إلى أيّ مدى يمكن تفادي المباشرة عند تناول قضية اجتماعية في السينما؟ هذا
الجدل تطرحه باكورة محمد دياب الذي جمع، على الشاشات المصريّة، بين جودة
الإخراج والتمثيل و... الإيرادات
القاهرة ــ النقاش الذي افتتحه «678» للمصري محمد دياب، لم يكن نقاشاً حول
موضوع الفيلم فحسب، ولا حول قضية التحرش الجنسي التي تناولها. بل قاد إلى
نقاش أهم هو: إلى أي مدى يمكن تفادي المباشرة عند تناول قضية اجتماعية في
السينما؟
رغم مستواه المتميز، أو ربما لذلك السبب نفسه، فتح النقد أسئلة حول بعض
المشاهد التي جرى فيها نقاش «مباشر» بين شخصياته الرئيسية الثلاث: فايزة
(بشرى) ونيللي (ناهد السباعي) وصبا (نيللي كريم)، أو مواجهات بين تلك
الشخصيات وضابط البوليس (ماجد الكدواني)... فضلاً عن مشاهد أخرى مثل الدروس
التي تقدّمها شخصية صبا للفتيات كي يدافعن عن أنفسهن، أو مشهد ذهاب الشابات
الثلاث إلى الاستاد. وقد شرحت خلاله فايزة سلوك المتحرش للتفريق بينه وبين
«الطبيعي». يمكن مناقشة تلك المشاهد طويلاً، لكن الخلاف يبقى هنا حول إمكان
فصلها عن سياقها الطبيعي في الفيلم.
هل يعني الفن استبعاد الخطاب المباشر، حتى لو تطلبه سيناريو الأحداث؟ أو
حتى عند تناول وقائع حقيقية كتلك التي استند إليها السيناريو؟ هل تفرض
«سينما الواقع» بالضرورة تحويل ذلك الواقع إلى صورة أخرى، تحدث تأثيرها
بوسائل أقلّ «مباشرة»؟ ألا يمكن أن ينسجم الخطاب الفنّي للسينما، مع
«رسالتها» القاضية هنا بتوجيه رسائل مباشرة للجمهور؟
قد لا يكفي «678» للإجابة عن كل ما سبق. لكنّه يصلح نموذجاً ومؤشراً، لأنه
جمع بين إجماع نقدي حول جودة معظم عناصر الإخراج والتمثيل (ما لم يتحقق مع
تجارب أخرى ناقشت قضايا اجتماعية مباشرة كالعشوائيات مثلاً)، وتحقيق
إيرادات جيدة، وصلت في منتصف هذا الشهر إلى 6 ملايين جنيه مصري، علماً بأن
العمل ليس من أفلام الكلفة الضخمة، وهو تجربة الإخراج الأولى لمحمد دياب
الذي دخل عالم السينما بصفة سيناريست لفيلم حقّق نجاحاً كبيراً («الجزيرة»
لشريف عرفة)، ثم أسس شركة إنتاجه التي أسهمت في إنتاج أفلام مستقلّة واعدة
مثل «ميكروفون» (راجع المقال أدناه). أما «678» الذي كتبه أيضاً، فشاركت في
إنتاجه إحدى بطلاته وهي بشرى، علماً بأنّ «محكمة القاهرة للأمور المستعجلة»
حدّدت يوم 26 الجاري للنطق بالحكم في دعوى وقف عرض الفيلم بدعوى تحريضه
ضحايا التحرّش على استخدام العنف «والألفاظ النابية»، في الدفاع عن أنفسهن!
تستند قصة الشريط إلى وقائع حقيقية، إحداها تتعلّق بأولى قضايا التحرش
الجنسي في مصر المعروفة بـ«قضية نهى رشدي»، الفتاة التي أصرّت على محاكمة
المتحرّش بها وسجنه، وتسببت في إدراج مادة قانونية ـــــ لم تكن موجودة
ـــــ تحاسب على جريمة التحرش. وقد أدّت دورها في الفيلم ناهد السباعي.
القضيتان الثانية والثالثة لم تختارا حالات حقيقية بعينها وإن لم يخلّ ذلك
بواقعيتهما. إحداهما ـــــ أدّتها نيللي كريم ـــــ تتعلّق بزوجة تتعرض
لتحرش جماعي من شبان يحتفلون بفوز مصر في مباراة كرة القدم! وهي حالات
انتشرت في السنوات الأخيرة مع تفوّق الفريق الوطني! أما الحالة الأخيرة
(أدّتها بشرى) فتتعلّق بامرأة في أدنى الطبقة المتوسطة. موظفة عادية تضطر
لركوب المواصلات العامة، فتتعرض للتحرش اليومي في وسائل المواصلات
المزدحمة، حتى يفيض بها الكيل فتستخدم التاكسي. لكن الأمر ينعكس سلباً على
ميزانية الأسرة الصغيرة التي تعجز عن دفع أقساط المدرسة لابنيها. ويتعرض
الصغيران لأذى نفسي، إذ يواجهان القصاص أمام زملائهما لعجز الأهل عن سداد
المصاريف.
فايزة ـــــ الأفقر ـــــ هي التي تبدأ «المقاومة»، عندما تعود إلى استخدام
المواصلات العامة، حاملة سلاحاً أبيض صغيراً، تطعن به المتحرش في أعضائه
التناسلية وتهرب. عبر تقاطعات ابتكرها السيناريو، تلتقي النسوة الثلاث،
ويبدأن توسيع دائرة انتقامهن، بعد أن يمهد السيناريو الغنيّ لذلك، بعرض
الآثار المدمّرة لجرائم التحرش التي تعرضن لها، والضغوط الاجتماعية التي
تضع المسؤولية على عاتق الضحية.
يتسرب انتقام النسوة إلى الصحافة فيُشغل به الرأي العام بين مؤيد ومعارض.
في ذلك الوقت ينجح ضابط البوليس في الوصول إلى النسوة الثلاث، لكنه يطلق
سراحهن بدعوى أنّ أياً من المتحرشين لم يقدم بلاغاً. أما السبب الحقيقي فهو
التغير الذي لحق بتفكيره تدريجاً أثناء تتبع خيط الجرائم وردود أفعالها،
واستكشافه الأثر الفادح في حياة ضحايا التحرش. غير أن السيناريو أضاف
عنصراً آخر، هو فقدان الضابط لزوجته التي كان مشغولاً عنها على الدوام
ـــــ أثناء الولادة. ما جعل لانفعالاته الشخصية دوراً في تصرفه ـــــ غير
الرسمي ـــــ في القضية.
مصادفات مثل موت زوجة الضابط، والطريقة التي التقت عبرها معظم شخصيات
الفيلم، أضافت حججاً أكثر لمصلحة من رفضوا دوران الفيلم حول فكرة مباشرة،
بينما أبدى المتعاطفون مع الفيلم تسامحاً إزاء مصادفاته، بسبب المستوى
الجيد الذي لم تعهده كثيراً الشاشة المصرية عند تناول قضايا الشأن العام.
المؤكد أنّ ثمة مشاهد أفصحت عن قدرات راقية لدى المخرج الشاب، منها مشهد
التحرش الجماعي عند الاستاد، والتنفيذ البارع لمشهد المطاردة بين نيللي
والمتحرش بها.
ومهما كان إيمان الممثلين بـ«رسالة» الفيلم، فإن الأداء التمثيلي الراقي
الذي تقاسمه أبطاله، ينمّ عن القدرة المتميزة للمخرج الشاب في إدارة
ممثليه. ناقش الفيلم قضية محزنة، لكن الشريط نفسه يعدّ فرصة حقيقية
للتفاؤل.
الأخبار اللبنانية في
24/01/2011
أفلام المهرجانات تتصالح مع الجمهور؟
محمد عبد الرحمن
القاهرة ــ أكثر المتفائلين بأفلام المهرجانات في مصر لم يكن يتوقع أن يشهد
شهر كانون الثاني (يناير) الجاري عرض فيلمين دفعةً واحدةً هما «الشوق» الذي
بدأ عرضه في الخامس من الجاري، و«ميكروفون» الذي سينزل إلى الصالات بعد غد،
وكلاهما حظي بحملة دعائية قوية من شركتي الإنتاج «أرابيكا موفيز» و«فيلم
كلينك»، ومعهما الشركة الموزعة «العربية للإنتاج والتوزيع» الوحيدة التي
تتحمس لهذا النوع من الأفلام.
وبعيداً عن الإيرادات المتوقعة من الفيلمين، فإنّ وصولهما إلى دور العرض
بعد أسابيع قليلة من انتهاء «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» يُعدّ
إنجازاً بحد ذاته. في العام الماضي مثلاً، عُرض «عصافير النيل» و«هيلوبوليس»
بعد ثلاثة أشهر من انتهاء «مهرجان القاهرة». وفي عام 2009، طرح فيلم المخرج
إبراهيم البطوط «عين شمس» في صالات عرض محدودة ومن دون حملة دعائية رغم
النجاحات الكبيرة التي حققها في المهرجانات العربية والدولية. كذلك في موسم
عيد الأضحى الماضي، عرض فيلم «بصرة» للمخرج أحمد رشوان في صالتي عرض فقط
ولمدة أسبوع واحد.
غير أن اهتمام شباك التذاكر بفيلمي «الشوق» و«ميكروفون» وقريباً «الحاوي»
لإبراهيم البطوط لا يعني التصالح التام مع أفلام المهرجانات. الحصول على
جوائز لن يكون جواز مرور إلى صالات العرض المصرية التي لا تعترف إلا
بالأفلام الرابحة. إذ تعددت العوامل المساعدة التي ساهمت في دعم الفيلمين،
وأولها احتواء «الشوق» على أسماء تتمتّع ببريق وجاذبية مثل سوسن بدر، وروبي،
وأحمد عزمي ومحمد رمضان، إضافة إلى احتفاء الصحافة المصرية بالشريط.
أما «ميكروفون» فنال أيضاً إعجاباً نقدياً وجماهيرياً في مهرجان القاهرة،
لكنه ليس كافياً لدعمه تجارياً. إذ إنّ التجربة الأولى لمخرج العمل أحمد
عبد الله السيد وهي «هيلوبوليس» الذي كان من بطولة خالد أبو النجا بطل
«ميكروفون» أيضاً، لم تنجح تجارياً رغم الإشادة بالشريط. لكنّ «ميكروفون»
تدعمه العديد من الوجوه المعروفة، في مقدمتها ضيفة الشرف منة شلبي
والممثلان هاني عادل ويسرا اللوزي بالإضافة إلى تتبعه موسيقى الهيب هوب
والروك في الاسكندرية، بما يجعله يحظى بدعم الشباب، إذ يعدّ أول شريط يعبّر
عنهم. كذلك فإن النشاط الداعم من خالد أبو النجا لحملة محمد البرادعي سيوفر
إقبالاً على العمل من المتعاطفين مع صاحب «نوبل». ويضاف إلى ذلك أنّ
«الشركة العربية» التي تديرها الفنانة إسعاد يونس تهتمّ بهذه الأفلام سواء
بسبب مستواها الفني الجيّد أو على المستوى التجاري لكون الشركة تمتلك
العشرات من الشاشات التي تحتاج إلى أفلام مصرية طوال العام.
الأخبار اللبنانية في
24/01/2011
مسرحيّة وجدي معوّض إلى الشاشة:
نظرة نمطيّة إلى «حرائق» الشرق
سمير يوسف
شريط المخرج الكندي دينيس فيلنوف يعرض حالياً في العواصم الأوروبية، ويرنو
إلى «الأوسكار». تدور أحداثه في دوّامة الحرب اللبنانيّة التي لا تتجاوز
هنا حدود الوقود الدرامي
بروكسيل ــ «حرائق» الذي نال لقب أفضل فيلم كندي لعام 2010 وفق جمعية نقاد
تورونتو، ودخل اللائحة نصف النهائية لجوائز الأوسكار (27 فبراير) عن فئة
أفضل فيلم أجنبي، يرتكز على نصّ المسرحي اللبناني وجدي معوّض بالعنوان نفسه
Incendies، وسيرة سهى بشارة «المحرّفة» التي أقدمت عام 1988 على محاولة اغتيال
قائد جيش لحد في لبنان الجنوبي، وعلى أثرها وقعت، كما هو معروف، في قبضة
الاحتلال الإسرائيلية، لتقبع عقداً كاملاً في معتقل الخيام حيث تعرّضت
لشتّى أنواع التعذيب.
شريط المخرج دينيس فيلنوف الذي وصل إلى مختلف العواصم الأوروبية، يبدأ
بقصّة الأمّ، نوال مروان (لبنى أذابال) التي تتماهى سيرتها مع سيرة سهى
بشارة. نوال التي قضت في حادث غريب في كيبيك، تركت وصيةً لولديها التوأم
بأن تدفن عارية من دون نعش، وألّا يوضع أيّ حجر فوق قبرها إلّا بعد اكتشاف
سرّها الذي عاشت معه وحيدة طيلة حياتها. تكلّمت الأمّ في وصيّتها أيضاً عن
أخ آخر للتوأم وأب لهما. كان ذلك بمثابة صدمة للولدين اللذين لم يسبق أن
تكلّما عن أبيهما ولم يكن لديهما فكرة عن أخيهما الضائع. هنا تنطلق الأخت (ميليسّا
ديزورمو ــــ بولان)، والأخ (مكسيم غوديت)، في رحلة للكشف عن تلك الأسرار.
مع أنّ الفيلم يسرد أحداث الحرب اللبنانية، ومن ضمنها مآسي الفلسطينيين،
إلاّ أن اللكنة اللبنانيّة غائبة عن الفيلم، وتحلّ مكانها اللكنة
الفلسطينيّة وبالطبع الفرنسيّة الكيبيكيّة. وقد اختار المخرج لفيلمه الذي
يصوّر المجتمع اللبناني المتحارب، الإفلات من نمطيّة السّرد وقيود التسلسل
الكرونولوجيّ، فقد عاد بالزمن ليحكي قصة المرأة التي توفّيت في المسبح. دمج
مثلاً عمليّة سهى بشارة عام 1988 مع «بوسطة عين الرمّانة» التي أشعلت الحرب
الأهلية عام 1975. دمجهما في الإطار الزمني نفسه، في خدمة البنية السرديّة،
لكن ربّما على حساب العلاقة بموضوعه التي تجنح إلى مطب الاستشراقيّة.
فضّل المخرج أيضاً تغيير الأسماء، ولم يشر إلى الميليشيات بأسمائها. ورأى
بعض النقّاد أن المخرج نجح في تفادي المشاهد العنيفة (غير المرغوبة في
أوروبا)، من دون أن يكون ذلك بالضرورة على حساب الإحالة إلى مادة الفيلم،
المجبولة بالعنف والخوف والموت، في خضمّ الحرب الأهليّة اللبنانيّة.
يمضي الفيلم في حركة تصاعديّة وصولاً إلى الذروة: عنف الحرب جعل نوال مروان
تفقد ابنها مرغمة... وكانت وصمة العار تلاحقها في بيئتها، لأنّها ـــــ هي
المسيحيّة ـــــ حبلت من مسلم. هكذا نفتها العائلة إلى منزل خالها في
المدينة، وأخذت ابنها عنوةً منها مرّة أولى. تربّى الابن في المخيمات التي
دخلتها لاحقاً «جماعة شمس الدين» (احالة إلى اليمين المسيحي). سُبيَ الابن
للمرّة الثانية ودُرّبَ ليصبح قناصاً باهراً وماكينة قتل في صفّ اليمين
المسيحي. إلاّ أنّ «العدوّ» المُسلم نجح في تطويقه والقبض عليه، وخطفه
وإجباره على العمل لمصلحته.... وكانت تلك المرّة الثالثة التي يغيّر فيها
وجهته. عمل الابن في سجن الخيام (الذي خضع لسيطرة جيش لحد) حيث كانت تقضي
عقوبتها ولُقّب بأبي طارق (أبو طارق كان جلّاداً)، واغتصب نوال (أي أمّه)
مراراً من دون أن يعرفها، حتى أنجب منها التوأم الذي تربّى في كندا
لاحقاًَ. هكذا يكتشف التوأم الهويّة الحقيقيّة لأبيه (الذي ليس سوى أخيه).
كأنّنا بالمخرج دينيس فيلنوف يتبنّى تلك المقاربة الرمزيّة التي مفادها أن
اللبنانيين هم الجلادون وهم الضحايا في آن... فاتحاً كوّة على الأمل
واستعادة اللحمة الأهليّة، شرط القيام بمراجعة حقيقية، ونقد صارم للذات،
ومواجهة الذاكرة المؤلمة. ولا نعرف كم بقي الفيلم أميناً لرؤيا وجدي معوّض
في النصّ الأصلي.
هل هذا الاختزال يقترب بشكل من الأشكال من معاناة اللبنانيين الفعليّة،
وتاريخهم الصعب؟ يؤخذ على المخرج تعثّره أحياناً في نقل نصّ معوّض المسرحي
إلى الشاشة الكبيرة. وعجزه عن إيصال جوهر الرؤيا إلى جمهور غربي غير قادر
على التفاعل مع الأحداث، لأنّه لا يملك الخلفية المعرفية التي تمكّنه من
ذلك.
الأخبار اللبنانية في
24/01/2011
روائي قصير: كاميرا المقموعين
زينب مرعي
في السماء ترتفع صور الزعيم السياسي. وعلى الأرض... جبل نفايات، دبابات
عسكرية، وفقر يصعب وصفه. وسط هذا «الديكور»، تحاول شخصيات يمنى عيتاني أن
يكون لها حياة. مسرح الأحداث ليس إلّا حي باب التبّانة (شمال لبنان).
اختارت عيتاني أن تعطي بطولة فيلمها الأول إلى مراهقي ذلك الحي الفقير.
المخرجة الآتية من مجال الأدب، قررت أن تحكي عن شباب هزّها وضعهم المأساوي.
بتقنية وحرفية عاليتين، مشت عيتاني في طريق الفيلم الروائي القصير لتقدّم
لنا نظرة شعريّة وواقعية في آن عن حياة أبطالها.
كتبت المخرجة الشابة سيناريو الفيلم انطلاقاً من قصص واقعيّة رواها هؤلاء
الشباب. ودعتهم إلى تمثيل شخصياتهم الحقيقية. يحكي «وشم بالعين» (إنتاج
Darkside film&
tv production
وArab Film Foundation)،
قصة ابراهيم (عمر ثلجة) ابن الـ17 الذي يعاني الفقر والعنف الأسري والتشرّد
وإدمان المخدّرات... حاله حال جميع أصدقائه الذين نلتقيهم في هذا الشريط.
بعد تعرّضه للضرب من أبيه الذي يقيم مع زوجته التاسعة، هرب ابراهيم من
البيت، ليتخذ من سيارة مهجورة منزله. بين الفينة والأخرى، يُقتاد إلى
السجن، وخارج القضبان يجد نفسه عالقاً في دورة عنف مع «أبو قطنة»، وهو شاب
في الـ18 يحاول ابتزاز ابراهيم مادياً بمبالغ زهيدة. لكن «أبو قطنة» ليس
«الشرير» هنا. هو تماماً مثل ابراهيم، يعاني مشاكل اجتماعيّة عدة، لا يعرف
لها حلّاً سوى العنف. لم تستخدم عيتاني ممثلين محترفين، بل لجأت إلى مراهقي
باب التبّانة الذين مثّلوا قصصهم، وقد رافقتهم عن كثب الممثلة عايدة صبرا.
هاجس عيتاني كان التعبير عن الواقع من داخله، وعلى لسان ناسه وضحاياه.
لكن التعامل معهم لم يكن بهذه السهولة أيضاً بما أنّهم كانوا عُرضة
للاعتقال في أي لحظة. فبُعيد نهاية التصوير ألقي القبض على أربعة ممثلين،
لا يزال أحدهم في السجن، بينما توفّي أحدهم في مطاردة مع الجيش. لدى
مشاهدتهم الفيلم لأول مرّة، خجل الشبّان من واقعهم، لكنّهم واسوا أنفسهم
بأنّ صوتهم سيصل إلى الزعماء السياسيين أخيراً. فهل من يسمع النداء؟
21:45 مساء اليوم، تطلّ يمنى عيتاني وأبطال الفيلم مع زافين على شاشة
«المستقبل»، في «سيرة وانفتحت»
يعرض «وشم بالعين» حاليّاً في صالات «أمبير» (للاستعلام: 1269)
الأخبار اللبنانية في
24/01/2011 |