بدايتها كمغنية بفرقة الـ فور كاتس اللبنانية ثم ممثلة في «التجربة
الدنماركية» خليط من الشقاوة والالتزام، الجمال والاحترام، الجرأة
والاستحياء، بها متناقضات ميزتها بين زميلاتها الفنانات.
·
في الآونة الأخيرة هربت من سجن
البنت الدلوعة وحققت المعادلة الصعبة كيف؟
- أولاً غيرت اللوك الخاص بي وجاء فيلم «قصة الحي الشعبي» الذي حقق هذه
المعادلة وجسدت شخصية بنت البلد الشعبي وكسبت الرهان مع نفسي وتحديت نفسي
خاصة في أغنية «التوتوني» وكنت محتاجة للتقرب من شريحة معينة من الناس
والفيلم نجح نجاحاً جماهيرياً وأنا فخورة جداً بهذا الفيلم الذي يعتبر نقلة
في حياتي الفنية.
·
ولكن بدايتك كانت من خلال مشاهد
ساخنة؟
- أنا قدمت مشاهد ساخنة في بدايتي فقط من خلال فيلم «التجربة الدنماركية»
لأن الدور كان وظيفته هكذا وكل المشاهد موظفة لصالح دراما الفيلم دون
ابتزال أو فرض وحشو.
·
ظروف عملك مع الزعيم عادل إمام؟
- أنا كنت في بيروت وفوجئت بتليفون من النجم عادل إمام يريد إرسال لي
سيناريو الفيلم لأقرأه وأتعايش مع الشخصية واندمج بها وانتابني مزيج من
الأحاسيس الجميلة ومندهشة أنني سوف أعمل مع زعيم الكوميديا عادل إمام وكان
هذا يعني أنني سأكون أمام رمز من رموز السينما المصرية وبمجرد أنني سأقف
بجوار نجم النجوم عادل إمام يكفيني وكانت فرصتي الذهبية.
·
يقال إن مسلسل «الملكة نازلي»
عرض عليكي قبل النجمة نادية الجندي مما آثار نوعاً من المقارنة الخيالية،
ماردك؟
- المقارنة مع النجمة نادية الجندي سوف تظلمها وتظلمني والنجمة نادية
الجندي لها تاريخ فني كبير وخبرة والمسلسل كان في مرحلة الترشيح ولم يرشحني
أحد لهذا الدور وكان مجرد كلام فقط واعتذاري كان بسبب ان المسلسل يحتاج إلي
خبرة فنية طويلة ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
·
بعض أفلامك بعد التجربة
الدانماركية لم تحقق إيرادات أهمها فيلم «عمليات خاصة» ما تفسيرك؟
- الأفلام يتحكم فيها عامل الوقت فمثلاً الموسم الصيفي يختلف عن موسم
الامتحانات والموسم الشتوي وهكذا وهذه ليست مسئوليتي ولكنها مسئولية المنتج
والموزع ولكن فيلم «عمليات خاصة» لا توجد به أي مشاكل وأنا حضرت العرض
الخاص ولابد من وجود نقاد ليظهروا سلبياته وهذا شيء طبيعي يحدث لأي فيلم.
·
ألا يضايقك عدم حصولك علي جوائز؟
- لا تعنيني أي جوائز ولا تعني أي فنانين حتي في لبنان وكم من الفنانين
يعلمون ان هذه الجوائز ليس لها أي مصداقية وتكريمي دائماً من خارج مصر
ولبنان وهذا دليل تميزي والجوائز هنا لها طقوس غريبة كأفضل ممثلة متميزة
وحضور خاص يدل علي وجود مصادر مقربة وتربيطات ووساطة.
·
من المخرج الذي تتمنين العمل
معه؟
- أتمني العمل مع المخرج خالد يوسف لأنه جريء وله رؤية مختلفة عن باقي
المخرجين وسوف يفجر بي أشياء لا أعلمها.
·
أين ألبوماتك الغنائية؟
- الآن كبار الفنانين يلجأون إلي الأغنية السينجل والتركيز عليها والألبوم
لا يوجد به سوي أغنيتين فقط هما أفضل ما في الألبوم فالأفضل العمل علي
أغنية واحدة والتركيز فيها وحالياً أنا أحضر أغنية سينجل «كنت في بالي».
·
لماذا أنت بعيدة عن حفلات لبنان؟
- جميعهم في لبنان لم يطلبونني لحفلاتهم وهذه ترتيبات لتصدير بعض المطربات
الأخريات المغنيات وهذه سياسة.
·
لماذا اعتذرت عن العمل مع الفنان
محمد رجب؟
- اعتذرت عن العمل لعدم اقتناعي بالدور لانه أولاً لم يضف إلي رصيدي
وتاريخي الفني شيئاً وثانياً ليس فيه أي اختلاف أو ميزة وثالثاً لم أشعره
واعتذاري له بكل ذوق ونحن أصدقاء.
·
من مصمم أزياء نيكول سابا؟
- أنا الذي اختار معظم أزيائي وتصميماتي وأحياناً إذا كنت في حيرة أتشاور
مع المخرج ولكن غالباً أشعر بنوع الزي الذي يناسب الشخصية وأميل إلي
الاستايل المختلف.
·
أقرب المسلسلات إلي قلب نيكول
سابا؟
- أجمل المسلسلات وأقربها إلي قلبي مسلسل «عدي النهار» لانه مع العملاق
صلاح السعدني وأعشق معرفته بالتاريخ وهو موسوعة ثقافية وفنية يشرفني
ويفرحني جداً العمل معه.
·
لماذا رفعت أجرك؟
- من حقي رفع أجري لأنني الآن أصبح لي اسما فنياً يستعينون به في المبيعات
ويستفيدون به في جميع الأطراف ولكن في هذه الفترة اضطررنا جميعاً إلي تخفيض
أجورنا حتي النجوم الكبار من أجل مصر وما تمر به من محنة اقتصادية نتيجة
الظروف الثورية التي عطلت معظم المصالح وان شاء الله مصر ستعود أفضل بكثير
من الماضي.
·
كنت تتوقعين هذه الثورة المصرية؟
- أبدا، لم أتوقع إطلاقاً ثورة بهذه القوة والتصميم ولم يتوقع أي أحد هذه
النتيجة المذهلة ولكن يجب ان نستثمرها في الإيجابيات فورا بدلا من ضياعها
في المهاترات والفوضي والمظاهرات الفئوية التي من الممكن ان تضيع معها
أهداف الثورة والشعب المصري الذي أثبت عظمته وذهب ليقول كلمته وشعر ان صوته
مهم وأقول له مبروك علي النتيجة التي جاءت أكثر من 77% يؤيديون تغيير
الدستور وهذا يعني ان المرحلة القادمة سوف تشهد تغييرا في كل شيء.
·
بالفعل أعلنت بأحد البرامج ان
تاريخك السينمائي تحلم به الفنانة مايا نصري؟
- أنا لم أقل هذا بالضبط عن مايا نصري لأن هذا يعتبر منتهي الغباء وقلت أنا
فخورة بما قدمته رداً عليها عندما قالت أنا مستحيل أن أقدم مشاهد ساخنة.
·
وخلافاتك مع رزان مغربي؟
- هذه شائعات وليس لي أي علاقة سلام أو خلاف معها إطلاقاً ولم نعرف بعضنا
إطلاقاً ولم يحدث أننا تقابلنا أبداً.
·
وعدم تعليقك علي ألبوم سمية
الخشاب؟
- لم أعلق علي ألبوم سمية الخشاب لأنني أفضل لوناً غنائياً وموسيقي مختلفة
عن الذي سمعته من سمية ولكنها هي مستريحة ومقتنعة به وهذا هو الأهم
الاقتناع بالذات لأن إرضاء كل الناس رهان علي مستحيل.
·
ألا يضايقك مقارنتك بهيفاء وهبي
ببعض الفضائيات؟
- لا توجد أي مقارنة من قريب أو بعيد بهيفاء وهبي لأنها بنت السنة الماضية
في فيلمها الوحيد «دكان شحاتة» وأنا ممثلة منذ سبع سنوات وبداياتي مع
عمالقة ولم أعرف لماذا هذه المقارنة وأعلنت ذلك في الفضائيات.
·
أليس لديك حلم بشخصية تاريخية
تودين تجسيدها؟
- معظم الناس يشبهوني بالمطربة العالمية «داليدا» وأنا من أشد عشاقها
وأتمني تجسيد هذه الشخصية العظيمة المليئة بالأحداث المهمة وهي شخصية ثرية
جدا يجب ان تأخذ حقها وأنا كنت سعيدة جداً عندما جسدت شخصيتها في برنامج
تليفزيوني.
·
رأيناك بإحدي المبارايات
العالمية وكأنك ديكتاتورية! تفسيرك؟
- أنا كنت أشاهد مباراة ألمانيا وإسبانيا وحزنت جداً وأصابني الاكتئاب
عندما هزمت أسبانيا ألمانيا وكان حزني بسبب فكيف لإسبانيا تهزم ألمانيا
الأقوي والأقدم كروياً.
·
صحة الشائعات التي تحوم حولك
أحدثها زواجك برجل أعمال، وخطوبتك لزيدان؟
- الزواج قسمة ونصيب وفي هذا الزمن مستحيل ان أحب وعندما تحدث شرارة الحب
وأقرر الزواج لابد من الإعلان وخطوبتي شائعة وأنا ليس لدي أي علاقة خاصة
وارتباط رسمي وعندما يحدث والله العظيم سأعلن كل الدنيا وكلها شائعة بسبب
أني غير مرتبطة فتخلق الأوهام والشائعات.
·
هل لأنك كما قلت من قبل لا يوجد
رجل يستحقني؟
- نعم أنا قلت أنا خسارة في أي رجل لأنني امتلك إحساساً فياضاً وعندي درجة
من العطاء والتضحية ولابد من وجود رجل بنفس الدرجة من الإحساس والعطاء
والتضحية ويتصف برجولته وشهامته التي أصبحت نادرة في هذا الزمن وأنا كم
مررت بعدة تجارب وفشلت وخسرت وتعثرت ولكن تعلمت.
·
ومن هو فارس أحلام نيكول سابا؟
- فارس أحلامي لا يوجد إلا في الخيال والأساطير والروايات الأفلاطونية ولكن
بقدر المستطاع أتمني ان أجد رجلاً به بعض الصفات علي أرض الواقع وحتي هذا
النوع أصبح نادراً وصعب الحصول عليه.
·
ماذا أضافت نيكول سابا للفن؟
- أنا فتحت الأبواب المغلقة لمعظم النجمات اللبنانيات سواء في الغناء أو
التمثيل وكان أملهم وحلمهم العمل في مصر ويتحدثون اللهجة المصري مثلي
ولكنهم يقلدونني في انطلاقاتهم من هوليوود الشرق مصر وليس لبنان فقط وأيضاً
من سوريا، والأردن، والمغرب، والحياة الفنية الآن تغيرت.
·
الوجه الخفي لنيكول سابا؟
- ملامحي الحادة تعطي انطباعاً لدي الناس أنني جريئة ولكن في واقع الأمر
أنا خجولة جداً ومظهري الخارجي مختلف تماماً عن مظهري الداخلي والناس لم
تقتنع بذلك.
جريدة القاهرة في
05/04/2011
طقوس.. خرافات الشياطين والملائكة
في السينما الأمريكية
بقلم : د. رفيق الصبان
في السبعينات قام المخرج الأمريكي «فردكين» بإخراج فيلم بعنوان «طارد
الأرواح» حقق نجاحا اسطوريا في جميع بلاد العالم، وأثار بعدها موجة من هذه
النوعية من الأفلام استمرت سنوات طويلة.. قام بإخراجها مخرجون كبار ولعب
أدوار البطولة فيها ممثلون مرموقون. فيلم «فردكين» كان مزيجا ناجحا وبارعا
من أفلام الرعب والتشويق علي خلفية دينية وروحية تهدهد عواطف المتفرجين ،
وتعزف علي وتر مؤكد النجاح.. حول وجود روح شريرة تتقمص بعض الأشخاص..
وتدفعهم إلي أفعال وأقوال تثير العجب والدهشة أحيانا والفزع والاضطراب
أحيانا أخري.. ولكنها تصب جميعا في مفهوم «الشيطان» الذي لا يكف منذ الأزل
عن السطو علي أرواح البشر وإبعادهم عن الحق والدين والفضيلة. محاربة
الشيطان «طارد الأرواح» هو هذا الرجل المكلف بمحاربة هذا الشيطان وإخراجه
من الجسد الذي تقمص فيه واللافت للنظر .. أن هذا التصور ليس مقصورا علي
اتباع الدين المسيحي.. وإنما يتسلل أيضا إلي جميع النفوس مهما كان دينها ..
ومهما كانت عقيدتها المهم أنها تؤمن بوجود عالم آخر. وقوة سماوية يتصارع
الخير مع الشر فيها. وهكذا نري مثلا في ريفنا العربي .. طقسا خاصا نطلق
عليه اسم «الزار» ويقوم علي إجراء رقصات وأدعية وإطلاق بخور ودوران لا
ينتهي مع إنشاد أبيات من الشعر لتخليص «الضحية» من الشيطان الذي لبسها..
والغريب في الأمر .. أن جموعا كثيرة من المثقفين والمتعلمين يؤمنون بهذا
الطقس ويمارسونه إذا شعروا أن مساً قد أصابهم أو أن روحاً شريرة تملكتهم.
الرعب والخرافة هذه النوعية من الأفلام إذن لها جمهورها ولها روادها ..
ولها من يؤمن بها إيمانا حقيقيا .. ولها أيضا «معجبون» يرون فيها مجرد
أفلام تجمع بين الرعب والخرافة.. يشهدونها بتلذذ حتي لو لم يكونوا مؤمنين
بما جاء فيها. وها هو طقس إخراج الشيطان من الأجساد التي ركبها .. يأتينا
من جديد في فيلما أمريكيا مشوقا صنع من خلال سينما جيدة الصنع .. ومن خلال
أداء مبهر لممثل كبير طال شوقنا إليه هو «انطوني هوبكنز» الذي يعود إلينا
بدور مدهش.. يجعلنا نصدق ما لا يمكن تصديقه بل يجعلنا نؤمن بما لا يقبله
منطقنا ولا عقولنا. «الطقس» وهو اسم هذا الفيلم الجديد الذي يعالج هذا
الموضوع الشائك .. يدور حول فتي يلعب دوره الممثل الشاب «توم جونس» ابن
حانوتي يغسل الموتي ويهيئهم للدفن. يتم دراسة اللاهوت .. ويقرر أن يصبح
«قسا» ولكن هناك ترددا كبيرا في أعماقه وشيئا من الشك يساور إيمانه مما
يجعله مترددا في امتهان هذه المهنة الروحية الصعبة. ولكنه لا يقاوم عرضا
جاءه بالسفر إلي روما.. للتدرب علي مهنته وممارستها.. ومتابعة ظاهرة انتشرت
أخيرا بين صفوف المؤمنين وهي ظاهرة تلبس الشيطان لأرواح بعضهم والطريقة
الدينية التي يلجأ إليها الرهبان لإخراجه من الجسد الضحية. الفيلم كما تقول
مقدمته مأخوذ عن أحداث واقعية حدثت في إيطاليا وفي أمريكا وفي كثير من بقع
العالم الأخري.. بل إن الفيلم يزيد أيضا في الشرح.. فيقول إن الراهب الذي
يروي الفيلم قصته قد استطاع شفاء آلاف الحالات في إيطاليا.. كما أن رهبانا
أمريكيين عالجوا حالات مماثلة يفوق عددها عشرات الآلاف ..!! إذن راهبنا
الشاب .. يصل إلي روما .. حاملا شكوكه كلها ومقررا في قرارة نفسه أن يترك
مهنة الرهبنة لعدم تمكنه من الوصول إلي إيمان مطلق وحقيقي .. ولكنه يضطر
مراعاة لظروف بعثته أن يذهب لمقابلة هذا الراهب الشهير الذي تخصص في مطاردة
الأرواح الشريرة وإخراجها من أجساد المساكين .. التي سكنت بها. مهارة فائقة
ومنذ اللحظة الأولي .. يقدم لنا الفيلم هذا الراهب «الذي يلعب دوره بمهارة
عالية انطوني هوبكنز» الذي يعيش في قرية منعزلة وفي منزل شبه مهجور .. تجري
فيه القطط .. ويزينه صليب كبير من الداخل.. والذي يكشف منذ اللحظات الأولي
شخصية الراهب الصغير «مايكل» الذي جاء إلي زيارته والشكوك التي تعتمل في
قلبه.. ولكنه مع ذلك يشركه في محاولته إخراج الشيطان من جسد فلاحة صغيرة
حامل ولا يقتنع «مايكل» بما يري ويخبر الراهب أن المسكينة مريضة نفسيا
وتتخيل وجود أصوات تكلمها .. ونوبات هيستيرية تصيبها .. والفيلم يقدم لنا
هذه المشاهد وكأنه يقدم مشاهد رعب حقيقية .. من جحوظ للعين .. واصفرار في
الوجه ورعشات في الجسد.. وصرخات هيستيرية ومحاولة الراهب العجوز الإمساك
بهذا الشيطان الكامن ودفعه للاعتراف باسمه «لأن هذا الاعتراف يخرجه من
دائرة الظل إلي بقعة النور وبذلك يمكن التخلص منه». مس من الجنون وبالطبع
.. لا يصدق مايكل ما يري .. ويصارح بشكوكه صحفية أمريكية جاءت هي أيضا إلي
روما.. لتتابع هذه الظاهرة التي انتشرت كثيرا هذه الأيام.. وتخبره أن سبب
اهتمامها بذلك .. هو أن أخاها الصغير قد أصابه مس من الجنون .. وأودع مصح
عقلي مع أنه كان يبدي ظواهر كثيرة .. تدل علي أن روحا شريرة تقمصته وهذا هو
سبب اهتمامها بهذا الموضوع.. ومحاولة كشف اسراره. ويسير بنا الفيلم رويدا
رويدا .. لنري كيف بدأت قناعات ومنطق مايكل تهتز من خلال الوقائع التي تجري
أمامه، موت الفلاحة الحامل.. وظهور حالة جديدة عند طفل يتنبأ بموت والد
مايكل.. ثم محادثة مايكل لأبيه واكتشافه أن أباه قد مات قبل ذلك وأنه يحدثه
من العالم الآخر، وظواهر أخري كثيرة تبدأ بإبعاد الشكوك عن نفس مايكل
وتقوده إلي الاقتناع بأن هناك «شيطانا» يتقمص روح البشر .. ويعذبهم ..
وتزداد الأمور سوءاً عندما يتقمص هذا الشيطان جسد الراهب العجوز.. في مشاهد
رائعة يجعلنا أداء «انطوني هوبكنز» نتقبلها بسهولة رغم بعدها تماما عن
التصديق مما يضطر الراهب الشاب «مايكل» أن يؤدي دور طارد الأراوح ..
بمساعدة الصحفية المتشككة هي أيضا.. والتي جاءت الأحداث كلها لتقنعها بأن
الشيطان موجود فعلا.. وأنه قادر علي أن يتقمص الأرواح المسكينة.. وأن أياً
منا مؤهل لأن يكون في يوم ما فريسة للشر والشيطان. لا أعرف ماذا يمكن أن
يقال في مثل هذه الأفلام التي تؤكد هذه الظواهر الروحانية التي تعتمد علي
خرافات الشيطان والملائكة .. وقهر الشياطين بالتعاويذ والصلوات وتقمص
الأرواح الشريرة لبعض الحيوانات .. وتأثيرها الذي يصل إلي درجة الإعجاز
والمعجزة أحيانا. من المعروف أن هناك أشياء يؤمن بها القلب ولا يصدقها
العقل .. ولكن فيما يتعلق بقضايا الدين والروح .. فهناك تهيؤ لقبولها
بالقلب والنفس.. ولا مجال لإدخال العقل والمنطق في تفسيرها. فهر الشياطين
في فيلم «انطوني هوبكنز» هذا يقهر الراهب العجوز شياطينه بالصلوات المسيحية
والأدعية الإنجيلية .. كما يقهر بعض صناع الزار شياطيننا بالأدعية
الإسلامية.. ولا أدري إذا كان الرهبان البوذيون يقهرون شياطينهم بالأدعية
البوزية.. ويبدو أن هؤلاء الشياطين قادرون علي فهم لغات الأرض كلها. علي كل
حال لندع معتقداتنا وعقولنا جانبا ولننظر إلي هذا الفيلم من وجهة نظر
سينمائية بحتة .. فنقول إن مخرجه الشاب قد عرف كيف يمزج خيوطه بمهارة..
وكيف يستغل جمال الأديرة الإيطالية وقراها .. وكنائسها الكبيرة الجليلة.
كما عرف كيف يختار نجمه الأول ليجعلنا «نبلع» بسهولة هذه الحلوي المسمومة
التي يقدمها لنا.. مركزا علي واقعيتها وعلي حدوثها .. مضيفا إلي عجائبها ..
عجائب جديدة محذرا إيانا من اخطار شيطانية تتهددنا وناصحا إيانا بشكل غير
مباشر أن نلجأ إلي أقرب دير .. أو أقرب حفلة زار .. في حال إذا احسسنا أن
جسدا غريبا قد بدأ يتقمصنا .. وأن الشيطان يتربص بنا .. وما علينا في هذه
الحالة إلا الصبر والدعاء.
جريدة القاهرة في
05/04/2011 |