّ مبادرات أفلام قطر كلّها تحت مظلّة واحدة». وتشتمل المبادرات على تمويل إنتاج الأفلام السينمائية والتلفزيونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى أفلام دولية متفرّقة، ودعم برامج تعليمية وتثقيفية وعروض أفلام طوال العام، وتنظيم «مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي» سنوياً. وذكر بيان إدارة المهرجان المذكور أن المؤسّسة أقامت شراكات ثقافية مع مؤسّسات دولية عدّة، منها: «مؤسّسة ترايبكا» للأميركي روبرت دي نيرو، و«مايشا لصناعة الأفلام» للهندية ميرا نائير، و«مؤسّسة السينما العالمية» للأميركي أيضاً مارتن سكورسيزي، وغيرها.

يُمكن القول إن مواضيع الأفلام العربية المختارة للدورة الثالثة هذه تتمحور حول الطفولة والحبّ واضطرابات الثورات والحياة الخاصّة بالمنطقة العربية، بالإضافة إلى أفلام تكشف الطبيعة الحقيقية لحياة المرأة العربية المعاصرة: «تُصوِّر الأفلام هذه الحياة والحب والواقع المعاصر، الذي يختبره أي شخص يعيش في المنطقة»، كما قالت اللبنانية هانيا مروّة، رئيسة «قسم البرمجة العربية» في «مؤسّسة الدوحة للأفلام». أضافت أن الأفلام نفسها «تعكس أحلام العرب جميعهم وأفكارهم وتطلّعاتهم، سواء أولئك الذين يعيشون في المنطقة العربية أم المقيمين في مناطق أخرى في العالم». قالت إن الأفلام المختارة هذه تُقدِّم «قصصاً متنوّعة، تعبّر عن واقع الحياة في منطقتنا»، مشيرة إلى رغبة المهرجان في إظهار «المواهب العربية وفنون رواية القصص، من خلال صنّاع الأفلام الناشئين وأصحاب الخبرات الطويلة في المجال هذا».

إلى ذلك، بات مؤكّداً عرض الفيلم الجديد للمخرج الفرنسي جان جاك آنو «ذهب أسود» في الدورة الثالثة لمهرجان الدوحة. فبحسب بيان إدارة المهرجان، يُشارك عدد من أعضاء فريق العمل الخاصّ بالفيلم في «العرض الدولي الأول»، المُصادف في الخامس والعشرين من تشرين الأول المقبل، كالمخرج آنو والممثلين أنتونيو بانديراس وفريدا بينتو وطاهر رحيم ومارك سترونغ وغيرهم.

النفط والإسلام

تدور أحداث الفيلم في منطقة شبه الجزيرة العربية في ثلاثينيات القرن الفائت، عبر أميرين متحاربين، «عقدا هدنة تنصّ على الاحترام المتبادل للأراضي غير المأهولة، الممتدّة بين مملكتيهما». لكن الأوضاع العامّة، المفروضة عليهما إثر اكتشاف النفط في الصحراء، دفعت إلى خضّة كبيرة، أطلقت الصراعات بينهما مجدّداً «لإحكام السيطرة على المنطقة ذات الثروات الطبيعية المُكتَشَفة حديثاً». يُذكر أن «ذهب أسود» صُوِّر في قطر وتونس، وقدّم «العلاقة بين الثروات النفطية والإسلام في المنطقة العربية» بـ«أسلوب مناسب»، بالإضافة إلى التقاطه ملامح الصراع بين الثقافة والهوية والحداثة والتقاليد، التي لا تزال مؤثّرة في المنطقة. التونسي طارق بن عمّار، أحد المنتجين المشاركين في تنفيذ مشروع الفيلم عبر شركته «كوينتا للإعلام»، المتعاونة مع «مؤسّسة الدوحة للأفلام» في إنتاج العمل الأخير لآنو، قال إن الفيلم «حكاية عربية أصيلة»، مشيراً إلى أن شباباً عديدين يُمكن أن يكونوا عرفوا بها من خلال آبائهم: «تملكّتنا رغبة تقديم جزء من تاريخنا بشكل عصري وساحر، بصنع فيلم سينمائي ضخم الإنتاج كهذا». أما آنو فقال إن العاملين في «مؤسّسة الدوحة للأفلام» وأبناء البلد «كانوا رائعين». أضاف أنهم «بذلوا جهداً كبيراً» بصفتهم شركاء في إنجاز الفيلم: «التصوير في أمكنة لم تزرها الكاميرات سابقاً، مثّل فرصة رائعة لي، وتحدّياً جديداً».

إلى جانب الغربيين العاملين في الفيلم، إنتاجاً وإخراجاً وتمثيلاً وتقنيات، هناك «مواهب» عربية عدّة ساهمت في تحقيقه أيضاً، كالقطري فهد الكبيسي، الذي قدّم الأغنية الافتتاحية، بعد تعاونه والموسيقيّ الأميركي جيمس هورنر، الذي ألّف سابقاً مقطوعات موسيقية خاصّة بأفلام سينمائية عديدة، كـ«تايتانيك» (1997) و«آفاتار» (2009) لجيمس كاميرون و«طروادة» (2004) لوولفغانغ بيترسون، علماً أن تسجيل الأغنية والموسيقى التصويرية تمّ في الاستديو اللندني «آبي رود». ذكر بيان صادر عن إدارتي المؤسّسة والمهرجان القطريين أن الكبيسي سجّل أغنية تراثية بدوية خاصّة بالفيلم، ألّفها القطري عبدالله المناعي. من جهتها، قالت أماندا بالمر، المديرة التنفيذية للمؤسّسة، إن عرض «ذهب أسود» في افتتاح الدورة الثالثة للمهرجان «يُمثّل احتفالاً حقيقياً بمشروع تمّت بلورته في بيئة محلية». وبعد تمنّيها أن يحظى الفيلم اهتماماً ومتابعة دوليين كبيرين، قالت إنه سيُطلق في منطقة الشرق الأوسط ودول العالم بفضل شركتي الإنتاج والتوزيع الهوليووديتين «وارنر إخوان» و«يونيفرسال» في الثالث والعشرين من تشرين الثاني 2011: «ننتظر الموعد هذا بفارغ الصبر لتقديم المواهب الفنية العربية المُشاركة فيه من جهة أولى، ولتحقيق رغبة الجميع في إلقاء نظرة عميقة على هذا الجزء من العالم، والتعرّف عليه بشكل أفضل، من جهة ثانية».

السفير اللبنانية في

29/09/2011

 

مهرجان الغردقة للأفلام الأوروبية ينطلق أول ديسمبر

كتب:خالد عيسي 

بدأ العمل في الاعداد لانطلاق الدورة الأولي لمهرجان الغردقة السينمائي والذي تنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما خلال الفترة من‏1‏ حتي‏7‏ ديسمبر المقبل‏.‏

ويقول الناقد السينمائي د‏.‏ وليد سيف رئيس المهرجان إن شعار الدورة من المهرجان سيكون سينما الوعي والحرية ستكون اولي فعالياتها تكريم مجموعة من الفنانين المصريين الذين شاركوا في ثورة‏25‏ يناير منهم مني زكي واحمد حلمي وجيهان فاضل ويسري نصر الله وداود عبدالسيد وبسمة وخالد الصاوي وفتحي عبدالوهاب وخالد ابو النجا وآسر ياسين ويسرا اللوزي‏.‏

وعن استعدادات اللجنة حتي الان يقول رئيس المهرجان‏:‏ انه تمت مخاطبة جميع الجهات السينمائية الأوروبية من خلال المراكز الثقافية الأوروبية بالقاهرة لاستضافة حشد من نجوم السينما بأفلامهم والمخصص لها اهم اقسام المهرجان مثل القسم الرئيسي الذي يضم المسابقة الرسمية وبالأقسام الأخري والتي يكون من بينها بانوراما السينما الروسية التي تم اختيارها كضيف شرف الدورة من المهرجان وقد أبدي اناتولي شجوف رئيس قسم النقد بالسينما الروسية استعداده التام لتدعيم الحدث‏,‏ كما يتم التعاون حاليا مع رابطة الروس المقيمين في محافظة البحر الاحمر والذين يصل عددهم إلي حوالي‏20‏ الف نسمة‏.‏ وأسفرت المخاطبات بين اللجنة الفنية والجهات السينمائية الأوروبية عن اعلان‏20‏ دولة استعدادها للمشاركة في الدورة الاولي من المهرجان لمساندة الشعب المصري والاحتفاء بثورته المجيدة ضد الظلم والفساد‏.‏

وصل عدد الافلام التي طلبت المشاركة إلي‏50‏ فيلما اوروبيا حديثا وذلك في مختلف برامج المهرجان ومسابقاته ومنها المسابقة الدولية والبرنامج الرسمي والبانوراما والتكريمات وأفلام الديجيتال والسينما المستقلة وكذلك برنامج لأفلام كلاسيكيات الانتاج المشترك التي تضم أهم نماذج افلام الانتاج المشترك بين اوروبا وإفريقيا‏,‏ وستحرص إدارة المهرجان علي ان تضم الافلام المختارة عددا من أهم الأفلام الحديثة التي لم تعرض بعد‏,‏ وخاصة في المسابقة الدولية كما سيشتمل البرنامج علي مجموعة من اهم الافلام التي حصدت الجوائز في المهرجانات الكبري وحققت شهرة كبيرة وشارك فيها أكبر عدد من كبار النجوم‏.‏

ويضيف قائلا من المتوقع ان تشارك في المهرجان عشرون دولة أوروبية تضم أهم الدول المنتجة للأفلام ومنها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأسبانيا وإيطاليا وانجلترا واليونان وألمانيا إضافة إلي روسيا ضيف الشرف وتشارك هذه الدول بحوالي‏50‏ فيلما في مختلف برامج المهرجان ومسابقاته ومنها المسابقة الدولية والبرنامج الرسمي والبانوراما والتكريمات وأفلام الديجيتال والسينما المستقلة وكذلك برنامج لأفلام كلاسيكيات الانتاج المشترك التي تضم اهم نماذج الانتاج المشترك بين اوروبا وافريقيا‏,‏ وستحرص إدارة المهرجان علي أن تشمل الأفلام المختارة علي عدد من أهم الأفلام الحديثة التي لم تعرض بعد‏,‏ وخاصة في المسابقة الدولية كما سيشتمل البرنامج علي مجموعة من أهم الأفلام التي حصدت الجوائز في المهرجانات الكبري وحققت شهرة كبيرة وشارك فيها أكبر عدد من كبار النجوم‏.‏ 

الليثي‏:‏ كتاب ونقاد السينما مستعدون لتنظيم مهرجان القاهرة من جديد

كتب:عادل عباس

أكد ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما أن دخول جمعية أهلية سينمائية في مواجهة أمام وزارة الثقافة‏,‏ والاعلان عن تنظيم مهرجان جديد للسينما.

رغم الاعلان رسميا عن إلغاء دورة العام الحالي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي تشرف عليه وتدعمه مؤسسات الدولة بكاملها يعد دعما للدولة للمحافظة علي سمعة مصر الخارجية‏,‏ ومن هنا جاء قرار مجلس إدارة الجمعية بإقامة مهرجان جديد في محافظة البحر الأحمر لتدعيم السياحة وفتح نافذة سينمائية جديدة للجمهور المصري‏,‏ كما وافق المجلس علي إقامة الدورة السابعة والعشرين من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط خلال الفترة من‏5‏ إلي‏9‏ أكتوبر رغم الأحداث والتفاعلات التي يشهدها الشارع المصري‏.‏ وفي نفس الوقت ابدي الليثي استعداد مجلس إدارة الجمعية لتنظيم مهرجان القاهرة في دوراته المقبلة مثل أول ثماني دورات منه قبل ن يتم إسناد التنظيم لإتحاد الفنانين العرب مؤكدا أن تاريخ الجمعية يثبت ريادتها في مجال تنظيم المهرجانات منذ إشهارها عام‏1973‏ وتضم في عضويتها نخبة متميزة من كتاب ونقاد الوطن‏.‏

الأهرام المسائي في

29/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)