حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمد سعد:

لم أستثمر الثورة و«كنت هموت وأوثقها فى فيلم»

  حوار   نجلاء أبوالنجا

يمتلك محمد سعد موهبة متفجرة، لا جدال عليها، صعدت به لسماء النجومية بفيلم واحد هو «اللمبى»، لكن عفريت «اللمبى» الذى صنع كل هذا النجاح وضعه فى قمقم وسجن الكاراكتر ورفض أن ينصرف.. ورغم تحقيق «سعد» ملايين لا حصر لها كإيرادات لأفلامه، إلا أن هذا لم يمنع عنه الهجوم الدائم والاتهام بالسجن فى الشخصية «الكاراكتر» مثل «بوحة» و«عوكل» وأخيراً «تيكا» فى فيلم «تك تك بوم»، الذى يعرض حالياً.. وفى حواره مع «المصرى اليوم» يدلى محمد سعد باعترافات جريئة عن أسباب اختفائه الدائم عن الإعلام، وتجربة فيلمه الجديد، واتهامه باستثمار الثورة وعلاقته بالمنتجين واتهامه الدائم بالديكتاتورية لدرجة هروب المخرجين منه.

لماذا اختفيت بعد فيلم «اللمبى ٨ جيجا» ثم ظهرت بشكل مفاجئ بفيلم «تك تك بوم».. وبفكرة تدور حول الثورة؟

- لم اختف بشكل مفاجئ، ولم أظهر أيضاً بشكل مفاجئ، لأتعرض للثورة بفيلمى الجديد.. ولكن ببساطة كان لدى مشروع سينمائى آخر بعد «اللمبى ٨ جيجا»، وبالفعل بدأت التحضير فيه، وعندما قامت الثورة توقف كل شىء بالنسبة لى ولغيرى.. ثم عدت لأحضر لفيلم جديد بعد هدوء الأوضاع، لكن الموضوع القديم وجدته غير مناسب للأحداث تماماً، وهنا عرضت المنتجة إسعاد يونس على فكرة هذا الفيلم، والتى تناولت تأثير الثورة على الناس والظواهر والشروخ التى حدثت ويجب أن نعالجها كشعب مصرى مترابط.

لماذا كتبت بنفسك الفيلم ولم يتول كتابته مؤلف متخصص؟

- كانت الفكرة العامة وتناول الثورة لإسعاد يونس، لكن كتابتى للفيلم رغبة منى فى الكتابة دون مؤلف آخر، لأن كل الأحداث التى عرضت بالفيلم تقريباً هى تجربة شخصية لى أيام الثورة واللجان الشعبية، حيث كنت دائماً مع جيرانى وأصدقائى بمنطقة السيدة زينب نقف كلجان شعبية، وتعرضنا لكثير من المواقف، ومرت علينا الظواهر الغريبة التى حاول البعض بثها لإفساد الثورة، مثل الفتنة الطائفية، والبلطجة وترويع الآمنين، والوقيعة بين الشعب والشرطة.. لذلك رأيت أن أكتب بنفسى الفيلم، لأنه يخص تجربتى الشخصية.

الفيلم اتهم بأنه توليفة غير متعمقة لكل الأحداث والظواهر الأخيرة فلم تتناول قضية واحدة لنهايتها بل مررت على كل القضايا بشكل كوميدى عابر؟

- أتفق تماماً مع هذا الاتهام، ولا أنكره، ولن أدعى أنى فكرت فى فيلم يحل القضايا ويقدم تفاصيلها، لأنه ببساطة كل قضية مررنا عليها تصلح فيلماً قائماً بذاته.. فمثلاً لو تناولت الفتنة الطائفية يمكن أن أقدم سلسلة أفلام، وكذلك الوقيعة بين الشرطة والشعب وغير ذلك.. لكن هناك حقيقة مهمة يجب أن نعترف بها وهى أننا نمر بمرحلة غموض وضبابية والرؤية منعدمة، خاصة فى المعلومات.. وأتحدى أن يستطيع أحد أن يقدم معلومات حقيقية ونهائية وحاسمة تخص أى قضية أو أزمة تعرضنا لها أثناء الثورة.. فمثلا علاقة الشرطة بالشعب هل يمكن أن يأتى أحد بمعلومات موثقة تشرح كيف حدثت الأزمة وتطورت؟ بالتأكيد لا.. لذلك فضلت المرور على كل القضايا دون تعميق أو توضيح معلومات خوفاً من الافتراء وتقديم معلومات مضللة.. ومع الوقت نرى الحقائق تتضح وتختلف وتنقلب فكيف أقدم معلومات فى فيلم سينمائى يعتبر وثيقة تاريخية وأبنيه على معلومات قد يثبت خطؤها قريباً.. لهذا سطحت القضايا وتناولت فقط التأثيرات النفسية على الناس، وهذه هى الحقيقة الوحيدة التى يمكن تقديمها درامياً فى الوقت الحالى.. لكن أى فيلم آخر عن الثورة أو قضاياها لا يجب أن يصنع إلا بعد مرور خمس سنوات على الأقل حتى تتضح الأمور والرؤية.. لكنى أعترف أننى كنت مجنوناً بفكرة توثيق الثورة العظيمة بفيلم سينمائى، ولكن بدون فذلكة أو الوقوع فى فخ معلومات مغلوطة.

الأزمات التى مر بها الناس أثناء الثورة مثل الفراغ الأمنى والبلطجة قضايا درامية سوداء.. فلماذا لم تخرج من الإطار الكوميدى وتقدمها بشكل جاد؟

- أنا ممثل كوميدى وماضى مع الناس «كونتراتو» أو كمبيالات إننى أقدم لهم الضحكة، وهذا أول سبب فتفكيرى يتجه فى المقام الأول لكيفية تناول أى قضية بروح كوميدية.. أما السبب الثانى فهو أن الناس تعرضت لضغوط وترويع وأزمات فكيف أعرضهم للاكتئاب، ولنفس النوع من الدراما السوداء التى عايشوها على الطبيعة، وهنا كانت الكوميديا حتمية، بل رسالة لكل فنان ليقدم سينما ترفيهية تخفف عن الناس.

طالما أنك انفعلت بهذا القدر بالثورة.. لماذا لم تشارك الشعب وزملاءك الفنانين فى النزول لميدان التحرير؟

- أكبر خطأ وقع فيه الكثيرون أن حددوا نسبة الوطنية والإيمان بالثورة بنزول التحرير فقط.. ونسوا أن مصر والـ٨٥ مليوناً مصرياً ليسوا كلهم ميدان التحرير، بل هم جزء فقط بارز من الثوار، وكل مصرى يحب هذا الوطن شارك بطريقته، فاللجان الشعبية هل يمكن أن نعتبرها ضد الثورة، أو أن متظاهرى التحرير أفضل منهم؟ بالتأكيد لا.. لأن الشاب الذى يتظاهر فى التحرير وترك أسرته فى المنزل يعرف أن هناك شاباً مثله فى الوطنية يقوم بدور آخر ويحمى أسر معتصمى التحرير، وبهذه الطريقة تكاملت الثورة ونجحت.

لماذا لم توضح موقفك من الثورة بتصريح فى أى وسيلة إعلامية مثلما فعل بعض النجوم؟ وكيف ترى النجوم الذين تم تصنيفهم كأعداء للثورة فى قوائم سوداء؟

- موقفى واضح منذ أول أيام الثورة، ورغم امتناعى الدائم عن التصريحات والظهور الإعلامى، فإننى تحدثت فى بعض القنوات عن موقفى ومنها قناة (الحياة)، وتحدثت عن دور اللجان الشعبية، وأنها الوجه الآخر لثوار التحرير.. وأحب أن أنبه لنقطة مهمة جداً وهى: أن بعض النجوم تورطوا فى تصريحات لأسباب كثيرة أهمها بث معلومات مغلوطة، ومحاولات الوقيعة الدائمة التى احترفها بقايا النظام القديم، والرؤية المعدومة لكل شىء.. كل هذا ورط البعض فى تصريحات مجرد رد فعل لأكاذيب زجت للجميع.. وأعتقد أن الشعب المصرى أنقى وأجمل من فكرة الانتقام أو العقاب، ولكن لأننا فى مرحلة ملتهبة من الحماس والارتباك نحكم وبعنف على كثير من الأشياء، لكن كل هذه الأمور ستنتهى وسيبقى معدن المصرى وسمته الأساسية.. وهى التسامح.. ويجب أن نحذف كلمة التخوين من قاموس حياتنا فى هذه المرحلة.

تعرضت فى فيلم «تك تك بوم» للوقيعة بين الشعب والشرطة بشكل سلبى، حيث أظهرت شخصية «رياض المنفلوطى» الضابط غير المتزن الذى ظهر فى فيلم «اللى بالى بالك» وكأنه تأكيد على عيوب الشرطة؟

- لم أقصد أى إساءة للشرطة أو مدح، بل عرضت فقط لوجهة نظر توضح أن الشرخ بين الشرطة والشعب نتاج وقيعة مغرضة.. وقد استعنت بالفعل بشخصية رياض المنفلوطى لأسباب درامية أهمها أننى مطالب بتقديم شخصية ضابط، وفى نفس الوقت تكون بها مسحة كوميدية حتى لا يسقط الإيقاع الكوميدى للفيلم.. وتحيرنا كثيراً كيف نضع الكوميديا فى شخصية ضابط شرطة، وكنت متأكداً أننى لو قدمت شخصية ضابط كوميدى كنت سأتهم بأننى أكرر «رياض المنفلوطى»، ولهذا أعدت «رياض المنفلوطى» نفسه بعد تغييرات فى سن الشخصية، وبهذا قدمت شخصية الضابط ولم أسقط الإيقاع الكوميدى.

لكن «رياض» جاء مهزوزاً وقاتلاً.. وهذه إساءة لشخصية الضابط ومخالفة للهدف الأساسى من طرحه.. وهو معالجة الشرخ بين الشرطة والشعب؟

- «رياض» ليس مجنوناً أو مريضاً أو ظالماً، بل هو شخصية لها تفاصيل ولزمات سببها قوته الشديدة وحزمه الرادع، وحبه الأعمى لتنفيذ القانون والقواعد.. ورغم أن به مسحة كوميدية كـ«كاراكتر»، فإن هذا ليس بقصد الإساءة على الإطلاق بالعكس فقد اتضح موقف «رياض» المحترم والإيجابى فى عدة مشاهد من الفيلم، مثلاً عندما رفض ترك السجن عندما داهمه البلطجية وقال: إنه حتى لو تم قتله سيظل يحافظ على القانون ويقاوم البلطجة.. كما أنقذ فى نهاية الفيلم شخصية «تيكا» عندما كان سيتعرض للقتل على يد أحد البلطجية، الذين كانوا يسرقون مستشفى سرطان الأطفال، وعفا عن «تيكا» أيضاً وتركه يذهب لحال سبيله فى إشارة إلى أن الشرطة هدفها الأساسى ومهمتها خدمة الشعب وحمايته، وأن للضابط قلباً يمكن أن يسمح له بالتسامح إذا لم يخالف هذا القانون.

انتقدت الرئيس المخلوع بشكل لاذع لكن غير مباشر بأغنية «آه لو كنت رئيس».. فهل تحمل الأغنية مواصفات الرئيس الذى ستنتخبه؟

- بدون أى مبالغة أو تنظير حاولت تلخيص عيوب الرئيس السابق، وبدون سب أو تجريح، حيث جاء فى إحدى الجمل الحوارية بينى وبين جمال إسماعيل «أن العدل أساس الملك.. ولو هناك عدل سيعيش أى رئيس»، وعبرت فعلاً عن أحلام البسطاء فى رئيسهم المقبل، وهى ألا يسرقهم، ويؤمن لهم قوتهم ومعيشتهم وعلاجهم وأمنهم، وهذه أبسط حقوق الشعب.

إيرادات فيلمك الجديد هل أنت راض عنها.. وما تقييمك لوضعك الآن فى ماراثون الإيرادات بعد أن كنت الحصان الأسود الرابح فيما مضى؟

- طبعا أنا راض جداً عن إيرادات الفيلم.. وكنت دائماً راضياً عن كل إيرادات أفلامى، حتى لو اعتلى غيرى المقدمة، لأننى أحسبها بطريقة بسيطة جداً، وهى أن أى فيلم قمت ببطولته منذ بدايتى لم يتكلف مبالغ تذكر.. فى حين عندما يقال إنى وقعت فى الإيرادات وفشلت وما إلى هذا من اتهامات أحقق ١٩ مليون جنيه.. وبهذا أجعل المنتج يكسب ملايين دون أن يصرف أصلاً أى نسبة تذكر من مجموع الإيرادات.. إذن فلم يخسر أى منتج تعامل معى حتى الآن، بل كسب جميعهم الملايين.. ولهذا كيف أكون فشلت أو سقطت فى ماراثون الإيرادات؟ بهذا المنطق لم أفشل يوماً والإيرادات حليفتى.

قد تكون صاحب نسبة عالية من الإيرادات.. لكنك دائماً متهم دون أبناء جيلك بالتكرار والسجن فى شخصيات محددة منذ أن ظهرت بكاراكتر «اللمبى»؟

- منذ بدأت حياتى الفنية وأنا أذبح ليلاً ونهاراً بالاتهامات.. فأنا صاحب أكبر نسبة اتهامات وشائعات، أيضاً يحمل معظمها مبالغات وافتراءات ظالمة جداً.. ومع ذلك سأعترف بأننى قد أكون مسؤولاً عن بعض الاتهامات، فأنا بدأت بشخصية «اللمبى»، والتى منحتنى الشهرة والنجومية وأطلقتنى فى مكانة لم أتوقعها.. ومع ذلك سجنتنى فى قمقم الكاراكتر.. وسأكون كاذباً لو قلت إنى لا أحلم بالتغيير وتجسيد كل الشخصيات، وأن يرى الناس محمد سعد الحقيقى بطريقته وشكله وأدائه فى الحياة بعيداً عن أى كاراكتر ألبسه، ولكنى أخشى أحياناً أن أخرج من قمقم الكاراكتر خوفاً من رد فعل الناس الذين لم يرونى إلا بكاراكتر فى كل أفلامى.. لذلك قررت تغيير جلدى وعمل نقلة تدريجية فى حياتى الفنية، لأن الخروج المفاجئ قد يسبب صدمة للجمهور.. وأوعد الجميع بأننى سأحاول إرضاء نفسى كممثل يحلم بتجسيد أعمال مثل: «أولاد العم»، و«سهر الليالى»، لكن بشكل تدريجى، وبعد تأمين الكيان الإنتاجى الذى يحتوينى.

هل يعنى هذا أن خوفك من تغيير جلدك يرجع للخوف من المنتجين ورغبتهم فى أفلام تربح الملايين فقط؟

- لن أنكر أن هذا من أهم الأسباب التى جعلتنى مرعوباً من الخروج من القمقم الفنى.. كما أننى لم أجد كيان إنتاجياً ضخماً يحتوينى بشكل صحى ويهتم بصناعة نجم متكامل فنياً ودعائياً.. وكثيراً ما كنت اضطر للكاراكتر وتزويد جرعة الضحك والإفيهات بكل الطرق، حتى أرفع الفيلم بالضحك، وأدارى كثيراً من العيوب الأخرى الإنتاجية.. وفى نهاية المطاف أتحمل أنا النتيجة ويقال إنى ديكتاتور وأتحكم فى العمل، وأزيد الكوميديا، ولا يفكر أحد أن هناك أسباباً أخرى تدفعنى لذلك.. لكن وبعد تعاقدى مع الشركة العربية أعتقد أنى سأتغير تماماً، لأنى أشعر أنى داخل كيان لا يعرضنى لضغوط الإنتاج أو الإيرادات، والتى تأتى على حساب نفسى.. وأعتقد أننى قريباً سأكون محمد سعد المتجدد الذى ينتظره الناس.

اتهامك بالديكتاتورية يأتى دائماً من المخرجين الذين تعاملت معهم ويؤكدون أنك تتدخل فى كل شىء وتفرض وجهة نظرك فقط؟

- للأسف الشديد أنا دائماً ضحية المبالغة، وهى آفة نعانى منها فى مصر، فالسيارة يحولها الناس لدبابة بفعل المبالغة.. لكنى لن أنكر أنى أتدخل وأصر أحياناً على أشياء تخصنى، فإذا كنت أنا الممثل الكوميدى، والذى يقول الجملة أو الإفيه لى رؤية فى تجسيده، فهذا حقى لأنه تخصصى أنا.. وما الديكتاتورية فى أن «أستطعم» المشهد وأرى الطريقة التى سأرتاح إذا جسدته بها.. وهنا استشير طاقم العمل بالكامل إذا اجمعوا أن «الإفيه بايخ»، أو الجملة ثقيلة الظل.. سأكون مجنوناً ولست ديكتاتوراً فقط إذا صممت أن أنفذ «حاجة بايخة» وأتحدى رأى الجميع وأضر نفسى.

لكن لا يوجد مخرج له اسم وشخصية سيقبل بطريقتك فى العمل بهذا الشكل؟

- سأقول معلومة ربما تفاجئ الجميع، وهى أن المخرج الكبير شريف عرفة، الذى يعتبر من أهم المخرجين على الإطلاق، عندما تعاملت معه وكنت مازلت ممثلاً مبتدئاً فى فيلم «الناظر» أعطانى أحد المشاهد الكوميدية وقال لى اقرأ هذا المشهد و«استطعمه بطريقتك أنت وقوللى نعمله إزاى»، وهنا اقترحت عمله بشكل معين، وأضفت إفيه ورحب «عرفة» بقوة وسقط فى نوبة ضحك، وفاجأنى على تيتر الفيلم بأن كتب مع النجم الصاعد محمد سعد، وهذا يؤكد أن المخرج الكبير يحترم الآخرين، ويعطى كل شخص منطقته التى يجيدها ليقدمها بالشكل الذى يريحه.. وهذا منهج عالمى فى السينما، وكل أفلام جيم كارى مثلا تتم بهذه الطريقة، حيث يسمح له المخرج بتنفيذ الكوميديا بطريقته هو.. وارجعوا إلى ميكينج أفلام «كارى» لتروا أن هذا يحدث بالفعل برضا المخرج، وليس كما يقال علىَّ أنا بديكتاتورية محمد سعد.

تتهم أيضاً بتقديم أفلام تدور حول الطبقة الشعبية والحارة المصرية فقط ولا تحاول تقديم عمل يصلح للطبقات والشرائح الأخرى من المجتمع؟

لدى وجهة نظر فى هذه النقطة، وهى أن الطبقة الشعبية هى الأعم والأشمل والأغلبية العظمى فى مصر، ولهذا فهى أولى الطبقات بالنسبة لى فى الاهتمام، خاصة أنى أنتمى أيضاً لها ولمنطقة السيدة زينب.. وأتعمد أيضاً تقديم أفلام عن هذه الطبقة لأضمن الجمهور.. فبحسبة بسيطة سنجد جمهور تلك الطبقة سيشاهد الفيلم من منطلق أنه يخصهم.. ومن ناحية أخرى نجد الطبقات الأرستقراطية البعيدة عن تلك الطبقة تحب أن تشاهد هذا العالم على شاشة السينما، فهو يمثل لهم عالماً بعيداً ومختلفاً تماماً  

وما رأيك فى صعود نجم أحمد حلمى وأحمد مكى.. وهل هذا أثر على علاقتك بجمهورك؟

- علاقتى بجمهورى «زى الفل»، وهى أجمل ثروة كونتها فى هذه الحياة، وطبعاً «حلمى» و«مكى» نجمان استطاعا الانطلاق وبقوة وتكوين قاعدة جماهيرية، وهما يختلفان عنى فى أنهما وقعا تحت رعاية كيانات إنتاجية كبيرة اهتمت بهما وساعدتهما على التنوع وحرية الاختيار دون الشعور بخطورة أو خوف من الإيرادات.. لكن ظروفى أنا كانت مختلفة، ولكن كما قلت قريباً ستتلاشى كل تلك الظروف بعد التعاقد مع الشركة العربية.

وأخيراً هل ترى الأحداث السياسية الأخيرة واقتحام السفارة الإسرائيلية وتطبيق قانون الطوارئ سيؤثر مجدداً على مصر والسينما والحياة الطبيعية؟

- بالتأكيد نحن نمر بفترة عصيبة ومرتبكة، وكل يوم تحدث مفاجآت وأحداث يترتب عليها الكثير من النتائج، والجميع يتأثر بما يحدث سواء سلباً أو إيجاباً، وسنظل فترة بهذا الحال حتى تستقر الأمور ويتم عمل الانتخابات، والحل الوحيد لتجاوز أى أزمات سابقة أو قادمة أن نهدأ ولا نجعل أنفسنا عرضة للإثارة والتهويل والتسرع، لأن هذه الأشياء قد تغرقنا جميعا.. كما أتمنى أن نتعامل بهدوء جداً مع أصحاب القرار حتى تخرج القرارات سليمة وبعيدة عن العصبية والضغط.

المصري اليوم في

14/09/2011

 

السينما العربية تشغل 17 صفحة في ثلاثة مجلدات تؤرخ لسينما العالم

القاهرة (رويترز) 

خلا المجلدان الاول والثاني من (موسوعة تاريخ السينما في العالم) من ذكر السينما العربية التي شغلت 17 صفحة فقط منها ثلاث صفحات للمخرج المصري يوسف شاهين في المجلد الثالث الذي يتناول السينما المعاصرة بعد عام 1960 .

وتسجل الموسوعة أن السينما العربية "أصبحت مرادفة للسينما المصرية لان المنتجين المصريين بدأوا تدريجيا في السيطرة على الاسواق السينمائية في أنحاء العالم العربي" وهي نظرة ربما يراها البعض استشراقية تتجاهل التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تميزت به مصر منذ منتصف القرن التاسع عشر حيث أصبحت البلاد مهيأة لاستقبال كثير من المهاجرين الشوام الذين أسهموا في النهضة الثقافية والفنية.

وتسجل أيضا أن العروض المبكرة في مصر والجزائر تحديدا كانت تنظم منذ عام 1896 بواسطة مقيمين أجانب ومن أجلهم أيضا في حين تأخرت العروض الجماهيرية في كثير من الدول العربية لاسباب اجتماعية أو دينية.

وتقول الموسوعة إن صناع السينما الاوروبيين استغلوا مناطق في العالم العربي للتصوير اذ صور أكثر من 60 فيلما في شمال افريقيا قبل نهاية عشرينيات القرن الماضي في وقت تأخر فيه انتاج الافلام الروائية العربية حيث صور 13 فيلما صامتا فقط في مصر بين عامي 1926 و1932 .

وتبلغ الموسوعة نحو ثلاثة الاف صفحة ويتناول المجلد الاول السينما الصامتة قبل عام 1930 أما المجلد الثاني فيستعرض السينما الناطقة بين عامي 1930 و1960 في فصول منها (هوليود وانتصار نظام الاستوديو) و(الاشتراكية والفاشية والديمقراطية) و(ايطاليا من الفاشية الى الواقعية الجديدة) و(ألمانيا النازية وما بعدها) و(السينما الهندية من الجذور الى الاستقلال) و(الصين قبل 1949) و(السينما الكلاسيكية في اليابان) و(مولد السينما الاسترالية) و(السينما في أمريكا اللاتينية).

وأشرف على الموسوعة الناقد الامريكي جيفري نويل سميث وراجع الترجمة العربية المخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس وقام الناقد المصري البارز أحمد يوسف بترجمة الجزءين الثاني والثالث.

وصدرت الموسوعة في القاهرة عن المركز القومي للترجمة بالتنسيق مع قسم النشر بجامعة أوكسفورد.

ويقع المجلد الثالث (السينما المعاصرة.. 1960-1995) في 1038 صفحة كبيرة القطع ويتناول تطور صناعة السينما في العالم وتياراتها الجديدة اضافة الى استعراض تاريخي سريع للسينما في دول منها تركيا التي احتلت 12 صفحة وايران التي حظيت بست عشرة صفحة.

ولكن هذا المجلد يتناول السينما اجمالا في مناطق أخرى منها افريقيا جنوب الصحراء الكبرى في 12 صفحة موزعة بين "افريقيا الناطقة بالفرنسية" و"افريقيا الناطقة بالانجليزية".

والفصل الخاص بسينما العالم العربي كتبه البريطاني روي أرمز ويبدأ بالسياق الاقتصادي والاجتماعي الذي دخلت فيه السينما الى العالم العربي الذي كان واقعا في معظمه تحت الاحتلال مضيفا أن السينما وخصوصا في مصر ظلت لسنوات أداة تسلية تجارية ثم تحولت الى "أنماط فيلمية أكثر من كونها سينما مؤلفين" ومن تلك الانماط الفيلم الموسيقي المصري الذي استعان منذ الثلاثينيات بمطربين لهم شعبية في العالم العربي منهم أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ثم فريد الاطرش.

ويقول أرمز ان الافلام المصرية طغت عليها "ميلودرامات غير متقنة الصنع وكوميديات تهريجية" ثم شهدت تطورا نوعيا منذ الخمسينيات على أيدي كتاب سيناريو جادين منهم نجيب محفوظ "الذي يفوز لاحقا بجائزة نوبل" في الاداب 1988 حيث كتب عدة أفلام أخرجها صلاح أبو سيف أحد رواد السينما البارزين.

ويضيف "لكن يوسف شاهين هو الشخصية الاكثر كوزموبوليتانية في السينما المصرية... استكشف مناطق أخرى للتعبير في السينما العربية مثل الحكايات الرمزية وأفلام السيرة الذاتية" وهي (اسكندرية ليه) و(حدوتة مصرية) و(اسكندرية كمان وكمان).

ويصف توفيق صالح بأنه لم يجد دعما لمواصلة العمل في مصر التي غادرها وأنتجت له سوريا فيلم (المخدوعون) عام 1972 وهو "ترجمة سينمائية شديدة البراعة عن رواية غسان كنفاني (رجال في الشمس) التي تحكي عن محنة الشعب الفلسيطيني في المنفى."

ويرى أن "المخرج المهم الوحيد" الذي ظهر في الستينيات بمصر هو شادي عبد السلام (1930-1986) الذي حقق بفيلمه الروائي الوحيد (المومياء) 1969 شهرة عالمية.

ويقول أرمز ان تحول مخرجين مصريين لصنع أفلامهم في لبنان لم يسهم كثيرا في ظهور "سينما لبنانية أصيلة فلم يظهر سينمائيون لبنانيون موهوبون ومدربون في الغرب الا في السبعينيات" مثل هايني سرور وبرهان علوية.

ويرى أن تأميم الجزائر لصناعة السينما في الستينيات أدى الى زيادة الانتاج وحين تخلت الدولة عن احتكار الانتاج في الثمانينيات قلت فرص انتاج الافلام حتى بالنسبة للرواد.

أما في تونس فأشاد أرمز بتجربة نوري بوزيد مخرج أفلام (ريح السد) و(صفائح من ذهب) و(بيزناس) الا أنه لم يشر الى ثلاثية (الهائمون) و(طوق الحمامة المفقود) و(بابا عزيز) لناصر خمير وهي تجربة يراها كثيرون شديدة الخصوصية في التعبير عن هوية عربية للسينما.

وحين يتناول تجربة المغرب السينمائية يقول انها بدأت خليطا من الاقتباس والاعمال التجارية ولكن مؤمن السميحي اهتم دائما "بالتعبير عن الواقع المغربي الخاص".

ويرى السينما في بلاد المغرب العربي عموما ليست جماهيرية كما هي في مصر ولكنها دليل على حيوية السينما العربية.

رويتر في

14/09/2011

 

نجوم مصر لن يذهبوا إلى «دمشق»؟

محمد عبد الرحمن  

نقابة السينمائيين المصريين دعت إلى مقاطعة «مهرجان دمشق السينمائي»، ونقابة الممثلين تسير على خطاها... والسبب أنّ هذه التظاهرة «ستُعدّ دعماً للنظام»

القاهرة | يبدو أنّ الدورة التاسعة عشرة من «مهرجان دمشق السينمائي» لن تجذب النجوم المصريين، إذ أكدت نقابة السينمائيين المصريين مقاطعة هذا الموعد، من دون إصدار بيان رسمي بهذا الخصوص. أما نقابة الممثلين، فلا تزال تناقش موقفها. وإذا اختارت المقاطعة، فإنّ المهرجان سيكون شبه خالٍ من أي ممثّل من «هوليوود الشرق». والمعروف أن هؤلاء كانوا الورقة الرابحة في هذه التظاهرة الفنية في السنوات السابقة. حتى إن النجوم السوريين غالباً ما اشتكوا من تدليل إدارة المهرجان للمشاركين المصريين. لكن هذه السنة، يبدو أن انعكاس الربيع العربي على المهرجان سيكون مباشراً، إذ رأى الفنانون الذين دعموا الثورة المصرية أن مشاركتهم في هذه التظاهرة ستكون بمثابة «دعم لبشار الأسد ضد الشعب السوري البطل، الذي يتعرض للقتل والبطش منذ أشهر، وخصوصاً أن المهرجان يقام بدعم من الرئيس السوري، وعلى مسرح يحمل اسمه».

أما الفنانون المحسوبون على نظام مبارك، ومن بينهم نقيب السينمائيين المصريين مسعد فودة، فيعرفون جيداً أن مشاركتهم تعني عودتهم من جديد إلى دائرة القائمة السوداء، وهو الخطر الذي سيتعرض له أي فنان يغامر بالسفر إلى دمشق وحضور فعاليات المهرجان.

غير أنّ المدير العام للمؤسسة العامة للسينما ومدير «مهرجان دمشق السينمائي»، محمد الأحمد، لم يقف مكتوف اليدين أمام هذه الانتقادات، إذ أكّد أنه لم يوجه أيّ دعوة إلى عمرو واكد وخالد النبوي، مضيفاً إنهما ليسا من الفنانين الذين يتعامل معهم المهرجان لأنهما يثيران المتاعب. علماً أنّ الممثلَين المصريين كانا قد أعلنا مقاطعتهما للتظاهرة السينمائية.

وكان المهرجان قد ركّز في دوراته السابقة على الجيل الأقدم من الفنانين المصريين، مثل نادية الجندي، ونبيلة عبيد، ومحمود عبد العزيز، ومحمود ياسين، وإلهام شاهين... وكلّ هؤلاء في المناسبة لم يتّخذوا مواقف مؤيدة للثورة المصرية. حتى إن بعضهم مثل إلهام شاهين، لا يزال حزيناً على خلع مبارك... فهل يكتمل التحدي وتسافر شاهين مثلاً إلى دمشق في خطوة ستعدّ دعماً للنظام السوري؟ أم تتعلم من درس رغدة، التي هدَّدتها نقابة الممثلين المصريين بمنعها من العمل في مصر إذا تكرر انتقادها للثورة المصرية؟

يذكر أنّ شبح المقاطعة لا يأتي فقط من القاهرة، بل هناك أربعون دولة مشاركة في الدورة المقبلة، وسيكون من بينها طبعاً دول تقف سياسياً ضد سوريا، وهو ما قد يؤثر في خيارات السينمائيين الذين يحملون جنسياتها. في الوقت نفسه، لا يزال المهرجان يعلن دورياً أنشطة الدورة الجديدة، وآخرها جائزة جديدة لدعم هواة الكتابة السينمائية، لكن بين كل هذه الاحتمالات، يبرز الاحتمال الأكبر وهو إلغاء الدورة ككل، وفق ما أشار الأحمد، إذ أكّد أن الدورة ستقام في موعدها بين العشرين والسابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل «ما دامت ظروف سوريا تسمح بذلك» كما قال، لكن خلال الشهرَين المقبلَين، قد تتطوّر الأوضاع السورية، فإما أن تهدأ الأوضاع، أو تتأزّم، فيصبح مصير المهرجان شبيهاً بمصير كل مهرجانات مصر التي ألغيت هذا العام.

الأخبار اللبنانية في

14/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)