حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لم أهدد بخلع ملابسى فى ميدان روكسى

سوسن بدر:"ساعة ونصف" يفضح تلاعب النظام السابق

حوار ــ دينا دياب

سوسن بدر فنانة صاحبة رصيد متميز من الأفلام والمسلسلات، لها نظرة فنية في اختياراتها، فازت بجائزة أفضل ممثلة لعام 2010 في مهرجان القاهرة السينمائي وقررت أن تغير طريقة اختيار أعمالها بعد هذه الجائزة، تشارك في عيد الأضحي بفيلم «ساعة ونصف» وهو عودة للبطولات الجماعية، وعرض لها مؤخراً الجزء الثالث من مسلسل «الدالي».. فعن أعمالها قالت:

> في فيلم ساعة ونصف أجسد دور سيدة صعيدية يموت زوجها، وتضطرها الظروف للسفر إلي الصعيد لتتسلم أموالها ومعها ابنتها التي تجسد دورها آيتن عامر وأحفادها، وتستقل القطار الذي يحترق في الطريق، وأنا أعتبر «ساعة ونصف» من أهم الأعمال التي شاركت فيها في حياتي الفنية فهو يتناول حادث احتراق قطار العياط، ويتناول المجتمع المصري بجميع طوائفه من غني وفقير أثناء سفرهم في القطار، ورغم أن فكرة الفيلم كلها تدور في مكان واحد بملابس واحدة وعدد المشاهد التي أجسدها فيه قليلة مقارنة بالأفلام الأخري، لكن أهم ما في العمل هو السيناريو المكتوب بحنكة، والذي يشرح دواخل الشعب المصري عندما يكون علي وشك الموت، بالإضافة إلي أنني أحب نوعية الأفلام التي تعتمد علي البطولة الجماعية فهي دائماً تحقق نجاحاً لكل من يشارك فيها، وهو من إخراج وائل إحسان وتأليف أحمد عبدالله ويشاركني البطولة فتحي عبدالوهاب ويسرا الوزي وإياد نصار وهيثم أحمد زكي ومحمد عادل إمام وكريمة مختار وصلاح عبدالله وأحمد فلوكس وهالة فاخر.

·         البعض انتقد موقف «ألفت» في الجزء الثالث من الدالي؟

- بالعكس.. الجمهور تعاطف مع السيدة التي تعاني قسوة زوجها وموقفه الأناني تجاهها والدور كان محورياً في الجزء الثالث وأنا سعيدة لردود الأفعال التي جاءتني عن المسلسل في الجزء الثالث خاصة أن المنافسة هذا العام كانت شرسة في ظل غياب نجوم كل عام، بالإضافة إلي أنه المسلسل الوحيد الذي عرض لي، فالشخصية كتبها المؤلف وليد يوسف بشكل متميز والشخصية في الجزء الثالث مركبة فهي المرأة التي تحب زوجها وتعتبره رفيق كفاحها والتي تخجل من تعريته أمام أبنائه وتشعر من الداخل أيضاً بالتشفي فيه أثناء تعرضه لأزمة مادية وتعتقد أن ذلك ذنبها لأنه تزوج من أخري وطلقها فهي شخصية صعبة جداً وهذا ما أعجبني في الجزء الثالث.

·         البعض انتقد تقديم جزء ثالث من المسلسل واعتبره مطاً في الأحداث؟

- بالعكس الجزء الثالث كانت أحداثه سريعة جداً، بالإضافة إلي أنه تناول قضية تزاوج المال مع السلطة، وهذا الجزء كان مقرراً عرضه العام الماضي، لكنه تأجل ليعرض هذا العام، وعرضه أثناء الأحداث التي نعيشها جعل الجمهور يفهم أنه تناول شخصية جمال مبارك وتناول أيضاً أحداثاً سياسية كثيرة لم تكن ستمر علي الرقابة إذا عرضت قبل ثورة يناير، فمن يشاهد الجزء الثالث من الدالي سيقول إنه مكتوب بعد الثورة، بالإضافة إلي أن المسلسل يحكي قصة كفاح رجل أعمال بكل تفاصيلها ولم يكن هناك مط بالعكس كانت الحلقة الواحدة تمر بأحداث كثيرة ومتلاحقة لذلك هربنا من مشكلة المط التي من الممكن أن تقابلنا، وأعتبر أن هذا الجزء هو الأفضل.

·         في أعمالك دائماً نلاحظ اكتشاف لوجوه جديدة هل ترين أن ثورة يناير ستخلق جيلاً جديداً من الممثلين؟

- لا شك أن ثورة يناير ستحدث تغييراً شاملاً في شكل الفن والمجتمع بوجه عام لكن فكرة إعطاء الفرصة للوجوه الجديدة اهتم بها المخرج يوسف شرف الدين والفنان نور الشريف منذ الجزء الأول للدالي وكنا من البداية حريصين علي تقديم وجوه جديدة في كل الأعمال، فقدمنا 9 وجوه جديدة منهم أيتن عامر وأحمد صفوت وحسن الرداد ومي نور الشريف ودينا فؤاد وأعتقد أنهم أثبتوا نجاحهم وموهبتهم وأصبحوا نجوماً في أعمال أخري، وفي كل جزء نكتشف نجوماً آخرين، وفي الجزء الثالث قدمنا 7 نجوم أيضاً فالدالي مدرسة للوجوه الجديدة، وأعتقد أن كل فنان كبير ومخرج لابد أن يعطي الفرصة للوجوه الشابة لإظهار موهبتهم.

·         وماذا عن تجسيدك لشخصية سوزان مبارك في فيلم «سيدة القصر»؟

- لم يعرض عليّ عمل بهذا الاسم ولكني أتمني أن أقدم شخصيتها لأنني أهوي الأعمال التاريخية وتجسيد دور زوجة الرئيس السابق في عمل فني من المؤكد أنها ستكون جيدة خاصة لو كانت مكتوبة بحنكة، وحياة سوزان ثابت كانت مليئة بالأحداث وتوثيقها بكل تفاصيل أحداثها حتي لو كانت مكروهة أمر مطلوب.

·         شاركتي في مسلسل «حدث في بيت القاضي».. كيف ترين العمل الإذاعي؟

- عندما عرض علي هذا المسلسل كنت سعيدة جداً خاصة أنه مع الفنان عزت العلايلي وتدور أحداثه حول أحد القضاة الشرفاء في فترة ما قبل ثورة 25 يناير، حيث تقع تحت يده إحدي قضايا أراضي الدولة المسروقة، ويضايق حكمه الكثير من رجال الأعمال الفاسدين الذين يحاولون الضغط عليه بكل الطرق ليغير حكمه ويبيع ضميره، ولا يحكم بالعدل، والمسلسل ليس له علاقة بالثورة، لكنه يتناول أحد النماذج المشرفة للقضاة في مصر وعادة أنا أحب العمل الإذاعي لأنه يعتمد علي الخيال ورغم أن مستمعي الإذاعة لم يعودوا بنفس القوة لكني أحب دائماً المشاركة فيها.

·         في كل عام تقدمين أكثر من 10 أعمال ما سبب غيابك عن معظم أعمال هذا العام؟

- عرض عليّ الكثير من المسلسلات والأفلام مع بداية العام، لكنني صحياً كنت مرهقة من كثرة أعمال العام الماضي، وكانت لدي آلام شديدة في قدمي، بالإضافة إلي أن الأعمال المقدمة هذا العام قليلة مقارنة بالأعوام السابقة هذا بالإضافة إلي أني كنت أحتاج إلي فترة نقاهة لأن الأحداث كانت متتالية بشكل سريع وكانت تشغلني أكثر معرفة مصير مصر وما يحدث فيها.

·         هل أثرت جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي علي اختياراتك؟

- طبعاً هذه الجائزة مثلت لي تتويجاً لمشواري الفني وهي لم تجعلني أغير اختياراتي لأني من الأساس لا أقبل تقديم أعمال تافهة لكن فرحتي بهذه الجائزة قبل أن تكون شخصية كانت لمصر لأنه لسنوات طويلة لم تحصل ممثلة في مصر علي جائزة أفضل ممثلة نتيجة لقوة الأعمال المقدمة في المهرجان فمعني أن فيلم الشوق استطاع أن يستحوذ علي جائزة لجنة التحكيم كأفضل فيلم وأفضل ممثلة هذا نتيجة لمنافسة شديدة وفخر لي أني فزت فيها.

·         نسبت إليكِ تصريحات خاصة بالثورة بشأن خلع ملابسك في روكسي ما حقيقة ذلك؟

- أرفض الرد علي هذه الشائعات المغرضة التي ليس لها أساس سوي أنها حقد ومؤامرة لا أعرف من وراءها لكنني لا أعيرها اهتماماً وأتمني أن يكف من مدبرو المؤامرات عن ذلك لأن مصر لا تتحمل مؤامرات داخلية ويكفي عليها ما يحدث من بلطجة وغياب للأمان وأنا منذ البداية كنت مع مطالب الثوار وشاركت في مظاهرات روكسي طلباً لحماية الجيش للثورة ولم يأت علي لساني أمر بالتهديدات كما تردد.

الوفد المصرية في

17/09/2011

 

مزيج من من الإفيهات والإيحاءات الجنسية

"أنا بضيع يا وديع".. اسم علي مسمي لطبخة "مروانية"

كتبت: حنان أبوالضياء  

بعيداً عن حملات «الفيس بوك» التي انشغلت مؤخراً بأفلام العيد وشحذت الهمم ليس من أجل محاربة الفساد والبلطجة وغياب النظافة من الشوارع ولكن للوقوف صفاً واحداً للإطاحة بأفلام من نوعية «أنا بضيع يا وديع» متهماً إياها بتشويه صورة الثورة والشهداء، رغم أن السينما دائماً تكون إفرازاً للمرحلة التي يعيش فيها الفنان فما بالك بأن أصحاب هذا الفيلم ليسوا فنانين يبدو أنهم يتعاملون مع العمل بنفس فكرة الفيلم، ربما لإنتاج فيلم فاشل فتكون وسيلة للهروب من الضرائب، وإذا جاءت الطوبة في المعطوبة وحقق نجاحاً فلا مانع من منطلق كله عند مشاهدي العيد أفلام أياً كان مستواها، إلي جانب أن التجربة أثبتت أن توليفة أفلام العيد الثابتة لا تخرج عن الإفيهات والمشاهد الساخنة والإيحاءات الجنسية مع أغنية وراقصة وسيدة ترتدي «ما قل ودل» وتمثل بجسدها دون عقلها ومن هذا المنطلق يجب الاقتراب من الفيلم بعيداً عن الشعارات الثورية الرنانة والداعية إلي المقاطعة من منطلق أن أفلام المرحلة يجب أن ترفع شعار «لا صوت يعلو فوق صوت الثورة»، وخاصة أن تأريخ الثورة درامياً يحتاج وقتاً كافياً، وكل ما يقدم من أعمال لا تخرج عن أفلام تسجيلية تحدد قيمتها الفنية بمقدار مبيعها، لذلك كان من الممكن التعامل مع «أنا بضيع ياوديع» بنظرة أخري إذا كان العمل قد طبق أبسط قواعد الدراما واحترم عقلية المشاهد، وخاصة أن لديه عدة عناصر للنجاح بداية من أن الفيلم مأخوذ عن فكرة للفيلم الأجنبي «المنتجون» للسيناريست والمخرج «ميل بروكسي» ولكن للأسف أن الفيلم المصري لم يقلده ولكنه جاء كنسخة تايواني مضروبة من خلال سيناريست لا يعرف كيفية بناء الشخصيات الدرامية وإعطائها بعداً إنسانياً مع وجود أصول لها بحيث لا يمكن الاستغناء عنها ضمن أحداث الفيلم ولكن للأسف أن البناء الدرامي لديه هش للغاية ولا يصلح لتقديم مسلسل «ست كوم» ويبدو أن السيناريست محمد فضل قرر استكمال مسيرته الفنية الضعيفة بعد فيلميه «أيظن» و«زكي شان» فجاء بتجربته الجديدة «أنا بضيع يا وديع» أكثر ضعفاً وفتوراً من أفلامه السابقة، وقد يرجع ذلك إلي أن مخرج الفيلم شريف عابدين ترك كل ممثل يفعل ما يحلو له دون أدني توجيه واكتفي بعدة مشاهد تصلح ككارت بوستال فقط!!، وليس فيلماً، ولأن نجاح إعلان ليس كفيلاً لتقديم عمل فني لذلك لم يكن «جمال مروان» موفقاً عندما حاول استغلال نجاح إعلانات «تهامي ووديع» بكل ما فيها من إيحاءات ليقدم فيلماً> وأعتقد أن أبطال الإعلام خسروا الرصيد الذي حصلوا عليه مسبقاً من الجمهور لهذا العمل المسمي مجازاً فيلماً ولم تستطع الإفيهات والإيحاءات الجنسية إلي جانب أغنية المطرب الشعبي «محمود الحسيني» «ياابن الترابتيت» مع جسد الممثلة اللبنانية لاميتا في إنقاذ تهامي ووديع من فشل أول أفلامهما.

الوفد المصرية في

17/09/2011

 

لســــــه الأغـــانى مـــمكــــنة

كتب طارق مرسى 

قرار وزير الإعلام أسامة هيكل بتشكيل لجنة من كبار الموسيقيين للنهوض بالغناء من أبرز القرارات الواعية التى سكنت ماسبيرو لرد الاعتبار للغناء المصرى وكبار النجوم الذين أضيروا فى السنوات التى سبقت الثورة من موجات التغييب الغنائى والشطب على نجوم الجيل المزيفين العالقين بالسلطة والنظام.

إن ثورة 25 يناير قد كشفت الوجه البائس لنجوم الجيل وأكدت التراجع المروع للغناء المصرى وفشل المطربين فى تسجيل الحدث الأعظم فى تاريخ مصر وترجمته للبسطاء من أبناء هذا الوطن باستثناء محاولات فردية خرجت لحفظ ماء وجه الغناء المصرى، لملكة جمال الثورات فى العالم أمام تخاذل مطربى الوهم وعدم تفهمهم لقيمة الحدث فى تاريخ مصر.

لجنة «هيكل» الغنائية أمام مهمة قومية لتصحيح الأوضاع ورسم خريطة غنائية جديدة تكون مهمتها الأولى النهوض بالغناء وخلق كوادر من أحفاد المبدعين أم كلثوم وعبدالحليم والإشراف على إنتاج مجموعة من الأغانى الوطنية التى تخلد أهم المراحل فى تاريخ مصر للأجيال الجديدة.

مجلس قيادة الغناء ضم أسماء بارزة فى عالم الغناء توضح جدية المشروع وأهميته باعتبارهم حلقة الوصل الطبيعية بين غناء الرواد والجيل الجديد المفترض وجوده على الخريطة الغنائية فى مقدمتهم الموسيقار القدير حلمى بكر أبرز رموز التمرد على أعمال الجيل ورائد مكافحة الإسفاف الغنائى فى فترة ما قبل الثورة وهو صاحب بصمة وتاريخ جميل فى الغناء المصرى والعربى كما أن أعماله الوطنية فى اللحظات الحاسمة فى تاريخ مصر خصوصا بعد نصر أكتوبر وأيضا استرداد الأرض : راجع «حبايب مصر».. و«على ضفافك يا نيل» ورائعته «الله ع الشعب» وهو الأوبريت الذى قدمته فايزة أحمد مع مجموعة أصوات غنائية فى مقدمتها هانى شاكر وعماد عبدالحليم وإيمان الطوخى وأحمد إبراهيم وكلماته التى وضعها الشاعر مصطفى الضمرانى وهى نموذج يسجل أصالة الشعب المصرى ودوره فى كتابة تاريخ الوطن والأوبريت يتضمن دعوة فريدة للتوحيد ورفض الفتنة وهو من الأعمال التى يجب على التليفزيون المصرى إعادة تقديمها بأصوات جديدة فهو تحفة غنائية نادرة.

من أعضاء المجلس أيضا الموسيقار العملاق عمار الشريعى صاحب أبرز الباقات الوطنية فى السنوات الأخيرة والموسيقار محمد سلطان وإبراهيم رجب ومحمد على سليمان وصلاح الشرنوبى وعدد من الشعراء فى مقدمتهم العملاق سيد حجاب صاحب أبرز الأعمال الوطنية الرصينة وجمال بخيت مؤلف رائعته «المصرى » للطيفة وبهاء الدين محمد وعماد حسن ويقف وراء كل هؤلاء الإعلامى وجدى الحكيم المستند الوحيد على عصر الغناء الجميل والشاهد الأول على روائع نجوم الغناء، وهو طاقة غنائية متجددة وهو قادر مع مجموعة المجلس على وضع خطة للنهوض بالأغنية الوطنية وتوثيق ثورتنا البديعة ووضع الغناء المصرى عموما على الطريق السليم وفوق كل هذا استرداد الزعامة المفقودة.

مهمة اللجنة لن تقتصر على إعادة القديم الذى أهملوه والذى أعادت الثورة اكتشافه باعتباره خير معبر عنها مثل «أنا الشعب» لأم كلثوم و«صورة» لعبد الحليم حافظ و«يا حبيبتى يا مصر» لشادية وهى الأغانى التى ترددت فى قلب ميدان التحرير، بل ستكون المهمة الأكبر هى تقديم أصوات للشارع الغنائى وعمل مسح شامل للمعروض على السوق الغنائى وإتاحة فرصة جديدة لأبرز الأصوات المصرية التى ضلت الطريق فى أجواء كانت مسمومة وموجهة أمثال على الحجار ومدحت صالح ومحمد الحلو وأحمد إبراهيم إلى جانب المناضل الاستثنائى محمد منير ومعهم أنغـــام وشــيرين وآمــال مـاهــر وريهــام عبد الحكيم وفتح الباب للمواهب الموسيقية الجديدة أمثال الملحن عزيز الشافعى صاحب أروع أغنية للثورة والثوار.

ثورة التصحيح الغنائية التى أطلقها وزير الإعلام أسامة هيكل خطوة رائعة وموفقة لعودة الدولة لإعادة صياغة «صناعة الغناء» فى مصر وللدور الكبير الذى يلعبه فى الوجدان المصرى مطلوب ثورة أخرى فى الدراما وقطاعات التليفزيون المصرى المنتجة لاسترداد عرشها المفقود لتأصيل أروع اللحظات فى تاريخ هذا الوطن.

مجلة روز اليوسف في

17/09/2011

 

«تك تك بوم» فيلم يريد إسقاط «اللمبي»

انهيار أسطورة محمد سعد

القاهرة- خالد بطراوي 

الفنان محمد سعد صعد إلى النجومية بعد معركة عنيفة لإثبات الذات بدأت بعدد من المشاهد في فيلم «الناظر» من انتاج مجدي الهواري عام 2000، وكانت البطولة الأولى للفنان علاء ولي الدين، في هذا الفيلم تصورت أن المنتج أراد أن يجبر خاطر أحد اصدقائه ومنح الوجه الجديد محمد سعد فرصة للظهور أمام للكاميرا، ولكن ما جاء من أعمال أثبت أن محمد سعد داخله ممثل قدير وامكانات عظيمة وموهبة حقيقية.

كانت شخصية «اللمبي» هي «وش السعد» كما يقولون على نجم الكوميديا محمد سعد الذي صعد خلال السنوات العشر الأخيرة ليصبح الأكثر جماهيرية ويحقق أعلى الايرادات من بين «المضحكين الجدد» الذين ظهروا بعد «صعيدي في الجامعة الاميريكية» للفنان محمد هنيدي و«الرجل الأبيض المتوسط» للفنان أحمد آدم و«ميدو مشاكل» للفنان أحمد حلمي.

شخصية «اللمبي» التي جذبت الجماهير إلى شباك التذاكر وذهبت بعقول الكثير من المنتجين بسبب الارباح التي جنوها، هي الشخصية التي ابتكرها المؤلف أحمد عبدالله في فيلم «الناظر» ثم اعاد تقديمها في العام 2002 في فيلم كامل وبطولة مطلقة للفنان محمد سعد.

تلك الشخصية التي تمسك بها محمد سعد طوال السنوات العشر واستطاع استنساخها في ثمانية أفلام أخرى هي «اللي بالي بالك» و«عوكل» و«بوحة» و«كتكوت» و«كركر» و«بوشكاش» و«اللمبي 8 جيجا وأخيرا «تك تك بوم»، وبالطبع لم يعد احد يسأل عن كاتب سيناريو تلك الأفلام أو مخرجيها، لقد اصبح محمد سعد هو الكاتب والمخرج وصاحب الرؤية الفنية والاجتماعية والسياسية لأفلامه.

خلاصة القول إن محمد سعد الذي اهتز عرشه في افلامه الثلاثة الأخيرة كان يجب عليه إعادة حساباته مرة أخرى قبل دخوله تجربة فيلم «تك تك بوم» الذي رفض أن يقدمها سيناريست متمرس وكتبها بنفسه بطريقة سريعة لتخرج بهذه الصورة العبثية رغم روعة الموضوع الذي جاء في شكل مشاهد غير مترابطة، تفتقد العمق وتعتمد على الارتجال والفهلوة.

شخصيات حقيقية

الغريب أنه على الرغم من ان محمد سعد يعيد انتاج نفسه حتى بات يكرر الشخصيات نفسها التي قدمها في أفلامه التسعة، فإن الجمهور ما زال يقبل على مشاهدة أفلامه، والسبب يكمن في أن الجمهور يرى في محمد سعد صورة حقيقية لشريحة كاملة في المجتمع، وان شخصيات مثل «كتكوت» و«بوحة» و«عوكل» و«تيكا» هي شخصيات عاجزة محدودة الذكاء خالية من الموهبة لا تستطيع أن تبني مجتمعا جديدا بعد انهيار النظام السابق، وانه يشاهد أفلام محمد سعد ليطمئن انه ما زال ابن الطبقة المتوسطة التي لم تهتز حتى الآن.

ويظل السؤال المطروح: هل كان يتوقع أحد قبل تسع سنوات من الآن أن الدائرة ستدور وستأتي اللحظة التي يصارع فيها محمد سعد أحد أكبر نجوم الشباك في تاريخ السينما المصرية؟ وهل تخيل أحد أن السينما ستنقلب حالها رأسا على عقب، ويتفوق سعد الصغير جماهيريا على محمد سعد في فيلم «شارع الهرم»؟ بالتأكيد لا، وألف لا.

ولهذا ومن تلك التساؤلات، تبادر سؤال مهم في ذهن الكثيرين وهو: هل انتهت أسطورة محمد سعد؟ وهل كان فيلمه الأخير «تك تك بوم» بمنزلة الضربة القاضية لنجم الكوميديا الموهوب؟! أم أنها مجرد وعكة مؤقتة سوف يتعافى منها محمد سعد خلال الفترة القادمة.

أخطاء سعد

بالطبع تعددت الآراء وتنوعت، حول هذا التساؤل الذي أجاب عنه الكثير من محبي الفنان محمد سعد.

في البداية أجاب الطالب الجامعي خالد صلاح قائلا: أنا أحب محمد سعد جدا وحريص على متابعة كل أعماله، وان كان فيلمه الأخير «تك تك بوم» لم ينل اعجاب الجمهور، فهذا لا يعني أنه نهاية محمد سعد، فقد حقق من قبل العديد من النجاحات، فأنا لا اعتقد أن هذا الفيلم سينهي مشواره الفني، ولا اتجاهل بذلك اخطاءه التي يجب ان يعالجها بسرعة.

اما المهندس المعماري طارق الخولي فقال: رغم حبي الشديد للفنان محمد سعد وادائه وتمثيله في كل عمل قدمه، فإنني لم أعد أحرص على متابعة افلامه، والسبب فى ذلك هو عدم امتلاكه الجرأة التي تمكنه من الخروج من عباءة اللمبي.

واجابت سعاد محمود -ربة منزل- على هذا السؤال بقولها: لا يستطيع أحد انكار أن محمد سعد كان سببا في إحداث انتعاشة كبيرة للسينما، فهو ممثل «هايل» وجامد جدا، ومختلف تماما، ولكنه دفن نفسه في قالب واحد وشخصية واحدة، ما زال يكرر في افلامه الافيهات نفسها، وطريقة الاعتماد على لغة الجسد نفسها، ولا سبيل لاستعادة نجوميته مرة أخرى سوى أن يسرع في التغيير من عمل الى عمل واسدال الستار على شخصية «اللمبي» التي اصبحت مكررة ومملة.

عدم استغلال الموهبة

قالت الطالبة الجامعية سوسن قباني: شخصية اللمبي أصبحت مكررة ومملة، لم تعد تبهرني، واتمنى ان يعي محمد سعد جيدا ويستوعب انه دمر نفسه بنفسه وقضى على نجوميته بسبب تمسكه بتجسيد شخصية اللمبي، واشارت إلى أن محمد سعد يملك امكانات تمثيلية وموهبة عالية جدا، ولكن مشكلته الرئيسية هي عدم استغلاله لهذه المواهب المتعددة في تجسيد شخصيات اخرى.

أما الباحثة الاجتماعية عزة ابراهيم فودة فتقول: لست ادري لماذا يصر نجم في حجم محمد سعد اسما وسنا ومقاما وجماهيرية عريضة على ارتكاب اخطاء ساذجة تجعله يفقد الكثير من نجاحاته ويخسر ثقة الجمهور به. فبعد أن حاول المشاهد تناسي تجربته الأخيرة في فيلم «اللمبي 8 جيجا» المليئة بالاستظراف فها هو يتحفنا بما يسمى فيلم «تك تك بوم» فالموضوع باهت ورديء واختيار توليفة من كل فيلم غير موفق بالمرة.

ورغم الاستياء الشديد والنقد واللوم الذي تعرض له فإن تجربة محمد سعد لا تعتبر ان «تك تك بوم» نهاية محمد سعد، لأنه قادر على استعادة حسه الكوميدي فيما لو قدم الجديد، والأهم هو الخروج من شبح «اللمبي» الذي ما زال يطارده حتى الآن.

وترى المهندسة ندى منير: ان ما يزيد من تعجبها هو اصرار محمد سعد على تكرار شخصية «اللمبي» لدرجة انه استعان في فيلمه الأخير «تك تك بوم» بشخصية «رياض المنفلوطي» التي سبق ان حقق من خلالها نجاحا كبيرا في فيلم «اللي بالي بالك»، فالفنان محمد سعد طاقة فنية لا يجاريه فيها أحد، لا بد من الخروج من عباءة اللمبي، وان يولي كل اهتمامه في العمل الفني الذي يساعده على الخروج الى بر الأمان.

القبس الكويتية في

17/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)