ممثل قدير يمتلك تاريخاً ناصعاً في المسرح السياسي فسعيد صالح الشهير بـ"مرسي
ابن المعلم الزناتي" له أراء مثيرة للجدل وأحياناً صادمة سواء في الظواهر
الاجتماعية أو في زملائه فهو لا يعرف المجاملات ولذلك أعلن بلا مواربة انه
سعيد يعني "فرحان" بالثورة وشبابها ورجالها وستاتها معلناً تأييده الكامل
لمطالبها وأهدافها وما حققته من نتائج مبهرة غيرت وجه الحياة في مصر وخاصة
الفن الذي سيبدأ عصراً جديداً بعد 25 يناير. مع سعيد صالح كان هذا الحوار
الجرئ الذي فتحنا فيه كل الملفات سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
·
كيف كان موقفك من الثورة؟
** أنا مع الثورة قلباً وقالباً واللي ضدها يبقي مش فاهم حاجة أو منتفع
وصاحب مليارات وخايف تضيع منه لأن الفساد طوال ثلاثين عاماً "كان للركب"
وأنا كنت من ضحايا النظام السابق لأني دخلت السجن في عهده.
·
لكنك دخلت السجن بسبب اتهامك
بتعاطي المخدرات "الحشيش"؟
** يا عم.. انت بتصدق هذا الكلام.. مخدرات إيه!.. أنا دخلت سجن الحضرة لأن
لساني طويل ومبخافش من حد.
معارض سياسي
·
معني هذا أنك دخلت السجن بسبب
آرائك السياسية؟
** نعم واعتقد أنني دخلت السجن لأنني معارض للنظام السابق ووصفته بالسلبية
ومن يومها حطوني في دماغهم.. وكان مصيري الحبس وبعدما خرجت ازداد لساني
طولاً ولأنني الحمد لله لم أنهب ملايين وليس لي في الكوسة.
·
ولكنك كانت لك آراء فاضحة غضب
منها البعض؟
** تقصد ما نشر علي لساني بأنني أشجع العلاقات الجنسية بدون زواج فأنا أؤكد
ان هذا الكلام لم يحدث ولكنني كنت أقصد أن الزواج بيكَّره الواحد في حياته
إذا لم يكن هناك تفاهم بين الزوجين فالطلاق أولي وأنا للعلم مسلم وموحد
بالله وحجيت بيت الله الحرام عشر مرات منذ خروجي من السجن عام .1996
·
وهل أفادتك تجربة السجن؟
** ربنا ما يحكمش علي حد بيها.. بس بالتأكيد استفدت منها فتعلمت طعم الحرية
ومعناها وتأكدت أنه ياما في الحبس مظاليم فقد رأيت داخل السجن مواطناً سبب
حبسه أنه اشتري حماراً بالقسط ومدفعش الأقساط وواحدة اشترت "غسالة" ودخلت
السجن أيضاً لأنها لم تسدد الأقساط.
·
نعود للثورة.. في رأيك لماذا
قامت؟
** بسبب الفساد والجوع والفقر والظلم وغياب العدل وتجاهل الشباب. فهذه
المصائب جعلت مصر تأخرت بعد أن كانت أم الدنيا وقائدة للعالم العربي اصبحت
في ذيل العالم.
·
ماذا ستقدم لشباب الثورة؟
** أنا رجل عجوز وأهديهم مسرحية جديدة أقوم بقراءتها حالياً تمهيداً
لتقديمها في مسرح القطاع الخاص.
وش السعد
·
وفي رأيك هل أفادت الثورة
المسرح؟
** بالطبع لأنها سوف تلغي الرقابة.
وأتوقع أن يتم إنتاج أعمال فنية جيدة وحرفية في الفترة المقبلة. لأنني
أعتقد أن زمن الهلس انتهي بلا رجعة ولذلك أعتقد أن الثورة كانت وش السعد
علي مصر وطبعاً الفن أيضاً.
·
ماذا تقول لشباب الثورة؟
** يجب أن يقفوا صفاً واحداً من أجل الوطن ومصلحة بلدهم.
·
هل أنت مع القائمة السوداء
لفناني الثورة؟
** نعم فلا يصح أن يتسرع أي إنسان ويهاجم شباباً أيقظ مصر من غفوتها. وأقول
لهم عيب عليكم.
·
ما أخبارك مع عادل إمام حالياً؟
** عادل إمام صديق عمري. وكما قلت من قبل فهو رفيق سلاح وسيظل كذلك.. وأقول
للناس بلاش شائعات.
شاشتي المصرية في
28/04/2011
يتذكر لقطات نادرة بـ "وداع في الفجر"
كمال الشناوي: مبارك لعب دور كومبارس في
الفيلم فمنع عرضه 30 سنه
أجري الحوار: أشرف عزت
يعيش الفنان كمال الشناوي هذه الأيام حالة من السعادة البالغة بعد نجاح
ثورة 25 يناير في إسقاط نظام مبارك ورموزه الفاسدين.. ورغم نبرة الحزن التي
انتابت صوته الذي وصلنا من خلال الهاتف في سياق حديثنا عن الشهداء. فقد أكد
أن دماء هؤلاء قد روت شجرة الحرية.. ورغم أعراض الانفلونزا التي بدت علي
صوته فقد أصر علي التواصل مع شاشتي.
أخيراً تنفس الشعب المصري هواء "نقيا" بهذه الجملة بدأ الفنان القدير كلامه
عن ثورة 25 يناير مؤكداً انه تابع أحداثها منذ اللحظة الأولي وأضاف: أسعدني
ما فعله الشباب النقي البريء من أجل مصر واصفاً الثورة بأنها ثورة عظيمة
سوف يخلدها التاريخ. قام بها الشباب. ودعمها باقي الشعب الذي خرج كالاعصار
في وجه الظلم.
تراجع مصر
وعن أحوال مصر في عهد النظام السابق قال الشناوي: للأسف مصر تراجعت مكانتها
بشكل كبير إقليميا ودولياً وأصبحت التنمية محلك سر لافتاً إلي أن ديون
البلد تجاوزت الحدود وفي حديثه عن الفساد وصفه بأنه تحول إلي طوفان أغرق كل
شييء لكنه أكد من ناحية أخري أن مصر مازالت بخير وأن دماء الشهداء سوف تثمر
الحرية.
وفي سياق حديثه عن ملامح الثورة المضادة أكد الشناوي.. أن آثار الانفلات
الأمني تتلاشي شيئاً فشيئاً مشيراً إلي إحساسه الكبير بالسعادة بعد سقوط
رموز الفساد وأضاف: علينا أن نتكاتف جميعاًً لدفع عجلة الانتاج من أجل أن
تعود مصر العظيمة أم الدنيا.. وعن الشعور بالحيرة الذي يسيطر علي أغلبية
الشعب المصري في توقعاتهم للرئيس القادم بعد أن ظل أمراً واقعاً لسنوات
وسنوات قال الفنان.
شجرة الحرية
وعن تفاصيل اللوحة الفنية التي يمكن أن تسجل أحداث الثورة في حالة إذا ما
فكر الشناوي في رسمها باعتباره فناناً تشكيلياً قبل أن يكون ممثلاً أكد
الفنان الكبير أن دماء الشهداء وهي تروي شجرة الحرية أهم ملامح تلك اللوحة
.
أما عن فيلم "وداع في الفجر" الذي قام ببطولته الشناوي وتم تصويره عام 1956
وشاركته بطولته الفنانة شادية وكان للرئيس السابق مبارك مشهداً فيه حيث كان
طياراً بقاعدة بلبيس الجوية وتم ترشيحه للظهور في العمل فقد أكد الشناوي
انه تم منعه من العرض لمدة 30 عاماً هي فترة حكم مبارك لافتاً إلي انه لم
يكن يتوقع أن يأتي الوقت ليصبح هذا الطيار هو رئيس مصر بعد ذلك نافياً أن
يكون حدث بينهما أي حوار من أي نوع ساعة تصوير المشهد.
استراحة محارب
وعن حقيقة اعتزاله الفن نفي الشناوي ذلك تماماً موضحا ان غيابه ما هو إلا
استراحة محارب لافتاً الي انه رفض العديد من الأدوار التي عرضت عليه مؤخراً
لكونها لا تليق بتاريخه العريض مؤكداً انه لا يريد ان يهدم هذا التاريخ
الطويل بأعمال تؤخذ عليه.
وفي اشارة الي بعض ما عرض عليه من أدوار أوضح الشناوي انه رفض دوراً في
مسلسل "شيخ العرب همام" الذي قام ببطولته يحيي الفخراني وعن الطريقة التي
يقضي بها يومه قال الفنان الكبير انه يقوم بتسجيل مذكراته بالاضافة الي
تخصيص بعض الوقت في كتابة بعض القصص وذكر منها "حب في الظلام".
وعن التواصل بينه وبين أصدقائه من الفنانين أكد ان الوسط الفني الآن خالي
من الحب بين الناس موضحاً انه لم يعد أحد يهتم بأحد ولا بمجرد السؤال عن
الحال والصحة.. واستثني من ذلك عددا من الاصدقاء القدامي ذكر منهم: عمر
الحريري نادية لطفي وشادية.. وختم حديثه بالتأكيد علي ان الجحود والنكران
يسودان العلاقات بين الجميع في الوسط الفني الآن.. وكانت آخر جملة قالها
لنا.. "الله يرحم زمن الفن الجميل".
شاشتي المصرية في
28/04/2011
بدعوي الظروف الاقتصادية والأمنية
المهرجانات الفنية في مهب الريح
يقدمه: عمرو كمال
ألقت الأوضاع السياسية الناتجة عن ثورة 25 يناير بظلالها علي كل الأحداث
الفنية وأصبح في حكم المؤكد تأجيل عدد من المهرجانات هذا العام حالة
الارتباك الفني والسياسي والأمني والاقتصادي. أول هذه المهرجانات التي تأكد
إلغاؤها المهرجان القومي للسينما المصرية الذي كان مقرراً بدء فعالياته في
أبريل الجاري. لكنه تأجل للعام المقبل وفقاً للأحداث. كما أعلن وزير
الثقافة الجديد في حكومة تسيير الأعمال. الدكتور عماد أبوغازي إلغاء مهرجان
المسرح التجريبي لهذا العام نتيجة سوء الأوضاع المالية بالوزارة
والاحتجاجات التي تشهدها جميع المناطق العربية.
الحال نفسه مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي أعلن وزير الثقافة أن
المهرجان يواجه مشاكل كثيرة علي مستوي الدعمين المالي والمعنوي. وأنه يفكر
في تأجيل الدورة الخامسة والثلاثين من المهرجان إلي العام القادم. ويتبقي
مهرجان الإسكندرية السينمائي الذي لايزال هناك أمل داخل جدران الجمعية
المصرية لكتاب ونقاد السينما في إقامته. لكن هذه المرة سوف تواجه مشاكل
كثيرة بسبب رفع وزارة الثقافة يدها عن المهرجان كما هو متوقع.
هذه المؤشرات والمعطيات دفعتنا للتعرض للقضية التي انقسم حولها الوسط الفني
بين مؤيد ومعارض. فهناك من يري أن الظروف الراهنة لا تسمح وغير مقبول أن
تقام في هذه الأجواء الصعبة التي تمر بها البلاد وفي المواجهة يري آخرون
أنه قرار كارثي ومصيبة سوف تصيب الحياة الفنية في مقتل استعرضنا آراء
الرافضين والمؤيدين في سياق السطور التالية.
الفنان عزت أبوعوف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي أكد أنه حتي الآن لم يصدر
قرار نهائي من وزارة الثقافة بهذا الشأن.
أضاف تقابلت مع وزير الثقافة منذ عدة أيام بناء علي طلبي للتأكد من ذلك.
بالإضافة إلي موقفي من الاستمرار في رئاسة المهرجان.
وقال لي: لن تكون هناك قرارات متسرعة بذلك الشأن خاصة في الظروف الراهنة
ولابد أن ندرس الموقف جيداً حتي نتخذ القرار المناسب.. وعن تقديم استقالتي
أم لا في ظل هذا التغيير. أكد لي الوزير أنه لم يغير في هيكل المهرجان.
وقال: "لابد أن نكمل المرحلة المقبلة كما نحن".. ويري أبوعوف أنه من الصعب
إقامة المهرجان هذا العام لأن البلد تمر بمرحلة انتقالية صعبة والظروف غير
مناسبة ليس فقط لمهرجان القاهرة ولكن لأي مهرجان فني الآن. كما أن الظروف
المادية غير مؤهلة.. بالإضافة لذلك: من الصعب أن يتم حضور 560 ضيفاً من
الأجانب من جميع دول العالم في ظل الظروف الأمنية الحالية لأن أي مشكلة
ستحدث قد تتسبب في أزمة كبيرة.
أوضح أبوعوف أن سحب صفة الدولية من المهرجان هي أكثر ما يقلقني الآن. لذا
سأبدأ خلال هذه الأيام بإجراء اتصالات مع المسئولين في الاتحاد الدولي
للمنتجين لبحث ذلك. ولكن أعتقد أن العالم كله يتفهم الوضع الذي تمر به
البلد لأنه في النهاية ظرف قاهر.
وأعلن أبو عوف عن نيته إعادة هيكلة المهرجان بالكامل. وإذا كان المهرجان
سيؤجل هذا العام فيعتقد أن فرصة تنظيم المهرجان ستكون أفضل.
انشقاق
ممدوح الليثي رئيس مهرجان الإسكندرية السابق الذي أوضح أن هناك حالة انشقاق
بالغة بين من يؤيدون قرار الإلغاء بدعوي نقص الإمكانات المادية والأمنية
وبين من يعارضون هذا القرار لأن هذه المهرجانات ستكون خير دعاية لمصر علي
المستوي الخارجي وسيمثل وجود مثل هذه الفعاليات حالة جذب سياحي إيجابية.
أضاف قائلاً أن هناك عجلة في طرح ومناقشة مثل هذه الأمور فالثورة لم تمر
عليها ثلاثة أشهر بعد. أي أن كل هذه الأحداث التي مررنا بها لم يمر عليها
سوي أسابيع معدودة وأن مثل هذه القرارات الحساسة يجب أن تأخذ وقتها فمازال
أمامنا الوقت الكافي لتقرير مثل هذه الأمور. إلا أن موضوع الاستقرار عامل
مهم لا يمكن اغفاله بل يجب توفيره لأنه علي هامش هذه المهرجانات تعقد عدد
كبير من الندوات الفيلمية التي يحضرها عدد كبير من الضيوف من مختلف دول
العالم. بالإضافة إلي اللجان التحكيمية والنجوم العالميين الذين يكرمون كل
عام ولكل هذه الأسباب يجب ضمان الحد الكافي لتأمين هذا التواجد علي المستوي
الأمني. أما بخصوص الجانب المادي فيجب البحث عن جهات تمويلية للمهرجانات
ولو أن تقام في أضيق الحدود.
صورة نهائية
الناقد نادر عدلي عضو جمعية كتاب ونقاد السينما والمرشح لرئاسة المهرجان ..
يري أن المهرجانات السينمائية ليست مجرد احتفاليات هامشية لا ضرورة لها
ولكنها بمثابة الصورة النهائية للحالة السينمائية لأي بلد في العالم فما
بالك بدولة قامت بها ثورة بهذه الضخامة ونالت اهتماماً إعلامياً من جميع
دول العالم وهو ما سيضعنا تحت المجهر. لمعرفة انتاجنا السينمائي والثقافي
خلال هذا العام الفارق في التاريخ المصري. فمن غير المعقول أن تكون ثورة
مليئة بالأفكار العميقة لا يوجد لها مرآة حقيقية وهي السينما لتعبر عنها.
وفي رأيي الشخصي أن إلغاء المهرجانات سيعطي للعالم انطباعاً سلبياً عن شكل
الاستقرار في مصر. كما أن الحالة السينمائية بشكل عام كانت تعاني منذ فترة
طويلة قبل الثورة وهو ما زاد بعدها فهناك 6000 ممن يعملون بهذه المهنة
وانقطاعهم عن العمل طوال هذه الفترة يهدد ببطالة ستؤدي إلي تكهين تلك
الصناعة الفريدة من نوعها في المنطقة وللأسف ان عدم الاهتمام بالجوانب
الثقافية سيكون أحد موروثات الحكومات التالية من النظام السابق. فالأحزاب
التي نراها الآن تظهر علي السطح لم تضع الخريطة الثقافية ضمن برامجها وهذا
هو الخوف أن تظل الثقافة علي الهامش. فيجب أن يكون هناك دعم حكومي لجميع
مناحي الثقافة وعلي وجه الخصوص السينما والمسرح فكيف يكون الإلغاء هو أول
نتائج الثورة. إلا إذا كان نقص الامكانات المادية والأمنية مجرد حجة زائفة
وراءها الخوف المبالغ فيه من الاتجاه السلفي الراهن. وإذا كان هذا الهاجس
هو السبب الحقيقي. فهذه مصيبة لأنه من الأدعي أن تكون هذه المهرجانات هي خط
الدفاع الأول عن الفن المصري.
نصف مهرجان
الناقد علي أبوشادي رئيس المهرجان القومي للسينما ورئيس مهرجان الإسماعيلية
للأفلام التسجيلية والقصيرة. تحدث عن رؤيته للقضية قائلاً: إنه لو كان في
امكان إدارة مهرجان القاهرة عمل نصف مهرجان فهو أفضل من إلغائه. وأعتقد أن
التوقيت الذي سبق وأعلنت عنه إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي سوف
يشهد زخماً كبيراً في الحياة السياسية وسوف يتعارض الموعد مع انتخابات
الرئاسة وأظن أن هناك أسباباً أخري لتأجيل المهرجان. لكني بصفة شخصية أتمني
أن يتم انعقاد الدورة القادمة من المهرجان حتي لو كانت في أضيق الحدود. لكن
هذا مرهون بقدرة إدارة المهرجان علي انعقاده في هذا التوقيت فوجود مهرجان
كبير مثل مهرجان القاهرة السينمائي علي الخريطة الدولية يحتم ظهوره ولو في
أضيق الحدود فأنت تعطي رسالة سياسية من خلال انعقاده بوجود أمن وأمان في
مصر. إضافة إلي أنك تحافظ علي مكانة المهرجان بين المهرجانات العالمية.
أبو شادي أضاف: هناك مهرجانات عالمية توقفت بسبب أحداث طارئة مثل مهرجاني
كان وفنيسيا اللذين توقفا بسبب الحرب العالمية لكن في حالة مهرجان القاهرة
أتمني أن ينعقد لأننا لسنا في ظروف حرب وأتمني أن يظل المهرجان قائماً حتي
لا يتخلف عن الركب السينمائي العالمي.
أما مهرجان الإسماعيلية. فحتي الآن لا يوجد أي شيء بخصوصه وان كنت سأقاتل
من أجل بقائه حتي لو لم أكن رئيسه. خاصة أن المهرجان أصبح لديه سمعة عالمية
مهمة وأخشي أن يأتي وزير جديد بعد وزارة تسيير الأعمال الحالية فلا يجد
المهرجان فيلغيه تماماً وهو خسارة كبيرة لمصر وللسينما في نفس الوقت.
كان للناقد يوسف شريف رزق الله رأي قاطع في هذا الأمر بأن إلغاء المهرجان
هذه الدورة لا يؤثر علي وضعنا دولياً للدرجة التي يتخيلها البعض. بل إن كل
الدول المشاركة في المهرجان ستراعي الأوضاع. فطالما هناك ضرورة فلا خوف من
هذا لأن الأمور لا تحسب بهذا الشكل وأن هذا القرار يرجع للوضع الراهن
للدولة. متسائلا: كيف نستطيع أن نحضر لمهرجانات وخصوصاً دولية تعتمد علي
استضافة نجوم أجانب في ظل تعديلات دستورية وانتخابات مجلسي الشعب والشوري
وأوضاع غير مستقرة. هذا بالإضافة إلي قلة الموارد المالية.
فساد كبير
المخرج أحمد عاطف يري أن خطوة إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي ليست في
محلها ويقول: أنا ضد قرار الدكتور عماد أبوغازي بإلغاء المهرجان وهي خطوة
تحسب عليه فلا أعتقد أن هناك وزير ثقافة بدأ حياته بالإلغاء. فإلغاء
المهرجان هذا العام فكرة ليست في صالح مصر خاصة أنه كان لدينا فرصة ذهبية
لإعطاء صورة مختلفة عن مصر. تفيد الاقتصاد والسياحة والسينما المصرية.
يضيف: لدي ملف فساد كبير عن المهرجان ومخالفات سوف أتحقق منها قريباً لكن
هذا لا يعني إلغاء المهرجان خاصة أن الوزير أشار إلي وجود أنشطة جديدة
مستحدثة سوف تنفق عليها الوزارة وهو ما يؤكد أن الإلغاء ليس له علاقة بنقص
الموارد المالية وكان الأجدي فتح تحقيق في خسائر المهرجان وتغيير إدارته
لكن إلغاءه شيء مرفوض تماماً.
مدير التصوير الدكتور محسن أحمد يري أن التأجيل يقلل من تقدير العالم
للسينما المصرية ويقول: أنا مع أن تستمر الحياة مهما حدث وأعتقد أن الحياة
لن تعود إلي ما هي عليه إلا عندما نعود لنعمل ونقدم سينما وفنوناً وتظاهرات
فنية ورياضية وغيرها وفكرة التأجيل في رأيي تشبه فكرة التأجيل التي تحدث في
المشاريع الفنية. والتي يتحجج أصحابها بأنهم يقومون بالتحضير الجيد للعمل
وفجأة تجدهم يبدأون التصوير وتشعر بأنهم تعجلوا الأمر ولا تعرف لماذا
تأخروا كل هذا الوقت وفي أي شيء كانوا يحضرون ويضيف محسن أحمد: عشنا ثلاثين
عاماً ونحن نخاف من المواجهة وعندما واجهنا تأكد أن خوفنا لم يكن له مبرر
ولذلك فأنا أدعو وزير الثقافة أن يواجه المشاكل ويعمل علي حلها بدلاً من
التأجيل وأعتقد أن الناس سوف يدركون ويقدرون ظروفنا لو قمنا بعمل مهرجان
متواضع من أجل الاستمرار ومن أجل أن نعيش حياتنا بالصورة التي نتمناها
ويتمناها لنا العالم من حولنا.. وأعتقد أنه لو تمت هذه الدورة سوف تبقي
دورة احتفالية مهمة بالثورة.
زخماً حقيقياً
وعن نية إلغاء دورة مهرجان المسرح التجريبي لهذا العام يقول المخرج المسرحي
خالد جلال: الإلغاء خسارة بكل المقاييس. فهذا المهرجان يمثل زخماً حقيقياً
في الحركة المسرحية المصرية علي جميع الأصعدة سواء علي صعيد الفرق المسرحية
الحرة المستقلة أو مسارح الدولة ويتيح فرصة كبيرة للتبادل الثقافي مع الفرق
المسرحية المختلفة بالعديد من دول العالم وصحيح أننا قد سبق أن ألغينا دورة
مهرجان المسرح التجريبي عام 1990 بسبب غزو الكويت. عندما كانت هناك ضرورة
ولكني الآن لا أري ضرورة ملحة للإلغاء ومع ذلك أري أن التأجيل هذا العام لا
يمثل ضرراً وبالفعل تم ارسال فاكسات ومكاتبات إلي الفرق المسرحية الخارجية
المختلفة خاصة بقرار التأجيل وهوما أراه فرصة للاستعداد بشكل أكبر لدورة
العام القادم.
دعاية سلبية
أما المخرج المسرحي والأستاذ بأكاديمية الفنون د. أحمد سخسوخ فقد أعرب عن
رفضه التام لقرار التأجيل لأن الثورة لم تأت للانغلاق علي أنفسنا. بل
للانفتاح والاحتكاك بشكل أكبر مع العالم الخارجي. فكيف نغلق نافذة بهذا
القدر من الأهمية. فإذا كنا نؤجل أو نلغي بدعوي الأزمة المالية التي تمر
بها البلاد بعد الثورة فهذا المهرجان لن يكلف سوي بضعة ملايين بسيطة يمكن
تدبيرها ولو بأقل التكاليف وفي أضيق الحدود خير من التأجيل أو الإلغاء.
فهذه دعاية سلبية لمصر بعد الثورة. فهذا رأي متعجل من وزير الثقافة
-والكلام لسخسوخ - وأنا غير موافق أن هناك تياراً سلفياً قوياً يطالب
بتغيير الصورة الثقافية لمصر. فهذه فزاعة كانت تستخدم من رجال النظام
القديم وأعتقد أنها مازالت تعبث بهذه الفزاعة إلي الآن وانها ليست بهذه
الصورة من الضخامة إنما هي مجرد ستار لعدم تطهير وزارة الثقافة. فالدكتور
عماد أبوغازي وزير الثقافة رجل مثقف ولديه وعي ورؤية فنية ولكنه يخشي
التغيير والمواجهة ونظام تأجيل وتسويف هذه المواجهة لم ينزع فتيل الأزمة بل
علي العكس سيؤدي إلي الانفجار. فالأوضاع في الوزارة في حالة من الغليان
تنذر بكارثة في جميع القطاعات لا يمكن حلها بالإلغاء ولا بالتهدئة ولكن
بالمواجهة ودراستها بشكل واع.
شاشتي المصرية في
28/04/2011 |