قال عنها النقاد إنها ممثلة من طراز خاص جاءت إلى القاهرة حتى لا تختنق
موهبتها في سوريا، فتألقت في أول اختبار لها في فيلم «ولاد العم» وبعده
مسلسل «أهل كايرو» لدرجة أشعلت غيرة السوريات العاملات في الفن المصري
قبلها بسنوات.. هي الممثلة كندة علوش، التي جمدت عملها في الدراما من أجل
عيون السينما، حيث تستعد حالياً لخوض أول بطولة مطلقة في فيلم «حكاية
بنت».. وفي القاهرة التقيناها وسألناها عن الحرب التي اشتعلت ضدها خلال
الفترة الأخيرة وأسباب رفضها العمل في السينما السورية ..فإلى التفاصيل..
·
ما تفسيرك لما تنشره الصحف عن
تهافت المنتجين عليك رغم رصيدك الذي لا يتجاوز عملين في مصر..؟
هذه المشاركات التي تتحدث عنها في مصر فقط لكنني شاركت في الأعمال السورية
ولدي رصيد سينمائي كبير يصل إلى 5 أفلام و 25 مسلسلاً، ورغم ذلك وجدت أن
الفن الحقيقي موطنه القاهرة فتركت كل شيء من أجله وشاركت في أول عمل
سينمائي مع كريم عبد العزيز ومنى زكي وشريف منير في «ولاد العم» وبعدها
اشتركت في «أهل كايرو» الذي حقق نجاحاً على المستويين النقدي والجماهيري
وفوجئت أثناء عرض المسلسل باتصال هاتفي من المنتج وائل عبد الله يطلب مني
تجسيد دور البطولة في فيلم «حكاية بنت» فوافقت على الفور بعد أن وجدت أن
الفرصة الحقيقية قد أتت بالفعل.
بطولة مشتركة
·
لكن البعض أكد أن ريم البارودي
هي بطلة الفيلم.
البطولة مشتركة لكني أنا البنت التي تدور عليها حكاية الفيلم كما يشاركني
فيه أيضاً أحمد صفوت وخالد أبو النجا وأحمد السعدني ويخرجه شريف مندور،
وكنت سأوافق على المشاركة في الفيلم حتى لو كنت أجسد دورا ثانيا؛ لأن مستوى
الفيلم جيد وسيحظى بنجاح هائل وبنسبة مشاهدة عالية.
·
حدثينا أكثر عن قصة الفيلم.
الفيلم يدور في إطار اجتماعي رومانسي ويروي حكاية بنت مصرية أوقعتها ظروفها
الأسرية في بعض المشاكل النفسية، وتتعرض لبعض المواقف مع بعض الأشخاص لهم
تأثيرات هامة في حياتها، فتستطيع اجتياز مشكلتها وتتعرف بشاب ينقذها ويأخذ
بيدها إلى طريق الشفاء.
تجمل الفنانين
·
لاحظ البعض في مصر أنك تفضلين
السينما عن التليفزيون.
لا أنكر أن السينما هدف جميع الفنانين، ومن يقول غير ذلك فهو يتجمل؛ لأن
الذي يذهب إلى التلفزيون هو الذي تخلت عنه السينما وليس هو من تخلى عنها،
وفي نفس الوقت فأنا مستعدة للعمل في التلفزيون بجانب السينما، وإن كانت
فرصتي ضئيلة بالتلفزيون فلن أتخلى عن السينما.
·
كثرة الأعمال التي شاركت فيها في
سوريا تجعلنا نسأل عن أسباب حضورك للعمل في مصر..
للأسف الإنتاج السينمائي في سوريا لا يصل إلى مستوى الإنتاج في مصر وأنا
كما قلت أعشق السينما وأعشق الانتشار ولن أكتفي بالدراما وحدها؛ لأن حلمي
سينمائي وليس تليفزيونياً، وأعتقد أن الدراما في سوريا لها شأن عظيم وتسير
في الاتجاه الصحيح.
مستوى الدراما السورية
·
وكيف رأيت الدراما المصرية بعد
مشاركتك في «أهل كايرو» ؟
أحب أن أؤكد أن «أهل كايرو» ليس أول عمل أشارك به في الدراما المصرية لكنني
شاركت في «هدوء نسبي» وبصراحة وجدت أن الدراما المصرية أكثر حيوية من
السورية، وليس معنى ذلك أن السورية تخطو كالسلحفاة، بل هي أيضاً متميزة
وأتمنى أن أشارك في أكثر من عمل تليفزيوني في رمضان القادم بعد أن أحقق
طموحي سينمائياً.
·
وهل هذا الرأي هو الذي قلب عليك
الصحافة السورية؟
أعتقد ذلك، فمنهم من قال إنني غيرت لهجتي والبعض الآخر قال إنني تمصرت وكأن
هذا أصبح عيباً، ففي الوقت الذي أشادت فيه الصحافة المصرية بدوري في
المسلسل قوبل هذا النجاح بهجوم شرس من الصحافة السورية والنقاد السوريين،
لكن ما يهمني أنني حظيت بأفضل الآراء النقدية من النقاد في مصر ويكفي أن
د.رفيق الصبان وخيرية البشلاوي وهند رستم ونادية لطفي وإسعاد يونس قد
أشادوا بأدائي.
·
وما سبب رفضك المشاركة في أعمال
سورية بعد نجاح «أهل كايرو»؟
في الحقيقة لم يعرض علي أي عمل سوري منذ انتهيت من تصوير «أهل كايرو»، لكن
جميع السيناريوهات التي عرضت علي مصرية، وأعتقد أن المنتجين والمخرجين
السوريين قد أعلنوا الحرب علي وأعدوني منشقة على الفن السوري.
·
البعض قال إنك تعمدت تغيير لهجتك
من أجل جذب انتباه المنتجين المصريين؟
أنا تعلمت اللهجة المصرية من أجل إتقان دوري في المسلسل ولم أجدها في يوم
وليلة لكنني تعبت كثيراً والتحقت بأكثر من ورشة لتعلم فنون اللهجة العامية،
والحمد لله أصبحت أتحدث مثل أي مصرية تماماً، ورغم ذلك لم أتنصل من سوريتي
واللهجة الخاصة ببلدي.
فنانة عربية
·
لكنك تشاركين في أكثر من عمل فني
خارج سوريا، فلماذا لم تشتعل الحرب ضدك إلا بعد العمل في القاهرة؟
أعتقد أن الدراما في مصر هي المنافس الوحيد لسوريا، فأنا بالفعل أشارك
حالياً في فيلم «سماء الجنوب» في لبنان، وهو إنتاج لبناني وإيراني مشترك
ويضم عدداً هائلاً من النجوم العرب بإنتاج ضخم، وأشارك أيضاً في مسلسل
«الجيب الأول» وهو إنتاج أردني، وانتهيت من تصوير مشاهدي ولم تحدث هذه
الضجة .
·
هل تبحثين عن شيء ما عندما
تشاركين في أكثر من عمل عربي؟
نعم أبحث عن الخبرة وعن المخرج الذي يستطيع إخراج كل طاقتي الفنية الكامنة،
وأعتقد أنه قد آن الأوان لكي أظهر على السطح بعد 5 سنوات من الدراسة
والعمل، وأعتقد أنني استفدت كثيراً من هذه المشاركات، حيث اكتسبت من
السينما المصرية الخبرة المضاعفة وعملت مع اثنين من أفضل مخرجيها، كذلك نفس
الشيء عندما شاركت في الأردن أو لبنان أو إيران، فقد تعلمت من كل منهم
شيئاً مختلفاً وأصبحت بفضل التحلي بالصبر فنانة شاملة وقادرة على ارتداء
كافة الأقنعة، ولم يبق لي سوى السينما العالمية التي أطمع حالياً أن أشارك
في فيلم فرنسي.
·
البعض قال إن دورك في «ولاد
العم» صورة طبق الأصل من مسلسل «رجال مطلوبون» والفيلم الإيراني «الاجتياح»
، فما تعليقك؟
العامل المشترك في الفيلمين هو عامل اللهجة الفلسطينية فقط، وهذا ليس عيباً
فقد قمت بدور فتاة فلسطينية ومن ثم لا يجب أن أتحدث باللهجة الخليجية وأنا
أقوم بدور فلسطينية تدافع عن وطنها، أما دوري في «رجال مطلوبون» فهو خبيرة
في الماكياج والعامل المشترك أنني فتاة فلسطينية وهذا يختلف تماماً عن
الفدائية أو الصحفية.
·
يقولون أن كندة علوش لا تعترف
بأخطائها مطلقاً فلماذا؟
بالعكس أنا أكثر فنانة جريئة وقادرة على الاعتراف بأي خطأ وأمتلك القدرة
والشجاعة لذلك، وأنتظر دائماً نقد الآخرين لشخصيتي؛ لأنها طريق النجاح
وأسعى دائماً لأرى نفسي من خلال عيون الآخرين حتى أستفيد من آرائهم، كما
أنني أرى أن حكمي على نفسي لا يحمل أي إنصاف لكندة لكن حكم الآخرين هو
المرآة الحقيقية.
منافسة قوية
·
بعض السوريات أعلن أن كندة علوش
جاءت للقاهرة لمنافستنا، فهل هذا حقيقي؟
هذا لم يحدث على الإطلاق؛ لأنهن عندما حضرن بحثن عن النجومية والأضواء،
وأنا فعلت نفس الشيء وهذا الكلام سمعناه كثيراً ولم أتمكن من الرد عليه حتى
جاءت إحدى المناسبات والتقيت مع جومانا مراد وسولاف فواخرجي ووجدتهما
تهنئانني وتشيدان بأدواري في «ولاد العم» و «أهل كايرو» وسألتهما عن سر ما
ينشر في الصحف فأكدا بأنها شائعات.
·
وما رأيك في أدائهما وتجربتهما
في مصر؟
هذه التجربة تجعلني أحترمهما كثيراً فهي ناجحة بحق، وأعتقد أنهما كانتا
أكثر مني جرأة؛ لأنهما أخذتا قرارات سريعة دون أن تنظرا خلفهما أو ينتظرن
ردود فعل الآخرين، واستطاعتا أن تتركا بصمة لدى الجمهور المصري والعربي،
وأنا بالفعل مدينة لهما بسبب الصورة الجيدة والمتميزة التي رسماها للفنانة
السورية والتي جعلتني أعيش في وجدان المشاهد المصري.
·
أنت فنانة عاصرت مشكلات
المجتمعين السوري والمصري، وقدمت تلك المشاكل على الشاشة، فهل هناك اختلاف
بين نوعية المشاكل؟
أعتقد أن نفس المشاكل يعيشها الشعبان فمن الأمية إلى الفقر إلى البطالة
كلها أصبحت مشاكل ما زالت تعاني منها الدول الفقيرة وأصبحت الدول الخليجية
أيضاً تعاني من نفس المشاكل.
البيان الإماراتية في
19/11/2010
«الآربُــر»
ســيرة
فنانــة مــن الحضيــض
زياد
الخزاعي
فيلم «الآربُر» درس
سينمائي يجب عرضه عربياً في أسرع وقت ممكنن لتعلّم كيفية صنع فيلم عن سيرة.
حيوي.
مبتكر. تحفة صغيرة. معالجة تحرق التقليدي، وتستلف أسلوب التداعي في أقصى
درجاته
طلقاً. حيوات شخصيات من العامة، تعيش هامشاً بريطانياً يصل إلى حدود الفاقة
في
الجزيرة السعيدة، وتُسرد من باب بريختي نقي. تغريبة درامية
تَسبِق الترتيب المدرسي
لسيرة الكاتبة المسرحية أندريا دانبار، التي قضت في التاسعة والعشرين من
عمرها،
مُخلِّفةً أربعة نصوص هزّت الوسط المسرحي البريطاني في الفـترة الممتدّة
بين
العامين 1977 و1986، قبل أن تتوفّى فجأة داخل مرحاض بار شعبي،
وهي في قمة سُكرِها
المزمن.
فرادة دانبار، سليلة عائلة من المتوطِّنين في قوائم العاطلين عن العمل
والبارات الشعبية و«باينتات» الجعّة، كامنةٌ في أنها خطّت
مسرحيتها الأولى «الآربُر»
عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وتناولت فيها محيطها وأناسها الذين
تختلط أعراقهم وسُحَنُهم وميولهم بعضها بالبعض الآخر، ويتربّى
شبابهم على حرية لا
مثيل للا أباليتها. الجنس أقرب إلى العموم الحيواني: الكل بصحبة وليد جديد.
لا حدّ
لعمر الأمهات والآباء. مراهقون يقلّدون كبارهم، فيتضاجعون مع بعضهم البعض
في
الأمكنة كلّها. نشأت دونبار في عائلة قاسية العواطف.
أمضت وقتها في الشارع
غالباً. المدرسة شأن ثانوي. الأمومة شأن الشارع والحارة الغاصّة بالمشاكل
والقذارة
والعصيان. التعليم شأن مصالح حكومية لا تستطيع فرض قوانينها. التسيّب علامة
جودة
وإشارة ثورة. وضعت دانبار فطنتها الكتابية على راحة يد
العفوية. لا تخطيط عملاتياً
لبناء الشخصيات والأجواء والمحيط. إنها نصوص تقلب آية الشارع، وتنقلها إلى
خشبة
وهمية. قولها يجذب التفرّس الاجتماعي بأحوال «وحوش» مجمع «بترشو» السكني،
التابع
لمدينة «برادفورد» المتضخّمة بوافديها من الباكستانيين. هؤلاء قوم ناصعو
البياض،
يتباهون بصلبانهم وأوشامهم الدينية. لكن الوازع مؤجل. يتبارزون بعنفهم
باعتباره
السيّد على الحي وزواريبه، لكن من دون رغبة في نشاط التغيير والشفافية.
القوة تجذب
السطوة، وهذه تولّد النعمة الكاذبة. قوم مهملون وطائشون، ينتظرون مستحقّات
المعونات
الحكومية لصرفها على سُكرهم اليومي.
الحكايات غير المختلفة
في «الآربُر»،
تحكي دانبار قصة مراهقة يرهبها والدها المدمن (أهي حكايتها؟). العلاقة
الأزلية بين
المالك والمستعَبد. الخالق الأبوي والخِلفة الضالّة. الإثم العائلي الذي
يصل إلى
حدود زنى المحارم من دون أن يقع. لدانبار ثلاثة أطفال من ثلاثة
آباء مختلفين. هي
واحدة من ثمانية أطفال لعائلة مُعدَمة. في حياتها كانت تتفاخر: «لم أصرف
بنساً
واحداً من المعونات عليهم (أطفالها)». كتبت نصّها كواجب مدرسي. بيد أن
مباشرته
وصراحته شجعتا معلمتها على إرساله الى «رويال كورت»، ذلك
المسرح الذي أطلق ورعرع
تيار الغضب (هارولد بنتر، جون أوزبورن وشلّتهما الانقلابية في الستينيات
الماضية)،
فعرف عرضها في العام 1976 نجاحاً ساحقاً، حوّلها إلى نجمة مجتمع «سلوين
سكوير»
وحديث نخبة «كينز رود» الراقي، ما يُعَدّ
تناقضاً طبقياً بامتياز، حيث تُمتَدح ابنة
الفقراء على طاولات مرموقي الأرستقراطية اللندنية. لاحقاً،
أنتجت هذه الصبية
الموهوبة نص «ريتا، سو، وبوب أيضا» عام 1980، عن مراهقتين تتباريان على
مضاجعة رجل
واحد. تحوّل النصّ فيلماً شعبياً نال التقريظ والفضيحة في آن واحد، أخرجه
آلان
كلارك عام 1986. هنا، اتضح للجميع أن دانبار لم تختلق
حكاياتها. فهذه الأخيرة حولها
أينما يمَّمت بصيرتها. ما عملته كامنٌ في إعادة الحيوية إلى عالم تفكّك على
خلفية
صعود السيدة الحديدية مارغريت تاتشر. إنها النصوص ـ الإيذان بطغيان النزاع
اليومي
بين سلطة أوليغارشيّة ومستعمري الحانات. السياسة لا تُناقَش،
بل تُشتَم. الوافدون
ذوو السُحَن الرمادية، الذين يحتلّون البيوت الفيكتورية المعمار، هم في عرف
البيض «حيوانات الإمبراطورية» التي جاءت كي تسرق
اللقمة وتُناكد الصبيات الحمراوات. عليه،
فإن استهدافهم واجبٌ قومي وصليبية محلية مبرَّرة. هذا التمييز
لم يجد صدى في ضمير
الفتاة المتنمِّرة، فكان آخر أزواجها باكستانياً هربت منه لاحقاً بعد أن
زاد من
عيار حرصه وأوامره، على الرغم من ولادة ابنتها الخُلاسية. في المسرحيتين،
تكون
البطلة الأولى زوجة لآسيوي، لا تفلح الزيجة وأعرافها من منع
زناها المقبل.
انتقمت حفيدة تاتشر عبر نصوصها من الخيبة الشخصية، قبل أن ينتصر الخمر
وإدمانه
عليها. تحوّلت على يدي فنانة التجهيز والفيديو الإلكتروني
والمخرجة السينمائية كليو
برنارد (ولدت عام 1965 في «سانت باربرا» الاميركية) إلى امتحان للمأساة في
فيلمها
الذي استلف عنوان مسرحية دانبار. وبدلا من أفلمة هذه الأخيرة مباشرة، ذهبت
إلى الحي
نفسه، إلى أناسه وقاطنيه والمتسكّعين حول الشارع الذي أصبح
محجّاً إعلامياً منذ
شهرة «رويال كورت»، وجعلت ميدان «بارفيرتون آربُر» الأخضر، الذي يتوسّط
الحي
الفقير، «مسرحسينمائي» تتحرّك على مرجه عائلة الكاتبة وجيرانها وأزواجها
واصحابها
وصويحباتها، ومعهم روّاد مقصف «ذي بيكون» ومالكه الحقود وزعران
الحي ومغالو
العنصرية ومذيعو التلفزيون القادمون من لندن والساعون إلى فض بكارة الحكاية
العجيبة: طفلة الأحياء المعدمة، التي ثوّرت الخشبة، لا تربّي ابنتها في
غرفة بل في
حانة. والنتيجة: مُبهرة. فيلم هجين بقوّة درامية صاعقة، ممتعة
وتنبيهية. سينما
وثائقية صوّرت غرفة دانبار والزوايا كلّها التي عاشت فيها حياتها القصيرة،
تداخلت
وخليط آخر من التمثيل والتجسيد لنصّها الأثير، حيث تناوبت شخصيات المسرحية
على
تمثيل أدوارها فوق العشب مع ديكور وهمي. وفي أحيان، تحوّل إلى
اختزال (قريب الشبه
بما فعله الدانماركي لارس فان ترير في «دوغفيل» عام 2003)، وقالت جملها
أمام
الكاميرا في تغريب سينمائي لاهث.
إلى ذلك، تفاجئ برنارد مشاهديها بإدخال شخصيات
حقيقية (الأب وزوجته الجديدة. الأخت. العشيق الأول. الصديقة الأقرب.
الجيران. سكارى
الحي) للإجابة على أسئلة مغمّطة الصوت، تحوِّل اعترافاتهــا إلى ما يُشبه
الشهادة
الميدانية عن دانبار وحياتها المأساوية. إن عمل برنارد هو
«تجهيز سينــمائي»، يُمكن
للمتفرج أن يعيد صوغ السيرة فيــها بحسب مشيئته. إنها لعبة درامية لا
تستهدف
المتعة، بل التحريض على اكتشاف ســرّ الصبية، والتلوّع بخسارة العمر
القصير. في
الخــطّ العام الذي أعده شخصياً أشبه بصيغة الحكم العائلي
المطلق على خطايا دانبار
وأنانيتها (وسذاجتها، ربما، التي لوّثتها الشهرة السريعة)، جعلت صاحبة
«الطوفان» من
ابنتها لورين ذات الدم الباكستاني (مانجيندر فيرك) المحكّ المركزي لأخبار
الكاتبة
المنكوبة. إنها الرائي والحكّاء والضحية والحكم في آن واحد. ما
ينفع المُشاهد هو
كسرها لوهم السينما وتوثيقيتها، إذ أنها دخلت من دون إذن إلى قلب الحدث
وملأت
الشاشة بحكايات حقدها ومرارتها ونزعتها العدائية، لأن «أمي لم تكن سوى
وحش». يُعرف
لاحقاً أن لورين ارتكبت حماقات عدّة قبل أن تحقّق جرائم أودت
بها إلى السجن. إنها
وارثة الخطايا بلا منازع. إن نكبة دانبار تُصوَّر عبر نص برنارد، باعتبارها
صيرورة
درامية بديلة للوقائع الحقيقية. أي إنها إغراء سينمائي لبحث مقبل، يُكمل
لغز الصورة
الناقصة في فيلمها: هل أندريا ضحية عائلة أم نظام؟ أهي خطيئة تربية، أم سوء
حظ
طبقي؟ مَنْ الملام؟ والدها الأمّي اعترف أنه كان لاهياً عنها.
عشيقها قال إنه
نَفَدَ بجلده. زوجها الباكستاني يوسف (جيمي ميستري) لعنها: «لم تسمعني».
ذهبت
أندريا إلى دار حقّها، وأبقت فوق حشيش «الآربُر» الأوغاد جميعهم الذين
كالوا المديح
لها أمام الكاميرا، لكنهم أذاقوها العار عندما سبقت قراراتها
الشخصية وعنادها.
نص كليو برنارد ثمين القيمة، لأنه لَعَب بحنكة على وتري السينما، وجعل
غالبية
الحرفيين في حيرة بشأن نعت جنسه الذي هو لا درامي ولا وثائقي،
بل اسلوب سينمائي
متجدّد بثّ ألقاً خاصاً على «فيلم السيرة»، الذي يجدر التمعّن في مشاهدته
وإشاعة
بصيرته بين السينمائيين العرب، خصوصاً شبابهم، لفهم معاني ابتكارها الحقّ.
)لندن(
السفير اللبنانية في
19/11/2010
قفشات زينات
كتبت : هبة عبدالعزيز
كيف تحولت بنت الإسكندرية
الجميلة زينب محمد سعد المولودة في1913
الي اشهر عانس في السينما المصرية ؟ كيف
اصبحت ورقة الكوميديا الرابحة في أكثر من400 فيلم ؟
الإجابة يطول شرحها, ونكتفي هنا بذكر اشهر افيهات اطلقتها زينات
صدقي في افلام
مختلفة, وادهشني كم تعبر هذه الافيهات عن
شجون واحوال بنات حواء في بر مصر ونحن
في الالفية الثالثة!
أمرك يا سبعي يا جملي.. يا مستبد يا سادس عشر
'
فيلم شارع الحب1958'
الشعار الذي ترفعه مثقفة حاصلة علي الدكتوراه اضطرت
للزواج من اسم الله علي مقامك من ميكانيكي قد الدنيا وحاصل علي' الدبلون'
كمان! زينات صدقي قالت هذه العبارة وهي مرفوعة الرأس, منشرحة الصدر
تتأمل في
هذا الملاك النائم علي الفراش في الأيام الأولي لشهر العسل بعد أن رفضت
عروض زواج
مغرية من ملوك الفاكهة وأباطرة السوق بينما الست الدكتورة اضطرت لأن تلحق
بأي كرسي
في عربة الزواج البطيء وها هي الألفية الثالثة تلقي نفس العبارة الغزلية
علي شخص من
يتفرس في وجهه يتعلم أصول العفة وفنون غض البصر لكن ما باليد حيلة ولقب حرم
البيه
الميكانيكي أفضل من عانس والعياذ بالله وكما قال الشاعر قضا اخف من قضا.
يعني
أنا اللي ها فضل كدة من غير جواز ده حتي
موش كويس علي عقلي الباطن
' فيلم ابن
حميدو1957'
المصير الذي كانت تخشي الدكتورة سالفة الذكر من الوصول إليه دون أن
تعرف أن الطلاق في الشهر الثالث من الزواج هو' القضا الثالث' الذي لم
تعمل
حسابه ولتكتشف أن لقب مطلقة أسوأ بكثير من لقب عانس فهي في الحالة الأولي
من منظور
المجتمع كائن يستحق التعاطف, أما في الحالة الثانية فهي خطافة رجالة
وعدوة المرأة
والمسئولة عن تزوير الانتخابات وتدهور مستوي التعليم وانقطاع الكهرباء في
مدينة نصر
وتلوث مياه الشرب في قرية البرادعة, كما أثبتت التحقيقات الأولية أنها
تقف وراء
تآمر دول المنبع علي حصة مصر من مياه النيل.
نوم العوافي يا عريس
متعافي
' فيلم شارع الحب'
النشيد الوطني الذي تتمرن علي أدائه كل فتاة
مخطوبة تحت إشراف الست الوالدة, المشكلة الوحيدة هي أن الأم التي زادت
وعادت في
كل التفاصيل وهي تلقي الوصايا العشر علي مسامع ابنتها لم يخطر في بالها أن
يصبح
عريس الهنا إحدي ضحايا زمن النوم في العسل.
وللقفشات بقية الأسبوع
القادم...
الأهرام اليومي في
19/11/2010 |