لم أعرف هل أحاوره في السياسة أم الفن فرغم انه فنان لامع إلا أنه لفت
الأنظار اليه بموقفه السياسي الشجاع الذي كان مع الثورة المصرية من أول يوم
لم يتحول إلي خبير سياسي مؤخراً فقط كبعض الفنانين الذين ساروا مع الهوجة
بل كانت له آراء محترمة ورغم ان أشهر أدواره كانت الفلسطيني "جهاد" الذي
فجر نفسه في "أصحاب ولا بيزنس" إلا ان البعض اتهمه كما اتهم الكثيرين
بالعمل علي التطبيع وغيرها من التهم التي طالما ألقيت جزافا ..عاش النجم
عمرو واكد لحظات عصيبة عندما اختطف شقيقه أثناء المظاهرات ولحظات عصيبة
أخري عندما اتهم بعض الفنانين المتظاهرين أنهم يمارسون الرذيلة في ميدان
التحرير ورغم لحظات السعادة التي أتت مع تنحي الرئيس السابق إلا ان عمرو
لايزال يعيش القلق علي مستقبل مصرنا الحبيبة واعذروني ان تغلبت السياسة علي
الفن فاليوم لم يعد هناك مجالا للتفريق بينها بعدما قامت ثورة المصريين
جميعاً بجميع فئات أعمارهم وجميع طوائفهم.
·
هل تري شكل الفن قبل 25 مشابها
لما سيأتي بعده؟
- البعض يحاول ان يجعله يسير في نفس الخط
·
ماذا تقصد بنفس "الخط"؟
- محاولة ان يظل منهج الفن هو ارضاء السلطة الحاكمة وليس الشعب وهي محاولات
من البعض لن تنجح فالتغيير قادم بلا شك طالما كان هناك تغير حقيقي في
المجتمع وحتي من يبحث في الفن عن مصلحته فقط لن يستطيع العودة بالفن
للوراء!
·
هل تظن ان الشاب المصري الذي وقف
في ميدان التحرير في مظاهرة سلمية محترمة سيقبل الأفلام المبتذلة والمليئة
بالايحاءات الجنسية والكليبات العارية بعد الثورة؟
- لا نستطيع ان نضع الأفكار في براويز أهم ما يميز الفن هو حرية الابداع
والشعب والحمدلله حقق لي هذه الحرية وفتح لي حدود الابداع لأقدم ما أريده
وكل شخص يقدم ما يريد.
·
هل سيقدم عمرو واكد فيلما عن
الثورة؟
- لا.. فالثورة ببساطة لم تنته بعد ويمكن تقديم الفيلم بعد عشرة أو خمسة
عشر سنة فالفن دوره حالياً انتقاد المجتمع وفساده والكشف عن أسباب انتشار
الفساد وكيفية حل المشاكل التي سببها هذا الفساد فهو أحد أسباب الثورة
ولايزال الفساد موجودا إلي الآن رغم قيام الثورة.
·
هل تري ان هناك محاولات لتشويه
بعض رموز الثورة في محاولة لاجهاضها؟
- بالتأكيد وسامحوني حين أقول ببساطة هذه هي الديموقراطية.. فكيف ننادي
بالحرية وعندما يهاجمنا شخص ما نلقي عليه بالتهم. فالمفترض حسن النية في
الآخرين وفي حكومة أحمد شفيق التي أرفضها تماماً وأرفضه الا انني يجب ان
أفترض انهم ليسوا مجموعة من الفاسدين بل مجرد أشخاص لهم أخطاء ولا تخص شخصا
معينا منهم بل تخص اختياراتهم الخاطئة وخطابهم ولغتهم التي تتجنب الصحة
فمنذ البداية قال عنها أحمد شفيق انها ثورة شباب وهي مجاملة صريحة للنظام
السابق للمحافظة علي شرعيته واختيار الوزراء في وجهة نظري خاطئة. فسبب
الثورة الأساسي هو "الفساد" فكيف يسقط الرئيس والدستور ومجلسا الشعب
والشوري وتظل الحكومة التي هي رد فعل لكل هذه المساويء حقنا للشكوك وامعانا
للشفافية يجب رحيل هذه الحكومة بناء علي طلب الشعب فلا يجب ان نكرر الغلطة
التي حدثت مع المظاهرات الأولي وقيل ان من قام بها فئات. وعلي سبيل المثال
يجب تغيير الوزراء الذين تحوم حولهم الشبهات.
·
ما المطلوب من المجلس العسكري أو
الدكتور شفيق خاصة وانه صرح انه لا يجد وزراء ليضعهم في الوزارة؟
- أحمد شفيق سبق وصرح ان الوزارات لا تقف علي وزير فكل وزارة يتحمل أعباءها
وكلاء الوزارة وبقاء وزارة بلا وزير أفضل من وجود وزير اشتهر بالفساد أو
اهدار المال العام أهم خطوة هي انتزاع الرموز المشكوك فيها لنشعر ساعتها ان
حكومة شفيق قلبها علي مصر وليس علي سمعة حسني مبارك ومن حوله.
·
هذا الاسبوع وقعت حادثتان هامتان
هما التعديل الدستوري والاشتباكات التي وقعت بين بعض المتظاهرين والجيش
الجمعة الماضي فما تعليقك؟
- قد يكون فعلا الجيش وقع في فخ استفزاز قام به بعض عناصر الرموز القديمة
أو البلطجية فمن المنطقي عدم قيام أي شخص بالهجوم علي الجيش ولن يقبله ولو
كانوا عاوزين يهاجموه لماذا لم يهاجموه طوال الشهر الماضي في عز الأزمة
النتيجة ان الجيش اعتذر.
التعديلات الدستورية موضوع عميق وله محللون ومفكرون الا ان التعديلات للاسف
لم تنزع من الرئيس السلطات التي تجعله فرعونا أو حاكما بأمره لديه كل
الصلاحيات وهو ما يجب اعادة كتابته وهناك عشرات المواد وكل ما حدث جراحة
تجميلية تصلح بعض الفضائح مثل معاهدات الخارجية فالرئيس الآن لا يستطيع عمل
اتفاقيات خارجية دون الرجوع لمجلس الشعب كما حدث في اتفاقية تصدير الغاز من
قبل!
·
قيل ان هناك زحفا من المتظاهرين
نحو شرم الشيخ بهدف طرد الرئيس السابق هل أنت مع أو ضد هذا الزحف؟
- أنا مع أي اعتراض سلمي وطالما هدفي مشروع فلولا الاعتراض السلمي لما
تساقطت رموز الفساد.
تحت التهديد
·
اسمح لي أرجع معك إلي الوقت
العصيب الذي تعرض فيه شقيقك للخطف أثناء المظاهرات ماذا كان شعورك؟
- بصراحة وأنت وسط الحدث لا تشعرين بالخطر حتي لو كنت تحت التهديد بالفعل
شعرت بالخوف ولكني لم أشعر بالابعاد الحقيقية لما كنت أنا وزملائي تفعله
الا بعد الزخم الذي وجدناه حولنا وفي النهاية شعرت يوم 25 باحساس مختلف فلو
كانت السلطة تنوي اعتقالنا من أين ستأتي بسجون أو طعام لهذا العدد الذي
تعدي مئات الالاف لذلك الحل الأمني لن ينجح بل بالتنازلات وكل من هاجم رجال
الثورة من قبل ويهاجم الآن أصحاب المطالب الفئوية أذكرهم ان ثورة 25 يناير
بدأت بمطالب فئوية!
·
إذن هل أنت مع العصيان المدني
والمظاهرات العمالية؟
-كل فرد أدري بمصلحته فأنا كفنان ضد وزير الثقافة الصاوي الذي أراه كشخص
سيقتل الابداع. ويمكن ان أعتصم ضده ولكن البعض الاخر ظروف عمله لا تسمح سوي
باعتصام يوم في الأسبوع وكل واحد يشوف حياته فأنا ممكن استغني عن العمل مدة
غيري لا يستطيع لا يجب ان يحرج فليعرض رأيه بصورة لا تضره لا تصيب البلد
بالشلل تخيلي بعض العمال طردوا صاحب مصنع قطاع خاص. هذه أخطاء يجب تلافيها
يجب استخدام طرق شرعية وعلي الجانب الآخر لا يجب ان نتجاهلها أو نعتدي
عليها وهذا ما يؤدي إلي زيادتها وإيقاف الحال أكثر فهل كل مطلب يجب معه
وجود عشرة ملايين في الشارع وعصيان مدني حرام اسمعوا الناس حتي لا تتكرر
الأخطاء القديمة وهذا عيب الحكومة الحالية وكأنها تؤكد انها امتداد لمبارك
لتأخيرها في تنفيذ المطالب..
·
ونقابات الفنانين هل يجب ان تبدأ
من الأول؟
- مثلها مثل كل النقابات كانت مخطوفة من النظام يجب ان يعاد تكوينها..
·
رأيك في الزملاء من الفنانين
الذين هاجموا الثورة خاصة انك كتبت فيهم مقالات في موقعك علي "الفيس بوك"
قرأتها بنفسي؟
- بعضهم لا أستطيع مسامحته فهناك فرق بين قبول الرأي الآخر وبين قبول
الشتيمة والتطاول. وقيامهم بتشجيع البعض لقتلنا.. الحرية لا تعني الاعتداء
علي الآخر هؤلاء لن أعمل معهم مرة أخري البعض كان يري أنهم لم يروا شيئاً
من الرئيس جماعة أخري كانوا سلبيين وقعدوا في بيوتهم هؤلاء لا ينطبق عليهم
لقب فنان. الفنان يجب ان يتفاعل مع الأحداث حوله.
·
هل الهجوم الذي وجه لك أنت وخالد
النبوي وقيل أنكم من مشجعي التطبيع كان وراءه النظام السابق؟
- ممكن جدا صحيح ان جزءا كبيرا كان استغلال بعض وسائل الاعلام فرصة للتهويل
وجزء من النظام للترويج للتطبيع.
·
اذن ما هو الحل الآن؟
- استقالة حكومة شفيق وعمل حكومة تكنوقراط أي مدنية مع الجيش لتسيير
الأعمال فعلاً حتي عمل انتخابات مجلس الشعب وبعدها يحل المجلس كل المشاكل
من خلال دولة برلمانية ديموقراطية علي حق ولا يجب ألا ننسي حوالي 18 ألف
معتقل سياسي أين هم ولماذا تتكفل الدولة باطعامهم من أموال ضرائب الشعب
أفرجوا عنهم من فضلكم اسمعوا الشعب قبل فوات الأوان فالشعب الذي خرج يوم 25
يناير لم يرحل ومطالبه لم تحقق واذا استمر التجاهل سيكون الرد ببساطة ثورة
أخري لا أدري لماذا لا تدخل هذه الفكرة البسيطة رؤوس الحكام.
الجمهورية المصرية في
03/03/2011
ليل ونهار
ميكروفون!!
محمد صلاح الدين
لابد للثورة ان تترك بصماتها الواضحة علي السينما أيضاً.. المفروض ان تنتهي
أفلام الهلس وأشباهها من أفلام الخلطة والطبخة والمحاشي.. لتحل محلها أفلام
تنشغل بقضايا الوطن والمواطن.. وتسعي بصدق وواقعية لايجاد صورة أفضل
للمجتمع المصري.. ووداعاً بقي للأجور الفلكية والخضوع بفساد لرغبات النجوم
والنجمات.. ليبقي الرهان علي الأجيال الجديدة التي ألقت بكلمتها في الكعكة
الحجرية علي رأي أمل دنقل!!
وفيلم "ميكروفون" للمؤلف والمخرج أحمد عبدالله السيد للحق وللتاريخ انتج
منذ عام.. ومع ذلك به إرهاصة نادرة واستشراف للمستقبل ينم علي إحساس حقيقي
وصادق من هؤلاء الفنانين الشبان. نحو مشاكلنا وقضايانا الملحة والعاجلة.
وفي مقدمتها قضية "الحرية" التي كان يسخر منها وممن ينادي بها السادة ساكنو
القصور الفارهة ولسان الوزراء بمارينا. والمكدسون المليارات الحرام لقربهم
من معية السلطان.. والذين يتركون أتباعهم وأذنابهم وخدام الفحش والبطش
والطغيان يعذبون في الناس وخاصة الشباب من خلال مواقعهم الخربة هنا وهناك..
يرفضون هذا ويمنعون ذاك ويطاردون تلك.. بل ولا مانع من ضرب الناس في
الطرقات حتي الموت أمام مرأي ومسمع من الجميع كما فعلوا مع خالد سعيد
وغيره.. وكأنه لا حرمة لإنسان. ولا كرامة لبشر!!
كل هذا وأكثر تناوله الفيلم ببساطة ورقة يحسد عليها ودون صراخ.. انه يقول-
وهو الذي أنتج منذ أكثر من عام- احذروا أنكم تقهرون الشباب ولا تجعلوا له
أي متنفس.. وذلك حرصاً علي السفهاء والأفاعي والطغاة.. رغم ان الشباب كما
أظهرهم الفيلم لا يطلبون منصباً ولا جاهاً ولا مليارا.. كل ما يريدونه فقط
هو العمل والغناء والتعبير عن أنفسهم بحرية دون ان يقهرهم أحد.. وهو
بالتأكيد مطلب إنساني بسيط.. ولكن من يسمع ومن يري؟!
ان الفيلم يبدأ في مشهده الأول بعودة خالد أبوالنجا من الخارج باحثاً عن
الدفء والحنان في وطنه وفي بيته من خلال لم شتات علاقته بوالده. ولكنه
يفاجأ بحبيبته "منة شلبي" تريد الهجرة كارهة البلد واللي فيها.. وينتهي
الفيلم بمجموعة كبيرة من الشباب المحبط يتجه نحو البحر ليغنوا له. بعد ان
منعهم المجتمع بكل أطيافه وسلطاته من الغناء!!
وبين المشهدين المقهورين نجد الفيلم بصريا يشي بقصص واقعية شتي. تبدأ بتأمل
خالد لشوارع الاسكندرية ولقائه بشبان وشابات مختلفين. منهم من يغني "الهيب
هوب" علي أرصفة الشوارع. وكلما تقدموا لمسابقة يجدون عسف موظف حكومي في
منصب ثقافي هو أبعد عن الثقافة والفكر. كل همه مثل الداخلية إرضاء السلطة
باحتراز "المنع". أو تفرغ الداخلية للعمل السياسي ومطاردة كل من يشوه أو
حتي يقطع يافطة أو صورة لمرشح الحزب الوطني.. وكذا مطاردة من يرسمون لوحات
الجرافيت علي الجدران. بعدما حرموهم من المشاركات الفنية الحقيقية. وقصر
نشاطها علي المحترفين ممن هم في معية وزير الثقافة!!
كما نري كلها أمور قاهرة للبشر وخاصة للشباب. ومسكوت عنها.. مما جعل الشباب
يفضلون العمل تحت الأرض أو من خلال الشات.. ولكنهم مثل أفيش الفيلم البليغ
تحولوا إلي جذور دون ان يدري أحد.. ومن ثم مصيرها المحتوم ان تدفع بالساق
وفروع النبات إلي السماء.. إلي النور.. مثلما أضاءوا سماء الدنيا في ميدان
التحرير!!
ليس مستغرباً ان يفوز الفيلم بالجائزة الكبري في تونس قبيل ثورتها.. وان
يفوز بمثلها في مهرجان القاهرة قبيل ثورتنا أيضاً.. فاليحيا السينما
المستقلة.. وكل مستقل!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
03/03/2011
مقعد بين الشاتين
خطاب الملك
بقلم : ماجدة موريس
* فاز فيلم "خطاب الملك" بعدد من أهم جوائز
الأوسكار. في عامها رقم ..83 الأوسكار هي أهم مسابقة للسينما في العالم ليس
لكونها المسابقة التي تقيمها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في أمريكا
ولكن لأنها المسابقة التي جعلت من "فن السينما" قيمة توازي "تجارة السينما"
بمعني أنه في عز سطوة الطابع التجاري لمسألة شباك التذاكر ورواج أفلام
الموضات. بقيت للأفلام ذات القيمة الفكرية والفنية أهميتها الكبيرة من خلال
تصفيات الأوسكار. ثم الجوائز.. وبرغم حصول بعض الأفلام أحياناً علي أكثر
مما تستحقه مقارنة بأفلام عظيمة تخرج خالية الوفاض. إلا أنها ليست القاعدة.
وهي القاعدة التي أوصلت فيلم "خطاب الملك" إلي الحصول علي جائزة أفضل أفلام
عام 2010. أي جائزة لإنتاجه ومنتجيه الذين صعدوا ونادوا علي بقية العاملين
في الفيلم ليشاركوهم هذا النجاح العظيم في ختام حفل توزيع الجوائز السنوي
في تمام الساعة السادسة والربع صباح الاثنين الماضي بتوقيت القاهرة..الفيلم
رشح لإحدي عشرة جائزة عن كل عناصره تقريباً ولكنه فاز بأربعة منها الثلاثة
الأكثر أهمية في اعتقادي وهي أفضل فيلم عن كل العناصر الإنتاجية وأفضل
سيناريو وأفضل إخراج.
قيادة عناصر العمل للرؤية والصورة الأخيرة. والتي حصل عليها مخرجه
الإنجليزي توم هدير. والفيلم أساساً إنجليزي وقد انتزع انتصاراته من بلده
بريطانيا أولاً حين حصل علي جوائز سابقة "البافتا" للسينما البريطانية. قبل
أن يأتي دور جوائز النقاد "الجولدن جلوب" ثم الأوسكار.. وقد أهدي المخرج
جائزته إلي أمه وقال مشيراً إليها في القاعة وأنه شعر بأنها الأحق بحضور
حفل الأوسكار من غيرها. فلولا دعمها الدائم له لما قدم هذا الفيلم. وفي
تيترات الفيلم الأخيرة إهداء من الابن المخرج لأبويه علي تداخلهما في عمل
الفيلم. وهو ما يعني تقديم استشارات هامة له. خاصة حين يعقب هذا إهداء
الفيلم نفسه - من قبل مخرجه أيضاً - إلي ذكري جده "أدوين موريس هوبر" ضابط
السلاح البحري الذي قتل أثناء خدمته العسكرية عام 1942 وكان عمره ثلاثين
عاماً.. أي اننا أمام فيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية مع إضافات في التفاصيل
وبعض ما تتضمنه الدراما من إضافات. ولكن تبقي القصة هي الأهم في هذا كله.
قصة الملك جورج السادس ورسائله الإذاعية إلي شعبه والتي جعلته رمزاً
للمقاومة الوطنية قبيل أحداث الحرب العالمية الثانية.
الملك حين يعالجه الشعب
* الخطوط العريضة للفيلم لا تعني الكثير وانما كيف تمت صياغتها
وصناعتها ليصل إلينا هذا الفيلم الممتع والذي تقدم لنا ما وراء الملكية
والقومية والعظمة ولتكتشف من خلال السيناريو الرائع قصة أمير وجد نفسه في
ورطة عقب وفاة والده وخزلان شقيقه الأكبر للأسرة والعرش والبلد كله حين صمم
علي الزواج من امرأة أمريكية مطلقة. ضد قوانين الكنيسة التي كانت تعتبر
الملك رأسها وبالتالي لا يحق له الزواج من امرأة تزوجت من قبل. يتنازل الأخ
الأكبر عن العرش ليصبح من حق الأصغر. والمصاب منذ صغره بداء "التهتهة"
وبالتالي يستحيل عليه أن يخطب في شعبه إلا حين يبرأ من علته. وهنا يتحول
الفيلم إلي رسالة طويلة مؤثرة حول العلاقة بين الأمير والغفير. أو الملك
والطبيب الذي لجأت إليه زوجة الأمير أخيراً بعد أن مر علي كل أطباء
المملكة.. وهذا الجزء أو الرسالة يطرح بدون أي مباشرة قضية حقوق الإنسان
واحترام حرية المواطن في أعتي الملكيات من خلال ذلك الطبيب "قام بدوره
الممثل الكبير جيفري راش" الذي رفض أن يعالج الأمير في القصر وطلب حضوره
إلي عيادته المتواضعة. وصمم علي علاجه بالأسلوب الذي يراه صحيحاً مهما برم
وأبدي غضبه. ومشاهد الأمير "الذي أصبح ملكاً أثناء العلاج" مع الطبيب من
أجمل مشاهد الفيلم وأعلاها أداء لقدرتها علي تحليل علاقة شائكة محفوفة
بالمحاذير في أسلوب بسيط لا يخلو من السخرية وخفة الظل. خاصة مع وجود هام
للممثلة الإنجليزية القديرة هيلينا ونهام في دور الأميرة وتداخل المصالح ما
بين اللهفة علي نجاح العلاج وارتباطه بالبيان الأول للأمير بعد تنصيبه.
وكيفية إلقائه بواسطة أجهزة "الإذاعة" التي كانت اختراعاً جديداً وقتها.
حيث أخذت من الطبيب المعالج جهداً حتي يضع لمريضه طريقة للتعامل مع "سماعات
الميكروفون" انه فيلم يعبر الوجه الرسمي المتجهم للملكية وقصصها التي
علمناها من كتب التاريخ مراراً ليقدم لنا الجانب الأكثر إنسانية وعمقاً
وتأثيراً. وهو أن لكل حاكم عيبا ونقطة ضعف. وهذه لا يعالجها إلا حسن
انصياعه واحترامه للمعالج الذي هو أحد أفراد الشعب. وبدون هذه المساحة من
الفهم والاحترام والتقدير تستحيل الحياة.. أو تتحول إلي أزمات مستمرة.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
03/03/2011
النقاد: الفنانون «المتحولون» يخسرون كثيراً
لكنهم يرفضون التربص الشخصي
كتب
اسلام عبد
الوهاب
تصريحات مضادة أطلقها العديد من فناني مصر تحمل معاني مختلفة
تماماً لما أعلنوه أثناء ثورة 25 يناير حين اتهموا المتظاهرين
بالمخربين ودعوهم إلي
توحيد مصر وعدم الفرقة ولكن تغير موقف العديد منهم فبعضهم القي بالكرة في
ملعب
التليفزيون المصري الذي وصفوه بالمضلل والبعض الآخر أعاب علي نفسه لأنه لم
يكن علي
دراية كافية بما يحدث.
حيث أكدت سماح أنور والتي دعت لاحراق المتظاهرين في
ميدان التحرير أن التليفزيون المصري ضللها وقال طلعت زكريا إن ميدان
التحرير به
أعمال غير أخلاقية وهو ما دفعه للقول بعد ذلك أن هؤلاء قلة وأنه مع مطالب
ثورة
الشباب حتي قبل قيامها الأمر نفسه حدث لتامر حسني الذي تم
التعدي عليه بالضرب في
التحرير ثم خرج بعد ذلك ليقول أيضاً أن التليفزيون المصري.. ضلله..
أما
غادة عبد الرازق والتي رفض المخرج خالد يوسف التعامل معها في الفترة
القادمة فقالت
إنها لم تر مبارك في حياتها قط وكانت تدافع عنه من منطلق
الاستقرار ولكنها ليست علي
دراية سياسية كافية لما حدث. هو نفس الكلام الذي قاله عمرو مصطفي.
«روزاليوسف»
طرحت سؤالاً حول ثقة المشاهد في ما يقدمه هؤلاء الفنانون من
أعمال بعد أن غيروا جلودهم في لحظة «التنحي» وأصبحوا مع شرعية
الثورة.، الناقدة
ماجدة خير الله قالت: علي هؤلاء الفنانين الصمت وهو أفضل من الحديث الآن
ومادام
هؤلاء قالوا رأياً في البداية فكان أولي لهم الالتزام بهذا الرأي حتي لو
كان ضد
الجميع. كما أنني أندهش من تصريحاتهم بأن السبب في ذلك هو
التليفزيون المصري وهو
«عذر
أقبح من ذنب».
أما الناقدة ماجدة موريس فتقول: ربما يكون هذا رأيهم
فعلاً وربما يكونوا ركبوا الموجة ولكن لا نستطيع أن نجزم بذلك والأهم هو
المشاهد
والجمهور الذي أعتقد أنه أخذ موقفاً سلبياً من تصريحاتهم حتي الشباب الذين
لم
يشاركوا في الثورة لأن الكثير منهم رأي أنهم ضد الشباب ولكن في
رأيي أعتقد أن ما
سيجعل جمهورهم يعود تدريجياً هي قصة العمل الذي سيقدموه لأن جمهور السينما
لا يحسب
الفنان بموقفه السياسي ولكن بأعماله، وربما نجد النخبة هي التي ستقاطع
هؤلاء
الفنانين لكن إذا اتسعت الدائرة في أوساط الشباب فأعتقد أنهم
سينسون ما قبيل أثناء
الثورة وتعود «المياه لمجاريها».
ويؤكد الفنان محمود يس: لا يجب أن نخوض في
الفنان بشكل شخصي لأننا جميعاً في وسط واحد ولكن أنا مع أن يكون للفنان رأي
ويلتزم
به وإذا غيره فيكون عن اقتناع وليس لمجرد أن يساير الموقف ولذلك أنحني لمن
يثبت علي
موقفه أياً كان.
وعن ثقة الجمهور فيهم يضيف ياسين: لا احترم أن الجمهور
سيقاطع هؤلاء الفنانين لأن التاريخ الفني مليء بما يحدث من تناقض للمواقف
والتصريحات وهناك العديد من الفنانين في فترة الرئيس السادات مواقفهم تبدلت
بعدما
تم اغتياله ولذلك ما يحدث الآن في مصر هو أمر متوقع.
الفنان عزت العلايلي
اعتبر أن هناك ما كان يزايد علي الثورة ولم يتوقع أحد في مصر حتي أكثر
المتفائلين
أن تنجح هذا النجاح ويستمر هؤلاء الشباب في التظاهر حتي اليوم
للمطالبة بباقي
الحقوق هو ما دفع الكثيرين إلي الوقوف بجانب النظام في البداية مثلهم مثل
الكثيرين
من باقي فئات المجتمع ولكن بعد نجاح الثورة كان لابد من مسايرة الواقع
الجديد.
وهو ما رأيناه خلال الأيام القليلة السابقة أملاً في حفظ ماء الوجه لهم.
وحول مدي تأثر جمهورهم الفني قال أعتقد أنها ستؤثر سلباً عليهم بدليل
تصريحاتهم المغايرة عقب التنحي لتخوفهم من خسارة إيرادات
أفلامهم.
روز اليوسف اليومية في
03/03/2011 |