لاشك في إننا نبحث دوما في
عالمنا العربي عن سينما مختلفة، عن رؤى جديدة وأساليب مختلفة تخرج عن
الأنماط
السائدة وبما فيها أكثـر الأشكال الواقعية التي لا تخرج عن
"الحدوتة" او الحكاية
معلومة النهاية منذ البداية ، سينما تحرك الساكن وتثير تساؤلات وتدفع
بالمشاهد الى
التيقظ والتساؤل والجدل والاختلاف ...
وبالطبع هو مطلب يشمل حتى التجارب السينمائية غير
العربية لكن المسألة فيما يتعلق بالسينما العربية تتسع بسبب قلة الأنتاج
وضعف النوع
، لجهة طريقة المعالجة والحلول الإخراجية .من هذا المدخل اذهب الى فيلم
البراق
للمخرج المغربي محمد مفتكر ، وهو فيلمه الروائي الطويل الأول وكان قد نال
استحسانا
ابان عرضه في المهرجانات السينمائية المحلية في المغرب كمهرجان طنجة
ومهرجان خريبكة
ليعرض في الدورة الأخيرة لمهرجان نامور الدولي للسينما
الفرنوفونية في دورته
الأخيرة في مدينة نامور البلجيكية حيث أتيحت لي فرصة مشاهدته.
في فضاء القصة
في البدء لابد من القول ان هذا الفيلم لا يقدم قصة تقليدية عادية وأحداثاً
يمكن
مسبقاً توقعها او في الأقل رسم مساراتها او الاقتراب من
الشخصيات ومحاولة سبر
اغوارها ، وعلى هذا فإننا أمام فيلم يمكن تلخصيه بالبحث عن الذات الهائمة ،
الذات
التي وقعت ضحية الآخر ووقعت ضحية البحث عن خلاص في وسط دوامة لانهائية من
الميثولوجيا والسحر والميتافيزيقيا
.
من هذه الخلاصة المكثفة سنتوقف عند قصة
فتاة ما في وسط مجتمع ذكوري لا يراد لها ان تكون أنثى ، الأب الذي سيستخدم
بطشه
وقوته على ذلك الكائن الضعيف ، الفتاة وهي طفلة وعليها ان تتحول الى فتى ،
ان تتدرب
على ركوب الخيل وان ترتدي ثياب الفتيان ، ذلك عالم مغلق على ذاته في وسط
قرية في
مكان ما تحف بها الجبال وتمتد مزارع القمح لتكون ملاذا للصبية
/ الفتى ومكانا للعب
مع صبي آخر ، وهناك يمارس الأب سطوته على ذلك الامتداد اللامتناهي ، يقود
ابنته
الطفلة قسرا الى عالم الذكورة الذي لا خيار لها فيه .العالم الكامن المجهول
عبر ذلك
الأمتداد عبر الوهاد والجبال لا يصغي لأنين الطفلة التي كل ذنبها انها ولدت
أنثى
وهي تجوس في غيهب مجهول لا تدريه وتدور في فضائه.
ليس هنالك من تحولات كبرى في
هذا المسار المقفل سوى اصرار الأب على المضي في تأكيد سطوته رمزا للمجتمع
الذكوري .وفي المقابل هنالك المساحات التي تتجلى
فيها الطفولة منذ البداية والتي تجدها شبه
لازمة متكررة في الفيلم وهي مثلا الكتابة على اللوح ، تلك
اللازمة التي تتكرر وتنقش
فيها أسماء ووجوه وكأنها الواح القدر الذي تجد فيه الشخصيات أسماءها
وسيماءها،
فضلاً عن انها لا تكتب الا في تلك الأجواء المعتمة الكابية ، تكتب الأسماء
على
التتابع ويتحول الخط العربي في التفافاته والتواءاته إلى تعبير
حي عن الشخصية
ويتحول القلم الى اداة سحرية يجري تسليمها بكثير من الهيبة من شخصية الى
أخرى، حتى
إذا غصنا عميقاً في هذا المسار ما نلبث ان نذهب الى مسار آخر مواز له ،
هنالك
مستشفى يشبه الزنزانة يشرف عليها رجل يرتدي البزة العسكرية وهو
مصاب بعرج ، وهذا
يحتجز فتاة شابة هي "ريحانة" التي تنزوي في تلك الحجرة البائسة البالية
وتختلط في
عقلها هلاوس وأحلام يقظة وذكريات قاسية وحوادث اغتصاب ومشاهد حب وخوف وموت
وسحر
ورهبة كلها جميعاً تحتشد في ذلك العقل الصغير لريحانة (الممثلة
ماجدولين دريسي)
التي ما تلبث ان تصبح مجرد حالة مرضية لدى زينب (الممثلة سعدية لديب) ،
الطبيبة
المعالجة النفسية او الباحثة الاجتماعية التي تعقد جلسات متكررة تصغي
خلالها الى
ريحانة والى ماضيها وذكرياتها ثم لتخبرها ريحانة تاليا انها
حامل ..ولكن ممن ؟ في
البدء تتوقع انه ليس غير الحارس او المدير ذي البزة العسكرية القادم من
الحرب
والذي يتوعد بالحرب ويكرر كلمة الحرب مراراً وهو الذي يحقن ريحانة بالأبر
والأدوية
، لكن المشاهد التي ينسخ بعضها بعضا في ثنايا الذاكرة المضطربة لريحانة
توجد أكثر
من رجل هو على صلة مع ريحانة ويشاركها متعة الجسد راغمة او راغبة ، هنالك
الذكريات
مع زيد ..الشاب الذي ابتلعته الحرب هو الآخر وهنالك الأب ، وكل منهم يظهر
منفرداً
بريحانة على افتراض اقتراف الأب للزنا بالمحارم .
هيمنة الجسد
يمتلك الجسد حضوره منذ البداية
فالأنثى المرفوض وجودها الأنثوي وهو رفض لوجودها الجسدي المجرد لا أكثر،
ولهذا يحضر
الجسد كثيرا في سياق الفيلم، كما انه ذلك الجسد الذي كتبت عليه أقداره
وحياته ولهذا
ساعة ينكشف الجسد في مشهد حلمي – سريالي ممزوج ببعد واقعي فأنه يتكشف عن
جسد تغطيه
الحروف والكلمات ، تم رسم تلك الكلمات عليه بلا انتهاء - ثم ما يلبث ان
يتحول الى
جسد واقع في دائرة الوجد المجرد من خلال علاقة ريحانة مع زيد ،
فهي تلك العلاقة
التي تمر مروراً خاطفاً في ثنايا الفيلم ولا تصمد كثيرا أمام العواصف
الأخرى التي
تعصف بريحانة ، العلاقة مع زيد تمثل ذلك البحث المضني عن بديل إنساني
للاستلاب وقلة
الحيلة وانهيار الذات امام ضغط الآخر
.
في المقابل نجد ان ريحانة في لحظات
انهيارها وهي محاصرة في تلك المصحة – السجن ، نجدها أيضاً منهمكة في
التعبير عن
حصار الجسد فهي حبيسة ذلك القفص الذي تريد الخروج منه لكنها امام قوة أخرى
غير
قادرة على التخلص منها
.
وعلى هذا يتحول الجسد في الشكل الغرائبي الذي تم تقديمه
فيه ،الى نقطة انتهاك من اطراف عدة : الأب الشرس المستبد الذي يسحق فكرة
الأنوثة
ويرفض ان يتسجيب لها فارضاً وعياً ومفردات ذكورية خالصة ، زيد الذي يبحث
وهو في
ريعان شبابه عن شريكته التي لا يكف عن التودد اليها ومعانقتها
ومضاجعتها في مشهد
ضعيف للغاية
إخراجياً، وواضح انه مصطنع ، وفي المقابل هنالك الزمن الذي تجد ريحانة
نفسها في وسطه وهي تحاول التقاط ذاتها ولملمة جراحاتها وهي
لحظات البوح التي كانت
تعبر فيها عن نفسها في أثناء لقائها الباحثة النفسية او الاجتماعية.
الحصان والبيض رمزاً وموضوعاً
يكثف المخرج محمد
مفتكر من الرموز التي يريد منها ان تنسجم مع فكرته وموضوعه ، اذ تتكرر
مشاهد الحصان
في حالات ومواضع مختلفة، بل إن الحصان يعد مفردة أساسية لا غنى عنها في كل
الفيلم
تقريباً، فلا تكاد تحضر الشخصيات في بعض المشاهد حتى نكون في
مشاهد يحضر فيها
الحصان الأسود خاصة ولا يتوان المخرج في التركيز على الحصان بكل تفصيلاته :
العيون
، الرقبة السيقان ، والحصان وهو جامح منطلق او وهو ساكن او وهو يعتنى به من
طرف
والد ريحانة ويتطور الأمر الى ربطه بعمق بالموروث الفكري والإنساني المحلي
، اذا
يتكرر ظهور كتاب عتيق مصفر الأوراق يغطيه التراب موضوعه الحصان يبدأ بالآية
القرآنية عن العاديات وهو الكتاب الذي يضعه المحقق او مدير
المستشفى او السجان او
الحاكم العسكري او كلها مع بعض لأنه كل هذا ، سيضع الكتاب على الطاولة امام
زينب ثم
تذهب زينب بعد ذلك للبحث عن الكتاب في ارفف الكتب وتظهر تفاصيل هيئة وشكل
الحصان
...ثم يكون ذلك الحصان من جانب آخر هو الحلقة التي توصل مابين ريحانة
والعالم
الذكوري بحسب الحل الذي أوجده الأب ، فأول ما جب ان تتعلمه ريحانة هو ركوب
الخيل،
ذلك الفرس نفسه اسود اللون الذي ظل يتكرر مثل لازمة لانهائية ، كما انه هو
الذي
يمنحها الإحساس بتلك المغامرة الجديدة عندما تجد نفسها جزءا من
تلك الدائرة التي لا
فكاك منها : الأب – الحصان – الذكورة – استلاب الأنثى.
وهنالك استخدام آخر ملفت
للنظر وهو البيض الذي يتكرر في كثير من المشاهد وغالباً هو بيض الطير الذي
يتم
الرسم والكتابة عليه ، ويتحول الى لازمة اخرى مرتبطة بالشخصيات
وذلك خلال عملية
الكتابة على اللوح او رسم اوجوه الشخصيات عليها ، واذا فهمنا دور الحصان في
السياق
العام للفيلم فأن تكرار ظهور البيض كان اقرب الى ممارسة السحر وكتابة
التعاويذ
وماالى ذلك دون ان يفصح ذلك الاستخدام عن كثير من التفاصيل .
جماليات
السينوغرافيا والتصوير..
مما لاشك فيه ان هذا الفيلم على ماعليه من ملاحظات في
السيناريو لجهة انه ينحو منحى ذهنياً، وتتداخل فيه الأزمنة والأماكن،
مبتعداً
كثيراً عن التتابع والنمو المنطقي للأحداث وافعال الشخصيات، وبسبب ذلك فأن
من ينشد
من وراء هذا الفيلم قصة تقليدية معتادة قائمة على التسلسل المنطقي للأحداث
فأنه لن
يعثر عليها بسهولة ، حتى ان الممثلة التي ادت دور زينب
(الممثلة لديب) كانت قد صرحت
في لقاء صحافي معها ان المخرج كان يجري عمليات مونتاج مسبقة في ذهنه قبيل
واثناء
تنفيذ المشهد، وما يزيد الموضوع تعقيدا هو كون الفيلم يعتمد على تداعيات
نفسية
باطنية وهواجس واحلام وتخيلات وكلها تنتظم في فضاء تعبيري اراد
له المخرج محمد
مفتكر ان يخرج عن النمطية السائدة والشكل التقليدي في السرد الفيلمي،
متجاوزاً
كثيراً من الكليشيهات في هذا المجال.
لكن الفيلم ومن دون ادنى شك قد تفوق الى حد
كبير في مجال الصورة والسينوغرافيا ( مدير التصوير زافي كاسترو) ، فجماليات
التصوير
ومنذ المشهد الأول الذي يظهر المرأة وهي تسير في فضاء ليلي قاتم باتجاه
الحصان ،
منذ ذلك المشهد راح المخرج يعزز ذلك التدفق الصوري في المشاهد
الليلية بمزيد من
الحس الجمالي وقوة التعبير ، فالبناء الأضائي والملمس وتعبيرية الصورة
محملة
بالكثير من المفردات الجمالية، يضاف الى ذلك طريقة
تصوير مشاهد الحوار بين (زينب ) وريحانة في المستشفى / السجن، اذ غالباً ما
تم
تصويرها بالعدسات قصيرة البعد البؤري معطية للمكان شكلاً شبه اسطواني مقفل
تقبع فيه
الشخصيات وهي أسيرة أزماتها .لقد كانت المشاهد الليلية أكثر ما
أجاد فيه مدير
التصوير في صنع مناخ تعبيري بالغ التأثير والدلالة وكذلك في مشاهد الطفولة
والكتابة
ومشهد تعري الفتاة ليظهر جسدها وهو مغطى بالحروف والكلمات..
كل هذا كان تعبيراً
عن ولع خاص لدى المخرج في الغوص في ما وراء السرد او ما بعد السرد الفيلمي
المباشر
حاشدا أدوات تعبيرية متنوعة للوصول الى غايته ، لكنه في حاجة
إلى مشاهد يقظ ليس
بالضرورة ان يبحث عن قصة تقليدية معتادة بل ان يشعر بلذة الاكتشاف ومتعة
التعبير ..
المدى العراقية في
24/03/2011
الفيلم الذي غيّر حياتي ..قوانين اللعبة لجان
رينوار – 1939
كنت في التاسعة عشرة أو العشرين حين رأيت لأول مرة
فيلم "قوانين اللعبة" لجان رينوار. ومرت خمس سنوات قبل أن أراه للمرة
الثانية لكنه
بقي في ذهني مثل الحلم. لا أتذكر المزيد من التفاصيل تماما كمعنى الفيلم
نفسه. إنه
في منتهى القوة. كانت مشاهدته حدثاً مهماً بالنسبة لي. من
الصعب في سنوات الستينات
مشاهدة فيلم مثل هذا. ثمة نسخ عديدة منه لكن لم يكن هناك فيديو أو دي في دي.
ربما
كان لنادي فيلم قوي القدرة على الحصول على نسخة موزعة.. لكن
من الصعب بالنسبة لفيلم "قوانين اللعبة"
الحصول عليه مطلقا. لكن في السبعينات أصبح الأمر أسهل ورأيته مرة أخرى.
وبقيت
أشاهده كل بضع سنوات حتى بلغت الخمسين من عمري.
جرى تصويره في عام 1938 تماماً
قبل نشوب الحرب العالمية الثانية. ثمة مشهد فيه إذ يتجمع حشد من الناس معاً
لعطلة
نهاية أسبوع طويلة في فيلا بالقرب من "ألساكا" ويذهبون إلى الصيد. وتبدأ
الجماعة
بقتل الطيور والأرانب ويبدو الأمر مثل مذبحة. لا يستطيع المرء أن يتجنب
التفكير بأن
هذه كانت نوعاً من النبوءة حول المذبحة التي ستجتاح أوروبا قريباً.
إن رينوار هو
حلقة الربط بين فرنسا التعبيرية (فرنسا أبيه أوغست رينوار) وفرنسا القرن
العشرين.
وأحياناً يبدو الأمر وكأنه يصنع أفلاماً حول شخصيات من لوحات أبيه. لكن ما
هو رائع
حقاً في رينوار، بالأخص في فيلم "قوانين اللعبة"، إنه يحب كل الشخصيات. فهو
يهوى
الشخصيات الطيبة والشريرة التي ترتكب الأخطاء الفظيعة. إنه يحب الشخصيات
التي تظهر
على الشاشة لمدة دقيقتين فقط. وهذا شيء حاولت أنا دائماً أن أفعله. حين
صنعت فيلمي
الأول في الحادية والعشرين من عمري لم أر "قوانين اللعبة" مرة
أخرى. لكنه كان
دائماً في ذهني فيما بعد حين صنعت الملحمة الإيطالية "نوفوسنتو" (والتي
أطلقت في
إنكلترا باسم "1900") كنت أصور مشهد زفاف وهو مشهد طويل وشعرت أني متأثر
جداً
برينوار. لذا فعند نهايته يقول "بوب دي نيرو":" الوقت متأخر فالسماء على
وشك أن
تمطر دعنا نرجع داخل البيت جميعاً" وهي كلمات من نهاية فيلم "قوانين
اللعبة" كنت
أوزع الأدوار في فيلمي هذا في لوس أنجلوس حين تسلمت دعوة تقول أن رينوار
رأى أحد
أفلامي وأحبها كثيراً ورغب أن يراني. ذهبت إلى بيته في "بل أير"
مع زوجتي. كان ذلك
في عام 1974 وكان رينوار في الثمانين من عمره لكنه كان يقظاً
لكل شيء. تكلمنا عن
أشياء عملية وكنت كأني أتكلم إلى رجل شاب.
*
برناردو برتولوتشي: مخرج إيطالي من أهم أفلامه "التانغو الأخير في باريس"
و"الامبراطور الأخير".
المدى العراقية في
24/03/2011
المخرج قاسم عبد: السينما جزء من الفكر
التنويري
نورا خالد
تقيم كلية السينما والتلفزيون
المستقلة مهرجانها السينمائي الأول في (بغداد،اربيل ،البصرة) في شهر نيسان
- أيار 2011،
لعرض أفلام طلبة الكلية والبالغ عددها 16 فيلماً وثائقياً قصيراً، تتناول
مختلف الموضوعات التي يعيشها الشارع العراقي يوميا منذ تغيير النظام ولحد
الآن.
كل فيلم من هذه الأفلام يتناول حياة الإنسان
العراقي العادي في زمن غير عادي وصعب يمر به العراق والعراقيون
.
وعلى الرغم من
ان هذه الأفلام أعمال طلابية لجيل جديد من السينمائيين الشباب، إلا انها
تعتبر
نافذة للتأمل والنقد ، وطرح التساؤلات حول تاريخ العراق وهويته الوطنية
والثقافية،
ومنصة للحوار بين فئات المجتمع المختلفة.عرضت هذه الأفلام في دول عديدة
وحازت على
ثماني جوائز في مهرجانات عربية وأجنبية ولكنها لم تعرض على
الجمهور العراقي بسبب
الوضع الأمني المتردي في السنوات السابقة وخاصة في مدينة بغداد. قال مدير
الكلية
قاسم عبد الذي التقت به المدى عن سبب اختيار توقيت المهرجان: نعتقد انه قد
حان
الوقت المناسب للتعريف بانجازات الكلية وعرضها على المشاهدين
العراقيين، ولهذا نأمل
ان تخلق هذه الأفلام حراكاً ثقافياً وحواراً جدياً صادقاً حول مجمل نواحي
الحياة
العراقية ودعم جيل سينما الشباب في العراق ، وستكون هناك جلسة نقاش مفتوحة
مع
المخرجين للتحدث عن تجاربهم السينمائية والصعوبات والمخاطر
التي يتعرضون لها أثناء
تصوير هذه الأفلام، وعن مواعيد وأماكن عروض المهرجان،قال عبد: سيكون العرض
في
بغداد يومي ( 2- 3 نيسان المقبل في نادي العلوية الساعة الحادية عشرة
صباحاً، وفي
مدينة البصرة يومي 29-30 نيسان على قاعة عتبة بن غزوان الساعة
الرابعة مساء، وفي
مدينة اربيل يومي 6-7 أيار على قاعة الجمعية الثقافية الكلدانية،وعن الكلية
التي
أسسها قاسم عبد مع زميلته ميسون الباجةجي قال :تأسست كلية السينما
والتلفزيون
المستقلة في بغداد عام 2004 ، لتكون مركزاً للتدريب في مجال
العمل التلفزيوني
والسينمائي، ويعتبر هذا المركز الأول من نوعه في العراق وهو مشروع غير
حكومي وغير
ربحي، وأحد مؤسسات المجتمع المدني.
والهدف من إنشاء الكلية هو تقديم برامج
تدريبية مجانية في ميدان السينما والتلفزيون للطلبة العراقيين، ومساندتهم
وتشجيعهم
في أعمالهم الفنية و توفير الأجهزة اللازمة لهم و تزويدهم بالمعلومات فيما
يخص
تمويل مشاريعهم المستقبلية وإعلامهم بالدورات التدريبية الأخرى
المتوفرة لهم في
داخل أو خارج العراق.وأشار:الدورات تستمر لعدة أشهر واغلب الطلاب هم خريجو
كلية
الفنون الجميلة او معهد الفنون قسم السينما لان نظام الدراسة في الكلية هو
كيفية
عمل فيلم وثائقي يمتلك رؤيا وفكراً مستقلاً بعيداً عن الضغوط السياسية
والدينية
والاجتماعية وكيفية التعامل بعقلية منفتحة وروح شفافة مع
الواقع وتناقضاته، وعن
الجوائز التي حصلت عليها الكلية تحدث عبد قائلاً: حصلت الكلية على ثماني
جوائز في
مهرجانات عربية وعالمية وآخر جائزتين حصلنا عليها قبل ثلاثة أسابيع في
مهرجان
المتحف الحربي البريطاني وهو خاص بالدول التي تخرج من الحروب
الجائزة الأولى لفيلم (شمعة
لمقهى الشابندر) وجائزة الجمهور لفيلم (دكتور نبيل)، وعلى الرغم من حصول
العديد من أفلامنا على جوائز عربية وعالمية الا انها لم تعرض لحد الآن في
العراق،
لذلك قررنا ان نقيم المهرجان لعرض نتاجنا وليعرفنا الجمهور من
خلال عملنا الذي سوف
يتحدث عنا فهو شيء مختلف ورؤى مختلفة وموضوعات مختلفة وبسيطة لطلاب لكنها
بحس
إنساني وروح مرهفة تعبر عن جيل جديد من السينمائيين العراقيين الذي بدأ
ينشأ ما بعد
الحرب بعقلية وبتكنيك مختلف،وأضاف:عدد الدورات التي أقامتها
الكلية إلى الان خمس
دورات تخرج فيها مئة طالب، وذكر مدير الكلية: إلى أن هناك فهماً خاطئاً
ومتخلفاً
للسينما في العراق والسينما لا تتحمل الجهل والتخلف فهي وليدة العلم
والمعرفة وتمنح
الإنسان المتعة والجمال وهي ذاكرة لما يجري في البلد لفترات مضت. لكن البعض
يعتبرها
تثير الغرائز وتبعد الناس عن الدين وعن الله ولا يميزون بين
السينما التافهة وسينما
الطراز الأول التي تساعد في بناء المجتمعات، لذلك نعتبرها جزء من الفكر
التنويري
وجزءاً من العلم وبالتالي نحن في صراع مع الفكر الظلامي والمتخلف.
المخرج قاسم
عبد مخرج ومنتج ومدير تصوير يعيش ويعمل في لندن منذ عام 1982 تخرج من معهد
الفنون
الجميلة في بغداد وأكمل دراسته في معهد السينما في
موسكو(فكيك)، اخرج وصور العديد
من الأفلام الوثائقية للمحطات التلفزيونية البريطانية والأوربية وشغل منصب
رئيس قسم
البرامج الوثائقية في محطة (أم بي سي) ورئيس قسم التصوير في محطة (أي ان
ان).
أسس مع زملائه بعد الحرب كلية السينما والتلفزيون المستقلة في
بغداد.
ومن أعماله السينمائية : وسط حقول الذرة الغريبة 1991, ناجي العلي فنان
ذو رؤيا1999، حاجز سرداً 2005،حياة ما بعد السقوط 2008 الحاصل
على الجائزة الأولى
في مهرجان ميونخ الدولي للفيلم الوثائقي.
المدى العراقية في
24/03/2011
صفحته بالفيس بوك شهدت سجالا حول رأيه في التيار الديني
خالد الصاوي: تجريم الاعتصامات والتجمهر بمصر انتحار سياسي
القاهرة - نادر عيسى ومحمد علاء الدين
شهدت الصفحة الرسمية للفنان المصري خالد الصاوي على موقع فيس بوك مناقشات
سياسية ساخنة في اليومين الأخيرين عقب إعلان نتائج الدستور، والموافقة على
قانون يجرم الاعتصامات والإضرابات.
واعتبر الفنان المصري القانون الأخير منافيا لحق من حقوق الإنسان، وهو
الاحتجاج السلمي، بينما وصف هذا القرار بأنه انتحار سياسي لعصام شرف، رئيس
الوزراء المصري الجديد.
وأصدر مجلس الوزراء الأربعاء 23 مارس/آذار 2011 قانونا يجرم الاعتصام
والتجمهر والتحريض عليهما حال تعطيل العمل، وأعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس
الوزراء عن موافقة المجلس على مشروع مرسوم قانون يتضمن توقيع عقاب شديد على
من يحرض أو يدعو لاعتصامات بعقوبة تصل إلى الحبس لمدة أقصاها سنة، وغرامة
تصل إلى نصف مليون جنيه.
وشمل المرسوم تجريم بعض حالات الاعتصام والتجمهر والاحتجاج إذا أدت إلى
تعطل الأعمال، سواء العامة أو الخاصة، والتأثير على المال العام أو الخاص.
والمعروف أن مصر تشهد حاليا موجة من الاعتصامات العمالية في معظم شركات
القطاعين العام والخاص للمطالبة بحقوق العمال المهدرة.
وكتب الصاوي معلقا على القرار "حق الإنسان المعاصر في الاحتجاج السلمي بكل
طرقه مش حيسقط بقانون متفصل، ولا بإعلام خبيث، ولا حتى بغطرسة السلاح".
وأضاف: "اللي حيسقط لو فكر يمس الحق ده هو عصام شرف اللي كان محتج معانا،
ولما مسك الوزارة راح حلف قدام الجماهير وبعدها على طول اتفضت الاحتجاجات
بالعنف والتعذيب، وحراسه اعتدوا على الناس يوم الاستفتاء عشان يوسعوا له،
ودلوقتي بيهندس في تجريم الاحتجاجات أصلا.. انتحار سياسي ده يا دكتور".
التيار الديني
وسبق هذا التعليق بحوالي ساعتين تعليق آخر شن فيه الصاوي هجوما على التيار
الديني في مصر، واصفا إياه بالفكر الأحادي المتجمد الذي سعى إلى قمع
انتفاضات الثورة لطلاب السبعينيات عن طريق التواطؤ مع الإدارة والحرس
والسلطة.
حيث كتب أيضا على صفحته الرسمية "كنت في الجامعة لما التيار الديني قتل
الرئيس الأسبق محمد أنور السادات اللي دعمه أصلا لقمع الانتفاضات الثورية
لطلاب السبعينيات، وشفت بعيني انتشار التيار ده بالفكر الأحادي المتجمد،
والدعاية العدوانية، وإرهاب الطلبة والأساتذة، والعمل الخيري الترقيعي لا
الثوري، والتواطؤ مع الإدارة والحرس، بل والسلطة أيضا. كنا قلة محاصرة
عاجزة عن خلق لجان قوية للدفاع عن العلم والديمقراطية والعدل الاجتماعي.
دلوقتي انتم تقدروا يا شباب.. ربنا معاكم".
وشهدت صفحة خالد الصاوي نقاشات بين التيارات السياسية المختلفة؛ حيث وصل
عدد التعليقات على ما كتبه حول قانون محاربة الاعتصامات إلى 350 تعليقا في
غضون ساعتين ، وأيد رأيه 144. بينما حظي رأيه على التيارات الدينية في
الجامعة على 162 تعليقا وتأييد 44 شخص.
وتعددت التعليقات على الصفحة بين مؤيد ومعارض ومهاجم لرأي الصاوي عن التيار
السياسي، يقول أحمد سليمان أحد المعارضين لرأيه: "الشارع هو الحاكم، وليست
الكتلة التصويتية التي رفضت التعديلات بالهامشية، فنحن أمام ربع الناخبين
المشاركين، ولم تكن القوى الدينية وحدها وراء التصويت بنعم ولا، ينبغي
التعامل مع مصوتي نعم ككتلة تصويتية واحدة".
وعقبت "هيا طريقي" جملة شهيرة بقولها: "أتمنى أن يصل الدين إلى أهل
السياسة، ولا يصل أهل الدين إلى السياسة" ونسبتها إلى فضيلة الإمام محمد
متولي الشعراوي.
بينما قال هاني إبراهيم: "أنحني لك تقديرا وتبجيلا لشجاعتك، أنا بحبك وأنا
مسلم، كما أضاف "محمد أبو سلمه" قائلا: "الضمانة تكون في شعب بيفكر مش شعب
بيقدس كلام رجال الدين".
وانتقدت "ياسمين مجدي" ما وصفته هجوما على الإسلام، مؤكدة على ضرورة التحلي
بالروح التي سادت ميدان التحرير وقت الثورة، والعمل على معاقبة كل
الفاسدين، وأن الحرية تعني الاختلاف في الرأي، وهذا الاختلاف لا يفسد للود
قضية.
وعقب الصاوي قائلا: "الجامعة.. بيت الداء.. عاوزين تيارات فكرية متنوعة
ومتحاورة بمنتهى الحرية وإلا.. هتكون جحيم، أنا قلت اللي عندي.. اللهم
فاشهد".
رفض الدستور والاستفتاء
وكان الصاوي قد أعرب عن رفضه التعديلات الدستورية أثناء مشاركته في
التصويت، موضحا أن الدستور سقط بالثورة الشعبية التي أسقطت النظام وبرلمانه
وحزبه وجميع متعلقاته، وليس هناك ما يدعو لإنقاذه، داعيا إلى إعلان دستور
جديد يضمن وجود ديمقراطية حقيقية في مصر.
وبعيدا عن السياسة؛ استكمل خالد الصاوي تصوير المشاهد الأخيرة من فيلمه
الجديد "الفاجومي" على ضفاف شاطئ النيل وسط جمهوره الذي قابله بالفرح
والأحضان أثناء تصوير الفيلم الذي كان انتهى من معظم مشاهده قبل ثورة 25
يناير/كانون الثاني، والذي يتناول قصة الشاعر المصري الساخر أحمد فؤاد نجم،
ويشاركه فيه الفنان صلاح "عبد الله" في دور الشيخ إمام، والفنانة جيهان
فاضل، والسورية كنده علوش، وفرح يوسف، وعدد من ضيوف الشرف مثل تامر هجرس،
ومحمود قابيل، وإنجي شرف.
الـ
mbc.net
في
24/03/2011 |