ربما كان إصدار مجموعته القصصية «أعتقد أنني أحب
الحكومة»، تلك الخطوة الحاسمة، والمفصلية،
في انتقاله من صورة «موظف ما» في مكاتب
منظمة التحرير الفلسطينية، في تونس حينها،
إلى «اسم علم»، على قدر من الشهرة، يجري
تداوله، حيث تيسَّر مهتمون، ومتابعون، ونقاد، وجمهور.. فأخذت مجموعته
القصصية تلك
تفيض بأخبارها، والكتابات التي تناولتها، عن حدود المكان، وتطوف حاملة اسم
«نصري
حجاج»، ليدخل في قواميس الكثيرين، وفي ذاكراتهم، ربما ريثما يلتقونه،
ليعاودوا
اكتشاف هذا الرجل، مرة أخرى، وفي صور متعددة!..
و«أعتقد أنني أحب الحكومة»؛ هذه
المجموعة القصصية، القصيرة، والصغيرة، الصادرة عن «المؤسسة
الفلسطينية للإرشاد
القومي»، في رام الله، عام 2004، كانت
بداية غير مبكرة، لفتى فلسطيني، «شابت
الذوائب منه»؛ فقد كان حينها، وإذ جاوز
الخمسين من عمره، قد عرف المنافي، وخبرها..
وطحنته الأيام، فعجنها، وخبزها، وإن اكتوى بنيرانها، فنضج وا احترق.. وربما
ذاك بعض
مما مكّنه من القدرة على استلال هذا العنوان الملتبس، إذ يتداخل فيه الجد
والهزل،
والوقار بالتهكم، والرصانة بالسخرية.. فيغدو الاسم المجرد لهذه المجموعة،
وحده على
الأقل، وبداية أولى، دافعاً كلّ من صادفه لقراءة كتاب، لن يزيد عن واحد
وثمانين
صفحة، من القطع المتوسط، ولن ينساه بعد ذلك!..
يهدي نصري حجاج مجموعته القصصية هذه، بشكل فريد،
واستثنائي، إذ نراه يقول: «أهدي هذا الكتاب
إلى نصري حجاج، علّه يتوقف عن ملاحقتي».
وإن كان من المتعذر معرفة أيّ نصري ذاك الذي يلاحق نصري الآخر!.. أالكاتب،
أم
المبدع، أم الإنسان.. أهو المحطون، أم الطامح للنفور من عالم اليومي،
المستهلك،
المعتاد، المتكرر.. إلى الفريد، الاستثنائي، المدهش، والمفاجئ؟!.. فإن
المجموعة
ذاتها، إنما كشفت عن كاتب فلسطيني من طراز خاص. لا يشبه أحداً. ولا يقتفى
أثراً
أحداً مما سبقه، على الرغم مما قد بناه السابقون من مبدعي القصة
الفلسطينية، منذ
عقود مضت.
حافلة المجموعة القصصية بكل ما يؤشر إلى خصوبة المخيلة، ويؤكد سعتها،
ويفصح عن غرابتها، وتشابكاتها، بين الكتابة بالكلمة، والرسم بالصور، وتنضيد
اللامعقول إلى حدود السوريالية، والعجائبية، والغرائبية.. لنتساءل في
النهاية، من
أين له هذا، خاصة ونحن نعرف أنه فتى فلسطيني لاجئ، ابن مخيم عين الحلوة..
كان، وما
يزال؟!..
ربما كان من فضائل المجموعة القصصية تلك، أنها كشفت عن المخيلة
السينمائية الأصيلة لدى كاتبها؛ «نصري حجاج»، فكان لابد للعودة إلى سيرته
الأولى،
لنكتشف أن قد سبق له، منذ سنوات سالفة، أن عمل في السينما، بشكل أو بآخر.
ولعل
الفيلم الوثائقي، غير المشاهد تماماً، والذي يحمل اسم «السنديان دائم
الخضرة»،
بإخراج مشترك مع مجدي العمري، وبإنتاج دائرة الثقافة في منظمة التحرير
الفلسطينية،
عام 1991، سوف يعيدنا، مرة واحدة، إلى تلك العلاقة الخفية، التي كانت تربط
نصري
حجاج بالسينما، وشغف تحقيق الأفلام الوثائقية. تارة أولى، ربما، بمشاركته
في إخراج
فيلم «السنديان دائم الخضرة»، وأخرى، أيضاً، بكتابة سيناريو فيلم التحريك
«علامة
سؤال»، الذي سيتولى رسومه وإخراجه جمال شموط، عام 1990.
يمكن لنا، التوقف مطولاً أمام تلك المجموعة
القصصية، ولكنها ليست موضوعنا هنا، إذ
علينا أن نذهب مباشرة إلى فيلم «ظل الغياب»،
الذي قدم نصري حجاج مخرجاً، بشكل حاسم، ونهائي. وربما كان ذاك الفيلم
الوثائقي،
البداية الحقيقية للمشروع البصري الذي سوف يتحول إلى حياة نصري حجاج،
بتفاصيلها
جميعاً. فمنذ أن أطل على العالم بهذا الفيلم الوثائقي الطويل (مدته 84
دقيقة)،
وانخراطه في جولات لم تنته على العديد من المهرجانات العربية والأجنبية،
والعروض
الرسمية، الثقافية، والشعبية، فضلاً عن العروض الفضائية، ناهيك عما ناله
الفيلم من
تكريمات وجوائز.. مع هذا كله، لم يعد ممكناً التعامل مع نصري حجاج إلا
باعتباره
صانع أفلام وثائقية، نرى ما بين يدينا من أفلامه، ونتطلع لمشروعه القادم،
ونتشوق
لجديده!..
منذ البداية، يبدو فيلم «ظل الغياب»، وثائقياً من طراز ملحمي ما.
ملحمي؛ ربما على مستوى التصوير، الذي يكاد يجوب العالم من أقصاه إلى أقصاه،
فتكاد
تمتد أماكن التصوير من فيتنام شرقاً، إلى أمريكا غرباً، مروراً بقارات
العالم
القديم والجديد معاً!.. وملحمي؛ ربما على مستوى الحكاية، إذ أنه ينوي
التطرق إلى
جوانب من حياة شعب، وتاريخه، ومصائر الكثيرين من أبنائه، من أعلام وعامة،
دون أن
يفلت الوقوف أمام نبرات من السيرة الذاتية، الشخصية، للمخرج نفسه!..
من مخيم عين
الحلوة؛ مخيم لجوء المخرج منذ نيف وستين عاماً، ينطلق الفيلم، في لحظة ما،
فيجوب
العالم قاطعاً آلاف الكيلومترات، عابراً عشرات الحدود السياسية، الطبيعية،
مخترقاً
مجاهل دروب وعرة، ومقتحماً أمكنة نائية، وملتقطاً أسماء مجهولة.. بل إنه،
وفي بادرة
نادرة، وإن كانت ليست الأولى، على ما نعلم، يتمكن الفيلم من التجول في
الأراضي
الفلسطينية المحتلة، سواء تلك التي أُحتلت عام 1948، أو عام 1967، من القدس
إلى
حيفا، ويافا.. ومن الجليل إلى المثلث، والضفة والقطاع.. صحيح أن المخرجة مي
المصري،
تمكنت قبل ذلك سنوات من العودة، بعد غياب قسري، إلى مدينتها نابلس، لتحقق
فيلمها
الشهير «أطفال جبل النار»، عام 1991. إلا أن تميز نصري حجاج بفيلمه هذا،
يكمن في
أنه لا يعود بعد 14 عاماً، كما فعلت المخرجة الرائقة مي المصري، بل يتمثل
في أنه
يعود، إلى قريته «الناعمة»، في إصبع الجليل، تلك العودة/ الزيارة التي كانت
شوطاً
من العمر مستحيلة!..
إنه
بعد قرابة ستين عاماً من النكبة، يحضر إلى ذاك المكان الذي مات والده على
حلم
العودة إليه، ولو حفنة من عظام، والذي ستموت والدته على الحلم ذاته.. ولن
ينسى
المخرج أن يمارس لعبة مونتاجية، ذكية ودالة، بتداخل مشاهد المضي على الدروب
الضيقة،
والزواريب المتهالكة، في المخيم، من جهة، والدروب الواسعة إلى ماتبقى من
قريته
المدمرة، التي محاها المحتل الصهيوني، والتي يبرع المخرج بوصفها أنها
«مدفونة تحت
نفسها»، في تعبير بليغ، ودلالة ذكية، تفيد أن «الناعمة» القرية العربية،
تبقى هي «الناعمة»،
حتى لو دمرها الصهاينة، ومحاها عن وجه الأرض الفلسطينية، من جهة
أخرى!..
يبدو أن عودة نصري حجاج إلى قريته «الناعمة»، في أصبع الجليل، وبالقرب
من بحيرة الحولة، وسهلها، إنما هي عودة للغياب. ليس ثمة من حضور هنا، طالما
أن
الفلسطيني، ابن هذه الأرض، وصاحبها، مُغيَّب عنها، مطرود خلف حدود، وأسوار،
طيّ
مخيمات اللجوء والتشرد والحرمان.
سيعتمد المخرج طريقة التعليق الصوتي، طيلة
فيلمه، مستخدماً صوته. ربما لتعميق إحساسنا
بأن هذا الفيلم هو فيلمه الذاتي، قوله
الشخصي، وحكايته، ورؤيته.. على الرغم من أنه سيلفّ العالم، جيئة وذهاباً،
وسيقص
العشرات من الحكايا المؤسية، لفلسطينيين طواهم الغياب، في أصقاع الدنيا..
مع ملاحظة
أنه لا يعتمد أي منهج واضح في ذلك.. فليس ثمة اقتداء بالتتابع الزمني (الكرونولوجي)،
ولا التزام بالتدرج المكاني، اقتراباً أو ابتعاداً.. ليبدو الفيلم
أشبه بتداعيات تتوارد على خاطر المخرج، فيقصها علينا، آن تحضر!..
يطفو الإنساني
على سطح الفيلم، إذ يميل في كثير من مفاصله لتناول قصص إنسانية مؤسية، نعرف
حكاية
المفقود، ونرى الفاقد.. نعرف المُغيَّب، ونشاهد الشاهد على الغياب، وكلهم
في
غياب!.. ولكن الإنساني في الفيلم، لن ينال من السياسي والوطني فيه، أو
يخدشه. ليس
الفلسطينيون ضحايا فيضان، أو إعصار، أو زلزال.. إنهم ضحايا مشروع سياسي
استعماري
استيطاني إجلائي إحلالي عنصري بغيض، عنوانه الحركة الصهيونية، وأداته
إسرائيل،
وآلياته تلك القوانين والقرارات العجيبة التي تمنع الفلسطيني من العودة إلى
أرضه،
حتى ولو جثة هامدة.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه الفيلم عن الموت، والقتل،
والاغتيال، والاستشهاد.. عن المقابر
الجماعية، والقبور المطرودة من أمكنتها.. عن
الغياب المتناثر في أصقاع العالم.. إلا أن لا شيء فيه من الميلودراما. ولا
أي نبرة
من توسل العواطف، أو استجرار المشاعر، واستدرار الدموع.
لا يحب الفلسطينيون
الموت.. وما كان لهم ذاك.. إنهم، كما سائر شعوب المعمورة، يحبون الحياة «ما
استطاعوا إليها سبيلاً».. وهم يدركون عميقاً أن «على هذه الأرض ما يستحق
الحياة»..
وسيبدو نصري حجاج مغرماً بالشاعر الفلسطيني محمود درويش، إلى حد الوله!...
ليس ذلك
لأنه جعل فاتحة فيلمه هذا، لوحة مكتوبة تظهر جملة: «ليدين من حجر وزعتر»؛
تلك
العبارة الأثيرة المأخوذة من قصيدة شهيرة للشاعر، ولا لأن فيلمه التالي
سيكون عن
الشاعر نفسه، بعيد رحيله.. والذي نرجو أن نتوقف عنده.. بل ربما لأنه كان
شاعر حياة
الفلسطينيين، لا موتهم.. شاعر بحثهم عن الحضور، لا عن الغياب!..
ستحتاج القصص
والحكايا التي يمرّ عليها فيلم «ظل الغياب» لكتاب موسوعة.. بل قل لكتاب
ملحمي، على
شاكلة الفيلم نفسه.. ولن يكون مرادنا التطرق إليها، واحدة إثر أخرى، أو
تلخيصها، أو
اختزالها، ولا ممارسة أي انتقائية تجاه أي منها.. فهي جميعها قصص منسوجة
بأنفاس
بشر، حيواتهم التي كانت، ومضت، وانطفأت.. أحلامهم وآمالهم وآلامهم.. وهي
جميعها
لوعاتهم الباقية، ما بقي غيابهم، وطالما استمر.
ما أقسى أن يكون الموت هو
الموضوع، وأن تكون شواهد القبور هي الدليل، والهادي! وما أبأس
الجلاد، وهو يرى
تناثر أشلاء ضحيته تملأ الآفاق، وتطول
المدى.. وترى أي عزاء للضحية، وهي تنزوي
غريبة في موتها، كما في حياتها.. دون أن تأمل بعودةٍ لوطن وأهل، حتى لو
كانت «العظام
مكاحل»!..
تندفن الناعمة تحت نفسها، كما يقول المخرج.. ويندفن الفلسطيني
في نفسه الفلسطينية، كما سنرى.. وما ذاك التناثر العجيب، لآلاف القبور
الفلسطينية،
في قارات العالم أجمع، إلا النذير، والبشير.. والشاهد الأبدي على هذا
الغياب، الذي
لا بد له أن ينتهي يوماً..
لا
يحتفي الفيلم بالغياب.. بل يرصده.. ربما لأن مخرجه، وهو كاتب السيناريو،
ومن قام
بالبحث والإعداد، أيضاً، يدرك أن الغياب هو الوجه الآخر للحضور.. فما بين
غياب
وحضور تبقى الذاكرة هي الأساس.. الذاكرة التي ستصبح يوماً هي السلاح
الأمضى، في وجه
المشروع الصهيوني.. ولعل من هنا، وباعتبارها نقطة بداية، لا خاتمة.. كان
للفيلم أن
انتهى بتلك الجملة، التي نطقها المخرج نصري حجاج، ذات حوار، في القدس،
تماماً..
عندما قال موقناً ومؤكداً: «بيخافوا من ذاكرتنا»!.. الذكراة التي ستجلو «ظل
الغياب».
الجزيرة الوثائقية في
23/11/2010
أحمد إيراج: "ظل البحر" يشارك في مهرجانات السينما الدولية
عبدالله الحسن من الكويت
بعد مشاركته الناجحة في فيلم "فرصة أخرى" مع المخرج حسن عبدالله انتهى
الفنان الخليجي أحمد إيراج من تصوير دوره في فيلمه الجديد "ظل البحر" مع
المخرج الإماراتي نواف الجناحي وبمشاركة عدد من النجوم الإماراتيين.. حسن
رجب، عائشة عبد الرحمن، نيفين ماضي، بلال عبد الله، عمر الملا، خديجة
الطائي، ساليس عيد، عبدالله الرميثي، شهاب خاطب...
الفنان أحمد إيراج أكد أن هذه هي التجربة الثانية مع المخرج الجميل نواف
الجناحي حيث اشترك معه في مسلسل "الجيران" مشيرًا إلى أهمية التنوع في
الأعمال التي يقدمها الفنان سواء كان مخرجًا أو ممثلاً..
وحول دوره الذي يجسده في الفيلم أضاف إيراج أنه يقوم بدور شخص في مرحلة
الشباب يتمرد على الحياة العادية بكل ما فيها من بساطة وينظر إلى المستقبل
بكل ما فيه من معوقات وطموحات موضحًا أنه يدخل في صراع مع العادات
والتقاليد ما بين التمسك بها أو التخلي عنها..
وأوضح إيراج أن الفيلم يحمل بين طياته العديد من القضايا الإنسانية بصرف
النظر عن الفكرة التي يحاول طرحها كعمل فني مضيفًا أنه سعيد بتكرار التجربة
مع المخرج نواف الجناحي ولكن هذه المرة في فيلم روائي طويل باعتباره أحد
المخرجين المميزين..
وأشار إيراج أنه الفنان الخليجي الوحيد المشارك في الفيلم بجانب عدد من
النجوم الإماراتيين مما تتطلب منه بذل أقصى جهده ليخرج دوره في أفضل صورة
موضحًا أن هذا أكبر دليل على التعاون بين نجوم الإمارات والفنانين
الخليجيين..
وكشف إيراج أن الفيلم اقترب من عرضه في دور السينما متوقعًا تحقيق نجاحًا
يليق بالمجهود المبذول فيه من قِبل كل المشاركين فيه مشيرًا إلى أنه يشارك
في المهرجانات السينمائية الدولية وهذه خطوة ينتظرها الجميع...
من ناحية أخرى شارك أحمد إيراج في مسرحية "المدينة الثلجية" والتي أعيد
عرضها في عيد الأضحى المبارك ويجسد فيها دور "صقر" الذي يواجه ملك المدينة
وينقذ أخواته..
جدير بالذكر أن مسرحية "المدينة الثلجية" هي مسرحية استعراضية للأطفال حققت
نجاحًا كبيرًا في عيد الفطر الماضي مما دفع إلى إعادة عرضها بالكويت للمرة
الثانية كما شارك أحمد إيراج بمسلسلين في رمضان الماضي "المنقسي" و"متلف
الروح"...
إيلاف في
23/11/2010
برلمانيون وصفوا الخطوة بـ"العار"
جدل بالجزائر حول قانون يشترط موافقة الحكومة على أفلام
الثورة
القاهرة –
mbc.net
أثار مشروع قانون السينما الذي يناقشه البرلمان الجزائري حاليا جدلا واسعا
في الأوساط الفنية والنيابية، لا سيما المادة الخامسة منه، التي تشترط
الحصول على موافقة الجهات الحكومية قبل تصوير أي فيلم عن الثورة أو الثوار
في البلاد.
وتعرضت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي الاثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني
لانتقادات عاصفة من قبل نواب مختلف الكتل البرلمانية بالبلاد، حيث تركز
الهجوم على المادة الخامسة التي تُلزم منتجي أفلام الثورة ورموزها بالحصول
المسبق على رخصة من الحكومة.
وطالب التقرير الذي أعدته لجنة الثقافة والاتصال والسياحة بتوضيح كيفية
تطبيق هذه المادة، والجهة المخوّل لها منح التراخيص بشأن الأفلام الثورية؛
هل وزارة المجاهدين أم وزارة الثقافة، بحسب صحيفة الخبر الجزائرية 23
نوفمبر/تشرين الثاني.
بدوره، قال النائب نور الدين آيت حمودة إنه من العار أن تفرض الحكومة
رقابتها على التاريخ والثورة، وتقوم بتأميم شخصيات ورموز الثورة.
فيما اعتبر رئيس كتلة "الأرسيدي" عثمان معزوز أن هذا المشروع يكرس السينما
للدعاية والقمع الفكري وخدمة مخططات السلطة، ويحمل خلفيات الحزب الواحد
بالإبقاء على لجنة قراءة.
وشدد على أن إخضاع إنتاج الأفلام عن حرب التحرير لموافقة الحكومة المسبقة
أمر غير مقبول، وقال "بأي حق وبأي شرعية تسمح السلطات العمومية لنفسها
بالترخيص أو عدم الترخيص لفيلم معين؟ وبأي حق يمكن لأي حكومة أن تفرض
القراءة الرسمية لتاريخ الجزائر؟ وبأي حق تسمح الحكومة لنفسها بتشجيع إنجاز
فيلم سينمائي عن شخصية تاريخية، وتمنع أفلاما عن وجوه أخرى؟".
فيما انتقد النائب عبد الرزاق عاشوري واقع قاعات السينما في الجزائر
وتحولها إلى ملجأ للمنحرفين وعرض الأفلام الإباحية، على حد قوله.
كما هاجمت النائب سليمة عثماني إنتاج الأفلام المسيئة للجزائر بدعمٍ من
السفارات والدول الأجنبية.
وفي السياق ذاته، احتج عدد من نواب البرلمان على وزيرة الثقافة خليدة تومي
بسبب إلقائها لنفس الكلمة التي ألقتها خلال عرضها قبل شهرين لمشروع القانون
المتعلق بالسينما.
وقالت تومي في كلمتها إن الجزائر هي الدولة الوحيدة في إفريقيا التي لا
تملك قانونا للسينما، وأضافت أن المشروع الجديد يعدل المرسوم الصادر في عام
1967 وتضمن إلغاء 12 مادة و10 أخرى كانت تنص على الرقابة، إضافة إلى عدم
قابلية أربع مواد للتطبيق في الوقت الحالي.
وبشأن الرقابة على الإنتاج السينمائي، أكدت الوزيرة أن القانون الجديد
يتضمن مادة واحدة تسمح للحكومة بالمشاهدة المسبقة للأفلام، مشيرة إلى أنه
تم إنتاج 84 فيلما بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية و60 فيلما جديدا
بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011.
الـ
mbc.net في
23/11/2010
السقا يتراجع خلف عادل إمام وأحمد حلمي
«ابن القنصل» أعجب النقاد وانصرف عنه الجمهور
القاهرة: دار الإعلام العربية
في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة بين الفنان عادل إمام بفيلمه «زهايمر»
وأحمد حلمي بفيلمه «بلبل حيران» على تصدر قائمة إيرادات موسم عيد الأضحى،
وقف الفنان أحمد السقا من خلال فيلم «ابن القنصل» كضيف شرف بحثاً عن نصيب
من الإيرادات، حيث تشير كل التوقعات أن يحتل العمل المركز الثالث أو الرابع
من جملة أربعة أفلام فقط تم عرضها خلال الموسم، ليتكرر الأمر مع السقا
للمرة الثانية هذا الموسم بعد أن نافس في الصيف الماضي بفيلم «الديلر» مع
خالد النبوي ومي سليم دون أن يحقق الفيلم النجاح المأمول.
الحديث عن تراجع إيرادات فيلم «ابن القنصل» لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن
الظروف التي صاحبت الفيلم أثناء تصويره، فبعد ولادة متعثرة ومشكلات إنتاجية
ورقابية استمرت لأكثر من عام خرج الفيلم إلى النور ليجد نفسه في مشكلة أكبر
تتمثل في دخوله منافسة حقيقية أمام أفلام نجوم كبار بحجم عادل إمام وأحمد
حلمي، رغم انتشار شائعات قبل انطلاق الموسم تؤكد رغبة السقا في الهروب
بفيلمه من هذا السباق القوي.
وعلى الرغم من الدعاية المكثفة التي سبقت عرض الفيلم بأربعة أيام فقط، إلا
أن إيراداته في أيام عرضه الأولى كانت مخيبة للآمال، مع وجود مخرج مخضرم
بحجم عمرو عرفة ومؤلف مثل أيمن بهجت قمر فضلاً عن نجوم كبار على رأسهم أحمد
السقا وخالد صالح وغادة عادل، حيث لم يحقق الفيلم سوى 414 ألف جنيه فقط في
ليلة العيد، بينما حققت الأفلام المنافسة مثل «زهايمر» و«بلبل حيران»
إيرادات في اليوم نفسه تجاوزت المليوني جنيه، بينما حقق «محترم إلا ربع»
للممثل الشاب محمد رجب مليون وأربعمئة ألف جنيه.
قصة معقدة
يبدو أن أحداث «ابن القنصل» لم تجذب الجمهور الذي تعود أن يصنف أفلام السقا
من نوعية الأكشن فاصطدم بقصته المعقدة التي تدور حول مزور خطير يقوم بدوره
خالد صالح يتم القبض عليه والحكم عليه بالسجن، فيما يحاول أحمد السقا أن
يكون خليفته في التزوير فيصبح مزوراً محترفاً وتساعده في الوصول لهدفه
صديقته غادة عادل.
ويؤكد المتابعون للفيلم أن أحداثه التي احتوت على مشاهد محدودة من الأكشن
بجانب الكوميديا الخفيفة، لم تنجح في جذب المشاهدين الذين هجروا أحمد السقا
بحثاً عن الكوميديا الخفيفة والتلقائية مع نجم الكوميديا الشاب أحمد حلمي
الذي تتصاعد أسهمه على الساحة السينمائية عاماً بعد آخر، أو مع الفنان عادل
إمام الذي قدم كوميديا راقية ممزوجة بالتراجيديا، ليجلس السقا في المقاعد
الخلفية في الوقت الذي خابت فيه توقعات المجموعة المتحدة ــــــــــ الشركة
المنتجة ـــــــــ التي راهنت على «ابن القنصل» بطرح 06 نسخة.
أزمات السقا
ويرجع البعض السبب في خروج فيلم «ابن القنصل» من المنافسة إلى عدم تركيز
بطله أحمد السقا الذي تعرض لعدة أزمات أثناء تصوير العمل بسبب مرض والده
الفنان صلاح السقا قبل وفاته، علاوة على قيامه بإضافة دور جديد في أحداث
الفيلم ليشارك ابنه ياسين 01 سنوات في الأحداث في أول ظهور له على الشاشة،
كذلك دخوله في مناوشات كثيرة مع زميلة خالد صالح بسبب كتابة الأسماء على
التيتر والذي حسمها يحيى سيف منتج الفيلم بالاشتراك مع الأخوة المتحدين
بكتابة اسم السقا قبل خالد صالح على التيتر حسماً للشائعات التي تم تداولها
قبل العيد بـ 01 أيام على صفحات الجرائد والمجلات الفنية، خاصة أنه لم يكن
التعاون الأول بين السقا وخالد صالح لكن التقيا قبل ذلك في أفلام «تيتو»
و«حرب إيطاليا» و«عن العشق والهوى»، ولم تحدث تلك الشائعات التي أثرت على
جماهيرية العمل.
وبسؤال بطل العمل أحمد السقا، عن أسباب عدم تحقيق فيلمه النجاح المأمول،
مقارنة بالأفلام المنافسة أبدى اندهاشه من الأقلام التي تسرعت في الحكم على
العمل، معرباً عن ثقته بأن يعود فيلمه لصدارة الإيرادات خلال الأسابيع
المقبلة.
السقا أعرب في الوقت ذاته عن رضاه التام عن فيلمه، مؤكداً أن قصته جيدة
وحملت الكثير من المشاهد التي رسمت البسمة على وجوه الجمهور؛ خاصة أن
أحداثه تدور في عالم النصب المليء بالحكايات والمتناقضات، في إشارة منه إلى
أنه ليس من الضروري أن يحمل كل فيلم يقدمه رسالة أو يناقش قضية.
النقاد يشيدون
نفس الرأي تبنته الناقدة السينمائية ماجدة خير الله، موضحة أن الفيلم جيد
ومتميز أيضاً بعيداً عن تراجع إيراداته، وقالت بعد مشاهدتها للعمل إن
المخرج عمرو عرفة اعتنى بأدواته جيداً واستطاع رسم كل شخصية في إطارها
الصحيح رغم أن الفيلم يشابه في بداياته الفيلم الأميركي «ماتشستيك مان»
الذي يلعب بطولته النجم كولاس كيدج لكن عمرو عرفة قدم صورة غنية بالتفاصيل،
خاصة في اختيار أماكن التصوير التي شهدت مدينة الإسكندرية معظمها، وحاول
إدخال كل المفردات التي تحض وتحافظ على إيقاع الفيلم الممتلئ بالأحداث
السريعة والمتناقضات.
ورأت خير الله أن نجوم العمل أبدعوا في الأداء فلم يحاول السقا كما عود
جمهوره مغازلة الكاميرا أو النظر إليها ولم يخش خالد صالح ارتداء ثوب
لشخصية متقدمة في العمر دون أن يخشى على نجوميته وشبابه واستطاع انتزاع
الضحكات من قلوب المشاهدين دون انفعال أو مبالغة، كما استطاعت غادة عادل
التي التقت بالسقا لأول مرة بعد فيلم «صعيدي في الجامعة» منذ عدة سنوات
تقديم دور العاهرة بتلقائية دون إسفاف أو ابتذال ولم تكشف عن أي شيء من
جسدها أو مفاتنها بعد أن توقع جمهور الشباب أنها ستكون سبباً في جذب شريحة
كبيرة منه تعشق الأدوار المثيرة لكنها في الحقيقة قدمت أفضل أدوارها على
الإطلاق، وفوق كل هذا وذاك فهناك بعض النجوم الذين أدوا أدواراً شرفية في
الفيلم بتحويلها إلى أدوار مؤثرة وأساسية رغم أنها صغيرة وهامشية وذلك بعد
تقديم مجدي كامل وخالد سرحان وضياء الميرغني أدواراً بسيطة لكنها ذات تأثير
مهم في الأحداث وقدموها بحرفية وذكاء شديدين متوقعة أن تتصاعد إيرادات
الفيلم في الأسابيع القادمة.
المفاجآت واردة
أما الناقد عصام زكريا فأكد أن الأيام الماضية لا تعد مؤشراً على نجاح أو
فشل أي فيلم من موسم أفلام عيد الأضحى المبارك.. متوقعاً أن تشهد الأسابيع
المقبلة تغيرات جذرية في ترتيب الأفلام وتحقيقها لإيرادات.. مشيراً إلى أن
النجاح الحقيقي هو صمود هذه الأفلام إلى موسم نصف العام أو الموسم الصيفي،
كما حدث في فيلم «عسل أسود» و«شهير وبهير وسمير» واللذان لا يزالان يعرضان
حتى الآن.
وأكد زكريا أن هناك حسابات أخرى لم يتعرض لها أحد حتى الآن وهو تزامن عرض
أفلام موسم عيد الأضحى مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي سوف يقلب
موازين شركات الإنتاج خلال الفترة القادمة ولن يستطيع أحد وقتها التنبؤ
بأفضلية فيلم عن الآخر.
البيان الإماراتية في
24/11/2010 |