في الثالث من نيسان/أبريل 2002 قامت قوات الجيش الإسرائيلي باجتياح
مخيم جنين شمال الضفة الغربية ومنذ ذلك الوقت تواصل وسائل الإعلام
الإسرائيلية ملاحقة عدسة المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري (57 عاما) من
قرية البعنة شرق عكا، في المحاكم وفي الشارع الإسرائيلي.
في العام 2002 قام خمسة من الجنود الإسرائيليين، بتقديم شكوى للمحكمة
الإسرائيلية ضده بتهمة القذف والتشهير بسمعتهم، مطالبين بمبلغ مليونين
وسبعمائة ألف شيكل! وبعد عدّة جلسات في المحاكم، كان آخرها في المحكمة
المركزية في بيتح تكفا، خسر الجنود القضية. وبإيعازٍ من المستشار القضائي
للحكومة في حينه، مناحيم مزوز، لم يرضخ هؤلاء الجنود للقرار واستأنفوا
للمحكمة العليا حيث ستنظر في التماسهم بتاريخ 19-1-2011.
مساء الأحد، عقد اجتماع تضامني مع الفنان بكري، بمشاركة نواب عرب في
الكنيست وقيادات عربية وأدباء ومثقفين عرب، وأكدوا في الاجتماع تضامنهم مع
بكري، مؤكدين أن هذه الأجواء تتزامن مع التصعيد الإسرائيلي في منسوب
العنصرية يوميًا ضد المواطنين العرب، وفي زمن الفتاوى الحاخامية وفترة
قوننة السلطة التشريعية للعنصرية وعملها الدؤوب على كمّْ الأفواه، وبعد
الملاحقات السياسية لقادة الجماهير العربية من مختلف الطيف السياسي، تأتي
محاكمة الفنان السينمائي والمسرحي الكبير محمد بكري لتؤكِّد لقطاعات واسعة
من شعبي هذه البلاد، بأن إسرائيل حُبلى بالأبرتهايد.
"إيلاف" أجرت هذا الحوار مع المخرج محمد بكري الذي تمحور حول ملاحقته
ومساعي المؤسسة الإسرائيلية فرض سياسة كم الأفواه ضد كل صوت معارض.
·
إيلاف: ما هو سبب عودة فيلم جنين
جنين لأروقة القضاء الإسرائيلية؟
بكري: بعد أن تم إنجاز فيلم جنين جنين في العام 2002، قررت الرقابة
الإسرائيلية وبقرار من الحكومة منع عرض الفيلم، ومن دون أسباب مقنعة لمنع
عرضه، أنا قمت بتقديم الالتماس إلى المحكمة العليا وبعد عامين حصلت على
إجازة عرض الفيلم بقرار من المحكمة العليا. ونوهت المحكمة العليا في قرارها
بأن لا احد يحتكر الحقيقة.
·
إيلاف: كيف بدأت قصة إنتاج
الفيلم؟
بكري:" أثناء عملية "الجدار الواقي"، شاركت في تظاهرة شرق جنين
وطالبنا بوقف الحرب، فمرّ جندي إسرائيلي وفتح النار عشوائيًا باتجاهنا،
وأصيبت الفنانة فلينتينا أبو عقصة وخضعت للعلاج في المستشفى لفترة طويلة.
هذا التصرّف لذلك الجندي نحو مواطنين أبرياء ومسالمين، جعلني أتساءل كيف
يتصرّف هذا الجندي داخل مخيّم جنين؟
·
إيلاف: ما هي قصة الفيلم مع
القضاء الإسرائيلي؟
بعد عملية "الجدار الواقي" الإسرائيلية قرَّرت دخول مخيم جنين، وقمت
بتصوير فيلم "جنين جنين"، فقامت الدنيا ولم تقعد ومَنعت الرقابة
الإسرائيلية عرض الفيلم لمدّة سنتين، بحجّة "أنه أحاديّْ الجانب ويربك
المشاهد ويوهمه بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب بحقّ الفلسطينيين"!
فالتمستُ للمحكمة العليا ضد قرار الرقابة وحصلت على مصادقة بعرض
الفيلم ونوّهَتْ المحكمة العليا بالنصّ الحرفي "لا ملكية مطلقة لأحد على
الحقيقة".
في العام 2004 بعد أن حصلت على إجازة من المحكمة العليا ببث وعرض
الفيلم، قام خمسة جنود إسرائيليين مباشرة بتقديم شكوى قضائية ضدي، بادعاء
مشاركتهم في عملية "الجدار الواقي" في جنين المخيم في نيسان/ابريل 2002،
وأدعو أن الفيلم يجرح مشاعرهم وفيه قذف وتشهير بسمعتهم "الطيبة"!!!
ونوه بكري بأن هؤلاء الجنود لا يعرفهم ولن يتم ظهورهم في الفيلم لا
اسما ولا صورة.
·
إيلاف: فيلم جنين جنين أثار ضجة
كبيرة؟ ما هي قصة الفيلم؟
بكري: فيلم جنين جنين يتناول مشاعر الإنسان الفلسطيني أثناء الاجتياح،
وتضمن الفيلم شهادات أهل المخيم من الطفل الصغير إلى الشاب والرجل والشيخ
الجليل إلى المرأة الحامل إلى المكان المهدم إلى الدمار الشامل.
ويروي هؤلاء على أعمارهم المختلفة وأشكالهم ما رأوا من دمار وتخريب من
وجهة نظرهم هم في المخيم إبان الاجتياح الإسرائيلي، وما رأته عيونهم وما
سمعته آذانهم.
·
إيلاف: حديثك يبين أن محمد بكري
ملاحق؟
بكري: هذه ليست المرة الأولى التي يتم ملاحقتي كفنان وممثل ومخرج،
فمنذ بداية عملي الفني في سنوات الثمانين من القرن الماضي، اتسم اسمي بـ"الولد
المشاكس والمجادل"، فعندما شاركت في فيلم "وراء القضبان" حصل جدل كبير بيني
وبين مخرج الفيلم حول نهاية الفيلم، فكما تعلم نهاية الأفلام عادة ما تكون
بيت القصيد في القصيدة العربية الكلاسيكية، والنهاية تترك بصماتها على
المقولة العامة أو نهاية الفيلم.
ويضيف بكري: حينها استحوذ الجدل بيني وبين مخرج الفيلم على اهتمام
وسائل الإعلام، واستطعت تغيير نهاية الفيلم.
وطبعا يشير بكري إلى أن هذا الأمر لم يرق للمنتجين، انه منذ متى يقوم
ممثل بتغيير نهاية الفيلم، فعادة لا يقوم الممثلون بمثل هذه الأشياء،
والمهم انه منذ ذلك الوقت ولي اسم مشاكس، وقد حرمت من المشاركة في العديد
من الأفلام، بسبب الصورة التي رسمت لي، ووصل أوج ذلك في فيلم جنين جنين.
ويلخص بكري الموضوع بالاتي: بجملة واحدة اسرائيل تدعي الحكر على
الحقيقة "الكوارث"، وتهتم باحتكار ذلك في العالم، ويطمسون أي كارثة أخرى
خصوصا تلك الكوارث التي قاموا بها وتسببوا بها للآخر، وإسرائيل لا تقبل
الآخر، وأنا هذا الآخر، وهذا الآخر يزعزع حقيقتهم لأنه يحمل حقيقة مناهضة
لحقيقتهم.
ويضيف أنا فنان ملتزم بقضية الإنسان، أي إنسان، بغضّ النظر عن لونه أو
انتمائه القومي والعرقي، والقضية برمّتها هي انتقام لكسر شوكتي ومحاولة
ابتزازي وممارسة سياسة الترهيب وكمّ الأفواه فقد شاركت بعدّة أفلام تتعلق
بحقوق الإنسان، منها فيلم يتحدّث عن مذبحة الأرمن عام 1914، من إخراج
الإخوة تافياني. وفيلم آخر عن مذبحة اليهود التي ارتكبها النازيون إبّان
الحرب العالمية الثانية. وفيلم آخر عن مذبحة الأكراد ومسرحيات عن
الأبرتهايد في جنوب أفريقيا.. وقد رأيت من واجبي أن أوضّح للقاصي والداني
ما يدور، على الرغم من ملاحقتي على كافة الأصعدة منذ عام 2002 من قبل دولة
إسرائيل، في وسائل الإعلام ومن على منصّات الكنيست".
وكان واضح منذ البداية أن القضية هي قضية ملاحقة سياسية شخصية موجهة
ضدي وتندرج في إطار الحملة الإسرائيلية لكم الافواه وكسر شوكتي أنا.
إيلاف في
11/01/2011
ثقافات / سينما
تأجيل عرض اللعبة العادلة في مصر
أحمد عدلي
يبدو أن الأزمات ستظل فيلم اللعبة العادلة الذي شارك في بطولته الفنان
المصري الشاب خالد النبوي.
أحمد عدلي من القاهرة : بعد الضجة التي آثارها فيلم اللعبة العادلة
والذي شارك فيه الفنان المصري خالد النبوي إلي جوار الفنانة ناعومي واتس
والممثلة الإسرائيلية ليزار شارهي في مهرجان كان خلال دورته الأخيرة بسبب
سير النبوي إلي جوار شارهي على السجادة الحمراء للمهرجان السينمائي العالمي
، آثار الفيلم ضجة جديدة إذا تأجل العرض الخاص للفيلم لمدة يوم واحد بسبب
عدم الحصول على تصريح الرقابة.
وكان المفترض أن يتم تنظيم العرض الخاص للفيلم مساء اليوم الثلاثاء
إلا أن الرقابة لم تشاهد الفيلم إلا مساء أمس ولم تصدر تقريرها عن الفيلم
حتى ساعة كتابة التقرير لذا قررت الشركة الموزعة له في مصر تأجيل العرض حتى
تنتهي من الحصول على تصريح الرقابة.
ومن المقرر أن يطرح الفيلم تجاريا بالتزامن مع عرضه الخاص الذي سيشارك
فيه الفنان خالد النبوي بصفته أحد أبطال العمل ، ويأتي عرض الفيلم بعد أن
حقق إيرادات كبيرة لدى عرضه خارج مصر وفي عدد من البلاد العربية.
كان الدكتور سيد خطاب رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية قد أكد
أن تحديد موعد عرض الفيلم هو امر يخص الشركة المنتجة لافتا إلي أن هيئة
الرقابة قد حددت مساء الاثنين لمشاهدة الفيلم حتى تمنحه تصريح العرض في
مصر.
الفيلم تدور أحداثه حول الغزو الأمريكي للعراق ومقتبس من مذكرات
جاسوسة أمريكية أصدرت كتاب حمل نفس الأسم عام 2007.
الجدير بالذكر أن خالد النبوي تعرض لهجوم في وسائل الإعلام المصرية
بسبب اشتراكه مع الممثلة الإسرائيلية في الفيلم إلا أن النبوي نفى علمه
بجنسيتها وقت التصوير مؤكدا أن هناك عشرات الفنانين الآخرين من جنسيات
مختلفة الذين شاركوا في الفيلم.
إيلاف في
11/01/2011
زوم
هوليوود تبدّلت إلى النقيض غاب البطل ·· والمبادئ!!!
محمد حجازي
البطل الأنموذج غائب عن نتاج هوليوود منذ زمن، لم تعد الشخصيات
المثالية في قوتها وصفاتها المختلفة حاضرة لا في الادوار الرئيسية ولا في
سياق الاحداث العامة، وهيمن على المشهد واقع مختلف لبطل من نوع آخر، قد
يفوز بفتاة جميلة هنا، او مبلغ من المال هناك، او ينجو من رجال البوليس
فيهرب الى مكان بعيد·
كان الدور الاول صاحب سطوة على الجماهير، تقابله ادوار <حرامية>
يحاولون طوال الوقت إلغاءه أو التخفيف من وهجه، لكنه كان ينتفض في لحظة
ويقضي على جميع الاشرار دفعة واحدة·
وهناك مدد من هذه الشخصيات منذ هرقل، ماشيست، مروراً بكل الاسماء التي
تعاقبت في الغرب الاميركي مع رنغو، لـ جنغو، وصولاً الى رامبو، وروكي ثم
فجأة لا نجد اثراً لأحد من الاقوياء يحمل رسالة ابداً، في وقت اشتعلت نار
سوبرمان وسبايدرمان وباقي السلسلة ثم ما لبثت هذه ايضاً ان تراجعت حتى
لاعبي الكاراتيه لم يعد احد يهتم بهم بعدما غاب فان دام تماماً وتحوّل جاكي
شان الى الافلام الكوميدية الخفيفة ويحاول ستيفن سيغال ان يعيد مجد هذا
النوع من الافلام من دون جدوى جماهيرية مباشرة·
السؤال في السياق يصبح ملحّاً فلطالما صوّر الاميركيون افلاماً لمجرد
ان يؤشروا إلى خصوصيتهم وتفوقهم، ودعوة العالم من حولهم لأن يقتدي بهم
وفجأة لا يعود هذا الجانب يعنيهم ابداً، لا بل ان لاعب الشخصية الاولى في
اي فيلم، يُضرب ويُشتم وهو صابر بينما تجيء حكمة ربانية تدعوه لأن يطمئن
ويأتيه الفرج سريعاً من السماء، فقد بات طبيعياً ان تظهر علامات واشارات
وملامح دينية تتحكّم بهذا التوجّه وتوصل الى بر السلام·
ألم تعد المناقب التي يتعوَّد عليها الناس من الصفات اللائقة بالبطل،
ام ان الامر مجرد صنعة جديدة، موضة مختلفة، تيار تجريبي تجاري فقط، فليس
طبيعياً ان تكون الشخصيات السلبية والشريرة هي التي تقود نصوصاً وتستجلب
رواداً الى الصالات·
القدوة تغيب تماماً، لا بل ان الخطر يكمن في الذهاب بالكامل الى الضفة
الاخرى وكأنما الخير والايجابية والقوة ما عادت صفات حميدة طيبة، وإن كانت
الانماط في بعض صورها السابقة شجعت على العنف، ورسمت طريقاً مليئة بالورود
للمغامرين ما عزز بشكل لافت التداعيات الدراماتيكية لتجارب الشباب
والمتهورين في الحياة اليومية·
نعم، نجد في صور لا بأس بعددها اهتماماً بالشأن الاجتماعي، وكأنما
هوليوود تستشعر اخطاراً كبيرة محدقة في جوانب الحياة العائلية والعاطفية
فتلجأ الى هذا الخروج عن السائد في الموضوعات لترسم صوراً اخرى اكثر
ايجابية عن الزواج والانجاب والتعاون المشترك بين الطرفين، الى ما هنالك من
تزيين وتلميع للحياة المتناغمة بين الجنسين·
المهم ان السينما خرجت عن سكّتها الاولى··
اولوياتها ما عادت هي نفسها، لا لأن شيئاً تغيّر، بل لأن المشاهدين ما
عادوا يصدّقون ابداً دخول رامبو وحيداً الى فيتنام وقتله معظم الثوار، او
ان يتباهى فان دام ببهلوانية اطرافه فيما رصاصة واحدة ترديه فوراً، لقد
ذهبت الامور ناحية المنطق اكثر، واتجهت ناحية التسلية وملء الوقت بقصص
مفبركة اكثر عن تركيزها على وقائع حياتية غالباً، واذا كنّا ترى قاتلاً لا
يسلم من اذيته احد على مدى الفيلم وينجو في النهاية، فما هو المبرر الذي
نطرحه للناس، او ما هي الرسالة التي يرغب الشريط في توصيلها·
المشكلة ان هوليوود تقود العالم سينمائياً وافلامها تحدد المسارات
حقبة اخرى فإذا كنا سنمشي على هديها مغمضي العينين، فعلى الاقل ان ننعش
ادمغتنا حتى لا تذهب بعيداً ولا نعرف طريق العودة··
عروض
<كرو> في ميلودراما عائلية يُهرّب زوجته من سجن أميركي إلى
فضاء كاراكاس
<شيامالان> يحضر خاصّاً من خلال 5 أشخاص يُقتلون بغموض في
مصعد···
محمد حجازي
عديدة هي الاشرطة التي بُرمجت للأسبوع الطالع ونظراً لكثرتها اخترنا
فقط أنموذجين منها على أن نُفرد للباقي مساحة ملائمة لاحقاً·
The Next Three Days
شريط جميل، احببناه وفيه رسالة نموذجية عن قناعة رجل ببراءة زوجته من
جريمة قتل ومع ذلك لا مفر من محاكمتها ولا سبيل لانقاذها، لذا وقف الى
جانبها بشهامة ليس لانقاذها فقط بل لضمان ان ابنه الوحيد لن يعيش من دون
والدته حتى يكبر·
بول هاغيس يقدم فيلماً بسيطاً لكنه قريب من القلب مع راسل كرو، الذي
نواكبه هنا في دور ميلودرامي بعيداً عن شخصية المحارب الشجاع، لكنه مقنع،
وجاذب والكاستينغ (راندي هيلر) وُفِّق في جمعه بزميلته اليزابيت بانكس
ليكونا الزوجين جون ولارا مع ابنهما ميكي (مايكل بوي) يعيشون حياة هادئة،
سعيدة، لا شيء يعكّرها على الاطلاق·
فجأة·· وفي لحظة غير مناسبة يقتحم رجال التحري بطريقة قاسية منزل
العائلة ويقتادون لارا بتهمة قتل صاحبة ومديرة الشركة التي تعمل فيها،
وتسجن على ذمة التحقيق لتبدأ مرحلة قاسية في حياة هذه العائلة الصغيرة،
فميكي لا يقول شيئاً بعدما شبع من اهانات في مدرسته بأن امه قاتلة، بينما
جون يعيش مشاعر اخرى بينها وحدته مع ابنه، واحساسه بأن بيته انهار فوق
رأسه، وقد استطاع كرو ان يؤمن مشاعر صادقة في تعبيره عن هذا المناخ بنجاح·
التواصل العاطفي والاهتمام ظل متأججاً بين الزوجين، باستثناء الصغير
الذي لم يعرف كيف يسامح والدته البريئة أصلا من التهمة، ويذهب جون الى
محامين ومستشارين محاولاً الفوز ببصيص أمل لإنقاذ زوجته لارا، وفجأة أبلغه
المحامي الرئيسي بأنّ كل الابواب باتت موصدة في وجهه، وعليه فقط انتظار
لارا عشرين عاماً، وإما الاعدام·
عندها يقرر انقاذها، ويقصد لهذه الغاية واحداً من خبراء هذا النوع من
الممارسات ويدعى دامون بنينغتون (ليام نيسون) الذي يأخذ منه بدلا ماديا عن
وضع بنود تؤمن نجاح عملية تهريب او تحرير لارا من السجن، واول النصائح ألا
يخاف من شيء وأن يعرف انه ربما واجه القتل أو تخريب شيء ما اضطرارا، لكن
عليه أن يضع في رأسه الإصرار على المتابعة حتى آخر نفس وذلك كي ينجح في
النهاية·
وهكذا فعل جون، خصوصاً اخذه بنصيحة جمع اكبر رقم من المال النقدي بحيث
لا يحتاج الى اي مصرف عادي او آلي كي يسحب منه ما يصرف على عائلته طيلة خمس
سنوات على الاقل·
يتأهّب مباشرة بعد محاولة الانتحار التي اقدمت عليها لارا واستغل
نقلها الى احد المستشفيات كي يُخلي كل شيء من شقته، ويجهز سيارته ويقصدها
في المستشفى حيث يدخل غرفتها على اساس لحظات للاطمئنان عليها واذا به يشهر
مسدساً، ويتغلب على حارسيها ثم يجعلها تغيّر ملابسها وهي مذهولة لا تصدق ما
تراه وعندما سألته لماذا لم يضعها في صورة ما يخطط له بادرها لأنني اعرف
مسبقاً انك لن توافقي على ذلك·
وتبدأ مرحلة الهروب، حيث يمران على ابنهما ميكي ويأخذانه من حديقة
الحيوان ثم ينطلقان بالسيارة الى محطة قطار، الى سيارة، الى طائرة تحملهم
جميعاً الى كاراكاس عاصمة فنزويلا، حيث يبدأ الجميع حياة جديدة هنا·
هاغيس استعان على النص بـ فريد كافاييه، غيوم لومانز، وقدم شريطاً
ذكياً في كل تفاصيله، خصوصاً الدقة في برودة اعصاب الزوجين، وحرارة مطاردة
رجال الامن لهما فيما ادار التصوير ستيفان فونتان وتولى الاشراف على عمل
المؤثرات الخاصة والمشهدية: ستيفاني جينو شيو، ومايكل منيسندن·
Devil
في 80 دقيقة وعن قصة وإنتاج للكاتب والمخرج المعروف م· نايت شيالامان، تولى
جون ديريك رويدل اخراج هذا الشريط عن نص وضعه برايان نيلسون، وهو مادة
بالامكان تقديمها على خشبة المسرح نظراً لوحدة المكان وهو مصعد مبنى كبير،
مع وجود خمس شخصيات بداخله يشكلون موضوع الفيلم الذي يحاول ان يؤكد أن وجود
خمس اشخاص معرضون للموت في مكان واحد يعني انهم ارتكبوا آثاما عديدة في
حياتهم وهم يدفعون ثمنها معاً، وحيث لا وجود لبريئين اطلاقاً·
امرأة عجوز (جيني اوهارا) المرأة الشابة (بوجانا كوفيك) احد حراس
المبنى (بيكيم وودبين) الرجل البائع (جيفري آراند) وراميريز (جاكوب فارغا)·
الخمسة في المصعد، يتوقف بهم فجأة وتنتبه اليهم اجهزة الرقابة في
المبنى ويسعى موظفان جهدهما لإعادة تشغيل المصعد، دونما طائل، فهو لم يتحرك
من مكانه الا مرة واحدة حين هبط فجأة بمن فيه، وكاد يقتلهم جميعاً لكن
نصيبهم كان الموت بطريقة مختلفة، تجرح المرأة الشابة في ظهرها وينكر جميع
الموجودين ان احداً لمسها، ثم يسقط البائع جثة هامدة، ثم يضرب ويلكم ويسقط
مغشياً عليه الحارس الأسود في وقت يكون عمال الصيانة يقومون بمهمة فتح ثغرة
في حائط المصعد من الباطون للولوج الى الداخل، ويقوم احد المسؤولين بتفقد
الغرفة الكهربائية حيث تكون المفاجأة انزلاقه من دون سبب، ومصرعه تماماً
مثل عنصر المراقبة الذي صعقه التيار الكهربائي·
وهكذا موت بالمجان، والتلميحات على الدوام هي لقوة شريرة خفية تستهدف
هؤلاء حتى تقضي عليهم تباعاً، ومن دون ان يتمكّن ضابط التحري بويدن (كريس
ميسِّينا) من رصد اي دلائل تصب في خانة كشف الفاعل او الفاعلين على السواء·
هو شريط الترقب والمراقبة الدقيقة مع موسيقي تصويرية خاصة ومميزة لـ
فرناندو فيلاسكيز·
نمط له انصاره سينمائياً من الذين يحبون الغموض ويشعرون معه بالمتعة
والراحة، او الاثارة لا فرق·
نقد
<هاثاواي> و<غيللينهال> في كوميديا عابرة للمخرج إدوارد
زويك على مدى 112 دقيقة
عقار الذكورة يُلهم الفيلم والبطلان لا ينفصلان إلا نادراً
على الشاشة···
محمد حجازي
هل عادت الأفلام التي تحرك المشاعر الجنسية عند المشاهدين· في الماضي
القريب عبر شارون ستون، والابعد عبر العديد من الاجساد الملتهبة للممثلات
(كيم بازنجير، باميلا أندرسون، وغيرهما) كانت الكاميرا تنقل مفاتن النجمات
اللواتي ذهبن بعيداً في السماح بها، اما اليوم فإن الاحتكاك ما بين الجنسين
على الشاشة هو السائد، وما عادت الممثلة تتعرى فقط لترصدها عين الكاميرا،
بل ان عيون الرواد باتت تتابع الفعل الجنسي شبه كامل امامها·
كل هذا لا يغفر لشريط (Love And Other Drugs)
المأخوذ عن كتاب بعنوان (Hard Sell
:
The Evolution of A Viagra Salesman)
لـ جيمي ريدي، فإذا كان بطل الشريط، الذي يبيع هذا العقار الذي ينعش
الذكورة ويقوّيها يعيش لهواً وتوزيعاً لطاقاته في كل الاتجاهات خدمة لهذا
المنتوج السحري، فلماذا كل هذا الكرم من المخرج ادوارد زويك في دفع اللقطات
بين البطلين العاريين ماغي مردوك (آن هاثاواي) وجيمي راندال (جاك غيللينهال)
ومع ذلك يكون الحب بينهما متعثّراً، فكل هذه العاطفة الجنسية بينهما اخذت
وقتاً طويلاً جداً حتى خفق قلباهما اخيراً، في آخر اللقطات لشريط مدته 112
دقيقة، اشترك في وضع السيناريو الخاص به المخرج زويك، وشارلز راندولف،
ومارشال هيرسكوفيتز·
الفيلم هو آخر ما صوّرته الممثّلة الراحلة جيل كلانيبيرغ (بطلة حنا·
ك) وتجسّد هنا دور نانسي، راندال والدة جاك في دور جيمي، والذي يعزينا في
السياق السلاسة المطلقة للمخرج زويك سيد الافلام الكوميدية الممسوكة
والمرتكزة على نصوص قوية عميقة، لكن الشيطان يكون دائماً في التفاصيل·
الاندفاع والرغبة الجامحة آتية على مدار الفيلم من النساء مع ان الذي
يتعاطى العقار الداعم للذكورة هو الوحيد جيمي، كلهن يردنه، ويتبعنه كيفما
تحرك، والحديث من البوابة حتى آخر اللقطات عن الجنس، الى حد نريد من يوقظنا
من هذا الكابوس الذي يرهقنا عادة في برامج محطاتنا المحلية لتجيء السينما
ومن دون استئذان في الدخول مجدداً على خطها الجديد القديم لجذب جيل مراهق
من الرواد·
لم يكن غيللينهال ولا هاثاواي في حاجة لأي جهد تمثيلي امام الكاميرا
بوجهيهما لأن الكاميرا مرّرت عينها على تفاصيل جسديهما في عشق خاص يعكس
تياراً جارفاً من هذا الملاذ الدائم عند الملمات لكاتبي السيناريوهات وهو
الجنس، لأنه اسهل الصياغات، واكثرها جذباً للمتابعين·
لقد احتجنا جهداً مضاعفاً كي نعرف لماذا اختلف جيمي وماغي او لماذا
عادا واتفقا، هما معاً على الدوام، هي مهووسة بجسدها وتحب الرجال حباً
جماً، وهو لحسن الحظ بائع العقاقير الخاصة بتجهيز الرجال كي يكونوا اصحاب
اداء حسن مع من هن في مواصفات ماغي ونزواتها، وهكذا يتصوّر الفيلم انه يعبر
المسالك كلها من دون عقبات·
في الواقع لم نخرج بالكثير من الفيلم ·· شاب وفتاة لا يشبعان من
بعضهما البعض، والشاشة تمنحهما الوقت الكافي كي يعلنا ذلك بالصوت والصورة
واللامبالاة بالكاميرا وقد حاولنا جاهدين ان نعثر على عبرة ما، ولكن دونما
طائل، فقط هذا الرابط، الجاذب، وهناك آزاريا في شخصية الدكتور ستان، وما
عدا ذلك يمر الفيلم حتى نهايته ونخرج منه من دون ان يعلق الكثير في اذهاننا،
لكنه عمل ليس مزعجاً فتنفيذه احترافي بامتياز لكن موضوعه لم يخدمه كثيراً
لأن حيثياته عادية جداً·
ذكرى
12 و33 شمعة···
محمد حجازي
مرت 33 سنة على رحيل دولت ابيض زوجة جورج ابيض التي تعتبر اول ممثلة
عملت كمحترفة في السينما، وهي من أم روسية وأب لبناني (حبيب بطرس قصبجي)
وظلت تعمل في السينما حتى قبل 6 سنوات من رحيلها، عندما ظهرت في فيلم <امبراطورية
ميم> لـ حسين كمال عام 72 مع السيدة فاتن حمامة·
عام 53 اشهرت اسلامها مع زوجها وتركت ابنتين هما سعاد، وايفون، وكانت
ظهرت في حوالى 30 فيلماً منها: مصنع الزوجات، ابن البلد، الريف الخريف،
غرام الآسياد، الوردة البيضاء، المراهقات، الحقيقة العارية·
ومنذ 12 عاماً <غادرتنا> الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، وفي هذه
الذكرى فقط نشط الوسط الانتاجي لإنجاز عدة اعمال عنها ابرزها حلقات باسمها،
وتجسّد دورها وفاء عامر ومن إخراج عمر الشيخ·
وتظهر الشخصية في حلقات: الدوان جوان، عن غراميات رشدي اباظة، وفي
مسلسل <عوّام في بحر النغم> عن حياة محمد فوزي وتلعب دور تحية: دينا·
اللواء اللبنانية في
11/01/2011 |