مواطن مصري، فارس يعشق الأرض، عاش دائماً وفق قانون الاختيار، فاختار الفن
قبل الشهرة، الكبرياء قبل النجومية والاحترام قبل الانتشار.
اختار أن تكون أعماله
رصيداً يضيف إلى إنسانيته لا عبئاً يحسم من تاريخه.
طموح، عنيد، مقاتل، فلاح بسيط، صريح، جاد... تركيبة إنسانية من السهل أن
تحبّها ومن الصعب أن تنساها. إنه الفنان عزت حسين العلايلي،
مواليد باب الشعرية في
القاهرة وخريج المعهد العالي للفنون المسرحية.
·
لو عدنا بالذاكرة الى الحي
والبيت حيث نشأت، كيف تصفهما؟
أنا من باب الشعرية، أحد الأحياء الشعبية الشهيرة في القاهرة الزاخر بمعاني
الرجولة و{الجدعنة»، عندما بلغت الرابعة من عمري سافرت مع
والدي إلى الإسكندرية
بحكم طبيعة عمله، لذا لا أعي تماماً تلك الفترة ولم تعلق في ذهني صور عنها،
لأنني
فتحت عيني على الإسكندرية وتحديداً على بحرها الذي أعشقه.
·
هل كنت طفلاً شقياً؟
كنت «عفريتاً» وكوارثي كثيرة.
·
متى بدأت علاقتك بالمسرح؟
هويت المسرح قبل أن أراه، ففي التاسعة من عمري كنت أرصّ الكراسي في الصالة
وأرفع
المراتب من على السرير وأرصّ ألواح السرير لأصنع منها مسرحاً
ثم أحضر ملاية وأصنع
منها ستارة، وكنت أدعو الجيران وأبيعهم التذكرة بمليم وأمثل أمامهم وأقلد
أفراد
العائلة. كنت مغرماً بشكوكو وكم تمنيت أن أكون فناناً مثله لأنه حقق
انتشاراً
واسعاً في الأربعينيات وله مونولوجات ما زلت أحفظها.
·
«فاكر
حاجة منها»؟
الهاشا باشا تاكا...
الهاشا باشا تاكا...
يعني وبعدين معاكا...
يا ساقين المر سيك...
ما بلاش إن كان ضروري
أشوي لك رطل بوري
ده أنا قلبي من هواكا
بيعمل تيك تيك تيك.
·
هل كنت تقلّد الأساتذة في
المدرسة؟
نعم واشتهرت بهذه الموهبة. في إحدى الحفلات التي نظّمتها المدرسة، قلّدت
المدرسين فأعجب هؤلاء بموهبتي ولكن عندما قلّدت الناظر تربّص
بي وفي اليوم التالي
أخرجني من الطابور وأعطاني «علقة سخنة» لأكون عبرة لبقية التلاميذ.
·
من لفتك من الممثلين في تلك
الفترة؟
محمود المليجي وكنت أشاهد أفلامه في سينما «ستراند الصيفي» التي كانت تقدّم
عروضاً مستمرة، كذلك كانت تستهويني الأفلام الأميركية.
·
هل كنت متفوقاً في الدراسة؟
في مادة النصوص الأدبية فحسب. أذكر أمين أفندي، مدرّس اللغة العربية، الذي
نمّى
فيّ عشق قراءة القصص، وكان ينظّم مسابقات يومية بين التلاميذ
لمن يقرأ أكبر عدد
منها.
·
حدّثنا عن والدك.
كان، رحمه الله، يعمل محاسباً في القطاع الخاص وقدوة لنا داخل البيت
وخارجه،
يحفظ دواوين الشعر ويهوى الرياضة ويعاملنا كأصدقاء له ويأخذ
برأينا في أمور
كثيرة.
·
ما أكثر صفة ورثتها عنه؟
الصبر والقناعة.
·
هل كنت تشكي له همومك؟
قال لي مرة بيتين من الشعر للإمام الشافعي، ومنذ سمعتهما اعتبرتهما دستور
حياتي:
«عزّ
من قنع وذلّ من طمع/ ما طار طير وارتفع.. إلا وكما طار وقع». لا بد من
القناعة
بما قسمه الله لنا وألا نتطاول إلى ما في يد الغير سواء بالنظر أو الفكر.
·
تردّد دائماً: «لم أكن أسمع صوت
والدي إنما صوت جدي الجهوري وهو يدوّي في أرجاء
منزلنا»، لماذا؟
صحيح. كان جدي لأمي، الحاج حسين، كبير العائلة و كانت أملاكه في حي الفجالة
ويتمتع باحترام الناس، وكان يملك حديقة كبيرة يتردد عليها
فقراء الحي في رمضان.
للعلم، لم يكن «سي السيد» إنما كانت زوجته تتحكّم بالبيت وخارجه.
·
وماذا ورث الحفيد من جده?
مثل شعبي رائع يقول: «امشي عدل يحتار عدوك فيك».
·
رحل الأب وأنت في الثانية
والعشرين من العمر، كيف عشت رحيله؟
كان مشهداً لا أنساه، قال لي: «شيل أخاك من على كتفي»، وكان لي أخ اسمه
يحيى مات
وهو طفل، ثم وضع يده في جيبه وقال لأمي رحمها الله: «خدي
المبدأ حطيه في إيدك
وحافظي عليه»، ثم أخد يدها وقفل عليها وفاضت روحه.
·
إلى أي مدى عوّضتك الأم غياب
الأب؟
أمي «ست» عظيمة وحنونة، تنتمي إلى عائلة الجباس، إحدى أشهر عائلات الفجالة،
وتشكل نموذجاً للأم المصرية التي تريد إسعاد أولادها ولو على
حساب حياتها
ومتطلباتها. لديّ صورة وأنا أحضنها وأقبّلها بعد نجاح «الأرض» فيلمي الأول.
أبكي
بشدة كلما رأيت هذه الصورة.
·
ما كانت هواياتك في فترة الصبا؟
القراءة والرحلات والتنزّه مع أصدقائي على متن مركب في النيل.
·
هل كنت تهتم بأناقتك؟
طبعاً. كنت أرتدي قمصاناً وأفتح أزرارها وأهتم بتسريحة شعري، مع ذلك كنت
خجولاً
و{مستحيل أعاكس أي بنت}.
·
هل تذكر أول حب في حياتك؟
زوجتي.
·
ما الذي جذبك إليها؟
الزواج قسمة ونصيب، رأيت أنها تصلح لأن تكون أماً وزوجة لأنها تربت في بيت
متديّن وكان والدها، رحمه الله، رجلاً فاضلاً ووالدتها قريبتي.
·
ما أكثر صفة تحبّها في المرأة؟
ذكاؤها.
·
والصفة التي تزعجك؟
«الرغي».
·
كيف حافظت على عدم اقتحام
خصوصيات حياتك وبيتك طوال مشوارك الفني؟
لزوجتي الفضل في ذلك، ثم أستريح في حياتي الخاصة من عناء العمل ولا يصح أن
يتلصص
عليها أحد.
·
لو كنت صحافياً وأردت إجراء حوار
مع شخصية تاريخية، فمن تختار؟
الفاروق عمر بن الخطاب العادل الرائع، كان يمرّ ليلاً على البيوت ويردّد:
«لو
تعثرت دابة في العراق لسألت عنها يوم القيامة».
·
إلى من تستمع من المطربين؟
أعشق الكلاسيكيات وتراث سيد درويش وعبد الوهاب وأم كلثوم، كذلك تستهويني
أغاني
هاني شاكر وعلي الحجار ومحمد منير ومحمد فؤاد.
·
غنّيت في مسرحيات: «الإنسان
الطيّب»، «ملك الشحاتين»، «عريس وعروسة»، «تمر
حنّة»، «الزواج تأديب وتهذيب وإصلاح»، كذلك جسّدت شخصية مغنٍّ
في فيلم «قنديل أم
هاشم»، ما حكايتك مع الغناء؟
أهوى الغناء، لذلك درست الموسيقى والنوتة وتعلمت العزف على العود على أيدي
مدرسين متخصصين.
·
هل صحيح أن من بين أحلامك
القديمة أن تكون طياراً؟
نعم ولكني فشلت.
·
ما الذي يؤلمك؟
نكران الجميل، ومن الأقوال المأثورة التي أحفظها: «إذا أكرمت الكريم
ملكته.. وإن
أكرمت اللئيم تمرّدا».
·
هل صحيح أنك أهلاوي متعصب؟
نعم لكني لست متعصباً، ولي أصدقاء كثر من نادي الزمالك.
·
من هو الشخص الذي ترفض التعامل
معه؟
الحقود.
·
دمعتك قريبة؟
بصورة غير عادية وتسقط بغزارة أمام أي موقف مؤثر، خصوصاً في حالة مرض إنسان
عزيز
عليَّ.
·
هل تجيد الديبلوماسية?
إطلاقاً، فلا ألفّ وأدور لأن عيني تفضحني.
·
هل أنت مسالم أم مقاتل عنيد؟
عنيد جداً ولا أترك حقي أبداً وأسعى إلى الحصول عليه بالمنطق بعيداً عن
الصراخ
والعنف.
·
كيف تحمي قلبك من الشيخوخة؟
بالصراحة والوضوح مع النفس.
·
نقطة ضعفك؟
الأطفال. للعلم، لقب «جدو» غيّر حياتي كلها.
·
هل تداوي جروحك باستمرار؟
أحياناً تبقى في داخلي وتمنحني الشجن الناعم الذي يفيدني في فني.
الجريدة الكويتية في
03/01/2011
(فاصل ونعود) يثير رعب المنتجين ويعرضهم للابتزاز والتشهيـر
منة عصام
رغم كم الأزمات التى تعانى منها صناعة السينما المصرية حاليا وأشهرها سرقة
الأفلام من دور العرض، إلا أنه قد ظهرت على الساحة مشكلة جديدة أخطر أصبحت
تهدد الصناعة أكثر من ذى قبل وهى سرقة النسخ الأصلية قبل عرضها فى السينما
وكان السبق فى هذا الأمر لفيلم «فاصل ونعود» للفنان كريم عبدالعزيز الذى
تمت سرقته منذ شهر بل ووصل الأمر إلى حد ابتزاز بطل الفيلم ومنتجه
ومطالبتهما بمبلغ مليون جنيه وإلا سيتم عرضه على الإنترنت، المشكلة لم تنته
بمجرد القبض على السارقين ولكن فى تهديد صناعة بأكملها للدرجة التى دفعت
المنتج محمد حسن رمزى للقول «قريبا سنتلقى العزاء على روح السينما»، وفى
التحقيق التالى يشرح لنا المنتجون مخاوفهم المستقبلية من أزمة لم تكن فى
حسبانهم.
فى البداية شرح المنتج هشام عبدالخالق لـ«الشروق» عملية سرقة فيلم «فاصل
ونعود» والابتزاز الذى تعرض له، قائلا «النسخة الأصلية للفيلم عبارة عن
نيجاتيف نقوم بتحويله لنسخة 35 ملم، والفيلم يمر بعدة مراحل تتمثل فى
المونتاج والمكساج وغيرهما، وأثناء مرحلة تركيب الموسيقى والصوت على الفيلم
فى أحد المكاتب التى نتعامل معها، قام أحد العاملين فى المكتب عن طريق
الشبكة المشتركة بين جميع الأجهزة بسرقة نسخة الفيلم، واشترك فى تلك السرقة
3 أشخاص اثنين منهم فى سن العشرينيات والثالث رجل عجوز»، وأضاف «خطورة
المسألة تمثلت فى سرقة النسخة منذ شهر تقريبا واضطررنا لإخفاء الموضوع
تماما وظللنا نعمل مع رجال المباحث سرا حتى نصل للجناة، الذى قاموا بعمل
دعاية للفيلم على شبكة الإنترنت وصمموا بوسترا دعائيا وكتبوا (فاصل ونعود
حصريا قبل نزوله بالسينمات) بل وحددوا ميعادا لذلك وكان الخميس الساعة
الواحدة بعد منتصف الليل ولكن الحمد لله تمكنت الشرطة من القبض عليهم
الساعة 11 مساء أى قبل الميعاد المحدد بساعتين فقط».
وأوضح عبدالخالق مشكلات جمة أخرى قد يمكن أن يتعرض لها لو تم نشر الفيلم
على الإنترنت أولها هى التوزيع الخارجى الذى كان سيغلق أبوابه أمامنا
تماما، وحتى لو وزعنا خارجيًا فسنضطر للبيع بالبخس، هذا بالإضافة إلى وجود
دول لم تعد تشترى منا أصلا لاعتمادها على النسخ المسروقة وأشهرهم المغرب
وسوريا، وبالتالى شىء كهذا قد يؤدى لإفلاسنا».
وعن الكيفية التى ستمكنهم فيما بعد من حراسة الفيلم والمحافظة عليه فى
مراحل ما قبل العرض، أكد عبدالخالق أهمية عنصر التخويف والتوعية، قائلا
«اتفقنا بعد هذه المحنة على تكبير الموضوع وتضخيمه حتى نعلم كل من تسول له
نفسه شدة العقوبة التى ستقع عليه فى حال قيامه بسرقة المصنف، فالقانون الآن
لا ينظر لسرقة المصنف الفنى على أنه مجرد سرقة ولكنه تعداها لحدود التعدى
على حق الملكية الفكرية وهذه عقوبتها 3 سنوات حبس، كما سنقوم بعمل تنويه فى
التليفزيون بخطورة المسألة وبأهمية الأمن العام لأنه من حق أى شخص إذا شاهد
بيع مصنف فنى بصورة غير شرعية أن يبلغ البوليس، واعترف أننا كمنتجين لم نكن
واعيين لخطورة الأمر ولكن المسألة تعدت ذلك لحد التشهير والابتزاز».
أما المنتج محمد حسن رمزى فقد كشف عن تعرضه من قبل لسرقة نسخة فيلم الديلر
من قبل جناة أوكرانيين وابتزازه، قائلا «بسبب مشاهد فيلم الديلر التى تم
تصويرها فى أوكرانيا تعرضت للتهديد بنشرها على الإنترنت بل ووصل الأمر لحد
ابتزازى، ولكن اللأمر فى حالية فيلم فاصل ونعود أخطر لأن الأوكرانيين لم
يكن ليستفيدوا شيئا من نشره كما أن عدد تلك المشاهد قليلا جدا، ولكن هذه
المرة كان الفيلم بأكمله، واعترف أن الأمر ضخم وكبير، والحل الوحيد لتلك
المشكلة هو عمل فيش وتشبيه لجميع العاملين بالمكاتب الفنية التى نتعامل
معها سواء الصوت أو المونتاج أو غيره، لأنى لن استطع وضع حارس على كل فيلم،
بل واعترف أيضا أن الداخلية ليست مقصرة بل نحن المقصرون معها».
وأكد رمزى أن هناك وسائل معينة يخطط لها حاليا ولكنها لمنع سرقة الفيلم من
دار العرض تتمثل فى «نتفق حاليا على استيراد أجهزة توضع فى السينمات متخصصة
فى التشويش على كل ما يعمل سواء موبايل أو لاب توب أو كاميرا، وسنضع
كاميرات فى دور العرض؛ ففى دبى يعملون بتلك التقنيات التى تمنع سرقة
الأفلام، وهذا ما يرهب من يحاول ذلك».
ومن ناحيته، أكد المنتج والمخرج هانى جرجس فوزى على أهمية ضمان وتنقيح
الأشخاص الذى يتعامل معهم المنتج عبر جميع مراحل الفيلم الفنية «لأول مرة
تحدث سرقة رسمية وجائرة بهذا الشكل على فيلم، ومن الممكن التحكم فى سرقة أى
فيلم فبل عرضه ــ كما حدث ــ عن طريق تقطيع وتقسيم الفيلم لأجزاء وبعثها
على دفعات ومراحل مثلا لمهندس الصوت وغيره، حتى نضمن على الأقل أنه فى حاله
السرقة فإنها لجزء صغير من الفيلم وليس كله» مضيفا «أنا فى عملى لا أعمل
إلا مع من أثق بهم والمنتج فى النهاية له سلطة على كل من يعمل معهم لأنه
المتحكم فى اختيارهم وتنقيتهم ومن المفترض ألا يتم الاختيار عشوائيا».
وقال المنتج محمد حفظى إن «هناك طريقة للحفاظ على الفيلم فى مراحله الأولية
تتمثل فى توقيع مسئولية على المكاتب والشركات المسئولة عن الصوت والمونتاج
والمكساج، فنحن عندما نتعامل معهم يكون هناك عقد مبرم بيننا يقنن الأمر
ويشعرهم بالمسئولية فى حال وقوع أى ضرر، وعادة نسخة الفيلم التى يتم
إرسالها لتلك الجهات يكون موضوعا على الشاشة شريطا موضحا إلى أى جهة مفترض
أن ترسل النسخة سواء إلى المونتاج أو الصوت»، مضيفا «الأهم من كل ذلك هو
ضرورة توقيع عقاب رادع وشديد على سارقى فيلم فاصل ونعود حتى يكون واعظا
لغيره، والإعلام لابد أن يهتم بهذه المسألة».
الشروق المصرية في
03/01/2011
حارس لكل فيلم
بقلم: خالد محمود
سرقة فيلم «فاصل ونعود» قبل نزوله فى دور العرض يثير مخاوف كثيرة حول تطور
طرق القرصنة وألاعيب حرامية الإبداع وجناة الملكية الفكرية، ويبدو أن الأمر
أصبح يتطلب «حارسا لكل فيلم» حتى لا يجرؤ أحد على السطو والاقتراب من
المنتج السينمائى الجديد وتهديد وابتزاز أصحابه الذين سيبكون بالدموع لو
تكرر الأمر وربما يعلنون إفلاسهم.
واقع الأمر أنه حتى فى ظل وجود هذا «الحارس» ربما لا تتوقف السرقة ولا
التهديد والوعيد والابتزاز.. لماذا؟ لأن هناك من هم غير أمناء من الفنيين
الذين يمر عليهم الفيلم عبر تنفيذ مراحله النهائية من مونتاج ومكساج، فجزء
من أصابع الاتهام تشير إليهم، ومن غير أحدهم يمكنه أن ينقل نسخة الفيلم قبل
عرضه وتكوين تشكيل عصابى يساوم أصحاب الفيلم ويبتز اموالهم.
المهمة أصبحت ثقيلة فكيف سيواصل محبو السينما من منتجين وموزعين المشوار
بعد ان أثقلتهم الظروف هما وقلقا وخوفا.. النجم غالى فى أجره.. أدوات
التصوير ارتفع سعرها.. الضرائب تواصل مطاردتها.. الرقابة عنصر منغص..
انخفاض الإيرادات.. انهيار سوق التوزيع الخارجى، وبعد كل ذلك ربما يذهب
الفيلم هباء مع الريح عبر السرقة والابتزاز.. فيا أيها المخلصون للسينما
فتشوا عن الخائن بينكم.. حاسبوه ولا ترحموه.. يرحمنا ويرحمكم الله. هل
اكتشف فجأة عبداللطيف المناوى رئيس مركز أخبار مصر أن البرنامج العبرى الذى
تقدمه قناة النيل الدولية منذ فترة طويلة بلا قيمة أو جدوى ولم يحقق أى
هدف؟.. هل اكتشف فجأة أن الرأى العام الاسرائيلى لا يشاهده بسبب عدم وصول
إرسال قناة النيل الدولية أصلا لإسرائيل؟. أخشى أن نكتشف أن قناتنا الدولية
التى تبث للعالم بكل اللغات لم تصل لمشاهديها المعنيين فى الخارج وليس مجرد
برنامج واحد ودولة واحدة.
ــ ارتحت كثيرا لقرار تليفزيون ديسكفرى بتأجيل بث تشريح جثة نجم البوب
الراحل مايكل جاكسون. كان المشاهدون سيرون بالتفصيل عملية تشريح الجثة التى
تمت للوصول لسبب الوفاة الحقيقى، وإذا كان قرار ديسكفرى يعود لاسباب قضائية
ــ حيث مازالت القضية فى ساحات المحاكم ــ فإن الأزمة الكبرى فيمن يفكر فى
إذاعة عملية التشريح بكل قسوتها وخطورة بثها على المتلقى. ويبدو أننا
سنشاهد العجب على قنوات التليفزيون فى المرحلة المقبلة وفى ظل منافسة
مشروعة وغير مشروع لجذب المشاهد،وسنندم كثيرا لأن ما نشاهده سيؤثر على
ثقافة المجتمع وأفكاره واتجاهاته وستتغير خريطة الشارع الأخلاقية والنفسية
وخاصة لدى الجيل الجديد.. ويا خوفى من هذا التغيير.
الشروق المصرية في
03/01/2011 |