السؤال الذي يتردد دائما هو ما الذي يمنع من وجود اتحاد بين نقاد السينما
العرب؟ وإذا كان لا بد، فهناك سؤال وجيه آخر يسبقه: هل اتحاد لنقاد السينما
العرب ضروري؟ الحقيقة أن مثل هذا الاتحاد ضروري اليوم، كما كان ضروريا
بالأمس.. هناك مجموعة معينة من النقاد السينمائيين هي التي تعمل ليل نهار
في ميدان الثقافة السينمائية وتعرف قيمة العمل السينمائي وقيمة الكتابة فيه
وتؤمن بجدواهما. وهناك مجموعة أكبر من الصحافيين السينمائيين المنقسمين إلى
فئتين: واحدة توفر المواضيع الجادة وتثير القضايا المهمة، وأخرى تلهث وراء
الخبر و«المانشيت» وتكتب في حكايات الطلاق والزواج بين الفنانين ومسائل
حياتهم الخاصة. ولكل واحد من العاملين في هاتين المجموعتين قراؤه. فالنقد
السينمائي مزدهر وله جمهوره، والصحافة السينمائية الجادة منتشرة ولها
جمهورها، وكذلك الصحافة الفنية السريعة. أهمية اتحاد بين نقاد السينما
العرب تكون في رسم حدود مهنية لهؤلاء ورفع مستوى التعامل معهم في المحافل
السينمائية، بحيث يستطيعون الإدلاء بدورهم في مهمة الثقافة السينمائية ككل.
كذلك الحد من الخلط القائم بين أنواع الكتابات. وإذا لم يكن ذلك كافيا
فاقتداء بالعالم بأسره، فهناك عشرات الاتحادات النقدية القائمة اليوم من
سيدني إلى استوكهولم ومن ريو دي جانيرو إلى كيب تاون، لكن حين يأتي الأمر
إلى المنطقة العربية فهي جدباء قاحلة، باستثناء جمعيتين محدودتين محليتين،
واحدة في تونس والأخرى في مصر. هل حان الوقت؟ طبعا، لكن ما المشكلات
الحائلة؟ هذا هو السؤال العالق..
بات اسم كولين فيرث مقرونا بالتوقعات الكبيرة التي أفرزتها في الأسبوع
الماضي الترشيحات الرسمية لجوائز الـ«غولدن غلوب». وبما أن ثلثي من يتم
ذكره من أفلام وشخصيات سينمائية في ترشيحات جمعية الصحافة الأجنبية في
هوليوود هي نفسها التي يتم ذكرها في ترشيحات الأوسكار المقبلة، فإن التنافس
ينتقل تلقائيا من المسابقة الأولى إلى الثانية. من الـ«غولدن غلوب» إلى
الأوسكار، لكن مرورا بالجوائز الأخرى المنثورة على طوال الطريق بينهما:
جوائز جمعية الممثلين، جوائز جمعية المنتجين، جوائز جمعية المخرجين، جوائز
«البافتا» البريطانية، و«السيزار» الفرنسي والاتحاد الأوروبي من بين أخرى.
كولين فيرث هو الأول في قائمة الممثلين المدعومين من قبل النقاد، وتوقعات
المطلعين للأوسكار وسواه. إنه ممثل بريطاني يظهر في دور الملك جورج السادس
في «خطاب الملك» الذي يتحدث عن معضلة التلعثم والتأتأة في شخص ذلك الملك.
يقوم على قصة حقيقية تم تنويعها بمواقف خيالية للضرورة. كولين فيرث، تم
ترشيحه العام الماضي للأوسكار عن «رجل منفرد» لكنه خسر أمام جف بردجز عن
«قلب متيم». وهما، فيرث وبردجز، قد يتواجهان مجددا هذا العام إذا ما تم
ترشيح الثاني لجائزة أفضل ممثل رجالي في دور رئيسي، وذلك عن فيلمه الجديد
«اندفاع حقيقي».
الحقيقة أن فيرث قد لا يبدو مذهلا حين تشاهده وهو يمثل دور ملك بريطانيا
الذي يعاني من التلعثم. فهو يبقي الأداء تحت طي الذات البشرية ولا يقوم،
كما فعل بعض الممثلين الآخرين حين جاءتهم الفرصة، بتفعيل هذه المعاناة لكي
يقود بها دوره. بكلمات أخرى، يدير هو الحالة ولا ينقاد لها مستسهلا. ولو
عرفنا أن الفيلم بكامله كان يمكن أن يقع أرضا لو أن الممثل فشل في أداء
الحالة، لقدرنا ما قام به كولين إلى حد كبير. فعادة ما يتم تقديم التأتأة
(أو مشكلة نطق) في أفلام كوميدية لتثير الضحك أو في أفلام مأساوية، لتثير
التعاطف، لكن فيرث يمنح الدور ما يحتاجه من جدية وتمنع عن السهل تماما.
كذلك، يحدث كثيرا أن يتبرم المشاهد من تأتأة الممثل ويدرك المخرج أن ذلك ما
سيحدث فيتعامل والمعضلة بتخفيف درجاتها إلى حد مضاد لما يقوم به الفيلم.
لكننا هنا أمام حالة صلبة ومتوازنة منذ البداية تبدأ وتنتهي بدرجة وعي
متواصلة ومثيرة للاهتمام من دون أي تفاوت.
فيلم رياضي
* ممثل آخر يجد نفسه مقيدا إلى وضع لا مجال فيه للتنويع هو جيمس فرانكو.
الممثل الذي يقود بطولة فيلم داني بويل «127 ساعة» عن قصة حقيقية (أيضا)
لهاوي رحلات ومغامرات طبيعية يسقط بين الصخور في منطقة جبلية معزولة عن
الناس وتطحن يده بين صخرتين عالقة هناك مما يمنعه من تحريكها وإطلاق نفسه
حرا. في الحكاية الحقيقية وعلى الشاشة يقضي الشاب خمسة أيام على هذا الوضع
ويحرر نفسه في مطلع اليوم السادس بقطع يده بسكين سويسري ذي نصل قصير.
الفيلم ينقل الحادثة والمعضلة لكنه لا ينقل الألم والمعاناة. أو لنقل إنه
«معاناة على خفيف» مثل «البيبسي دايات». فرانكو يثري الموقف بقدر كبير من
السخرية والمرح حتى في أحلك أوقاتها. للفيلم ذاته هناته، لكن من الصعب وضع
اليد على أداء أفضل من أداء فرانكو لهذا الوضع الخاص وما يداخله من قرارات
فنية مهمة على الممثل أن يقررها قبل وخلال التصوير.
وبين الأسماء المطروحة اليوم أيضا مارك وولبرغ عن دوره في «المقاتل» لاعبا
شخصية الملاكم الآيرلندي ميكي وورد، أي أنه يؤدي شخصية حقيقية كما هي حال
الشخصيتين اللتين يؤديانهما كل من كولين فيرث وجيمس فرانكو. ما يميز وولبرغ
ليس درجة تمثيله بل درجة تفانيه، لقد أنتج الفيلم بنفسه مدركا أنه إذا لم
يفعل فإن هذا المشروع سيبقى بعيدا عن الشاشة، ثم دخل تدريبات ملاكمة فعلية
حتى أصبح ملاكما بقدر ما هو ممثل. لكن المسافة لا تزال بعيدة. نقديا، فإن
من يسرق النظر هنا هو الممثل كريستيان بيل لاعب شخصية نصف الشقيق مدمن
المخدرات. يتحرر بيل من جمود يجد وولبرغ نفسه مقيدا إليه نوعا، بسبب تأديته
شخصية رسمت على نحو يشابه الشخصية الأساسية. وولبرغ كان قد دخل الترشيحات
كأفضل ممثل مساند عن دوره في «المغادر» لمارتن سكورسيزي. مما قد ينفعه هنا
حقيقة أن مسابقة الأوسكار لا تخلو عادة من فيلم يتعامل والرياضة، سواء
أكانت تلك الرياضة ملاكمة («مليون دولار بايبي» مع هيلاري سوانك) أو مصارعة
(«المصارع» مع ميكي رورك) أو جياد أو ملعب كرة قدم أو كرة غولف أو مشابه.
والأسماء المطروحة كثيرة وتشمل جف بردجز عن «اندفاع حقيقي»، إذ يلعب الدور
ذاته الذي قام به جون واين في نسخة 1969 التي أخرجها هنري هاذاواي، وهذا قد
يقلل من فرص فوزه لكنه للآن لم يقلل من فرص ترشيحاته. كذلك هناك رايان
غوزلينغ عن فيلم «بلو فالنتاين»، وعلى الأخص جيسي أيزبيرغ عن دوره في
«الشبكة الاجتماعية». هذا على الرغم من أنه لم يمثل بقدر ما ظهر ملائما
تماما. بكلمات أخرى، كانت مستويات الدراما في الدور المسند إليه محدودة
فبقي مثل لحن موسيقي مؤلف من حركة واحدة.
أسماء أخرى
* المنافسة ستزداد سخونة إذا ما انضم إليها عدد من الممثلين الذين يبدون
حتى هذه اللحظة في الصف الثاني من التوقعات. في مقدمة هؤلاء ليوناردو دي
كابريو الذي سبق له أن ترشح ثلاث مرات للأوسكار ولم ينل بعد ما يتمناه.
ديكابريو لديه فيلمان هذا العام أقربهما إلى البال «بداية» الذي ترتفع
حاليا التوقعات من حوله كترشيح رئيسي بين الأفلام المتسابقة. الفيلم الثاني
هو «شتر آيلاند» الذي أخرجه مارتن سكورسيزي وغير المتوقع له أن يدخل
السباقات الرسمية.
المشكلة التي يواجهها ديكابريو هي أن المرشحين سيربطون بين أدائه والمؤثرات
والخدع البصرية التي يتألف منها «بداية». أما «شتر آيلاند» فهو إنتاج يبدو
قديما (إذ بدأ عرضه في الشهر الثاني من العام) مما يجعل اللهفة إليه باردة
أكثر مما يجب.
أيضا في المعركة القائمة ستيفن دورف بطل فيلم «في مكان ما» الذي أخرجته
صوفيا كوبولا. فيه يؤدي دورف شخصية ممثل شاب. نجم سينمائي يعيش في أحد أكثر
فنادق هوليوود تكلفة. وفي ذلك يحاول التماثل بنمط حياتي منتشر بين أترابه.
لكن حين تأتي ابنته الصغيرة لزيارته، يكتشف كم كان بعيدا عن الاعتناء بها
ومواكبة نموها ومنحها الحنان الذي يطلبه كل طفل من أبويه. وجودها معه يغير
ليس نمط حياته، بل نمط تفكيره أيضا.
إنه نوع حساس من الأداء يطرحه الممثل بموهبة كبيرة من دون أن يتوه في
الاستعراضات السهلة. وهذا أيضا حال الممثل آرون أيهكارت في «حفرة الأرنب»
أمام نيكول كيدمان وحال مات دامون في «من الآن» لكلينت إيستوود.
هذا الفيلم الأخير سيكون الأول لإيستوود الذي لا ينتظر منه الدخول في
المسابقة الرسمية منذ عدة سنوات، مما قد يؤثر على مات دامون ومن معه من
ممثلي الفيلم.
الشرق الأوسط في
24/12/2010
يحتفي بالسينما الإماراتية والخليجية
«وهران للفيلم العربي».. المدينة الباهية والسينما الفتية
زياد عبدالله - وهران
قبل شهر من الدورة الرابعة من مهرجان وهران للفيلم العربي، لم يكن هناك من
دورة تحمل هذا الرقم، الآن يمكن الحديث عن أن الدورة الرابعة من هذا
المهرجان تحققت على مشارف العام الجديد، وبالتالي ما من انقطاع زمني كان
وارداً جداً، وبما يضع المهرجان في الوقت نفسه ختاماً للمهرجانات العربية
السينمائية.
الانطباع الأول الذي سيتشكل فور المضي مع العروض، أن مدينة وهران لا حاجة
لها إلى كثير استعداد لتحقيق شروط الاحتفالية السينمائية. المدينة معدة
سلفاً، ويمكن في الوقت نفسه أن تردد مقطعاً من أغنية الشاب خالد «وهران رحت
خسارة»، وعلى شيء سرعان ما يدفع إلى تحريف تلك الأغنية الشهيرة لتقول مثلاً
«ما من خسارة أبداً في وهران»، وحين يكون الأمر متعلقاً بالمدينة والسينما
بوصف السينما فعلاً مدينياً بامتياز، فإن مدينة وهران التي توصف بالباهية
تقدم مهرجاناً منحازاً للبساطة، للاتصال مباشرة بالجمهور وعلى تشكيل قاعدة
رئيسة وبسيطة في ما على أي مهرجان سينمائي أن يحققه، ألا وهي العلاقة بين
الفيلم والمتلقي والتواصل بينهما، بين صناع الفيلم ومشاهديه، إذ سيكون
التجمهر أمام «قاعة المغرب» و«قاعة السعادة» و«متحف السينما لوهران» حاضراً
بقوة، وهذا الفضول السينمائي لدى سكان وهران على أشده، وهم موجودون داخل
القاعات وخارجها، حيث الأرصفة الصغيرة التي سرعان ما تمسي كبيرة وهي تتسع
لكل هؤلاء البشر الذين ينتظرون أي شيء قد يظهر من خارج تلك القاعات، وحسبه
أنه آتٍ من الشاشة.
هنا لن يتبادر إلى الذهن الحديث عن عرض عالمي أول ولا ثانٍ، ولن تكون
السجادة الحمراء بساطاً سحرياً تطير على متنه النجوم، الأمر لا يتعدى حضور
نجم مصري مثل خالد أبوالنجا، كان مصراً أن يكون موجوداً مع فيلم أحمد
عبدالله «ميكروفون» الذي ستجده ـ أي أبوالنجا ـ في كل مكان يتبادل الآراء
ويلبي رغبة كل من حوله بالتقاط الصور معه، وعلى تناغم مع حرارة الجمهور
الجزائري في استقباله.
طبعاً وهران ستدفعني إلى استكمال توصيفات المدن أو الولايات الجزائرية
الكبرى، إذ إن الجزائر العاصمة هي «الغالية» وقسنطينة هي «العالية»، وكما
أسلفلت فإن وهران هي «الباهية» وفي الوقت نفسه يمكن إضافة أن وهران هي
«الشابة» بالتوصيف الجزائري لكل ما هو جميل، حيث البحر مجاور للأفلام،
والبناء «الكولونيالي» جنباً إلى جنب مع إيقاع المدينة الصاخب والوادع في
آن معاً.
احتفاء
بالانتقال إلى ما تحمله هذه الدورة الرابعة من وهران الفيلم العربي، فإن
العنوان الأكبر سيكون الاحتفاء بما صار يعرف بالسينما الخليجية، والأمر
سيجعل من الأفلام الخليجية موجودة في مسابقتي الفيلم الطويل والقصير، إضافة
إلى تخصيص مساحة لعروض أفلام خليجية مستعادة مثلما الحال مع فيلم الكويتي
خالد الصديق «بس يا بحر» انتاج ،1971 وتكريم بطلة الفيلم الفنانة الكويتية
حياة الفهد، إضافة إلى فيلم البحريني خالد الذوادي «حكاية بحرينية» ،2007
و«دار الحي» للإمارتي علي مصطفى.
في مسابقة الفيلم الطويل سيكون فيلم الإماراتي سعيد سالمين «ثوب الشمس»
وإلى جانبه خليجياً القطري «عقارب الساعة» لخليفة المريخي، بينما يحضر في
مسابقة الفيلم القصير إماراتياً فيلم خالد محمود «سبيل» المصنوع بشغف
وعناية سينمائيين لنا أن نتوقف عندهما في مقام آخر، إضافة إلى فيلم علي
الجابري «صولو»، وإلى جانبهما يحضر السعودي عبدالله آل عياف بجديده «عايش»
الذي يواصل من خلاله تعزيز حضوره وموهبته التي كانت بادية من فيلمه الأول
عام ،2007 الذي نال عليه جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة أفلام من
الإمارات، لا بل إن المشكلات التقنية التي طالت عرض «عايش» في قاعة المغرب،
أول من أمس، لم تمنع المشاهدين من التفاعل مع عايش الذي يعيش إلى جوار
الموتى والتصفيق طويلاً له.
طاقات شبابية
إلى جانب ما تقدّم يمكن الحديث عن الشباب في هذا المهرجان، ولعل المرور على
أسماء مخرجي الأفلام سيضعنا أمام طاقات شبابية من جميع أرجاء العالم
العربي، وبالتأكيد الإماراتية منها، كما الحال مع المخرج الإماراتي عبدالله
حسن أحمد الذي يشارك في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة التي يرأسها
الروائي الجزائري المعروف رشيد بوجدرة، ولعل في ذلك جزءاً من توجه مهرجان
وهران، إذ يقول محافظ المهرجان مصطفى عريف، إن مسعى المهرجان اتخذ اتجاهين
«الأول يسمح بانتقاء أصيل وتمثيلي للصناعات السينمائية الجديدة، والثاني
يمنح أهمية شبه متساوية للأفلام الطويلة والقصيرة، خصوصاً أن هذه الأخيرة
هي وسيلة تعبير المخرجين الشباب، التي تمثل بكل تأكيد مخبراً للاتجاهات
المستقبلية».
بالانتقال إلى مسابقة الروائي الطويل والقصير بشكل عام، وبعيداً عن التخصيص
الخليجي، فإن ذلك سيكون حاضراً بقوة، وسيكون المسعى أيضاً إلى تقديم ما
يشبه بانوراما للسينما العربية بشكل عام، تشمل الفيلم المغاربي وصولاً إلى
سورية ومصر ولبنان والعراق، وبالتأكيد فإن المساحة الكبرى ستكون لإنتاجات
السينما الجزائرية العريقة، في فعل مجاورة مع الإنتاجات العربية في بلدان
أخرى، وهنا سيكون الحديث عن أفلام جزائرية مثل فيلم دحمان أوزيد «الساحة»،
إذ يبنى في الفيلم فعل مجاورة بين الموسيقي والكوميدي مع ما شهدته الجزائر
من تغييرات اجتماعية وسياسية، وصولاً إلى فيلم محمد السوداني «طاكسيفون»
الذي يصنع فعل مجاورة بين الطوراق الذين تحولوا إلى أدوات متحفية والأوروبي
العالق في الصحراء الذي سرعان ما يتحول إلى أداة رومانسية.
تاريخي وسياسي
يمكن الحــديث أيضاً عن أفلام أخرى من تونس مثلما الحال مع التونسي
عبداللطيف بن عمار وفيلمه «النخيل الجريح»، حيث الاشتباك مع التاريخي
والسياسي في معركة بنزرت ،1961 جنباً إلى جنب مع غزو العراق للكويت، إضافة
إلى الثورة الجزائرية، وكل ذلك من خلال مخطوطة تغرق فيها شابة تونسية تبحث
عن فرصة عمل. هذا الغوص في التاريخي في إطار درامي سنجده مع السوري جود
سعيد في فيلمه الروائي الطويل الأول «مرة أخرى» الذي شاهدته مرة أخرى
وتأكدت من كل العناصر التي دفعتني للإعجاب بهذا الفيلم الذي يعد بموهبة
خاصة، بينما جود يقدم العلاقة السورية اللبنانية في قالب درامي محمل
بالتوثيق الجميل.
«ابن بابل» أيضاً فيلم العراقي محمد الدراجي يأتي من الدراما المنغمسة في
التاريخي، حيث المقابر الجماعية لنظام صدام حسين، وعلى شيء يدفعنا إلى
الوصول إلى فيلم المغربي حسن بنجلون «منسيو التاريخ»، العنوان الذي يأخذنا
إلى الاستغلال الجنسي حول العالم من خلال قصة ثلاث نساء مغربيات، والذي
سيقابله لبنانياً فيلم بهيج حجيج «شتي يا دني» عن المفقودين في لبنان.
مرورنا على أفلام مهرجان وهران للفيلم العربي ليس إلا تلخيصاً سريعاً لها،
من دون الخوض نقدياً فيها، وعلى شيء من التقديم لما حملته الدورة الرابعة
من هذا المهرجان الرهيف، وربما على شيء من محاكاة الممثلة الجزائرية
القديرية شافية بودراع التي كرمها المهرجان هذا العام، والتي قدمت منذ أكثر
من 40 سنة مسلسلاً تلفزيونياً مقتبساً عن الثلاثية الروائية للكاتب
الجزائري الكبير محمد ديب فسميت «لالا عيني»، في مزاوجة بين أسماء الشخصيات
النسائية في الأجزاء الثلاثة للرواية.
الإمارات اليوم في
24/12/2010
نفى تحريض الفيلم على العنف
مخرج فيلم «678»: فتيات مصر يحملن آلات حادة خشية التحرش
وكالات: أكد المخرج والسيناريست المصري محمد دياب أن فيلمه «678» عن التحرش
يتناول حوادث حقيقية وقعت بالفعل، مشيراً - في الوقت نفسه - إلى أن كثيرا
من فتيات مصر يحملن آلات حادة كالمبارد وإبر التريكو خشية التحرش بهن.
بينما نفى تحريض فيلمه على العنف، فإنه حذر من الردود المتطرفة من جانب
الفتيات في حال التحرش بهن، لافتا إلى أن ما طرحه في الفيلم من تأثر مشاعر
الوطنية من جانب المتحرش بها ليس مبالغة.
وقال دياب في تصريح لموقع «أم بي سي دوت نت»: إن فيلم «678» ينقل حادثة
حقيقة حصلت فعلا ولم نسمع عنها في الإعلام، موضحا أنه علم - من خلال
لقاءاته بعدد كبير من البنات خلال تحضيره للعمل - أن كثيرات يمشين «بمبارد
وإبر التريكو».
وأضاف: إننا في زمن ما لا يصل للإعلام فكأنه لم يحدث، لافتا إلى أن الفيلم
يتناول فكرة الصمت، وأن هناك ما يحدث ولا نسمع عنه.
وأكد المخرج المصري أنه يحاول أن يدق ناقوس الخطر، ويحذر من تبعات مثل هذه
الضغوط التي قد تؤدي إلى ردود فعل متطرفة من البنات.
وفي هذا السياق أوضح أن مشهد تشجيع بطلات الفيلم زامبيا ضد بلدهم مصر،
وكذلك مشهد قيام الفنانة نيللي كريم بمسح علم مصر عن وجهها بعدما كانت
ذاهبة لتشجيع بلدها، هو تصوير لردود الفعل المتطرفة.
ونفى دياب أن يكون حديثه عن تأثر مشاعر الوطنية بهذه الضغوط «بالكلام
المبالغ»، مؤكداً أن الوطنية ممكن أن تمسح؛ لأنها في النهاية تعبر عن مدى
ما يحبه الشخص في البلد وإحساسه بالأمان، خاصة البنات.
كما نفى المخرج المصري تشجيع فيلمه على العنف، وقال: «تم نبذ العنف في آخر
الفيلم، كما أن الشخصيات قامت بمراجعة نفسها، وأكدت أنها مخطئة تماما،
ونبذت استخدام العنف».
وكشف دياب أن فيلم «678» كان عبارة عن فيلم قصير يتناول فتاة واحدة «فايزة»
تعرضت للتحرش، مشيراً إلى أنه عندما التقى بالفنانة بشرى أبدت حماسا
للفكرة، واقترحت تحويله إلى فيلم طويل استغرق نحو عامين ونصف العام من
العمل. وأكد أن الفيلم يتناول قصص ثلاث نسوة من طبقات اجتماعية مختلفة؛ كي
لا يعتقد أحد أنه يتحدث عن طبقة معينة، مضيفا: «مصر للأسف هي الدولة
الثانية بعد أفغانستان في نسبة التحرش بالنساء، وفق تقرير لـ «واشنطن بوست»
نشر على الإنترنت».
وقال دياب: «دول كثيرة يحصل فيها التحرش وإنما هي متحفظة، مشيراً إلى أنه
سمع من عربيات بعد انتهاء العرض في دبي أن الأمر نفسه حصل معهن في بلدهن،
وإنما غير مسموح لهن أن يتكلمن، معربا عن أمله في أن يتشجعن ويتحدثن عن
الأمر».
وفيما يتعلق بردود الفعل في مصر حول الفيلم، أبدى دياب سعادته الشديدة برد
الفعل داخل مصر، مضيفا: إنه كان يتوقع أن يجد تعاطفا فقط من البنات، ولكن
هناك رجال أسعدهم العمل، وذهبوا بصحبة بناتهم لمشاهدة الفيلم؛ لأنهم يريدون
أن تمتلك بناتهم آلية الدفاع عن أنفسهن.
وأضاف: «الدفاع هنا يكون بنظرة تقول من خلالها لأي أحد: لو لمستني فسأقطع
يدك، بدلا من الشعور بالخوف والرعب والخجل وإظهار الضعف الذي يشجع المتحرش
على فعلته». مؤكداً أن هدف الفيلم هو كسر حاجز الصمت وتشجيع الفتيات على
الحديث.
وأكد المخرج الشاب أن الرقابة في مصر لم تحذف حرفا واحدا من فيلمه، وقال:
«الرقابة بداية كان عندها تخوف من عدد من المشاهد، وإنما عندما شاهد
الرقباء تنفيذ الفيلم قالوا: إنهم سيأتون ببناتهم لمشاهدة الفيلم؛ لأنه
فيلم مهم». ودعا دياب الجميع إلى التكلم وكسر حاجز الصمت لتناول موضوعات؛
كالتحرش وأي موضوع مسكوت عنه في مصر أو أي دولة عربية، والاستمرار في
تناوله إلى أن يتم مسحه والانتهاء منه.
العرب القطرية في
24/12/2010
السينما المصرية خرجت خالية الوفاض
الفيلم التونسي "النخيل الجريح" يحصد ذهبية مهرجان وهران
الجزائر - آمال الهلالي
حاز الفيلم التونسي "النخيل الجريح" لعبداللطيف بن عمار جائزة "الهقر
الذهبي" لمهرجان وهران السينمائي، الذي اختتم فعاليات دورته الرابعة مساء
الخميس 23-12-2010، فيما آلت جائزة أفضل سيناريو للفيلم المغربي
"المنسيون"، وحصد البلد المنظم جائزتي أفضل دور رجالي وأفضل دور نسائي بشكل
جماعي لأبطال الفيلم الجزائري "الساحة" للمخرج دحمان أوزيد، وحصل الفيلم
اللبناني"شتي ياديني" لبهيج حجيج على جائزة أفضل إخراج، فيما منحت لجنة
التحكيم جائزتها للفيلم العراقي"كارنتينا" لعدي رشيد.
مباركة جزائرية
ويعد "النخيل الجريح" المتوج بالجائزة الذهبية للمهرجان إنتاجاً
تونسياً جزائرياً مشتركاً، وتدور أحداثه حول "معركة بنزرت" سنة 1961،
ويستعرض خلاله المخرج حقبة زمنية من النضال التونسي وتاريخ عدد من البلدان
المغاربية، ومنها الجزائر بالخصوص، والتي يعتبرها المخرج ذات تاريخ مشترك
مع تونس.
ويشارك في بطولته ليلى واز وناجح ناجي من تونس، وحسان كشاش وريم
تاعكشوت من الجزائر، وسبق لهذا العمل أن توج في الدورة السابقة لأيام قرطاج
السينمائية بجائزة "لجنة تحكيم الأطفال".
وباركت وزيرة الثقافة في الجزائر خليدة تومي خلال تصريح لـ"العربية.نت"
تتويج الفيلم التونسي "النخيل الجريح"، مثنية على هذه الخطوة الإنتاجية
التونسية الجزائرية المشتركة. وأضافت: "الجزائر تفتح ذراعيها لكل
السينمائيين والمنتجين التونسيين والعرب من أصحاب المشاريع الرائدة في سبيل
النهوض بالثقافة والإبداع العربي".
وتابعت: "ليس لنا أي خيار كعرب أمام الغزو الثقافي الأجنبي الذي اكتسح
ثقافتنا ومجتمعاتنا إلا التكتل والاتحاد للبحث عن حلول لمشاكلنا وخلق سبل
وآفاق ممكنة لتمويل المشاريع الثقافية العربية المشتركة".
استياء مصري
وشهد حفل توزيع الجوائز استياء بعض النقاد المصريين، خاصة أن الفيلم
المصري الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية "ميكروفون" خرج خالي الوفاض بعد
توقعات له بنيل جائزة ولو من باب "المجاملة" للحضور المصري وعودة العلاقات
المصرية الجزائرية إلى سابق عهدها.
واتهمت الناقدة المصرية صفاء الليثي لجنة التحكيم بـ"التسييس"
والانحياز للفيلم التونسي، مؤكدة أنه لا يستحق نيل الجائزة الأولى
للمهرجان. وأضافت: "الفيلم ينتمي للسينما القديمة وأفلام الستينات، وأعتقد
أن توزيع الجوائز كان مسيساً، وهناك انحياز واضح للإنتاج المشترك التونسي
الجزائري".
كما استغربت الليثي إحراز الفيلم المغربي "المنسيون"، والذي أثار قضية
الدعارة في المغرب العربي، جائزة أفضل سيناريو. ووصفته بـ"القديم". وقالت
"إن أفلاماً عربية كثيرة تناولت هذه القضية بشكل أكثر حرفية"، على حد
تعبيرها.
وأعادت الناقدة المصرية عدم نجاح لجنة التحكيم في قراراتها المتعلقة
بأحقية هذا الفيلم أو ذاك في نيل الجائزة إلى وجود روائي على رأس لجنة
تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة. وتابعت: "أعتقد أن هذه مشكلة
عويصة تواجهها أغلب المهرجانات السينمائية. حين تجلب روائي في لجنة تحكيم
مهرجان سينمائي فإن رأيه يكون خارج عن الموضوع".
وكان الروائي الجزائري رشيد بوجدرة ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام
الطويلة في المهرجان رفقة كل من الناقد المغربي أحمد بوغابة، واللبنانية
كوليت نوفل، والمنتج الإماراتي عبدالله حسن أحمد، والموسيقي التونسي ربيع
الزموري، والفنانة التشكيلية هيلدا حياري، فيما قررت الممثلة السورية سوزان
نجم الدين مغادرة المهرجان لظروف صحية ومنحت صوتها للجزائري بوجدرة.
هذا وحاز الفيلم التونسي القصير "صابون نظيف" لمليك عمارة، و"الفيلم
السعودي "قراقوز" للمخرجة عهد كامل مناصفة على الجائزة الأولى لمسابقة
الأفلام القصيرة.
العربية نت في
24/12/2010 |