لم أر مبارك فى حياتى، ولم أستفد من النظام السابق بأى صورة من الصور، ولم
أكن يوما محسوبة على عهد ضد آخر.. هكذا بدأت غادة عبدالرازق حديثها لـ«المصرى
اليوم» واضعة براهين وأسانيد تؤكد عدم استعانتها بأى رمز من الرموز، لأنها
لا تعمل بالسياسة ولا تشتغل بها، وطوال عمرها لم تتلق أى امتياز من أحد..
سواء أراضى أو شققاً أو وساطات أو ما شابه ذلك.. غادة تبرئ ساحتها وهذا
حقها.. لأنها باستمرار لا يهمها سوى الفن واحترام جمهورها.. فى هذا الحوار
توضح غادة موقفها من منتقديها، وتعلن الحقائق كاملة فى أكثر من قضية.
■
البعض أثار زوبعة هدفها أنك كنت ضد ثورة الشباب فى ٢٥ يناير.
- هذه وشاية لا معنى لها فأنا لم أنتقد الثورة إطلاقاً.. ولم أكن ضدها
أبداً، ومنذ اشتعالها فى الخامس والعشرين من يناير الماضى، وأنا متحمسة
لهؤلاء الشباب ولمطالبهم.. ولم أسئ أبداً لأى أحد من هؤلاء.. كنت فقط حريصة
على الاستقرار، وعلى أمن مصر، وعلى عودة الحياة الطبيعية لمصر بعد أيام
سوداء عشناها فى فوضوية كان الشارع خلالها عبارة عن غابة، وكان الأمن فى
ضياع، وكان المساجين الهاربون يهددون الآمنين، ويدخلون البيوت ويسرقونها،
وسمعنا عن أكثر من حالة اغتصاب.. وأشياء من هذا القبيل كانت تجعلنى فى قمة
السوداوية والتشاؤم.. كنت حزينة أن تصل مصر إلى هذا المستوى.. وطبعاً عرفنا
من هم المقصرون ومن هم وراء هذا الانفلات والغياب الأمن، والحمد لله أن
الأمن عاد إلى مصر، وبدأ الاستقرار يسود كل المناطق والبلدان. أما ثورة
الشباب فأنا لم أهاجمها.. بل إن ابنى شقيقتى كان ضمن المتظاهرين وكنت أحترم
مطالبه ورأيه.
■ هل انقلب رأيك من مساندة نظام مبارك إلى مساندة
نظام الثورة الجديدة؟
- هذا خطأ طبعاً، أنا لا أغير رأيى أبداً، ولا أنقلب فى آرائى وأفكارى، أنا
لم أساند نظام مبارك، لأنى بسهولة لم أستفد منه شيئاً، ولم أحسب على نظامه
فى يوم من الأيام.. وببساطة أقول إن اللقاء الشهير لمبارك مع الفنانين،
الذى عقد منذ شهور. أنا لم أكن من بينهم.. لأنى لا علاقة لى بهذه اللقاءات،
وأنا لا أنتمى لنظام ضد آخر.. أنا فنانة.. أهتم بفنى وبجمهورى، ثم أنا
كمواطنة مصرية أعبر عن آرائى ومطالبى نحو مجتمع آمن بعيد عن الأزمات.. هذا
هو كل ما أسعى إليه.
■ كيف كنت تتابعين أحداث الثورة والتطور السريع
الذى حدث؟
- أعتقد أنه لا يوجد مواطن مصرى غاب عن الأحداث المتلاحقة السريعة، وبعضها
كان مثيراً للحزن مثل الاعتداءت، التى جرت على المتظاهرين، واستخدام
العنف.. أنا كنت أتابع الأحداث ساعة بساعة، وكنت متحمسة جداً لأن نصل إلى
أقرب وأسرع يوم نصل فيه إلى بر الأمان.
■ ما رأيك فى العنف الذى استخدم ضد المتظاهرين فى
ميدان التحرير؟
- موقعة الجمل كما يسمونها.. كانت موقعة بشعة خطيرة، لأن هؤلاء المتظاهرين
رفعوا شعار «سلمية سلمية»، وفوجئوا بأن الجمال والخيول تطاردهم بعنف، وتحصد
منهم من تقدر عليه.. «شباب كتير ضاع واستشهد من وراء ذلك.. وكنت حزينة
جداً» كيف يقبل هؤلاء استخدام العنف ضد المتظاهرين أليسوا مصريين مثلنا؟!
شىء غريب وتصرفات لا أعرف ما مصدرها، أنا أطالب بمعاقبة هؤلاء الخارجين عن
الشرعية.. هؤلاء المرتزقة الذين ابتعدوا عن التقاليد والقيم وخانوا
الأمانة.. ضد أبناء الشعب ضد هؤلاء الشباب الذين خرجوا ليطلبوا، ليس فقط
مطالبهم الشخصية بل مطالب شعب بأكمله.
■ وماذا تقولين للشهداء؟
- هم أبناؤنا وعيوننا.. مازلت أبكى بغزارة كلما أشاهد صورهم البريئة فى
الصحف والفضائيات.. هؤلاء الذين غيروا خريطة الوطن هم فى قلوبنا إلى
الأبد.. وأقول لهم: «لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء
عند ربهم يرزقون وأقول لأهلهم هؤلاء لم يموتوا.. ولهذا فأنا أطلب لكم الصبر
والسلوان.
■ بعد نجاح الثورة كيف ترين شباب الثورة اليوم؟
- هم خيرة شباب مصر هم نوارة الوطن، أنا أحترمهم وأقدرهم هؤلاء يلخصون فى
ضمائرهم وفى قلوبهم خلاصة الوطنية والقومية، وهم عبارة عن نبض الجماهير
العريضة.. وثورتهم نقية خالية من الدم.. ولهذا أحبها الشعب.. بل إن الجيش
المصرى الوطنى العظيم كان يساندهم، ولم يشتبك مع أحد منهم.. كان يحميهم..
ويترقب كل تحركاتهم بحب وفخر، لأنه أحس بأنهم يعبرون عن مصر وعن مستقبلها.
■ لو عرض عليك تجسيد أحداث الثورة فى فيلم أو مسلسل
هل توافقين؟
- طبعاً ولم لا.. أنا أتمنى تجسيد هذه الثورة الخلاقة فى عمل فنى سواء
سينمائياً أو تليفزيونياً.. وإذا كانت الدراما لا تحتفى بمثل هذا الحدث
العظيم.. فبماذا تحتفى.. أنا مع هذه الثورة وأتمنى أن أجسدها فى عمل،
وأنتظر النص المناسب، الذى يرتقى بالحدث ولا يبخسه حقه.
■ ما رأيك فى موضوع القائمة السوداء؟
- هذا شىء غريب.. وأخشى أن يدخل من خلاله المزايدون ويعتبرون أنفسهم أوصياء
على الثورة الخالدة.. هذه الثورة هى من حقنا جميعاً ومن حقنا أن نحتفى
بها.. ومن حقنا أن ندافع عنها، وليس من حق أحد أن يقسم الشعب إلى فريقين أو
أكثر.. هل هذه القائمة السوداء هى عودة لمحاكم التفتيش؟ هل هذه القائمة
بداية الدخول فى وشاية جديدة ليس وراءها سوى تفتيت أصوات الفنانين، وتأكيد
مذهب الوقيعة والشللية.. لا أعرف ماذا وراء هذه المتاهات الغريبة عن
مجتمعنا.
■ ماذا تنتظرين من ثورة ٢٥ يناير؟
- أنتظر أن تغير فى نفوس الناس. وأن تدمر الروتين، وتزيل الأحقاد والشللية،
وتصلح من أخلاق الأجيال، وأعتقد أن هذا الكلام الذى يبدو صعباً.. بدأت
بالفعل بوادره تظهر.. أعتقد أن الشباب الذى ظلم كثيراً أمام الرأى العام،
وكان يوضع تحت خانة شباب النت أو الـ«فيس بوك» أو شباب الهلس والأغانى
الهابطة.. أخذ حقه بعد نجاح الثورة، وعادت إليه شخصيته وقيمه الضائعة.
ولهذا بدا الشباب على غير ما نرى نجد أنه فى حالة أخرى غير ما نعرفه عنها.
بدأ الشباب فى أخلاقيات جديدة وفى نظام جديد يسعى إلى تنمية الوعى عند
الجماهير، وتضميد جراح عهد كان يتسم بتشويه أبنائه الشباب، وهم خيرة وزهرة
الوطن. نحن فى رحلة جديدة علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا فيها.
■ ماذا عن مسلسل «سمارة»؟
- سأبدأ خلال أيام تصوير الجزء المتبقى، وقد انتهينا من تصوير ربع المسلسل،
والديكورات جاهزة ولا توجد أى عراقيل.
■ هل هناك أعمال أخرى سينمائية أو مسرحية أمامك؟
- بعد الانتهاء من «سمارة» أفكر فى أكثر من سيناريو سينمائى أمامى، ولكنى
لم أستقر على واحد منها.. أما المسرح فهو يحتاج إلى تفكير، لكى تكون العودة
بحجم الغياب الطويل عن خشبة المسرح.
المصري اليوم في
27/02/2011
على الحجار: أصبحت فخورا بمصريتى بعد
الثورة
محسن
محمود
أعرب المطرب على الحجار عن سعادته بعد نجاح ثورة ٢٥ يناير وقال لـ«المصرى
اليوم»: كنت أتمنى أن أشارك الشباب فى مظاهرات التحرير، لكن للأسف..
كنت فى ذلك الوقت فى إسبانيا، لإجراء فحوصات وتحاليل قبل خضوعى لجراحة فى
فقرات الظهر، وطوال فترة تواجدى هناك كنت أشاهد القنوات الفضائية
الإخبارية، بل شاركت عدداً من المصريين والإسبان المظاهرات أمام السفارة
المصرية وطالبنا بتنحى الرئيس مبارك، وقررت أن أذهب إلى ميدان التحرير
بمجرد عودتى للأراضى المصرية مباشرة،لأشارك الشباب ثورتهم لكن قبل وصولى
سمعت خبر تنحى الرئيس ولن أستطيع أن أصف لك مدى سعادتى بعد سماعى الخبر،
وأصبح للمصريين قيمة كبيرة حاليا وأصبحنا فخورين بأننا مصريون ولمست ذلك من
خلال تعاملى مع الإسبان، ولم أتخيل حجم الاهتمام الإعلامى بمصر خلال
الأزمة.. وهذا يظهر حجم وقيمة مصر.
وأضاف: تعرضنا لظلم لسنوات طويلة واستشرى الفساد فى البلاد، وكان لابد أن
يستيقظ الشعب ويطالب بحقوقه المسلوبة، وموقفى كان معروفاً للجميع من خلال
أغنياتى السياسية مثل «عم بطاطا» وغيرها.
وعن ألبومه الجديد قال: حتى الآن لم أحدد موعداً نهائياً لطرح الألبوم الذى
تتولى إنتاجه شركة «صوت القاهرة» التى تعاقدت معها بعد أن وجدت اهتماماً
غير عادى منها، ورغبتها فى توفير جميع الإمكانيات اللازمة للألبوم من دعاية
وتسويق وتصوير أغنيات وخلافه، وبالرغم من أنها قطاع عام إلا أن قراراتهم
سريعة جدا وبعيدة تماما عن الروتين الحكومى ومتفهمون لما يحتاجه المطرب.
وعلق الحجار على حقيقة تدخل الدولة متمثلة فى شركة «صوت القاهرة»، لحل أزمة
سوق الكاست قائلاً: بصراحة شديدة لا أعلم هل هذا توجه دولة أم لا، لكنى أثق
بأن رئيس الشركة إبراهيم العقباوى حريص على مساعدة الفن الهادف وتدعيمه.
وأكد الحجار أن ألبومه الجديد يحمل ثلاثة أشياء جديدة أولها: تعاونه مع
سامح عيسى، ملحن موسيقى لأول مرة يحترف مجال التلحين، كما أتعاون مع ابنى
أحمد كموزع موسيقى فى أغنية «معلهش» والحمد لله التوزيعات نالت إعجاب
واستحسان كل من استمع إلى الأغنية سواء المتخصصين أو غير المتخصصين، خاصة
لأننى حريص طوال الوقت على تجميع أكبر قدر من الآراء على الأغنيات قبل
طرحها،
لذا بعد توزيع الأغنية مثلا أعرضها على موزعين آخرين أتعاون معهم فى
الألبوم، أما الشىء الثالث فهو التجديد فى أفكار الأغنيات، وأتطرق فى
الألبوم إلى أفكار جديدة مثل أغنية «معلهش» التى يقول مطلعها «معلهش الشارع
بقى أحن على» وأقارن خلال الأغنية بين حبيبتى وحرية الشارع، وأيضا أغنية
«من الآخر» التى تدور حول فكرة بحث الشاب المصرى على فتاة لم يسبق لها أى
علاقة حب، بالرغم من أن الواقع غير ذلك، فقد تكون وقعت الفتاة فى علاقة حب
مع ابن الجيران أو فى المدرسة لكن فى النهاية يقنع نفسه بالزواج منها،
وأراهن أيضا على أغنية «السكر غلى» من كلمات رضا أمين وألحان أحمد الحجار،
لكنى اعتبرها مفاجأة للجمهور.
الحجار برر سبب تأجيل موعد طرح ألبومه الجديد أكثر من مرة قائلا: بعد أن
انتهيت من تسجيل ١٤ أغنية وقبل الانتهاء من طبع الماستر استمعت إلى أغنيتين
وأعجبت بهما جدا لذا لم أتردد فى تسجيلهما وضمهما للألبوم منهما أغنية
«برغم الليل» التى تم تسجيلها وتنفيذها فى ٤٨ ساعة فقط، كما أننى اضطررت
إلى استبعاد أغنيتين من الألبوم حتى أحافظ على الانسجام بين الأغانى، وسوف
أطرح الأغنيات المستبعدة من الألبوم فى أوقات متفرقة.
المصري اليوم في
27/02/2011
مخرجون تسجيليون يروون تجاربهم مع ثورة ٢٥
يناير
محسن
حسنى
بمجرد اندلاع ثورة ٢٥ يناير خرج عشرات المخرجين التسجيليين بكاميراتهم
لتسجيل تلك اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر الحديث، لم يكن لدى أى مخرج فكرة
محددة، لكن الأفكار تولدت بعد تطور الأحداث بدءا من نجاح بعض المتظاهرين فى
اقتحام ميدان التحرير مرورا بتطورات الوضع يوم جمعة الغضب حين انسحبت قوات
الأمن المركزى وأحرقت السجون وأقسام الشرطة، وصولا لموقعة الجمل بين
المؤيدين والمعارضين وحتى تنحى الرئيس مبارك.
وعلى الرغم من عدم اكتمال معظم التجارب التسجيلية حتى الآن، حيث لا يزال
المخرجون متواجدين فى ميدان التحرير يرصدون ردود الأفعال والتظاهرات
الفئوية أمام النقابات والشركات، والمظاهرات المليونية كل جمعة، فقد رصدت «المصرى
اليوم» عدة تجارب تسجيلية عن ثورة ٢٥ يناير ننقلها خلال السطور التالية.
المخرج والناقد صلاح هاشم، الذى درس السينما فى فرنسا، وأخرج العديد من
الأعمال التسجيلية هناك، استفزته «موقعة الجمل» حين شاهدها عبر الفضائيات،
فقرر العودة إلى مصر حاملا كاميرته، وبمجرد وصوله اتجه إلى ميدان التحرير،
وصور ٣ ساعات خام حتى الآن، ولا يزال يجوب بكاميرته شوارع مصر لتسجيل ردود
الأفعال تجاه كل قرار تتخذه القوات المسلحة من محاسبات لمسؤولين سابقين أو
تغييرات وزارية أو غير ذلك.
يقول صلاح: حتى الآن لم تتبلور فى ذهنى فكرة محددة، لكننى كمخرج تسجيلى
أحرص على تصوير ما أستطيع من مواقف حول هذه الثورة، التى غيرت معالم
التاريخ المصرى الحديث، ولدى عدة أفكار سأختار واحدة منها لعمل فيلمى.
يضيف: لدى بوابة إلكترونية اسمها «سينما إيزيس» طرحت عليها فكرة حازت
إعجاب، وتأييد الكثير من التسجيليين، وهى دعوة لتأسيس مركز توثيقى لثورة ٢٥
يناير، وكل من لديه لقطات تسجيلية عن تلك الثورة يمكنه إرسالها لهذا
المركز، وقد بدأت بوضع بعض المشاهد التى صورتها بنفسى كما أُرسِلت إلى عدة
أفلام ولقطات تسجيلية نادرة سيتم وضعها فى هذا المركز، لتكون متاحة للاطلاع
وتكون ذاكرة خالدة لهذا الحدث الكبير.
وقال المخرج إياد صالح: صورت خلال الثورة ١٨ شريطا سينمائيا كل شريط مدته
٤٠ دقيقة، ومن هذا التصوير الخام سوف أصنع عدة أفلام، أهمها بالنسبة لى
فيلم بعنوان «كواليس الثورة» أتحدث خلاله عن علامات الاستفهام التى لا تزال
غامضة حتى الآن، وتعددت حولها الروايات، ومنها مثلا «من الفاعل الحقيقى
لحرق أقسام الشرطة، وتهريب المساجين؟» و«ما هوية راكبى الجمال والأحصنة،
الذين اقتحموا ميدان التحرير فيما عرف بموقعة الجمل؟»
هل هم بلطجية الحزب الوطنى أم عدد من العاملين بالسياحة فى منطقة الهرم؟»
و«هل بدأ إطلاق الرصاص الحى يوم جمعة الغضب من قبل متظاهرين فى منطقة الدقى
فعلا؟
أم أن قيادة أمنية أمرت بإطلاق الرصاص الحى؟» وغير ذلك من علامات
الاستفهام.
وأضاف صالح: لدى فكرة أخرى نشترك فيها أنا واثنان من المخرجين هما كريم
الشناوى وهيثم الصاوى، وهى فكرة ذات بعد إنسانى تقوم على متابعة كل منا
شخصية ما من المتظاهرين منذ أن بدأت المظاهرات حتى تنحى الرئيس مبارك،
وقد اخترت الفنان التشكيلى كريم حسن عثمان، المعيد بكلية التربية الفنية،
وصورت معه ٨ أيام منذ خروجه يوم ٢٦ يناير، ثم حبسه فى أمن الدولة يوم ٢٧،
وخروجه يوم جمعة الغضب، وسجلت يوميات اعتصامه فى ميدان التحرير، حيث تابعته
بالكاميرا حتى يوم ١١ فبراير، وأعتقد أن هذا الفيلم سيكون مفاجأة، لأنه
يتميز بتنوع الرؤى، نتيجة اشتراك ٣ مخرجين شباب فى تصويره.
وقال المخرج مصطفى عزت: صورت فيلما مدته ٥ دقائق بعنوان «الثورة يصنعها
الشرفاء»،، وينتمى لنوعية من التسجيلى تسمى «ديكيودراما»، بسبب احتوائه على
مشاهد روائية تمثيلية، ويتناول تغير فكرة المجتمع عن الشباب الحاليين،
الذين كان ينظر إليهم باعتبارهم فوضويين، ولا يتحملون المسؤولية ولا أمل
فيهم، والفيلم يبدأ بلقطات تمثيلية عن نظرة الاستهجان لهؤلاء الشباب، لكن
سرعان ما تتغير تلك النظرة بزاوية ١٨٠ درجة بعد نجاح الثورة.
ويؤكد «عزت» أن كل من شاركوه فى صناعة هذا الفيلم كانت مشاركتهم تطوعية،
لإيمانهم بأنهم يصنعون عملا وطنيا ليس هدفه الربح، وقال كل الممثلين، الذين
ظهروا لم يتقاضوا مليما واحدا، وكذلك مدير التصوير باسم سعد الدين،
والمونتير أحمد عزت، والمخرج المنفذ محمد عبدالتواب.
وقال المخرج تامر عشرى: أخرجت فيلما مدته ٤ دقائق عنوانه «أنا المصرى» وهو
تصوير المصور الصحفى أحمد هيمن، ونقوم خلاله باستضافة عدد كبير من ثوار
التحرير، بعضهم ليسوا مشاهير، والبعض الآخر معروف مثل الكاتب علاء الأسوانى
والممثلة بسمة والممثلة منى هلا، وكل شخصية كانت تجيب عن ٣ أسئلة هى «ما
اسمك؟» و«لماذا جئت إلى ميدان التحرير؟» و«نفسك تشوف مصر عاملة إزاى؟» .
ويؤكد عشرى أن لديه فكرة فيلم جديد يصوره حاليا اختار له اسما مبدئيا هو
«مصر بعد ٢٥ يناير» يصور خلاله الشباب، الذين يتطوعون بطلاء الأرصفة،
وتنظيف الشوارع، ويرصد التغيرات الإيجابية فى سلوكيات كل المصريين من
احترام لقواعد المرور، وعدم إلقاء مهملات فى الشوارع، وغير ذلك من سلوكيات
التحضر، التى ظهرت بعد الثورة.
أما المخرج محمد حمدى حسن، الذى يعمل فى نيويورك منذ حوالى ٥ سنوات، فقد
استهوته ثورة ٢٥ يناير، فحضر إلى مصر بكاميرته ليصور فيلما لم يستقر على
اسم نهائى له، ويتناول خلاله فكرة التصوير السينمائى فى الثورة، حيث يجرى
لقاءات مع كل شخص حمل كاميرا سينمائية للتصوير فى تلك الأحداث العصيبة،
وكيف تعرض للمخاطر.
يقول محمد: من بين من صورت معهم مواطنون يحملون كاميرات كهواة ولا ينوون
عمل فيلم، وإنما كانوا يسجلون تلك اللحظات التاريخية، وأثناء ذلك تعرضوا
لمخاطر كبيرة، بعضهم أصيب والبعض الآخر فقد كاميرته، أو تعرضت للتلف نتيجة
تساقط مياه الأمن المركزى عليها. ويؤكد «محمد» أنه صور ٣٥ ساعة خام، ويعكف
حاليا على اختيار مشاهد محددة تخدم فكرة فيلمه، الذى دخل مرحلة المونتاج.
المصري اليوم في
27/02/2011
عمرو سمير عاطف يكتب:
لماذا نطالب بالغاء الرقابة على المصنفات الفنية؟
تقدمت مجموعه كبيرة من الكتاب والفنانين بتقديم طلب لإلغاء الرقابه على
المصنفات الفنيه وتحويلها الى جهه لوضع تصنيف فقط على العمل بدون التدخل
بالمنع او الالغاء او اشتراط التعديل او الحذف من الاعمال قبل او بعد
تنفيذها ..وعلى الرغم مما تمثله هذه الخطوة من انجاز كبير لهذه المهنه الا
ان الغالبيه العظمى من الناس –كما نرى من التعليقات المؤسفه فى الصحف -لا
ترتاح بل وترفض هذه الفكره اعتقادا منهم بان الغاء الرقابه سيؤدى الى نشر
الفحش والرزيله واطلاق يد الفنانين فى تقديم مشاهد جنسيه وتناول علاقات
محرمه والعبث بالمقدسات والدعوه الى الانفلات الاخلاقى ..والذى لا يعرفه كل
هؤلاء هو ان الرقابه هى السبب الاساسي لنشر وترسيخ هذا الانطباع فى نفوس
الكثيرين...وهى التى ادت الى وجود هذا الانفلات الاخلاقى والفكرى فى
الافلام على مر العصور
فالرقابه المصريه لم تكن معنيه على الاطلاق بمنع المشاهد الجنسيه والاباحيه
فى اى وقت من الاوقات والدليل اننا شاهدنا وسمعنا ورأينا افلاما منحطه
ومشاهد جنسيه وعلاقات شاذه فى افلام السينما المصريه منذ عقود بالرغم من
وجود الرقابه فى حين ان عدد الافلام التى تحمل فكرا جادا ورؤيه مغايره
وتطرح مواضيع تمس الوجدان وتدفع للتفكير كان قليلا بل ونادرا جدا لماذا؟
لان المهمه الحقيقيه للرقابه فى مصر هى القضاء على اى فكر هام يحمله اى
عمل سينيمائي او تليفزيونى والتصدى بعنف لكل محاولات طرح قضايا حقيقية يمكن
ان تؤدى الى تغيير مفاهيم المجتمع او دفع الناس للتفكير بطريقة مختلفة ومنع
اى انتقادات او حتى تلميحات بانتقادات توجه لاصحاب السلطة والنفوذ
الحقيقين والسماح فقط بكل ما هو سخيف وقذر وسطحى وعادى ومألوف ..حتى صارت
هذه المهنه سبه ووصمة عار فى جبين كل من ينتمى اليها وحيطه مايله يستطيع
اى شخص ان ينقض عليها بالسباب والتسفيه ومصمصة الشفايف
وانا ادعوك لتامل هذه القائمه من الاعمال التى انتجت فى ظل وجود الرقابه:
بون سواريه احاسيس.. بنات وموتوسيكلات.. رحلة العمر..حمام الملاطيلي.. اعظم
طفل فى العالم وعشرات من الاعمال المبتذله المليئه بكل انواع
العهروالايحاءات الجنسيه والتى لم يتعرض لها مقص الرقيب على الاطلاق فى حين
ان اعمالا اخرى مثل لاشين.. ليالي الحلميه .. شيئ من الخوف ..السوق
السوداء.. البرئ وغيرها تعرضت للحذف والتغيير والمنع لانها كانت تحمل
افكارا تنتقد وتتعارض مع توجهات النظام الحاكم وقد عانى الكثيرون من
الفنانين والكتاب على مدار عقود من التعنت الرقابى مع اعمالهم الجادة او
الغير مفهومه بالنسبه لمعظم الرقباء السطحيون حتى صارت الاعمال السطحيه
والتافهه والمنفلته اخلاقيا ودينيا هى الملاذ الامن للغالبيه العظمى من
الذين يريدون فى النهايه ان يعيشوا فهذه هى مهنتهم التى يتكسبون منها
والمهنه مليئه بضعاف النفوس مثل اى مهنه اخرى ..واستطيع ان احدثك عاما
كاملا عن التجاوزات المثيله بين المدرسين الذين يفسدون التعليم ويحرصون فقط
على اعطاء دروسا خصوصيه والاطباء الذين يتاجرون بالام المرضي والمهندسين
الذين يلجاون الى التلاعب فى مواصفات المبانى والمحامين الذين يلبسون الحق
بالباطل والفلاحين الذين يروون اراضيهم بمياه المجارى والدعاه الذين رعوا
مصالح امن الدوله واتبعوا التعليمات والضباط والعمال والموظفين والسائقين
وكل فئات المجتمع بلا استثناء ...هل معنى ذلك اننى اقول اننا كلنا فاسدون
فلنسمح اذا بالمزيد من الفساد ؟ كلا معنى ذلك ان المسيطر او الممسك بالسلطة
عندما يكون قذرا وفاسدا فانه يسمح لك بممارسة القذارة والفساد حتى يخلق
حاله من التواطؤ تساعده على البقاء والاستمرار وتمنعك من محاسبته كما لو ان
لسان حاله يقول انت ايضا ملوث فكيف تتحدث عن الشرف؟
هل تتخيل يا صديقي العزيز ان بكار الذى قمت بكتابته كان مرفوض رقابيا لانه
–وفق ما جاء فى التقرير الرقابي –يؤدى الى الاضرار بوحدة الوطن وتشويه
سمعة مصر ؟؟؟ هل تعلم ان اربع حلقات من بكار كانت تتناول المؤامرة
الصهيونيه على المسجد الاقصي تم اختصاراها الى حلقة واحده بعد تغيير كل
الحوار لان الرقابه لم ترد ان تغضب اسرائيل ؟؟؟ هل تتخيل ان فيلم ولاد العم
تم وقف التصوير فيه لمدة ثلاثة اشهر وكانت المخابرات على وشك احراق نيجاتيف
الفيلم لانه يتناول العلاقه مع اسرائيل بدون الحصول على اذن؟ فى حين اننى
لم اسمع ان السبكى مثلا واجه اى مشكله عندما تقدم للرقابه باعمال من عينة
كلم ماما او قصة الحى الشرقي او حاحا وتفاحه اولخمة راس اوعليا الطرب
بالتلاته او ابقي قابلني وهو نفس ما حدث للعشرات من المنتجين والمئات من
الاعمال الساقطة التى ادت الى تشويه المهنه هذه الاعمال وافقت عليها
الرقابه فى ثوانى واحيانا بمجرد مكالمات تليفونيه من المنتج لاصدقاءه
الرقباء
اعرف الكثيرون من المخرجين الشباب الذين وقفت الرقابه امام تجاربهم وجمدتها
بدون ان تكون هذه الاعمال متجاوزة اخلاقيا وقرات بنفسي العديد من
السيناريوهات الرائعه التى لم تنفذ بسبب التعنت الرقابي بالرغم من انها
كفيله بنقل السينما المصريه الى مصاف السينيمات العظيمه فى العالم فى غضون
سنوات قليله ..ولهذا فقط نطالب بالغاء الرقابه اما الحريه الجنسيه
والاباحيه والخلاعه التى تخافون منها فهى- فى ظل الرقابه - متاحه ومسموح
بها بلا حدود
الدستور المصرية في
27/02/2011 |