تعتبر كاترين دونوف أسطورة فنية تعشق الانغماس في الأفكار الشابة المتعلقة
بالسينما، وفي فيلمها “مكانة صورية” للمخرج فرانسوا أوزون تجسد كاترين
دونوف شخصية امرأة برجوازية ثائرة في فرنسا خلال سبعينيات القرن العشرين،
عن هذه التجربة تحدثت إلى مجلة “إيل” الفرنسية:
·
المعروف عنك أنك لست مهووسة
بالمعايير الجمالية المثالية لكنك مع ذلك تجسدين الجمال الأنثوي بكافة
مقاييسه، فهل ما زالت تلك الفتاة المفعمة بالطاقة؟
ربما يعتقد الكثيرون أنني تلك المرأة التي عاشت وتعيش دوماً في برجها
العاجي بعيدة عن الناس ومشكلاتهم، لكنني أؤكد لهؤلاء أنهم مخطئون، فأنا
ممثلة تحب أن تنزل إلى الحقل وتقطف الثمار وتجمع الفطر والطماطم وتطبخ
“الأرزية” (طبخة إيطالية) وتذهب إلى المدرسة لإحضار أحفادها وتداعب أقدام
الأطفال الصغار في الشارع وتحرك الجبال إن استطاعت، ولست مهووسة بالشهرة،
لكن لا مانع أن أفعل كل ما سبق والعالم كله يعرفني .
·
ربما لا يعلم الكثيرون أنك تحبين
المزاح والدعابة والكوميديا .
هذا صحيح، فالصورة الأولى التي يلمحها الناس أو المشاهد ربما لا توحي له
بذلك، فأنا بسيطة جداً وأحب الضحك والمزاح والكوميديا، لكن الذي يجب أن
يعلمه المعجبون بي أنني عشت حياة متقلبة ولدي الكثير من الأسرار لكن
الصحافة التي اعتادت أن تصورني على أنني المرأة الكاملة منذ ظهوري في سن
الثامنة عشرة، ربما تكون أخطأت في حقي ونقلت صورة محرفة بعض الشيء عن حياتي
وأحاطتني بشيء من السرية، والحقيقة أنني كنت دائماً لا أحب الخلط بين العام
الذي يجب أن يعرفه الناس عني والخاص المتعلق بي شخصياً .
·
حدثينا عن تجربتك السينمائية
الجديدة .
في فيلم “مكانة صورية” أجسد شخصية امرأة برجوازية تسمى سوزان بوجول وهي
شاعرة ومتزوجة من مدير مصنع للمظلات الشمسية، لكنها تعيش على هامش الحياة
فلا هي تمتلك مكانها في مطبخها الذي تتقنه كزوجة برجوازية تقليدية ولا هي
ترى مكانها في النادي الليلي الذي يتردد عليه زوجها بصحبة صديقاته فقط .
وأعتقد أنه لا بد من الرجوع إلى النساء البرجوازيات اللواتي بلغن الخمسين
سنة في سبعينيات القرن العشرين لنرى إن كانت الذاكرة تسعفهن لمعرفة ما إذا
كن يصففن شعورهن مثل ليليان بتنكور (أغنى امرأة في الوقت الراهن) وهي
التصفيفة التي ظهرت بها في الفيلم وإذا كن يرين أنفسهن في هذه الشخصية .
·
يبدو أنك أردت أن تظهري في
تجربتك الجديدة بوجه كوميدي لم نتعود على مشاهدته لك عبر الشاشة .
أحببت دائماً المشاركة في أعمال كوميدية لكن المراهنة على إضحاك المشاهدين
أصعب كثيراً من تحريك مشاعرهم وأعتقد أنه لا شيء أكثر إثارة للشفقة من أداء
كوميديا في غير مكانها ولا تصل إلى نفس المشاهد، ومن هنا كانت نهاية الفيلم
مقصودة بمعنى أنها كانت تثير المشاهد وتجعله يضحك من كل قلبه .
·
لاحظنا في فيلمك الجديد أن مفهوم
إعادة صياغة التاريخ المتعلق بالأحداث والظواهر بدا واضحاً من خلال
الديكور، فهل كان ذلك أمراً مراداً أم أن ظروف القصة فرضته؟
أعتقد أنه إذا أراد الممثل أداء دور ما فإنه يحتاج إلى أن يتخيل بأن
الشخصية تخرج عن إطارها الزمني كما أن الصعوبة تتمثل في الإصرار على إبداء
صورة الشخصية بحيث تظهر مضحكة أو خفيفة الظل بأي ثمن، وهنا أردت ألا تكون
سوزان بوجول كاريكاتيرية أو مضحكة لأنني لست متأكدة تماماً إن كان الأمر
تغير منذ ذلك العصر حتى الآن، لأن النساء يشاركن قليلاً في المجالس
الاستشارية للمؤسسات وعندما يصلن إلى السلطة فغالباً ما نجدهن يتعرضن لهجوم
يطال أنوثتهن أو يتم انتقادهن لأسباب لا تتوافق مع الأمور المنوطة بهن، هذا
مع العلم أن النساء في كثير من بلدان العالم يشاركن بفعالية في تنظيم
وتسيير الأمور اليومية . وأما بالنسبة إلى شخصية سوزان بوجول فيمكن تشبيهها
ب(روكي) أو قصة نجاح مريرة بمعنى أنها كانت في البداية لا تمتلك شيئاً،
وكانت على هامش المجتمع رغم مكانة زوجها ثم يأتي الصعود المفاجئ نحو الظهور
والنجاح .
·
لاحظنا أن ثمة بصمة لسنوات
السبعينيات على الفيلم، فهل أحسست أن هناك مفارقة تاريخية ما أو أن الأحداث
تقع في غير زمانها الصحيح؟
لا، بل عملنا على الاعتناء بأدق التفاصيل المتعلقة بتلك الفترة حتى إننا لم
نوفر الغطاء المخملي الأزرق الذي كان يغطي الهواتف آنذاك، إضافة إلى
العناية بتصفيف شعر الفتيات على طريقة فرح فاوست، وبدت الممثلة جوديث
جودريش التي تمثل دور ابنتي في الفيلم جميلة بتصفيفة الشعر على طريقة فرح
فاوست، كما أن سوزان بوجول ظهرت وهي تمارس رياضة الركض وتضع على شعرها عقد
المجعدات (ملقط أو أنبوبة يلف عليها الشعر لتجعيده) والحقيقة أن هذه
الأفكار هي من بنات أفكاري لأنني عشت تلك الفترة بكل تفاصيلها وأنا مسرورة
لذلك .
·
ألا تعتقدين أن هذه السنوات
بالنسب إلى مخرج مثل فرانسوا أوزون، تنتمي إلى التاريخ، لكنها بالنسبة إليك
حدثت بالأمس؟
بشكل عام المرء لا يرى نفسه أنه تغير كثيراً، اللهم إلا إذا وقعت مصادفة
على فيلم قديم أو صورة قديمة لي هنا وهناك، عندها ألمح التغيير، لكن يمكنني
القول إنني عندما ألمح تلك الفتاة التي ظهرت في فيلم (بل دو جور) قبل
أربعين عاماً وكانت تسمى جونوفييف أشعر أنها تناديني وكأنها أحداث وقعت
الآن إنها تعيدني إلى العصر الذهبي، وعلى أي حال لا نستطيع لأول وهلة عندما
نشاهد أنفسنا شباباً في فيلم قديم أن نعي بسرعة بأننا كبرنا، بل إننا نعيش
تلك اللحظات كما لو كانت تحدث الآن، فغالبية الوقت أشعر بأن ثمة استمرارية
مع حياتنا السابقة لا نريد الخروج منها، هذا هو الإنسان، يجب أن يبدو شاباً
حتى إن بلغ المئة!
·
ألا تريدين الاعتراف بالشيخوخة؟
لم تزل والدتي حتى اليوم تقول لي “كوني منطقية وعقلانية يا ابنتي” لكنني
أجيبها: وهل تعلمين كم صار عمر ابنتك الصغيرة، ألم تتعودي بعد علي؟ لكن
أياً كان الحال فسأبقى حتى آخر رمق ابنتها الصغيرة المدللة .
·
ما الأمور التي لا تجدين فيها
نفسك عقلانية وبعيدة عن المنطق؟
ثمة أشياء كثيرة، النوم، والتدخين . . . لكنني بشكل عام لا أتنازل بسهولة
عن بعض الأمور .
·
كيف تصفين نفسك خلال فترة
السبعينيات؟
كان شعري طويلاً جداً وأشقر، كثيرة التحرك رغم كل شيء، وكنت أعمل كثيراً
حتى الشعور بالدوار كي لا أفكر كثيراً، كما كنت أصور عدة أفلام في السنة
الواحدة، لكنني أقول إن السينما في حياتي لم تأخذ تلك الأهمية التي هي
عليها الآن، حيث إنني أكثر من مشاهدة الأفلام القديمة حتى الفجر لأنه لم
يعد لدي الكثير من الضغوط كامرأة تضطر إلى الاستيقاظ عند السابعة صباحاً كي
تحضر أولادها للذهاب إلى المدرسة مثلاً، وأعتقد أنني كنت في السابق أقل
ولعاً بالسينما الناشئة (الشبابية) وحتى الآن لا أعتقد أنني كثيرة الولع
بها ربما لأنني نشأت في مدرسة تختلف عما نراه الآن .
وأعتقد أن حظي كممثلة، هو أنه سنحت لي الظروف لأقابل شخصيات مهمة تعمل في
مجال السينما في وقت مبكر من حياتي، حيث أدخلني هؤلاء في عالمهم من دون أن
أبذل الكثير من المجهود لأصل أو لأحقد على أحد منهم لسبب أو لآخر، فلقد كان
كل شيء بالنسبة إلي أمراً عادياً أن أقابل أو أعمل مع أشخاص موهوبين أمثال
ديمي وبولونسكي، وتروفو، ولقد تعلمت منهم الكثير وخصوصاً كيف أرى وأفهم
المخطط الموضوع لهذا المشروع أو ذاك .
·
قال عنك المخرج والكاتب
السينمائي أرنو ديبليشان إن لديك نظرة محرجة أكثر ممن ممثلة في أعمالك أي
عندما تمثلين أحد المشاهد، فهل تدركين فعلاً ما يقول؟
لا أعرف حقاً، وربما يعود ذلك إلى الإحساس بالعزلة عندما نكون على خشبة
التصوير ولا أشاهد المشهد الذي نصوره فقط كممثلين، بل كمخرجين أيضاً .
·
هل تشاهدين أفلاماً كلاسيكية؟
شاهدت كثيراً هذا الصيف مع حفيدتي البالغة من العمر 7 سنوات العديد من
أفلام هيتشكوك، والحقيقة أن الشيء الذي يفاجئني هو أن أولادي لا يتناولون
الفيلم كما أتناوله أو أفهمه أنا، فعلى سبيل المثال أحب أن أذهب إلى
السينما لأ كتشف هذا الفيلم أو ذاك قبل أن أشاهده على اسطوانة (سي . دي)
وأنا أعتبر أن ال “دي .في .دي” وغيرها ليست سوى أدوات تساعدنا على التذكر،
والأمر يختلف عندما نشاهد الفيلم في السينما .
·
ما الذي يجعلك تضحكين من قلبك؟
ابنتي “شيارا” فهي تملك حساً لاذعاً للدعابة والنكتة، وكلما قلت لها إن
تتوقف، تزيد من نكتها إلى درجة أنني لا أتمالك نفسي عن الضحك بصوت عالٍ،
المثير في الأمر أنها تسخر كثيراً من نفسها وأعتقد أنها تملك هذه الموهبة
من أبيها مارسيلو ماستروباني، وأنا مسرورة جداً لأننا سنظهر معاً في فيلم
قادم من إخراج كريستوف هونوريه وهي فرصة كي نتكلم في أمور العمل.
الخليج الإماراتية في
26/01/2011
تظهر نسخته الثامنة في يونيو 2011
«كوكب القردة» خيال علمي يهدد الأرض
دبي ـ أسـامة عســل
يعتبر فيلم
Planet of the Apes أو «كوكب القردة» من أفضل كلاسيكيات أفلام الخيال
العلمي، أحدث ضجة كبيرة عند عرضه للمرة الأولى عام 1968 وظهرت من بعده عدة
نسخ تستثمر نجاحه وتطور أشكال وماسكات القرود فيه، وظن البعض انها قد لا
تظهر ثانية على الشاشة حتى جاءت النسخة السابعة عام 2001 بمميزات أعلى في
الخدع واستخدامات الصورة.
وفي يونيو المقبل من العام الحالي تأتي النسخة الثامنة لهذه السلاسل
العائدة والمرتقبة والمستوحاة من رواية للمؤلف الفرنسي بيير يوليه صدرت عام
1963، وتحت عنوان صعود القردة
Rise of the Apes يقدم المخرج روبرت وايت حرفيات عالية ومعالجات
فكرية مذهلة معتمدا على إسناد مادي ومعنوي من المخرج والمنتج تيم برتون،
الذي اخرج فيلم عام 2001 وتوقع لها استمرارية اكبر خلال السنوات التالية،
وفي الفيلم الجديد يتم تصميم القردة عبر تقنيات الكمبيوتر الحديثة عكس
العمل الأول، حيث لعب الماكياج دورا كبيرا وقام ممثلون متنكرون بدور القرود
وكان يتطلب تحقيق هذا الأمر أكثر من ثلاث ساعات من العمل المتواصل يوميا،
وتدور الأحداث في «صعود القردة» خلال أيامنا الحالية في سان فرانسيسكو حول
الكيفية التي أدت بها تجارب الإنسان في مجال الهندسة الوراثية إلى تطوير
ذكاء القرود، بما سمح لها في النهاية بالسيطرة على البشر، ولا يعد الفيلم
جزءا ثانيا بالمعنى المفهوم بل هو حكاية سابقة تحكي أحداث ما قبل جزئها
الأول، ويقوم ببطولته جيمس فرانكو وتوم فيلتون وأندي سيركيس.
وفيلم «كوكب القرود» الذي أنتج عام 1968 من إخراج فرانكلين ج. شافر وبطولة
تشارلتون هيستن كان بمثابة ثورة في تقنيات ماكياج الأقنعة المطاطية التي
قام بتصميمها وتنفيذها الفنان جون شامبيرز وحصل عنها على جائزة الأوسكار،
وأعيد كتابة السيناريو أكثر من مرة كي يصبح مجتمع القرود أكثر بدائية وهي
طريقة للتخلص من مواقع التصوير والمؤثرات الخاصة الكثيرة باهظة التكاليف،
وقد استقبل الفيلم بحفاوة من قبل النقاد والجماهير وأصدرت أربعة أجزاء منه
«تحت كوكب القرود» عام 1970 و«الهروب من كوكب القرود» عام 1971 و«غزو كوكب
القرود» عام 1972 وأخيرا «معركة من أجل كوكب القرود» عام 1973، كما صدر عنه
اثنان من المسلسلات التلفزيونية، وظهرت عنه بعض مسلسلات الرسوم المتحركة
وأيضا كتب الكوميكس والعديد من منتجات الدعاية.
وقد أكد الفيلم الأول على مضمون رسالة الرواية الأصلية المناهضة للحرب
والاستعباد والقهر، تماما مثلما فعل فيلم عام 2001 بطولة «تيم روث» و«مارك
ولبيرغ»، والذي دارت أحداثه عام 2029 حين يقوم البشر برحلات فضائية بعيدة،
وعندما يقترب فريق الاستكشاف من كوكب جديد يقذف قرد صغير نحو الكوكب (داخل
كبسولة فضائية صغيرة) للتأكد من سلامته، غير أن قائد المركبة ـ ويدعى
الكابتن ليو ـ يقوم بعمل متهور ويذهب بنفسه لإنقاذ «قرد خارق الذكاء» أرسل
بالخطأ لاستكشاف الكوكب المجهول، وهناك يتم أسره من قبل قرود ذكية تملك
إمبراطورية منظمة تستعبد البشر وتطاردهم في كل مكان، وبسبب حالة الجهل
والتخلف التي يعيشها الناس هناك لم يفكر أي منهم في الاعتراض أو التمرد
فيقود الكابتن ليو بنفسه ثورة مسلحة لتعديل هذا الوضع المقلوب.
ومن الشخصيات المهمة بين القرود والتي أثرت في جمهور الفيلم آنذاك، القردة
الحسناء «أري» التي قامت بدورها الممثلة البريطانية هيلينا بوتهام كارتر،
وهي ابنة نائب معروفة بميولها التحررية وبمعارضتها لإساءة معاملة بني البشر
والدفاع عن حقوقهم وتقوم آري بشراء الكابتن «ليو» لإطلاق حريته، وتنشأ بين
الاثنين مشاعر الاستلطاف والحب، ومن أكثر مشاهد الفيلم واقعية وإثارة
للإعجاب المشهد الجماعي للقردة في النصف الأول من الفيلم وهم يقفزون
ويركضون ويتسلقون الأشجار، بحيث يصعب على المشاهد أن يدرك أن ما يراه يتم
من قبل ممثلين في ثياب قردة، ولا يقل عن ذلك إثارة مشهد المعركة الحربية
بين القردة والشخصيات البشرية والتي تم تنفيذها بواقعية مدهشة.
والنهاية الجميلة للفيلم لا تأتي بانتصار الثورة، بل في عودة ليو إلى
أميركا واكتشاف أنها استعمرت من قبل قرود ذكية (تم تهجينها أثناء غيابه)
وهي النقطة التي يبدأ منها الفيلم الجديد الذي يقدمه استوديو «فوكس» صيف
هذا العام.
وعلى أي حال، قد تكون القصة خيالية بعض الشيء إلا أن الرواية الأصلية
والأفلام الصادرة عنها تتضمن مغزى فلسفيا خطيرا لم يفكر فيه أحد من قبل،
وهو ماذا يفعل البشر لو تم استعبادهم من قبل مخلوقات فضائية أكثر رقيا
وتطورا؟، أو كيف سنتصرف في حالة نجح عالم مجنون في استنساخ مخلوقات تفوقنا
ذكاء وشراسة وسفكا للدماء؟ هذا ما سنراه بتكنولوجيا مبهرة حديثة وتقنية
رائعة على شاشة عام
البيان الإماراتية في
26/01/2011
مفارقات هوليوودية لمحمود الزواوي
معلومات مفيدة وممتعة عن نجومها وأفلامها
علي العقباني
بعد العديد من الكتب الهامة حول روائع السينما وجوائز الأوسكار وصناعة
الأحلام يقدم لنا الباحث محمود الزواوي كتاباً جديداً سماه (مفارقات
هوليودية) صدر أخيراً ضمن سلسلة الفن السابع (184) التي تصدرها المؤسسة
العامة للسينما في وزارة الثقافة، وهذا الكتاب جهد بحثي دقيق يستهدف إلقاء
الضوء على بعض الجوانب والزوايا الشخصية الخاصة في حياة بعض عمالة هوليوود
عن طريق إبراز المفارقات في حياة هؤلاء الفنانين وفي مسيرتهم الفنية
والشخصية وفي أفلام هوليوود ومؤسساتها، كما يقول الزواوي في مقدمة كتابه،
وقد اختار كنماذج لهذا الغرض أكثر من 50 شخصية من كبار الممثلين المعاصرين
والراحلين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم السينما وعشرات الأفلام
والموضوعات السينمائية.
ولقد أستخدم الكاتب المفارقات الهوليودية في هذا الكتاب كمدخل لنقل
المعلومات المتنوعة والمتعلقة بعاصمة السينما، والتي لا يحظى الكثير منها
بتغطية كافية في الكتب ووسائل الإعلام، ومن هذه المفارقات ما هو مخفي وهو
بحاجة إلى كشف، أو موجود في الواقع، لكنه بحاجة إلى تذكير وربط وتأكيد، ولا
يمكن في هذا الحيز تعداد الأسماء التي تحتويها دفتا هذا الكتاب ولا عرض
المعلومات المتعلقة بهذا الممثل أو المخرج أو النجم.. فثمة كم كبير من
المعلومات التفصيلية كل على حدة، وهناك أيضاً عدد من المقالات تتناول
النجوم العرب أو من هم من أصل عربي وعاشوا واشتهروا في عاصمة السينما
العالمية...
تشمل محتويات هذا الكتاب آلاف المفارقات التي تقدم المعلومات بأسلوب جديد
ومختلف، وتطرح بعض المعلومات فكرة رئيسة أو أكثر تتناول مفارقات عديدة
تتعلق بشخصيات فنية متعددة وأحداث كثيرة... وهنا ليس الفضول وحده من سيكون
المحفز على معرفة تفاصيل ما عن هؤلاء النجوم إنما يشرح الكتاب وباسهاب قصة
صعود وهبوط وتفاصيل حياتية وفنية ومفارقات لا تخطر على البال.. تعطي صورة
عامة ومميزة عن عالم هوليوود السينمائي وطريقة صناعة النجم فيها وعمل
المخرج والممثل وعلاقتهم بشركات الانتاج الكبرى وغير ذلك من المعلومات
الشيقة والمثيرة...
هذه المفارقات تتحدث عن الكثير من المآسي والطرائف والصدف وضربات الحظ
والنجاح والفشل والتقلبات وجمع الثروات والانجازات العظيمة في حياة نجوم
السينما.
ومن الأمثلة التي يذكرها المؤلف على ذلك الطفولة المعذبة التي عاشها فنانون
كثيرون مثل تشارلي شابلن ومارلين مونرو وجيمس دين وستيف مكوين وأوبراه
وينفري قبل أن يتحولوا إلى نجوم كبار، وكذلك مسيرة الكفاح الطويل الذي عاشه
الكثير من الممثلين قبل أن يبلغوا قمة النجومية في هوليوود مروراً بمسارح
برودواي في نيويورك مثل ميريل ستريب وجوليا روبرتس وجاك نيكلسون ومارلون
براندو وغيرهم، وصولاً إلى عدم فوز أقدر الممثلات مثل غريتا غاربو وباربارا
ستانويك وأقدر المخرجين مثل هيتشكوك بجائزة الأوسكار.
لقد قصد المؤلف في كتابه المفارقات الهوليودية في توجهه للقارئ العربي عرض
حقائق ذات صلة بحياة هوليوود ومؤسساتها وفنانيها من مخزون المعلومات
التراكمية منذ 100 عام والتي يدخل قسم منها ضمن المعلومات غير المألوفة،
ولكنها تهم المختص بشؤون السينما والقارئ العادي على السواء.
يسعى هذا الكتاب إلى تزويد القارئ رؤيا سينمائية جديدة من خلال معلومات قد
تبدو غريبة وغير متوقعة في حياة عدد من كبار نجوم هوليوود المعاصرين ونجوم
الأمس وفيما يتصل بالأحداث والتطورات المتعلقة بصناعة الأفلام الأميركية
عبر تاريخها الطويل. تشتمل محتويات الكتاب على آلاف المفارقات التي تقدم
المعلومات بأسلوب جديد ومختلف.
ويرجو المؤلف في خاتمة مقدمته لهذا الكتاب الممتع والمشوق في كم المعلومات
الوفيرة التي يقدمه وفي كشف الكثير من الحقائق والأسرار والغموض والتشويق
الذي يحيط بهذه الحياة الخاصة والفنية لنجوم أحببناهم وشاهدناهم أو سمعنا
عنهم على أقل تقدير، يرجو أن يقدم الكتاب للقارئ العربي معلومات مفيدة
وممتعة عن هوليوود ونجومها وأفلامها وأن يضيف للمكتبة العربية عملاً ذا
خصوصية وتميز وأن يوفر للباحث والسينمائي والطالب وهواة السينما مرجعاً
مفيداً وموثوقاً للمعلومات السينمائية وهو لعمري ما يحققه هذا الكتاب.
Ali-sa@scs-net.org
المستقبل اللبنانية في
26/01/2011
وسط توقعات بان يثير أزمة
إضافية مع إسرائيل وردود فعل غربية معارضة:
مئات الصالات السينمائية في تركيا ودول أخرى
تستعد لعرض فيلم
'وادي
الذئاب فلسطين'
تركيا 'القدس العربي' ـ من أيمن خالد:
تستعد مئات الصالات
لانطلاق العرض الأول من فيلم وادي الذئاب، وهو فيلم سينمائي تركي سيكون
بمثابة حدث
الساحة الإعلامية، نظرا للموضوع الذي يثيره والقضية التي تحرك
مشاعر الرأي العام
التركي منذ الاعتداء على السفينة مرمرة الزرقاء.
تبدأ أحداث الفيلم بحركة
للكاميرا، حيث تلتقط صورة للسفينة مرمرة من الأسفل إلى الأعلى، في صورة
إيحائية
توحي للمشاهد ان هذا الموضوع في تصاعد، ويحمل خطا بيانيا لا
يوحي بالتراجع رغم مضي
الوقت، ووسط الموسيقى الحزينة تنطلق الصورة وتعرض صورا حقيقية للاعتداء
الذي تم على
السفينة مرمرة الزرقاء. وفيما يتوقع المشاهد من حركة الفيلم بان تأخذ
مسارها
العاطفي الحزين، غير أن الصورة تنتقل بشكل مفاجئ الى صورة جيدة
ربما هي الرسالة
التي يريد منها صناع الفيلم ان تصل الى إسرائيل والعالم.
مباشرة ينتهي دور
الكاميرا التي تنقل صور الجريمة، نحو صورة جديدة، لمجموعة من الشبان
الشجعان الذين
يدخلون الى مدينة القدس الشريف، وفيها يدور أول حوار بين
الشبان الثلاثة وجندي
إسرائيلي وبدوره يقوم الجندي الإسرائيلي بمنع مرور الشبان الثلاثة، ثم
يرمقهم بنظرة
ازدراء، ويقول لهم هذا المكان مغلق، ولكن بالطبع يحدث ما لا يتوقعه
المشاهد، أن
الأتراك الثلاثة يقولون مباشرة كلمة مؤثرة تغير مسار الفيلم
كله، فهم يقولون نحن
جئنا ننتقم للسفينة مرمرة وسوف نقتل بن اليعيزر.
هنا تدور الأحداث العنيفة
وينتقل الفيلم من صورة الى صورة، ويبدو ان الفيلم الي يدخل تحت عنوان الثأر
لشهداء
مرمرة، سيكون مادة ساخنة في الإعلام خلال الأشهر القادمة.
أحداث الفيلم هي عمليا
دعوة للانتقام، وهو انتقام ميداني وعسكري، يقتل فيه الشبان الأتراك عددا
كبيرا من
الجنود الإسرائيليين، وينتقلون من معركة الى معركة، وهم يشعرون باعتزاز لما
يقومون
به، معتبرين انهم يؤدون رسالة واجبة عليهمن يحترمون هذه
الرسالة
ويقدسونها.
الفيلم دعوة صريحة للمقاومة ضد اسرائيل، والتفكير بالرد العسكري،
والعسكري فقط، وهو ما سيفاقم الازمة بين اسرائيل وتركيا لان
اسرائيل بالطبع، لا
تقبل من يعترض عليها وسياستها ولو من خلال فيلم سينمائي.
لكنه بالمقابل، ماذا
سيكون؟ كيف سيتعامل المواطن التركي مع الفيلم؟ سوف نرى ذلك يوم الجمعة، وما
بعده،
من خلال نسبة المشاهدة ومن خلال استعراض الإعلام للحدث الكبير، الذي يتوقع
له ان
يهز تركيا.
القدس العربي في
26/01/2011
"مرابع قنديل" يتجه لتركيا للمشاركة في مهرجان أسطنبول
السينمائي
بسار فائق
بسار فائق من أربيل: يشارك الفيلم الروائي الكردي "مرابع قنديل" للمخرج طه
كريمي، في الدورة العاشرة لمهرجان أسطنبول السينمائي الدولي، بعد مشاركته
في العديد من المهرجانات العالمية ونيله جائزة أحسن سيناريؤ في الدورة الـ
15 لمهرجان أورينس الأسباني العام الماضي.وقال طه كريمي لإيلاف إن "فيلمه
الروائي الأول مرابع قنديل يشارك في الدورة العاشرة لمهرجان أسطنبول
السينمائي، حيث يشارك هذا العام أكثر من عشرين بلد بأفلامهم في فعاليات
المهرجان، حيث يشارك في قسم الأفلام الكردية، وهذا القسم أفتتح في الدورة
التاسعة للمهرجان خصيصا لعرض الأفلام الكردية فيها".وأشار أن المهرجان
سيبدأ "في الفترة 17-27 شباط في مدينة أسطنبول، ويمتد فعاليتها في العاصمة
أنقرة في الفترة 2-6 أذار، واالمهرجان هو من أهم المهرجانات السينمائية في
تركيا".وشارك الفيلم في الدورة الـخامسة عشر لمهرجان أورينس السينمائي في
أسبانيا، في الفترة 1-9 تشرين الثاني أكتوبر 2010 في مدينة أورينس
الأسبانية بمشاركة 197 فيلما من دول العالم، نال فيها فيلم "مرابع قنديل"
ممثلا عن إقليم كردستان العراق، جائزة أحسن سيناريؤ.وفيلم "مرابع قنديل" من
إنتاج دائرة السينما في السليمانية، يروي قصة التعايش السلمي بين أربع
قوميات متجاورة في منطقة حدودية، هي الكردية، العربية، الفارسية والتركية،
وشارك فيه ممثلون من إقليم كردستان العراق وكردستان إيران وكردستان تركيا،
وهي من إنتاج دائرة السينما في مدينة السليمانية التابعة لوزارة الثقافة
والشباب لحكومة إقليم كردستان العراق، وبدأ تصويره في ربيع عام 2009 في
مدينة السليمانية وضواحيها، من قبل المصور الإيراني كيوان يوسفي، وقام محمد
رضا وطندوست بعمل المونتاج.ومخرج الفيلم طه كريمي، من مواليد 1976 في مدينة
بانة بكردستان إيران، ويعد "مرابع قنديل" باكورة إخراجه الروائي. بدأ كقاص
قبل أن يدخل عالم السينما، ونال في عام 2004 شهادة البكالوريوس في جامعة
طهران بقسم الآداب، وأخرج أربعة أفلام قصيرة هي: "العاصفة"، "حدود الحياة"،
"رقص اللؤلؤة" و"المرابع البيضاء"، إلى جانب الفلم الوثائقي "النفط سرطان
مدينتي" الذي يروي معانات أهالي مدينة كركوك بسب النفط الموجود فيها.وأنجز
فيلم "مرابع قنديل" بمشاركة نحو 120 ممثلا أساسيا أو ثانويا (كومبارس)،
بينهم الفنانة التشكيلية العراقية المعروفة لمياء حسين، والدكتور قطب الدين
صادقي الأستاذ في المسرح، فضلا عن ممثلين من إقليم كردستان العراق، كردستان
تركيا وكردستان إيران.يذكر أن وزارة الثقافة في حكومة الإقليم، دأبت منذ
سنوات بتقديم الدعم المالي للسينمائيين الكرد من إيران وتركيا وسوريا،
لتمكينهم من إخراج مجموعة أفلام باتت "معروفة عالميا".
.Pasar82@yahoo.com
إيلاف في
26/01/2011 |