عودة الأوبرا المصرية إلي توهجها يعني بالنسبة للكثيرين أن ريحاً حقيقية من
الاستقرار بدأت تهب علي مصر التي نهضت من كبوتها الطويلة.. ووقفت علي
قدميها شامخة معتزة بنفسها ربما حققه لها شبابها الثائرون.
أولي هذه الموجات الفنية المتعاقبة جاءتنا من مركز الإبداع ومحركه الفنان
الرائع خالد جلال الذي قدم أول زهرة حقيقية للثورة وأصدائها من خلال حفل
غنائي قدم فيه طلاب معهده من السنة الثالثة الذين قدموا بعد تمرينات شاقة
ومجزية استمرت شهوراً طويلة مجموعة من الأغاني الثورية التي انطلقت منذ أيام ثورة يوليو
وحتي اليوم..
ومن خلال أداء غنائي بارع لأفراد من هذه المجموعة التي تجاوزت
الثمانين طالباً
وطالبة قدموا لنا كل ما اعتدنا أن نسمعه واستقر في
مخزون ذاكرتنا وفي أعماق ضمائرنا شعلة شابها الكثير من الرماد..
وجاء هؤلاء الشباب بوجوههم المشرقة ومواهبهم التي بدت لي كالماس المشع
ليعيدوها إلي مسامعنا صافية قوية..
تنطلق من حناجرهم الصغيرة لتستقر في أعماق قلوبنا من خلال
حساسية مدهشة في الأداء..
وروح ثورية حقة تجلت في أيمانهم المطلق بكل
كلمة يقولونها أو كل همسة تدور في قلوبهم الصغيرة.
المشهد رائع.. يغرقنا بشلال هادر من العواطف وينبت لنا أجنحة بيضاء تجعلنا
نطير إلي آفاق كم تمنيناها، وكم أوحشتنا، وكم افتقدناها..
وكما قال لي كاتب كبير كان يجلس إلي جواري-
والدموع تترقرق في عينيه-: »لقد جعلونا هؤلاء الشباب نرمي ثلاثين سنة وراءنا في كيس
القمامة«..
كلمات الأغاني التي كم سمعناها قبل ذلك..
بدت لنا هذه المرة حارة متدفقة قوية..
رنانة..
وكأنها صُنعت خصيصاً لما نعيشه اليوم.
لقد قدم لنا خالد جلال دفعة ثورية حقيقية.
وأخرجنا من حالة القلق العميق التي نعيشها إلي
مساحة كبيرة من الأمل من خلال هؤلاء الشباب والصبايا الذين يحملون بقوة
واندفاع وصدق راية الفن الحقيقي..
فن المستقبل.
وتتابع الأوبرا المصرية.. إضاءة أنوارها..
فتقدم لنا من خلال فرقة الباليه التابعة لها باليه تشايكوفسكي
الشهير »بحيرة البجع«
أكثر الباليهات شعبية في أرجاء العالم.
الباليه ترسم بخطوطها العريضة..
الصراع الحقيقي في قلب أمير حائر بين الطهارة والبراءة التي
يحلم بها والتي تمثلها البجعة البيضاء..
وبين رغبات الجسد الهادرة التي تمثلها البجعة السوداء من خلال أحداث
راقصة.. تدفع بنا إلي مساحة من الحلم الأبيض يتمثل في الفصل الثاني خصوصاً
حيث يواجه الأمير مائة من الأميرات الأسيرات اللاتي حولهن الساحر الشرير
إلي بجعات بيضاء تتمايلن راقصات أمام الأمير المذهول.
هذا العرض الأوبرالي الرائع يقدمه لنا عبدالمنعم كامل من خلال رؤية خاصة
به.. فهو مثلاً قد حوّل أحداث الفصل الأول التي تدور في أبهاء القصر
الفاخرة إلي أحداث مشابهة تدور في شرفة كبيرة تطل علي البحر..
حيث يأتي هذا النداء الغامض من أعماق الماء
ليستدعيه إلي هذه الغابة القريبة حيث سيلقي هناك البجعات البيض المسحورة
وأميرتهن الجميلة »أوديت«..
في هذا الفصل حاول كامل قدر الإمكان أن يخلق الجو المناسب، ويرسم صورة صغيرة لمعاناة الأمير ورغبته العميقة
في أن يلقي أخيراً
هذه (الفتاة)
التي يحلم بها، والتي تعجز جميع أميرات البلاط أن تقربه منها،
لذلك فهو يترك كل شيء ويسرع كالمنوم لملاقاة قدره.
ويعجز الراقص البارع (زوراب) الذي عوّدنا علي أداء شديد التأثر..
عن أن (يلبس)
هنا شخصية الأمير..
إذ بدا لنا وقد عازته الهيبة ونفعته هذه المسحة الرومانسية
التي تميز عموماً
شخصية الأمير
(سيجفريد).. وظن وكأنه يؤدي دوراً ليس له،
وعجزت كعادته الراقصة عن أن تعوض هذه الرومانسية
التي أفلتت منه،
والتي يبدو أنه لا يملكها إطلاقاً.
وجاء الفصل الثاني.. شديد الالتزام بالقواعد الكلاسيكية العامة التي
تميزه.. خصوصاً هذا السحر الخاص الذي تبثه مجموعة الراقصات (البجعات)
في ثيابهن البيضاء وحركاتهن المتوازنة..
وتبدو الأميرة أوديت بكامل عنفوانها لترقص
مع (سيجفريد)
رقصة الحب الشهيرة في ثنائي العشق الذي
يعتبر من أجمل وأروع اللحظات الساحرة في تاريخ الباليه الأبيض كله.
ولكن عبقرية الرؤية لدي عبدالمنعم كامل تجلت واضحة مقنعة ومؤثرة من خلال
الجزء الأخير الذي دمج فيه عبدالمنعم كامل الفصلين الثاني والرابع..
في نفس واحد رسم في التابلوه الأول..
آلهة القصر التي تجاهلها في الفصل الأول..
وحققها بقوة واقتدار في الفصل الثالث من خلال الثريات العملاقة التي تزين
البهو.. ومن خلال تواجد الساحر الشرير..
وبجعته السوداء..
رمز الشر والجنس التي تستولي علي لب الأمير وتفقده صوابه وتجعله ينسي
محبوبته البيضاء البريئة..
ويعجز عن فك السحر عنها مما سيجعلها إلي الأبد رهينة سحر
الساحر.
وفي التابلوه الأخير.. قمة العرض.. وأجمل ما وصل إليه خيال عبدالمنعم كامل
أداء وديكوراً
وتصميماً للرقصات.. والذي يدور بأكمله في مملكة تحت الماء..
عرف المخرج كيف يعبر عنها ببراعة مدهشة ومن
خلال رؤية بصربة تملك العين والعقل معاً.
وحيث تبدو لنا البجعات من وراء ستار شفاف..
وكأنه ستار من دموع أو ضباب سحري..
يمنعنا من تمييزهن..
أو الاقتراب منهن..
وهاهو سيجفريد يظهر كالتائه بينهن..
يفتش عبثاً عن محبوبته التي أفلتت منه..
ويحاول أن يبرر بندمه وغرقه معها خيانته الجسدية لها.. وها هي أوديت تقترب
منه وتمنحه هذا الغفران الذي يؤكد حبها.. والذي سيتسبب في بطلان السحر..
ويعيد البجعة البيضاء إلي إنسانيتها..
لكي تجتمع من خلال موت موحد مع حبيبها الذي استردته.
كل معاني هذه الباليه المدهشة التي تخيلها تشايكوفسكي من خلال معاناته
الشخصية.. تجلت تماماً في هذا الفصل.. الذي ابتعد عن النهاية المأساوية
التي وضعها تشايكوفسكي في البداية، والتي تصور انكسار الحب وعجزه عن
الغفران وضياع المحبوبة إلي الأبد واستبدلها مصممو الرقص جميعاً بعد ذلك بهذه النهاية المتفاءلة التي تصور انتصار الحب لا انكساره.
باليه بحيرة البجع.. التي استطاعت فرقة الباليه المصرية أخيراً أن تقدمها علي خشبة مسرحنا المصري..
طال انتظارنا لها..
وكانت الفرقة تعلم تمام العلم أنها تملك في تقديم هذه الباليه
ورقة رابحة ومضمونة-
والدليل علي ذلك الإقبال
غير المسبوق الذي واكب عرض هذه الباليه الآن-
وفي هذه الأوقات العصيبة..
حيث امتلأ مسرح الأوبرا عن آخره بجموع المتفرجين،
ولكنها عجزت عن تقديمها قبل الآن لعدم توفر العناصر المؤهلة للعب أدوارها
الصعبة.. خصوصاً دور البجعة السوداء التي قامت بتقديمها هذه المرة ثلاث
راقصات.. حققن نجاحاً ملحوظاً مع التركيز علي الراقصة كاترينا زميرزنبوفا
التي تألقت بشكل استثنائي ملفت للنظر في أداء الدور مما جعلها-
رغم قصر دورها-
تبدو وكأنها البطلة المطلقة لهذه الباليه..
ولا أفهم كيف لا تحاول فرقة الباليه
المصرية استغلال موهبة هذه الراقصة الاستثنائية في الأدوار الكبيرة التي
تليق بها،
وهي التي تعمل معها منذ عدة أعوام.
باليه بحيرة البجع.. بالرؤية المصرية..
انتصار جديد لفرقتنا القومية الراقصة،
وسهم آخر يضيفه الثنائي (كامل-
ارمينيا)
إلي عدة انتصارات سابقة تؤكد المستوي الرفيع الذي وصلت إليه الفرقة..
ويجعلنا نحلم بالمزيد والمزيد في هذا الحفل الفني الذي تزداد شعبيته ويزداد
تألقه يوماً بعد يوم.
أخبار النجوم المصرية في
14/04/2011
خواطر ناقد
موعد مع الرئيس
بقلم: طارق الشناوي
نتجاذب دائماً أطراف الحوار عن المواقف التي انقلبت من النقيض إلي النقيض
حتي أصبح المطلب الأهم بالنسبة لي هو إصدار قرار بحظر التحول بدلاً من حظر التجول المعمول به بعد ساعات قليلة من
قيام ثورة 25
يناير أري أن حظر التحول ينبغي أن يلحقه بعد ذلك
قرار سريع آخر يتيح حق التجول!!
قالت لي صديقة عربية تعمل مستشاراً اعلامياً في إحدي السفارات رداً
علي سؤالي عن حالة التناقضات بل قل الانقلابات التي صار عليها أغلب نجومنا
ومثقفينا في العالم العربي الذين يمارسون دور بهلوان السلطان مرددين مات الملك عاش الملك.
قالت لي أنها تعايش عن كثب ما يجري في الكواليس من ضغوط للأسرة الحاكمة حيث
أن زوجة الرئيس أو ابن أو بنت أو أحد أفراد الحاشية المقربة من الرئيس كل
من هؤلاء يستطيع أن يستدعي الفنان من بلد إلي بلد في لحظات ولا يملك الفنان
التهرب لأنه سوف يتعرض لتجاهل إعلامي في بلده..
هذا هو الحد الأدني للعقاب الذي ترتفع درجاته الي شن حملات
باستخدام الأسلحة الإعلامية التي لا تزال بحوزة الأنظمة العربية من أجل
إقصاء هذا الفنان عن الدولة التي ينتمي لها مع التأكيد علي أنه باع وطنه.
لن يذكر أحد أنه رفض مثلاً المشاركة في حفل خاص أو حتي أنه كان لديه اتفاق مسبق حال دون تلبيته
لمطلب بيت الرئيس..
الكل سيؤكد أنه تقاعس عن المشاركة في مناسبة وطنية
وضحي ببلده من أجل حفنة دولارات أو يوروهات أو ريالات!!
تواصل صديقتي - التي لم أستأذنها في كتابة اسمها ولهذا لم أحدده ولن أذكر
أيضاً بالتالي في أي سفارة تعمل -
إن ما يجري في سفارة عربية تستطيع أن تجد له تنويعات مباشرة في
مواقع أخري..
بالطبع ما قالته صديقتي كلام جميل وكلام معقول ولكن ح أقول
حاجة عنه..
إن قسطاً وافراً
من هؤلاء الفنانين كانت علاقتهم مع الأنظمة تتحول الي مكاسب يحصلون عليها
لم يكونوا دائماً مجبرين علي تقديم فروض الطاعة والولاء بل إن القسط الأكبر
منهم كان كثيراً ما يبادر بالاتصال ببيت الرئيس ويوطد أواصر القربي بينه
وبين القصر.. الكل يعرف أن هذا هو الطريق وأنا لا أتحدث عن الكل ولكن
تستطيع بنظرة بانورامية أن تري مدي خضوع نجومنا ومثقفينا للحاكم والحاشية؟!
أتذكر أن فناناً كبيراً ممن نشاهدهم حالياً وهم يكيلون الاتهامات للعهد البائد كان يتباهي بأن الرئيس أمر بسفره
هو وعائلته إلي أمريكا علي نفقة الدولة وأنه أي الرئيس كان يعلم أن حالته
الصحية لها علاج في الداخل ولكنه كان يقول له سافر واتفسح فلن تدفع شيئاً..
كان هذا الفنان الثوري جداً
الآن حريصاً
وقتها علي توصيل رسالة للجميع بأن الرئيس يقدره وأنه قريب وحبيب حتي يحصل
علي مكاسب من أجهزة الإعلام والثقافة وتنهال عليه الجوائز والتكريمات من
هنا وهناك!!
بالتأكيد ليس سهلاً أن تقول لا للحاكم وفي كل العهود ومن أشهر الروايات
التي تؤكد ذلك عندما طلب الرئيس من "عبد الوهاب" السفر بالطائرة إلي سوريا
أثناء الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 كان "عبد الوهاب" يعاني من ""فوبيا"
الطائرات أي الخوف الشديد من ركوب الطائرة وكانت
كل رحلاته خارج الحدود عن طريق البحر لأن لديه اعتقاد راسخ بأن الطائرة
مجرد حديدة تطير في السماء إذا وقعت علي الأرض فإنه راحل لا محالة بينما
السفينة تسير في البحر واحتمالات إنقاذه أكبر لو حدث له مكروه لا قدر الله..
لم يستطع "عبد الوهاب" أن يعلن ذلك لمندوب رئاسة الجمهورية وهداه تفكيره
إلي أنه من الممكن أن يضع يده علي قربة ساخنة ويدعي إصابته بنزلة برد تحول
دون سفره ولكن كبير الياوران في رئاسة الجمهورية "صلاح الشاهد" كانت لدية
معرفة مسبقة بمدي خوف "عبد الوهاب"
من الطائرات وأخبر "عبد الناصر"
بأن عليه أن يصدر أمراً بسفر "عبد الوهاب" لأنه ليس مريضاً وبالفعل نفذ "عبد
الوهاب" القرار خوفاً من غضب "عبد الناصر" إلا أنه في دمشق أصيب بالفعل
بنزلة برد حالت دون
غنائه!!
في آخر لقاء مع الفنانين للرئيس المخلوع لم يحضر "عادل
إمام" واعتذر طبقاً لما أشارت به الصحف وقتها بسبب إصابته بإسهال يمنعه من
الحركة بسبب تناوله وجبة جبنة بالشطة كان هذا هو الاعتذار الذي صدره "عادل"..
أما الحقيقة فهي أن "مبارك"
كان قبلها بعشرة أيام قد التقي مع "طلعت زكريا"
واكتشف "عادل" أن الرئيس سوف يلتقيه مع عشرة من الفنانين وليس لقاءً
منفرداً كما حدث مع "طلعت" فاعتذر بحجة الشطة والجبنة..
بينما كان "محمد
صبحي" أكثر صراحة عندما سألته -
برغم أنه لم يتلق دعوة
- عن رد فعله ماذا لو كان قد تلقاها أجابني أنه سوف يعتذر لو كان لديه عمل
يصوره.
لاشك أن الفنان يستطيع أن يقول لا مهما بلغت سطوة الحاكم وعليه أن يتحمل
أيضاً المسئولية عن كلمة لا..
يجب أن نعترف بأن الدولة يعنيها استقطاب النجوم لأنهم يصبحون
بمثابة قوة دفع لها في كل قراراتها كما أنهم يشكلون قوة للضغط علي الرأي
العام في الترويج لكل ما تريده الدولة ولهذا مثلاً
كانوا هم أحد أهم وسائل الضغط هم ولاعبي الكرة علي الرأي العام لكي يقبل
ببقاء "مبارك" ولم تكن مشاركة 90٪
علي الأقل من النجوم في هذه المظاهرات مجرد تعبير
عفوي.
المؤكد أن هناك من خطط وأيضاً
انتظر المقابل..
الفنان لديه مصالح مع الدولة ومؤسسة الرئاسة في مصر والعالم
العربي لديها بالتأكيد ما يمكن أن تمنحه وأيضاً
تمنعه!!
الكل الآن يتبرأ حتي المطربين والملحنين الذين غنوا له والتصقوا بمبارك
صاروا في ومضة عين من أعداء النظام الذين تعرضوا في عهده لوشايات.
قلت لصديقتي: أنا لا أصدق أن الفنانين أتحدث عن الأغلبية منهم هم أصحاب
مواقف بعيداً عن مصالحهم وكما تلجأ إليهم الانظمة لدعمها هم أيضاً لا
يقولون لها يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز عسل منك.. هم يريدون العسل بدون أن
يدفعوا الثمن ببعض لسعات النحل ولهذا فلا أصدق أنهم قادرون علي أن يخلفوا
موعداً مع الرئيس!!
أخبار النجوم المصرية في
14/04/2011
بحب السينما
توابع ثورة 25 يناير.. وعدم الإحساس بالأمان
بقلم: إيريس نظمي
نجاح ثورة ٥٢ يناير التي قام بها الشباب وأطاحت بالرئيس حسني مبارك
وأتباعه.. والقبض علي الفاسدين لمحاكمتهم اثلج صدورنا وأسعدنا جميعاً.. بل
ان بلاد العالم قد اشادت بهذه الثورة السلمية التي لم تحدث في أي بلد..
وطالبوا ان تدرس في جميع انحاء العالم.
وعشنا بكل مشاعرنا ووجداننا مع هذه الثورة
من خلال القنوات الفضائية..
وحرصنا علي متابعتها بكل دقة..
هذا العمل الرائع الذي قام به الشباب..
ولم يستطع ان ينفذه الكبار المحنكين.
وارتبطنا بكل الصحف حتي
هذا اليوم لنقرأ قضايا الفساد الذي قامت به السلطة الحاكمة من
نهب اموال البلد..
وبيعها بتراب الفلوس..
للمستثمرين من اتباعهم.
لكن الثورة كانت كالزلزال الذي ترك توابعه..
فكانت فرصة كبيرة للبلطجية ورجال الحزب
الوطني..
وسطوة الإخوان الذين ركبوا الثورة..
والسلفيين -اللي مش عارفه طلعو لنا فين -ولم نر شاباً
واحداً في اجتماعات رئيس الوزراء من الذين قاموا بالثورة..
فكلهم من العجواجيز الذين ليس فيهم حماس الشباب ولازالوا يعيشون في
الماضي.
وافتقدنا الأمن والأمان في مصرنا الحبيبة التي أراها أجمل وخطف الفتيات
ومنهم ابنة عفت السادات.. ولان عفت شخصية عامة وينتمي لعائلة السادات فقد
استطاع رجال الأمن تتبع البلطجية والغريب ان معظمهم من المتعلمين الذين
طلبوا فدية لها.. لكننا لم نسمع عن عودة البنات الاخريات اللاتي اختطفن منذ
ايام ولم يعدن.. ناهيك عن الفتيات اللاتي يذهبن إلي اعمالن بعربياتهن فقد
استخدم البلطجية كل الوسائل التي لا تصدق خطفهن واغتصابهن وربما قتلهن
ايضاً.. وكل يوم نقرأ ونسمع ونعرف جيداً
ماذا يفعل السلفيين في الشوارع لغير المحجبات..
فهم يشدون شعورهن ويشتمونهم بأفظع الألفاظ..
كما اصدروا تشريعات خاصة بهم وهي
»النهي عن المنكر«..
فقطعوا أذن أحدهم وهو قبطي وأروعوهم بحجة الصلح..
كما ألقوا بماء النار علي إحدي الفتيات..
وسنسمع بعد ذلك عن جلد الرجال والنساء وقطع
الأيدي.
هذا غير رجال السلطة الحاكمة الذين نقرأ عن ثرواتهم المهولة كل يوم.. بل ان
أحدهم صرح بقوله »ايه يعني لو الواحد امتلك
٢١ قصراً؟«..
يا إلاهي .. ماذا سيفعل بهذه القصور والشعب يعيش في العشوائيات والمجاري.
وماذا فعل رجال الشرطة بأمر من وزير الداخلية بالضرب في المليان.. والذي
استشهد فيها صفوة من الشباب.
ألم يشعر رجال الحكم ابدا بالذنب وهم يسمعون عن سكان العشوائيات والفقراء
الذين يمثلون ٠٧٪ من الشعب؟.
ألم يفكر احدا منهم حين يلتقي بربه ماذا سيقول له ؟
لقد فقدوا مشاعرهم تماماً واحتقروا الشعب المصري الذي عاني طوال
٠٣ عاماً من الفقر والحرمان والبطالة..
وماذا سيفعلون بهذه المليارات.
ولازلنا نعيش في هذا الجدل الكئيب خاصة إنه حتي الآن لم تصدر احكاما علي
هؤلاء الفاسدين.. هذه هي الحالة التي نعيشها الآن والتي افتقدنا فيها الأمن
والأمان.. والتي اظل طوال اليوم في حالة انشغال عن بناتي وأحفادي.. بل ان
البعض ممن لايعلمون لايخرجون من بيوتهم خوفاً
من ان يحدث لهم مكروه..
هذه مجرد مقدمة للحالة التي يعيش فيها كل بيت..
فمتي تستقر الأوضاع في مصرنا الحبيبة ونعيش
في سلام ومحبه بالنسبة لجميع الطوائف والاديان..
> > >
وفي الجانب الآخر وقعت السينما وقعة سوداء..
وتكبدت خسائر فادحة..
فأغلقت ابوابها بسبب ثورة
٥٢
يناير التي قام بها الشباب..
فالثورة تعتبر أعظم سيناريو لا يجاريه أي فيلم في العالم.. وذلك بالرغم من
أن شركات السينما كانت تعد أفلامها لهذا الموسم.. وتوقعت ان يكون التنافس
كبيراً
بين الأفلام فابطالها كلهم من النجوم المحببين..
ووقعت السينما بأبطالها لاشتراك معظم الشباب من جمهور السينما في الاعتصام
بميدان التحرير..
بالاضافة إلي اننا نريد ان نري الواقع الذي يعيش فينا..
وأعتقد أن السينما ستغير جلدها في الفترة المقبلة.
وحينما فتحت السينما أبوابها الذي تركته مواربا لكي لايحدث أي اعتداء
عليها.. واكتفت بعرض حفلتين في اليوم وانفض شارع عماد الدين من الشباب
جمهور السينما.. فقد اردت ان أري حال صالة السينما..
السينما فارغة من الجمهور إلا عدد بسيط جداً..
والفيلم اسمه »٥٦٣ يوم سعادة« والمفروض انه فيلما كوميديا بطولة أحمد عز
ودنيا سمير
غانم ومي كساب وصلاح عبدالله وأول فيلم روائي من اخراج سعيد الماروق
وسيناريو يوسف معاطي إلا انه كان بالنسبة لي »٥٦٣
يوم تعاسة«
لأني لست في حالة
تسمح لي بمشاهدة أفلام.
فبطل الفيلم هادي »احمد
عز« شاب وسيم ثري مضرب عن الزواج..
يدخل في علاقات عاطفية متعددة..
ومن خلالها تحدث مفارقات كثيرة وحين يمل منها يتركها بأي حجة ويمزق ورقة
الزواج العرفي.. ويادار مادخلك شر.
وحين التقي »بنسمة« دينا سمير غانم.. وهي فعلا كالنسمة..
فتاة مثقفة متحضرة وهي مدرسة موسيقي للأطفال الذين يحبونها..
فيظن انه يستطيع ان يحظي بها مثل غيرها من الفتيات الاخريات..
لكن الفتاة ترفضه بسبب اسلوبه الفج..
لكنها تظل تشغل باله..
ويلتقيان ويعرض عليها الزواج..
وكانت المفاجأة انها تحبه وبتموت فيه
.. غريبة ويتم الزواج عن كذبه منها حينما تقول له انها مريضة بالسرطان
وستموت بعد ٥٦٣ يوم.. وبالرغم من ذلك يتزوجها ويريدها ان تعيش هذه
الايام في سعادة.
- فكرة الفيلم ليست جديدة فقد شاهدناها في أفلام قديمة كما رأيناها في فيلم
»الزوج ٣١« مع الفارق الكبير..
فالمقارنة ظالمة بالنسبة لي
٥٦٣ يوم سعادة..
- كيف تخرج فتاة جميلة رومانسية من هذا المستنقع في الحارة الشعبية فالأب
مغيب دائماً بفعل الحشيش.. اما اخوتها فهم بلطجية متشردين.
وقد اخذ المخرج بعض مشاهد من أفلام سابقة..
مثل يوم الفرح الذي اقام العريس في أحسن الفنادق..
لكنه لم يعجب الاب لانه ليس به »رقاصة«
ونفاجأ بأهل الحي الشعبي ومعهم فرقة شعبية..
هذا المشهد رأيناه في فيلم
»سواق الهانم« بطولة أحمد زكي..
- يحاول »هادي« ان يرفع بمستوي أهل زوجته..
فيحضرهم ليعيشوا في فيلته المليئة بالتحف الفاخرة
فيقوم اخوتها المتشردين بتكسيرها ويعيثون في الفيلا الكثير من القزارة..
ويتبول احد اخوتها في أي مكان..
ويلقون بقشر الموز علي الأرض..
بل ان نساء الحي يتخذون من حمام
السباحة مكانا لغسيل ملابسهن وتتحول حياته الي
جحيم.
وقد شاهدنا مثل هذا المشهد في فيلم »الايدي الناعمة«..
حينما أجر »البرنس« فيلته لاحتياجه للمال لأحد المعلمين واولادهم كثيرة
العدد..
- مفاجأ »هادي« بأن زوجته حامل..
ويعرف من الطبيب انها لاتعاني من أي مرض..
ويكتشف انها تزوجته بكذبة كبيرة ويثور..
وترجع
»نسمة« إلي أبيها في الحارة الشعبية..
ويعود الأب إلي أصحابه في المقهي وتعاطي الحشيش.
- اما المفاجأة الغريبة فإن »هادي«
لايزال يحبها..
يذهب إلي الحارة بالجلابية البلدي واللاسة وكأنه واحد منهم..
- بالرغم من ان الفيلم كوميدي فأنت لاتصدقه.
وخرجت من الفيلم اكثر تعاسة!
أخبار النجوم المصرية في
14/04/2011
سينمائيات
من هيروشيما إلى فوكوشيما وكأن التاريخ يعيد نفسه
بقلم: مصطفى درويش
كان يوما حالك السواد في تاريخ البشرية ذلك اليوم الذي القت فيه طائرة
امريكية اول قنبلة ذرية علي هيروشيما المدينة الأهلة بالسكان (٦
أغسطس
٥٤٩١).
ولم تمض، سوي ثلاثة ايام، إلا وكانت طائرة أخري،
تلقي قنبلة من نفس النوع علي مدينة »نجازاكي«.
وقد أدي القاء القنبلتين، وما صاحبهما من اشعاعات استمر تأثيرها المميت زمناً
طويلاً، ادي ، بالإضافة إلي الدمار الشامل الذي لحق بالمدينتين المنكوبتين،
إلي موت ثمانين ألف ساكن فوراً في »هيروشيما«،
وموت ستين ألف آخري، خلال السنة التالية لالقاء القنبلة.
اما »نجازاكي« فكان عدد موتي سكانها، بفعل القنبلة، أربعة وسبعون ألف فقط!!
ومن بين نتائج استعمال سلاح دمار شامل من نوع تلك القنبلة ان عرضت اليابان
الاستسلام، دون قيد أو شرط، بعد بضع ساعات من إلقاء القنبلة علي نجازاكي والأهم بدء حرب باردة
بين الولايات المتحدة والدول الدائرة في فلكها من ناحية،
والاتحاد السوفيتي والدول التابعة له من ناحية اخري.
ولم تكن حرباً كغيرها من الحروب فنيرانها لم تشتعل ابداً، لالشيء سوي ان طرفيها،
كلاهما كان مسلحا بترسانة من القنابل النووية والهيدروجينية، لو جري
استعمال بعضها فقط لما بقي اثر للحياة علي سطح كرتنا الارضية خلال ساعات
معدودات وعلي كل ، فمع نشر صور الدمار الشامل
غير المسبوق الذي لحق المدينتين اليابانيتين ومع اتضاح خطورة سباق التسلح،
بتلك الانواع من القنابل التي يؤدي استعمالها الي فناء البشرية.
تحركت الأقلام ، فالافلام، لشجب وضع الإنسانية علي حافة هاوية الفناء، وبئس المصير.
لا لسبب سوي غطرسة القوي العظمي المدججة باسلحة الدمار الشامل،
وقصر نظر نفر من ساستها ومن بين أصحاب الأقلام الرائدة في هذا الخصوص، أذكر
الاديبين الامريكين »نيفيل شوت«
و»بيتر جورج« والاديبة الفرنسية »مارجريت دورا« .
فالأول الف قصة تحت اسم »علي الشاطيء« مدارها حرب نووية، ادت إلي نهاية البشرية والثاني قصته واسمها
»الانذار الاحمر«
فتدور حول وقوع الجنرالات الامريكان في حب القنبلة
الهيدروجينية، ومؤدي ذلك الحب المجنون.
اما »دورا« فلم تكتب قصة، وانما كتبت سيناريو اعطته اسم
»هيروشيما.. حبيبي«.
ونظراً لضيق المجال، فسأقصر الحديث علي قصة »شوت«
وسيناريو
»دورا«.
بداية ، فكلاهما جري ترجمته الي لغة السينما، بنفس الاسم
، قبل حوالي نصف قرن من عمر الزمان (٩٥٩١).
و»علي الشاطئ« فيلم من نوع الانتاج الضخم، المرصع ببعض نجوم هوليوود اخرجه
»ستانلي كرامر«.
ومن بين مايقوله في فيلمه، ان شخصاً ما ضغط،
ربما خطأ، علي أحد الازرار فشبت نيران حرب نووية، احالت كوكب الارض انقاضاً.
ولم يبق علي ظهر البسيطة، سوي مدن نائية في استراليا
، وغواصة امريكية تائهة، فيها بضعة عشرات من بني الإنسان،
محبوسين في مصيدة الموت كالجرذان.
وابطال الفيلم يطرحون ، وهم ينتظرون موتا بشعا بالاشعاعات،
بضعة اسئلة،
من بينها سؤال لايزال يبحث عن جواب، حتي يومنا هذا.
من المسئول عن الخوف المستبد بقلوبنا من الذرة واشعاعاتها.
هل هم السياسيون ام العسكريون ام العلماء.
هذا عن الفيلم الامريكي
اما الفيلم الفرنسي، وهو من اخراج »آلان رينيه« ، فعكس الفيلم الامريكي ليس
من نوع الانتاج الضخم.
وقصته تتمحور حول اثنين
امرأة فرنسية، نجمة، متزوجة، ولها ولدان.
ورجل ياباني، متزوج ، ومهندس يلتقيان لقاء عابراً، علي ارض هيروشيما وكلاهما له قصة.
هو قصته تدور وجودا وعدما حول اول مدينة تدمر مع شعبها بقنبلة دمار شامل
وهي قصتها تدور حول حبها لضابط نازي في مدينة »نيثير«،
اثناء الاحتلال ومع ذلك،
نسمعها تقول انها رأت في هيروشيما جلودا،
اصبحت احجارا وشعورا سقطت من علي رأس النساء وصور الاطفال الذين كانوا في
بطون امهاتهم، ونزلوا عميانا والغريب ان ذلك الذي حدث في هيروشيما قبل
حوالي ثلثي قرن، يحدث الآن في »فوكوشيما« باليابان، بفعل انفجار عدد من
المفاعلات الذرية، وتسرب اشعاعات.
وقد يحدث في بلاد اخري، اقل تقدما من اليابان، كإيران،
علي سبيل المثال ومع ذلك
، فما زلنا نتساءل حائرين
إلي من نوجه الاتهام؟
أخبار النجوم المصرية في
14/04/2011 |