شعر المخرج الإماراتي الشاب خالد المحمود بالفخر عندما تضمنت قائمة
المهرجانات العالمية، اسم الإمارات بجوار آخر أفلامه “سبيل” الذي حصل على
المركز الثاني في فئة “المهر الإماراتية” بمهرجان دبي السينمائي في دورته
الأخيرة، وفاز في مهرجان “نيويورك” للأفلام الأوروآسيوية، ومشى بتباهٍ على
السجادة الحمراء لمهرجان “برلين”، كأول إماراتي يعرض له فيلم في هذا
المهرجان العريق . يرى المحمود أن الفرق بين الفيلم الإماراتي ونظيره
الأوروبي، ليس في المهارات أو الخبرة الإبداعية، لكنه في الإمكانات
والثقافة السينمائية، حيث مازال البعض ينظر إلى السينما على أنها هواية
وليست صناعة يمكن الاستثمار فيها . عن استفادته من المهرجانات الدولية التي
شارك فيها، وما أضافته له التجربة، ومشاركته في مهرجان الخليج السينمائي في
دورته الرابعة دار هذا الحوار:
·
انطلق مهرجان “الخليج السينمائي”
فبماذا ستشارك فيه وعن أية فئة؟
- سأشارك بفيلم “سبيل” في المسابقة الخليجية الرسمية .
·
لكنها المرة الثانية التي تشارك
في مهرجانات محلية بهذا الفيلم، ألا يوجد عندك جيد؟
- الفيلم ما زال جيداً فقد انتهينا منه منذ شهور، وكان عرضه الأول في
مهرجان “دبي السينمائي الدولي” . أما عن الجديد فهناك أفكار نعمل عليها،
لكنها لم تتبلور وتظهر ملامحها بعد .
·
شاركت في مهرجان الخليج
السينمائي في دورته الأولى بفيلم “بنت النوخذة”، ما الذي تطور في مهاراتك
وأنت تشارك في الدورة الرابعة؟
- أعتقد أنني أصبحت أفكر بطريقة أكثر احترافية، فقد كان فيلم “بنت النوخذة”
بسيط التقنيات والإخراج، ففي الإضاءة مثلاً لم نستعن بمدير إضاءة محترف،
وكان الإنتاج بسيطاً . أما فيلم “سبيل” فتعاملنا معه باحترافية تامة، حيث
استعنا بمدير إضاءة من إحدى الشركات العالمية المعروفة . إضافة إلى تعاملنا
مع السيناريو بعقد الكثير من ورش العمل، التي ساعدتنا على توصيل الفكرة
للناس .
·
حصلت على المركز الثاني في فئة
“المهر الإماراتية” بمهرجان دبي السينمائي عن فيلم “سبيل”، ما الذي أضافته
لك الجائزة؟
- لا شك في أن الجائزة معناها أنك حققت شيئاً جيداً تستحق الثناء عليه،
وأنك تسير في الطريق السليم . كما أنها حفزتني أنا وفريق عملي على المضي في
الطريق الصحيح، وإنتاج أفلام أكثر احترافية وجودة .
·
على ذكرك للاحترافية هل حفزتك
الجائزة على دخول عالم الاحتراف؟
- لا أعتقد أنني وصلت للمستوى المطلوب لإنتاج أفلام جماهيرية، حتى لو كانت
قصيرة، فتجربتي السينمائية عمرها من عمر سينما الإمارات، أي مازالت في
مهدها، لكنها تتطور على مدار 10 سنوات، كل عام إلى الأفضل، وهذه المرة
الأولى التي يشارك فيلم إماراتي في مهرجانات عالمية ويحصل على جوائز
سينمائية ضمن فئات المسابقات الرسمية، والتي كان آخرها مهرجان “برلين”
العريق، والفوز بجائزة في مهرجان “نيويوك للأفلام الأوروآسيوية .
·
ما هي العثرات التي تعترض طريقك
للاحتراف، أهي مادية أم فنية؟
- الاثنان معاً، فتستطيع القول إنك من دون إنتاج جيد وإمكانات معقولة، لا
يمكن الوصول إلى فن جيد، لأن الإمكانات هي التي توفر التقنيات والمعدات
التي تصنع صورة جيدة . وتمكن صناع الفيلم من الحصول على نص جيد، والاستعانة
بخبرات محترفة تعرف الطريق للناس وتختصر الكثير من الوقت والجهد .
·
هناك من يقول إن الموهبة تفرض
نفسها، ويمكن للمخرج الموهوب الاعتماد على تقنيات بسيطة لإخراج أفلامه، هل
هذا صحيح؟
- صحيح، فمن دون موهبة لا يمكن للمبدع أن يكمل الطريق، ويحفر اسمه بين
الكبار، وهو ما أعتمد عليه في أفلامي، فتكلفة فيلمي الأخير “سبيل”، مولته
مؤسسة دبي للنفع الاجتماعي بميزانية 100 ألف درهم، أي ما يعادل 25 ألف
دولار، وهو ما يجعلنا نختصر الكثير من التقنيات، ونختار الفكرة التي تنفذ
في حدود الإمكانات البسيطة المتاحة لنا، وهناك الكثير من الأفكار لم نستطع
تنفيذها لأنها تحتاج إلى السفر أو بناء ديكورات بإمكانات كبيرة .
·
يصنف فيلمك الأخير “سبيل” من
نوعية الأفلام الصامتة، التي تعتمد على لغة الصورة من دون نص، ما هي أصداء
تلك التجربة؟ وهل تنوي تكرارها؟
- الأصداء كانت طيبة وإيجابية، فشاهدت الفيلم مع الناس ولاحظت اهتمامهم
وفهمهم للأحداث من خلال الصورة فقط، ومن بين الجمهور كانت عائلتي التي ليس
لها علاقة بالسينما ولمست استحسان الناس وقدرتهم على قراءة الصورة والقصة
البسيطة . أما بالنسبة لتكرار التجربة، فلا أعتقد أنني أنوي التخصص في
الأفلام الصامتة، لكن العمل الفني في البداية والنهاية هو فكرة، وقبلت النص
لإعجابي به .
·
لكن بعض المشاهدين لا يكتفي
بالصورة، ويحتاج إلى نص ولو بسيط يساعده على فهم الأحداث . أليس كذلك؟
- هذا صحيح في حالة أن تكون الأحداث معقدة ومتراكمة، لكن النص الذي كتبه
محمد حسن أحمد، للفيلم كان بعيداً عن التعقيد ومفهوماً وقريباً من الناس،
ورغم بعض ردود الفعل على بعض المشاهد، التي كانت مفعمة بالصمت، إلا أن
الفيلم بشكل عام مفهوم واضح لمن يشاهده . وأعتقد أن قصته البسيطة لم تكن
بحاجة إلى نص، أو حتى لراوٍ يروي بتعليقه أحداث الفيلم .
·
ما هو شعورك وأنت أول إماراتي
يشارك بفيلم في مهرجان “برلين” العريق؟
- انتابتني مشاعر مختلفة، فمن ناحية كنت فخوراً كوني أمثل بلدي في محافل
دولية، كانت عصية علينا إلى وقت طويل، لأننا مازلنا كدولة في بداية الطريق
السينمائي، ومن ناحية أخرى أبهرني كم ومستوى الأعمال المشاركة في هذا
المهرجان . وكنت سعيداً لأنني لمست نفس الشعور عند المخرجين المشاركين عن
نفس الفئة، كذلك شعرت بفرح لردود أفعال المشاركين من دول تسبق تجربتنا
السينمائية مثل أمريكا وأستراليا والنرويج حول الفيلم .
·
كيف رأيت فيلمك مقارنة بالأفلام
المشاركة في المهرجانات التي اشتركت بها؟
- أعتقد أنه لا يختلف كثيراً عن اللغة السينمائية التي صيغت بها أفلام
عالمية، وأن بساطة الفيلم ووضوح فكرته مكنته من الوصول إلى المتفرج في
المهرجانات العالمية .
·
وما هو الاختلاف الذي وجدته؟
- هناك اختلاف في الثقافة السينمائية لمسته في الغرب، وفارق كبير في تمويل
الأفلام بما فيها الأفلام القصيرة، فعلى سبيل المثال الفيلم الأسترالي
القصير الذي شارك معي في مهرجان “برلين”، كانت تكلفته تفوق أضعافاً مضاعفة
تكلفة فيلمي .
·
وماذا تقصد بالثقافة السينمائية؟
- أقصد أننا مازلنا داخل الدولة ننظر للسينما على أنها هواية وليست صناعة،
يمكن أن تعتمد عليها دول كبيرة في الدخل، أو حتى التأريخ لها . كما أن هناك
ندرة ملحوظة للرعاة وشركات الإنتاج السينمائي التي لا يقل دورها في دعم
الأفلام عن الدور الحكومي . فليس لدينا شركات إنتاج واضحة المعالم، يمكن
للمخرج أو فريق العمل التقدم لها بالنص وخطة العمل، وتترجمه إلى دعم .
·
لكن عدد المخرجين الشباب داخل
الدولة كبير وكل من وقف وراء كاميرا يسمي نفسه مخرجاً، فكيف للمؤسسات أن
تمول كل هذه التجارب؟
- صحيح، لكن هذا الكم من المخرجين والهواة يمكن استثماره بشكل ايجابي، فقد
يكون من بينهم أصحاب فكر جديد، والمطلوب هو وجود جهة متخصصة سينمائياً تكون
قادرة على فرز الأفكار والمخرجين، وتمويل التجارب التي ترى فيها مستقبلاً
جيداً .
·
نرى في الكثير من المهرجانات
مشاريع مشتركة بين المخرجين الشباب، ما رأيك في تلك التجارب؟
- كلها تجارب جيدة ومبادرات ناجحة، وتساعد على تنشيط الحركة السينمائية،
لكننا هنا نعتمد على جهة إنتاج واحدة، والمبلغ المحدد من قبل مؤسسة دبي
للنفع الاجتماعي . يمول النص أو الفيلم الواحد ب100 ألف درهم . لكن التعاون
يحدث فيما بيننا كفريق عمل للفيلم الواحد، لأن المبلغ لا يكفي ويقف المشوار
بنا في منتصف الطريق، ونضطر إلى أن نكمل الفيلم على نفقتنا الخاصة .
·
تعمل في الإخراج منذ العام 1999
حيث أخرجت أول أفلامك القصيرة، هل اعتمدتها لأنها أسهل أم لانها قليلة
التكلفة؟
- لا يوجد فيلم سهل على المستوى الفني، فكل مشروع سينمائي يمر بالمراحل
نفسها، سواء من حيث ورش السيناريو أو الإخراج . لكن هناك فارق في الخبرة
التي تحرك وتدير تلك الأمور . ومنذ تخرجي ومروري بتجارب وعملي مع مخرجين
كبار، أطور من مهاراتي وأدواتي بشكل دائم . حتى أصل إلى مرحلة جيدة من
الاحتراف تمكنني من خوض تجارب كبيرة، وبطبيعة الحال لم يكن لدي الإمكانات
المادية التي أقدم بها فيلماً طويلاً .
·
وهل توفرت الإمكانات الآن؟
- نعم توفرت .
·
ألم تتحمس لإخراج الأفلام
الطويلة بعد؟
- لم لا فأنا لن أظل طيلة عمري رهين الأفلام القصيرة، لكن لا يوجد حتى الآن
مكونات جيدة “لطبخة” مضمونة النجاح، فهناك ندرة في النصوص الجيدة، وفي حال
توافر الأدوات والإمكانات والنص الجيد، أعتقد أنه سيأتي اليوم ليكتب اسمي
على أحد الأفلام السينمائية الطويلة .
·
ما هي مشاريعك المقبلة؟
- هناك بعض الأفكار لكنها لم ترق بعد لدرجة المشاريع السينمائية، لكن لاشك
في أن هناك جديداً .
الخليج الإماراتية في
13/04/2011
34
فناناً وقعوا بياناً لا يعبر عن
شيء
فنانو سوريا بلا أدوار في الأحداث
السياسية
دمشق - علاء محمد:
قرابة الثلاثين عاماً مرت لم يختبر فيها الفنان السوري في مسألة ولائه
للسلطة إلا في الانتخابات الرئاسية التي تجري مرة كل سبع سنوات وعادة ما
تمر من دون أي منغص، إذ من المعروف أنه في سوريا عادة ما يدخل الانتخابات
مرشح واحد فقط
“رئيس
الجمهورية”
الذي لا خلاف عليه من 99% من أبناء الشعب السوري، فيكون الفنانون عادة في
صفه ويصوتون له ويبرقون عبر الإعلام رسائل التهنئة بانتصاره .
اليوم وبعد ثلاثة عقود على انتهاء أزمة الثمانينات التي عصفت بالبلاد، أطلت
إلى الواجهة عاصفة أخرى لم يكن أشد المتشائمين بدمشق وشقيقاتها يتوقع
حدوثها في هذا الوقت وعلى هذا النحو، عاصفة أجبرت كل شخص من السوريين أجمع
على الاصطفاف في هذا الفريق أو ذاك، إلا الفنانون فكان لهم موضع آخر .
عندما كانت الأزمة في سوريا تنجز أسبوعها الأول لم يكن هناك أي ممثل عبر عن
موقفه من الأزمة، وذلك خلافا لنظرائهم في مصر التي انقسم فيها الفنانون
هناك بين مؤيد للسلطة، وبين من يعارض، بل ومن قاد التظاهرات في الأساس .
بتأخر الفنان السوري عن التعبير عن موقفه، طالت الاتهامات سائر الممثلين
السوريين بأنهم ينتظرون النهاية ليروا المنتصر ويصفقوا له، وخرج هذا الكلام
في أكثر من موقع إلكتروني بعد اليوم السادس تحديداً .
مع انتهاء اليوم السادس تقريبا كان بيان
“متوازن”
من قبل 34 فناناً سورياً صدر لم يفصح فيه الموقعون عليه عن موقفهم الصريح
من الأحداث، لم يقولوا فيه: نحن مع هذا أو ضد ذاك، اكتفوا بالإشارة إلى
ضرورة وحدة البلاد ودعوا إلى ثلاثة أيام حداد على أرواح الشهداء الذين
سقطوا في درعا (وكلمة شهداء لم يستخدمها أحد في الإعلام السوري حتى جاءت
توجيهات رئاسية بذلك) . وأيد الموقعون من الفنانين كل حراك سلمي من شأنه
ضمان حق المواطن، وأيدوا في ذات الوقت ما تقوم به الدولة على كافة الصعد إن
كان في تعاملها مع المتظاهرين أو بالقرارات التي أصدرتها بشأن الإصلاح .
وهكذا لم يخرج الممثلون بأي موقف رسمي يعبر عنهم بل أيدوا المتظاهر في
الشارع، وعنصر الأمن الذي يلاحقه، وفي ذلك وقوف في المنتصف يمكّنهم من
التعامل مع الطرف الرابح حسب رأي محايدين .
ممثلون آخرون لم يوقعوا على البيان وأكدوا أنهم لم يكونوا ليوقعوا عليه لو
طلب منهم، وفي مقدمة أولئك الفنان قصي خولي الذي انتقد البيان وصياغته
متهما من كتبه بالوقوف على الحياد، مؤكدا أن الحياد لا يجوز وأن الموقف
الحق يجب أن يكون وقوف الفنان إلى جانب القيادة .
كلام قصي جاء بعد البيان، وهذا ما يضعه موضع سؤال إن لم يكن موضع شك، إذ
إنه لو عبر عن هذا الموقف منذ البداية لكان أقوى وأجدى له من أن ينتظر
بيانا يفنده بدم بارد .
وكان لافتاً موقف النجم العربي جمال سليمان من الأحداث، فمنذ اليوم الثالث
لاندلاع الانتفاضة في مدينة درعا اتصلنا به لنأخذ رأيه، فكان أن اعتذر عن
الادلاء بأي تصريح
“حالياً” وطلب منحه أياماً ليستطيع فعل ذلك، سألناه: هل
تنتظر الرابح لتؤكد أنك كنت معه منذ البداية؟، قال: لا . . قلنا له: لكنك
أثناء ثورة مصر عبرت عن موقفك لنا مباشرة ومصر ليست بلدك الأصلي؟ قال: لا،
ففي سوريا الوضع مختلف وأحتاج لأيام حتى تتبلور أمامنا الصورة ونعرف حقيقة
ما يحدث .
وما هي إلا يومان حتى كان جمال سليمان يعبر عن موقف عام بكل شيء فيه تأييد
للشعب في التظاهر وللدولة في تنفيذ سياستها، وتحذير لأي مساس بالأمن الوطني
أو تدخل خارجي في البلاد، وذلك لقناة دولية لا يمكنه الاعتذار عن التصريح
لها .
نجوم مسلسل
“ضيعة
ضايعة” المخرج الليث حجو والممثلان باسم ياخور ونضال
سيجري الكتلة الوحيدة التي قامت بدور فاعل وميداني في الأزمة . فالثلاثة،
وبعد أن أنجزوا مهمتهم الأولى عبر شاشة الفضائية السورية بإعلانهم الوقوف
مع القيادة السورية وتحديداً الرئيس بشار الأسد، اتجهوا إلى مدينة اللاذقية
حيث كان الاعتصام والتظاهر فاعلاً فدخلوا الميدان وتوسطوا لدى المعتصمين
بأن يعودوا إلى بيوتهم لمنح الفرصة للسلطة لتنفيذ وعودها بالإصلاح .
الموقف وكما أفادت الأنباء التي وردت من المدينة أتى 25% من أكله إذ إن ربع
المعتصمين على الأقل استجابوا لدعوة نجوم المسلسل الكوميدي الذي تحدث بلهجة
أهل اللاذقية .
عشرات الفنانين، وبعد أن
“بهدلهم”
الإعلام تهافتوا على شاشة الفضائية السورية والقنوات المحلية الخاصة
والإذاعات والصحف ليعبروا عن وقوفهم إلى جانب السلطة واضعين ثقتهم، بها
معتبرين أن البلد لم يكن ليكون بهذا الشكل الحضاري لولا
“السياسة
الحكيمة”
للرئيس بشار الأسد .
الفنان بشار إسماعيل المنحدر من مدينة القرداحة
“مسقط رأس الرئيس الأسد” شن هجوماً عنيفاً على كل من يمكن له أن يقف في وجه السلطة في الداخل
أو الخارج، ووصف الرئيس الأسد بأنه من صنف
“المعصومين”،
وذلك في اتصال للخليج معه .
أما الفنان زهير عبدالكريم ابن ريف دمشق والمتزوج من الفنانة سوزان الصالح
ابنة مدينة جبلة، هاجم زملاءه الفنانين الذين تأخروا كثيراً عن التعبير عن
موقفهم بل وانتقد البيان الذي أصدروه متهما إياهم بمسك العصا من المنتصف
وانتظار الرابح، مؤكدا لنا أن ظروفا كهذه لا تستوعب أنصاف مواقف .
الفنان الشعبي علي الديك صاحب الصوت الجبلي الذي يعبر عن لهجة أهل جبال
الساحل، عنّف كل من لا يوافق الأسد معتبراً إياه رجلاً ليس كباقي الرجال .
النجمة سلاف فواخرجي ابنة اللاذقية عبرت عن أسفها لتأخرها في الإدلاء
بدلوها فخرجت عبر الإعلام الرسمي في ساعتين هي وزوجها المخرج وائل رمضان
لتؤكد أن الرئيس بشار الأسد ضمانة للوحدة الوطنية، مهاجمة ما سمته
“محاولات لنشر الفتنة الطائفية” بين كل الطوائف في سوريا .
أما الأديب والروائي السيناريست قمر الزمان علوش ابن ريف جبلة، فهاجم الشيخ
يوسف القرضاوي، متهما إياه بالتحريض الطائفي في سوريا، راجياً الرئيس الأسد
أن يكشف خيوط المؤامرة في خطاب قريب، مؤكدا ثقته المطلقة بشخص الرئيس .
كل من هؤلاء وغيرهم عبروا عن وقوفهم إلى جانب الرئيس بشار الأسد بصفتيه
الشخصية والاعتبارية، إلا أن أحداً من المتحدثين لم يذكر النظام بكلمة طيبة
واحدة . فالكل أجمع على أن لا خيار لسير البلد إلى الأمام سوى في التغيير
والتطوير، وأن الأداء الحكومي سيئ، وأن المسؤولين مقصرون بل ومعظمهم
فاسدون، والبرلمان يحتاج إلى تفعيل وقبل ذلك إصلاح، والأمن يحتاج إلى ضبط
للنفس . . . . إلخ .
وهكذا أكد المؤيدون جميعهم
“من بكّر ومن تأخر”
وجود رجل موضع ثقة هو الأسد، فكيف سيكون تعامل الجهاز الحكومي بعد اليوم مع
الفنانين؟
الخليج الإماراتية في
13/04/2011 |