حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"الملك الأسد":

كسر دائرة الحياة ومفهوم التفويض الإلهي!

هند هيثم *

من بين أفلام نهضة ديزني (1989 − 1998 تقريباً) يحتل فيلم الأسد الملك (1994)مكانة خاصة، بوصفه الفيلم الوحيد - في سلسلة أفلام النهضة - الذي يدور بين شخصياتٍ حيوانية ليس بينها بشر، ويُظهر موت شخصية هامة على الشاشة، ويُظهر جريمة أُسرية. كذلك، فإن فيلمالأسد الملك أكثر أفلام نهضة ديزني جنياً للأرباح، وواحدٌ من أكثر الأفلام ربحاً في تاريخ السينما في العالم. وكان في عام إصداره ظاهرة عالمية، ثم أُنتِجت منه مسرحية غنائية شهيرة، فازت بجوائز مرموقة، ولا تزال تُعرض حتى اليوم في برودواي. كذلك، كان الجزء الثاني منالأسد الملك - الذي صدر مباشرة على أفلام فيديو منزلية - أعلى أفلام الفيديو المنزلي ربحاً.

هكذا، قررت ديزني أن تنفض الغبار عن بيضتها الذهبية، وتُحول الأسد الملك إلى صيغةٍ ثلاثية الأبعاد لتعرضه في دور عرضٍ محدودةٍ لأسبوعين، تمهيداً لإصدار نسخة بلوراي منه، يُتوقع أن تُحقق مبيعاتٍ عالية كذلك. وفي أسبوعه الأول، حقق الأسد الملك نجاحاً كبيراً، جعله يتصدر شباك التذاكر الأمريكي (رُبما، بسبب ارتفاع سعر تذكرة الأفلام ثلاثية الأبعاد مقارنة بالأفلام الأخرى).

الأسد الملك 2011

حضرت عرض الفيلم في ليلته الأولى، وحسبتُ أن صالة السينما لن تكون مُزدحمة، بالنظر إلى تأخر موعد العرض. لكن الطابور كان طويلاً أمام صالة عرض الأسد الملك، رغم أننا كُنا نقف أمام الصالة قبل أربعين دقيقة من عرض الفيلم.

كان الطابور يخلو من الأطفال بالمرة، ومؤلفاً من أشخاصٍ في مُنتصف العُمر، وطلاب جامعيين شبان، وطلابٍ من الثانويات القريبة، لا بُد أنهم كانوا في السنة الأولى من أعمارهم حين صدر الفيلم. بحيث يبدو الأمر مزيجاً من النوستالجيا للفيلم (الجمهور الأكبر سناً)، والرغبة في تجربة الفيلم الأسطوري كما كان وقتها (الجمهور الأصغر سناً).

مع مرور الوقت، امتد الطابور حتى وصل إلى شُباك التذاكر، ثم فُتحت صالة العرض، وسُمح للجمهور بالدخول من بابين. لحُسن الحظ، أمكننا حجز مقاعد جيدة، والجلوس عليها لمشاهدة الصالة تمتلئ، بينما تُعرض الإعلانات بلا توقف على الشاشة. قبل لحظاتٍ من بدء الفيلم، لم يعد هُناك مقعدٌ شاغرٌ في الصالة بأكملها. وامتلأت حتى المقاعد الجانبية البعيدة، وتلك التي أسفل شاشة العرض مُباشرة. وفكر البعض في الجلوس على الدرج، لولا أن نُهوا عن ذلك.

"الأسد الملك" هو الأسد الملك. الجمهور متحمسٌ للغاية. الكُل يضحك حين يكون الحوار مرحاً، ويحزن حين يحزن سِمبا وأصحابه. الكُل كان يغني أغاني الفيلم، وبلغ الأمر ذروته مع أغنية شرير الفيلم "استعدوا"، ومقطعها الختامي: "نعم! جردت أسناني وطموحي!"ثم صفق الجمهور لعودة سِمبا - الملك الشرعي - إلى صخرة العزة، مع مقطوعة “ملك صخرة العزة” الأيقونية.

لكن ديزني غشت الجمهور. فيلم" الأسد الملك" لم يكن فيلماً ثلاثي الأبعاد في الأساس، وتحويله إلى فيلمٍ ثُلاثي الأبعاد لم ينجح في خلق تجربة ثلاثية الأبعاد حقيقية. كما أن شاشة العرض العادية ساهمت في تقليل التأثير ثُلاثي الأبعاد. قبل الفيلم، كتب البعض - على مواقع التواصل الاجتماعي - إنهم يخشون من مشاهدة الفيلم بالتقنية ثلاثية الأبعاد لأن مشاهد مثل سقوط موفاسا من الأعلى، وقفزة سكار من بين ألسنة اللهب، ستكون مخيفة وتصيب الجمهور بالدوار.

كان ذلك ليكون حقيقياً، لكن التأثير ثلاثي الأبعاد في الفيلم لم يتجاوز طائراً يُحلق إلى داخل الشاشة من حينٍ إلى آخر. عدا ذلك، لم تُجدِ النسخة ثلاثية الأبعاد إلا في تحويل ألوان الفيلم الحيوية إلى ألوانٍ كامدة، وضخ المزيد من المال في جيوب ديزني المُنتفخة أصلاً.

عودة حقيقية

لكن الجمهور لم يُمانع حقاً، ولا أظنني مانعتُ غش ديزني. "الأسد الملك" كان عودة إلى حُقبةٍ مفقودة في السينما، إذ لم يعد أحدٌ يُنتج أفلاماً مثل أفلام نهضة ديزني، لا من حيث الشكل، ولا المضمون. حيثُ استبدلت تقنيات بِكسار وقصصها الهادئة، أفلام ديزني الغنية بالألوان ذات الثيمات الناضجة (قتل الأخ، ذنب قتل الأب،  الشرعية الملكية، دائرة الحياة وسلسلة الخلق، في هذا الفيلم). هل من المُمكِن إنتاج أفلامٍ مثل هذه في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين؟

يحتاج الأمرُ إلى مُنتجٍ مُغامر ليقيس ردة فعل الجمهور، ويعرف ما إذا كان الإقبال على فيلم"الأسد الملك" ناتجاً عن نوستالجيا محضة (حتى لدى الأجيال التي لم تشاهده في السينما من قبل)، أو استعداداً لدى الجمهور لتقبل أفلامٍ ذات ثيمات مُركبة.

عاش الملك

في طفولتي، تماهيتُ مع سِمبا، لأنه صغيرٌ ومسكين وضائع، وضحية لتلاعب عمه الطامح إلى السلطة، سكار. هذه المرة، بقيتُ أتعاطف مع سِمبا أيضاً، لكنني وجدتُ سكار صاحب دوافع معقولة.  ووجدتُ فيلم الأسد الملك دعاية ملكية تجعل المرء يزُم شفتيه تحفظاً.

يعتمد الفيلم على مفهوم دائرة الحياة، حيث يكون لكُلُ امرئ مكانه المُحدد في دائرة مُحكمة، يؤدي خرقها إلى تدمير النظام الكوني. وهذا مفهوم قروسطي في الأساس، يقوم على أساس تراتبية المخلوقات. حيثُ يُصبح الحراك الاجتماعي مُستحيلاً، لأن مكانَ كُل مخلوقٍ مُحددٌ سلفاً. مكان سِمبا - في الفيلم - أن يكون ملك صخرة العزة حين يرحل أبوه موفاسا.

ما كان سكار - عم سِمبا - أن يتوارى جانباً، ويخدم في القطيع بوصفه ذكراً ثانوي المكانة. لكن سكار يتحدى السلسلة، ويُقرر أن يصير ملكاً.

لفعل ذلك، فإنه يتحالف مع الضباع التي تعيش في مقبرة الأفيال - على حدود مملكة الأسود - ويُدبر لقتل أخيه وابن أخيه. يموت أخوه - في مشهدٍ شهير، حيث يرميه سكار بعد أن يهمس "عاش الملك"- وينجو ابن أخيه من الموت، لكنه يخرج من المملكة، ويعبر الصحراء إلى حيث يُقابل اثنين من الحيوانات المتسكعة، تيمون وبومبا، الذين يُعلمانه فلسفةً هيدونستية "هكونا متاتا"، لا داعي للقلق، ولا داعي للاكتراث بأي شيء.

في غياب الملك الشرعي، سِمبا، تتعرض أرض العزة للدمار، ويتسلط الضباع على الأسود، ولا يفعل سكار غير أن يستلقي على فراشه ويتذمر. يختلف الأمرُ عن سكار الذي يُقدم تصوره للحُكم بوصفه ملكاً "مُجمعاً عليه، محترماً، مُحيا، ومعروفاً بفعاله". ويُلمح الفيلم إلى أن هذا نتج عن كسر سكار لدائرة الحياة. بعد أن تجف الأنهار، ويشح الطعام، تذهب نالا - اللبوة التي كانت صديقة سِمبا في طفولته - للبحث عن الطعام في أرضٍ بعيدة، وتلتقي سِمبا بالمصادفة. يصير على سِمبا أن يعود ويواجه أشباح الماضي.

جزءُ من رحلة سِمبا رحلة كفاحٍ شخصي نحو التحرر من الذنب، لكن جزءاً منها - أيضاً - تصوير رمزي لعودة الشرعية إلى العرش، بحيث يصير الحُكم تفويضاً إلهياً. (في مشهدٍ طريف، يسخر تيمون من تصور سِمبا بأن ملوك الماضي العظام يعيشون في النجوم: "هل تريد أن تقول لي إن النجوم عبارة عن حفنة موتى من الأسرة الحاكمة؟"). يعود سِمبا بعد أن يرى أباه يحضر إليه، وتنفتح أبواب السماوات لتمنحه البركة.

لم يكن سِمبا قد تحرر بعد من شعوره بالذنب لتسببه في مقتل أبيه، ولم يتحدث أبوه عن الغفران، لكنه تحدث عن (مكان سِمبا): "تذكر!"وعودة سِمبا إلى أرض العزة لم تكن عودة الابن الذي تصالح مع الماضي، وعرف أنه لم يقتل أباه، وإنما عودة ملك يطلب العرش، بغض النظر عن دوره في موت الملك السابق.

سِمبا يعود لأن عودته "ضرورة تاريخية" لاكتمال دائرة الحياة، ولتعود أرض العزة إلى الازدهار مُجدداً. فتحترق الأرض بملك سكار، ثم ينزل المطر حين ينتصر سِمبا، وحين يعتلي صخرة العزة، ينزل ضوء عليه من السماء يمنحه (التفويض الإلهي بالحُكم). ثم تعود الأغنية: "حتى تجد مكانك، في مسارٍ غير متعرج، في دائرة الحياة".

تجربة "الأسد الملك"

مع فكرة التفويض الإلهي التي يُقدمها الفيلم، ورفضه للخروج عن المسار المرسوم سلفاً والبحث عن مغامرة شخصية خاصة، فإن فيلم الأسد الملك تجربة جميلة. السيناريو ذكي ومليء بالألعابٌ اللفظية والذهنية، ويُبطن الكثير من الثيمات، والإخراج يُقدم مشاهد أيقونية (الافتتاح، هلع القطيع، مقتل موفاسا، سِمبا يُلقي بجسده على مرتفع فتحمل الريح رائحته إلى “شامان” المملكة، السماوات تنفتح ويظهر فيها موفاسا).

أغاني الفيلم حيوية في سياقه، وموسيقاه مأساوية ومُلائمة لحكاية مبنية على مسرحيتين من أهم مسرحيات شكسبيرهملت وريتشارد الثالث. أصوات جونز إيرل جونز (موفاسا)، جيريمي آيرونز (سكار)، وماثيو برودريك (سِمبا) تجعل الشخصيات المرسومة ذات روحٍ قريبة من روح الأداء التمثيلي.

عدا أن الفيلم ليس ثلاثي الأبعاد، وديزني لا تريد أن تتكلف إعادة إنتاجه بالكامل ليكون كذلك (كان سيصير قابلاً للمقارنة بفيلم أفاتار لو فعلت)، فإن الأسد الملك يبقى جديداً، كأن الزمن لم يمسه.

* كاتبة وناقدة من اليمن مقيمة في بنسلفانيا

عين على السينما في

25/09/2011

 

تشارك بفيلمين قصيرين لبوشهري والكوت

الكويت في مهرجان بغداد السينمائي الدولي

كتب: فاد ي عبدالله  

يواصل المخرجون السينمائيون مشاركاتهم في المهرجانات الدولية، إذ يقدم مقداد الكوت وعبدالله بوشهري فيلميهما في مهرجان بغداد السينمائي الدولي.

ليس بمستغرب أن تشارك السينما الكويتية إلى جانب شقيقاتها من دول مجلس التعاون الخليجي في العديد من المهرجانات الخليجية والدولية، ومن خلال مظلة مهرجان الخليج السينمائي التي احتضنت جهود المخرجين الشباب في المنطقة بعرض أعمالهم في المهرجان سواء في المسابقات الرسمية أو على الهامش.

والجديد يكمن في مشاركة مخرجين كويتيين هما عبدالله بوشهري ومقداد الكوت من خلال فيلميهما «ماي الجنة» و«شنب» في الدورة الثالثة من مهرجان بغداد السينمائي الدولي، الذي يقام من الثالث حتى السادس من أكتوبر المقبل.

المخرج مقداد الكوت من مواليد عام 1983 حاصل على بكالوريوس أدب إنكليزي، يقدم فيلمه الروائي القصير «شنب» في مهرجان بغداد السينمائي، وهو من تأليفه وانتاجه وإخراجه وهو مصنف بدرجة (PG)، اعتمد في هذا العمل حسب قوله على قصة للفنانة التشكيلية ثريا البقصمي بعنوان «أريكة مجنحة» حول شاب كويتي لا ينمو شنبه وما لذلك من دلالات في الكويت قديماً، لكن أحداث الفيلم تؤكد أن الشنب ليس كل شيء.

مقداد حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الخليج السينمائي الثاني عام 2009 عن فيلمه الروائي القصير «موز» لقدرته التعبيرية الساخرة، وشارك بفيلمه «عطسة» في مهرجان الخليج السينمائي الرابع العام الحالي. وأخرج الكوت كذلك عام 2008 «مفارقات» و»مساعد في الشاشة: ثلاث لقطات ونصف»، وأنتج «تعبان» 2008 و»ماما» عام 2009.

أما المخرج عبدالله بوشهري، فيشارك بفيلمه «ماي الجنة» الذي سيعرض أيضاً في مهرجان مالمو للأفلام العربية في السويد، والفيلم حاز على إعجاب الجمهور والنقاد في مهرجان الخليج السينمائي الرابع.

والمعروف أنه تم عرض الفيلم للمرة الأولى عالمياً في مهرجان دبي السينمائي الدولي السابع عام 2010 على مدى يومين متتاليين وقد بيعت تذاكر الصالة للعرضين بالكامل، وحضر العرض بعض صناع السينما العالمية، إضافة إلى فريق الفيلم المخرج والمؤلف بوشهري إضافة إلى الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد الذي شارك في التأليف والفنانين خالد أمين وهيا عبدالسلام والموسيقي رياض القبندي.

الفيلم يروي قصة بائع متجول يشارك حب سمكة صفراء مع امرأة تجهض جنينها في سيارة.

كما يشارك بوشهري في مهرجان بغداد السينمائي أيضاً كمنتج للفيلم الروائي الطويل الإماراتي «الدائرة» للمخرج نواف الجناحي نجل الفنان الراحل محمد الجناحي، إذ يروي قصة إبراهيم الشاعر الذي يكتشف أنه قد يفارق الحياة بسبب مرض عضال، ليكتشف بأنه قد تبادل الأماكن مع لص دخل ليسرق منزل جاره، يلعب بطولة العمل الفنان السعودي عبدالمحسن النمر، إضافة إلى الممثلين علاء النعيمي وعلي الجابري وإبراهيم سالم وشهد وشوق. مدة الفيلم 82 دقيقة، انتاج عام 2009، نوعه: إثارة، نفسي، جريمة، عصابات.

الجريدة الكويتية في

25/09/2011

 

 

مهرجان بيروت الدولي للسينما الحادي عشر

نقولا طعمة - بيروت 

تنطلق في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل الدورة الحادية عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما، بمشاركة 67 فيلماً لمخرجين من 29 دولة.

ولفتت مديرة المهرجان كوليت نوفل في مؤتمر صحافي عقدته الخميس 22 أيلول 2011 في بيروت، أن الأفلام تتوزع على سبع فئات، ثلاث منها مسابقات، هي فئة الأفلام الشرق أوسطية الروائية (7 أفلام) والأفلام الشرق أوسطية القصيرة (16 فيلما) والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية (8 أفلام). أما الفئات الأربع الأخرى فهي "البانوراما الدولية"، و"ركن الأفلام القصيرة"، و "أفلام المطبخ"، و"أفلام الأطفال".

ويتميز المهرجان بحضور لافت للسينما الإيرانية من خلال أفلام لستة مخرجين، والعراقية لخمسة مخرجين، ومن الخليج فيلم بحريني، وتحضر السينما المغاربية بثلاثة أفلام : تونسيان ومغربي. وتعززت المشاركة الأردنية هذه السنة إلى ثلاثة أفلام، ومثلها المشاركة المصرية.

كوليت نوفل قالت للجزيرة الوثائقية إنها ركزت "في اختيار الأفلام على الجدة والنوعية. وأبرز الجديد لدينا هو اننا فتحنا قسما خاصا بالأطفال من 4 إلى 10 سنوات" وأسفت لأن "الأفلام التي واكبت التحركات الشعبية في العالم العربي لم تكن متوافرة للمهرجان لأنها مدعوة للعمل في دول الخليج حيث وجود دعم للإنتاج، وتعطى الأفضلية للخليج في استضافة العروض. وهذا ما سيفرض علينا تغيير موعد المهرجان لكي نكون بعد الخليج فنحصل على الأفلام التي تعرض هناك أولا. نعرف أننا نخسر الكثير من أفلام الشرق الأوسط والبلاد العربية”.

وعن دورة مهرجان هذا العام قالت: "عندنا بعض المخرجين من الشرق الأوسط وعدد من المخرجين الأوروبيين، ولكن لن يحضر من أميركا من كبار المخرجين حيث لم نتمكن من التواصل معهم. كما آسف لغياب السينما السورية عن المهرجان لتعذر التواصل مع المجموعات التي لديها أفلام”.

وقالت إنها "بانتظار قرارات الأمن العام لترى إن كان ثمة أفلام لن يسمح بعرضها كما حدث العام المنصرم”.

يذكر أن الأمن العام اللبناني منع عرض أربعة أفلام العام المنصرم، مما دفع بنوفل لأن تخصص مهرجانا فرعيا أسمته "مهرجان الأفلام الممنوعة”. والأفلام كانت: “شو صار؟" للمخرج اللبناني ديغول عيد، و"الأيام الخضر" للإيرانية هانا مخملباف، و"غناء العروسين" لكارين إلبو، و“Confortino”، و"Gostaza Da Libbiano” للمخرج الإيطالي باولو بينفينوتي.

وتحدث الناقد الفني بيار أبي صعب-رئيس قسم الثقافة في جريدة "الأخبار" اللبنانية للجزيرة الوثائقية عن المهرجان بقوله: "كان مهرجان بيروت الدولي للسينما مهرجانا رائدا، ثم ظهرت مهرجانات جديدة، ومتنوعة، والمهم في وظيفتها أنها ترد بيروت إلى الإبداع والثقافة، لأن الطاغي على السوق هو غزو الفيلم الهوليوودي، وفيلم "الأكشن"، وأفلام العنف، وما شابه، وقد تكون أفلاما جميلة ومسلية، لكنها فارغة من الداخل، وسينما المؤلف لم تعد لها مكانتها في المدينة. الأفلام التي تأتي بها المهرجانات، تصالح الجمهور مع قسم كبير من السينما غير التجارية".

وتابع: "بعد ذلك، تأتي فكرة نوعية الأفلام التي يؤتى بها، وقوتها السنة الماضية، وهذا العام تكمن في مجموعة أفلام هامة ومن روائع السينما، لكن يستحيل أن تعرض في الصالات، وستكون حاضرة في المهرجان." وتابع أبي صعب قائلا "ومن المهم أيضا أن  المهرجان يهتم بالأفلام "المزعجة" التي تطرح إشكاليات الأنظمة، والدين، والعلاقات الاجتماعية، والصراع الطبقي. فكوليت وفريقها يبحثون عن الأفلام المثيرة من هذا الجانب”.

ولاحظ أن "ما يقدمه المهرجان هو جيد لأنه يعيد المدينة  كساحة صراع فكري. ولا أستغرب مفاجآت لهذا العام كما جرى العام المنصرم خصوصا على مستوى السينما الإيرانية”.

وعن السينما والتغيير، قال: "فهمت أهمية السينما منذ بدايتها بتدمير عادات ووعي الكتلة الشعبية. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، هناك عقود طويلة، دخل عليها التلفزيون والفيديو ووسائط مختلفة، وتنوعت واختلفت وبقي الثابت هو قدرتها على النفاذ لإيصال خطاب معين. السينما تغيرت وغيرت، لكن في العالم العربي كانت السينما معزولة، ولم تكن لها السوق الواسعة، وكثيرا ما منعت في المهرجانات في الدول العربية، وحتى عندنا في لبنان حيث هامش أوسع للحرية، لكن الأمن العام يتدخل ويمنع ويحجب نسبة مهمة من الأفلام المثيرة للإشكاليات”.

وعن تطور الفيلم الوثائقي عربيا، رأى أنه من "المطلوب أن يكون الفيلم الوثائقي أكثر تطورا. نحن أمام سينما وثائقية ليست دائما من خيار العاملين في السينما، فجزء من السينما الوثائقية العربية ينطبق عليها وصف "مكره لا بطل" لأن الفيلم الروائي يحتاج لميزانية أكبر، ومدة أطول، ونفس طويل، والوثائقي أسهل إيصالا للجمهور".

أضاف: ومع ذلك، نعتبر أن هناك ثورة صحية في العالم العربي، والفيلم الوثائقي فتح باب حرية التعبير عبر الصورة حيث صار بإمكان شباب يافعين صنع فيلم مقبول فنيا، وجماهيريا، وفكريا. السينما الوثائقية ناشطة، ويبقى أننا أمام خيار النوعية. وأعتبر الفورة جيدة، وما يجري أن الأفلام الكثيرة تطلق في الواقع، ومع أنها ليست كلها مشغولة بطريقة جيدة وراقية فنيا وفكريا، غير أن هناك أفلاما جيدة في لبنان وسوريا وفلسطين ومصر والمغرب العربي”. دخل"، و"غسيل سيارات"، و"يوم صيفي حار"، وسواها...

الجزيرة الوثائقية في

25/09/2011

 

عرض 67 فيلماً من 29 دولة في الدورة الحادية عشرة للمهرجان

"شجرة الحياة" في افتتاح " بيروت للسينما" و"كآبة" في الختام

بيروت - "السياسة": 

تنطلق في الخامس من اكتوبر المقبل الدورة الحادية عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما, بمشاركة 67 فيلماً لمخرجين من 29 دولة, وسيعرض "شجرة الحياة"Life Tree of The للمخرج الأميركي من أصل لبناني تيرانس مالك, الذي نال "السعفة الذهبية" لأفضل فيلم في مهرجان كان الرابع والستين في مايو الفائت, في افتتاح المهرجان, وهو من بطولة براد بيت وشون بن وفيونا شو, على أن يكون الاختتام في 13 أكتوبر بفيلم المخرج الدنماركي المثير للجدل لارس فون تريير "كآبة" Melancholia.

وأوضحت مديرة المهرجان كوليت نوفل في مؤتمر صحافي في سن الفيل, بحضور رئيسة المهرجان أليس إده وعضو مجلس الإدارة لينا مروة, وجومانا حاتم ممثلة مصرف "سوسييتيه جنرال", أن الأفلام ال67 تتوزع على سبع فئات, ثلاث منها مسابقات, هي فئة الأفلام الشرق أوسطية الروائية (سبعة أفلام) والأفلام الشرق أوسطية القصيرة (16 فيلما) والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية (ثمانية أفلام). أما الفئات الأربع الأخرى فهي "البانوراما الدولية", و"ركن الأفلام القصيرة", و"أفلام المطبخ", و"أفلام الأطفال". ومن بين المخرجين المشاركين 14 لبنانياً. ويتميز المهرجان بحضور لافت للسينما الإيرانية من خلال أفلام لستة مخرجين, خمسة منها ضمن المسابقات الثلاث, والعراقية من خلال أفلام لخمسة مخرجين, كلها تنافس على جوائز المسابقات الثلاث, وبين هؤلاء وأولئك سينمائيون أكراد, ما جعل مجموع المخرجين الأكراد المشاركين أربعة, بينهم عراقيان وإيراني واحد وسوري مقيم في سويسرا, وجميعهم يسعون إلى الفوز بجوائز. ومن الخليج فيلم واحد بحريني, في حين تحضر السينما المغاربية بثلاثة أفلام: تونسيان أحدهما من إنتاج فرنسي ومغربي واحد. وتعززت المشاركة الأردنية هذه السنة إلى ثلاثة أفلام, ومثلها المشاركة المصرية.

ولاحظت نوفل أن "2011 كانت سنة مهمة للسينما الشرق أوسطية, وثمة أفلام عدة جيدة, لكنها ليست ضمن مسابقاتنا, وهذا عائد إلى وجود مهرجانات عدة في الخليج تقدم جوائز قيمة, وتساهم في إنتاج هذه الأفلام, ولها تالياً الحق في أن تكون عروضها الشرق أوسطية الأولى فيها.

وقالت: "على كل حال, ليست العروض الأولى للأفلام هي التي تهمنا, بقدر ما إن هدفنا هو أن نقدم هذه الأفلام إلى الجمهور اللبناني, ونتيح له فرصة مشاهدتها, لذلك قررنا تأخير تاريخ إقامة المهرجان في سنة 2012 إلى الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر, لإتاحة الفرصة أمام الأفلام الشرق أوسطية لإقامة عروضها الأولى في الخليج, ثم المشاركة في مهرجاننا.

ويترأس لجنة التحكيم المخرج الايطالي لوكا غوادانينو, وتضم الناقدة السينمائية في "مانيفستو" كريستينا بيتشينو, ومخرجة "غناء العروسين" الفرنسية كارين ألبو الحاصلة على جائزة سيزار, والمخرجة والمنتجة العراقية الأصل ميسون الباجه جي, التي تعيش حالياً في بريطانيا, والكاتبة السعودية رجاء الصانع, مؤلفة رواية "بنات الرياض".

السياسة الكويتية في

25/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)