يرقد بلبل أحمد حلمي - علي فراش المستشفي و قد تكسرت عظامه ليحكي للطبيبة
إيمي سمير غانم قصته الطويلة مع البنات التي قادته إلي هذا المصير . فقد
عاني السيد بلبل . شهريار زمانه من صعوبة الإختيار بين فتاتين جميلتين ..
الأولي زينة - التي أحبها و لكنه لا يطيق قوة شخصيتها وإستقلاليتها . .
فيجد التعويض في الثانية شيري عادل _ و لكنه لا يتحمل إلتصاقها به و غيرتها
الشديدة عليه . و هكذا لم يجد أمامه سوي أن يحتفظ بعلاقته بالإثنتين سرا
لبعض الوقت حتي يستمتع بمزايا كل واحدة إلي أن يتخذ قراره .
ولكن المأساة التي لم يدركها أن سره إنكشف و أنه أصبح ضحية التحالف بين
البنتين . و إنتهي بهما الأمر إلي تدبير مؤامرة بإلقائه من طائرة !.. وهي
مشاهد إجتهد المخرج خالد مرعي و مدير التصوير أحمد يوسف قدر طاقتهما في
تحقيقها لتبدو صادقة . و لكن يظل الخلل في منطق فكرتها نفسه . فبدلا من أن
يلقي بلبل حتفه كأمر طبيعي و منطقي جدا . فإنه يبقي علي قيد الحياة ليروي
لنا حكايته الطويلة المملة البعيدة عن المنطق العادي و المنطق الكوميدي
أيضا.
فقد تلجأ كوميديا الموقف إلي بعض المبالغات أو المفاجآت أو المصادفات التي
تثير الشفقة أو السخرية من البطل . ولكن الحقيقة أن شخصية بلبل لا تثير سوي
الكراهية و الإحتقار . فهو شاب تافه بلا هدف ولا قيمة و ليس بإمكانه أن
يثير إعجاب أي فتاة في الدنيا و لا حتي بنكته السخيفة المكررة البذيئة التي
يلقيها طوال الفيلم . وهي مع الأسف وحدها التي تشكل العلاقة الوحيدة بين
الفيلم و الكوميديا .
إبتذال صريح
و لا أدري كيف فشل أحمد حلمي و مؤلفه خالد دياب و مخرجهما خالد مرعي في
إدراك أن ما يقدموه في هذا الفيلم هو كوميديا مبتذلة قد تنجح في إضحاك بعض
المشاهدين لبعض الوقت . و لكن سرعان ما يخجل منها هذا المشاهد ذاته ومن
مجرد إنصاته لها فينصرف عنها لطول الوقت . و من هذه الإيفيهات علي سبيل
المثال و ليس الحصر أن السيد بلبل وهو في مستشفي فاخر و نظيف يعاني من دخول
فأر في الجبس الذي يغمر جسده . و عندما يتساءل بلا مناسبة إذا كان الفأر
ذكرا أم أنثي . يصيح فجأة وهو يتألم من شيء أصاب مؤخرته بأنه تأكد من أنه
ذكر.
أما حديثه مع البنات فهو يبدأ من مفردات دورة المياة و يمتد إلي وصف من
فسخت خطبتها بالمفسوخة. و تصل البذاءة إلي حد الرد علي تساءل عن فتاة :¢ هي
بتعرف تطير ؟ ¢ . بإجابة في منتهي الإبتذال. ونكتفي بهذا القدر من الإشارات
لقاموس هذا الفيلم من الإسفاف الرخيص و الصريح في تراكيب حوارية مصطنعة و
مفتعلة لا تثير سوي الإشمئزاز .
والفيلم لو تم تفريغه من هذه الحوارات لن يبقي منه شيء . و لو تم إعادة
ترتيب مشاهده بأي طريقه لن يحدث أي تغيير . و هي مسألة محيرة جدا في فيلم
لأحمد حلمي أثبت في افلامه السابقة انه الأقدر علي إختيار موضوعاته و
سيناريوهاته التي إعتمدت علي بناء قوي و حبكة محكمة و قادرة علي مرواغة
المشاهد و مفاجأته مهما كانت ثقافة هذا المشاهد و خبراته في مشاهدة الأفلام
. و لا أعتقد ان المونتيرة دعاء فتحي كان بإمكانها إنقاذ هذ الفيلم . لأنها
لو سعت لضبط إيقاعه لما وجدت شيئا تعرضه .
كوميديا غير عاطفية
و الغريب أن يلجأ الفيلم لإفيهات من هذا النوع في عمل يفترض انه ينتمي
للكوميديا العاطفية و التي تسعي غالبا إلي إستخدام أرق المفردات و التي
تنبع الكوميديا فيها من دقة رسم الشخصيات و صناعة المواقف المركبة و توظيف
عناصر المفارقة و التناقض و المفاجأة و ليس من الحوار البذيء. بل إن
الكوميديا العاطفية هي أصلا مضادة للخشونة في العرض و الأسلوب . فهي طبقا
لكتاب د. رشاد رشدي فن المسرح ¢ تخاطب عواطفنا إلي جانب الإضحاك . وقامت
كرد فعل لكوميديا عصر العودة في بريطانيا بخشونتها و تعريتها للمجتمع .
وهذا النوع من الكوميديا قد تميزت السينما الحديثة بإنتاجه .¢ بل إن هذه
التيمة تحديدا تم تقديمها بنجاح ساحق بمعالجات مختلفة في منتهي الذكاء و
خفة الدم .. ومنها مطاردة غرامية لفؤاد المهندس . وهو الفيلم الذي تعامل مع
شخصية الفتي المهووس بحب البنات بإعتباره حالة مرضية . وعبر عنها السيناريو
بفكرة في منتهي الظرف و خفة الدم في إعجاب البطل الجنوني بأحذية البنات .
أثارت هذه الشخصية سخريتنا و لكنها لم تثر إحتقارنا و لاكراهيتنا . وعالجها
فؤاد المهندس بأسلوب راق و أداء رشيق . كما كانت مؤامرة الفتيات عليه جزءا
من السياق الكوميدي و الأسلوبية المرحة للفيلم .
في " بلبل حيران " يعاني السيناريو أيضا من الإعتماد التام علي النجم أحمد
حلمي كمحور لبناء كل المشاهد . و في حالة إنفراد تام بفعل كل الأشياء و
يصبح دور كل من حوله الوحيد هو الفرجة عليه . أما المؤامرة التي تحاك ضده و
التخطيط لها فنحن لا نري منها أي شيء . بل نستنتجها بمنتهي السهولة ومن
البداية . و في هذا الإطار تغيب تماما سيطرة المخرج علي الأداء التمثيلي .
النجم الأوحد
لم يفلت من حالة الإنفلات التمثيلي سوي إيمي سمير غانم التي إستطاعت بقوة
موهبتها و فطرتها الفنية أن تشكل ملامحها في حالات رد الفعل بمنتهي الدقة و
الإنتباه . كما انها أيضا هي الوحيدة التي أتاح لها السيناريو أن يكون لها
حبكة مستقلة و موازية للبطل حيث نتابع صدي حكايات بلبل علي علاقاتها
الشخصية . و إن كانت في مساحة محدودة طبعا و لكنها كافية للكشف عن قدراتها
. و علي الرغم من هذا كان ليس بمقدورها و لا بمقدور أي فنانة في العالم أن
تقنعنا بأنها سوف تكون الخطيبة القادمة لهذا الغراب سليط اللسان المدعو
بلبل .
والغريب حقاً أن معظم أبطال الفيلم كانوا يضحكون علي الإيفيهات داخل
الأحداث أكثر من الجمهور . أعتقد أن هذه الحالة كانت تحدث في أفلام محمد
هنيدي التي أسقطته من علي عرش الكوميديا . حيث كنا نسمع عن عدد قياسي من
إعادات التصوير بسبب ضحك الممثلين أثناء دوران الكاميرا . وهي ظاهرة ليس
لها علاقة بنجاح الأفلام بل إنها ترتبط دائما بعكس ذلك . فالأفلام
الكوميدية الناجحة ليست هي التي تعتمد علي الإيفيهات أو حركات الممثل التي
تثير الضحك في موقع التصوير . و لكنها هي تلك التي تعتمد علي التوظيف
الخلاق لكل عناصر الفيلم في الإضحاك من زاوية التصوير إلي المونتاج إلي
الموسيقي التصويرية إلي الميكساج . و كلها أمور لا تتوفر أو لا تكتمل أثناء
التصوير و لا تتضح إلا مع تناغمها و تكاملها في المراحل الأخيرة من إعداد
الفيلم .
و علي الرغم من أن احمد حلمي بدأ ككوميديان ناجح و متفوق و ذو أسلوب خاص و
مميز . إلا أن حرصه في معظم أفلامه الأخيرة كان علي الموضوع و من خلاله
تأتي الكوميديا أو لا تأتي . فالمهم أن يقدم لك فيلما يشبعك و يمتعك و يثير
خيالك و فكرك و الأهم من كل هذا أيضا أن يحترم ذوقك و عقلك . فأين ذهب حلمي
و كيف تاه في ملعب الكوميديا ؟
شاشتي المصرية في
09/12/2010
بعد مايكبروا بيلخبطوا
سعيد صالح : الراجل لازم " يجرب مراته "قبل الزواج
كان الفنان سعيد صالح ضيف وفاء الكيلاني في حلقة الأسبوع الماضي من برنامج
¢ بدون رقابة ¢ علي قناة
lbc تحدث الفنان الكوميدي بجرأة قد تصل إلي حد الخروج
عن النص في كثير من الموضوعان فقال مثلا : شرف لأي فنانة أن أقبلها لأن
قبلتي جميلة جدا ولا مثيل لها وكنت أصر علي تقديم القبلات في أفلامي . لكن
هذا الأمر كان في إطار التمثيل فقط ولا يعتبر زنا , مشيرا إلي انه يؤيد
وجهة نظر الفنان عادل إمام في منع ابنته من التمثيل. خوفا عليها من
القبلات. وذكر أيضا أن ابنته الوحيدة هند تزوجت. وانه رافض لفكرة دخولها
الفن إلا إذا قدمت أعمالا محترمة.
ثم أكد في - شطحة فنية خارج النص - أنه يؤيد الجنس قبل الزواج. مادام هناك
اتفاق بين الشخصين وعلق علي الموضوع بقوله ¢ الراجل لازم يجرب مراته قبل
الزواج¢ .
وأعلن سعيد صالح رفضه لمقولة أن الوسط الفني موبوء و أن الفنان صاحب مزاج
ولازم يعرف ستات كتير . ودائما يرتكب الرذائل وتلازمه الفضائح. وقال : هناك
فنانين محترمين. ولا يجب تعميم النظرة السيئة للوسط الفني.
ورفض صالح أيضا فكرة ارتداء الفنانة الحجاب والتمثيل به. معتبرا انه من
الأفضل للفنانة المحجبة أن تجلس في بيتها وتهتم بشئون دينها. وفي إجاباته
علي أسئلة المذيعة المتنوعة تحدث سعيد صالح أيضا عن فكرة تبني الفنانين
الكبار لفنانين شباب وقال انه يرفضها . ومن جانب أخر صرح بأنه لا يؤيد
الجمع بين أكثر من زوجة وأنه ضد الموت الرحيم وتأجير الأرحام . كما يرفض
الضرب كوسيلة للتعليم في المدارس كما أبدي موافقته علي مجانية التعليم في
المراحل الأولي لكنه يفضل أن لا يكون مجانيا في باقي المراحل لأننا - علي
حد قوله - نحتاج إلي المهندس المتعلم بفلوس لأنه أفضل من المهندس الذي تعلم
ببلاش لأنه في الأغلب بيكون مش فاهم حاجة .
وعن رأيه في الدولة الدينية وفكرة نجاح الأخوان المسلمين قال أنه لا يوجد
ما يسمي بالدولة الدينية لأن مصر بها مسلمين ومسيحيين ويهود وانه يؤيد فصل
الدين عن الدولة حاملا شعار الدين لله والوطن للجميع.
استنكر سعيد صالح هجوم البعض عليه في فترة من الفترات بسبب غنائه في
مسرحياته وأفلامه وقال انه كان يغني من كلمات صلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم و
آخرين وكلهم من الشعراء الكبار وأنه قدم أكثر من 300 أغنية من خلال
مسرحياته وحققت نجاح كبير واستمرت في أذهان الناس مثل أعمال سيد درويش لأن
كلاهما كان يغني للشعب . وعن الأغاني التي يسمعها حاليا أكد أنه يحب صوت
أبو الليف
من ناحية أخري أشار صالح أن هناك تشابه كبير في الموضوع بين فيلم ¢
بالألوان الطبيعية¢ من أخراج أسامة فوزي وفيلمه القديم ¢ الملائكة لا تسكن
الأرض¢ من أخراج سعد عرفة . وأكد سعيد صالح أنه ضد شعار السينما النظيفة .
شاشتي المصرية في
09/12/2010
بلبل حيران.. يعيد تأكيد
موهبة وذكاء أحمد حلمي
بقلم : عبد الرازق حسين
في فيلم بلبل
حيران يحقق أحمد حلمي المعادلة الفنية التي
كان يبحث عنها منذ تقديمة لفيلمه المهم
آسف علي الازعاج، حيث كتب له أيمن بهجت قمر
دراما نفسية، تعتمد علي كشف شخصية
البطل، الذي يعاني من أضطراب وخلل نفسي،
يدفعه إلي اللجوء لخياله لرسم أحداث
وشخصيات وخلافات، بعضها يرتبط بالواقع،
وأغلبها يعود لعقلة الباطن، في هذا الفيلم
استطاع أحمد حلمي أن يرسم بدقة هذا العالم المضطرب، الذي يجعل الإنسان في
منطقة
وسط، بين العقل والجنون، تخلل الفيلم بعض مساحات للضحك، لكنه كان أقرب
للدراما
الأنسانية الجادة، لكنه في فيلمه الجديد بلبل حيران يحقق هدفين، الكوميديا
الصاخبة،
والدراما الأنسانية.
بلبل حيران يؤكد أن أحمد حلمي يتمتع بذكاء فني، ويعمل
من خلال مجموعة تفكر معه بشكل جيد ومتقن، أظن أن أحدهم خالد مرعي مخرج
الفيلم، الذي
شاركه فيلمه السابق آسف علي الازعاج، ومؤلف السيناريو خالد دياب، الذي كتب
له قبل
ذلك فيلم الف مبروك، ملامح مشتركة يمكن للمشاهدين تتبع عناصرها، من خلال
أفلام أحمد
حلمي، بداية من آسف علي الازعاج، وحتي بلبل حيران، رغم اختلاف الموضوعات،
لكنها
تشكل حلقات في تطوره الفني، تؤدي للنتيجة التي حققها في فيلمة الجديد،
القاسم
المشترك، البحث عن موضوعات غير تقليدية، ومحاولة الاستفادة من نظريات
التحليل
النفسي، والاعتماد علي تلقائية وبساطة وأسلوب أحمد حلمي الخاص في أداء
شخصياته أمام
الكاميرا، لايضع الضحك والكوميديا في قمة أولوياته، لكنه يهتم قبل ذلك
بصناعة حالة
فنية تختلف عن السائد والمألوف، في فيلم الف مبروك، استوحي أسطورة سييزيف
اليونانية، وقام المؤلف خالد دياب ببناء موقف واحد يختلف في تفاصيله،
ويتكرر ثلاث
مرات بنفس النهاية، فكرة غير تقليدية، شكل الواقع والقدر الخلفية والبواعث
ومبررات
تحولاتها الدرامية.
بلبل حيران يمثل حلقة مختلفة وجديدة، لكنها لاتنفصل من
ناحية الجو العام والحالة الفنية عن أعماله السابقة، البناء الدرامي
للسيناريو
يعتمد علي الفلاش باك، أو أسلوب رجوع الأحداث للخلف، حيث يسترجع البطل من
فوق فراش
المرض علاقته مع الفتاة التي قرر الارتباط بها، بعد سلسلة محاولات من جانبه
للتقرب
لها، لكنه يكتشف بعد أن يلتقي بفتاة أخري، خطأ اختياره، عندما يلتقي بفتاة
أخري،
يري سلوكياتها، وشخصيته أقرب لقلبه وعقله، وبعد أن يقرر الانحياز لاختياره
الجديد،
ويقترن بعلاقة جديدة مع الفتاة التي اختارها قلبه، يتدخل السيناريو لدفع
البطل
للإصابة بفقدان الذاكرة، أقول يتدخل السيناريو، لأن هذه المنطقة تعتبر
الأضعف من
حيث التبرير الدرامي والعلمي، سواء عندما يصاب بفقدان الذاكرة، أو عندما
تعود له
الذكرة مرة أخري، حيث يتكرر في أفلام السينما تبرير درامي بعيد عن المنطق
العلمي،
يلجأ اليه مؤلفو السيناريو، عندما يفقدون القدرة علي تطوير أحداثهم
الدرامية، وفق
حلول عملية وعلمية، حيث يصبح سقوط البطل، أو ضربة علي الرأس، كافيا لإصابته
بفقدان
الذاكرة، التي تعود أيضا عندما يطرق أحد علي رأس المصاب بقطعة خشبية، أو
يسقط
بالصدفة علي الأرض، تحول هذا إلي خطأ فني شائع يتكرر في معظم الأعمال، لا
يكفي
القول إن الكوميديا تعتمد في بنائها الدرامي علي المبالغة، المبالغة في
بناء
الشخصية أو الموقف لإضحاك المشاهدين شيء، والتبرير الدرامي والفني لبناء
الشخصية
وتحولاتها شيء آخر، وهذه في اعتقادي نقطة الضعف الأساسية في بناء
السيناريو، الذي
نجح علي الجانب الآخر في بناء حالة فنية عامة مثيرة للدهشة والكوميديا،
التي تعتمد
علي صناعة مواقف، صحيح أن كوميديا اللفظ تشغل مساحة كبيرة في بناء الفيلم،
لكن
الضحك من خلال الألفاظ والتعبيرات المباشرة غالبا ما يكون داخل إطار من
مواقف
مرسومة بدقة، تصنع مع تكاملها كوميديا مواقف، ساعد علي تأكيدها وتعميقها
طبيعة
العلاقة التي تربط البطل بالعالم المحيط به، وايضا الإمكانيات الخاصة لأحمد
حلمي
الممثل، من ناحية البساطة والتلقائية والحضور المميز وخفة الظل، هذه
الأمكانيات
وظفها السيناريو لبناء مفارقات، واللعب علي التناقضات التي يكتشفها البطل
في فتاة
أحلامه، حيث لجأ إلي رسم شخصيتين علي النقيض تماما في سلوكياتهما ونظرتهما
للحياة،
كما لجأ السيناريو لبناء الفيلم من خلال مستويين، كلاهما يؤكد الآخر،
ويساهم في
تطوير شخوصه، حيث تتحول الطبيبة التي تتابع المريض، ايمي سمير غانم إلي
مستوي مواز
للحالة التي ينسجها الفيلم، حيث تعيش في علاقاتها الخاصة، أزمة مشابهة، لا
تستطيع
خلالها الاختيار بين نمطين، كلاهما يحمل مميزات وتناقضات، تماما كما يحدث
مع بلبل،
الحائر بين فتاتين، ثم تأتي النهاية التقليدية، عندما تتفق الفتاتان علي
الانتقام
من بلبل، ولكن باسلوب يتفق مع السياق العام للفيلم، حيث تكون تستند حيلة
الانتقام
منه إلي دراما نفسية، تدفع البطل إلي الشك في قدراته العقلية، حيلة تتشابه
مع ما
يقدمة عادل أمام في فيلمه زهايمر.
بلبل حيران نموذج لسينما جادة، تسعي إلي
تسلية المشاهدين، وتقديم الكوميديا والدراما الجادة، داخل قالب فني، لا
يلجأ
للإسفاف، بصرف النظر عن بعض الإيحاءات التي تتخلل أحد المشاهد، لكن بوجه
عام الفيلم
يعيد التأكيد علي ذكاء أحمد حلمي في أدائه التمثيلي واختياراته الفنية،
وموهبة مخرج
الفيلم خالد مرعي، كما أنه يؤكد أن أحمد حلمي أصبح الوحيد بين نجوم جيله،
الذي يجيد
السباحة مع التيار، دون أسفاف أو تنازلات.
الخميس المصرية في
09/12/2010 |