كل شيء فيه ينافس بعضه، ضحكته تنافس تكشيرته، حدّيته تنافس سخريته، دموعه
تنافس أفراحه! صعلوك يتحدى الهمّ بالضحك ومشاغب يلاكم الدنيا
بالتمرّد، موهوب ظلم
نفسه وخذلته ظروفه، السعادة في اسمه والنجاح في أحلامه والانكسار في
أيامه... إنه «مرسي الزناتي» الذي أذاعت محطة الـ«بي بي
سي» خبر هزيمته «يا رجالة»، وهو صاحب
«الاستك
منه فيه»، وهو العازف على غدّة الضحك في داخلنا، خريج مدرسة المشاغبين سعيد
صالح.
·
أخبرنا عن طفولتك.
عشت طفولتي في حي السيدة زينب وفي أحياء شعبية كثيرة، وتفتّحت عيناي على
الحارة
والزقاق وكل ما يزخر به الحيّ الشعبي من حركة وبركة.
كان والدي أزهرياً يعمل في
شركة الغاز، وكان شديد الطيبة والغلب وحالته أقل من المتوسّط ويكفي مكسبه
احتياجاتنا 'بالعافية' أنا وأخي وأخواتي الثلاث.
أنا طفل لغاية اليوم، 'زمان كنت صعلوكاً وعايز أعمل كل حاجة وأقرأ كل حاجة
وأحبّ
التمثيل وأعشق المسرح وأتجنن عندما أشاهد الفنانين يجسدون
أدواراً مختلفة'. كنت 'مدمن'
مسرح الأزبكية وأختبئ في الحمام 'لغاية ما الجمهور يدخل وأجري أقف في
الكواليس' من بعيد لأشاهد الممثلين وهم يغيّرون ملابسهم قبل كل مشهد.
كان لدي سبعة أعمام وثلاث عمات وكنت أول حفيد لجدي، لذلك حظيت بحبّ واهتمام
غير
عاديين من الأسرة كلها.
·
كيف تصف والدتك؟
أمي سيدة مصرية طيبة لا تعرف سوى كلمة 'نعم وطيب وحاضر'، لا ترفض أي طلب
وتعمل
في البيت من الفجر حتى المساء، لم تعرف من القاهرة سوى بيتها
والشارع الذي تسكنه،
وبعدما مرضت ولم تعد قادرة على خدمتنا اختارت لأبي امرأة أخرى ليتزوجها،
فأقامت
معنا وكانت العلاقة رائعة بين أبي وأمي وزوجة أبي، فنزعت من نفسي بذور
الحقد
والكراهية تجاه زوجة أبي لأنها كانت أماً ثانية لي.
·
ووالدك؟
كان يمارس القسوة المطلوبة التي لا تخلو من الحبّ والحنان، أذكر في يوم حضر
إلى
المسرح ولم يكن يعرف أنني أؤدي دوراً في المسرحية، وعندما رآني حلف يمين
طلاق إذا
عدت إلى التمثيل ثانيةً.
لم يضربني يوماً لذلك لم أمدّ يدي مطلقاً على ابنتي، وحين كان يخاصمني
يحرمني من
المصروف أو الفسحة أو الوقوف مع أصدقائي على ناصية الشارع.
أيام الدراسة راهنت
أبي وقلت له: 'سوف أمتلك يوماً ما ألف جنيه'، فسخر مني ومن أحلامي. مرّت
الأيام
وخرج والدي على المعاش وصرت فناناً فتقدّم الى الحج عن طريق
القرعة ولم يقبلوه فحزن
جداً، لكني دفعت تكاليف سفرته ليؤدي الفريضة وذكّرته بالرهان الذي قلته له.
·
من كان أول حبّ في حياتك؟
عندما كنت في التاسعة من عمري أُغرمت بطفلة اسمها نجاة فكنت أقف يومياً
أمام باب
بيتها، إلا أن العلاقة انتهت بعد حصولنا على الشهادة
الابتدائية. أما الحب الثاني
فكان عمري 19 عاماً، إذ أُغرمت براقصة في فرقة الفنون الشعبية وأحببتها من
كل قلبي،
لكن 'يا خسارة'، ضاع الحب في ظروف غامضة، في ما بعد أُغرمت مرات كثيرة كوني
لا
أستطيع العيش من دون حبّ.
·
دموعك قريبة؟
جداً، أحياناً أحوّلها إلى ضحك هيستيري لأهرب منها. عشت في حياتي موقفاً لو
أخبرتك إياه ستقول إنني مجنون.
·
ما هو؟
بعد جنازة أمي سهرت مع عادل إمام حتى الصباح، أذكر أنني دفنتها وعدت لأقف
على
خشبة المسرح، كنت أقدّم آنذاك مسرحية 'روض الفرج'، في تلك
الليلة أديت دوري ببراعة
وفجّرت الضحك في أرجاء المسرح. في لحظات القهر أضحك وفي لحظات الظلم أضحك
وفي الموت
أضحك، لكنّ شخصاً واحداً لم أستطع الضحك أمام موته وهو المخرج نور الدمرداش
الذي
أعتبره صاحب فضل عليّ.
·
متى شكرت الظروف؟
عندما دخلت السجن.
·
لماذا؟
لأني حصلت على إجازة تفرّغ لمدة عام، واكتشفت أن السجن مجتمع مصغّر من
العالم
يشعرك بالأمان، فلا ثروة ولا شهرة ولا سيارة ولا فلوس في
المصرف، لذلك هو أفضل
بكثير من الحياة المزيّفة التي اعتادها الناس.
·
أتذكر أكثر شخصية تأثرت بها في
السجن؟
العم يوسف بائع الكبدة الذي دخل السجن جاهلاً وخرج متعلّماً وحفظ القرآن
الكريم
كله، تمنيت أن يكون لي ربع صلابته وتحدّيه للظروف الصعبة.
·
لو عاد بك الزمن إلى الوراء، هل
تدخل السجن ثانيةً؟
'يا
ريت'، لأني عشت أسعد لحظات حياتي داخل الزنزانة.
·
متى كانت أطول لحظة حزن في
حياتك؟
عندما فشلت ابنتي هند في زيارتي في السجن في المرة الأولى، لأن القيّمين
عليه
طلبوا مني أن أراها من خلف القضبان فرفضت خوفاًَ على نفسيّتها.
·
ماذا تركت في السجن وماذا كسبت؟
قبل خروجي منه أصبت باكتئاب فظيع لأني رتبت حياتي عليه. في السجن تعرف
الحقّ من
الباطل، وتعرف الحرامي والقاتل والمزيف، أما في خارجه فكل
الناس متشابهين، ثم مجتمع
السجن متكامل فيه صلاة وصوم وحبّ وأمل وقرآن وإنجيل. شعرت بالأمان فيه أكثر
من
الخارج.
·
لو استفزك شخص؟
أرد عليه وأشتمه ولا يهمني!
·
متى تستخدم عقلك؟
إذا أهانني أحد في ديني أو شرفي أو عملي.
·
هل خذلك البعض؟
من خذلني أنساه والخونة في حياتي قليلون.
·
سؤال يحيرك؟
ربنا حيسامحني ولا لأ؟
·
كيف ترسم نفسك؟
حواجب وأنف وشفاه غليظة و'شورت'.
·
هل أخذت ما تستحقه؟
'وأكثر
شوية'.
·
هل تكذب أحياناً؟
قال فؤاد حداد مرة: 'ولا حد أقوى من اللي عمره ما بيكدب'، وأنا أحبّ أن
أكون
قوياً.
·
هل أنت 'سعيد' و'صالح'؟
أتمنى أن يجعل ربنا لي نصيباً من اسمي.
·
أين توجد السعادة؟
في الرضا.
·
متى سقطت دمعتك آخر مرة؟
أمس وأنا أصلي الفجر.
·
عادة تتمنى التخلص منها؟
التدخين.
·
هل فكّرت في اعتزال الفن؟
'ده
معناه' أن أعتزل الحياة نفسها.
·
من أنت؟
إنسان 'غلبان'.
·
هل لديك أقوال أخرى؟
يادي الأيام الجميلة/ يادي الأيام الطويلة/ يادي الأيام القليلة/ يادي
الصبر/
يادي المرّ/ يادي الفرّ/ يادي الكرّ/ يادي ويادي/ وسلو بلادي/ أمانة يا
وادي/
ماتكلشي ولادي/ وليكي عليّ يا مصر يا عيني/
وصنع إيديَّ وكدّ جبيني/ أشوفك أشجع/
أشوفك أجدع/ أشوفك بيضا/ أشوفك موضة/ أشوفك حرة/ ولا بلاد بره/ وأشوفك
دايماً/ مصر
حبيبتي.
الجريدة الكويتية في
04/03/2011
خالد النبوي: ثورة 25 يناير لم تنتهِ بعد
القاهرة - هيثم عسران
«الثورة
لم تنته بعد»، هذا ما يؤكده الممثل خالد النبوي الذي شارك مع غيره من
النجوم في التظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.
عن رأيه في ثورة 25
يناير والأسباب التي دفعته الى المشاركة
فيها رغم تأثير هذا الأمر على مكانته
الفنية، ولماذا يرى أنها لم تنته بعد، كان اللقاء التالي معه.
·
ما تقييمك لثورة 25 يناير وما
حقّقته حتى الآن؟
هذه الثورة تضاهي الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، فهي ثورة شعبية لم
يتوقّعها أحد، إذ كان ثمة يقين بأن الشعب المصري لا يريد أن
يشارك في صنع مصيره،
وأنه فقد القدرة على الحياة، لكن الشارع أذهل الجميع بصموده وتحضّره وقام
بثورة
سلمية وبلا قائد. الأهم من ذلك، أن ثورة 25 يناير أنقذت مصر من ثورة الجياع.
·
كيف؟
لو لم تقم ثورة 25 يناير ضد الفساد ومن أجل الحرية والكرامة والعدالة
الاجتماعية، لكانت مصر ستشهد ثورة للجياع، لأن البلد الذي
يتمتّع بموارد وخيرات
كثيرة لا حصر لها وصل به الحال إلى أن يكون نصف سكانه تحت خط الفقر، لذا
كانت الأرض
مهيأة لأن تشهد مصر ثورة من أجل 'لقمة العيش'.
·
ألم تخف من إطلاق الرصاص
والقنابل المسيّلة للدموع على المتظاهرين؟
لم أخف على نفسي، لأن جميع المتظاهرين كان لديهم هدف واضح ومحدد هو مصر،
وهي أهم
بكثير من حياتي أو حياة غيري. كلّ منا خرج من أجل مستقبل
أولاده كي لا يروا ما
رأيناه في حياتنا، يضاف إلى ذلك قناعتي الشخصية بأن تكون لدينا دولة
ديمقراطية
مدنيّة تتحقّق فيها العدالة الاجتماعية.
·
بعض الفنانين لم يشارك في
التظاهرات خوفاً من تأثير ذلك على مكانته الفنية في
حال فشلت الثورة؟
أؤمن بأن الرزق بيد الله وحده، لذا لم يشغلني هذا الأمر كثيراً لا سيما
أنني
تعرّضت لتهديدات مشابهة عند ذهابي إلى العراق للمشاركة في رفع
الحصار الأميركي عنها
عام 1998 ودعمي للسيد حسن نصر الله، الأمين العام لـ 'حزب الله' اللبناني،
عام 2006
خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.
·
كيف ترى مواقف الفنانين الذين لم
يساندوا الثورة؟
لا أجد مشكلة في الاختلاف في الرأي معهم، وإنما كل ما طلبته منهم ألا
يسيئوا إلى
شباب التحرير ويتّهموهم بالخيانة، لأن هؤلاء الشباب مثقّفون جداً ومتفهمون
للحياة
ولديهم فكر وهدف يطالبون بتحقيقهما.
·
والقوائم السوداء الداعية
لمقاطعة أعمالهم؟
أعتقد أن هذه القوائم لا داعي لها في الوقت الراهن، لأن الثورة انتصرت
والإرادة
الشعبية انتصرت وفي النهاية كلنا مصريون وهدفنا الآن مصلحة
الوطن، لذا علينا أن
ننسى الماضي ونفكّر في المستقبل ونترك للتاريخ الحكم على ما حدث. لا بد من
أن
نستكمل سوياً الطريق الصعب لأن المجتمع لا يجب أن يرفض بعضه والأهم هو
الاستمرار في
المشاركة السياسية خلال الفترة المقبلة.
·
هل تفكّر في توثيق الثورة؟
أفكّر في تقديم فيلم سينمائي عن الثورة، لكن حتى الآن لا يزال الموضوع في
طور
الفكرة لا سيما أن الثورة لم تنتهِ بعد.
·
من أين استمدّدت هذه الثقة
بالجيش؟
الجيش التزم منذ نزوله الى الشارع بما يقول وشاهدت كيف تعامل مع المواطنين
خلال
زيارته لميدان التحرير قبل تنحي مبارك عن الحكم، فضلاً عن أن
جميع قيادات المجلس
الأعلى للقوات المسلحة كانت مشاركة في حرب أكتوبر 1973، لذا فهي قادرة على
تحقيق ما
تعد به، وقد استجابت لغالبية المطالب الشعبية وتدرس الباقي منها الآن
لتحقيقه، لذا
لا بد من منح الجيش الوقت الكافي ليتمكّن من تنفيذ جميع المطالب.
الجريدة الكويتية في
04/03/2011
الجريدة في كواليس بيبو وبشير:
أعلام مصر تملأ البلاتوه
والمناقشات حول الثورة لا تتوقّف
القاهرة - فايزة هنداوي
لا بد لكل إنسان أن يسعى إلى تحقيق حلمه، مهما كانت صعوبة هذا الحلم
والمعوقات التي تواجهه، حول هذه الفكرة تدور أحداث فيلم «بيبو
وبشير» الذي استأنفت
مخرجته مريم أبو عوف تصويره بعد توقّف دام أسابيع بسبب اندلاع الثورة
المصرية.
'بيبو
وبشير' من تأليف هشام ماجد وكريم فهمي، بطولة: آسر ياسين، منة شلبي، عزت
أبو عوف، صفية العمري، منى هلا، كذلك يشارك المخرج محمد خان كضيف شرف.
يوضح كريم
فهمي أن فكرة الفيلم تدور في ذهنه منذ عامين وعندما أفصح عنها أمام آسر
ياسين تحمّس
لها الأخير، فاتفق فهمي مع هشام ماجد على كتابتها لأن الكتابة المشتركه
تثمر
أفكاراً جيّدة بحسب قوله.
عن عدم مشاركته في بطولة الفيلم مع أنه سبق أن أدى بطولة مسلسل 'عرض خاص'،
يؤكد
فهمي أن جماهيريته لا تمكّنه من أداء دور البطولة ثم يفضّل
الفصل، في هذه التجربة،
بين عمله كممثل وعمله كمؤلف.
بدوره، يشير هشام ماجد إلى أن عنوان الفيلم يعود إلى بطليه بشير وعبير التي
ينادونها 'بيبو' ولا علاقة له بمباراة كرة القدم الشهيرة بين
الأهلي والزمالك
وتعليقات المعلّق الرياضي مدحت شلبي التي انتشرت بعدها.
من «الشقة» إلى «بيبو وبشير»
'بيبو
وبشير' هو العمل السينمائي الأول للمخرجة مريم أبو عوف، وكان سبق أن أخرجت
أفلاماً روائية قصيرة نالت نجاحاً وتقديراً، بالإضافة إلى إخراجها مسلسل
'لحظات
حرجة' الذي صوّر بكاميرات سينما، لذا لم تشعر بالغربة عند
خوضها هذه التجربة.
نظراً إلى عدم الاستقرار الذي تعاني منه البلاد بعد الثورة، تفضّل مريم
الانتهاء
من تصوير المشاهد الداخلية قبل الانتقال إلى الشارع لتصوير
المشاهد الخارجية، مشيرة
إلى أن أمامها ثلاثة أسابيع للانتهاء من التصوير.
تضيف مريم أن منة شلبي رُشحت للدور منذ البداية، لكنها انشغلت بأعمال أخرى،
فرشحت أسرة الفيلم دنيا سمير غانم، إلا أنها انشغلت بدورها
بفيلم '365 يوم سعادة'،
لذا عاد الترشيح إلى منة.
توضح مريم أن عنوان الفيلم كان في البداية 'الشقة'، لكن ارتأى فريق العمل
أن
'
بيبو وبشير' أفضل لأنه مرتبط ببطليه.
لم تفكر مريم في تعديل أحداث الفيلم بعد الثورة، كما جرى في أعمال كثيرة،
كي لا
يبدو ذلك مقحماً، تقول: 'يجب أن تنضج الأفكار وتكون الرؤية
أكثر وضوحاً وبما يتناسب
مع عظمة هذه الثورة، لذا لا يجب التسرّع في تقديم أفلام عنها'.
رشّحت مريم والدها الفنان عزت أبو عوف، الذي تتعامل معه فنياً للمرة
الأولى،
للدور ليس لأنه والدها إنما لأنه الأنسب لأداء الشخصية، وهذا
ما يؤكده أبو عوف
مشيراً إلى أن ابنته فاجأته في الاستوديو بأنها تتعامل معه كأحد الممثلين
وكأنها
نسيت أنه والدها، ولم يخفِ إعجابه بطريقتها في الإخراج.
روح الكوميديا
تجسّد منة شلبي دور عبير 'بيبو'، فتاة تأتي من إحدى المحافظات إلى القاهرة
بحثاً
عن عمل، فتمر بمفارقات قبل أن تلتقي بشير (آسر ياسين) وتنشأ
بينهما قصة
حب.
تحدّد منة الفيلم بأنه من النوع الكوميدي الخفيف ودورها بأنه جديد عليها
لأنه يبتعد عن الأدوار الصعبة التي سبق أن قدمتها، لذا تنتظر
عرضه بفارغ الصبر
لترصد ردّ فعل الجمهور على أدائها.
تكشف منة أن روح الكوميديا انتقلت من أحداث الفيلم إلى كواليسه، ما زاد
سعادتها
بهذه التجربة التي اضطرتها إلى تغيير تسريحة شعرها لتتناسب وطبيعة الشخصية
التي
تجسدها، كذلك تعلّمت العزف على آلة الدرامز.
بدوره، يؤدي آسر ياسين دوراً كوميدياً للمرة الأولى، ويجسد شخصية إبن لأم
تنزانية يعيش في القاهرة ويعمل مدرباً لكرة السلة، وقد تعلّم
اللهجة السواحلية
التنزانية خصيصاً لأداء دوره.
بذل آسر جهداً في تفهّم أبعاد الشخصية ليقدّمها بالشكل الأنسب الذي يلائم
شخصيته
الفنية ومن دون مبالغة في الأداء، مشيراً إلى أن الجمهور
المصري حساس في استقباله
للكوميديا، علماً أنها أكثر ما جذبه في الفيلم.
ليست المرة الأولى التي يعمل فيها آسر مع مخرج يخوض أولى تجاربه
السينمائية، فقد
سبق أن عمل مع عمرو سلامة في فيلم 'زي النهارده'، الذي حقق
نجاحاً عند عرضه، وهو
نفس ما أكدته منه شلبي التي تجمعها صداقة بمريم أبو عوف انعكست بالطبع على
الفيلم.
من جهته، يكشف مصطفى صابر، منتج 'بيبو وبشير'، أن الشركة المنتجة تحمّست
للفيلم
وقدمت التسهيلات اللازمة له حتى أنها طلبت من شاب يعمل في
سفارة تنزانيا تعليم آسر
ياسين مبادئ هذه اللغة، إلا أنها لم تحدّد موعداً بعد لعرضه نظراً إلى
الظروف التي
تمرّ بها البلاد.
الجريدة الكويتية في
04/03/2011
السينما... والمفسدون في الأرض (1-2)
محمد بدر الدين
قصص الفساد في مصر تزكم الأنوف ورموز الفساد بدأت محاكمتها بعد ثورة 25
يناير،
والحقّ أن السينما المصرية عالجت موضوع الفساد والانحرافات
التي شهدتها مصر
المعاصرة في المجالات كافة، خلال عهد مبارك (30 سنة) بل وقبل ذلك، خصوصاً
منذ 1974
عام إعلان سياسة الانفتاح. حتى أن مجموعة كبيرة من الأفلام أو باباً كاملاً
في
السينما المصرية المعاصرة عرف بـ 'سينما الانفتاح'، أي انتقاد هذه السياسة
وكشف
الانحرافات والمثالب التي نجمت عنها، وتنوّعت هذه الأفلام بين فنية مرموقة
وتجارية
قد يصبح فيها رجل الأعمال 'الانفتاحي' شرير السينما التقليدي الجديد.
من بين الأعمال الفنية المرموقة التي تناولت هذه الظاهرة : 'أهل القمة'
للمخرج
علي بدرخان عن قصة نجيب محفوظ، 'الصعاليك' للمخرج داود عبد
السيد، 'أحلام هند
وكاميليا' و'سوبر ماركت' للمخرج محمد خان، 'العوامة 70' للمخرج خيري بشارة، 'الأفوكاتو' و'سمك لبن تمر هندي' ثنائية
المخرج رأفت الميهي، 'ليه يا بنفسج' للمخرج
رضوان الكاشف، 'يا دنيا يا غرامي' للمخرج مجدي أحمد علي.
أما المخرج الذي ركزت أفلامه على هذه الظاهرة وقدم أبرز الأعمال التي
تناولتها
فهو السينمائي الراحل عاطف الطيب، بدءاً برائعته 'سواق
الأتوبيس'، وصولاً إلى
'التخشيبة'،
'البريء'، و'الحبّ فوق هضبة الأهرام'.
تحوّل المجتمع إلى مزيد من الفساد والاهتراء وسيادة قيم فاسدة تنخر في أسس
البلاد... أمور تبدو بوضوح أنها قضية سينما الطيّب وقضية عمر
الطيّب الذي لم يعبّر
عن أحاسيس يائسة بل عن أمل بتجاوز الأزمة الكبرى وتحقيق الخلاص يوماً، على
غرار
المخرجين الآخرين، عبر دراما جادة وجماليات متطورة تحلل أوضاع المجتمع
القاسية
وتكشف جوانب الضعف والتخلف فيه وتجسّد الرغبة في انقشاع الظلمة.
أما المخرجان الرائدان صلاح أبو سيف ويوسف شاهين فعبرا عن رؤية مدققة
لمأساة
المجتمع الذي يعيشان فيه، وعن مشاعر مؤرقة حول شواغل الواقع
وهمومه.
عالج أبو سيف هذه المأساة تارة عبر كوميديا سياسية متميزة ذات سمة فانتازية
في
فيلم 'البداية'، وطوراً عبر بناء واقعي صارم ذي طابع كلاسيكي
في فيلم 'المواطن
مصري'.
يحلّل في 'البداية' (1986) نشأة مجتمع طبقي يتّسم بثنائية الفساد
والاستبداد،
الظلم السياسي والاجتماعي، وكيف يؤدي ذلك بالضرورة إلى انفجار
يصفه في الفيلم
بالثورة التي يقودها شاب (أحمد زكي) ضد الديكتاتور نبيه بيه (جميل راتب)،
ويعرض
الفيلم، برهافة، أجواء ما بعد قيام الثورة، لذا هو يتناسب لما يدور في مصر
اليوم
عقب انفجار ثورة يناير 2011.
بدوره، عبّر شاهين في أفلامه، خلال الربع الأخير من القرن العشرين وبدايات
القرن
الحادي والعشرين، عن مجمل القضايا التي أقلقت المجتمع المصري
المعاصر منذ بداية
الفساد المستفحل بصورة مخيفة في 'عودة الإبن الضال' (1976)، مروراً بفيلم
'الآخر'،
ووصولاً إلى فيلمه الأخير 'هي فوضى' (2007).
واستكمل هذه المهمات جيل جديد في العقد الأول من القرن الـ 21 مثل علاء
حامد في
'عمارة
يعقوبيان'، محمد أمين في 'بنتين من مصر'، فضلاً عن خالد يوسف في 'حين
ميسرة'، هالة خليل في 'قص ولزق'، كاملة أبو ذكري في 'واحد – صفر' وغيرهم.
تثبت السينما المصرية، على أي حال، أنها لم تكن بعيدة عن همّ المجتمع
ووجعه. على
رغم ما كان يعتريها من أزمات وهؤلاء السينمائيين من معوقات،
إلا أنهم حاولوا في
أصعب الظروف وعبروا وحلموا بيوم التغيير الكبير الذي حلّ في شتاء 2011 (25
يناير).
الجريدة الكويتية في
04/03/2011
الفنانون والسلطة... نفوذ وأسرار أقرب إلى الخيال
بيروت - غنوة دريان
ما علاقة الفنانين بأهل السلطة ومدى تأثيرهم على هؤلاء؟ سؤال بديهي يطرح
نفسه
أمام أي استحقاق سياسي أو حدث مصيري يطاول هذا الفنان أو ذاك،
آخر ما يتعلق بهذه
الجدلية ما حُكي عن لائحة سوداء وضعها شباب الثورة في ميدان التحرير في مصر
وضمنوها
أسماء الفنانين الذين ساندوا النظام من بينهم غادة عبد الرازق، وما حكي عن
تعيين
ابنة هذه الأخيرة بصفة كابتن طيران في شركة مصر للطيران بتدخّل
من رئيس الوزراء
المصري السابق الفريق أحمد شفيق.
عندما ساندت الممثلة المصرية غادة عبد الرازق الرئيس المصري السابق حسني
مبارك
انهالت عليها الانتقادات، ولم يثنها ورود إسمها على اللائحة
السوداء عن موقفها بل
على العكس بقيت عليه واتهمت الثوار الجدد بالديكتاتورية، علماً أن سماح
أنور وشريف
منير اعتذرا من الثوار وبررا وقوفهما ضدهم بأنهما لم يفهما حركتهم في
البداية.
هل كافأ النظام غادة عبد الرازق بتعيين ابنتها روتانا في شركة مصر للطيران؟
يذكر
أن روتانا درست في كلية الطيران في الأردن وعادت إلى مصر حيث
احتفلت والدتها
بتخرجها في حضور نجوم الفن والمجتمع.
مقتل سعاد حسني
بغض النظر عما إذا كانت روتانا قد عُينت فعلاً في مصر للطيران أو لم
تعيَّن،
القضية التي تطرح نفسها اليوم هي ما يدور في الأروقة حول إعادة
فتح ملف مقتل سعاد
حسني، إذ يتهم كثر، آخرهم الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، شخصية مصرية نافذة
بأنها
وراء مقتل السندريلا لأنها كانت تنوي كتابة مذكراتها، إذ يبدو أن تلك
الشخصية أدت
دوراً هاماً في حياة سعاد حسني عندما كانت تتعاون مع جهاز
المخابرات المصرية، كون
تلك الشخصية كانت لها اليد الطولى في تلك الفترة في اصطياد رجال السياسة،
سواء في
مصر أو العالم العربي، عن طريق الفنانات اللواتي كن يتعاونّ مع جهاز
المخابرات إبان
رئاسة صلاح نصر له، وكان يعتبر عملهن هذا وطنياً أكثر منه من
أجل الربح المادي.
عُرفت تلك الشخصية بصلابتها وقدرتها على الصمود في مواقع مؤثرة في الحياة
السياسية منذ اندلاع ثورة يوليو 1952 وحتى اندلاع ثورة يناير
2011، فماذا يمكن أن
تحتوي مذكرات سعاد حسني، في حال وُجدت، وهل ذهبت هذه الأخيرة ضحية تلك
المذكرات
والأسرار؟
في تسعينيات القرن الماضي، ربطت علاقة بين فنانة لبنانية عاشت عزاً قلّ
نظيره
وأحد الوزراء اللبنانيين وكانت تفاصيلها ممنوعة من النشر في
تلك الفترة، لكن في ما
بعد ظهرت تلك العلاقة الى العلن عندما فتحت المغنية خزنة أسرارها وبدأت
تتحدث عن
قائمة الرجال الذين أغرموا بها.
في إحدى الزيارات التي قام بها الفنان فضل شكر إلى ليبيا لإحياء حفلة فيها،
فوجئ
عند الثانية والنصف صباحاً بشخص يقرع باب غرفته ويطلب منه أن
يستعدّ لزيارة العقيد
معمر القذافي لأنه يرغب في رؤيته فوراً.
هنا يبرز السؤال: ما سبب التقارب بين الفن والسياسة؟ يتقرّب السياسي من
الفنان
لمعرفة سرّ حبّ الناس الجارف له ويتقرّب الفنان من السياسي
ليشعر بالقوة والسلطة
اللذين يستمدّهما من رجل السياسة.
شريهان المفاجأة
بعدما غابت فترة طويلة عن الأضواء أمضتها إما في رحلات علاج في الخارج بسبب
المرض الخبيث الذي داهمها منذ سنوات، وإما في الأراضي المقدسة
لأداء فريضة الحج أو
العمرة، ظهرت شريهان فجأة في ميدان التحرير متحمّسة للثورة وللتغيير.
يدور همس بأن نزول شريهان الى الميدان ليس وطنياً بحتاً إنما نتيجة ثأر
بينها
وبين النظام السابق، وثمة سيناريوهان في هذا المجال: الأول أن
قصة حبّ جمعت بين
شريهان وبين علاء مبارك، نجل الرئيس حسني مبارك الأكبر، كادت أن تصل إلى
خواتيمها
السعيدة لولا اعتراض العائلة على هذا الزواج، فاتخذت قراراً بالتخلّص من
شريهان،
وكانت الحادثة الشهيرة التي تعرضت لها منذ أكثر من 12 عاماً في
عز تألقها
الفني.
تفاصيل الحادثة، كما أُعلنت آنذاك، أن شريهان كانت برفقة رجل الأعمال حسام
أبو
الفتوح عندما اصطدمت سيارة نقل كبرى بالسيارة التي تقلّهما
فأصيبت شريهان بجروح
بالغة في عمودها الفقري ومختلف أنحاء جسمها. أما حسام أبو الفتوح فلم يصب
بأذى،
وقيل إن زوجة أبو الفتوح عندما علمت بالعلاقة تلك، أرسلت مجموعة من
البلطجية أشبعوا
شريهان ضرباً ورموا بها من شرفة الشقة حيث كانت موجودة مع أبو
الفتوح.
السيناريو الثاني يفيد أن علاء مبارك أغرم بشريهان وعرض عليها الزواج لكنها
رفضت
عرضه، فانتقم منها عن طريق تهشيم جسمها، وعندما سافرت إلى
باريس للعلاج لم تكن في
جسمها أي عظمة سليمة، وبفضل العناية الكبيرة التي حصلت عليها في فرنسا
وإصرارها على
تحدّي من حاول القضاء عليها، عادت شريهان سليمة معافاة وقدّمت مسرحية 'شارع
محمد
علي' وأصبحت قصة أبو الفتوح طي النسيان.
بعد ذلك، تزوّجت شريهان علال الفاسي،
الملياردير السعودي، ثم علاء الخواجة، رجل الأعمال الأردني الأصل وزوج
الفنانة
إسعاد يونس ورُزقت منه بابنتين. ترفض شريهان تماماً التطرّق إلى تلك
الحادثة
المريرة ومن كان وراءها احتراماً لشعور زوجها وابنتيها،
بالإضافة إلى أن حياتها
تغيرت رأساً على عقب على أثر إصابتها بالمرض الخبيث الذي استطاعت مقاومته
بالصبر
والإيمان والعناية الطبية غير العادية.
الجريدة الكويتية في
04/03/2011 |