مع تسارع الأحداث العاتية من حولنا تأتينا الأنباء بأن عددا من السينمائيين
يكتبون الآن سيناريوهات أفلامهم المقبلة مستوحاة مما حدث. بعضهم يريد أن
يعبّر فعلا عن اللحظة الواقعة، وقد هبط إلى الشارع بكاميرته الدجيتال
لتسجيلها، والبعض يريد أن يكون الأول في صياغة أعمال درامية عنها من باب
التسابق لوضع كلمة «أول فيلم عن ثورة ميدان التحرير» مثلا.
لكن إذا ما كان هناك خطأ في مثل هذا المنوال من التفكير فهو اعتبار أن
شأن السينما اللهاث وراء الأحداث وتحويلها إلى ما يشبه التقرير الصحافي
مشغولا بالمشاهد التمثيلية لتفريقه عن الفيلم الوثائقي حين تدعو الحاجة.
حين غزت القوّات الأميركية العراق خلال حرب الخليج الأولى، ثم حين غزته
مرّة ثانية في الحرب الأخيرة، شهدت هوليوود أفلاما قليلة جدّا عن الحربين
المتواليتين. لم تصبها إثارة طاغية ولم تصرف دولارا واحدا على خطّة عمل
يتنافس فيها السينمائيون إلى استحواذ الصور والمشاهد وتطعيمها ببعض
الحكايات لتحويلها إلى أفلام روائية. جل الأفلام التي تناولت الوضع العراقي
فعليا سواء كان على الجبهة (مثل «خزانة الألم» الفائز بالأوسكار في العام
الماضي) أو تلك التي تتحدّث عن تبعات تلك الحرب في حياة الأميركيين أنفسهم
(«المرسال» من بين أخرى كثيرة) تم إنتاجها بعد سنوات عديدة من الغزو، و -
كما نعلم - فشل معظمها لسبب وجيه: لقد سبقها التلفزيون بنشراته ووثائقياته.
صحيح أن على السينما رسالة، لكن رسالتها الأولى أن تضيف وليس أن تستنسخ.
* ريز وَذرسبون واحدة من أنجح الممثلات الأميركيات. وهذا ليس من السهل
قوله لأن عدد الممثلات اللواتي يستطعن الادعاء بأنهن ناجحات أو ما زلن
ناجحات بعد سنوات طويلة مرّت عليهن في المهنة لا يزيد عدد أصابع اليد
الواحدة. لعل السبب الرئيسي في نجاح وذرسبون هو التأقلم سريعا مع جمهور
يحبّها في صورة الفتاة الجميلة التي لا تستطيع أن تؤذي أحدا حتى ولو أرادت.
إنها صورة مثالية، لكن ريز تؤديها بقدر كبير من التواضع بحيث تتسلل
شخصياتها إلى معظم فئات المشاهدين، فهي ذات قبول لدى قطاع مشترك من الأجيال
الكبيرة والمتوسّطة والصغيرة سنّا. وفي خلال عشرين سنة من التمثيل (أول
فيلم لها كان «الرجل على القمر» سنة 1991) لعبت 28 بطولة أو دورا رئيسيا،
وصولا إلى دورها الحالي في «كيف تعرفين» الذي يشاركها بطولته كل من جاك
نيكولسون وبول رَد: حكاية امرأة تقف حائرة بين رجلين كل منهما لديه خصال
مختلفة عن الآخر ولا تدري كيف ستتصرّف أو من ستختار.
هذا أمر غير مطروح في حياتها الخاصّة فهي متزوّجة وسعيدة ومنظّمة بحيث
تقسم أوقاتها بين عائلتها وبين مهنتها من دون معاناة تذكر. وحين التقيت بها
كانت تصوّر «ماء للفيلة» الذي سيعرض في مطلع الصيف المقبل والذي دخل الآن
مرحلة ما بعد التصوير.
·
دورك في فيلم «كيف تعرفين» جاء
بعد سنوات طويلة مرت على تسلمك عرض بطولته. هل هذا صحيح؟
- نعم. قبل خمس سنوات حين ربحث الأوسكار عن
I Walk the Line تلقيت اتصالا من المخرج جيمس بروكس أخبرني فيه أنه يريد مقابلتي بشأن
فيلم. تقابلنا بالفعل وأخبرني أنه كتب سيناريو فيلم وأن إحدى الشخصيات
مرسومة تحديدا لي. شعرت بالتقدير الشديد لذلك ورحّبت بالفكرة على أي حال،
لكني كنت قلقة حين عرفت أن الدور ينص على شخصية فتاة رياضية. أنا أهتم
بالرشاقة لكني لا أستطيع أن أدّعي أنني رياضية، وبناء على ذلك كنت أخشى أن
يكون العمل غير مناسب لي لأني في النهاية لست طويلة القامة ولا أبدو رياضية
على الإطلاق. بعد ذلك لم أسمع منه مطلقا واعتبرت أن الموضوع انتهى. وبالفعل
مرّ عامان ونصف قبل أن يتصل بي مجددا ويبعث بالسيناريو.
·
خلال تلك الفترة ظهرت في خمسة
أفلام مختلفة، دراما وكوميديا. أي هذه الأفلام تحبذينه اليوم أكثر من سواه؟
- أحيانا تقبل تمثيل فيلم لموضوعه المهم، ثم تجد أنه لم يحقق النجاح
المطلوب منه، لكن الشعور بأهميّته يستمر، كذلك الإيمان بأن اختياره كان
فعلا صحيحا. من بين الأفلام التي مثّلتها في تلك الفترة والتي اندفعت إليها
بإحساس المرحلة التي كنا نمر بها هو «حكم».
·
الفيلم الذي دار عنك كزوجة
تفاجئين بأن زوجك الشاب متهم..
- نعم. الرسالة كانت مهمّة لي على صعيد ما تبحث فيه من حالة ربما تكون
واقعية. نحن لا نعرف إلا ما يعرضه الفيلم لنا، لكننا نعتقد أنه حاصل. أيضا
أحببت دوري في «كما الجنة» الذي صوّرته مباشرة بعد «أمشي الخط». كان
فانتازيا بأسلوب كوميدي منعش.
·
لنعد إلى فيلمك الحالي «كيف
تعرفين». ما هي نقاط اللقاء ونقاط الاختلاف بينك وبين الشخصية التي
تؤدينها؟
- إنها مختلفة جدا عن شخصيتي. الدور هو انطلاق في الاتجاه الآخر
البعيد عن شخصيّتي بداية من حقيقة أن ليزا (اسم شخصيتها) أحبت الرياضة
ومارستها منذ أن كانت في الكليّة، وهذا مختلف تماما عن حياتي واهتماماتي.
ولم يكن سهلا علي أن أصبح هي. لقد خضعت لنظام رياضي لخمسة أيام كل أسبوع
وثلاث ساعات في اليوم استمر على مدى خمسة أشهر حتى أستطيع أن ألبي شروط
الدور. هي أيضا فتاة تضع الرياضة في مقدّمة اهتماماتها في الحياة، وأنا أضع
العائلة والمهنة في مقدّمة اهتماماتي. هناك اختلافات بالفعل.
·
هل تعلّمت شيئا منها؟
- هذا سؤال جيّد والجواب لا (تضحك). ما تمر به ليزا ليس ما مررت به.
هي امرأة قررت أنها تعرف ما تريد، وأنا امرأة اعتقدت يوما أنني أعرف كل شيء
لكني اليوم أعتقد أنني ما زلت أتعلّم. لدي صديقة قالت لي يوما: هناك حين
نتوقّف فيه نحن النساء عن التفكير بمن نريد ونبدأ التفكير بمن يريدنا
(تضحك). أعتقد أنه الوضع ذاته الذي تمر به ليزا وهو يعكس أيضا المرحلة من
العمر التي تعيشها كامرأة شابّة. هناك رجلان يريدانها وهي لا تريد أن تقرر،
لكن لو كانت أكبر سنّا لما تأخرت في القرار.
أبناء مهنتها
·
نحن في الفترة التي يسمّونها
«سباق الأوسكار»، على غرار سباق السيارات مثلا، ما رأيك بالممثلات
المرشّحات؟ هل شاهدت أفلامهن؟
- شاهدت أفلام بعضهن لانشغالي بتصوير فيلمي الجديد. شاهدت «البجعة
السوداء» وهو دور قوي لا أعتقد أنني أستطيع القيام به لأنه يتطلّب شخصية
بعيدة عني وتشترط بالممثلة أن تكون جريئة على مستويات كثيرة ولهذا أعتبر
ناتالي بورتمن شجاعة وموهوبة كونها ملكت تلك الجرأة والاستعداد. معجبة جدّا
بآنيت بانينغ وهي أيضا جريئة كونها لعبت شخصية امرأة مثلية وهي ليست كذلك
في «الفتيان بخير» طبعا.
·
هناك آراء مختلفة حيال الفوز
بالأوسكار. أسأل البعض فيقول لي إن الأوسكار كانت انطلاقة جديدة لي وأسأل
البعض فيقول إنه شرف لكنه لم يؤثر على حياتي المهنية على الإطلاق. إلى أي
نوع تنتمين؟
- هو بالفعل شرف كبير وأمنية لمعظم أبناء مهنتي، لكني أعتقد أن تأثيره
على مستقبل الممثل يختلف من حالة إلى حالة بالفعل. بعض الممثلين ناجحون في
أعمالهم بحيث فوزهم بالأوسكار لن يزيد من عدد المشاريع التي تعرض عليهم. من
الصعب أن ينتظر الممثل الفوز لكي يعمل أكثر أو كفرصة لكي يتسلم المزيد من
المشاريع لأن المشاريع تختلف ولا يمكن بناء مستقبل على احتمال كهذا. ماذا
يحدث إذا فزت بالأوسكار ولم يطلبني أحد للتمثيل؟
·
تخصصت في أدوار معيّنة أكثر من
سواها: «الفتاة الشقراء قانونيا» كما عنوان أحد أنجح أفلامك، هل من الصعب
كسر التقليد؟
- إذا ما نجحت في نمط معيّن أكثر من سواه نعم.. يصبح العودة عنه أصعب.
ومعك حق معظم أفلامي الناجحة هي كوميديات عاطفية وأنا أحب هذا النوع فهو
ليس سهلا وليس سهلا النجاح فيه.
·
يتطلّب قدرا من البراءة على ما
أعتقد..
- إلى حد بعيد، لكنه يتطلب أيضا قدرا كبيرا من حب تمثيل هذا النوع.
بعض الممثلين أكثر ملاءمة من بعضهم الآخر حين يأتي الأمر إلى النجاح في
تمثيل شخصيات كوميدية أو في أفلام كوميدية. يرتاحون أكثر لما هو جدّي وهذا
طبيعي جدّا.
* العالم يشاهد
* مجهول إخراج: خوام كولي - سيرا ليام نيسون، دايان كروجر، جانيواري
جونز.
تشويق - الولايات المتحدة - 2011
* واحد من الأفلام التي تبدو أنها تقع في منطقة فاصلة بين الواقع
والخيال. بطل الفيلم طبيب كان يستقل سيارة حين وقعت حادثة أدت به لدخول
حالة كوما قصيرة. حين يخرج بعد بضعة أيام ويحاول التقاط حياته من جديد
يُفاجأ بأنه بات شخصية بلا هوية أو دلالات. حتى زوجته تدّعي أنها لم تلتق
به من قبل. هناك مؤامرة، لكن المخرج الإسباني الأصل ينجح في إحاطتها
بالكتمان حتى مرحلة لاحقة.
لكن حال نعرف السر وراء ما يحدث مع بطل الفيلم ندرك أن المفاجأة
تمخّضت عن تفعيلة درامية سبق للسينما أن تناولتها أكثر من مرّة. على ذلك،
جهد واضح في مجال التنفيذ كما أن أي دور يقوم به ليام نيسون لا بد أن يترك
أثرا طيّبا بين الناس.
عروض: عالمية
* طائرة ورق إخراج: براشانت بارغافا تمثيل: سيما بسواز، نوازودين
صدّيقي، حامد شيخ دراما - الهند - 2011
* رغم أن المخرج بارغافا مواليد شيكاغو قبل نحو ثلاثين سنة، وسبق له
أن حقق العديد من الأشرطة الدعائية الأميركية، فإنه اختار العودة إلى الهند
لأجل فيلمه الروائي الأول هذا، حول أحلام طفل لديه طائرة ورقية يريد
الاشتراك بها في مهرجان خاص بهذه الرياضة. المعالجة ميلودرامية والمستوى
التنفيذي معتدل والتمثيل غير متساو بين المشتركين وكل ذلك يضر بالفيلم، لكن
موضوعه يحمل الرغبة التلقائية والمبررة في التعامل مع أحلام الأطفال على
نحو إنساني شغوف
* عروض: مهرجان برلين
المرأة في الطابق السادس إخراج: جان فيليب لوغواي تمثيل: فابريس
لوشيني، نتاليا فربيكي، كارمن مورا كوميديا - فرنسا - 2011
* بعد دوره الناجح في «بوتيش» يواصل الممثل لوشيني منهجه في البحث عن
مشاريع يمكن أن تجد صدى وقبولا بين الناس كشأن هذه الكوميديا التي تقع
أحداثها في الستينات. إنها حول رجل ميسور يعيش في عمارة آلت إليه بالوراثة
يعيش مع زوجته التي لا تجيد غسل الصحون عندما تترك الخادمة العمل فجأة
فيتحوّل المطبخ إلى منطقة كارثية. الخادمات اللواتي يتم جلبهن للعمل يختلفن
كل بمعطيات خاصّة كافية لأن تثير الضحك مرارا وتكرارا على الرغم من القصّة
الخفيفة التي لا تترك انطباعا أبعد من لحظاتها.
عروض: فرنسية عامّة
شباك التذاكر
* خطر محتمل
* اتجه الجمهور هذا الأسبوع للكوميديا بإقباله على «أمضي معها» من
بطولة المتكررين جنيفر أنيستون وأدام ساندلر (المركز الأول). في الجوار
فيلم رسوم متحركة بعنوان «جستين بيبر» (المركز الثاني) وبعض الأكشن في إطار
من المعارك التاريخية في فيلم جديد ثالث هو «الصقر» (المركز الثالث). فيلم
الأوسكار المحتمل «خطاب الملك» يتراجع قليلا (من المرتبة الرابعة إلى
السادسة) لكنه يرفض مغادرة القائمة على عكس «الدبور الأخضر» الذي يودّعنا
بعد ثلاثة أسابيع عرض فقط (المركز العاشر). 1 (-)
Just Go With it: $30,885,025 2 (-) Justin Bieber: Never Say Never:
$30,240,366 3 (-) Gnomeo
&
Juliet: $25,994,350 4 (-) The Eagle: $8,589,219 5 (1) The Roommate:
$7,412,262 6 (4) The King›s Speech: $7,412,657 7(3) No Strings Attached:
$5,645,048 8 (2) Sanctum: $5,131,760 9 (8) True Grit: $4,311,004 10 (5)
The Green Hornet: $3,605,202
* مهرجانات وجوائز
* سكورسيزي وديكابريو يغزوان وول ستريت
* الشراكة القائمة بين المخرج مارتن سكورسيزي والممثل ليوناردو
ديكابريو مرشحة للاستمرار بعدما قرر المخرج المشروع المقبل الذي يود
الانصراف إليه. إنه فيلم بعنوان «ذئب وول ستريت» المأخوذ عن سيرة وضعها حول
نفسه مضارب في السوق جنى أموالا طائلة ثم جلس يعترف كيف غرفها بطرق غير
مشروعة. آخر مرّة التقى فيها المخرج وممثله المفضّل كانت قبل عام واحد من
خلال فيلم «جزيرة مغلقة» الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي مطلع
السنة الماضية.
* مشكلات في السيناريو
* تتوارد الأنباء عن تأجيل محتمل لمشروع «رجال في الأسود - الجزء
الثالث» وذلك بسبب تضارب آراء بين عدد من الكتّاب الذين تناوبوا على وضع
سيناريو الفيلم. وكان المخرج باري صوننفيلد استعان بالكاتب لووَل كانينغهام
لوضع سيناريو هذه الكوميديا الفانتازية لكنه أسند المهمّة لاحقا إلى إيتان
كووَن الذي يبدو أنه أنجز نسخة مختلفة لم تلق قبول ول سميث وتومي لي جونز
الممثلين الرئيسيين للفيلم ولا الشركة المنتجة. الآن هو يبحث عن كاتب ثالث.
* بعيدا عن هاري بوتر
* حينما ينجز الممثل البريطاني دانيال ردكليف دوره المقبل في «هاري
بوتر» يكون هذا آخر مرّة سيضطر إلى الإيحاء بأنه ساحر بريء لا يُقهر وأن
العصا الصغيرة التي بيده تستطيع أن تصنع المعجزات باستثناء أن تخلق منه
ممثلا جيّدا. والحال الآن أن الممثل يريد دورا مختلفا تماما لكي يبرهن على
أنه جدير بالقبول خارج تلك الأدوار. والمحتمل أنه وجد ما يبحث عنه ولو خارج
السينما إذ تتوارد الأخبار عن أنه سيشترك في بطولة مسرحية «كيف تنجح في
البزنس من دون أن تحاول».. وهو عنوان يبدو كما لو كان من اختيار أعداء
الممثلين غير المعجبين به.
الشرق الأوسط في
18/02/2011
فريق ثالث ظل
يرقص على الحبل
حرب أهلية في الوسط الفني المصري.. فمن يطفئ الحريق؟
القاهرة: طارق الشناوي
تستطيع أن ترى وتسمع بجلاء شديد طبول الحرب وهي تدق بكل صخب وعنف في كل
جنبات الوسط الفني بعد أن أصدر قطاع كبير من شباب ثورة 25 يناير قائمة
سوداء ضمت قطاعا وافرا من الفنانين، وألحق بهم أيضا قطاعا من الإعلاميين
ولاعبي الكرة. صرنا أمام فريقين في الوسط الفني، من أيّد الثورة ومن أيّد
مبارك.. من تظاهر ضد مبارك في ميدان التحرير، ومن خرج في مظاهرة مضادة إلى
ميدان مصطفى محمود الشهير، تم التخطيط لها من خلال فلول الحزب الوطني التي
استعانت بعدد من الفنانين بقيادة أشرف زكي نقيب الممثلين، الذي استطاع أن
يحشد عشرات من النجوم ردا على النجوم الذين توافدوا على ميدان التحرير منذ
يوم 25 يناير وواصلو البقاء حتى بعد رحيل الرئيس السابق حسني مبارك!! هناك
بالفعل حالة من الغضب اشتعلت بين من ثار ضد مبارك وعهده، ومن أيّد مبارك
وكان من مصلحته التمهيد لابنه وريثا لحكم مصر من بعده. وبين هؤلاء يظل
لدينا الفريق الثالث وأعضاؤه كثيرون، وأعني بهم الذين رقصوا على الحبل. في
البداية أيدوا مبارك وطالبوه بعد الخطاب الذي أعلن فيه عن عزمه بعدم الترشح
مرة أخرى، طالبوه بالبقاء رئيسا مدى الحياة. الفريق الأكثر ضعفا الآن من
أشهر رموزه عادل إمام وإلهام شاهين وغادة عبد الرازق ونهال عنبر وهالة صدقي
وأحمد عز، الممثل بالطبع وليس رجل الأعمال، ولقاء سويدان وطلعت زكريا وسماح
أنور وعمرو مصطفى ونادية الجندي ونبيلة عبيد وتامر حسني وحسن يوسف وشمس
البارودي وروجينا ومحمد فؤاد وزينة. حتى يسرا التي كانت في باريس وقت
اندلاع الثورة قررت أن تحدد موقفها المؤيد لحسني مبارك في الاتصالات
التليفونية التي أجريت معها، حيث من المعروف أن يسرا هي أكثر الفنانات
اقترابا من ابني الرئيس علاء وجمال.
ونفس الموقف تعرض له أحمد السقا الذي كان قريبا من ابني الرئيس السابق،
بينما محمد هنيدي تربطه صداقة مع علاء مبارك.. وليس الأمر بالتأكيد قاصرا
فقط على الصداقة، هناك ولا شك ما يمكن أن نعتبره قناعات لدى البعض بأن يبقى
مبارك وأن يأتي ابنه جمال من بعده رئيسا! لأن الصداقات التي توطدت بين
هؤلاء النجوم ورجال الحكم حققت لهم نوعا من الحماية! وهناك بالتأكيد مواقف
لعدد من الفنانين تدل على قصر النظر السياسي، تجد ذلك مثلا في حسن يوسف
وزوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي، حيث إن حسن يوسف هاجم الشباب في
التحرير وأعلن تأييده لمبارك، بينما زوجته شمس قالت إنها بسبب مظاهرات
التحرير تخشى أن تذكر أنها مصرية.. رغم أن مظاهرات التحرير هي التي أعادت
لنا الإحساس بقيمة وكرامة المصري، بل هي من وجهة نظري أعادت لكلمة الزعيم
مصطفى كامل معناها، والتي يقول فيها: «لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون
مصريا»!! الأيام الطويلة التي استغرقتها الثورة، حتى أعلن الرئيس مبارك
الرحيل بعيدا عن السلطة وصار يحمل لقب «الرئيس السابق»، هذه الأيام التي
وصلت إلى 18 يوما أدت إلى أن نرى انقلابات وتحولات كثيرة في الوسط الفني..
من كان يؤيد مبارك صار يعارضه، وهناك من انتظر حتى خطاب التنحي وأعلن
معارضته للنظام ولمبارك، وهناك من تنكر تماما لكل مواقفه السابقة المعلنة،
بل والموثقة في تسجيلات. لقد أدى الأمر إلى أن نرى أصدقاء في الوسط الفني
مثل المخرج خالد يوسف، الذي كانت الشائعات تؤهله للزواج بغادة عبد الرازق
وقدم لها أربعة أفلام آخرها «كف القمر» الذي لم يعرض بعد، هذه الصداقة
الفنية صارت نوعا من العداوة بعد أن أعلنت غادة في الصحف أنها قطعت علاقتها
بخالد بسبب موقفه المؤيد للثورة!! لقد بدأت التناقضات في النقابات الفنية
مساء الأربعاء 26 يناير، عندما وجّه خالد الصاوي الدعوة للفنانين من أجل أن
يتخذ الفنانون رأيا في ما جرى قبلها بـ24 ساعة عندما اندلعت الثورة في
ميدان التحرير. وأيد عدد كبير من الفنانين موقف المتظاهرين، ورفض كل من
نقيب الممثلين أشرف زكي ورئيس اتحاد النقابات الفنية ممدوح الليثي التوقيع
على البيان. وبدأ الشرخ يتسع حتى إن نقابة السينمائيين، والتي كانت تبدو
بعيدة عن تلك الصراعات، اعترض عدد كبير من أعضائها على موقف النقيب مسعد
فودة المؤيد للدولة ولنظام حسني مبارك وقرروا إسقاطه من مقعد النقيب، رغم
أنه انتخب قبل بضعة أشهر وتفوق في عدد الأصوات على منافسه المخرج علي
بدرخان. وتواكب مع ذلك موقف مماثل من نقابة الموسيقيين، التي يرأسها منير
الوسيمي، حيث احتدم الخلاف بين عمرو مصطفى الملحن المعروف الذي هاجم
الفنانين الثائرين، بينما شاهدنا شيرين عبد الوهاب وهي تذهب للتحرير للغناء
للثائرين بعد أن هاجمتهم وتقبل منها الجمهور هذا الموقف، بينما عندما حاول
تامر حسني أن يكرر هذا الموقف ويعتذر لأنه هاجمهم احتجوا ولم يتقبلوا منه
وأسقطوه من فوق المنصة!! يجب أن نعترف أن جرحا عميقا قد حدث بين الفنانين،
وأن هذا الجرح قابل للزيادة مع الأيام. وهذه هي المعضلة الكبرى التي أرى
أنها سوف تواجه الحياة الفنية في مصر خلال السنوات القادمة.. ولا شك أنها
سوف تخصم الكثير من قيمة الإبداع ونرى فريقين، كل منهما لا يشارك الآخر في
أعمال فنية، بدعوى أنه لم يكن ثوريا! إن القانون الذي يحكم مع الأسف الحياة
الفنية هو أن الفنان ينحاز إلى ما يراه سياسيا في صالحه محققا لطموحاته..
وأغلب النجوم كانوا يعتقدون أن الرهان على السلطة يحقق أمانهم المادي
والشخصي، ولكن لا يعني ذلك أن يتحول الآن الخلاف السياسي ليصبح خلافا شخصيا
بين من أيّد ومن عارض.
المؤكد أن الدولة كانت تنظر إلى المثقفين والفنانين ولاعبي الكرة باعتبارهم
خطوط الدفاع عن السلطة، ولهذا فإنها كانت تحرص في انتخابات النقباء في
النقابات الفنية الثلاثة على أن مرشح الدولة هو الذي ينتصر.. تدعمه إعلاميا
وتحشد وراءه كل قواها في التأثير، لأنها تدرك أن أمامها بعض المواقف التي
تحتاج فيها إلى أن يستمع فيها الناس إلى رأي الفنان. ومن هنا مثلا كان وزير
الثقافة السابق فاروق حسني دائما ما يستخدم تعبير «المثقفون في الحظيرة»،
لأن المطلوب هو أن المواقف المصيرية التي تعيشها الدولة تضمن ولاء المثقف
والفنان، لأن كلا منهم يعتبر بمثابة قائد رأي له معجبوه وجمهوره الذي سوف
يتأثر لا محالة بتلك الآراء التي يستمع إليها من هذا الفنان أو المثقف أو
لاعب الكرة... «النجومية» من المؤكد أنها تلعب دورا في الترويج للأفكار،
والدولة تريد ولا شك أن تنتصر في معاركها. وهكذا لعب الفنان في كثير من
الأحيان هذا الدور سواء أدرك ذلك أم لا!! لا أعتقد أن الدولة انتظرت أن
تدخل في معركة بهذا الحجم من الغضب الجماهيري.. كانت المعركة المرتقبة هي
أن يتم توريث الحكم في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم من مبارك الأب إلى
مبارك الابن، وذلك بعد إجراء انتخابات ليبدو الأمر ليس توريثا ولكنه إرادة
جماهيرية. كانت الدولة تتوقع ولا شك قدرا من الممانعة بين عدد من المثقفين
والفنانين، ولكن كانت الأغلبية قد تأكد ترحيبها، ولهذا كانت تقدم برامج من
نوعية «واحد من الناس» تشير إلى معاناة المواطنين، ولكنها تنتهي بسؤال
للضيف النجم في نهاية اللقاء، تكرر هذا السؤال في كل البرامج، وهو: ما رأيك
في أن يتولى جمال مبارك الرئاسة بعد والده؟ وكانت الإجابة التقليدية هي أن
هذا لا يعد توريثا، لأنه سوف تجرى انتخابات، وجمال مواطن مصري من حقه أن
يمارس حقه في الترشح!! كانت هذه هي الخطة التي تم وضعها لتمرير توريث جمال
للسلطة خلفا لوالده، وساهم فيها عدد من البرامج وليس فقط «واحد من الناس»،
ولكن كان للأقدار رأي آخر.
ويبقى أن أكثر ما يعاني منه الوسط الفني حاليا هو تلك الفرقة والانقسام بين
فناني ثورة 25 يناير وفناني عصر مبارك، وتلك هي المعضلة التي تهدد الحياة
الفنية، بل والثقافية في مصر.. فمن يطفئ الحريق؟!
الشرق الأوسط في
18/02/2011
يتصدرها عادل إمام وتامر حسني وهنيدي ويسرا وغادة عبد
الرازق ومنة شلبي
قائمة سوداء لـ«ثورة 25 يناير» تكشف أقنعة فنانين مصريين
القاهرة: سها الشرقاوي وعمرو أحمد
وضعت ثورة 25 يناير عددا من الفنانين المصرين وصحافيين وإعلاميين،
ورياضيين، ومشاهير المجتمع ضمن «القائمة السوداء» التي نشرها ناشطو الثورة
على الإنترنت، وعرضت في جميع وسائل الأعمال. شملت نتيجة لمواقفهم المتخاذلة
والمناوئة للثورة، وتأييدهم لبقاء مبارك ونظامه في الحكم.
وشملت القائمة السوداء المطرب تامر حسني، الذي طالب المحتجين في ميدان
التحرير بالعودة إلى منازلهم مما استفز البعض وانهالوا عليه بالضرب، حين
حاول الدخول إلى الميدان. لم يكن لدى حسني شجاعة رجال البلد وأصر على
موقفه، رغم أنه تراجع وبكى، لكن بعد فوات الأوان، مؤكدا أنه كان مضغوطا
عليه من بعض الأشخاص ليخرج ويقول هذا الكلام وعدل رأيه فجأة وأيد الثورة
وطرح لها ألبوما كاملا ونسي أنه شاب تخطى الثلاثين ومن عمر شباب الثورة،
وكان يمكن أن يصبح مغنيها الأول بامتياز. ذلك الاعتذار المتأخر لم يشفع
لحسني عند الجمهور، حيث يرى الكثيرون أنه لن يستعيد شعبيته من جديد، كما
طالب البعض بمقاطعة أعماله.
حال حسني، ليس بعيدا عن حال الزعيم عادل إمام، فقد وقف النجمان في خندق
واحد، لكن السؤال الذي يطفو على السطح هو: كيف سيحتفظ الزعيم بلقبه بعد
الثورة، بعد إعلانه التضامن والدفاع عن الرئيس المتنحي حسني مبارك؟. هذا
اللقب ناله من الشعب المصري. الذي أصيب العديد منه بالدهشة، بينما لم يندهش
البعض الآخر، حيث يعرف المقربون من عادل إمام أنه من الأصدقاء المقربين
للرئيس مبارك في فترة حكمه، بل وعلى المستوى الأسري أيضا.
انضم للقائمة السوداء أيضا فنانون تضامنوا مع الحكم السابق وقادوا مظاهرات
لتأييده منهم: زينه، ومي كساب، ومحمد هنيدي، وسماح أنور التي طالبت بحرق
المحتجين في ميدان التحرير، وغادة عبد الرزاق التي كانت تؤيد بحماسة.
ونجا من القائمة فصيل آخر التزم الصمت، واكتفى بمراقبة تطورات المشهد،
بحيادية تنم عن ذكاء منهم، لكن مع ذلك خسارتهم تساوي من أعلنوا تضامنهم مع
النظام السابق. على رأس هؤلاء الصامتين الفنان عمرو دياب فهو لم يصمت فقط
بل هرب إلى لندن، ويفسر البعض عدم إعلان دياب موقفه ليس لعدم تأييده للنظام
السابق، لكن خوفا على خسارة نجوميته، متناسيا أن ذلك واجب وطني، حيث أكد
مصدر مقرب من دياب في خضم الأحداث أنه سافر إلى لندن. وأشار المصدر - كنوع
من التجميل – إلى أن دياب كان في الفترة الماضية كان على خلاف شخصي مع جمال
مبارك نجل الرئيس السابق. وأعلن المصدر نفسه أن دياب كان ينوي في فترة
سابقة أن يعيش في لبنان لكن لأسباب لا يعرفها أحد تم إلغاء الفكرة.. قوبل
دياب من شباب الثورة بهجوم لاذع على موقع «فيس بوك»، وسحبوا منه لقب
«الهضبة» وأطلقوا عليه «الهضوبة»، وتم إنشاء صفحات على الموقع تدعو لمقاطعة
فن دياب.
وعلى غرار دياب الفنانة منة شلبي التي طبقت نظرية دياب في الهرب إلى لندن،
وأما الصامت على غير العادة فكان الفنان محمود ياسين الذي يعرف عنه أنه
ضليع في السياسة، وأيضا نور الشريف صاحب أفكار التنوير والتغيير، وكذلك
الفنان يحيى الفخراني.. وانضم إليهم المطرب محمد حماقي فقد اكتفى بالتعليق
على «فيس بوك» بعبارات مضببة لا تعرف منها، هل هو مؤيد أم معارض.
أما فصيل الفنانين الذين حاولوا إمساك العصا من الوسط، فكانوا كثيرين
أبرزهم أحمد السقا ومنى زكي وأحمد حلمي، حيث شاركوا في مظاهرة 25 يناير إلا
أنهم انضموا بعد ذلك لمناهضة الفكرة عبر مشاركتهم في مداخلات هاتفية
بالتلفزيون الحكومي كما فعل المطرب محمد فؤاد الذي بكى خوفا على المحتجين،
لكن بكاء فؤاد، أصبح بمثابة لازمة قديمة، فقد بكى من قبل أثناء الأزمة
الكروية بين مصر والجزائر، كما بكى في إحدى حلقات عمله الأخير «أغلى من
حياتي» ثلاث مرات في حلقة واحدة. كنوع من اجتذاب تعاطف الجمهور.، لكن شتان
بين تعاطف الأخير، وتعاطف الشعب.
* الفنانون والمطربون المدرجة أسماؤهم بالقائمة السوداء
* الممثلة: فريدة سيف النصر
* الممثل: تامر عبد المنعم
* الممثلة: شمس البارودي
* الممثلة: عبير صبري
* الممثلة: نبيلة عبيد
* الممثلة: زينة
* الممثلة: صابرين
* الممثلة: روجينا
* الممثلة: مها أحمد
* الممثل: عادل إمام
* الممثل: محمد صبحي
* الممثل: طلعت زكريا
* الممثل: حسن يوسف
* الممثلة: غادة عبد الرازق
* الممثلة: سماح أنور
* الممثلة: يسرا
* الممثل: أحمد بدير
* الممثلة: هالة صدقي
* الممثلة: نهال عنبر
* الممثلة: ماجدة زكي
* الممثلة: وفاء عامر
* ممثل ونقيب المهن التمثيلية: أشرف زكي
* المطربة: مي كساب
* المطرب: حكيم
* المطرب والملحن: عمرو مصطفي
* المطرب: تامر حسني
* المطرب: محمد عطية
* المطرب: أحمد عز
* المطرب: شذا
الشرق الأوسط في
18/02/2011 |