مخرج يحمل بداخله رؤية خاصة، فهو تارة يأخذنا إلى عالم المشاعر والأحاسيس
حتى يجعلنا نحلق معه بعيداً عن عالمنا، وتارة أخرى يقدم لنا التراجيديا
المأساوية في أبشع صورها، رؤيته الإخراجية حملت مزيجاً من تقنيات الغرب
ومهارة العرب.. إنه خالد الحجر الذي أثار فيلمه «الشوق» الكثير من الجدل،
بعد فوزه بجائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. التقيناه
عبر السطور التالية، وناقشنا معه رؤيته الإخراجية وأعماله المقبلة، وهذه
تفاصيل الحوار.
·
هل كنت تتوقع حصول فيلمك «الشوق»
على جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
لم أكن أتوقع حصول الفيلم على جائزة؛ خاصة وأن لجنة التحكيم كانت مكونة من
تسع دول مختلفة وكان من الصعب أن يحوز الفيلم على إعجابهم جميعاً، ولكنني
كنت أشعر بأنني قدمت عملاً مميزاً وأن الفيلم سيحقق شيئاً، وبالفعل حصل على
الجائزة رغم وجوده وسط العديد من الأعمال المتميزة التي نافسته في
المهرجان.
·
كمخرج للعمل.. ما الذي جذبك إلى
قصته؟
بمجرد أن قرأت ورق الفيلم أعجبني بشدة؛ لأن الموضوع جيد ويتكلم عن فئة
الناس المهمشة في المجتمع، بالإضافة إلى أنه يحوي كماً كبيراً من المشاعر
والأحاسيس القوية.
·
كم استغرق تصوير العمل، وما أصعب
المشاهد التي قمت بتصويرها؟
استغرقت مدة تصوير الفيلم ستة أسابيع، وكان كل التصوير خارجياً، أما أصعب
المشاهد التي قمت بها فكانت في محطة مصر، حيث الزحام الشديد والتجمهر الذي
وجدته أثناء التصوير، ولكن كان هناك تعاون شديد من فريق الإنتاج الذي
ساعدني بشدة لإنجاز هذه المهمة واستطعت أن أصور بسلاسة.
نقل إحساس الألم
·
البعض يرى أن الفيلم به مأساوية
شديدة انعكست بشكل مباشر على المشاهد، فهل قصدت ذلك؟
بالفعل قصدت ذلك، وبالنسبة للمأساوية التي شعر بها الجمهور أثناء مشاهدة
الفيلم فهذا معناه أني نجحت في توصيل الشكل المأساوي إلى المتفرج، كما نجحت
في نقل إحساس الألم إلى الجمهور وهذا نجاح يحسب لي.
·
هل كان حجم المأساة أحد أسباب
نجاح الفيلم وحصوله على الجائزة؟
هناك أسباب كثيرة جعلت الفيلم يفوز بالجائزة وأهمها جدية الموضوع الذي
يطرحه والسيناريو والديكور والإنتاج والإخراج والإضاءة، فقد قمنا بتحضر
للفيلم بطريقة مدروسة فترة طويلة مع اختيار أبطال العمل بعناية شديدة، حيث
تم تصوير كل مشاهد الفيلم بـ
one shoot وكل تلك العوامل جعلتنا نقتنص الجائزة من بين الدول المشاركة
بالمهرجان.
·
حدثنا عن أسباب ترشيحك لسوسن بدر
لدور البطولة رغم وجود نجمات كالممثلة روبي؟
بمجرد أن قرأت السيناريو شعرت أن الفنانة سوسن بدر هي الممثلة الوحيدة
القادرة على تجسيد الشخصية، ولهذا رشحتها للدور وكان اختياري صائباً،
والدليل حصولها على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في العمل، وأتذكر أن المنتج
ترك لي حرية اختيار باقي أبطال العمل مثل روبي التي تمتلك إحساساً قوياً
ولديها قدرات فنية جيدة وشقيقتها كوكي وأحمد عزمي ومحمد رمضان.
ووسط هذه الاختيارات، كان لدي قناعة بأن قصة الفيلم هي البطل الأساسي وليس
بالضرورة أن يكون كل أبطال العمل نجوماً، والدليل على ذلك فيلم «قبلات
مسروقة» لم يكن أبطاله نجوماً بل كانوا وجوهاً شابة ومع ذلك حقق الفيلم
نجاحاً متميزاً وعمل ضجة، ولهذا فأنا أقوم باختياري لأبطال العمل على أساس
رؤيتي الخاصة لكل فنان منهم ومدى امتلاكه لقدرات فنية تؤهلة لتجسيد الدور.
صور مختلفة للشوق
·
ما الرسالة التي أردت توجيهها
للجمهور من خلال «الشوق»؟
كان هدفي في المقام الأول أن أرصد مشاعر وأحاسيس مهمة في المجتمع، حيث
حاولت إلقاء الضوء على تفاصيل خاصة بداخلنا وعلى بعض المشاعر الخاصة
المؤلمة التي انعكست من واقع مؤلم، وقدمت صوراً مختلفة للشوق الذي نفتقده
في حياتنا، فأنا كمخرج لي رؤية خاصة أحاول تقديمها من خلال أعمالي ودائماً
ما أنقب عن كل ما يعجز اللسان عن قوله، بل أحاول أن أتكلم بصوت إحساسنا
الداخلي وأنقر عن أدق مشكلاتنا التي قد نعجز أحياناً عن التحدث عنها.
·
هل سيشارك فيلم «الشوق» في أي
مهرجانات أخرى؟
نعم هناك أكثر من مهرجان، ولكننا لم نحصل على موافقة نهائية بعد، وعند
حصولنا عليها سأعلن على الفور على المهرجانات التي سيشارك فيها الفيلم.
·
ما حقيقة ما تردد عن تدخلك في
سيناريو فيلم «الشوق»؟
لست من هواة التدخل في عمل الآخرين، ولو حدث أتدخل بشكل طبيعي مثل أي مخرج
من خلال عقد جلسات عمل مع المؤلف قبل بداية العمل لوضع التفاصيل النهائية
لكل شخصية وللاتفاق على طريقة تنفيذ كل ما يخص العمل، ولكنني لا أتدخل
كسينارست؛ لأن هذا ليس من صميم عملي ولكني أعتقد أنه يجب أن يكون هناك
تعاون مشترك بين فريق العمل حتى لا يحدث خلل في الشكل النهائي للعمل؛ نظراً
إلى أن هذا الخلل ينعكس بشكل مباشر على نتيجة العمل الفني سواء كان درامياً
أو سينمائياً.
·
في رأيك هل الفيلم ينقل واقعاً
حياً يعيشه المصريون، أم كانت هناك مبالغة من العمل؟
الفيلم يمثل جزءاً من الواقع بل الواقع أمر بكثير من الأحداث التي شاهدها
الجمهور، فواقعنا به عائلات كثيرة بنفس فقر العائلة التي ألقينا الضوء
عليها من خلال الفيلم، وهناك أبناء كثيرون لم يجدوا رعاية من أسرهم، وهناك
أيضاً الأم التي تحمي بناتها بطريقة خاطئة، وهناك الاحتياج الشديد للمال،
فعنوان الفيلم «الشوق» قصدنا به الشوق إلى المال والحب والحنان والعائلة.
مع يوسف شاهين
·
حدث خلط بين تناول الفيلم لمأساة
عائلة فقيرة وبين فكرة استعراض الفيلم للعشوائيات، فما تعليقك؟
هذا الخلط حدث؛ لأن عدداً كبيراً من المشاهدين لديهم الاعتقاد بأن الأماكن
الفقيرة هي العشوائيات ولكن العشوائيات شيء آخر ويتم تناولها بطريقة مختلفة
أيضاً، أما الفيلم فتناول منطقة فقيرة بالإسكندرية من خلال أسرة تعيش فيها
ويعاني أفرادها من الفقر ومشكلات أخرى كثيرة.
·
الكثيرون لا يعرفون بدايتك مع
الإخراج والأعمال التي قدمتها لجمهورك؟
بعد تخرجي شاركت كمساعد مخرج مع المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم «وداعا
بونابرت»، ثم شاركت معه في ثلاثة أفلام وفيلم قصير بعنوان «أنت عمري»، ثم
سافرت بريطانيا ودرست الإخراج وأخرجت 4 أفلام قصيرة وفيلم طويل بعنوان
«غرفة للإيجار» تم عرضه في مهرجان «كان» عام 2002، وبعدها رجعت مصر وأخرجت
«حب البنات، مافيش غير كدة، قبلات مسروقة»، وأخيراً «الشوق».
·
ماذا أضافت لك تجربتك الإخراجية
بالخارج؟
أضافت لي الكثير، فقد تعلمت تقديم أعمالي بجدية وإعطاء عملي وقته اللازم،
وأيضاً أن يمس العمل الناس ويلمس أدق تفاصيلهم، ولهذا أقوم بدراسة الورق
بشكل جيد وبمنتهى الدقة قبل بداية العمل به، كما أقوم بعمل بروفات لكل فريق
العمل قبل بداية التصوير، واكتسبت من دراستي الإخراج بالخارج مهارة أن يكون
هناك تناسق بين كل أقسام العمل وأن أهتم بالكادر الكامل للصور، بالإضافة
إلى أن يكون الإحساس الذي يحمله مضمون العمل قوياً، فعندما أخرج عملاً
كوميدياً تنعكس البهجة بشكل مباشر على المشاهد مع كل مشهد، والعكس عندما
أقدم تراجيديا يصل هذا الإحساس إلى الجمهور أيضاً، كما أني تعلمت أنه من
أهم مقومات المخرج الناجح أن يمتلك القدرة على إدارة كل عناصر الفيلم حسب
رؤيته الخاصة، على الرغم من أن المخرج بالخارج لا يتدخل في كل تفاصيل العمل
ولكن هنا في مصر الوضع مختلف؛ لأن المخرج مضغوط جداً لكونة يباشر كل شيء
بنفسه.
·
كيف تنظر إلى حال السينما
المصرية في الوقت الراهن؟
هناك أعمال كثيرة قدمت على درجة عالية من التميز، والدليل الجائزة الأخيرة
التي حصل عليها فيلم «الشوق» بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسط أعمال
عالية المستوى وفي منافسة قوية بين العديد من دول العالم، وهذه ليست
الجائزة الوحيدة التي تحصل مصر عليها فقد حصلت أفلام كثيرة على جوائز عديدة
بمهرجانات خارج مصر، وعلى الرغم من أننا نتعرض إلى فترات يقل فيها عدد
الأفلام المتميزة التي يتم إنتاجها، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن السينما
المصرية القديمة لديها تاريخ كبير وضخم من الأعمال العالية الجودة.
·
ما أحب أعمالك إلى قلبك؟
فيلم «أحلام صغيرة» و«أشياء مني» وفيلم «حب البنات» و«غرفة للإيجار»
وأخيراً «الشوق».
·
ما رأيك في أفلام خالد يوسف؟
لا أحب أن أتكلم عن أفلام أحد أصدقائي، فهو صديق قريب جداً إلى قلبي.
البيان الإماراتية في
08/02/2011
حصل على المركز الأول في أكاديمية
كورية متخصصة
محمد جانو: السينما العراقية بدأت
للتو
بغداد - زيدان الربيعي:
محمد جانو، مصور ومخرج سينمائي وأستاذ في أكاديمية الفنون الجميلة، قسم
السينما، في جامعة صلاح الدين، اختص بتدريس التصوير السينمائي .كما شارك في
تصوير العديد من الأفلام السينمائية القصيرة والطويلة وكذلك أسهم في تصوير
بعض البرامج التلفزيونية والأغاني وبدأ الآن بالاستعداد لكتابة سيناريو
الفيلم روائي طويل يعول عليه كثيراً في تحقيق طفرة نوعية له وللسينما
العراقية .
“الخليج” التقته في مهرجان “لا للعنف ضد المرأة” الذي أقيم مؤخراً في مدينة
أربيل العراقية، حيث كان عضواً في اللجنة التحكيمية للمهرجان المذكور وكان
لنا معه الحوار الآتي .
·
متى كانت بداياتك مع العمل
الفني؟
بدأت العمل الفني كمصور منذ عام 1995 استطعت تطوير إمكاناتي في هذا المجال
في نهاية القرن المنصرم، وبعد ذلك بدأت العمل في الأفلام التسجيلية
والبرامج التلفزيونية والأغاني، وفي عام 2003 سنحت لي الفرصة للمباشرة في
العمل السينمائي مع مخرج ألماني، إذ قمنا بإنتاج فيلم وثائقي عن الأوضاع في
إقليم كردستان العراق قبل وبعد الحرب الأخيرة على العراق، وقد حصل هذا
الفيلم على نسبة 80% من الجمهور المشاهد لإحدى القنوات الألمانية، وبعد ذلك
سنحت لي الفرصة للعمل مدير تصوير في فيلم سينمائي روائي طويل حمل عنوان
“وتفتحت زهور النرجس” وقد حاز هذا الفيلم جائزة العفو الدولي في مهرجان
برلين الدولي عام ،2006 حيث تناول هذا الفيلم أوضاع إقليم كردستان بعد عام
،1974 إذ شهد هذا العام سقوط الحركة الكردية في شمال العراق .
·
وهل لديك أعمال أخرى؟
نعم لدي فيلم يحمل عنوان “عبور الغبار” من إخراج شوكت أمين وكنت مساعداً
لهذا المخرج وكان هذا الفيلم قد مثل لي فرصة عظيمة، لأنني لأول مرة أعمل
على كاميرا 35 ملم، حيث كسبت الكثير من المعلومات في مجال التصوير
السينمائي من خلال هذا الفيلم وقد شاركت في هذا الفيلم بمهرجان العالم
العربي في باريس وسنحت لنا الفرصة في التعرف إلى العديد من السينمائيين
العرب . وبعد هذا الفيلم تقدمت للالتحاق في أكاديمية سينمائية على مستوى
آسيا في كوريا الجنوبية .
·
ما هو عمل هذه الأكاديمية؟
إن هذه الأكاديمية كانت تمثل إحدى فقرات “مهرجان بوزان الدولي”، حيث كان
هذا المهرجان يمنح الفرصة ل24 شاباً سينمائياً من كل قارة آسيا للمشاركة في
ورشة عمل سينمائية تتضمن إضافة معلومات جديدة من التكنولوجيا الحديثة في
عالم السينما، فمن خلال هذه الأكاديمية التي استمرت مشاركتي فيها لمدة شهر
حصلت على الجائزة الأولى وتمثلت هذه الجائزة بمنحي زمالة دراسية لزيادة
المعلومات وتطوير القدرات الفنية، وقد فرحت كثيراً بهذه الزمالة بصدر رحب
وكانت فرصة عظيمة لي لاحتراف التصوير السينمائي علمياً، لذلك بقيت في كوريا
الجنوبية مدة قضيتها لدراسة الماجستير في التصوير السينمائي وبعد انتهاء
دراستي هناك عدت إلى إقليم كردستان عام ،2009 وشاركت بفيلم روائي طويل حمل
عنوان “حي الفزاعات” وهو من إخراج حسن علي وقد قمت بتصوير هذا الفيلم في
صيف عام ،2009 حيث شارك هذا الفيلم بعدة مهرجانات عالمية وحصل على جوائز
عديدة . فضلاً عن ذلك شاركت بالعديد من الأفلام السينمائية القصيرة التي
نالت إعجاب السينمائيين الأكراد والعرب وحتى الأوروبيين .
·
دراساتك الأكاديمية في كوريا
الجنوبية ماذا أضافت لك؟
أضافت لي نقطة مهمة جداً تتمثل بضرورة أن يكون الإنسان الذي يعمل في عالم
السينما محباً لمهنته إلى حد العشق هذا من جانب، ومن جانب آخر إن هذا الحب
لن يكون كافياً إذا لم يتم تعزيزه بالعلم والمعرفة والممارسة والاطلاع على
التقنيات الحديثة المتطورة في عالم السينما، لأنني عندما درست مهنة التصوير
السينمائي وجدت الكثير من الفروقات بين الحب للمهنة وبين العلمية في العمل،
لأن العلمية تبعدك عن العشوائية وتجعل كل تحركاتك دقيقة ومرسومة بشكل جيد .
·
هل جعلتك دراستك هذه تكتشف أن
السينما العراقية ومنها السينما الكردية ما زالت متأخرة جداً؟
هي ليست متأخرة، بل استطيع القول إن السينما العراقية بدأت تواً، لأن فرص
السينما قليلة ليس في العراق كبلد يعاني ويلات الحروب منذ عدة عقود، بل إن
هناك دولاً أخرى لم تشهد أية حروب، لكنها مكبوتة من ناحية الفكر السينمائي
أو ممنوعة من رسم سياسة معينة من خلال أعمالها السينمائية . وعليه أجد أن
السينما العراقية قد بدأت مرحلتها قبل الكثير من الدول الأخرى في المنطقة .
كمثال على ذلك إن فيلماً فلسطينياً قد فاز بجائزة مهرجان منظمات العفو
الدولي في العام 2005 وفي السنة التالية وفي المهرجان ذاته حصل أحد الأفلام
الكردية على الجائزة نفسها في برلين . حيث إن فلسطين بلداً يعاني الاحتلال
“الإسرائيلي” منذ عدة عقود، ويحاول السينمائيون الفلسطينيون ومعهم بعض
الكتّاب والمثقفين دعم قضيتهم من خلال السينما، لكنهم لم يفلحوا في ذلك إلا
قبل سنوات قليلة . ومن هذه الحقيقة أظن أن السينما العراقية ليست متأخرة
ولكن الظروف التي حتمت على السينمائيين العراقيين هي التي جعلت السينما
العراقية يطرح عليها مثل هذا السؤال . مع كل هذا أنا متفائل جداً بوجود
سينمائيين عراقيين تولوا مهمة إيصال السينما العراقية إلى الكثير من
المهرجانات الدولية ومن أبرز هؤلاء المخرج العراقي محمد الدراجي، حيث يمثل
هذا الرجل شخصية سينمائية فذة، ناجحة واستطاع من خلال أفلامه أن يوصل اسم
العراق من خلال السينما عبر أفلامه المتعددة ومن أبرزها “موطني” و”أحلام”
و”ابن بابل” . حيث أعتبر هذه الأفلام تنبثق من خلال الروح السينمائية
العريقة التي ظهرت في العراق .
·
وجود سينما متقدمة في تركيا
وإيران بجوار إقليم كردستان هل يمثل حافزاً أو دعماً للسينما الكردية
خصوصاً وللسينما العراقية عموماً؟
الدعم ليس للسينما الكردية فقط، إنما السينما العراقية بشكل عام، لأن تركيا
وإيران من الدول العريقة في مجال السينما، لأن عمر السينما الإيرانية قد
تجاوز الآن 60 عاماً، لذلك فإن الصناعة المتوافرة في إيران وتركيا تساعد
وتحفز الانطلاقة السينمائية في العراق، لأنه يوجد اتصال واحتكاك مباشر من
قبل السينمائيين العراقيين “العرب” وكذلك الأكراد مع زملائهم الأتراك
والإيرانيين، لأن الفن ليس له حدود، حيث إن الفن يتنقل بين البلدان من دون
جسور ولا حتى تأشيرات دخول . وأنا شخصياً تربطني علاقات جيدة مع
السينمائيين الأتراك والإيرانيين وهذه العلاقات تساعدني على إنجاز أي عمل
سينمائي، لأن الطاقات الموجودة في إيران وتركيا مستعدة لمساعدة وتنمية
الطاقات الشابة في عموم العراق . لذلك أحاول أن أضغط على السينمائيين
الشباب في إقليم كردستان بعدم التأثر بأي أسلوب سينمائي لأية دولة أخرى أو
أية ثقافة أو حضارة، لأن كل سينما تعبر عن الذي يدور في داخل أهلها . كون
السينما تعكس صورة الذين يقومون بصناعتها . ومن هذه الحقيقة أنا لا أوافق
على أن تكون السينما الكردية أو السينما العراقية مشابهة للسينما التركية
أو الإيرانية، لأن السينما العراقية لها خصائص تستطيع أن تعبر عنها .
·
هل وجدت طاقات سينمائية عراقية
يمكن أن تنهض بالسينما العراقية بعد توقف طويل؟
إن السينما العراقية نهضت وانطلقت، حيث لدينا المخرج العراقي شوكت أمين
الذي استطاع ومن خلال فيلمين فقط أن يحصل على العديد من الجوائز وفي مختلف
المهرجانات وكذلك المخرج محمد الدراجي الذي حصل على عدة جوائز مهمة للسينما
العراقية والحال ذاته ينطبق على مسعود عارف وحسن حسن فضلاً عن أسماء أخرى،
وبالإمكان أن نشير إلى هذه الأسماء بأنها أسماء عالمية وليست محلية أو
إقليمية في مجال السينما .
·
ما هي مشاريعك الجديدة؟
قمت بتصوير وإخراج فيلم سينمائي قصير، فضلاً عن ذلك بدأت كتابة سيناريو
لفيلم روائي طويل، حيث يمثل هذا الفيلم التجربة الأولى لي في عالم الإخراج
السينمائي . حيث أحاول أن أمتلك قصة قوية جداً، حتى تكون مؤثرة في الشرق
الأوسط وفي العالم أيضاً .
الخليج الإماراتية في
08/02/2011
نقد
وحدة المكان وضيق إمكانات الحركة فيه كانت تحدياً ناجحاً
Sanctum
المغارة الأكبر تبتلع المغامرين وتلفظ واحداً فقط...
محمد حجازي
بالامكان صنع مئة فيلم عن قصة واحدة، ويكون كل شريط مختلفاً عن الآخر لأن
عملية الاخراج والرؤيا التي يشتغل عليها كل واحد من هؤلاء المخرجين قادرة
على تمييز كل نسخة عن الأخرى·
نعم لقد عرفنا افلاماً تتناول مغامرات، ويكون ابطالها عارفين فيها بأنهم
مثل الفراشة التي تظل تحوم حول الضوء وهي مدركة انها محترقة في النهاية،
ومع ذلك لا تكف ولا تتراجع·
هذا ما لاحظناه مع شريط (Sanctum) الذي تبناه جيمس كاميرون انتاجياً بحيث اخرجه اليستر غريسون
استناداً الى قصة واقعية مئة في المئة وضع تفاصيلها اندرو وايت، الذي كتب
السيناريو مع جون غارفن وتمت الاستعانة مجموعة من الوجوه غير النجومية،
ربما لأن هذا يخدم العمل اكثر - بحيث لا يذهب الاهتمام وراء اسم الممثل او
الممثلة بل يكون الحدث هو البطل·
يتصدر فريق الممثلين ريشتارد روكسبرغ في شخصية فرانك رئيس الفريق الخبير
والقادر على ايجاد حل لأي مشكلة تعترضه، ومعه ريز واكفيلد في دور جوش ابنه،
او الناجي الوحيد من المغارة العملاقة العميقة والرحبة في غينيا الجديدة،
التي يتصدى لاكتشافها فريق متميز جداً، كل همه معرفة ما فيها من اسرار·
المغارة المرعبة من الطائرة، والشديدة التعرج، والدهاليز والزوايا،
والخفايا عن قرب كان مطلوباً دخولها بأي ثمن، والتجوّل في كل مفاصلها
حتىالفوز بإجابات شافية في النهاية، هذا اذا تحدث الاموات·
Sanctum اذا كان يقول شيئاً فهو عن احساس المغامرة الذي يسيطر على شخصية
نموذج من الناس، انهم يرمون بأنفسهم الى التهلكة ولا يخافون من العواقب
اياً تكن، انهم يذهبون الى الموت فرحين.
ففي الفيلم يدخل عناصر الفريق الى اكبر مغارة في العالم تقع في احدى غابات
غينيا الجديدة عمرها مئات آلاف السنين، ولم يتم سبر اغوارها ومعرفة اسرارها
الى الآن، ومجرد دخول اعضاء فريق الى مكان منقطع عن العالم ولا معلومات
اطلاقاً عنه يعتبر جرأة كبيرة تحسب للذين ابدوا استعدادهم لخوض الغمار·
اثنان فقط ضمن الفريق من اصحاب الخبرة في هذا النوع من الابحاث هما فرانك،
وكارل (لوان غروفود) وآخرون لهم معرفة قليلة مثل: جي دي (كريستوفر بايكر)
جورج (دان ويلي) الرقيب جيم (جون غارفن - السيناريست ايضاً)، اما
المغامرتان عديمتا الخبرة منهما الصبيتان: جود (آليسون غراتشلي) وفيكتوريا
(آليس باركنسون) والشاب جوش·
تواكب كاميرا جول اولوغلان كامل التفاصيل في المشاهد، وتأخذ ردات فعل اعضاء
الفريق، بحيث ترصد دقائق الامور في الاحداث الجارية والتي ستطرأ على اعتبار
انها معروفة مسبقاً كونها وقائع يعاد تصويرها، وتم الحديث عنها عدة مرات
قبل مباشرة التنفيذ مع مواكبة موسيقية جميلة ومناسبة وجاذبة لـ ديفيد هيرش
فيلدز·
على مدى 109 دقائق لم يختل الايقاع ابداً، لكننا نحتفظ من الفيلم بالقدرة
على جعلنا اسرى مادته المرئية والمسموعة·
عروض
الدب <يوغي> يُسهِمُ في إسقاط مشروع تدمير حديقة عامة في
عيدها المئة
هاريسون فورد مذيع تلفزيوني شهير في مادة المنوّعات
الصباحية وافق على تغيير صورته عند الناس فظهر مراسلاً وشيف مطبخ···
صالاتنا في نشاط مكثف، مواكبة لأفلام الاوسكار سواء التي حازت ترشيحات
عديدة او قليلة، فالمهم الا يفوت بيروت هذا الحدث، حيث اعطت مساحة كافية
للجمهور لمشاهدة الفيلم الاكثر حيازة للترشّحات: خطاب الملك، لـ توم هوبر
(12) قبل عشرة ايام بالتمام (في 17 شباط/ فبراير الجاري) من تتويجه (في 27
الجاري)، اما نحن فقد عرض الفيلم في صفحتنا الاثنين الماضي مواكبة لإعلانه
حامل اكبر عدد من الترشيحات في وقت سنواكب التطورات ونعرض لأبرز المرشحين
تباعاً خصوصاً الثاني في الترتيب (True
Grit) للأخوين كوين في اجواء من الوسترن، يستعيدانه وهما يدركان انه مطلب
جماهيري دائم مع عشرة ترشيحات، وسيكون على شاشاتنا بدءاً من الخميس المقبل
في العاشر من الجاري ونقرأه نقدياً في صفحة الاثنين المقبل·
Morning Glory قليلة جداً هي الافلام التي لعبها هاريسون فورد بعيداً عن الاكشن
والمغامرات وهي الصورة التي طبعه بها سبيلبرغ مع سلسلة انديانا جونز،
ومجازفي التابوت الضائع، لكن فورد الذي ثقلت همّته وتقدّمت به السن يختار
تباعاً اشرطة مناسبة اكثر لصورته الجديدة، لذا فهو اختار نصاً لـ آلين بروش
ماكينا تدور احداثه في اجواء المحطات التلفزيونية وبرامجها الصباحية
المباشرة، وكم المنافسة بين القنوات على جذب اكبر عدد من المشاهدين ومن
خلالهم اكبر عدد من المعلنين كي يثروا البرنامج ويدعموا حضوره واستمراره·
مايك بومرو هي الشخصية التي يجسّدها فورد، مذيع ناجح ومشهور جداً تتسابق
المحطات على استمالته اليها للتعاقد معه، وهو لا يجد فيها جميعاً مبتغاه بل
يتصرف مع معظمها بكثير من الاستخفاف واللامبالاة لأن الافكار التي تُعرض
عليه لا تجذبه وبالتالي فهو يعتبرها غير قادرة على جذب الجمهور والمعلنين·
هنا تظهر الصبية الجميلة بيكي فولر (راشيل ماك آدامس) ووظيفتها في الحياة
منتجة منفذة لبرامج تلفزيونية تذهب الى احدى المحطات التي تدير برامجها
كولين باك (رايان كيتون) وتقدّم تصوّرها للبرنامج الصباحي في المحطة
والقادر على جذب الجمهور وتضع في المشروع الاستعانة بـ<بومرو> مع لوك جديد
قادر على تحقيق دفعة الى الامام للبرنامج والمحطة·
وإذ باشرت كولين تقتنع بالفكرة، كانت المشكلة مع <بومرو> لم يهتم ابداً
للعرض، وظلت وراءه، تصادفه، تقصده، تشرح له الى ان قال لها بأنّه جاهز كي
يكون معها في البرنامج، وتبدأ إطلالته كـ ديو مع كولين حيث لا يخلو حضورهما
معاً من مناكفات على الهواء، اعتُبرت جيدة لتحريك مادة الهواء·
روجر ميشال هو مخرج الشريط الذي يدفع بـ بيكي كي تعمل يومياً على طرح افكار
عليه لتقديمه في صورة مختلفة وهو ظل متمسكاً برأيه: لقد عملت دائماً على
صورة محددة لي، ولا استطيع التغيير بمثل هذه السرعة مهما حصل·
وازاء كثرة الافكار من بيكي، فاجأها برغبته في تنفيذ احد التقارير الخاصة
والمباشرة على الهواء وتواكبه الكاميرا طارقاً باب احد رجال الاعمال مبلغاً
اياه بأنه مهرّب كبير، وان البوليس سيصل بعد قليل لاحتجازه وهذا ما يحصل،
وتشعر المحطة ان ترك <بومرو> على راحته افضل للبرنامج·
هذا النجاح انعكس سمعة طيبة لـ بيكي في باقي المحطات حيث جاءها عرض سخي
جداً من قناة اليوم، وذهبت كي تفاوض عليه، وخلال الحديث تمر حلقة من
برنامجها الصباحي مع <بومرو> على الهواء فراحت تتابعها، واذا بنجمها يرضخ
لفكرة تغيير صورته امام الناس على الشاشة ويظهر بملابس الشيف في المطبخ وهو
يعطي معلومات لسيدات البيوت عن وصفات ومعايير ومقادير لطبخات خاصة بينما
السكين بيده يقطع البصل·
يعني هو اقتنع ضمنياً بالتغيير وعندما قرّر التنفيذ احتاج لوقت، فتركت بيكي
جلسة المفاوضات وجاءت الى البلاتو لتشكر <بومرو> على تجاوبه، واعتبرت ان
العائلة الفنية التي شعرت بوجودها ونجاحها اجدر بأن تبقى معها وإنْ ببدل
اقل من العرض الآخر من محطة اليوم·
الشريط في 107 دقائق، أليف، مريح، صادق ويصل سريعاً الى القلب مع حضور خاص
لـ جورج كلوني وايفا لونغوريا كضيفي شرف باسميهما اضافة الى: نواه بين، جاك
دافيدسون، فانيسا اسبيلرغا، جيف هيلر، جون بانكو، وليندا باول، مع دورين
قصيرين لكن جيدين لـ جف غول بلوم وباتريك ويلسون·
Yogi Bear فكرة بسيطة لشريط بثلاثة ابعاد، مسل مع صوتي دان ايكرويد (يوغي بير)
وجاستن تيمبرلايك (بوبو)، أما الوجوه التمثيلية فليس بينها من هو معروف سوى
آنا فاريس في شخصية راشيل ومعها توم كافاناغ في دور رانغر سميث مع احداث
متنوعة مسلية في حديقة:
Jellystonne
العامة التي تحتفل بعيد انشائها المئة، وسط اهتمام شعبي بأن تكون متاحة
لأهل القرية كي يرتاحوا فيها، ورغبة من حاكم المنطقة بأن تزال جميع الاشجار
منها تمهيداً لبناء مشروع بديل فيها، هنا يتدخل الدب يوغي ومعه الدب الاصغر
بوبو ويفشلان مشروع الحاكمية بمساعدة من سميث وراشيل وبعض الاصدقاء الذين
يحبون الطبيعة ويخافون عليها، وينجح هذا الفريق في منع قطع الاشجار
والابقاء على الحديقة كما كانت·
ايريك بريفيغ هو مخرج الشريط الذي تعاون على كتابته: جيفري فانتيميليا
جوشوا سيترتن، وبراد كوبلاند·· شريط خفيف ومسل·
زوم
حِراك سينمائي لبناني مطلوب دعمه إنتاجياً···
يوم الخميس المُقبل في العاشر من الجاري يشاهد اللبنانيون الفيلم المحلي
الثاني الذي حصد جوائز بالجملة أينما عُرِضْ، <شتي يا دني> لـ بهيج حجيج،
ومع ظريف لبناني كبير (حسّان مراد)، جوليا قصار، كارمن لبس، برناديت حديبب،
دياموند أبو عبود، إيلي متري، غبريال يمين، عايدة صبرا، رايدا حيدر، علي
مطر وبول مطر، في مئة دقيقة من العرض.
حضور
عامان على آلن···
شاهدنا نسخته الاولى في 23 تشرين الاول/ اكتوبر الماضي وظل حبيس العُلب
بعيداً عن البرمجة حتى الآن·
Whatever Works شريط لـ وودي آلن انتاج العام 2009 صوّره في 92 دقيقة ما بين شاينا
تاون، منهاتن، ونيويورك وهي عناوين لطالما أحبها وأرادها وفضّلها آلن.
لاري ديفيد في شخصية بوريس يبدو أنّه فعلياً هو ألن نفسه في الحقيقة، وكل
حيثيات الشريط تنطبق عليه، فهو في حيثيات الدور، يعيش لوحده، ويرفض أن
يشاركه في حياته أحد على الإطلاق، لكن الصدفة تحمل إليه الشابة الجميلة
والصغيرة ميلودي (ايفان راشل وود) التي تطلب منه الإقامة لديه عدة أيام فقط
حتى تتمكن من العثور على مكان تُقيم فيه، وإذا بها تبلغه برغبتها في
الارتباط به، لأنها تحبه وحتى لا يكون هناك كلام سيىء عنهما، فيتزوجان،
لكنها سرعان ما تجد نفسها في مواجهة حب طبيعي وحقيقي من جيلها يدعى راندي
(هنري كافيل)، فتتابع معه رحلة العاطفة - العاصفة·
العاطفة إياها دفعت بـ ماريتيا (والدة ميلودي) وتلعب دورها باتريسيا
كلاركسون التي تجد رجلين لا واحداً فتقدّم نفسها لأحدهما فيما يكون زوجها
قد وجد رجلاً آخر وتزوّجه·
اللواء اللبنانية في
08/02/2011 |