كل عام وأنتم بخير.. انتهي الموسم السينمائي المصري وقد استقبلت دور
العرض خلال هذا العام عدد "29" فيلما روائيا طويلا فقط. وفيلم عربي واحد
فقط من فلسطين هو "المر والرمان".. وذلك في اسوأ موسم سينمائي علي الاطلاق
منذ عدة سنوات.
وبهذا الرقم "29" تقل عروض الافلام عن العام الماضي. والذي وصل إلي
"39" فيلما. بل وتقل عن العام السابق له حيث عرض "47" فيلما.. وبذلك يكون
مستوي عروض الافلام ومن ثم انتاجها في هبوط مستمر بمعدل عشرة افلام كل
عام!!
يرجح الخبراء اسباب هذا الهبوط الحاد إلي الأزمة الاقتصادية الطاحنة
والتي أثرت علي القنوات الفضائية بالدرجة الأولي وهي الممول الرئيسي
للأفلام. فضلا عن سرقة الأفلام عن طريق القرصنة. وبالتالي قل دخل المنتج من
دور العرض. فضلا عن ارتفاع أجور النجوم الجنوني والذي لا يواكب ظروف الأزمة
الحالية بل ويتناقض معها!!
ومع ذلك فالسينما المصرية بالذات تقاوم. وهي مثل القط بسبعة أرواح.
فرغم كل ظروفها تقوم بالحصول علي العديد من الجوائز في الداخل والخارج..
كما يحصل أبطالها من الكبار والشبان علي التكريم اللائق بهم وبسينما عمرها
مائة عام.. بل وتتحدي بالسينما الجديدة والمستقلة التي يقودها الشبان
ويحصلون بها علي جوائز خارجية. وهي فرصة لضرب أجور النجوم الخرافية. فضلا
عن طرح اراء وموضوعات مغايرة بكل المقاييس. ومن أمثلة ذلك افلام "بصرة"
و"ميكروفون" و"حاوي" وغيرها.
ولذلك قدمت السينما في عام ازمتها هذه "7" مؤلفين جدد هم: سيد فؤاد
وأشرف حسن وألفت عثمان وعلا عز الدين حمودة وأحمد عبد الله السيد وشريف
نجيب واسامة رءوف.... وكذلك قدمت "7" مخرجين يقدمون أعمالهم لأول مرة هم:
كريم العدل وأحمد عبد الله وأحمد غانم ومحمد العدل ومعتز التوني وأحمد
رشوان ومحمد دياب.
وتجيء افضل ثلاثة أعمال هذا العام هي: "رسائل البحر" و"بنتين من مصر"
و"عسل أسود" وقد يزيد عليهم "تلك الأيام" و"هليوبوليس".. ومعظمها لدماء
جديدة تم دفعها في سينما تعشق المغامرة والتغيير برغم كل مشاكلها الطاحنة.
يجيء علي رأس النجوم عادل إمام الذي قدم "زهايمر" مع الشبان فتحي
عبدالوهاب وأحمد رزق ونيللي كريم ليثبت أنه الوحيد القادر علي الاستمرارية
كل عام في وقت غياب كل زملائه من الكبار بمن فيهم النجمات اللاتي اختفين
تماما من الساحة هذا العام باستثناء الظهور المفاجئ لكل من شويكار وصفية
العمري وسمية الألفي وذلك علي ادوار محدودة!
شهد هذا الموسم أيضا مطاردة ظريفة بين النجمين أحمد السقا وأحمد حلمي.
حيث قدما في منتصف السنة فيلمين هما "الديلر" و"عسل أسود". وفي نهاية العام
قدما فيلمين معا أيضا في منافسة كأنها مقصودة وهما "ابن القنصل" و"بلبل
حيران"!!
وتقدم السينما هذا العام مجموعة من الوجوه الجديدة والشابة في أدوار
البطولة لأول مرة وأبرزهم: أحمد داود ومريم حسن واية حميدة في "ولد وبنت"
وشادي شامل وعمر حسن يوسف وتامر شلتوت في "قاطع شحن" وهاني عادل ومحمد
بريقع في "هليوبوليس" وليلي سامي في "تلك الأيام" وعمرو يوسف وحسام الحسيني
في "نور عيني" وايمي سمير غانم في "عسل اسود" و"بلبل حيران" وأمير المصري
وشادي خلف في "الثلاثة يشتغلونها" وصبا مبارك في "بنتين من مصر" ولاميتا
ومني ممدوح والطفلة ليلي أحمد زاهر في "محترم إلا ربع" وناهد السباعي في
"بصرة" و"678" ونهلة زكي في "بون سواريه"!
وفي الوقت الذي انفردت فيه غادة عبدالرازق ببطولة فيلمي "كلمني شكرا"
في أول السنة و"بون سواريه" في ذيلها. قامت ياسمين عبدالعزيز بمنافسة نجوم
الكوميديا ببطولة فيلم "الثلاثة يشتغلونها" وبشري في "678" في الوقت الذي
تراجعت فيه بطلات السنوات السابقة في السينما كبارا وشبابا!
ويختفي محمد هنيدي لأول مرة من هذا الموسم وكذلك اختفاء أحمد عز بينما
يواصل محمد سعد وأحمد مكي وتامر حسني التواجد هذا العام بالمنافسة علي
تحقيق أعلي الايرادات.. وكذلك لفت النظر هذا العام وجود ثلاثي أضواء
السينما أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو بفيلم "سمير وشهير وبهير" الذي لفت
الانظار إليه بقوة.
كما كان الحضور المميز للنجمة المخضرمة لبلبة لافتا للنظر وهي تقوم
ببطولة فيلمها الاجتماعي المهم "عائلة ميكي".
كما شهد الموسم عودة الكتاب الكبار مثل بشير الديك "الكبار" ومحمود
أبوزيد "بون سواريه" فضلا عن رواية فتحي غانم "تلك الأيام" وإبراهيم أصلان
"عصافير النيل"!
القراء والنقاد:
سعد وحلمي وعبدالجليل وشويكار وصبا لفتوا الأنظار
مر عام 2010 كالحلم سريعاً.. تغيرت فيه خريطة السينما وربما الفن
عموما. ورغم أن الحسابات الفلكية تثير منذ عشرات الأعوام. وكالعادة نفاجأ
بكل شيء مثل قدوم رمضان وهو ما جعل الموسم السينمائي ووراءه الموسم
التليفزيوني في حالة هرج. الكل يلهث وراء الانتهاء من العمل ثم عرضه في
موسم "مزنوق" قبل رمضان بشهر ومثله في عيد الفطر ثم عيد الأضحي وهكذا..
ورغم كل هذا التشويش إلا أن السينما في 2010 ذات مذاق خاص فتعددت
الأفلام المستقلة وظهر فيلم للمخرج الفذ داود عبدالسيد الذي يعتبر حدثا
وبالطبع طرح تامر حسني والسقا وأحمد حلمي أعمالهم وخرج كريم عبدالعزيز من
"المولد بلا عمل".. ولكن يبقي الحكم علي هذه الأعمال للقارئ فهل شاهدت
الفيلم الجيد أم المستقل أم التجاري اسئلة طرحناها علي العديد من القراء
وفي مقدمتهم النقاد..
* الناقد الدكتور وليد سيف يري أن أفضل فيلم هو "رسائل البحر" فهو ليس
مجرد قصة بل هناك ابعاد فلسفية وفكرية فهو فيلم متعدد مستويات التلقي
والرؤية ورغم ان داود يتأخر لسنوات لتقديم عمل إلا أنها أزمة شروط السوق
وشركات الانتاج هي ما تعيق مخرج صاحب رؤية وفكر لتقديم فن حقيقي.. أحسن
ممثل ماجد الكدواني في "678" أما افضل ممثلة "زينة" و"صبا مبارك" في "بنتين
من مصر" وأحسن مخرج داود عبدالسيد. ويتمني أن يعاقب الجمهور الفنان الذي
يتراجع في مستوي أداءه وهو ما لم يحدث مثلا مع أحمد حلمي الذي قدم فيلمين
هما "عسل اسود" و"بلبل حيران" واعتبرهما في منتهي السوء. ورغم هذا لم
تتراجع ايراداته.. أما "ابن القنصل" فهو فيلم أشبه بأفلام المغامرات
الامريكية وهو فيلم محدود أما خالد صالح فهو للأسف يخلق حالة لدي المشاهد
انه فنان جيد فكان أدائه شديد السوء في "ابن القنصل" فبدا أحيانا كرجل عجوز
متماسك واحيانا عجوز متهالك ومتأثر بشخصية الشيخ الضرير.
وأتمني من الشباب الذين قدموا "ميكروفون" و"بصرة" و"روح القمح" الذي
فازت بطلته آية سليمان بجائزة افضل ممثلة في مهرجان الاعلام رغم ان
المهرجان لم يوجه لها حتي دعوة أن يتماسكوا ويعملوا جاهدين حتي يجوا لهم
مكانا وسط الاضواء فالمستقبل لهم.
آراء الجمهور
* مينا فاروق حسنا مدير باحدي الشركات "28 سنة" اكد انه استمتع جدا
بفيلم "كلمني شكرا" رغم أنه كان في بداية العام إلا أنه لايزال يتذكره.
ويري ان بطله عمرو عبدالجليل كان بمثابة مفاجأة وان افضل ممثلة كانت غادة
عبدالرازق التي قدمت هذا العام فيلمين ومسلسلا أما افضل مخرج فهو خالد
يوسف.
* هبة زكي مهندسة مدنية "29 سنة" أكدت أنها من عشاق أحمد حلمي وأعجبها
"عسل اسود" أما افضل مخرج فرغم أنها تتابع الإخراج بشكل عام إلا أنها معجبة
بخالد مرعي لأنه مخرج متميز ونجمتها المفضلة هي منة شلبي في "نور عيني" في
دور الفتاة الكفيفة!
* حسام عبدالصادق مهندس "حاسب آلي" بوزارة البترول يري أن "ابن
القنصل" افضل فيلم خاصة وانه افضل أعمال السقا بعد نكسة ابراهيم الابيض
والديلر. أما أفضل ممثلة فهي غادة عادل وافضل ممثل أحمد السقا. أما افضل
مخرج فهو عمرو عرفة عن "زهايمر" لأنه تحكم في أدواته وقدم عادل امام في شكل
مختلف!
* نادر عز الدين مهندس أكد انه شاهد فيلم "زهايمر" واعجب به خاصة ان
والده هو من أراد ان يشاهد الفيلم وشعر باختلاف عادل امام ويري ان افضل
ممثلة هي غادة عبدالرازق أما افضل مخرج فهو عمرو عرفة.
* نهال صلاح مديرة مكتب في احدي الشركات اكدت أنها كانت في البداية
محرجة من الذهاب مع اسرتها لفيلم "678" نظرا لحساسية القضية التي يناقشها
عن التحرش الجنسي ولكن الفيلم تناول القضية بشكل محترم. وأعجبها أداء بشري
جدا وكذلك نيللي كريم. وتري ان عمر السعيد رغم أنه وجه جديد إلا أنه قام
بدور شاب "جدع" ساند خطيبته وهو ما أعجبني جدا وتري المخرج والمؤلف محمد
دياب خاصة وانه رجل إلا أنه وقف إلي جوار قضية انسانية نسائية.
* عمر محمد رءوف صاحب احدي محال الأطعمة أكد انه يحب الكوميديا لذلك
ذهب إلي فيلم "اللمبي 8 جيجا" الذي اضحكه فهو من عشاق "محمد سعد" واعجبه
نيللي كريم في الرجل الغامض لأنها ممثلة ملامحها هادئة ورقيقة ولكنه لا
يعرف المخرجين.
* شادية حسين درويش موظفة أكدت انها اعجبت جدا بكلمني شكرا لأنه
كوميديا جديدة كما أعجبتها "شويكار" كنجمة أعاد خالد يوسف اكتشافها مثل
عمرو عبدالجليل.
الجمهورية المصرية في
30/12/2010
الشاشة الصغيرة يقدمها : ضياء دندش
يوسف معاطي يمارس هوايته في نكران الجميل بعد
أن بلغ أجره "4.5 مليون جنيه"
عادل إمام رفض الشهادة معه بنقابة السينمائيين.. فأعلن عليه
الحرب بهنيدي
يعد الفنان القدير عادل إمام أحد الأسباب الرئيسية والأساسية فيما وصل
إليه السيناريست يوسف معاطي من مكانة في الوسط الفني سواء بالسينما أو
المسرح أو التليفزيون مؤخراً.. ولذلك أصيب الوسط الفني بذهول شديد وصدمة
عنيفة مما سمعوه ويتردد بقوة عما يفعله معاطي وممارسة لهوايته المفضلة
بنكران الجميل لمن ساعدوه ووقفوا بجانبه علي مدي سنوات طويلة.
هل يتصور أحد أن تصل الأمور بالسيناريست يوسف معاطي إلي أن يحارب
جبلاً فنياً مثل عادل إمام؟
هذا ما حدث عندما نجح في إقناع شركة سينرجي ومحمد هنيدي بتنفيذ مسلسل
"مبروك أبوالعلمين في باريس" رغم أن مسلسل عادل إمام الجديد "فرقة ناجي عطا
الله" هو الفارس الوحيد في سوق الدراما هذا العام. ومن سيقف أمامه سوف
يتعرض للدخول لمفرمة التاريخ.. ولابد أن يسأل من يقرأ هذا الكلام الغريب
نفسه: ولماذا وصل الحال بالسيناريست يوسف معاطي إلي هذا الحد مع الزعيم
عادل إمام؟
والإجابة فيما يلي:
مع اقتراب يوسف معاطي من نهاية كتابة مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" تعرض
لأزمة كبيرة تعود علي مثلها منذ نشأته حيث تقدم المؤلف ماجد مجدي لنقابة
السينمائيين بشكوي ضد معاطي بأن قصة فيلم "365 يوم حب" الذي يلعب بطولته
أحمد عز. من تأليفه هو وليس يوسف معاطي.. وبعد أن حققت نقابة السينمائيين
برئاسة مسعد فودة توصلت التحقيقات إلي أحقية ماجد مجدي في القصة. وهنا تردد
بقوة علي لسان الكثيرين المقربين من عادل إمام ويوسف معاطي أن يوسف معاطي
طلب من عادل إمام الشهادة معه في تحقيقات نقابة السينمائيين بأن قصة فيلم
"365 يوم حب" من تأليف معاطي منذ سنوات وقبل التاريخ الذي ذكره ماجد مجدي
في النقابة.. ورفض عادل إمام الشهادة لأنه ليست لديه أدني فكرة ولا يعلم
شيئاً من بعيد أو قريب عن ذلك الموضوع. مما أثار غضب وغيظ يوسف معاطي ليقرر
بسرعة شديدة وغريبة ومدهشة مقاطعة عادل إمام.
في هذه الأثناء كان يتبقي علي الانتهاء من كتابة مسلسل "فرقة ناجي عطا
الله" خمس حلقات لدي يوسف معاطي. وكان قد اتفق علي أجره 4.5 مليون جنيه.
حصل علي أربعة ملايين منها. وتبقي له نصف مليون. ورفض رفضاً قاطعاً تسليم
الحلقات الخمس إلا بعد تسلمه النصف مليون. وذهب المنتج صفوت غطاس ومعه محام
وموظف شهر عقاري إلي فيلا معاطي بالطريق الصحراوي وتم تسليمه النصف مليون
جنيه واستلام الخمس حلقات ووقع معاطي علي التنازل وعلي استلامه كافة
مستحقاته.
المهم أنه بعد قراءة عادل إمام للحلقات الخمس الأخيرة تبين أن هناك
تعديلات يطلبها.. وعندما بدأت عملية البحث عن يوسف معاطي لإجراء التعديلات.
اختفي ولا يرد علي الموبايل.. في وقت حرج يقوم فيه المخرج رامي إمام
باختيار فريق العمل والمعاينات للأماكن التي سيصور بها في مصر وعدد من
الدول.
من ناحية أخري علم محرر "الشاشة الصغيرة" أن الفنانة سميرة أحمد قررت
عدم التعامل مع يوسف معاطي في مسلسل "ماما في البرلمان" وتجري محادثات مع
مؤلف كوميدي كبير ليقوم بعمل السيناريو والحوار
الجمهورية المصرية في
30/12/2010
ليل ونهار
بون سواريه!
بقلم : محمد صلاح الدين
الأيام دول.. والسينما أيضا.. وحينما نري نجوما فطاحل علي الشاشة
بالأبيض والأسود نتعجب علي تقلب الحال والأحوال.. وحتي وقت قريب كانت هناك
سيدة الشاشة ونجمة مصر ونجمة الجماهير.. أما الآن فلم تعد النجومية تحتاج
إلي ألقاب.. بل إلي أفعال.. حتي لو فرضت بالقوة.. فهذه أيامهم.. والأيام
دول!!
وفيلم "بون سواريه" لمخرجه أحمد عواض وهو فيلم تجاري صرف.. به كل
التحبيشات التجارية الحريفة وغير الحريفة.. في توليفة السبكية المعروفة..
ولكن تجيء فيه عدة ملاحظات غريبة واضحة للعيان وتثير الدهشة والتوقف
عندها!!
أولها: أن كاتب سيناريو الفيلم هو المخضرم محمود أبوزيد صاحب التاريخ
الطويل في السينما وهو مؤلف "العار" و"الكيف" و"جري الوحوش".. وقد بدا أنه
نسي بقية المثل "غير رزقك لن تحوش".. وعاد يسعي لرزقه بطريقة مغايرة تذكرنا
بأفلامه الأولي التجارية ايضا.. أي أنه في النهاية يعود للبداية.. لتصعيد
الشهوات الاستهلاكية.. وبالتالي ينسي فترة الذروة بالنسبة له وللسينما..
وينسينا معه سحر ما فات. وكأنه مات!!
ثانيا: هذا التصعيد المأهول لنجمة تليفزيون وسينما ليست جديدة وكانت
تلعب ادوارا محدودة.. وفجأة زاد تألقها علي الشاشتين الي درجة كتابة النصوص
تفصيلا لها وهي غادة عبدالرازق.. التي بالتأكيد بفضل هوسها بالمهنة اصبحت
النجمة المدللة. ونجمة العولمة.. و"هذه هي أيامها".. لذا لابد أن تدرك
مسئولية ما تفعله. وهي تحتل مكانة نجمة الجماهير ونجمة مصر وغيرها.. عليها
أن تتسلم مقاليد الفن وتقاليده معا. والرسالة التي كانت الشغل الشاغل لمن
سبقنها.. ولا تنزلق لمتطلبات السوق كما فعلت في "زهرة". وتفعله الآن في
"بون سواريه"!!. ثالثا: هذا الانتقال الفجائي لأغنيات "الفيديو كليب" بكل
عيوبها بل وابتذالها من الفضائيات إلي افلام السينما.. وهنا لا أعني إعادة
تصوير أغاني فلكلورية مثل "حطة يابطة" فقط. التي كانت طريفة علي أي حال..
ولكن أعني كل ما تفعله مروي التي يبدو أنها فقدت سوقها في "الكليبات"
ففتحته علي البحري في "السينمات".. وهي مصيبة بكل المقاييس. لأنها تضمن
خلود هذه المساخر الجارية في شرائط يعاد بثها لأجيال عديدة قادمة. وبالتالي
يتم ترسيخ فن هابط كاد ينقرض بانتهاء "الموضة" التي أوجدته!!.. إننا نري
ثلاث شقيقات "غادة عبدالرازق ومي كساب والوجه الجديد نهلة زكي" يموت والدهن
فيرثن ضمن تركته أو مديوناته كباريه يدعي "بون سواريه".. وهو بذلك يذكرنا
بمسرحية فؤاد المهندس الشهيرة "عشان خاطر عيونك" حينما ورث مدرس اللغة
العربية كباريه عن شقيقه.. التي بدورها مأخوذة من تراث الريحاني.. يعني
بالعربي مفيش جديد تحت الشمس. وكلها شرابات مقلوبة في دراما منكوبة.. أما
الجانب الأخلاقي في العمل أو "حتة" الرسالة التي يحرص عليها أبوزيد فقد
جاءت مباشرة وغير متسقة تكوينيا مع المحتوي. وهو ظهور مدرسة اللغة العربية
"مي كساب" وهي تلقي بمواعظ من النوع الذي يثير الضحك والشفقة.. فتفقد
الفائدة منها. وتصبح هي الأخري "بلغتها وثقافتها الدينية". وكأنها أضحوكة
أو أراجوز ومهرج مجنون!!
أما الايقاع السينمائي فقد كان جيدا من المخرج عواض في حدود التعامل
مع نص تجاري. يفهم جيدا ما يتطلبه مستوي الصورة من خضوع تام للموقف
الكوميدي أو حتي الفودفيلي بكل صخبه ومونولوجاته وأكروباته!
كأنك يا أبوزيد ما غزيت.. وعلي رأي الست غادة: أهو كله هانس في الدانس..
يا إكسلانس!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
30/12/2010 |