بررت الفنانة ليلى علوي رفضها تلبية دعوة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك
للقائه ضمن وفد الفنانين، قبل شهور قليلة من اندلاع الثورة الشعبية بوجود
صلة نسب تربطها بعائلة مبارك، وبينما أشادت بثورة 25 يناير وشبابها
لإحداثهم تغيير في مصر وكشفهم الفساد، عبرت عن أسفها لتنحي الرئيس مبارك
ولإقصائه بهذه الطريقة المهينة.
وقالت علوي "علاقتي بأسرة الرئيس مبارك لا تتعدى كونها صلة نسب من بعيد
باعتبار أن زوجي عم زوجة جمال مبارك، كما أنني لم أحاول الاستفادة من هذه
القرابة، والدليل على ذلك أنني رفضت الالتقاء بالرئيس ضمن وفد الفنانين،
الذي ذهب إلى قصر الرئاسة حتى لا يقال أن وجودي ضمن الوفد نظرا لهذه
العلاقة"، بحسب ما ذكرت لصحيفة الأنباء الدولية القاهرية اليوم 8 مارس/آذار
2011م.
وأضافت علوي "لا أنكر أنني حزينة على الطريقة التي خرج بها الرئيس من منصبه
بعد حكم البلاد 30 عاما، ومن الصعب أن يخرج بهذا الأسلوب وأستنكر ما يحدث
الآن من إهانات عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ لأن هناك البعض يختلقون قصصًا
بعيدة عن الواقع".
وقالت ليلى علوي "لقد قمت بزيارة أسر شهداء ثورة 25 يناير والمصابين، وقدمت
المساعدات المالية لهم باعتباري عضوا في وفد الأطباء، الذي يقوم بزيارة
المصابين فأنا أعتبر أن ما قدمته أقل شيء ينبغي أن أقدمه لهؤلاء النبلاء،
الذين غيروا مصر 360 درجة، كما كشفوا عن بؤرة الفساد التي عششت في مصر على
مدار سنوات طويلة".
وبشأن وضعها في القائمة السوداء للثورة قالت علوي "لا أقبل بهذه الفكرة،
وأعتقد أن من أخطأ في حق الشباب واتهمهم بما لا يمكن تقبله يحتاج وقفة،
ولكن ليس بالمقاطعة أو بالتخوين؛ لأن هناك بعض الفنانين التبس عليهم الأمر
أو عبروا عن رأيهم من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ليس إلا".
وأضافت "يجب أن نحرص على الحوار؛ لأن عدم وجود حوار بين أطياف الشعب
المختلفة وبين مرؤوسيه هو سبب أزمتنا الجارية، وأنا لا أقبل بأن يكون هناك
مقاصل لكل من عبر عن رأيه؛ لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".
وناشدت ليلى علوي الشباب منح القوات المسلحة، التي تدير شؤون البلاد، فرصة
كي تتمكن من إعادة الهدوء والاستقرار للبلاد، والقضاء على حالة الانفلات
الأمني، حتى يجنوا ثمار ثورتهم في النهاية، ولا يحدث تصادم بين الجيش
والشعب، وأن تنتقل السلطة بشكل سلمي.
يذكر أن الفنانة ليلى علوي متزوجة من رجل الأعمال منصور الجمال شقيق صهر
جمال مبارك نجل الرئيس المصري السابق.
الـ
mbc.net في
08/03/2011
مجدى أحمد على : الميدان فيلم إنساني ينتهي بتنحي الرئيس
كتب
اسلام عبد
الوهاب
المخرج مجدي أحمد علي كان أول المخرجين الذين بدأوا
تصوير أفلامهم عن ثورة 25 يناير حيث بدأ منذ أيام تصوير أول مشاهد فيلم
«الميدان»
داخل ميدان التحرير رغم أن الفيلم مازال في
طور الكتابة.
مجدي أحمد علي
تحدث في حواره لـ«روزاليوسف» عن فيلمه الجديد وعن استقالة أحمد شفيق من
رئاسة
الوزراء، كما شن هجومًا علي وحيد حامد بسبب إحدي مقالاته والتي كشفت وجهه
الحقيقي
كما وصفها مجدي.
·
كيف يري مجدي أحمد علي استقالة
الفريق أحمد شفيق في
ظل الانقسام الحادث في الوسط الفني بعد استقالته؟
-
أنا أري
استقالة شفيق جزءًا من الثورة والثورة مازالت مستمرة لأنها كانت تريد إسقاط
النظام
وما نشاهده الآن هو سقوط واحد تلو الآخر من النظام البائد.
·
ولكن ليس منطقيًا أن يكون كل من
أدي القسم أمام الرئيس السابق مبارك يجب
عزله؟
-
للأسف الثورة أثبتت لنا أن رأس النظام كان «هشًا» وكان
غير مسيطر علي كثير من القطاعات والدليل أنه وضع لنا 40 سقفًا
«كل ما نسقط أحدًا
يخرج الآخر» لأن جذور النظام متشعبة ومتعفنة داخل كل قطاع في مصر بدليل
قيام أمن
الدولة الآن بإحراق مستندات تدين وزارة الداخلية.
·
وهل شفيق
الذي قام بإنجازات هامة في وزارة الطيران أحد هذه الجذور
المتعفنة؟
-
شفيق ظهر علي حقيقته عندما تحدث بأسلوب غير لائق في أحد البرامج وقال
«متلبسش
ثوب الوطنية» هل يجوز لرجل يدير منصبًا حساسًا مثل هذا أن يتحدث بهذا
الأسلوب ورأيي أن المصريين تأثروا بالأدب المزيف لشفيق وسرعان ما كشف وجهه
الحقيقي
علنا أمام الجمهور، بالإضافة لأن المصريين يحترمون «قدسية المنصب».
·
وهل سيتعرض فيلمك «الميدان»
لاستقالة أحمد شفيق وتعيين عصام
شرف رئيسًا للوزراء؟
-
لا، لن يتعرض الفيلم لأحداث الثورة وما تبعها من أحداث رغم
أهميتها، ولكن سينتهي في لحظة التنحي لمبارك وفرحة الشعب
المصري كاملا.
·
ما أهم النقاط التي يركز عليها
فيلمك؟
-
سيكون الفيلم إنسانيا من خلال شخصية حقيقية وهي الدكتور طارق حلمي الذي
يعمل جراح
قلب لأن عمله دقيق ويحتاج لتركيز فهو مثل أغلب الأطباء الذين يهتمون
بمرضاهم فقط
ومنفصل عن العالم من حوله، وتأتي نقطة التحول في حياته وهي انطلاق مظاهرات
25
يناير.
·
وما تأثير هذا اليوم علي الجراح؟
-
سيقرر النزول إلي التحرير لمشاركة الشباب للمطالبة بالإصلاح والحرية ثم
يقرر النزول
مع زوجته وأطفاله بعد أن يري الجرحي والمصابين في أرض الميدان ويقرر أن
يتطوع
لخدمتهم وتتفرغ أسرته للمشاركة في الثورة.
·
وهل سيتعرض فيلمك
للشرارة الأولي للثورة في محافظة السويس بقيادة الشيخ حافظ سلامة؟
-
لن يتعرض الفيلم للمحافظات لأنه ليس فيلمًا وثائقيا يستعرض أحداث الثورة
كاملة، ولكنه فيلم إنساني يستعرض مواقف إنسانية دفعت فئات مختلفة من الشعب
للتوحد
حول شعار «الشعب يريد إسقاط النظام».
·
وهل ستتم الاستعانة
بشخصيات من المؤثرين في الثورة؟
-
لن يتم التعرض لأحد وسيبدأ
الفيلم بهذا الطبيب الجراح داخل غرفة العمليات كما أنه مازال في طور
الكتابة
وبالتالي يمكن التعديل من خلال ورشة السيناريو التي تشارك في الكتابة.
·
وهل تم اختيار أبطال العمل؟
-
أحمد
عبدالعزيز ونهي العمروسي ومني هلا وأحمد مجدي وهم أيضًا الذين يشاركون في
الكتابة.
·
كيف تري الآراء المناهضة للثورة
في وقتها الحالي والتي تري
أنها تحولت من ثورة عظيمة إلي «ثورة فوضوية علي كل شيء»؟
-
اعتقد
أنه علي من يدعون أنفسهم بحكماء الثورة أن يجلسوا في بيوتهم وألا يتحدثوا
باسم
الثورة لأنهم يكشفون وجههم الحقيقي الآن والمؤيد للنظام السابق
ومنهم من يريد القفز
علي أي إنجاز وتحويله إلي فوضي.
·
ولكن أصحاب هذه الآراء لهم
ثقة وثقل في الشارع المصري ومنهم علي سبيل المثال وحيد حامد الذي اعتبر أن
الثورة
تحولت الآن إلي «مسخ فوضوي» يفرض سطوته علي كل إرادة عاقلة؟
-
وحيد حامد معروف عنه قربه الشديد للسلطة ودفاعه عن الداخلية وللأسف حاول أن
يتخفي
طوال فترة الثورة ولكن انكشف أخيرًا في إحدي مقالاته الأخيرة وكشف عن وجهه
الحقيقي
فهو يقوم بتجنيد الوسط الفني للقيام بعمل أفلام لمصلحة وزارة
الداخلية وحاول تجنيدي
سابقًا لكنني رفضت أن أقوم بإخراج هذه الأفلام.
·
وكيف تري
المظاهرات المؤيدة لشفيق ومطالبته بالترشح لرئاسة الجمهورية؟
اعتقد أن مظاهرات «القلة» في مصطفي محمود هي بروفة جيدة جدًا لإظهار الوجه
الحقيقي للثورة والوجه الزائف في ميدان «مصطفي محمود» ويكفي أن
«الله» مع هذه
الثورة لأن تصريحات شفيق وهو يعض علي أنامله من الغيظ بعد دخول الجمال
والخيول في
الميدان يؤكد أن الأمر كان خارج سيطرته وبالتالي هو تدخل إلهي لاستكمال
الثورة
ونجاحها.
روز اليوسف اليومية في
08/03/2011
زوم
السينمائيون يريدون إسقاط نظام الرقابة ·· وهم على حق
محمد حجازي
أحد أبرز وأهم المطالب التي أعلنها ويشتغل عليها المُثقّفون ومنهم
السينمائيون هو إلغاء الرقابة بكل تشّعباتها على المُصنّفات الفنية، وكانت
قوة هذا المطلب مرتكزة على كلام لرئيس الرقابة سيد خطاب المؤيّد لهذا
التوجّه، وإنْ كان سيجعله يخسر كرسيّه!! مع كل التأييد لهذا المطلب نجد أنّ
نسبة كبيرة من السينمائيين مؤهّلة لعصر يكون فيه كل الإبداع في عالمنا
العربي غير مُقيّد، ومع ما واكبناه من وعي ومستوى راجح في التفكير عند جيل
الشباب الذي ثار وقال كلمته، يجعلنا نثق تماماً بأنّ الأمور برمّتها في
أيدٍ أمينة فالشباب الذي كان رهاناً على الدوام لكل الشعوب هو كذلك اليوم
في مصر، لذا لا خوف على الحرية إطلاقاً، وشعور المواطنة أقوى مما كان يظن
الجميع في كل مكان·
لكن مع رفع الرقابة نهائياً لن يجد معظم السينمائيين شمّاعة يُعلِّقون
عليها فشلهم وتواضع آرائهم وما يُقدّمونه من أفلام، وسيبرز أصحاب المواهب
بكامل قيمتهم محلياً وخارجياً طالما أنّ التقدير حاضر من دون مصالح
وتطلّعات ضيّقة·
لم تكن المشكلة دائماً في الرقابة لوحدها، بل فيها وفي السينمائيين أيضاً
والمشكلة هنا أنّ انتفاء وضع مُعيّن يختلف في صورته عن الشتم والإهانة، ولا
يصح أنْ نصل إلى وقت إمّا أنْ ندع بعض السفهاء يأخذون راحتهم أو إنّهم لا
يتركون تهمة إلا ويوجّهونها للآخر، للسلطة أو لما تمثّله·
لم يخطئ من قال بأنّ الحرية لا تكون في محلها إلا حين تُعطي لمن يُقدِّروها
ويستحقونها ويكونون قادرين على التعامل معها بنورانية ومسؤولية لا أنْ تكون
سيفاً لقطع الرؤوس تحت لافتتها·
منذ التسعينيات وقف المخرج يوسف شاهين في قاعة المؤتمرات الصحفية في مهرجان
كان السينمائي الدولي ووجّه كلامه إلى الحاضرين من إعلاميين يمثّلون منابر
عالمية، وقال وهو يدل على الناقد علي أبو شادي يوم كان مديراً للرقابة:
أريد أمامكم أنْ أقوله له بأنّ الرقابة التي يُديرها أناس مثل علي هي التي
تخدم السينما وتجعلنا نحبها أكثر· إنّ دماغه يتّسع لكل الآراء، أمامكم
أشكره>·
هذا كلام جميل، من مخرج كبير يقوله لناقد متميّز، كان مطواعاً في علاقته مع
قطاع الإبداع لذا ارتاح الجميع في زمنه، وقالوا كلاماً راقياً عن عهده ولم
تحصل حالات انتقاد أو رفض أو هجوم·
ولو كانت الرقابة في اتجاه واحد لكنّا باركناها، لكنها آتية من مصادر عديدة
من أمن الدولة، الأمن العسكري، إلى الأزهر والمجالس المختلفة، ومرجعيات لا
تخطر على بال· كلها تتدخّل علّها تُعطي الموافقة، أو هي ترفض ما يُعرض
عليها، لكن لماذا كل هؤلاء كي يقولوا رأيهم، فقط وللحفاظ على قيمة الدين
وأهله وحين تكون القضية المطروحة حسّاسة إلى درجة كبيرة فإنّ الإحالة للنص
المنوي تصويره على جهة دينية مُختصة تصبح واردة أو ضرورية، لكن علينا تعويد
ناسنا على نهج الحرية، وأنْ يكون ميزانهم حاضراً كي يقيسوا ما يُفيد ولا
يُهدِّد، بدلاً من اعتماد أساليب مموّهة تضر وتؤذي ولا تؤتي أي ثمار من أي
نوعٍ كان، لكن الصورة التي لا تغيب عن بالنا هي حب الفنانين لأوطانهم
ولأمتهم ويجب إعطاءهم فعلياً هذا المنفذ الوحيد لهم على العطاء المتميّز من
دون أنْ تكون هناك عوائق من شأنها هدم ما كان·
250 فناناً قالوا نريد إلغاء الرقابة، وبرأينا كل الفنانين وهم يفوقون
الثلاثة آلاف وخمسمئة عضو في النقابة، يريدون الإلغاء وهم يتسلّحون حالياً
بمَنْ سبقهم من شباب الثورة الذين قدّموا أمثولة راقية للعالم بأنّهم كانوا
على مستوى الرهان فاستحقوا إعجاب العالم، وقد يكون لهم دور تنافسي في تسمية
أبرز المرشحين لجائزة نوبل للسلام هذا العام، ولو حصل هذا وكان فوز فستكون
أروع جائزة يتسلّمونها تقديراً لهم على ما بذلوه بحق وطنهم وامتهم·
لقد حصل التغيير··· والرقابة ليست مهمة·· لأن شبابنا أثبتوا حرصاً لا غبار
عليه في حماية البلد، وصورة الامة، والآتي أهم بكثير لأنه سيكون الصورة
التي ستُقدّم عن هذه الثورة وثوارها إلى العالم كله عندما يصبحون في مراكز
المسؤولية والعطاء المسؤول·
عروض
أصداء جوائز الأوسكار لا تزال تتردّد في أوساط
النجوم وشركات الإنتاج والتوزيع
<بروكس> أضحكنا من الأعماق مع نيكلسون··
ويذرسبون ·· راد وويلسون بذكاء وبراعة
محمد حجازي
ما زالت أصداء الاوسكارات تتردّد عالمياً لكنها في الغالب لا تملك ما تقوله
سلباً عن الجوائز، لأنها كانت صائبة بنسبة عالية، لكن ولمرة واحدة فقط
أسفنا لخروج جيوفري راش مدرّب الملك من شريط <خطاب الملك> (4 أوسكارات)
خاسراً من السباق لصالح كريستيان بايل (The
Fighter) الذي حاز أوسكار أفضل ممثل دور ثان، والذي يشفع لهذه النتيجة أنّ
بايل قدم دوراً جميلاً·
أما في بيروت فلم تبق سوى أشرطة قليلة تنتظر العرض من سلسلة أفلام
الترشيحات منها شريط: <الابطال بخير> الذي لم يسمح بعرضه الآمن العام لأن
فيه حياة مشتركة بين امرأتين (آنيت بنينغ، وجوليان مور) تديرهما امرأة
ثالثة هي ليزا شولودانكو لكنه، وللحق فيلم جميل يُقدّم معالجة للعلاقات
النسوية تحت سقف واحد بين سحاقيتين·
وفي زاوية عروض نستعرض في صفحة اليوم شريطين احدهما كوميدي خفيف وظريف
وذكي، والثاني من سلسلة افلام الفانتازيا الراقية جداً·
How Do You Know نص وإخراج وإنتاج جيمس ل· بروكس، وهذا يعني بكل بساطة اننا إزاء شريط
مُفخّخ بضحك جميل، ذكي، يجعل من المشاهد يشعر سريعاً بأنه امام نص دقيق،
يعرف تماماً مكامن الضحك فيركز عليها·
جاك نيكلسون يسترجع جانباً من صورته وحسه الكوميديين ويقوم بدور رجل
الاعمال غير السوي، الذي لا يقدّم ارقام حسابات صحيحة للضرائب، وحتى يكون
بريئاً من اي تهمة يضع الحق على نجله جورج (بول راد)، لا بل هو يؤنبه بشدة
امام الموظفين الذين يدركون كم ان الابن جيد، وكم ان والده صاحب مقالب
وافلام و<خزعبلات> لا تنطلي على احد الى حد ان الموظفة آني (كاترين هامن)
كادت تضربه من الخلف لأنها لم تطق كذبه، وقيامه بحركات مع ابنه الذي تناديه
<بوس> على الدوام لكثرة تقديرها له·
تحمل آني وحين تلد يقصدها جورج للتهنئة وتقول له سأعرّفك على والد الطفل
الآن، وإذا بوالده يدخل وفي يده هديتين زرقاء وزهرية لأنه لم يكن قد عرف
جنس المولود بعد، وللحظات ذُهِلَ جورج وتصوّر ان والده فعلاً هو والد
الطفل، لكن مرّت لحظات قبل دخول الزوج آل (ليني فينيو)·
ويعيش شارلز (نيكلسون) هاجس العثور على طريقة للتخلّص من أثر ما حصل معه
أمام الضرائب، ويسارع الى ملاطفة ابنه الذي يكون على تنافس مع شاب آخر هو
ماتي (أوين ويلسون) للفوز بقلب الجميلة ليزا (ريز ويذرسبون) التي تظل حتى
آخر لحظة غير قادرة على الاختيار بين الاثنين فالأول وسيم صريح لكنه جبان
في التعبير عن عواطفه، عكس الثاني الذي يقول كل شيء وبجرأة لكنه لا يكف عن
مطاردة الجميلات في كل مكان يجدهن فيه·
ورغم حفل خاص جداً يُقيمه ماتي على شرفها فهي تدعو جورج ليكون حاضراً،
وهناك وبود وتردُّد، وانتظار قال لها بأنّه يريدها له بينما ماثي كان
ابلغها سريعاً بأنّه سيقدّم اليها ساعة ثمينة جداً هي عربون خطوبتهما، لكن
ليزا سارعت الى خلعها بعدما حسمت امر حبيب القلب من يكون ولماذا·
ويبدو نص بروكس رشيقاً كصورته تماماً، انه يعتمد على اللفتة، والكلمة
المختصرة المعبّرة، كمثل قول جورج لأبيه بأنّه اذا ما وجد سعادة مع ليزا
وقبلت الزواج منه، فإنه لن يساعده في ازمته مع الضرائب، وكان ان اطل شارلز
عن الشرفة ليرى ابنه وهو يعانق ليزا فابتسم لوقت بلمح البصر على انه سعيد
ثم تجهّم وجهه بعدما تذكر ان ابنه لن يساعده في حال سارت الامور على نحو
جيد مع فتاته·
طاقات رائعة من الضحك عند فريق الممثلين بالكامل، وبطريقة هادئة، ذكية
ولمّاحة وعلى قدر من الاصابة في المكان الحساس·
وضع موسيقى الفيلم هانسن زيمر، وادار التصوير جانوز كامينسكي، وقاد فريق
المؤثرات الخاصة آدم ايد، والمشهورة روكو باسيونينو، واشترك في أداء باقي
الأدوار: مارك لين باركر، موللي برايس، رونما كلارتي، شيللي كون، دومينيك
لومباردوزي، جون تورمي، تيونا داريس، واللبناني طوني شلهوب الخبير في الطب
والاضطراب النفسي·
Rango لـ غور فيرنبسكي في شريط من الفانتازيا المتميّزة جداً وضع السيناريو
الخاص به جون لوغان عن قصة له مع المخرج وجيمس وارد بيركيت، وقد اختار
للأدوار الرئيسية باقة من النجوم امثال جوني ديب الذي ينطق بلسان <رانغو>
البطل الاوحد في الشريط وهو شبيه بـ <آي تي> المخلوق الذي ابتكره سبيلبرغ
في شريط يمل الاسم نفسه منذ العام 82·
هنا اسمه رانغو·· والشكل هو هو، لم يتبدل في شيء، وعلى مدى 107 دقائق ظاهر
هذا البطل على الشاشة، ينتقل ما بين الطريق العام وصولاً الى قرية لا تزال
تعيش على الفُتاة المتوافر مثل العديد من قرى الغرب، لكننا هنا ازاء سكان
وجوههم اشكال حيوانات فيما افعالهم آدمية بالكامل، وهم يعانون من شح المياه
وعدم قدرتهم على تأمين ولو نقطة ماء للشرب ام للاستعمال البشري الآخر·
يتمشى بينهم رانغو بثقة، بينما ثلاثة من العازفين والمغنين من المكسيك
ايضاً بوجوه حيوانية يروون قصة هذه الشخصية التي استطاعت كسب ود هؤلاء
المخلوقات واقناعهم بأنّه قادر على تأمين المياه في اقرب فرصة، ويعطي
موعداً لافتتاح تدفق اول كمية من المياه فإذا القساطل تقذف بالوحول في
وجهه، بالوحول نعم، وهذا يعني الطين الرطب، يعني ايضاً ان الحفر اقترب من
مكامن المياه، وهو ما جعل سيد القرية يوليه ثقته ويقدّم له نجمة الشريف
فيعلّقها ويروح يتبختر بين الموجودين محاولاً فرض هيبة القانون، لكن كيف
والمصرف الوحيد في المكان سرق للتو·
هنا تتدخّل الصدفة مع الحظ المتميز·
السارقون يخرجون من نفق تحت الارض امامه فيسارع الى استعادة ما سرقوه وهنا
يسجّل كيف انه استطاع استرداد المسروقات، ويقود عدداً من العناصر وينزلون
الى المغاور القديمة حيث يكون بحث عن منابع المياه، كما يقود عدداً من
الفرسان في بحثهم عن اعدائهم للقضاء عليهم·
كل هذا يثبته مواطناً صالحاً لدى اهالي المنطقة وعندما تحين الساعة تندفع
كميات هائلة من المياه من كل الفتحات الظاهرة والمخفية وتصبح المنطقة غارقة
في المياه عندها ينسحب ويعود أدراجه من حيث أتى·· كان كذبة وأصبح حقيقة من
حيث لا يدري·
المؤثرات المشهدية أشرف عليها تيم الكسندر، وجسّد الأدوار بالصوت كل من
الممثلين: آلفريد مولينا، نيد باتي، بيل بنغي، ستيفن روث، هاريدين ستانتون،
تيموثي اوليفانت، ونستون ابيغيل بريسلن وايسلا فيشر، وصاغ الموسيقى هانس
زيمر والتوزيع تولّسته بارامونتا·
قراءة
<شيوعيين كنّا> لـ ماهر أبي سمرا في عرض جماهيري أول
توثيقي يتصالح مع حقبة الحرب المنصرمة في 4
شهادات لشيوعيين كانوا في الحزب···
محمد حجازي
كنّا شيوعيين· يعني هم الآن ليسوا شيوعيين·· والفيلم لـ ماهر أبي سمرا من
إنتاج العام 2010، وردّة فعل نقدية إيجابية، وحضور مهرجاني مميّز هو الآخر
لعمل يتأرجح بين الصراحة الكاملة والتصالح مع الذات علناً·
نحن أمام أربع تجارب لأربعة شيوعيين تنم عن إحباط، أين كانوا وماذا كانوا
يفكرون ويعتقدون ويمارسون ويفعلون وأين هم من التسعينات وحتى اليوم، ولو
أنّ العديد من التعليقات كانت تقول بأنّ الشيوعية قد سقطت في العالم ولم
تسقط في لبنان·
المخرج والزميلان ابراهيم الامين وحسين أيوب وبشار عبد الصمد، يكاد لسان
حالهم يكون واحداً ويختصر تجربة اليسار في لبنان على مدى الحرب الأولى بين
عامي 75 و90 في لبنان·
كثير من الكلام الوارد في الشريط نسمع منه بين وقت وآخر في مجتمعات
اليساريين القدامى، لأننا نعرف بعضهم منذ سنوات الفتوة حسدونا لأننا ما
احببنا يوماً حزباً ولا سعينا او حاولنا الانضمام الى اي تجمع في وطن كان
يحتاج الكل الى جانبه، رفضناهم كلهم على كثرتهم وظللنا مع نشيد كلنا للوطن·
اذن مَنْ كانوا حزبيين، هم الذين ارتضوا الظهور العلني على الشاشات الكبيرة
وإعلان خيبة املهم من الذي انتبهوا اليه بعد سنوات النضال الطويلة وعصر
الرفاق، والقتال كتفاً لكتف من اجل شعارات ارادوها وصدّقوها وعملوا تحت
رايتها وسقط الكثيرون منهم في المعارك، ومع ذلك فوجئوا جميعاً بأنّ قيادتهم
ما عادت راغبة في النضال، والسؤال الذي فرضته العناصر على نفسها: لماذا
توقف كل شيء وهل حصل انتصار، وبالتالي وقد انتهى كل الصخب فإلى أين يعودون
فكلهم خرجوا من طوائفهم فإلى اين يعودون وماذا يقولون لناسهم غير الصمت،
لذا اعترف الجميع بأنّهم لزموا بيوتهم، دخلوا في عزلة كاملة·
حصل هذا في التسعينات ومع مرور السنوات الاولى لم يعد هناك احد قادراً على
تفسير شيء، غموض في غموض·
يُعرّف الاربعة عن انفسهم ثم يعلنون وهم يحملون شخصياتهم ووجوههم انهم في
مكان آخر اليوم يعني كانوا يقولون نحن شيوعيين فقط، اما اليوم فيُقال عنهم
هذا شيعي شيوعي، وذاك سني شيوعي، والآخر درزي شيوعي وكذلك هؤلاء مسيحيون
شيوعيون، فالذي يقولونه عن حزبهم انهم كانوا يرمون كل شيء كان لهم عند مدخل
مقر الحزب ويدخلون حيث يشعرون، كما يؤكدون، بالامان الكامل·
وعندما خرجوا من الحزب تباعاً اوائل التسعينات بقوا في منازلهم او استعادوا
اعمالهم السابقة ولم يقولوا شيئاً لأحد، وانصرفوا الى العمل بجد بعيداً عن
تلك المرحلة التي عاشوها، لكن ان يقولوا كل هذا في فيلم كان الامر رائعاً
ومسلياً ونموذجياً ويُعبّر عن صيغة حضارية في مصارحة الذات، وتأمين ذاك
الدفق من الاعترافات بحيث يبرّرون بعض ما يُقال عنهم بوضع حد لما يقال ويتم
تضخيمه·
لقد جاءت الأوامر خلص فخلصنا، لكن لماذا لا احد يعرف لماذا، فقط إنّ ما كان
مقاومة ودفاعاً عن عروبة ومدى لبنان تحوّل الى عبارة بسيطة: لازم نوقف هون،
صار فيه وسائل تعبير ونضال اخرى·
مثل هذا الاعلان عن احباط يدل على استفهام آخر· وماذا كان الذي قدّموه في
الماضي، هل يبقى نضالاً، وسعياً للبذل من اجل مبادئ يؤمنون بها، أم خطأ
ارتكبوه وجاء وقت تصحيحه بالاعتراف به والاعتذار عما جرّه على اصحابه ومن
حولهم فالارتدادات عديدة ومتشعبة جداً، وعلينا توقّع الاكثر· فيما نعتقد
بأنّ مسرحية: الحرس، لـ رفيق علي احمد الرائعة شكلاً ومضموناً بدأت مرحلة
اعلان اخطاء الحركة الوطنية واضرابها في حقبة الحرب الاولى المنصرمة·
شيوعيين كنا يقدّم على مدى اسبوعين على شاشة متروبوليس·
اللواء اللبنانية في
08/03/2011 |