تعرضت الفنانة نشوي مصطفي لهجوم شديد بعد احداث ثورة يناير لدرجة
أن بعض الشباب قاموا بإنشاء أكثر من جروب ضدها علي المواقع
الإلكترونية، بالإضافة
إلي وضعها في حزب القائمة السوداء من الممثلين.. نشوي مصطفي أكدت أنها ليست
موالية
للنظام ولا تخاف من القوائم السوداء لأن من خلقها لن يمنع رزقها.. وقالت
إنه بالرغم
من تعاطفها مع الرئيس السابق إلا أنها ابدت اعجابها الشديد بما حدث ليكون
عهدًا
جديدًا لمصر.
·
<
في البداية ما ردك علي الهجوم الذي شنه بعض شباب
الفيس بوك عليك بعد موقفك من الثورة؟
-
لا افهم لماذا يهاجمونني
أنا عمري ماكنت مؤيدة للنظام السابق ومن لم يصدقني يبحث عن مقالي السياسي
في موقع
فنون عربية الذي قمت بكتابته في عام 2008 أي قبل قيام هذه الثورة بعامين..
وقد قلت
فيه إنني اريد دولة رأسمالية بفكر اشتراكي وانتقدت بشكل كبير ما يحدث في
الدولة
والسياسات والرأسمالية والتوريث وكل هذه القضايا، ولقد اعجبت
كثيرا بشباب الثورة
وارسلت لهم تحية كبيرة لأنهم استطاعوا تحقيق ما لم نستطع تحقيقه منذ سنوات
عديدة.
·
<
لكن الكثير أكد تعاطفك مع الرئيس السابق وانتقدوا مداخلاتك
التليفزيونية للقنوات الفضائية مطالبة اياهم بالرحيل من ميدان التحرير؟
-
اقول ما حدث وأنا اتذكره جيدا فبعد خطاب الرئيس بأنه يعلن عدم
نيته بالترشيح وعدم ترشيح نجله ايضا، فقد قمت بإجراء مداخلة
تليفونية لبرنامج ديني
علي قناة الحياة وقلت فيها رسالتين أولهما للثوار الذين شكرتهم بشكل قوي
وقلت لهم
إنهم ابطال ونحن فخورون بهم ويكفي انني سوف اطمئن علي ابني أنه سيتخرج في
كليته
ويجد عملا ويستطيع أن يتزوج في سن مبكرة، وهذا يكفي ويجب أن
نتركه يرحل في هدوء
لأنه رمز عسكري لمصر وأنا ارفض اهانة الرمز العسكري مهما كان.. والثانية
وجهتها
للرئيس مبارك، حيث قلت فيها انا بحبك جدا لأنك في مقام والدي وفي نفس الوقت
زعلانة
منك جدا لانك سمحت لمن حولك يغموا عينيك، مع العلم أن هذه
الحلقة كانت قبل موقعة
الجمل وقبل الإعلان عن عدد الشهداء الحقيقي، وبعدها أنا غيرت رأيي تمامًا
وندمت علي
ما قلته فبالفعل كان يجب أن يرحل، حتي أنني اجريت حوارًا مع إحدي الصحف
وقلت لها
رسالة إنه علي قدر تعاطفي مع سنه وعلي قدر شفقتي عليه، لكن
هناك دم أكثر من 300
شهيد في عنقه يوم القيامة.
·
<
لماذا لم تردي علي هذا الهجوم
وتبرري موقفك؟
-
من يريد مهاجمتي فله الحق.. وهذه حرية تعبير..
ومن يهاجمونني لن يقطعوا عيشي ولن يتدخلوا في رزقي، فهم يحاسبونني علي
احاسيسي التي
تتغير بشكل طبيعي، فلي الحق أن اتعاطف مع شخص اليوم ثم اكرهه غدا.. ولكنهم
يجب أن
يختلفوا مع فكري الذي لم يتغير منذ سنوات وكنت اكتب ضد النظام،
والاختلاف في الفكر
اقبله ولكن بشرط أن يكون باحترام.. وعلي كل لو حد فيهم عمل شركة إنتاج يبقي
مايشغلنيش معاه، مثلما سيحدث لو آل مبارك عملوا شركة مش ح اشتغل معاهم.
·
<
كيف قلت إن موقفك السياسي لم يتغير وانت دعمت فكرة التوريث
أثناء مباراة مصر والجزائر في أحد البرامج التليفزيونية؟
-
لم
ادعم فكرة التوريث ولكن كل ما حدث أنني استمعت للمداخلة التليفونية التي
اجراها
علاء مبارك للبرنامج ووجدته يتحدث مثل أي مواطن مصري حتي إنه
قال «أنا ماليش دعوة
بأبويا وبعلاقاته»، غير أنني عرفت أن جمال وعلاء مبارك لم ينطلقوا
بطائرتهما الخاصة
من السودان إلا بعدما اطمئنا علي جميع زملائي من الفنانين والمثقفين
والجماهير التي
كانت حاضرة.. وهذا بشهادة زملائي الذين سافروا معهم وأنا اثق فيهم.. لذلك
قمت
بالاتصال بالبرنامج وقلت لهم أنا احترم ابناء مبارك لأنهم
محترمون، فلقد اردت أن
اشكرهما علي موقفهما وليس معني ذلك أنني دعيت للتوريث.
·
<
ما
رأيك في القوائم السوداء التي صممها البعض للفنانين ضد الثورة؟
-
هذا الأمر لا يخيفني، فقد يرعب هذا الأمر حد فاضي غالبا وعملها نجوم الشباك
الذين
يخافون علي الايرادات ولو احد الزملاء فكر أن يرشح نفسه في مجلس الشعب مثلا
أو
لمنصب ما، فمن الممكن أن يخاف ألا تصوت له الجماهير ولو أني
اعتقد أنه إذا كان من
يتبعون هذه القوائم الغريبة 50 ألف شخص فهناك ملايين يمكنهم التصويت
والاختيار
والذهاب لدور السينما لمشاهدة الفيلم، وبغض النظر فأنا لست من ضمن كل هؤلاء
فأنا لا
اطمع في كراسي ولا مناصب ولا لي فيلم باسمي ينتظر الايرادات، ولو الدنيا
ضاقت بيا
هنا فهناك إنتاج عربي ينتظرنا.
·
<
هناك بعض الفنانين التزموا
الصمت حتي لا يخسروا جماهيرهم، ما تعليقك؟
-
لماذا اسكت؟ فعندما
يتم سؤالي عن رأيي أجيب بشكل تلقائي، لأني لا اخشي أحدًا فإذا ملكت قوتي
ملكت
قوتي.. فلم يحقق لي كثرة حب الجماهير أي شيء في النظام السابق فهناك فنانات
اقل مني
كفاءة وأصبحن بطلات بين يوم وليلة وحب الجماهير الكثير لم يعط
لي فرصة طوال السنوات
الأخيرة في أني أصبح نجمة شباك.
·
<
لماذا قمت بتقديم استقالتك من
عضوية مجلس نقابة الممثلين قبل التنحي بأيام؟
-
هذا كان قرارًا
قديمًا بيننا نحن كأعضاء النقابة.. ففي اجتماع تم عقده يوم 28 ديسمبر
الماضي قال
لنا د.اشرف زكي إنه يمكننا تقديم استقالة مجلس إدارة النقابة بكامله وفقا
للقانون
رقم 100 ولكن اتحاد النقابات رفض فض المجلس أو استقالته لأنه يجب أن يكون
قرار
الاستقالة جماعيا بين مجالس إدارات النقابات الفنية الثلاثة
الموجودة في مصر، فهذا
كان قرارًا قديمًا وقمنا بتنفيذه أثناء الثورة.
·
<
لماذا قررت
التنازل عن عضوية المجلس من الاساس؟
-
العمل بالنقابة عبارة عن
عمل خدمي وأنا كنت اواجه عوائق كبيرة في فهم العمل نفسه بالإضافة إلي بعض
العوائق
القانونية.. ولكني اعتقد أنني لا اصلح فيه لأن المطلوب مني أن اقدم خدمات
لغيري
وأنا لا استطيع خدمة نفسي وارجاع حقوقي القانونية من المنتجين
والتليفزيون.
·
<
معني ذلك انك لن ترشحي نفسك مرة أخري؟
-
استحالة لا لعضوية المجلس النقابي ولا لأي عمل خدمي لا افقهه، فأنا لا
استطيع
الموازنة بين هذا العمل الشاق والتمثيل.. بالإضافة إلي أنني لا اريد أن
اخسر ناس
علي حساب ناس أخري.
·
<
هل طالبت بحقوقك من التليفزيون المصري بعد
العهد الجديد؟
-
ليس بعد فقد وقعت عقدًا مع التليفزيون بالفعل علي
تقديم برنامج «مطبخ نشوي» الذي تم عرضه في شهر رمضان الماضي
ولكني لم احصل حتي الآن
علي حقوقي، وكنت انتوي التحدث إلي اللواء طارق المهدي ولكني ذهبت له أكثر
من مرة
وكان مشغولا مع الموظفين في المبني، واتصلت بنادية حليم رئيسة التليفزيون
أكثر من
مرة أيضًا وفي كل مرة تقول لي أن الاحوال غير مستقرة ولا توجد
ميزانية في المبني..
ولا اعرف حتي الآن اروح لمين فأنا احتاج هذه الفلوس نظير عمل قدمته وهذا
حقي ولن
اتسول من اجله، وليس لدي ثري عربي يصرف علي لكي اتنازل عنها بسهولة.. ونداء
إلي
اصحاب ثورة 25 يناير «رجعولي فلوسي من التليفزيون» وليس
التليفزيون فقط هو من نصب
علي فهناك المنتج أيمن بركات الذي رفعت عليه قضية منذ وقت طويل أنا وزملائي
انعام
سالوسة ولطفي لبيب وعلاء زينهم، ولم نحصل علي حقوقنا حتي الآن.
·
<
ما الجديد لديك فنيا؟
-
قرأت حوالي 16 حلقة
من مسلسل «لحظة ميلاد» مع شركة صوت القاهرة، وتأليف سماح الحريري والمخرج
وليد
عبدالعال في ثاني تعامل لي معهما والفنانة صابرين التي اعود للتمثيل معها
بعد مرور
20
سنة منذ أول عمل عملناه معا في مسلسل «ضمير ابلة حكمت».
·
<
ما
رأيك في اتباع نظام الـ15 حلقة في المسلسلات حاليا لتقليل
التكاليف؟
-
هذا شيء جميل جدًا فلقد عملت في مسلسلات الـ15 حلقة العام
الماضي في مسلسل «نعم مازلت آنسة» مع الفنانة إلهام شاهين وقد
كانت تجربة جيدة، حيث
إنه يتم سرد الموضوع بشكل مكثف ومحدد بدلا من المط والتطويل الذي لا يتناسب
مع
العصر الحالي.. كما أنني اطالب بعودة السباعيات التي يعمل بها 4 مخرجين
ومؤلفين علي
الأقل.
·
<
ألا تفكرين في تقديم عمل عن الثورة؟
-
كعمل فني ليس بعد ولكن كعمل اجتماعي فلقد قمت بالتواصل مع أهالي
3
شهداء من الأطفال واتصل بهم بشكل شبه يومي واكتب علي صفحاتهم علي موقع
الفيس بوك
وهم أحمد من المطرية وإسلام في الصف الثالث الثانوي وسيف الله من مدينة نصر.
روز اليوسف اليومية في
03/04/2011
«الحيرة»..
عن الصراحة المؤلمة والصداقة المضحكة!
كتب
محمود عبد
الشكور
يقدم «الفيلم الأمريكي «The dilemma»
أو كما عرض تجاريا في
الصالات المصرية تحت اسم «الحيرة» نموذجًا لما نكرره دائمًا من أن الفن ليس
في
الأفكار ولكن في المعالجات المبتكرة لهذه الأفكار، الفكرة في
العمل الفني مهمة
ولكنها تبدو مثل ذرة الرمل التي تحرض وتستفز علي افراز طبقات اللؤلؤ.. لولا
هذه
الذرة ما كانت اللؤلؤة، ولكن القيمة بالتأكيد ليست في الذرة الرملية وإنما
في تلك
الطبقات التي تمثل في الفن المعالجات، بل إن آية التفوق
والقيمة أن تذوب ذر ة الرمل
«رغم
أنها سبب وجود اللؤلؤة» وسط تلك الطبقات الثمينة والنادرة.
فيلم «الحيرة» «وهي ترجمة ركيكة كما سنوضح» يقوم
علي فكرة كان يمكن أن تصنع عملاً دراميا
ثقيلاً يمكن أن يصل إلي حد التراجيدي وربما الميلودراما: صديق
يكتشف بالصدفة أن
زوجة صديقه العزيز جدًا تخونه، ولأنه يحب صديقه ويخاف عليه من الانهيار،
فإنه يعاني
صراعًا مريرًا بين أن يخبره أو يحجب عنه تلك المعلومة القاسية.. الحقيقة أن
كلمة
«The dilemma»
تعني الورطة أو المأزق، أو الاختيار بين أمرين أحلاهما مر كما
يقولون، ولكن الجميل والممتع حقًا أن صناع الفيلم الذي أخرجه «رون هوارد»
قبلوا
التحدي بأن يصنعوا من فكرة أقرب إلي المأساة والأزمة بمعالجة
كوميدية تمامًا تعتمد
علي مفارقات، مدهشة نسجت بمنتهي الذكاء، وكأننا مرة أخري أمام المقولة
المأثورة
التي تؤكد أن شر البلية ما يضحك، ولكن الكوميديا في «الحيرة» لا تعني الخفة
و
التسطيح كما في كثير من الأعمال المصرية، لأن المغزي الأخلاقي
للحكاية كلها لم يفلت
مرة واحدة، وهذا المغزي له طبقات متعددة من الاعلاء من قيمة الصداقة إلي
التساؤل عن
مدي قدرة الإنسان علي خداع الآخرين واخفاء حقيقته عنهم وصولاً إلي كون
الحقيقة
مؤلمة في أحيان كثيرة ولكن لا مفر من أن نقولها لمن نحبهم
ونخاف عليهم.
لم
يتعامل صناع «الحيرة» مع الفكرة بخفة لمجرد أنهم يصنعون منها
كوميديا، بل إن سر
تفوق الفيلم كله أنه مصنوع بجدية كاملة، وما سيضحكنا طوال الوقت هو جدية
الأبطال في
التعامل مع ورطتهم، علي مسئول الكتاية، فإن البداية تكون دائمًا بالرسم
الجيد
لشخصيات أبطالنا الأربعة وخصوصا الصديقين الحميمين جدًا منذ
عهد الدراسة وشركاء
العمل: «روني فالنتاين» «فينس فوجان»، و«نيك برانين» «كيفين جيمس»، الأول
أطول
وأضخم وهو رجل مرح وذكي ويقترب من مدير الأعمال لشركة صغيرة يملكها مع
صديقه وتقوم
بتصميم المحركات الكهربائية لشركات السيارات الكبري، وعلي
المستوي الشخصي فإن «روني»
مرتبط بعلاقة عاطفية مع طاهية جميلة تدعي «بيث» «جنيفر كونيللي»، وبعد
الإعلان عن زواجه منها في عيد ميلادها، أما «نيك» فهو أقصر قامة وأكثر طيبة
وخجلاً،
وهو مبتكر ومخترع وزوج سعيد للجميلة «جنيفا» «وينونارايدر»
التي تشجع «روني» علي
الزواج في أقرب وقت، في المشهد الأول يجتمع الأربعة ليتحدثوا عن فكرة أن
يكتشف
الإنسان حقيقة الآخرين فجأة رغم طول العشرة، ويسير السيناريو في اتجاهين:
حياة
«روني»
و«نيك» مع «بيث» و«جينيفا» في جانبها العاطفي، ثم حياة الثنائي في حياتهما
العملية حيث يحصلان علي تشجيع شركة سيارات كبري لتطوير محرك كهربائي فيما
يشبه صفقة
العمر، ولكن الصدفة وحدها هي التي تكشف لـ«روني» أن «جنيفا»
«زوجة صديقه» تخون
زوجها مع شاب كان يقبلها في حديقة زارها «روني» لكي تكون مكانا لحفل زفافه،
في هذه
اللحظة يبدأ الصراع ويلتقي الخطان معًا، «روني» يخشي تدمير حياة «نيك»
العاطفية،
كما يخشي أيضا أن يدمر عمله في انجاز المحرك الكهربائي المطلوب
خلال فترة زمنية
وجيزة، وفي كل مرة يبدو لنا الحل بإخبار «نيك» بالحقيقة سهلاً تظهر عقبات
جديدة من
انشغال «نيك» بعمله إلي حالته الصحية المتدهورة نتيجة الضغوط، وتتولد مواقف
كوميددية غير معقولة حيث يقوم «روني» بما يشبه الاستفتاء مع
شخوص يعرفهم ولا يعرفهم
ليسألهم: هل اخبر صديقي بأن زوجته تخونه أم لا؟، وفي كل مرة تزيد الحيرة
والتورط
لدرجة أنه يتصل بأخته ليحدثها عن موقف في مسلسل يشبه حيرته، ولكنها تفهم
الأمر علي
أنه يريد أن يقول لها أن زورجها يخونها، ويتطور بناء الموقف
الكوميدي فيما بعد إلي
اكتشاف الاخت بالصدفة أن زوجها يخونها فعلاً!
الحقيقة أن الفيلم كله يصلح
لكي يكون درسًا في بناء الموقف الكوميدي وتطويره، فكلما تم اغلاق أحد
الخطوط اضيفت
مواقف تدفع الأحداث للأمام كأن يفضل «روني» اخبار «جنيفا» بأنه
كشف سرها، ويطلب
منها أن تقوم هي بالاعتراف لزوجها، ويتطور هذا الموقف إلي ابتزاز عكسي
عندما تقوم «جنيفا» بتهديد «روني» بعلاقة عاطفية سابقة
بينهما قبل أن يصبح صديقًا لـ«نيك»،
وبسبب هذا الابتزاز يلجأ «نيك» إلي تصوير «جنيفا» مع صديقها
ليكون ذلك دليلاً
دافعًا يقدمه إلي صديقه، وبسبب هذا التصوير يشتبك «نيك» مع العشيق الشاب في
معركة
من أظرف ما يمكن أن تشاهد في حياتك وكأنهما طفلان يضربان بعضهما البعض،
ولأن «روني»
مدمن سابق للقمار فإن «بيث» تشك في أنه عاد
للمقامرة، ويراقبه «نيك» فيجد أنه يقدم
أموالاً لعشيق «جنيفا» لاسترداد الكاميرا التي تركها ولتعويض
العشيق عن المعركة،
هنا يعتقد «نيك» أن صديقه عاد من جديد إلي القمار فيحاول انقاذه بالاشتراك
مع «جنيفا»، وهكذا تنمو طبقات ثمينة حول الذرة
الصغيرة، وتكتمل لؤلوة حقيقية يستفاد
فيها من كل التفاصيل والمواقف.
ورغم اعتماد الفيلم علي الحوار اللاذع الذكي
إلا أن الصورة لها حضور واضح خاصة فيما يتعلق بتوظيف مفردات المكان في
قطعات
المونتاج الذكية هناك مثلاً تناقض حاد جدًا بين تفاصيل الورشة التي يصنع
فيها
المحرك الكهربائي، وبين تفاصيل المشاعر الإنسانية سواء بين
الصديقين، أو بين «روني»
و«بيث» أو «روني» و«جنيفا»، وعندما يشتبك «روني» مع «جنيفا» مطالبًا إياها،
بالاعتراف بالخيانة فإننا ننتقل بخشونة إلي صدام عنيف علي ساحة الجليد بين
اللاعبين، وعندما يتلقي «روني» اتصالا من «جنيفا» وهي في
المترو فإن النور ينحسر
فجأة عن وجهه يتدخل بأكمله في الظلام وكأن الصورة تسبق التهديد الذي توجهه
«جنيفا»
إلي «روني» بالتلويح بعلاقة قديمة قبل أن
يعرف «نيك» الحقيقة أن الصورة ودورها
تتعلق بالأساس باختيار «فينس فوجان» و«كيفن جيمس»، الاثنان
بعيدان تمامًا عن
الوسامة الهوليوودية التقليدية، والاثنان تجاوزا سن الشباب، وهناك مشاهد
كثيرة
يجتمعان فيها معًا في لقطة متوسطة أو بعيدة فيثيران الضحك الأول بجسده
الأضخم
والأطول، والثاني بامتلائه وبقامته القصيرة، بالتأكيد الاثنان
لديهما قدرات كوميدية
عالية جدًا، ولكن التأثير كان سيصبح أقل كثيرًا لو اختير اثنان من النجوم
الأكثر
وسامة، المعني هنا أنك أمام شخصيتين عاديتين تماما يمكن أن يمِثلا أي مواطن
أمريكي
تقليدي وجد نفسه فجأة في ورطة، أما الزوجتان فهما بالطبع أكثر
جمالاً حيث لعبت
و«نيونارايدر» دورًا مميزًا للغاية لامرأة ماكرة وجميلة وقوية الشخصية
ومتعددة
الوجوه، ولعبت «جنيفر كونيللي» دورًا مقنعًا لامرأة عملية تريد الزواج
والاستقرار
وطبعًا يبرر الجمال في الحالتين أن تكون «بيث» موضع شك للحظات
من «روني» وأن تكون «جنيفا»
موضع صراع بين اثنين من الرجال. «رون هوارد» المخرج أستاذ حقًا في تقديم
الكوميديا الإنسانية، إنه يشتغل أكثر علي الممثل أو الممثلة، وقبل ذلك علي
كتابة
الموقف نفسه، ولديه احساس رائع بالمونتاج وضبط القطع لكي يقدم
الإفيه التأثير
المطلوب، وهناك مشاهد حوارية طويلة لم نشعر ابدًا بثقلها، وفي النهاية أنت
أمام
لوحة إنسانية تمجد الصداقة والصراحة والنجاح في العمل، وتسخر من الخيانة
والكذب
والفشل، وفوق ذلك أنت تضحك بدلاً من أن تكتئب.. إيه الجمال ده
كله؟!
روز اليوسف اليومية في
03/04/2011
«المقاتل» بين حلبة الملاكمة وحلبة العائلة
محمود عبدالشكور
فيلم المقاتل أو
the fighter الذى أخرجه دافيدراسيل هو أحد الأفلام العشرة التى وصلت إلى التصفية
النهائية للتنافس على أوسكار أفضل فيلم، بالإضافة إلى ترشيحه للمنافسة على
الأوسكار فى فروع الإخراج والمونتاج وأحسن سيناريو مكتوب مباشرة للسينما،
وحصل الفيلم على جائزتى أوسكار هما: أفضل ممثل مساعد «كريستيان بل» وأفضل
ممثلة مساعدة «ميليساليو». الفيلم يمكن تصنيفه على أنه اجتماعى رياضى، رغم
أن الحكاية عن قصة حقيقية بطلها الفائز ببطولة العالم للملاكمة فى وزن خفيف
المتوسط «ميكى وارد» إلا أن هناك إطارا اجتماعيا واضحا يغلفها هو الانحياز
لدور العائلة فى تحقيق إنجاز «ميكى»، هناك طوال الوقت هذا الجمع بين عالم
رياضة الملاكمة الذى شاهدناه فى أفلام أمريكية لا تنسى مثل «البطل» وسلسلة
أفلام «روكى» الشهيرة وبين العلاقات الاجتماعية المتشابكة التى تحولت من
وسيلة لإعاقة مسيرة الملاكم الموهوب إلى طريق لنجاحه وتألقه.
يرسم الفيلم حياة ميكى الشاب من خلال علاقته بأسرته الكبيرة التى تعتمد
عليه ماديا، الأب ضعيف الشخصية والأم «أليس» «ميليساليو» هى مديرة أعمال
ابنتها، أما الشقيق «ديكى» «اكريستيان بيل» فهو ملاكم سابق انحرف إلى عالم
المخدرات، ومع ذلك فهو المثل الأعلى لـ «ميكى» وهو أيضا مدربه رغم حياته
المضطربة الغامضة.
تدخل إلى حياة «ميكى» فتاة الحانة «شارلين» التى تجد فيه مشروع زوج
للمستقبل ولكنها تجد أن علاقته بأسرته وراء عدم تقدمه فى عالم الملاكمة
وتزيد الأحداث تعقيدا مع تورط الشقيق «ديكى» فى ممارسات غير قانونية تقوده
إلى السجن لمدة 8 شهور هذه العلاقات العائلية المعقدة كان يمكن أن تدمر
حياة «ميكى»، ولكن الظروف سرعان ما تخدمه فى النهاية عندما يخرج «ديكى» وقد
تعافى من الإدمان، وبعد أن يعيش «ميكى» صراعا للاختيار بين أنه وشقيقه
المدرب من ناحية، وبين «شارلين» ومدرب آخر جديد من ناحية أخرى تتفق كل
الأطراف على التعاون لكى تقود «ميكى» إلى المباراة النهائية فى بطولة
العالم أمام «شيانيبرى» ليحقق بطلنا من خلال العائلة أحلامه فى الصعود
ويصعد معه الجميع أيضا.
تم رسم الشخصيات بطريقة جيدة ومقنعة وبكل تفاصيلها الإنسانية حيث القوة
والضعف والصعود والهبوط، قوة «ديكى» كمدرب وضعفه أمام المخدرات قوة الأم
كمديرة لأعمال ابنها، وضعفها ودموعها وهى تذهب فى كل مرة للبحث عن ابنها فى
أحد أوكار المخدرات، قوة شخصية «شارلين» وطموحها لدفع ميكى إلى البطولة ثم
اقتناعها فى النهاية أنه لن يستطيع الحياة بدون أمه وأخيه، اللمسات
الإنسانية بين «ميكى» وابنته التى أنجبها من زوجة سابقة، كل هذه التفصيلات
جعلت الفيلم مغلفا بالمشاعر والانفعالات.
أكتوبر المصرية في
03/04/2011
دكاكين الفن
محمد رفعت
الفن وكرة القدم أسرع طريق للشهرة والمال ، لذلك كثر النصابون الذين
يحاولون إيهام الناس بأنهم سيصنعون من أبنائهم نجوم كرة أو مشاهير فى
مجالات الغناء والتمثيل ومسابقات ملكات الجمال ، ليحصلوا على أموالهم أو
يستغلونهم فى أشياء أخرى غير مشروعة .. وقد انتشرت فى السنوات الأخيرة
إعلانات فى الصحف تطلب موهوبين جدد فى الغناء والتمثيل وكتابة الأغانى ،
وما أن يذهب الشاب أو الفتاة إلى المكتب صاحب الإعلان حتى يطلبوا منه أن
يملأ استمارة تعارف ويدفع مائة أو 50 جنيه ، ويترك أعماله على شريط كاسيت
أو « سى .دى « إذا كان يغنى ، أو اشعاره إذا كان كاتب أغنية ،أو يترك صورته
أو صورتها إذا كان الشاب أو الفتاة من هواة التمثيل .. ثم لا شئ على
الإطلاق ، وإذا اتصلت مرة أخرى ، قالوا إنك رسبت فى الاختبار الذى عقدته
لجنة وهمية أما إذا أرادوا الاستمرار فى استنزاف أموالك فإنهم يقولون لك ،
أنك موهوب و «ييجى منك»، ولكنك تحتاج إلى «كورسات» و تدريب..والحصة بالشىء
الفلانى ..مع ايهام الشباب والبنات بأنه سيتم ترشيحهم لمنتجين ومخرجين
معروفين لاشراكهم فى أعمالهم الفنية الجديدة بمجرد الانتهاء من فترة
التدريبات..وبالطبع فإن شيئا من ذلك لا يحدث..والمصيبة الاكبر لو كان
المتقدم لهذه المكاتب الوهمية فتاة جميلة..هنا يبدأ التحرش والحديث عن
التنازلات التى يجب أن تقدمها من أجل الحصول عل فرصة..فالجميع يفعلن
ذلك..وأول الطريق دائما صعب..والبعض يتخذ من هذه المكاتب ستارا لأنشطة
أخرى، ووسيلة للتعرف على الفتيات الراغبات فى اختراق مجال الشهرة والنجومية
بأى طريقة، لاستغلالهن فى أنشطة أخرى غير مشروعة..كل ذلك وأجهزة الرقابة
نائمة أو مغيبة، فإعلان صغير فى جريدة يتم توزيعها مجانا على المحلات
والبيوت قد يكون بداية لانحراف شاب أو فتاة ، يتم التغرير بهم بدعوى فتح
أبواب الأضواء والنجومية أمامهم ، وخاصة مع انتشار البطالة وظهور برامج
تليفزيونية مثل «ستار اكاديمي» وغيرها تقدم للشباب نماذج مبهرة عن نظراء
لهم عاديين جدا، ومع ذلك حصلوا من خلال هذه البرامج على فرص لتحقيق الشهرة
وتحولوا الى نجوم ..والحل الوحيد لانقاذ الشباب والفتيات من هذه الشركات
الوهمية هو وجود رقابة حقيقية ومتابعة دقيقة لمثل هذه الاعلانات التى يتم
نشرها فى الصحف والمجلات وعلى مواقع الانترنت بدون رقيب أو حسيب، حتى لا
تتحول الى أبواب خلفية لتجارة الرقيق الابيض أو دكاكين تبيع للشباب وهم
الشهرة الكاذب.
أكتوبر المصرية في
03/04/2011 |