الفنان ماجد المصري
لا يسير على خطوات ثابتة بالفن، فأحيانا نراه بطلا في مسلسلات وأفلام،
وأحيانا أخرى
يختفي ولا نعلم أين ذهب، ثم يعود ليشارك كضيف شرف ببعض
الأفلام، وهو أمر لم يتعود
عليه من قبل لأن بداياته كانت مع البطولات.
ماجد المصري له ميول فنية متعددة فهو
مطرب وملحن، ومن قبل قاد فرقة غنائية استعراضية، ثم اتجه مؤخرا الى اخراج
الفيديو
كليب، فهو صاحب مواهب مختلفة، لكنه لا يستقر على احداها.
·
سألنا ماجد المصري:
لماذا تشتت جهودك في أكثر من مجال فني؟
*
لا أرى أي تشتيت في مجهوداتي، بل انني
أعمل ما يروق لي، فأنا فنان له ملكات خاصة أحب ممارستها، فإذا وجدت ذلك في
الكليبات، سواء مطربا أم مخرجا فأنفذ ما يدور بذهني وأسعى إلى
تحقيق رؤية فنية خاصة
جدا بي، وهذا هو الفن المعبر عن أصحابه ويصل بسرعة للناس، لأنني لا أتصنع
ذلك، بل
أخوض تجاربي في هدوء وبلا انفصالات لأنني أحدد نقاط فنية أرغب في الوصول
إليها من
أعمالي.
·
ظهرت ضيف شرف في دور صلاح بفيلم
'كلمني شكرا' ألا يؤثر ذلك عليك
سلبا؟
*
بالعكس الدور 'علم' مع الناس وترك بصمة مما يدل على أن الشخصية جيدة
وأنا نجحت في تجسيدها فأعجبت الجمهور والنقاد، وأشكر المخرج
خالد يوسف على اختياري
لهذا العمل الذي ساندت فيه زميلي عمرو عبدالجليل في أول بطولة مطلقة له على
شاشة
السينما، وهذا دور مهم أساهم فيه بما لدي من امكانيات، وللتأكيد على اننا
نساعد
بعضنا البعض في كل خطوة.
·
من المخرجين الجدد الذين اعجبوا
ماجد المصري
مؤخرا؟
*
هناك أحمد سمير فرج ومحمد سامي ومحمد جمعة وغيرهم كثيرون، أرى أعمالهم
مميزة.
·
هل السينما تستوعب هذا الكم من
الجد وفي الإخراج والتمثيل؟
*
السينما تحتاج إلى وقفة من الجميع ودراسة ما يحدث وبعض الهدوء، ثم العودة
من جديد
الى الساحة لتنطلق الأفلام، والسينما تستطيع استيعاب كل الوجوه الموهوبة في
كل
تخصص، المهم أن ندخل العمل المدروس بعيدا عن العشوائية،
والابتعاد عن الأرقام
الفلكية التي نسمع عنها.
·
ما التيمة التي تريدها في أدوارك
وأفلامك؟
*
أحب
البطل الشعبي، وهذه النوعية أركز عليها حاليا وأرغب في إبرازها والتأكيد
عليها
لأنها محببة للجمهور، وأنا أحبها جدا. كما انني لا أريد تجسيد
شخصيات لا يصدقها
المتفرج وأرى أن البطل الشعبي لا يهتم به القائمون على أمور السينما بشكل
دقيق، رغم
ان السينما زمان اهتمت به وقدمت نجومها من خلاله مثل الراحل فريد شوقي صاحب
لقب ملك
الترسو وغيره من النجوم، وأتمنى عودة هذه التيمة الفنية من
جديد.
القدس العربي في
03/02/2011
محمد دياب يكتب عن خطاب الرئيس مبارك
محمد دياب
ارجوك فكر بعقلك وليس عواطفك
لازم نحكم صوت العقل، اتقوا الله وكفايه كده، مالراجل هيمشي بعد ٨ شهور
متبقوش عنيدين ... كلام بيتردد علي السنه مصريين كتير، منهم حتي ناس نزلت
المظاهرات و منهم اللي علي الاقل كان متعاطف معاهم.
لا تتخيلوا الم مثل هذه الانتقادات علي نفسيه المتظاهريين، الم اشد من سياط
البلطجيه و نيران مولوتوفهم. صوت عقل اي مجتمع مثقفينه، ومثقفين مصر
الشرفاء بيقولوا لا تراجع. واللي بيتكلموا بالدين و عن حرمانيه اثاره
الفتنه، اقولهم دعاه مصر كلهم كانوا في المظاهرات و القرضاوي قال لازم
تنزلوا ... و بعدين اللي بيعمل الفتنه عشان يقعد علي كرسيه هو اللي تلومه..
اللي بيوقذ الفتنه بجد هو اللي تلومه، ده مش بس بيوقذ الفتنه، ده بيخترعها
و يفبركها عشان انت تقول كده. مفيش حريه من غير تمن و مفيش انتصار ببلاش.
اوعوا يخوفوكوا من حرب اهليه، دول بلطجيه و لصوص ومأجوريين... احنا مش زي
لبنان كل حلف عاوز شخص، احنا كلنا عاوزيين ديمقراطيه كلنا ... الاعلام
المصري متواطيء متبقاش سهل التأثير عليك ... اللي بيحصل دلوقتي حرب نفسيه
مدروسه غرضها خلق حاله من البلبله، تفتكروا هما فتحوا النت ليه دلوقتي
بالذات .. ايوه عشان نتخانق ... لما كنا متفقين قفلوها ...
مبدئياً لازم ناخد بالنا ان زي مالشعب المصري اتعلم خطوات الثوره من
التوانسه، برضه اتعلم النظام المصري من درس تونس. و أهم و اسوأ درس اتعلمه
النظام انه لو انهزم هيتمسح من الحياه، ممتلكاته ، ارصدته ، شرفه و حتي
هيبقي مطارد في كل مكان في العالم. الانتربول اصدر مذكره بالقبض علي الرئيس
التونسي .عشان كده هما بيحاربوا بإستماته مع ان الحرب خلصانه. يا جماعه
مفيش امل واحد في المليون ان المتظاهريين يرجعوا بيوتهم من غير الحريه.
الحريه مش ان مبارك ميرشحش نفسه تاني او انه يمشي بعد ٨ شهور ... الحريه ان
الانتخابات تبقي حره و الله العظيم ما في مثقف ولا محلل سياسي محايد شايف
ان ده هيحصل بالتعديلات الهشه اللي عملوها
والله العظيم لو ادونا حريه حقيقيه "برلمان جديد، اشراف قضائي، الغاء قانون
الطواريء، حكومه وحده وطنيه" لأنزل امشي الناس من الميدان وا قولهم
استحملوا مبارك التسع شهور اللي جايه.
اللي عاوز الدنيا تستقر يقول للنظام يدي الناس الحريه، و يبقي منطقي و
عقلاني .. انهه اسهل ؟ .. تقنع واحد علي باطل ولا تقنع ملايين علي حق؟
ملايين داقت طعم الحريه و عرفت ان لو تمنها الموت هندفعه و علي وشوشنا
ابتسامه و هنبقي شهدا
للأخوه المتدينين ... فين قصص الثبات و العزم والناس اللي ضحت بنفسها ...
فين قصه عبدالله بن الزبير و الحسين؟ فين فضل الشهاده ؟ يا اخي انت عارف
وانت عمال تقول اتقوا الله واهدوا انت بتعمل ايه؟ انت زي واحد بيقول لعمر
مكرم في ثوره القاهره الاولي ارجعوا لو هيبقي فيه خساير!!! لا يا راجل هما
الناس اللي رايحيين و نيتهم ربنا و اجبي الديني اني ارجعهم و اشككهم في
نفسهم ... فكر انت قبل ما ربنا يحاسبك و اضعف الايمان ادعيلهم .. مش
عاوزيين غير دعوه ... كلنا طالع عينينا من الموقف و زهقنا .. نرجع دلوقتي و
يمسكنا القتله تاني ... نرجع دلوقتي و يستخدموا التمن شهور الحايين في
اصطياد كل واحد قال لأ ... نرجع دلوقتي عشان الحراميه يلحقوا يلموا فلوسهم
و يهربوا
التحليل النفسي للمصريين دلوقي بيقول اننا كلنا نفسنا نقنع نفسنا بأي حل
سهل، يوقف الموضوع حالاً و بنستخدم في اقناع نفسنا بالوهم ده كلام زي ان ده
صوت العقل، مع ان الواقع ان ده صوت العاطفه الخائفه، واللي مش بتفكر ولا
بتحلل صح
وبعدين عاوزين استقرار، والله العظيم ما هيبقي فيه استقرار غير مع دوله
نحترمها و يبقالها هيبه و ده مستحييييييييييييييييل يحصل في ظل دوله الحزب
الوطني ... انا بتكلم علي الواقع مش العاطفه ... الناس واقعياً لو ما خدوش
مطالبهم هيبقوا مش طايققين الوضع و هيتلككوا مع كل قرار مش عاجبهم ينزلوا
الشارع و هتفضل الدوله فوضي الي مالا نهايه
هو الناس بتتظاهر ليه ضد النظام؟؟؟ عشان مش عارفيين يعترضوا في صندوق
الانتخابات .. اديني فرصه اعترض في الصندوق و عمرك ما هتشوف وشي تاني
اللي عارفني كويس يعرف اني بفكر قبل ما اتكلم، اللي عارفني كويس يعرف اني
مستحيل انصح بحاجه مش متأكد انها صح، اللي عارفني كويس يعرف اني براعي ربنا
في تصرفاتي ... و هقول الكلمه دي وانا واثق ميه في الميه انها قمه العلانيه
: كل واحد بيهدي قبل المطالب ما تحقق "برلمان جديد، اشراف قضائي، الغاء
قانون الطواريء، حكومه وحده وطنيه" بيضيع البلد و بيفسد في الارض و بيضيع
مجهود الشهداء و بيساعد الحراميه والقتله يهربوا و بيساعد ان ناس اكتر تموت
... المطالب هتحقق هتحقق، فساعدونا الموضوع يخلص اسرع.
انزل يوم الجمعه و كل يوم تقدر عليه و فهم الناس اللي ضحكوا عليهم بخطاب
عاطفي انهم بيخدعوهم ... و لو مش قادر تاخد قرار ارجوك اسكت و ادعي ربنا
يوفق البلد للي فيه الخير و لو قررت تبقي محايد، اضعف الايمان متقولش كلمه
محبطه ربنا هيسألك عليها ... انا بقول الكلام ده وانا ببكي عشان واحده
بعتتلي بتقولي انا المسؤل عن اصابه اخوها المتظاهر و بقولها و انا بتألم
علي ألمه معتقدش هو هيلومني و ان شاء الله هيجي يوم في الدنيا ويوم في
الآخره يشكرني و يشكر كل اللي نوروا طريقه ... و بدعي اني مش اصاب، لأ اموت
... يارب اموت شهيد عشان بلدي و مصلحتها و حريتها ... عشان نقدر نبدأ علي
نضافه ... عشان لما الدنيا ترجع يحس كل مصري انه قهر المستحييل وانه يقدر
يعمل اي حاجه، و لو ده بس مكسبنا من كل اللي بيحصل و الله العظيم الموت تمن
رخيص ليه
الدستور المصرية في
03/02/2011
فيلم "الجامع".. عندما يطرد الوهم الحقيقة
العرب أونلاين- رمضان سليم
صعدت المغرب في مجال الانتاج السينمائي الى المرتبة الثانية، بعد مصر،
ففي السنوات الاخيرة بلغ متوسط انتاجها "15" فيلما في السنة الواحدة.
يبقى هناك أكثر من مشكل يتصل بهذه الزيادة في الانتاج أولى هذه
المشكلات أن المستوى العام للانتاج ضعيف فنيا، فنحن هذه الحصيلة الانتاجية
لا يبرز إلا العدد القليل من الافلام، وهذه ظاهرة عامة بالطبع، لكن الأمر
يختلف عندما يتصل الأمر الدعم المالي الرسمي الذي يوفر أرضية جيدة للانتاج
وينبغي أن تكون الاستفادة منه في الحدود القصوى.
من المشكلات الخاصة بالسينما في المغرب، أن التوزيع السينمائي يعاني
من صعوبات كثيرة، أهمها أغلاق دور العرض، وعدم بناء دور عرض جديدة، مما
يعنى أن الفيلم المغربي، محاصر في عدد قليل عن دور العرض، وبالتالي لا يحقق
ربما وفيرا يمكنه أن يغطي تكلفة الانتاج أو القليل منها.يمكن أن نذكر
العديد من المشكلات، لكن الايجابي في هذه القضية يفرض نفسه، أن هناك حركة
سينمائية على مستوى انتاج الافلام الروائية الطويلة وعلى مستوى انتاج
الافلام القصيرة أيضا، فضلا عن انتشار المهرجانات السينمائية في عدة أماكن،
حتى يقال بأن المغرب هي صاحبة الرقم القياسي، فيما يتعلق بعدد المهرجانات
السينمائية على مستوى البلدان العربية وافريقيا.
يمكن أن نشير أيضا الى ظاهرة استغلال الأمكنة السياحية في المغرب، وكل
ذلك شكل مع مدينة "ورزازات" عامل جذب لشركات الانتاج العالمية للتصوير في
المغرب، وكلنا يعلم بأن أكثر من فيلم عالمي قد تم تصويره بالمغرب.
ومن أهم المغريات التي تساعد على ذلك، وجود العمالة الفنية، ووجود
مدينة صالحة لتصوير جميع أنواع الأفلام، وكذلك رخص الأجور مقارنة بالدول
الأوروبية والدول الأهلية مثل أمريكا وكندا وغيرها، وهنا لابد أن نشير الى
أن السينما المغربية قد استفادت من كل ذلك بطريقة أو بأخرى، وانعكس ذلك على
عدد الافلام المنتجة وتعددها وتنوع المخرجين وتباين الموضوعات التى
يختارونها.
من المخرجين المغاربة الذين اختاروا طرق مختلفة وأساليب غير مكررة
نذكر المخرج المتميز داوود أولاد السيد والذي عرف كثيرا، بسبب مشاركاته
المتعددة في المهرجانات السينمائية العربية والدولية، فهو من أكثر المخرجين
المغاربة الذين تحصلت أفلامهم على جوائز في أكثر من تظاهرة، وذلك منذ
الفيلم الثالث الأكثر أهمية "طرفاية" وآخر أفلامه "بانتظار بازولينى" عام
2007.
سوف نتحدث عن فيلم جديد للمخرج وهو بعنوان "الجامع" انتاج 2010، وقد
شارك هذا الفيلم في أكثر من مهرجان عربي وعلى سبيل المثال نذكر فقط، مهرجان
قرطاج السينمائي ومهرجان دمشق السيمائي ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي،
وكل ذلك في الدورات الاخيرة، ولقد تحصل الفيلم على أكثر من جائزة، والأهم
التقدير الفني من أكثر من ناقد عربي، وما يميز هذا الفيلم أنه يتبع فيلما
آخر للمخرج، والحقيقة لا يمكن القول بأن الفيلمين يكملان بعضهما، وحتى في
حال وجود فيلم ثالث على نفس النسق، فإن كل فيلم يختلف عن الآخر، ونقصد بذلك
الفيلم السابق والذي جاء بعنوان "في انتظار بازولين"، حيث يتم بناء جامع
بالديكور في المدينة التي كانت تتبع الحكم الروماني، وحيث اننا لم نشاهد
هذا الفيلم، فلا نستطيع الاستطراد في الحديث عنه، غير أنه من المهم التأكيد
على فكرة بناء الجامع ليكون من ديكورات الفيلم، وما وراء الفيلم يشير الى
أن الأرض التي بني عليها الجامع قد تم تأجيرها من شخص قروي يدعى "موحا" جيث
يقع ديكور الجامع في منتصف أرضه الزراعية والتي عليها يعيش ومعه أسرته
محدودة العدد.
لا شك أن فكرة الفيلم "الجامع" طريفة، وهي مرتبطة طبعا بالفيلم
السابق، لكن الأحداث منفصلة. هناك شيء ما يستمر من فيلم "بانتظار
بازوليني". إنه الجامع والذي لم تتوسع آلة التصوير في عرضه واكتفت بابراز
بعض جوانبه الخارجية.
وهنا تجدر الاشارة بأن ديكور الجامع باعتباره المحرّك للاحداث، ظل
طوال الفيلم هامشيا، بينما تدور هذه الأحداث والوقائع فيما حوله.
كما إننا لم نفهم ما يقوله "موحا" بأنه لا يستطيع أن يزرع أرضه، لأن
مساحة الجامع ظلت صغيرة وغير مؤثرة.
غير أن هذه الافتراضات لا تؤثر على حبكة الفيلم، ولاسيما التداخل بين
الوهم والحقيقة، وتكبير الوهم ليحلّ محلّ هذه الحقيقة، وكما قال أحد
النقاد، فإن تصور الفيلسوف "افلاطون" لمن يهتم بصورة النيران وهي تلتهب على
الجدران ولا يهتم لمرأى النار نفسها، هذا التصور يقودنا الى سيطرة الخدعة
وانهاك الانسان في التعامل مع الوهم الذي يصنعه بنفسه، حتى أن الأمر يتجاوز
المنطق أحيانا.
في الفيلم السابق للمخرج أولاد السيد، هناك جامع تأسيس خلال المرحلة
الرومانية المتأخرة وهو جامع قديم يقرر المخرج الايطالي بازوليني أن يزوره.
كل ذلك في فيلم "بانتظار بازوليني". ولقد صوّر الفيلم في منطقة مغربية تدعى
"زاكورة" وهي مدينة سياحية صحراوية، وعندما نعود الى زاقورة في الفيلم
الجديد "الجامع" نجد بها جامع، هو في الأصل مجرد ديكور سينمائي، صنع لغرض
تصوير فيلم، ولكن الديكور لم يهدم، حتى بعد انتهاء التصوير، واستخدمه الناس
مسجدا حقيقيا للصلاة، لأنه في منطقة متوسطة، وكان ذلك خسارة واضحة لصاحب
الأرض التي بني عليها الجامع.
ويقصد بذلك "موجا". إنه فلاح يزرع أرضه وعليها يعيش، ولقد قرر تأجير
مساحة من أرضه لصالح أصجاب الفيلم لكي يستفيد ماليا. لكن الديكور استمر
وصار الجامع حقيقة، رغم أنه مجرد وهم أو ديكور مصطنع.
في مقابل ذلك هناك وهم آخر صار حقيقة وهو الممثل الذي عمل أماما
للجامع، فلقد استمر في أداء دوره وحاول أن يفرضه على الناس، وبالفعل باشر
عمله باعتباره الأمام الذي يحاجج الجميع بأن هدم المسجد حرام وإن الأمر لم
يعد مجرد ديكور، بل صار حقيقة.
البداية الفعلية للفيلم فيها بعض الاطالة، والسبب أن فكرة فيلم قصيرة،
وبالتالي احتاج موضوع الفيلم من خلال السيناريو الى بعض الاضافات والتي
تبدو وكأنها زوائد وفي الحقيقة ان الفيلم يدور هنا وهناك معتمدا على فكرة
واحدة ربما لا تصلح أن تكون فيلما روائيا مطوّلا.
سوف نرى في البداية حفلا تكريميا لكل من شارك في الفيلم السابق
"بانتظار بازوليني، وسوف نرى تكريمات بحضور المخرج لبعض الشخصيات من قرية
زاكورة بما في ذلك شيخ القرية والامام الرئيس وشخصيات أخرى مثل موحا، ولكن
تبدأ القصة بانتهاء ذلك، والوصول الى مشكلة موجا وكيفية تخلصه من ديكور
الجامع، بعد رفض عدد من مشائخ الدين فكرة هدم الديكور، من جانب آخر هناك
زوجة موحا والتي لا تهتم إلا بختان أبنها فقط، فهي احدى الاطراف التي تتوسع
بها الفصة ولكنها تبقى مجرد اضافة فقط شخصية المخرج "أولاد السيد" وتحركه
داخل الفيلم يدخل من باب الاضافة، لأن حضوره يبقى بعيدا عن جوهر الفيلم.
تبدو الشخصيات في الفيلم هامشية تتحرك داخل بيئة نائية، وبالتالي فإن
هذه البيئة هي التي تقود الاحداث تقريبا وتقود طريقة التصوير، بحيث لا يتم
التركيز على الشخصيات نفسها ولا نراها إلا في كادر واسع، وربكا كانت هذه
الطريقة هي التي تميز أفلام أولاد السيد، لأن الشخصيات تبدو مدفوعة دفعا،
والمكان هو الذي يدفعها ويحركها، ونقصد بذلك طبيعة المكان نفسه.
لقد وقع الاختيار على السينما، لأنها فن الوهم، حيث نجد أن الحركة
فيها مجرد وهم، وهي تعطي الايهام بالحقيقة بواسطة الملابس والديكور
والتمثيل، ويمكن لهذا الوهم أن يتحوّل الى حقيقة تسيطر على الناس، ونلحظ
هنا ارتباط كل ذلك بفكرة الدين "الجامع"، مع الفائدة الشخصية والمصلحة
الذاتية، وهذا ما تحقق في الديكور الجامع، وهو الوهم الذي استجابت له مصالح
بعض الاشخاص فتحوّل الى حقيقة.
لقد انتهى الفيلم دون أن يتمكن موحا من هدم ديكور الجامع وإعادة أرضه
للزراعة، ورغم أن هناك من وقف معه من الشيوخ، إلا أن لعبة المصالح هي التي
تسيطر في النهاية.
في الحققة، يقوم الفيلم على فكرة أساسها الصراع بين موجا وأمام الجامع
المخادع، لكن أجواء الفيلم ابتعدت عن تجسيد هذا الصراع، وسار الفيلم الى
قضايا جانبية وتفاصيل كثيرة غير ذات أهمية، من ذلك كما قلنا التركيز على
اهتمامات الزوجة المغايرة والتي تبتعد عن اهتمامات زوجها، أيضا محاولة
البحث عن الحل بعد طرق، ومنها اختيار موحا هدم الديكور اعتمادا على حفارة
صديقه سلام، لكنه يفشل بسبب الجنازة التي تخرج من باب.
وبالطبع هدم الديكور باليد وبالاعتماد على النفس، ولكن استبعاد هذه
الفكرة كان لمصلحة أن تسير الاحداث نحو نهاية معينة، في آخر الفيلم تسير
الاحداث نحو بعض الدعاوى السياسية، ومنها مسألة الانتخابات وادعاء
الديمقراطية واستخدام الديموغوجية اعتماد على ديكور الجامع ومحاولة شراء
بعض الاصوات.
كما أن النهاية تتضمن أيضا حضور وسائل الاعلام وأهمها التلفزيون الذي
يصور حفلا له طبيعة سياحية، مع إضافة فرقة الرقص والتي يعمل فيها موجا
ايضا. غير أن قضية أرضه وديكور الجامع قد جعلته يتراجع عن الاهتمام بالرقص.
من ضمن الحلول المطروحة لمشكلة موحا، أن يسافر الى الرباط لكي يتصل
بالمركز السينمائي المغربي ويطالبه بازالة ديكور الجامع، كما أن صديقه يكتب
له رسالة وهي عبارة عن مطلب لرئيس المركز السينمائي لكي يتدخل ويعيد الأمور
الى نصابها.
في آخر مشهد من فيلم يتحوّل "موحا" الى متهم لأنه حاول أن يتشابك مع
المسؤولين في الحفل وهو يسير نحو الصاق أحدى التهم به.
وهذه النهاية متوقعة، لأن ممن غير المطلوب حل القضية، بل التصعيد بها
نحو أفق مسدود، وذلك يعني أن الوهم قد انتصر على الواقع والحقيقة.
لقد أعتمد الفيلم على عدد من الممثلين الجيدين، وهم يتعاملون مع
الأحداث بكل تلقائية وبساطة، وهذا جزء من نجاح الفيلم، مع التركيز على
السخرية في الطرح والتناول وخصوصا عند استخدام الشعارات السياسية الكبيرة
لتحقيق مصالح ذاتية ونفعية صغيرة.
كما قلنا، في الفيلم بعض الاطالة وأحيانا الحشو، لأن الفكرة صغيرة
والفيلم طويل، لكنه يبقى فيلم الامكانات المتواضعة والمستخدمة لتحقيق أهداف
واضحة المعالم، ليس فيها أدعاء، بل التعامل في حدود الممكن، ولقد حقق هذا
الممكن نجاحا واضحا، تجسد في فوز الفيلم بأكثر من جائزة في مهرجانات عربية
كثيرة.
العرب أنلاين في
03/02/2011
المصرية في
03/02/2011
|