حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

د. وليد سيف:

عرض أهمّ الأفلام في مهرجان الغردقة للسينما الأوروبيّة

كتب: القاهرة - فايزة هنداوي

رغم قرار وزارة الثقافة المصرية تأجيل عدد من المهرجانات السينمائية، فإن ثمة مهرجاناً وليداً تقرّر أن يرى النور خلال هذا العام تحدياً لجميع الظروف وللتأكيد على أن الفن هو الباقي، وهو مهرجان «الغردقة للسينما الأوروبية» الذي تقيمه جمعية نقاد وكتاب السينما للمرة الأولى من 1 إلى 7 ديسمبر المقبل، ويرأسه د. وليد سيف عضو مجلس إدارة الجمعية.

عن أهمية هذا المهرجان وأهدافه وفعالياته وجدواه كان اللقاء التالي مع د. سيف.

·         لماذا فكّرتم في إقامة مهرجان للسينما الأوروبية؟

ثمة أهداف عدة من إقامة هذا المهرجان، أهمّها التأكيد على فكرة تواصل الحضارات من خلال أفلام مختارة تعبِّر عن أرقى المستويات الفنية التي وصلت إليها السينما الأوروبية، تنشيط السياحة في مصر عموماً ومدينة الغردقة خصوصاً كموقع جذاب لحدث سينمائي فريد يستقطب نجوم السينما الأوروبية والعالمية ونخبة من فناني العالم ومثقّفيه. كذلك سيساهم هذا المهرجان في تعريف الجمهور المصري بالسينما الأوروبية بصورة مكثّفة.

يتيح المهرجان أيضاً فرصة واسعة لعرض أفلام من مختلف أنحاء أوروبا، ولتعريف العالم الغربي بالسينما المصرية وإلقاء الضوء على مصر حضارياً وثقافياً من خلال تاريخها العظيم في مجال السينما، وعرض تجربة الثورة المصرية وتعريف العالم برموزها عموماً وفي مجال الفن والسينما خصوصاً والكشف عما أنجزته السينما المستقلة وجيل الشباب السينمائيين من دعم للثورة عبر أفلام رصدتها كحدث، ويأتي هذا المهرجان قبل نهاية العام الذي تفجّرت فيه الثورة ليؤكد للعالم وجه الثورة الحضاري وحرصه على أن تظلّ مصر منارة ثقافية وملتقى لنجوم السينما العالمية ومبدعيها.

·         لماذا اخترتم الغردقة تحديداً لإقامة المهرجان؟

لموقعها الفريد في محافظة البحر الأحمر، كإحدى أقرب نقاط الالتقاء بأوروبا، كذلك تملك الإمكانات المطلوبة لإقامة مهرجان دولي على أعلى مستوى.

·         وماذا عن موعد إقامة المهرجان؟

يتزامن المهرجان مع فعاليات أخرى تقام في الغردقة ما يضيف مزيداً من الاهتمام والتفاعل الجماهيري مع هذا الحدث السينمائي المهم، من أهم هذه فعاليات الأسبوع الثقافي السياحي الروسي. كذلك يأتي هذا التوقيت قبل الموعد المحدّد لإقامة انتخابات مجلس الشعب بشهر كامل، ما يوفر أجواء ملائمة للمهرجان، روعي أيضاً في اختيار التوقيت ألا يتعارض مع مواعيد المهرجانات العالمية الكبرى أو الإقليمية في المنطقة.

·         هل اخترتم الضيوف الذين سيشاركون في المهرجان؟

من المنتظر أن يكون على رأس الحضور، الفنان المصري العالمي عمر الشريف بالإضافة إلى نخبة من كبار النجوم المصريين المكرّمين ومن مختلف الأجيال، وسيكون ثمة تكريم خاص لنجوم شباب شاركوا في الثورة من بينهم أحمد حلمي ومنى زكي وخالد الصاوي وتيسير فهمي وبسمة وأحمد عيد وفتحي عبد الوهاب وجيهان فاضل وآسر ياسين وفرح يوسف ومنى هلا.

كذلك من المنتظر أن تشارك مجموعة من نجوم السينما الأوروبية  والعالمية، منهم مثلاً آلان ديلون وصوفي مارسو وكاترين دينوف من فرنسا، كاترين زيتا جونز والمخرج كين لوش وهيوغرانت من إنكلترا، أنطونيو بانديراس وبينيلوبي كروز والمخرج كارلوس ساورا من أسبانيا، وستُحدّد القائمة النهائية للنجوم المشاركين قبل شهر من بداية المهرجان وبعد انتهاء أعمال اللجنة العليا للمشاهدة واختيار الأفلام.

·         وما هي الأفلام والدول المشاركة؟

من المتوقّع أن تشهد الدورة الأولى لهذا المهرجان الوليد حضوراً دولياً قوياً ومكثفاً كونها دورة افتتاحية لأول مهرجان سينمائي أوروبي بهذا الحجم يقام على أرض مصر بعد قيام ثورة 25 يناير المجيدة وهي التجربة التي يسعى الجميع الى التعرّف إليها عن قرب.

كذلك يُتوقّع أن يصل عدد الدول الأوروبية المشاركة إلى عشرين، من بينها أهم الدول المنتجة للأفلام كفرنسا وبريطانيا وأسبانيا وإيطاليا وإنكلترا واليونان وألمانيا، وستكون روسيا ضيفة الشرف في المهرجان، على أن يصل عدد الأفلام المشاركة إلى 50 فيلماً في مختلف برامج المهرجان ومسابقاته، وستحرص إدارته على أن تتضمن الأعمال المختارة عدداً من أهم الأفلام الحديثة التي لم تُعرض بعد خصوصاً في المسابقة الدولية. كذلك سيشتمل البرنامج على مجموعة من أهم الأفلام التي حصدت الجوائز في المهرجانات الكبرى وحققت شهرة كبيرة وشارك فيها أكبر عدد من النجوم الكبار.

·         لماذا اخترتم روسيا تحديداً لتكون ضيفة الشرف في المهرجان؟

تقديراً للنهضة السينمائية الجديدة التي يعيشها الفن السابع فيها، كذلك يشكّـل السيـاح الروس فـي الغـردقـة 40% من إجمالي السياح بالمدينة، والجالية الروسية فيها هي الكبرى بين الجاليات الأجنبية، كذلك تتزامن فاعليات المهرجان مع إقامة المعرض التجاري الروسي بالمدينة بما يحقّقه من زخم وتواجد قوي لوفود روسية رسمية وفنية وشعبية.

·         وما هي أهم فاعليات المهرجان؟

يتضمّن المهرجان الكثير من المسابقات والحفلات والأنشطة الثقافية الكبرى ومنها المسابقة الدولية حيث تتنافس أفلام حديثة من دول أوروبا على جوائز المهرجان الدولية، بناء على اختيار لجنة المشاهدة التي سيشكّلها المهرجان من كبار كتاب ونقاد وفناني السينما، كذلك ثمة  مسابقة الديجيتال، وهي أكبر وأهم مسابقة للشباب السينمائيين في مصر وأوروبا حيث تتنافس فيها أفلام السينما المستقلة.

الجريدة الكويتية في

05/09/2011

 

8 أفلام تنعش بلاتوهات السينما

كتب: هيثم عسران  

فور انتهاء إجازة عيد الفطر يستأنف صناع السينما تصوير أفلامهم التي توقّفت بسبب الأحداث السياسية التي تعصف بمصر، أو لانشغال أبطالها بتصوير أعمال درامية عرضت على شاشة رمضان.

يستكمل كلّ من أحمد السقا وأحمد عز تصوير تجربتهما المشتركة الأولى «المصلحة»، بعد توقّف بسبب اندلاع الأحداث في مصر والاضطرابات الأمنية التي شهدتها منطقة شمال سيناء حيث يفترض أن يتم التصوير، علماً أن مشاهد محدودة أُنجزت قبل الثورة.

سباق عيد الأضحى

لم يختلف الوضع كثيراً مع الفنان أحمد حلمي الذي غاب عن المنافسة في موسم الصيف الماضي للمرة الأولى منذ سنوات، بعد توقّف التحضير لفيلمه الجديد «إكس لارج» بسبب ظروف إنتاجية، وعلمنا أن التصوير سيبدأ بعد الاستقرار على فريق العمل، ليأتي موعد العرض في عيد الأضحى أو في إجازة نصف العام.

كذلك يستأنف تامر حسني تصوير فيلمه الجديد «عمر وسلمى3»، مع مي عز الدين والمخرج محمد سامي، بعد توقّفه عن العمل أثناء الثورة ومشاركته في مسلسل «آدم» على شاشة رمضان، ومن المتوقع أن يعرض الفيلم خلال موسم عيد الأضحى.

كذلك يبدأ أحمد مكي قريباً تصوير «حزلئوم في الفضاء»، الذي يعود من خلاله إلى السينما، بعد أن انتهى من تصوير الجزء الثاني من مسلسل «الكبير قوي»، أما توقيت عرض الفيلم فتحدّده عودة الاستقرار إلى الساحة المصرية، على حدّ تعبير مكي.

بدوره، يستكمل المخرج علي رجب تصوير المشاهد المتبقّية في فيلمه الجديد «ريكلام» بطولة غادة عبد الرازق ورانيا يوسف، وقد انتهى من إنجاز 75% من المشاهد ويبقى تصوير مشاهد خارجية محدودة.

تجارب واعتذارات

يوشك هاني سلامة أن ينتهي من تصوير فيلمه الجديد «واحد صحيح»، ذلك بعدما وافقت كلّ من رانيا يوسف وبسمة وكنده علوش على المشاركة في البطولة.

كذلك يتابع المخرج أحمد سمير فرج تصوير فيلمه الجديد «بنات العم» المدرج على قائمة الأفلام المتوقّع عرضها خلال موسم عيد الأضحى، وينتمي العمل إلى نوعية الأفلام الكوميدية، ويشارك في بطولته: أحمد فهمي، هشام ماجد، شيكو، آيتن عامر وصلاح عبد الله.

أخيراً يبدأ المخرج محمد فخري تصوير «غرفة 6» الذي يشكل أولى تجاربه الإخراجية، بطولة المغنية اللبنانية قمر، الممثلة المغربية إيمان شاكر، المذيع عمر حمزاوي، في أولى تجاربهم في مجال التمثيل، ومن المقرّر أن يعرض الفيلم في موسم عيد الأضحى.

الجريدة الكويتية في

05/09/2011

 

مقال رئيس التحرير:

لغة الفيلم ولغة المسرح.. والسينما الخالصة

أمير العمري 

من الظواهر البارزة هذا العام في مهرجان فينيسيا السينمائي وجود عدد كبير نسبيا، من الأفلام التي تعتمد على أصول أدبية أو مسرحية.

من أبرز هذه الأفلام فيلم "مذبحة" Carnageلرومان بولانسكي المقتبس عن مسرحية  فرنسية، وفيلم "منهج خطر" لديفيد كروننبرج المقتبس أيضا عن مسرحية الكاتب الانجليزي كريستوفر هامبتون، وفيلم "مرتفعات ويذرتج" لأندريا أرنولد المقتبس عن الرواية الشهيرة بالعنوان نفسه للكاتبة الانجليزية اميلي برونتي، وفيلم "دجاج بالخوخ" لماريان سوترابي وزميلها الفرنسي فنسنت بارونو وهو مقتبس عن رواية لماريان سوترابي صدرت عام 2004، وفيلم "المتجول، الخياط، الجندي والجاسوس"لتوماس ألفريدسون المأخوذ عن رواية لكاتب أدب الجاسوسية البريطاني الشهير جون لوكاريه، و"فاوست" لألكسندر سوكوروف عن رواية جوته الشهيرة.. وغير ذلك.

ولاشك أن الأصل الأدبي لا يؤثر بالضرورة على مستوى الفيلم السينمائي إذا عرف المخرج وكاتب السيناريو كيف يستفيدان من العمق في بناء الشخصيات، وهو ما يوفره الأصل الأدبي عادة، مع اعادة صياغة الحبكة والأحداث بحيث تلاءم لغة السينما التي تقوم على الصوت والصورة، أي على الحوار وعلى المؤثرات الصوتية الأخرى بما فيها الموسيقى.

كما تقوم أيضا، بل وأساسا، على الصور واللقطات وعلى العلاقة بينها، وعلى تفاصيل أخرى كثيرة ترتبط بالمونتاج وبالاضاءة وبكل ما يقع داخل الكادر السينمائي (الميزانسين). وسواء كنا من أنصار مدرسة ايزنشتين التي تعلي من شأن المونتاج، أم من أنصار مدرسة أندريه بازان التي ترفع من شأن الميزانسين، فالسينما شكل فني يختلف بالضرورة عن الأدب المكتوب (الذي يعبر فيه الكاتب من خلال وسيط واحد هو الكلمة فقط).

وقد دهشت من الرأي الذي قرانه أخيرا للزميل الناقد سمير فريد في "المصري اليوم" وخلاصته أن فيلم "مذبحة" لرومان بولانسكي هو فيلم ينتمي إلى "السينما الخالصة"، وإنه ليس من الممكن فهم أي شيء مما يتناوله من خلال الحوار وحده. وهو ما أختلف معه تماما.

لو القضية هنا هي قضية مفاهيم يجب مناقشتها بكل صراحة، لأنني أرى أن  مثل هذه الآراء التي لا تخضع للنقاش والمناقشة والجدل (وهو أمر أصبح غائبا بشكل مثير للرثاء حقا عن حياتنا الثقافية والنقدية) يتم تكريس مفاهيم معينة لدى الأجيال الجديدة من دارسي السينما وعشاقها وهواتها أيضا.

إن فيلم "مذبحة" كما ذكرنا، مقتبس عن مسرحية لياسمين رزا (أو رضا - لا نميل لتعريب الأسماء بل الأفضل في رأينا كتابتها كما يكتبها وينطقها أصحابها وهم في ايران يقولون "رزا Reza وهكذا يكتبونها). هذه المسرحية أخلص لها بولانسكي ومن شاركه كتابة السيناريو اخلاصا شديدا، فقد أكسبوها الحياة في السينما عن طريق "الميزانسين" الذي روعي فيه الاهتمام بالتكوين وتنويع اللقطات وزوايا التصوير وضبط الاضاءة واختيار قطع الديكور بمهارة حذق، وتحريك الممثلين. غير أن الفيلم بعد هذا هو أساسا وقبل أي شيء، فيلم تمثيل وممثلين، وهذا هو العنصر الأكثر بروزا فيه، وكل عامل فني آخر تم تسخيره لخدمة الأداء التمثيلي.

ولاشك أن للكتاب سحره لأنه يتيح لك أن تتخيل أنت الصور والشخصيات كما تشاء، كما أن الصورة السينمائية تجسد من خلال رؤية المخرج، تلك الشخصيات وتدفع فيها الحياة، لكن يظل للمسرح بالتأكيد سحره الخاص، فهو يجعلك تتفاعل مع الممثلين بشكل مباشر وبدون وسيط يختار لك زاوية المشاهدة.

في الكتاب أنت ترى ما تريد أن تراه بالطريقة التي تحلو لك. وفي المسرح أنت ترى الممثلين وهم يستخدمون الحوار أمامك مباشرة، وفي السينما تراهم يستخدمون الحوار (المسرحي) ولكن من خلال زوايا التصوير وقطعات الانتقال عبر المونتاج للمحافة على سلاسة التدفق، ولا شيء غير ذلك.

المسرح إذن هو المسرح، والسينما لها لغتها التي تختلف بالضرورة عن لغة المسرح. واختيار مسرحية لتحويلها الى السينما يجعلها في الأغلب الأعم، خاضعة بشكل ما للغة المسرح ولكن بدون الاطار المسرحي وتقاليده المعروفة وجاذبيته الخاصة، فكيف يمكن القول ان فيلما مثل "مذبحة" لا يتجاوز أبدا النص المسرحي ويعتمد بالكامل على الأداء أي على الحوار أيضا، هو من أعمال "السينما الخالصة" وإنه ليس من الممكن أبدا الالمام بموضوعه من خلال الحوار فقط؟!

نعم بل يمكن تماما متابعته عن طريق الحوار فقط وفهم محتواه ولكن المتعة الفنية لن تكتمل إلا بمشاهدة الممثلين في اطار الديكور المسرحي والاضاءة، أو من خلتال زاوية الصورة السينمائية في الفيلم. وهذا لا يجعل من "مذبحة" بأي شكل من الأشكال، عملا من أعمال "السينما الخالصة"، فهذه السينما لا يمكن أبدا ردها بكل بساطة الى الأصل المسرحي، في حين يمكن جدا ومن أول لقطة بل ومن الصور الثابتة الصحفية التي وزعت للفيلم قبل عرضه، معرفة أنه مسرحية مصورة سينمائية.

عين على السينما في

05/09/2011

 

«شارع الهرم» خلوة غير شرعية للسينما المصرية

محمد شكر  

مع تزايد حملات مقاطعة فيلم «شارع الهرم» علي موقع الفيس بوك توقع البعض تراجع الفيلم في شباك التذاكر مع حدة الهجوم الذي لم يستهدف الفيلم في حد ذاته ولكن الكثير من مهاجميه اعتبروا هذا الهجوم مقدمة لتغيير خريطة السينما المصرية بعد ثورة 25 يناير التي ارتقت بوعي الشعب المصري فيما اعتبره البعض ثورة علي الفن الهابط ومحاولة لترسيخ ثقافة تبتعد عن ثقافة هز الوسط .

ورغم ان حملات مقاطعة شارع الهرم اكدت استهداف «آل السبكي» الذين ابتلوا السينما بخلطة اقتصادية علي المستوي الانتاجي ومربحة علي مستوي شباك التذاكر إلا أن «السبكية» تحملوا جرائم كل صناع السينما الرديئة لأنهم لا يخوضون هذا السباق منفردين، فهناك الكثير من المنتجين الذين قدموا اعمالاً أكثر ابتذالاً من شارع الهرم ولكن السبكية الاكثر قراءة لذوق الجمهور والاكثر استفادة من تغيرات الذوق العام وهو ما دفعهم لانتاج افلام مثل «كباريه» و«الفرح « و«حلم العمر» .

والمؤكد ان حملات المقاطعة التي تتداولها وسائل الاعلام المقروءة والمرئية لا تجدي نفعاً بدليل تصدر فيلم شارع الهرم لايرادات موسم العيد، بل ان الفيلم حقق رقماً قياسياً جديداً مقارنة بالايراد اليومي لأي من الافلام السينمائية المصرية بعد ان كسر حاجز المليوني جنيه وهو رقم حقيقي الي حد كبير وله ما يبرره، خاصة وان شركات التوزيع السينمائي التي وقعت قسيمة طلاق منذ عدة سنوات وبقيت علي خلاف لم تستطع ان تصلحه غرفة صناعة السينما ولكن الكيانات الكبيرة التي تكتلت في مواجهة بعضها البعض وطبق كل منها مبادئ احتكار السينما بحذافيرها تراجعت بدافع المصلحة بعد توقف عجلة الانتاج وضعف التوزيع الخارجي فعاد الفرقاء لبعضهم البعض وتبادلوا نسخ الافلام فزاد عددها وبالتالي زادت الايرادات.

ورغم ان هناك اكثر من خمس وعشرين مجموعة تم تدشينها علي الفيس بوك لمقاطعة فيلم «شارع الهرم» الا ان عدد المشاركين فيها جميعاً لم يتجاوز الثلاثة آلاف مؤيد لمقاطعة الفيلم الا ان الايرادات تؤكد ان هناك ما يزيد علي ثلاثمائة الف مشاهد قد ابتاعوا تذاكر الفيلم في ثلاثة ايام فقط والنسبة تثبت ان هناك تفاوتاً كبيراً بين ما يدعو اليه النخبة من اصلاح احوال السينما المصرية وبين الواقع الذي يفرضة شباك التذاكر. والازمة ليست في فيلم شارع الهرم ولا في التوليفة «السبكية» التي تجد من يساندها بالعديد من ملايين الشعب المصري ولكن الأزمة الحقيقية ترجع الي السينمائيين انفسهم الذين يرضخون للمنتجين الذين يتعاملون علي طريقة «الجمهور عاوز كده» رغم ان كثيرا منهم لا يعلم ما الذي يريده الجمهور بالتحديد لان جمهور السينما في مصر جمهور غير حقيقي ولا يملك معظمه الذائقة التي تجعله قادرا علي تقييم الافلام بل لا يهتم بتتبع صناع السينما الحقيقيون من كتاب ومخرجين ولكنه يدخل دار العرض معتمداً علي افيش يحمل صورة نجم يفضله لأنه مضحك او لأنه يردد بعض العبارات التي تتداولها شفاه المراهقين في الوقت الحالي.

وسينما «السبكي» تطورت كثيراً بناء علي خبرتها بالشارع المصري ومتغيراته فهذا النوع من الافلام التي بدأت تخترق دور العرض جاءت بعد انتعاشة السينما قبيل انتهاء القرن الماضي بأفلام غازلت مجتمع العشوائيات الذي ساهم في انتعاش السينما خلال العقد الاخير لاسباب اقتصادية. فنحن لا نمتلك جمهورا حقيقيا للسينما المصرية ولكنه جمهور يعتبر الجلوس في السينما نزهة في حديقة أكثر منه تذوقا لنوع من انواع الفن وبالتالي فلا فارق يمكن ان يؤثر علي مشاهد ذهب لفيلم «شارع الهرم» فلم يجد إلا تذاكر لفيلم «بيبو وبشير» فشاهده دون تذمر لأن الهدف ليس الفيلم بل مجرد الاستلقاء في قاعة مكيفة ومشاهدة رغباته التي تختلف من مشاهد لآخر، فهناك من يفضل في السينما الاراجوزات والمضحكين وهناك من يفضل توليفة دينا وسعد الصغير واغنية عن الحشيش او البانجو وهناك من لا يفرق بين منة شلبي ودينا ولا يعبأ بهذا او ذاك، ولكنه يعتبر السينما خلوة شرعية او غير شرعية بمن يحب وفي النهاية تأتي الايرادات لترفع اسهم نجوم وافلام ومنتجين تحولوا الي ديناصورات يملكون القوة للتحكم في السينما التي تراجعت بتهاون رجالها في التصدي لازمات هذا المجتمع، فلو استمرت افلام من نوعية «احلام هند وكاميليا» الذي عبر عن عالم المهمشين من سكان العشوائيات بنعومة وانسانية لما صدمنا بفيلم مثل «كلم ماما» ولو استمرت افلام مثل «البريء» لما اصبح فيلم دكان شحاته نموذجاً للافلام السياسية فإذا ما رغب الجمهور في القيام بثورة ضد الابتذال والاسفاف فعليه ان يبحث في اسباب فساد منظومة السينما التي لن تصلح الا بصلاح صناعها وتدخل وزارة الثقافة لدعم التجارب الجادة للخروج من نفق شارع الهرم لسينما ارحب قادرة علي استيعاب مصر جديدة دون تعال علي البسطاء الذين لا يرون في الفن السابع اكثر من وسيلة للتسلية والمتعة .

الوفد المصرية في

05/09/2011

 

شارع الهرم يتحدي المقاطعة.. ويتصدر إيرادات العيد

كتب غادة طلعت 

عكس ما كان متوقعا لإيرادات أفلام عيد الفطر هذا العام فوجئ الكثيرون بقائمة الإيرادات التي أكدت أن التوقعات ليست بالضرورة أن تصبح حقائق خاصة أن البعض توقع أن نجوم الميدان سوف يعتلون قائمة الإيرادات الفترة المقبلة ولكن الواقع كان غير ذلك حيث حقق فيلم «شارع الهرم» الذي يقوم ببطولته المطرب الشعبي سعد الصغير والراقصة دينا أعلي إيرادات هذا الموسم وتخطت في خمسة أيام 6 ملايين وسبعمائة ألف جنيه وهو ما كان يستبعده الكثيرون خاصة أن سعد كان من أبرز أعداء ثورة 25 يناير ومنذ اللحظة الأولي لإعلان موعد تصوير الفيلم والحملات الهجومية ودعوات المقاطعة ترافق الفيلم هذا بجانب مضمون الفيلم الهابط الذي لم يقدم أي جديد في الخريطة السينمائية ولكن علي العكس أكد المنتج والموزع محمد حسن رمزي أنه كان يتوقع تربع سعد علي عرش الإيرادات خاصة أن نوعية أفلام «الهرتلة» هي التي تفوز بالعيدية كل عام مضيفا أن سعد الصغير استطاع أن يجذب أكبر عدد من الجمهور خاصة أنه يقدم الرقص والغناء والاستعراض بشكل واسع بجانب الإفيهات المتعددة من فنانين كثيرين ويشارك في بطولة الفيلم الفنانة الشابة آيتن عامر واللبنانية مادلين طبر وأحمد بدير ولطفي لبيب ومها أحمد كما يضم عددًا من المطربين الشعبيين من بينهم طارق الشيخ وأحمد سلامة. وهو من إنتاج السبكي للإنتاج الفني.

أما الفيلم الثاني في قائمة الإيرادات هو «تك تك بوم» وحقق إيرادات وصلت لخمسة ملايين و200 ألف جنيه ويقوم ببطولته الفنان محمد سعد الذي حاول أن يغير جلده في أحداث هذا الفيلم والذي صبغه بلون ثورة 25 يناير أملاً في أن يستعيد ثقة الجمهور الذي هجره منذ أكثر من ثلاثة مواسم وآخرها في فيلم «اللمبي 8 جيجا» وشارك في بطولة الفيلم التونسية درة ولم يتعجب الموزع محمد حسن رمزي من وجود سعد في المرتبة الثانية في سباق الإيرادات خاصة أنه يري أن سعد لم يغير من جلده كثيرًا كما أنه استعان بأفيشات سيئة لم تعبر جيدًا عن الفيلم فكانت النتيجة الإيرادات المتوسطة التي حققها.

أما الفيلم الثالث هو «بيبو وبشير» الذي توقع البعض أن يكون في المرتبة الأولي من الإيرادات خاصة أن بطله آسر ياسين كان من بين نجوم ميدان التحرير إلا أن النتيجة لم تتوافق مع التوقعات وحقق فيلمه 2 مليون و100 ألف جنيه بالرغم من أن منة شلبي التي تعد من نجمات الشباك تشاركه البطولة. وتدور الأحداث في إطار كوميدي يتوافق مع أفلام عيد الفطر إلا أنه لم يستطع أن يتفوق علي سعد الصغير ومحمد سعد الأكثر شعبية ويشارك في بطولة الفيلم عزت أبو عوف والمخرج محمد خان وهو أولي تجارب مريم أبو عوف الإخراجية في الأفلام الروائية الطويلة وتراجع فيلم «أنا بضيع يا وديع» المأخوذة فكرته من حملة إعلانات قناة ميلودي الأكثر شهرة في الفترة الأخيرة، وحقق ميلونا و500 ألف جنيه ويشارك في بطولته أيمن قنديل وأمجد عادل واللبنانية لاميتا فرنجيه وانتصار وضياء الميرغني إخراج شريف عابدين وإنتاج ميلودي بيكتشرز.

والفيلم الأخير في هذه القائمة «يانا ياهوه» الذي يعتبر ثاني تجارب نضال الشافعي في البطولة السينمائية ولكنه لم يحقق سوي 600 ألف جنيه خلال الخمسة أيام الأولي من عرضه. وتشارك في بطولته ريم البارودي وعدد كبير من الوجوه الشابة وهو من تأليف أحمد حجازي وإخراج تامر بسيوني وإنتاج شركة بانوراما دراما.

روز اليوسف اليومية في

05/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)